ضحية ذئب للكاتبة ريهام الحديدى(كاملة)

(الحلقة التاسعة عشر)
(عند حسن وسارة)
– بعد خروج الطبيب من منزل حسن توجه حسن إلى غرفة سارة وجلس بجوارها على الفراش وأخذ ينظر لها ملياً ويتأمل وجهها ثم تمدد جانبها وجذبها نحو أحضانه ووضع رأسها على صدره وحاوط خصرها بيده وباليد الأخرى أمسك يدها وأسند رأسه إلى رأسها وأخذ يتحدث إليها بصوت باكي وقال: أنت عارفة أنا فرحان بالطفل ده قد إيه؟ أنا فرحتي مش ممكن أوصفها ولا ألاقي أي كلام يعبر عنها أحساسي مش ممكن أقدر أوصلهولك مهما أتكلم مش بس عشان خلاص حلمي هايتحقق وربنا هايعوضني ويبقى ليا أسرة وأولاد لأ ده كمان عشان ولادي هايكونوا منك أنت بس على قد ما أنا فرحان بالخبر ده على قد ما أنا خايف عليكي من ردة فعلك وعارف إني جرحتك أوي وعذبتك كتير إني قتلتك بإيديا لا ده أنا أذيتك أكتر من الموت بس صدقيني غصب عني أنا كنت خايف لما المهمة تخلص لو رجعتك زي باقي البنات إنك ماترضيش بيا أنا ما حستش بنفسي غير بعد ما عملت كده أنا ندمت أوي وعارف إن الندم ده مش كفاية ومش هايفيدك بحاجة بس والله غصب عني أنا أول ماشوفتك وأنت بتحاولي تنتحري وتعملي زي هالة ما عملت أنت عارفة إن هالة فكرت نفس تفكيرك أيوة هالة موتت نفسها (ثم أمسك يدها وقبلها) وأكمل قائلاً بس الحمد والشكر لله إني كنت معاكي وقتها ولحقتك قبل ماتعملي حاجة في نفسك، أول لما شوفتك قلت إنك لازم تبقي ليا مافكرتش لحظة في الطريقة اللي هاعملها عشان أملكك بس بعدها ندمت والله أنا بموت في اليوم مليون مرة والوجع اللي جوايا كل لما بشوفك أو أسمع صوتك بيقتلني.
– أخذ حسن يتكلم معها كثيراً ودموعه تنهمر على وجنتيه وتنزل على رأس سارة وأخذ يدعو الله أن يغفر له مافعله بها ويسامحه على جريمته في حقها وإزداد في البكاء وهو يقول: يارب يارب أنا عارف إني غلط وغلط غلطة كبيرة أوي بس أنت عارف أنا إيه اللي وصلني لكده يارب سامحني وأغفرلي يارب أنت الغفور الرحيم يارب إغفرلي وأعفو عني خطيئتي ، يارب أنا راجعلك تايب نادم ، يارب أقبلني وأقبل توبتي، يارب ماتحرمنيش من سارة ماترجعنيش للضلمة بعد ما خلاص رجعت أشوف النور تاني، يارب أفتحلي قلبها وأقف جنبي يارب.
– وأثناء ما كان يدعو ويبكي ويناجي ربه سمع صوت أذان الفجر فتنبه له على الفور وشعر إنها رسالة من الله له حتى يقترب منه فأبعد سارة عن أحضانه ووضع رأسها برفق على الوسادة وقام مسرعاً متجهاً للمرحاض فأغتسل وتوضأ وخرج ليصلي الفجر ويكمل دعاءه إلى الله وهو يبكي في صلاته وفي سجوده ويرجو من الله أن يريح قلبه ويضع حبه في قلب سارة.
وعندما إنتهى من صلاته توجه مرة أخرى إلى غرفة سارة ونام بجوارها وجذبها مرة أخرى إلى أحضانه وأغمض عينيه وهو مازال يبكي وهي في أحضانه ويقبل رأسها ويدها ويضع يده برفق على بطنها ويكمل دعاءه إلى الله حتى غلبه النعاس وراح في ثبات عميق وهي نائمة في أحضانه.


(في شقة إبراهيم)
– في تمام الساعة السابعة صباحاً دق إبراهيم باب حجرة حنان فقامت حنان من على الفراش بتكاسل وفتحت الباب، تفاجأت بوالدها أمامها فظنت أن والدها قد جائته أخبار عن سارة، فقالت بلهفة وهي تمسك يده.
– حنان: فيه إيه يا بابا خير عرفت أي أخبار عن سارة؟
– تنهد إبراهيم بحزن وقال: لا أبداً يا حبيبتي لسه مافيش أخبار بس إن شاء الله ربنا ييسر الحال واللواء حمدي يقدر يلاقيها.
– حزنت حنان من حديث والدها ودخلت إلى الحجرة وجلست على الفراش بإحباط شديد ثم قالت:يارب…. يارب يا بابا يعرفوا عنها حاجة قريب.
– دخل إبراهيم الحجرة وجلس بجوار حنان وقام بجذبها لأحضانه وأخذ يربت على كتفها وهو يقول: إيه يا حبيبتي هاتفضلي قاعدة في أوضتك كده كتير؟ ما وراكيش كلية تروحيها؟
– حنان وهي تبكي في أحضان والدها: مش قادرة يا بابا حاسة إني تايهة وضايعة من غير سارة، سارة مش بس أختي دي كانت صاحبتي وبنعمل كل حاجة مع بعض، أنا ندمانة أوي يا بابا إني سبتها اليوم ده تسافر لوحدها.
– إبراهيم وهو مازال يربت على كتفها وهو يهدهدها وقال بصوت حزين: إهدي يا بنتي ماتعمليش في نفسك كده ده ربنا اللي كاتب ومقدر إننا كلنا ننحط في الإختبار ده وإنك تنشغلي في إمتحاناتك وأنا أنسى ميعاد وصولها ويشوف هانتصرف إزاي، هانصبر على إبتلائه لينا ولا هانعترض ولاقدر الله و ونقعد نقول ليه يارب وأشمعنى إحنا وكده.
– سكت إبراهيم قليلاً ثم أكمل حديثه وقال: أنا عايزك ياحنان تبقي من جواك راضية عن مشيئة ربنا، مش ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز”ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن” ودي مشيئته عايزانا نعترض ولا نصبر ونحتسب وندعي ربنا يردهالنا.
– هدأت حنان من نوبة بكائها وردت على والدها بإقتناع شديد وقالت: نصبر ونحتسب طبعاً.
– إبراهيم: ربنا يجازيكي خير يابنتي ويصبرك ويصبرنا.
– وأبعدها عن حضنه وقام بمسح دموعها وقال: يلا قومي حضري نفسك عشان تنزلي تروحي كليتك الإمتحانات خلاص قربت وأنت أخر سنة ليكي السنة دي مش عايزك تقصري في دراستك عشان سارة لما ترجع بإذن الله ماتزعلش منك.
– حنان: حاضر يا بابا.
– وقامت بتقبيل يده وقالت: ربنا يخليك لينا يا يارب وتفضل محاوطنا بعطفك وحنانك.
– إبتسم إبراهيم لإبنته وهو يبكي بداخله على حال إبنته الأخرى وقال: يلا يابنتي قومي إتوضي إلبسي وصلي الضحى قبل ماتنزلي على ماتكون ماما حضرت الفطار.
– حنان وهي تقوم من حضن والدها: حاضر يابابا.
وبالفعل خرجت من حجرتها وتوجهت للمرحاض.
(في كلية التجارة)
– دخلت حنان من بابا الجامعة فرأتها سماح وهي زميلتها في نفس الفرقة وقد تعرفت بها حنان في أول أيامها في الجامعة وأصبحتا أكثر من أصدقاء، جرت نحوها سماح وقامت بإحتضانها بشدة وقالت: كل ده يا حنان؟ شهر…شهر كامل يابنتي ماشوفكيش فيه؟ وكل فين وفين لما تحني عليا وتردي على إتصالات؟
– حنان بصوت مخنوق ودموعها تهدد بالنزول: ما أنت عارفة اللي أنا فيه، بالله عليكي ماتعتبيش عليا.
– ربتت سماح على كتفها وقالت: ربنا يرجعهالكوا بالسلامة يا حبيبتي.
– حنان: يارب يا سماح يارب، أنت عارفة أنا ساعات بحمل نفسي ذنب وأقول لو ماكنتش حضرت الإمتحان ماكانتش أختفت وكان زمانا متجمعين زي ماكنا على دايماً.
– سماح بصوت متألم لما رأته وسمعته من صديقتها المقربة وقالت: دي إرادة ربنا يا حنان وكمان ما حدش بيهرب من قدره.
حنان وهي تمسح دموعها التي غلبتها ونزلت على وجنتيها: بابا قاللي كده الصبح وهو اللي خلاني آجي أنا أصلاً ماكنتش ناوية آجي وأحضر الأمتحانات التيرم ده بس هو أقنعني و قاللي لو عايزة أختك ماتزعلش منك لما ترجع روحي جامعتك وشوفي مستقبلك ودراستك.
سماح: والله عمو ده راجل متفهم جداً واحد غيره كان قاللك ماتروحيش الجامعة ومافيش خروج برة البيت تاني.
حنان وهي تشرد بنظرها: تعرفي هو من جواه موجوع أوي، أنا حاسة بيه بس هو مش بيبين قدامنا، كل يوم بالليل يدخل أوضة سارة بعد ما ماما تنام ويفضل قاعد فيها لحد ما الفجر يقرب يأذن ويخرج منها عشان ماحدش يشوفه، فاكر إننا مش حاسين بيه وباللي جواه، هو قالها لماما في أول يوم حصلت فيه المشكلة دي هو حاسس إن هو السبب في إن سارة تضيع منه هو اللي نسي ميعاد وصولها، وماما كل يوم بتعمل نفسها نايمة عشان تديله فرصته يخرج حزنه بعيد عنها عشان يقدر يطمنا تاني يوم ويقولنا إن سارة هاترجع، تعرفي ( وأخذت حنان تتنفس بصوت عالي بسبب بكائها وأكملت وهي تبكي بشدة) تعرفي إن بابا إمبارح طلع أقنع عصان إنه يرجع شغله تاني لأن هو كمان من ساعة اللي حصل وهو مابخرجش من البيت.
– لم تحاول سماح مقاطعة حنان لعلها تخرج بعض ما في صدرها من حزن وتتقاسمه معها ولو بقدر يسير، إنتبهت سماح على صوت علا( وهي أخت أسامة الشاب اللي تقدم لخطبة حنان قبل إختفاء سارة) وهي تقول بصوت متهكم: يا حر ام تصدقي صعبتي عليا فعلاً معاكي حق يا حنان تعيطي بالمنظر ده ده أنا لو منك ماكنتش خرجت من باب البيت، إزاي قادرة توري الناس وشك بعد ما أختك حطت رأس باباها وكل عيلتها في الأرض كده وتهرب قبل فرحها بشهر؟
– وأكملت بصوت ملئ بالحقد والغل: فعلاً معاه حق أسامة يقول بكرة أختها تعمل زيها لو ظهرلها واحد غيري، فعلاً ماحدش هايرضى يبص في وشك بعد اللي أختك عملته ده.
– وأنصرفت علا وهي تضحك بصوت عالي ضحكة سخرية وهي تنظر لحنان بإحتقار.
– بعد إنصراف علاأسرعت حنان عائدة إلى منزلها وهي تبكي بكاءً شديد.


( في شقة عصام)
أقتنع عصام بحديث عمه وقرر النزول إلى عمله اليوم (فهو يتشارك مع إثنين من أصدقاءه في مكتب محاماة) قام عصام في الثامنة صباحاً وتوجه للإغتسال لتهيئة نفسه للخروج لعمله وقام بتشذيب لحيته التي نمت بشكل فوضوي فهو لم يقم بحلاقتها منذ إختفاء سارة وإنتهى من الإغتسال وتؤضأ وصلى صلاة الضحى وأخذ يدعو وهو يصلي بأن يزيح عنه ما هو فيه وأن يرد عليه حبيبته سالمة، إنتهى عصام من صلاته ودعاءه وقام بإرتداء بذلته إستعداداً للنزول وخرج من الغرفة وهو ينادي على أمه التي تهللت أساريرها ما إن رأت هيئته التي تدل على إنه أقتنع بحديث عمه بالأمس وأنه ذاهب إلى عمله وأتجهت نحوه مسرعة، فهي منذ أن عاد إبنها من القاهرة وهو معتكف في حجرته لا يخرج منها إلا للوضوء.
– عفاف: أنت رايح شغلك يا حبيبي.
– عصام بصوت رخيم: أيوة يا أمي.
– عفافوهي تتوجه ناحية المطبخ: ثواني والفطار يكون جاهز.
– عصام: لأ يا أمي مش عايز.
– عفاف: لأ لازم تاكل أي حاجة إن شالله حاجة بسيطة مع كوباية الشاي باللبن بتاعتك بتاعة كل يوم.
– عصام: صدقيني مش هاقدر يا أمي.
– عفاف: ماتزعلنيش منك بقى ده أنا ماصدقت أنك تخرج من حابستك اللي أنت حابسها لنفسك دي.
– عصام: حاضر يا أمي.
– بعد ربع ساعة على مائدة الإفطار.
– عفاف: مش كنت تحلق دقنك كلها زي الأول أحسن؟
– عصام بإبتسامة حزينة: مافيش حاجة بترجع زي الأول.
– وقام من على السفرة وقال: الحمد لله، يادوبك أمشي أنا بقى الساعة بقت 10ونصز
– وبالفعل توجه نحو باب المنزل، أصتدمت حنان بعصام وهي تدخل من باب البيت فهي كانت تبكي بشدة ولا تستطيع الرؤية بوضوح، صدم عصام من منظرها وتحدث بلهفة قائلاً: مالك يا حنان؟ عرفتي حاجة عن سارة؟
– حنان بصوت مبحوح من كثرة البكاء: لأ ماعرفناش.
– عصام وهو يضيق عينيه: أنال مالك عاملة في نفسك كده ليه؟
– حنان وهي تتخطاه وتصعد على السلم: أبداً أصل سارة وحشتني أوي.
– أومأ لها وهو يخرج من باب البيت ليتوجه إلى مكتبه.


(عند حسن وسارة)
– في التاسعة صباحاً تململت سارة في نومتها وأخذت تهمهم بكلام غير مفهوم ثم شعرت بأنها مقيدة ولا تستطيع الحركة وشعرت بثقل على بطنها فتحت عينيها بسرعة فوجدت نفسها نائمة في أحضان حسن وهو يحاوطها بيده فقامت مذعورة من الفراش وهي تشهق بصوت عالي وجسمها ينتفض بشدة من الخوف.
– أستيقظ حسن على حركتها وصوتها نظر إليها وجدها متكومة فيجانب الفراش ترتعش بشدة وعلى وجهها علامات الرعب الشديد، فقال لها سريعاً: أهدي أهدي أنا بس كنت نايم جنبك عشان أنت تعبتي مش أكتر.
– وقفت سارة وأخذت تنظر إلى ملابسها ثم نظرت له وقالت بحدة: أنت عملت فيا إيه تاني يا حيوان مش كفاية اللي عملته فيا قبل كده عايز إيه تاني مني إنت حيوان وقواد وزاني وأنا بقرف من لمستك ليا ماتلمستين وماتقربش مني أنا مش بطيق أشوف وشك أصلاً.
– وأخذت تصرخ وهي تقول: يارب يا تاخده وتخلصني منه يا تاخدني أنا وتريحني أنا خلاص تعبت تعبت، أنا بكرهك بكرهك بكر…
– هجم حسن عليا ووضع يده على فمها ليسكتها وهو يلصقها بالحائط حتى يقيد حركتها ويمنع مقاومتها له ثم قال بعد أن ثبتها في بينه وبين الحائط ونظر لها مباشرة في عينيها وهي تذرف الدموع كالاشلال: أنا مش هاقدر ألومك على كرهك ليا، ولا هاقدر أمنعك إنك تكرهيني بالشكل ده لأني عارف كويس إن اللي عملته ده مش ممكن تقدري تسامحيني عليه وعارف إني أستاهل أكتر من كده كمان، بس أنا مش عايزك تحاولي تداري الكره ده لأني مش ضامن نفسي هاقدر أستحمل نظرة عينيك وكلامك لحد أمتى أنا خايف عليكي من نفسي خايف عليكي من رد فعلي لما بتعصب مش عارف ممكن أتصرف إزاي.
– ثم تركها وإبتعد وهو يقول: وماتخافيش أنا مالمستكيش وهاحاول على قد ما أقدر إني أتجنبك وما أظهرش قدامك.
– ومن ثم توجه إلى باب الغرفة وخرج منها وأغلق الباب خلقه وأسند ظهره عليه وهو يطلق العنان لدموعه التي حبسها أمام سارة، وما إن خرج من الغرفة حتى جلست سارة على الأرض و هي تضم ركبتيها إلى صدرها وتخفي وجهها بينهم وتبكي بشدة وتردد تقول: يارب يارب يااااااااارب.


( في مكتب عصام)
– دخل عصام المكتب وجد ولاء (السكرتيرة الخاصة بالمكتب) تعمل فقال لها: السلام عليكم، لو سمحتي يا ولاء عايزك تجيبيلي الملفات المتأجلة على مكتبي.
– ردت ولاء السلام ثم قالت: إزي حضرتك يا أستاذ عصام، حمد الله على السلامة، ثواني والملفات هاتكون عند حضرتك.
– إتجه عصام إلى مكتبه بعد سماعه لرد ولاء، وبعد قليل دخلت ولاء المكت وأعطته ملفات القضايا المؤجلة فبدأيعمل عليها بتركيز لمدة ساعة ونصف، وفجأة فتح باب المكتب ودخل منه أحمد(زميل عصام وشريكه في المكتب) تحدث أحمد وقال: حمد الله على السلامة، إيه يابني الغيبة دي كلها؟
– عصام: الله يسلمك يا أحمد، تعالى أتفضل أقعد.
– جلس أحمد وقال: إيه يا عم عامل في نفسك كده ليه؟ كل ده علشان حتة بت ماتسواش؟
– نظر له عصام بعنف وقال بصوت عالي: لو سمحت ماتتكلمش على سارة بالطريقة دي وإلا مش هايحصلك كويس.
– غضب أحمد من نبرة عصام المهددة له وصوته العالي فقال: إيه ياعم حيلك حيلك، هو إنت ماتعرفش إنها هربت مع واحد غيرك ولا إيه؟
– قام عصام من مكانه والشرر يتطاير من عينيه وتوجه حيث يجلس أحمد وقام بجذبه من قميصه وأخذ يضربه بشدة ويقول بصوت عالي وهو في حالة من الهياج: إلا سارة كله إلا سارة، أخذ يرددها أخذ يرددها وهو يقوم بضرب أحمد ضربات متتالية.
– أستطاع أحمد إبعاد عصام عنه وفتح الباب فجأة ودخل منه محمد(زميلهم وشريكهم الثالث في المكتب) في إيه؟، إيه اللي بيحصل هنا ده؟
– رد أحمد وقال: الأستاذ عامل عليا راجل بدل مايروح يسترجل على اللي سابته وهربت مع واحد تاني غيره.
– تحرك عصام ناحيته وقال: أنت شكلك عايز تتربى من الأول وجديد وأنا اللي هاربيك.
– وقف محمد بينهم ليحاول منع عصام من الهجوم على أحمد وقال: ماتحترم نفسك بقى يا أحمد، إيه الكلام الغبي بتاعك ده؟
– رد أحمد بتهكم وقال: والله الكلام ده مش جايبه من بيتنا دي مرات خال المحروسة اللي هربت هي اللي قالت لأمي على الحكاية، والأستاذ منفعل أوي عشانها.
– رد محمد بصوتاً عالي وقال: تصدق أنا غلطان إني حايشه عنك أتفضل روح على مكتبك يا أحمد.
– أحمد: ماشي، وعلى الله بس يفوق من اللي هو عاملة في نفسه ده، وبالفعل توجه محمد خارج الغرفة.
– أبتعد محمد عن عصام وأفلته من بين يديه وقال: إهدى بقا وماتاخدش على كلامه ده واحد مجنون مش عارف هو بيقول إيه.
– لو يرد عصام على محمد وإتجه إلى مكتبه وأخذ هاتفه وسلسلة مفاتيحه وخرج من المكتب متوجهاً إلى بيت صلاح (خال سارة)

error: