ضحية ذئب للكاتبة ريهام الحديدى(كاملة)

(الحلقة السابعة عشر)
(في مكتب اللواء حمدي)
– طرق شريف باب الحجرة ثم دخل قابله اللواء حمدي بتساؤل وقال: ها يا شريف حسن عامل إيه دلوقتي؟
– حمحم شريف وقال بصوت متوتر: هو الحمد لله بخير يا فندم مافيهوش حاجة.
– رد عليه اللواء حمدي وقال: لازم نداريه كويس الفترة اللي جاية لحد ما يتحكم على الناس دي كلها أنت عارف إن هو الشاهد الوحيد عيهم وأكيد هايحاولوا يتخلصوا منه لما يعرفوا إن هو السبب في اللي هم فيه دلوقتي.
– أومأ شريف له دون أن يتحدث، فسأله اللواء حمدي وقال: سألته عن البنت اللي قلتلك عليها؟
– رد شريف بصوت منخفض وقال: أه سألته يا فندم.
– رد عليه اللواء حمدي وقال: ها وقاللك إيه؟
– صمت شريف بعض لحظات وقال: أتجوزها.
– رد الواء حمدي وقال: أنت بتقول إيه يا شريف؟، مين أتجوز مين؟!!!
_ رد شريف بإحراج وقال: حسن أتجوز سارة يا فندم.
– رد اللواء حمدي وقال: حصل غمتى الكلام ده وإزاي؟، فهمني يا شريف.
– حمحم شريف وقص عليه ما قاله له حسن عن طريقة زواجه بسارة وإجبارها على معاشرته وتبرير حسن الزائف لما فعله معها.
– إضطرب اللواء حمدي وقال بصوت عالي: ده أكيد أتجنن يا شريف هو إزاي يعمل كده؟، هو فين دلوقتي عايز أشوفه.
– رد شريف وقال: خرج يا فندم.
– علا صوت اللواء حمدي أكثر وقال: خرج؟ خرج إزاي من غير ماحد يبلغني؟ هو إيه وكالة من غير بواب اللي يدخل يدخل واللي يخرج يخرج بمزاجه؟، مين اللي خرجه يا شريف؟
– حمحم شريف وقال: يا فندم هو ما عليهوش حاجة وقال عايز أخرج فخرج ماكناش نقدر نمنعه من الخروج.
– رد اللواء حمدي وقال: طب البنت فين دلوقتي؟
– رد شريف بصوت مضطرب وقال: خدها ومشي.
– رد اللواء حمدي بصوت أعلى وقال: خدها!! خدها إزاي ده أنتوا نهاركم أسود هو خلاص الكل هنا بيتصرف بمزاجه؟
– رد شريف وقال: يا فندم هو معاه ورقة جواز عرفي وضمنها بيها وخدها معاه وخرج ماحدش كان يقدر يقوله أنت مالكش حق إنك تاخدها معاك، دي مراته حتى لو إحنا عارفين طريقة جوازهم بس القانون في صفه وماحدش يقدر يمنعه ياخدها.
– رد اللواء حمدي بصوت آمر وقال: إعرفلي هو فين حالاً هاتلي عنوانه أنا لازم أروح وأتكلم معاه.
– رد شريف وقال: تمام يا فندم وأدى التحية العسكرية وأنصرف.
(في شقة حسن)
حاولت سارة فتح الباب بأكثر من طريقة ولكن لم تستطع حاولت أيضاً أن تصدر صوتاً عالياً عل أحمد من جيرانها يسمعها ويهب لمساعدتها ولكن لم يفلح ذلك وبعد أن يأست من أن تجد من يساعدها و ينتشلها مما هي فيه جلست على الأرض وأخذت تجهش بالبكاء.
– بعد ساعة جاء حسن وفي يده أكياس كثيرة من الطعام فتح باب الغرفة الموجودة بها سارة وقال لها: قومي أخرجي جبتلك أكل.
– نظرت له سارة بحدة وقالت: مش عايزة منك حاجة.
– نظر لها حسن طويلاً وقال: حاولتي تخرجي وماعرفتيش صح؟
– لم تجب عليه سارة ولكن أستمرت في بكائها.
– خرج حسن من الحجرة وأغلقها وبعد دقائق فتح الباب ودخل وهو يحمل بعض الأطباق التي يوجد بها طعام وضع حسن الطعام على طاولة بجانب الفراش ونظر لسارة وقال بصوت حاول أن يظهر فيه الشدة: أنا هاخرج أكل برة، ساعة وهادخللك لو مالقتكيش كلتي هاتعرفي شغلك، ثم تابع بصوت عالي: فاهمة؟
– شعرت سارة بالخوف الشديد من تهديده وقالت: فاهمة.
– وأنصرف حسن على الفور بعد سماع ردها.
في نفس الوقت حاول شريف معرفة مكان تواجد حسن فقام بالتوجه إلى شقته القديمة ودق جرس الباب وبعد قليل فتح له حسن ونظر له برهة ثم ترك باب المنزل مفتوح وأتجه إلى الداخل وقام بتشغيل التلفاز بأعلى صوت.
– دخل وراءه شريف وقال: إيه مش عايز تكلمني ولا مش عايز تستقبلني في بيتك؟ ، على العموم أنا جاس بناءً على رغبة اللواء حمدي هو عايز يشوفك.
– ليه ؟ قالها حسن وهو موليه ظهره.
– رد شريف وقال: عايزك لسببين أولهم سارة ، والتاني لحمايتك عشان هم أكيد هايحاولوا يسكتوك بأي شكل وممكن أوي يقتلوك عشان أنت الشاهد الوحيد عليهم.
– رد حسن وهو مازال يوليه ظهره: بخصوص سارة فماحدش ليه الحق إنه يكلمني بخصوصها أنا جوزها، أما حمايتي فأنا أعرف أحمي نفسي كويس.
– لأ مش جوزها. قالها شريف وهو يمسك ذراع حسن ويقوم بلفه لمواجهته وقال: أنك تخطف واحدة وتمضيها على ورقة جواز وتغتصبها فده ماسموش جواز ده إبتزاز.
– حرر حسن ذراعه من يد شريف وقال: ماحدش ليه إنه يتدخل.
– رد شريف وقال: أهلها لو عرفوا باللي عملته هايتدخلوا ويودوك في داهية.
– قال حسن: ماحدش هايقدر يثبت حاجة.
– يأس شريف من مجادلة حسن وقال: تصدق الكلام معاك مابقالوش لازمة أنا ماشي.
– وبالفعل ذهب بإتجاه الباب وخرج.
– في ذلك الوقت كانت تقف سارة وراء الباب تسمع الحوار القائم بين حسن وشريف وحاولت كثيراً أن تستنجد بشريف ولكنه لم ينتبه لمناداتها وذلك بسبب الصوت العالي الصادر من التلفاز.
( في مكتب اللواء حمدي)
– رن جرس الهاتف لديه فقام بالرد عليه وتحدث قائلاً: ها ياشريف عرفتلي مكانه.
رد شريف وقال: في شقته القديمة يا فندم وهي معاه.
– رد اللواء حمدي وقال: تمام هاتلي العنوان.
– أملاه شريف العنوان ثم أنهى المكالمة معه، قام اللواء حمدي بالتوجه إلى شقة حسن على الفور وبعد نصف ساعة دق جرس الباب عند حسن فتوجه للباب حسن لمعرفة من القادم فتح الباب ففوجئ باللواء حمدي أمامه.
– حمحم حسن وقال: أهلاً وسهلاً يا فندم أتفضل.
– دخل اللواء حمدي دون أن يقوم بالرد على ترحيب حسن به وتقدم إلى داخل المنزل ونظر إلى حسن وقال: هي فين؟
– نظر له حسن ورد عليه دون مراوغة: نايمة جوة.
– أومأ اللواء حمدي ثم نظر عين حسن مباشرة وقال: إديني سبب مقنع يخليني أحاول أغفرلك اللي عملته مع البنت دي وأهلها.
– رد حسن وهو يحيد بنظره عنه وقال: أنا قلت لشريف إن هم كانوا شاكين فيا ودي كانت الطريقة الوحيدة عشان يرجعوا يثقوا فيا تاني.
– رد اللواء حمدي وقال: بس كده؟
– مسح حسن جبهته بتوتر وقال: أه طبعاً بس كده، أمال هايكون ليه يعني؟
– رد اللواء حمدي بثبات ودون إنفعال وقال: يعني مش عشان الخلفة مثلاً ياحسن؟
– صدم حسن من كلام اللواء حمدي وحاول مداراة توتره فأولى ظهره له وقال بإنفعال زائف: خلفة؟!! خلفة إيه؟ أنت عارف إني مابخلفش.
– ده كان زمان. قالها اللواء حمدي وهو يتجه إليه ويرفع وجهه إليه وهو ينظر في عينه وقال: أمال العمليات اللي عملتها برة دي كانت ليه؟، وآخر تحليل اللي عملته من حوالي إسبوعين واللي أكد إنك تقدر تخلف تاني ده كله عملته ليه؟
– إنفعل حسن بالفعل وقام بإبعاد يد اللواء حمدي وقال: إيه؟ مش من حقي أخلف؟ مش من حقي أكون أب؟ مش من حقي أكون أسرة؟ هافضل عايش لوحدي طول عمري؟ هم خدوا مني كل حاجة، خدوا أهلي، خدوا أمي، خدوا مراتي، خدوا إبني من حتى قبل ما أشوفه.
– رد اللواء حمدي وقال: من حقك طبعاً بس مش بالطريقة دي ولا بالشكل ده، إنك تخطف وتغتصب عشان يكون ليك إبن وعيلة ده في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون كان ممكن تستنى لحد لما نخلص الموضوع بتاعنا وتبتدي تعيش حياتك عادي وتشوف أي حد من معارفك أو قرايبك وتبتدي تكون عيلة وأسرة من جديد.
– رد حسن بإبتسامة ساخرة وقال: أه وبعد ما أتقدم وأتجوز وأطلع مابخلفش تاني تقوم اللي أخترتها تسيبني وتقوللي أسفة عايزة أكون أم، وأنا أفضل عايش اللي باقي من حياتي كده وحيد مجروح ماحدش حاسس باللي أنا فيه.
– طب هي ذنبها إيه؟ قالها اللواء حمدي وهو يمسكه من ذراعه ويواجهه مرة أخرى.
– ذنبها؟، ذنبها إنها شبه هالة شبهها في كل حاجة.
– أبتسم حسن لذكرى رؤيته لسارة لأول مرة خلف منزل العصابة عندما كانت تحاول الهروب وقال: أول ماشفتها حسيت إن هالة هي اللي قدامي، حسيت إن ربنا رجعهالي تاني عشان يعوضني عن حرماني منها السنين اللي فاتت بس إتفاجأت بيها عايزة تموت نفسها، أخذ حسن يدور حول نفسه وهو يشعر بالتيه والضياع وقال: عايزة تموت نفسها، عايزة تموت نفسها وتسيبني تاني بعد ما ربنا بعتهالي وجبهالي لحد عندي، ماقدرتش صدقني ماقدرتش أشوفها وهي بتنتحر وعايزة تسيبني تاني قمت مسكتها وضربتها ضربتها جامد مش عشان زي ماقلت عشان أثبت ولائي للعصابة، لأ عشان ماتحاولش تعمل كده تاني وتسيبني وتهرب، كان ممكن أكتفي بضربها بس لأ كنت عايزها ليا، لنفسي.
– شعر حسن بالإرهاق وبأنه على وشك الإنهيار فجلس على أقرب كرسي و أخذ يبكي بشدة وهو يتحدث وقال: تعرف أنا عملت كده ليه؟ عملت اللي عملته عشان ماتسبنيش بعد كده كان ممكن أستنى لما يتقبض على العصابة بس وقتها كان فيه إحتمال ترفض وتسيبني ماكانش إدامي غير كده عشان تكون ليا ماكانش قدامي غير الحل ده وبالمنظر ده عرف إن أنا حيوان وإنها مش هاتقدر تسامحني أو تتقبلني بس ماقدرتش أفكر غير بالطريقة دي لما حسيت إنها ممكن تضيع مني لكن بعد اللي حصل ماحدش هايقبل يتجوزها بعد كده حتى لو كان بيحبها ماحدش هايقدر يفكر فيها وبكده هاترضى وهاتوافق تقعد معايا.
– رد عليه اللواء حمدي وقال: إنت فكرك لما أهلهايعرفوا مكانها ويعرفوا اللي حصل هايسيبوهالك؟، هايخدوها منك و هايؤفعوا عليك قضية ويبهدلوك.
– رد حسن وقال: ماحدش هايقدر يرفع عليا قضية هايخافوا من الفضيحة كل اللي هايعملوه هايخدوها عندهم شوية وبعد كده هايرضوا بالأمر الواقع وهايقبلوا بجوازها مني عشان ماحدش يجيب سيرتهم ويتكلم في حقها هايخافوا من كلام الناس أقل مافيها الناس هاتقول دي هربت منهم مش إتخطفت.
– رد اللواء حسن وقال: ده أنت مرتب كل حاجة بقى.
– رد شريف وقال: لأ مش مرتب بس ده رد الفعل الطبيعي لأهلها وكلام الناس وده اللي هايحصل.
– رد عليه اللواء حمدي وقال: مش عارف أقولك إيه، وصمت بعض الوقت وقال: هاديك فرصة تصلح اللي أنت عملته معاها ياحسن، شهرين… شهرين بالظبط ياحسن تكون حاولت إنك تخليها تتقبلك.
– قام حسن من مكانه وقال: بإذن الله هايحصل، أنا مش عارف أشكرك إزاي.
– رد عليه اللواء حمدي وقال: تشكرني لما تردلها كرامتها قدام الناس كلها.
وبعدها إستأذن اللواء حمدي وغادر.
( في شقة عواطف )
– بعد مرور اسبوع من القبض على العصابة تحدث ابراهيم للواء حمدى لمعرفة اذا كان توصل الى شئ جديد بخصوص اختفاء سارة.
– رد علية اللواء حمدى وقال: لسه مفيش معلومات جديدة وصلت يا إبراهيم صدقنى انا بنفسي اللى هبلغك اول ما اوصل لحاجة
– انهى ابراهيم حديثة مع اللواء حمدى ثم قام بالنداء على زوجته وابلغها ما دار فى المكالمة الهاتفية بينه وبين اللواء حمدى.
– صمت إبراهيم قليلاً ثم تحدث وقال: أنا قررت إننا نرجع بلدنا تاني يا أمينة.
– تفاجأت أمينة من قوله وقالت: هانسيب بنتنا ونسافر يا إبراهيم.
– رد عليها إبراهيم وقال: قوليلي على حاجة لسه ماعملنهاش وأنا أعملها إحنا دورنا عليها في جميع المستشفيات وحتى الإقسام دورنا عليها فيها ومع ذلك مالهاش أي أثر.
– بكت أمينة وقالت: يعني هانمشي ونسيب بنتنا هنا لوحدها؟
– رد إبراهيم وقال: مافيش في إيدينا حاجة نعملها لو ربنا كاتبلها إنها ترجع هاترجع إعملي حسابك يا أمينة إننا من بكرة هانسافر قعدتنا هنا مالهاش لازمة وده أخر كلام عندي.
– ثم قام وأنصرف من أمامها معلناً نهاية النقاش.
– فقالت أمينة لنفسها: أمري لله فوضت أمري إليك يارب ثم قامت هي الآخرى وتوجهت إلى غرفتها وعينيها مليئة بالدموع.
( في شقة حسن)
مر أسبوع منذ أن قام حسن بأخذ سارة إلى منزله فكانت سارة تقضي وقتها في البكاء والصلاة وتلاوة القرآن والتضرع إلى الله لينجيها مما هي فيه وكان حسن يتجنب سارة بقدر الإمكان حتى تهدأ قليلاً وتطمئن له وحتى لا تحدث أي مشادة بينهم مرة أخرى فكان يحضر لها الطعام ويغادر الغرفة على الفور، وفي أحد المرات حاولت سارة الهروب من الغرفة فأختبأت خلف باب الحجرة وفي يدها مزهرية حينما سمعت خطواته تقترب من الباب وحاولت ضرب حسن بالمزهرية على رأسه بمجرد أن دلف إلى الحجرة ليدخل لها الطعام ولكن حسن تنبه على عدم وجودها في الغرفة بمجرد أن فتح الباب فشك في الأمر وتلفت ورائه بسرعة وأستطاع أن يتفادى الضربة على رأسه وتلقاها على معصمه مما أدى إلى سقوط الطعام منه، فنظر اليها وقام بأمساك يدها وثبتها بينة وبين الحائط وقام بأرجاع يدها الى خلف ظهرها ونظر اليها طويلاً ثم قام بأمساك خصلة من خصلات شعرها وأخذ يلفها حول يدة وقال تعرفى انك وحشانى بجد بس مش وحشانى على انك هالة لأ وحشانى على انك سارة وقام بتمرير يده على وجنتها بلطف وهي ترتجف خوفاً منه فسرق حسن قبلة سريعة منها ثم ابتعد عنها وخرج خارج الغرفة.
أستنوني في الحلقة الجاية وهاستنى توقعاتكوا ياترى هايكون إيه رد فعل سارة و ياترى حسن هايقدر يعمل حاجة في الشهرين دول ولا لأ؟

(ملحوظة: أنا وأنا بكتب حطيت التاتش بتاعي فأنا خايفة عليها من الصدمة لما تقرا اللي كتبه ياريت تطمنوا عليها بعد شوية ليكون جرالها حاجة أصلي جننتها وهي بتمليني الصراحة صعبت عليا أوي ربنا يستر عليها).
ضحية ذئب

error: