ضحية ذئب للكاتبة ريهام الحديدى(كاملة)
( الحلقة العاشرة)
انقضى اليوم سريعا وحل المساء توجه شريف الى مسكن حسن استقبلة حسن بفتور شديد فتغاضى شريف عن هذا لرغبة الشديدة لمعرفة ما سوف يقصة علية حسن وبادر شريف بالحديث وقال
-ها عندك استعداد تحكيلى حكايتك ؟ أظن أنا من حقى أعرف بتعامل مع مين ؟
-سكت حسن طويلاً ثم تنهد بمرارة وقال أنا حسن .حسن الراوى صحفى فى جريدة الرأي الحر بشتغل فى قسم التحقيقات حكيتى بتبتدى بدخول شاب عليه المكتب أخته أختفت وبعد ما سأل اصحابها عنها وحدة منهم قالت إنها كانت راحة تقابل واحد اتعرفت علية من على الفيس وختفت بعد كدة وهو مكنش بيرد على الرسايل اللى بتتبعت له من ايملها أو إيميل أي حد بيدخل يسأله عليها سكت لحظة ثم قال خت إيميل البنت وعرفت أكونت الولد دة وكلمتة بعد كدة على أساس أنى بنت وتفق معاية نتقابل وفقت ورقبته من اليوم دة وعرفت أن وراة عصابة كبيرة لخطف البنات وبيعهم بعد كدة واللى يشترى بيشغلهم فى الدعارة أو اللى تحاليلها مناسبة لحد محتاج أعضاء يموتوها ويبيعوها بالحتة وضحك ضحكة أستنكارية لما يروى ثم أكمل بتهكم وقال
– بيبعوهم كأنهم خردة واللى يدفع أكتر فى الحتة يشيل (يقصد به أعضاء الفتاة)
جمعت كل المعلومات عن العصابة ومين اللى وراهم ومين اللى بيشتغل معاهم من أكبر واحد لأصغر واحد فى العصابة دى وابتسم بسخرية ثم قال
وعملت فيها أبو زيد الهلالى ونشرت أول حلقة من التحقيق دة وياريت مثلا نشرت أسماء ولا صور لا دا أنا بس كتبت عن الموضوع بشكل عام ولمحت بس بالحروف للأسماء المتورطة فى التحقيق اللى هينزل على حلقات أسبوعبية وتانى يوم فى المكتب جالى واحد بيسومنى على أنى أديلة كل المعلومات والأوراق اللى تدينهم نظير مبلغ مالى كبير رفضت وطرتة برة المكتب .
جالى بليل فى بيتى ومعاة شوية بلطجية خدونى وخدوا مراتى وأمى سكت بعضاً من الوقت وأدمعت عيناة وبكى بقهر وتحدث وهو يضرب صدرة وقال قتلوهم قتلوا أمى ومراتى وابنى. ابنى اللى لسة مشفتوش قتلوة .قالوالى هنخليك عايش بس فى نفس الوقت ميت ودة اللى فعلاً حصل دمرونى. خدو منى كل حاجة .مسبوليش حاجة أعيش علشانها .ولا حتى سبولى أى أمل أعيش بية وأخذ يضرب يدة بالحائط بشدة ويبكى ويقول أنا السبب أنا السبب هما ملهمش ذنب . لوكنت أعرف أن هيحصل كدة مكنتش كتبت حاجة وسلمت كل الورق اللى معاية للنيابة وتفديت كل دة .بس غبى أنا غبى عايز اعرف الناس الحقيقة لية مافى ألف غيرهم بيعملوا كدة ومحدش بيقرب منهم .لية عملت فيها بطل لية وأخذ يحطم كل ما كانت تقع عليه عينة .
(تفاجأ شريف مما قص علية من حسن لم يكن يتوقع أن حياتة السابقة انتهت من ذاكرتة على هذا السوء .شرد كثيرا ثم انتبه على يد حسن وهى تحطم كل الاشياء التى تقع عينه عليها .فقام بأمساكة من الخلف وتقيد يدة وراء ظهرة وتثبية فى الحائط .
( أهتاج حسن وحاول الأفلات من قبضة يد شريف وأخذ يصرخ ويحاول بكل الطرق الافلات من يدة ولكن يد شريف وجسمة كانت تعيقة من انجاح محاولاته .وبعد بضع دقائق على هذا الوضع من محاولات حسن الغير موفقة فى الافلات بدأ بالاستسلام لهذا الوضع وأخذ يبكي بيأس فتحدث شريف وقال
-أهدى وحاول تفكر بالعقل شوية .دا قدرهم وكان لازم يشفوة وأنت كمان دا قدرك ولازم متيأس كدة .لازم تجيب حقهم وحق البنات الغلابة اللى بيتعمل فيهم كدة .انت يمكن كنت سببفى أن الناس دى تتفضح بس طريقتك كانت غلط أنت كنت متصور أنهم هيسبوك تنشر حاجة عنهم بسهولة كدة وكمان مش هيحولوا يأذوك .أية مفتش عليك قبل كدة أن العصابات دى ممكن يصفوا أى حد يفكر بس أن يشاور عليهم ويقول الناس دى بتعمل حاجة غلط .تنهد شريف وبدأ بخفض يدة من على حسن وأبعاد جسدة عن جسد حسن وقال أهدى كدة وتعالى نقعد ونفكر هنعمل اية فى المشكلة دى .
أستدار حسن ببطء وقام بفرك معصمةبيدة الأخرى وتحدث بيأس وقال
-ما خلاص ما منوش فيدة الكلام .مش هيرجع لى اللى راحوا ولا هيمحى اللى أتعمل فية .
-والبنات قالها شريف بصوتا عالى وتابع حديثة وقال البنات اللى أتخطفت واللى لسة بتتخطف أية نسبهم يتعمل فيهم كدة يايبقوا جوارى يايموتوا وكل وحدة وحظها.وسكت قليلاً ثم تابع حديثة وقال ولا نهدا ونحاول نتجاوز المحنة دى ونشوف هنعمل اية .أنت عارف أنا ناس كتير سئلتنى أنا بعمل معاك كدة لية ؟ كنت بقول مش عارف يمكن ربنا مسخرنى عشان أساعدة .بس لأ طلع ربنا مسخرك أنت عشان تقبلنى عشان نحط أدينا فى أدين بعض ونكشف الناس دى ونحمى كل البنات اللى وقعت واللى هتقع فى أيدهم .
-أنا خلاص معتش أقدر أواجة حد قالها حسن بيأس .
((أمسكة شريف من ذراعية وقال بصوتا غاضب
-اية عندك ممكن تخسرة تانى؟ هه ايه قولى كدة؟ وأخذ يحرك جسد حسن بين يدية بقوة ويقول أية مش عايز تاخد بتارك من اللى عملوا فيك كدة ؟ منغسكش تنتقم لكل حد بنتهم ضاعت منهم ومش لقينها لحد دلوقتى وكل ساعة بيموتوا عليها .
-رد عليه حسن أنا خلاص أنتهيت أنا كل اللى بفكر فية الوقتى بس أنى أعرف مين اللى قتلهم بأيدة وأنا هقتله بنفس الطريقة اللى قتلهم بيها .أنا مش عايز أخد بتار حد غير تاري أنا وبس .
تركة شريف من يدة وقال كدة احنا متفقين على المبدأ انت عايز تنتقم وأنا عايز أجبهم وسلمهم للعدالة بس طريقتى غير طريقتك .طريقتك هتخرج منها ميت مع أول محاولة ليك أنك تحاول تقتل حد من اللى كان السبب فى موت عيلتك .دول بلطجية يعنى القتل بالنسبة لهم زى المية والهوا .تقدر تقولى لو بلطجى طلع لك مطوة هدافع عن نفسك ازاى قدامة .مش هقولك تموته أنا بس بقولك دافع عن نفسك أقولك أنا وقتها هيحصل اية .مش هتعرف تحمى نفسك منه وأكبر دليل على كلامى دة انك معرفتش تفك نفسك منى لما كتفتك بس ما بالك بابلطجى هيعمل معاك ايه .سكت قليلا ثم تابع حديثة وقال أحنا لازم نفكر بالعقل احنا هنعمل اية وهناخد بتارنا ازاى من الناس ولاد ال…….. دى . سكت قليلاً ثم قال
قوم نرتب الدمار اللى انت عملته دة ونطلب أكل ونتكلم وحنا بنشرب الشاى ونفكر هنعمل ايه فى الايام اللى جاية دى .وبادرة بسؤال بعيد كل البعد عن ما كانوا يتحدثون بة. أنت مكلتش من الصبح صح. ابتسم حسن لمعرفتة ان شريف يحاول تخفيف هذه المأساة عنه واخراجة من شعور الاحباط واليأس المسيطر عليه .
-بالفعل قام حسن وشريف بترتيب الفوضى التى أحدثها حسن فى المنزل وقام شريف بمحادثة محل مأكولات سريعة وطلب منه العشاء لة ولحسن وبعد نصف ساعة جاء الطعام . لم يأكل حسن الكثير من الطعام بل أكل بعض اللقيمات القليلة فقط ثم قام وقال
-أنا هعمل الشاى كمل أكلك أنت .
بعد قليل جاء حسن ومعه كوبين من الشاى ومد يدة لشريف بأحدى الاكواب وقال
-اتفضل كوباية الشاى بتعتك اهيه.
بدأ حسن بالكلام وقال قولى انت عايزنا ننتقم من الناس دى ازاى ؟-رد عليه شريف وقال احنا لو جينا خدنا الورق والمستندات اللى معاك ووديناة للنيابة مش بعيد القضية تنتهى ان احنا عايزين نلوث مسيرة رجال الأعمال الشرفاء وخد ماالهري دة كتير وفى الحالة دى متستبعدش انهم يخلصوا علينا ومحدش هياخد باله أصلاً من اختفائنا .أنما بقا لو قعدنا وفكرنا بالعقل هنعرف نوقعهم كلهم من أصغر واحد لأكبر واحد حتى لو كان هو مين .
-طب ازاى ؟سأله حسن بتلهف .
-فقال شريف أول حاجة لازم أعرف كل المعلومات اللى عندك وساعتها هعرف نبتدى منين .
-قال حسن بخيبة أمل بس هما جابوا كل الورق والمستندات اللى كانت معاية وحرقوها قدامى.
-رد شريف وقال أنت مش عارف المصادر اللى جبتها منها وأكيد كمان فاكر الأسماء الكبيرة اللى متورطة فى الموضوع دة .
-قال حسن اه فاكر الاسامى الكبيرة .بس بعدين هنعمل اية بعد محكيلك .
-قال شريف هبدأ أدربك الفترة الجاية ازاى تدافع عن نفسك وانت قدام اى بلطجى وكمان فى الفترة دى هنكون بنجمع معلومات عن الاسماء دى من أول وجديد وهيكون على نطاق أكبر من اللى انت كنت بدور فية .وبعد كدة هزرعك وسط الصبيان و واحدة واحدة تتمكن وتبقى معلم تحت طوع الناس الكبيرة دى وتسهل لهم كل جرايمهم .وبع….
-انتفض حسن من مكانه وقال بصوتا ثائرو قال أنت أكيد أتجننت أنت عايزنى أذتغل معاهم وكمان أسهل لهم اللى هما بيعملوة.
-رد شريف وقال منتا لو كنت سمعت باقى كلامى كنت فهمت .أنما أنت عملت ولا أحسن مدفع رشاس وتفتح قدامى.وأمسكة شريف من يدة وقال أقعد بس الاول كدة واسمع باقى كلامى .جلس حسن بهدوء ثم أكمل شريف حديثة وقال أول ما تساعدهم على هما عايزينة هكون أنا متبعك وهقبض على اللى هيكون بيسلمك أو بتسلمة ديما هعمل كدة وهحاول أبعد من قدامك أى حد يقف بينك وبين الناس الكبيرة لحد مايثقوا فيك وتبقى واحد منهم وأنت وسطهم هتجمع أكبر قدر من المستندات اللى تدينهم من أكبر واحد لأصغر واحد .
-سكت حسن مدة من الزمن ثم قال طب لو
– طلبوا منى أخطف بنات أعمل أية وقتها.
-هتنفذ طبعا قالها شريف بثقة كبيرة .
-وقف حسن ثم قال يبقا أنت أكيد أتجننت لو مفكر أنى ممكن أعمل كدة .
-تنهد شريف وقال يا ابنى اهدى وفهمنى بقا. أنا قولت لك هتبعك وهقبض على هيستلم منك البنات أو بيسلمهالك بس فى مكان ووقت تكون أنت بعيد عن دايرة الشك.
– قال حسن بأستفهام طب أفرض البنات أتأذت قبل ما توصل لهم.
-رد شريف وقال متخفش هكون حاطط عينى عليهم ومتبعهم كويس أوى .قبل ماحد يقرب لهم هكون قابض علية . ها أرتحت كدة ياعم؟ وفهمت الوضع هيكون ماشي ازاى؟
-أومأ حسن برأسة دون أن يجيب شريف .
-رد شريف وقال خلى بالك اللى أنا بقولهوالك دة مش هيتعمل بين يوم وليلة دا محتاح سنين عشان نقدر نجيب الشبكة دى من أولها لأخرها ثم وضع يدة على كتف حسن وقال اتفاقنا ياحسن.
-أومأ له حسن دن أن يجيب.
-قال شريف لأ عايز أسمعها بودنى عشان لو بدأنا المشوار دة مفهوش رجوع .أتفاقنا.
-أتفاقنا يا شريف بية.