روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
::::::::::::::::::::::::::
قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما كنان اتصدم بعد ما سمع من جوليا ان عندها اخت توأم……
فسقطت يده عن كتفها وقال بتلعثم : انتي… عندك اخت توأم ؟
فهزت جوليا رأسها وهي تمسح دموعها قائله : ايوا.. بقصد كان عندي اخت بس ماتت من زمان اوي ودا حصل بسببي.
– قالت ذلك ثم غطت وجهها بيديها وانفجرت بالبكاء ، اما كنان ف لم يعرف ما الذي يجب فعله.. فهو فكر تلقائياً باحتمال ان تكون سمر هي نفسها جينات اخت جوليا التوأم ، ولكن ان كانت جينات قد ماتت منذ زمن طويل كما قالت جوليا فهذا يعني انها ليست سمر التي ماتت منذ سنتين ولكن فضوله حرضه لمعرفة القصة خلف موت شقيقة جوليا التوأم التي ماتت منذ زمن واراد ان يتأكد ان كانت ان كانت سمر ام لا .
فأقترب من جوليا ثم امسك يديها وابعدها عن وجهها ورفع رأسها لتنظر اليه بعيونها الدامعة وبعدها مسح دموعها وقال : جوليا….قوليلي ازاي ماتت اختك جينات وايه دخلك انتي في الموضوع ؟
فأزدردت جوليا ريقها بصعوبه ثم قالت بتلعثم : هي.. هي غرقت… بسببي انا .
كنان : غرقت !
فأومت جوليا رأسها دليلاً على نعم ثم قالت : ايوا غرقت… انا فاكره الحكاية كويس وكأنها حصلت امبارح.
عودة في الزمن……
قبل 21 سنة في فصل الصيف…
كانت جوليا في سن الخامسة وكان لديها اخت توأم واسمها ” جينات ” وكانت تشببها كثيراً لدرجة ان امهما الدكتورة حنان كانت تتوه بينهما فهما كانتا نسخة طبق الأصل عن بعضهما مع اختلافات بسيطة جداً .
وذات يوم قرر السيد منصور السباعي والد جوليا وجينات ان يأخذ عائلته الى مدينة الغردقة لقضاء الإجازة هناك والإستمتاع في السباحة في البحر الأحمر تحت اشعة الشمس الحارة .
ففرحت جينات وتوأمها جوليا كثيراً بعد سماع هذا الخبر وخصوصاً لأنهما كانتا تعشن فصل الصيف والخروج مع والديهما الذان يحبانهما كثيراً .
و بالفعل خرجت العائله في هذه الرحلة حيث قام السيد منصور في قيادة السيارة بنفسه فهو قرر ان يتخلى عن منصبه كونه احد رجال الأعمال المشهورين خلال هذه الرحلة وسيعتني بعائلته على انه رجل عادي جداً وجلست زوجته حنان بجانبه بينما جلست جوليا وجينات في الخلف وكانت السعادة تغمرهم جميعاً.
وبعد مدة زمنية وصلوا الى ” الغردقة ”
فذهبوا الى افخم فندق هناك حيث ان السيد منصور جعل السكرتيرة تحجز لهم جناح فخم جداً وبه غرفتين نوم وغرفة جلوس وحمام .
فدخلوا الى الجناح وقام السيد منصور بأعطاء اكرامية لحامل الحقائب على تعبة .
اما بناته وزوجته فأعجبهن الجناح كثيراً فابتسمت السيدة حنان وقالت : السويت حلو اوي يا منصور.
السيد منصور : عجبك يا روحي ؟
السيدة حنان : ايوا يا حبيبي.
فقالت جينات لأمها : ماما انا وجوليا عيذات نلوح علثان نعوم.
جوليا : ايوا يا ماما انا عايذة اعوم انا وذينات.
فضحكت السيدة حنان على ابنتيها التان يلتغان في الكلام وانحنت على مستواهن قائله : ماشي يا روح قلب الماما… هنروح كلنا علشان نعوم { نسبح } بس الاول لازم نغير هدومنا.
فهتفت كل من جوليا وجينات : هيييييي.
ثم ركضن لكي يخرجن ملابس السباحة من الحقائب ، اما السيد منصور فضحك وقال : عارفه يا حنون { دلع زوجته } لما بشوف ضحكتك انتي والبنات بنسى كل التعب وببقى مبسوط اوي.
فأبتسمت السيدة حنان ثم عانقت ذراع زوجها واسندت رأسها على صدره قائله : ربنا يخليك لينا يا حبيبي.
وبعد مدة……
نزلت السيدة حنان وزوجها السيد منصور وابنتيهما جوليا وجينات الى الاسفل حيث برك السباحة…. فركضت جينات وجوليا الى بركة الاطفال الصغار لكي يسبحن اما السيدة حنان فجلست مع زوجها امام البركة ينظران اليهما.
تسارع في الاحداث………………
مر ثلاثة ايام وكانت عائلة السيد منصور سعيدة في قضاء الإجازة الصيفية وخصوصاً الفتاتان جوليا وجينات ولكن الشيء الذي لم يكن في الحسبان هو ان احدهم كان يراقب هذه العائلة السعيدة في الخفاء ويترقبهم من مكان الى اخر…
في اليوم الرابع……
نزلت السيدة حنان مع بناتها الى البحر بعد ان اصرت الفتيات عليها كثيراً لكي تسمح لهما في اللعب على رمال شواطئ البحر الأحمر الجميله اما السيد منصور فقد التقى باحد اصدقائه وجلس يتحدث معاه امام المسبح في الفندق.
فجلست السيدة حنان على احد الكراسي البلاستيكية وهي ترتدي فستان قصير وقبعة وتشرب العصير.
ثم اخذت تنظر الى بناتها بنظرات حب وتبتسم… وبينما كانت جالسه اقتربت منها امرأه اخرى وقالت : حنان !
فالتفتت السيدة حنان لكي ترى من ناداها واذ بها تبتسم قائله : نهى !! دي انتي بجد.
قالت ذلك ثم نهضت وعانقتها.
{ ملاحظة : نهى كانت صديقة السيدة حنان وسافرت مع زوجها الى اميركا بحكم عمله ولكنها عادت مجدداً لقضاء الاجازة في مصر }
فابتسمت نهى وابتعدت عنها قائله : ازيك يا حنون ؟؟ وحشتيني اوي.
حنان : دي انتي اللي وحشتيني يا روحي… امتى رجعتوا مصر ؟
نهى : من اسبوع تقريباً… جينا الغردقة اجازة.
– ثم جلست نهى برفقة السيدة حنان واخذن يتحدثن مع بعضهما مما جعل السيدة حنان تغفل عن بناتها وفي تلك الاثناء قررت جوليا ان تنزل إلى الماء فسحبت يد توأمها جينات مستغلات انشغال امهما مع صديقتها… وبالفعل نزلن الى الماء وبدأن يلعبن مع بعضهما في رش الماء على نفسهما ويضحكن بسعادة.
فأتت موجة كبيرة وجرفت جينات بعيداً عن الشاطىء امام نظر اختها جوليا التي بدأت تبكي وتبحث عنها… ولكنها لم تجدها فخرجت وركضت نحو امها وهي تبكي قائله : ماما… ماما…
فنظرت اليها السيدة حنان وفزعت عندما رأتها تبكي فركضت حتى ادركتها وقالت بقلق : مالك يا روحي وفين اختك ؟
فأجابتها جوليا وهي تبكي : البحر اكل جينات يا ماما.. هو اخدها.
فإتسعت عينا السيدة حنان وصديقتها نهى وصرخت : ايه ؟؟
ثم ركضت نحو البحر حتى بدأت تصرخ وتنادي : جينات !!! جينات انتي فين يا بنتي ؟
وبقيت تسأل الناس عن ابنتها ولكن بدون جدوى مما جعلها تذهب وتسأل جوليا : انتي متأكده ان جينات نزلت البحر يا جوليا ؟
فأومت جوليا رأسها وبكت قائله : ا.. احنا كنا بنلعب وبعدين… البحر اخدها.
فنظرت السيدة حنان الى نهى وبكت قائله : الحقيني يا نهى.. انا خايفة تكون جينات غرقت ومحدش شافها !
نهى : متقلقيش يا حنان… انا هروح وابلغ فريق الانقاذ علشان يجوا يدوروا عليها .
قالت ذلك ثم ركضت اما السيدة هناء فاتصلت على زوجها وعندما اجابها قالت ببكاء : جينات اختفت يا منصور.
فنهض السيد منصور وقال بهلع : ايه !! يعني ايه اختفت يا هناء ؟
فهزت السيدة هناء رأسها وقالت : معرفش…انا خايفة تكون غرقت.
السيد منصور : انا جاي حالاً .
قال ذلك ثم اغلق الهاتف وركض حتى وصل الشاطىء فتوجه نحو زوجته وسألها : ايه اللي حصل ؟
فاجابته وهي تبكي وتعانق جوليا : انا كنت قاعدة اراقبها هي وجوليا وهما بيلعبوا وبعدين جت نهى صاحبتي وقعدنا بنتلكم وفجأة انتبهت على جوليا وهي بتعيط وقالت انهم نزلوا البحر وجينات غرقت بس انا دورت عليها وسألت الناس ومحدش شافها.
فارجع السيد منصور شعره الى الخلف وقال : يا دي المصيبة… انا هتكلم مع خفر السواحل علشان يدوروا عليها .
اما جوليا فسألت والدها وهي تبكي : هي جينات ماتت يا بابا ؟ انا ثفت البحر اخدها.
فانحنى السيد منصور بالقرب منها ثم عانقها بقوة وقال : لا يا روحي… احنا هندور عليها وهنلاقيها ان شاء الله.
اما السيدة هناء فازدادت بالبكاء قائله : انا السبب… كل دا بسببي انا ، لو خليت بالي منها كويس مكنش دا حصل.
فامسك السيد منصور بيدها وقال : متعيطيش يا هناء… ان شاء الله هنلاقيها.
تسارع في الاحداث…………
مر النهار وكان فريق الانقاذ يبحث عن جينات في البحر بينما كانت السيدة حنان وزوجها جالسين على الشاطىء مع جوليا الصغيرة برفقة نهى وزوجها عادل وكان القلق والخوف يسيطر عليهم لان الساعة شارفت على الخامسة مساءً ولم يجدو جينات التي اختفت منذ الصباح.
وبعد بحث دام ليوم كامل لم يتمكن فريق الانقاذ من ايجاد جينات وقرروا الأستسلام فذهب الضابط واخبر السيد منصور انهم لم يجدوا جينات ويعتقدون انها غرقت وقام السمك بأكل جثتها كونها صغيرة الحجم لذلك هم لم يعثروا على الجثة.
وبعد سماع ذلك فقدت السيدة حنان وعيها فهرع السيد منصور اليها اما جوليا فبدأت تبكي مما جعل نهى تعانقها وتبكي هي ايضاً.
* مر يومان وكانت السيدة حنان ما تزال فاقدة للوعي اما جوليا فلم تكف عن البكاء ابداً بينما كان السيد منصور حزين جداً على فقدان ابنته الصغيرة من جهة وعلى زوجته التي لم تستفيق من جهة اخرى.
وعندما استيقظت السيدة حنان سألت زوجها عن جينات فوراً فوقف يحدق بالارض وهو يبكي بصمت مما جعلها تصرخ : لاااااااااء !
وبدأت تضرب نفسها وتبكي بشدة فأقترب منها وعانقها وهو يبكي قائلاً : متعمليش في نفسك كدا… دا قضاء الله وقدره ولا اعتراض على حكمة.
فقالت السيدة حنان وهي تضرب صدرها وتبكي : انا السبب… انا اللي قتلتها يا منصور انا… لو خدت بالي منها مكنش حاجة حصلت.
السيد منصور : خلاص يا هناء ، متعمليش كدا وانتي لازم تبقي قوية علشان جوليا ..دي بقالها يومين خايفة ومبطلتش عياط حتى انها بقت خايفة تستحمى لانها بقت تخاف من المّية اوي ونهى حممتها بالعافيه .
وفي مكان ما في القاهرة ……
دخل رجل الى منزله وهو يحمل فتاة صغيرة كانت تشبة جوليا كثيراً ثم اتجه نحو زوجته الضعيفة التي كانت مستلقية على السرير ليخبرها بأنه قد احضر لهما ابنة جديدة.
* نعم كانت تلك الفتاة الصغيرة هي نفسها جينات التي خطفها هذا الرجل بعد ما انقذها من الغرق والسبب في خطفه لها هو ان زوجته اصبحت ضعيفة جداً بعد موت ابنتهما الصغيرة بسبب المرض واراد ان يجعلها تخرج من حالة الكأبة التي وقعت بها منذ ستة أشهر اي بعدما ابنتهما توفيت لذلك خطف جينات بعدما كان يراقب تحركات السيد منصور وعائلته في الغردقة.
{ ملاحظة هامة جداً : كان هذا الرجل اسمه مصطفى وكان يعمل سائقاً عند احد رجال الأعمال وكان متزوجاً واسم زوجته رجاء وكان عندهما ابنة اسمها سمر في السادسة من العمر ولكنها كانت مصابة بالسرطان فتوفيت الفتاة في سن صغيرة جداً ولم تشبع من الدنيا مما جعل الحزن يأكل قلب امها وابيها ، فمرضت رجاء بمرض نفسي واصابتها الكأبة ولازمت الفراش لمدة ستة اشهر مما جعل زوجها مصطفى يحزن على حالها… وذات يوم ذهب الى الغردقة بحكم عمله كسائق عند رجل اعمال اراد ان يخرج مع عائلته في اجازة ، فترك مصطفى زوجته رجاء في المنزل لوحدها واوصى جارتهم عليها لكي تهتم بها…
واثناء تواجد مصطفى في الغردقة… وقع نظره على جينات وجوليا بنات السيد منصور اللواتي كانتا تسبحان في بركة الاطفال بينما كانت السيدة حنان جالسة مع زوجها امام البركة… في تلك اللحظة شعر مصطفى بالحنين لأبنته وتذكر زوجته التي مرضت وتمنى من كل قلبه لو ان ابنته مازالت على قيد الحياة .
فقال في نفسه : لو كانت سمر لسا عايشة كانت هتتبسط اوي لو جت الغردقة زي البنتين دول .
وبعد تفكير وتمعن في جوليا وجينات قال : طيب انا لو خطفت وحدة من البنتين دول وخدتها البيت معايا وخليتها تبقى بنتنا بدال سمر فاكيد رجاء هتتبسط اوي وجايز انها تخف ! بس لو عملت كدا فاكيد هبقى مجرم وجايز اخش السجن وانا مش قد الفوته دي ابداً .
– وبقي يفكر في ذلك الامر حتى اتخذ قرارة بخطف واحدة من بنات السيد منصور ليجعلها ابنته ويُفرح قلب زوجته التي خسرت ابنتها في سن مبكرة وتجاهل امر العقوبات التي ستحدث له لو تم القبض عليه وقال : هما عندهم بنتين ولو اختفت واحده فاكيد هما هيزعلوا اوي بس برضوا البنت التانيه هتعوضهم بينما انا ورجاء بنتنا الوحيدة ماتت ومفيش حد يعوضنا عنها.
وبالفعل اخذ مصطفى يراقب تحركات جوليا وجينات حتى حدث وان استغفلت عنهما السيدة حنان عندما ذهبن الى البحر وانتبه على جينات التي كانت تغرق فذهب وانقذها ثم خطفها وغادر الفندق بسرعة قبل ان يتم القاء القبض عليه بتهمة الخطف}
* فدخل مصطفى الى حجرة النوم الصغيرة في منزله البسيط وهو يحمل جينات النائمة بين يديه مما جعل زوجته تنهض من سريرها بعد ما رأتها فتحدثت لاول مرة منذ ستة أشهر قائله : مين دي يا مصطفى ؟
فابتسم مصطفى كثيراً بعدما سمع صوت زوجته وقال : دي هتبقى بنتنا يا رجاء… وحنسميها سمر.
فابتسمت رجاء وحملت جينات بين يديها وقالت : سمر… وحشتيني اوي يا بنتي.
اما جينات ففقدت ذاكرتها بسبب حادثة الغرق وعندما استيقظت من نومها كانت خائفة جداً وأبت ان تتقرب من مصطفى ورجاء ولكن سرعان ما تقبلت الوضع وخصوصاً لانها وجدت معاملة حسنة من رجاء التي احبتها جداً.
ومرت اربع سنوات على خطف جينات التي اصبح اسمها سمر ابنة مصطفى ورجاء الفقيرين ، فاصبح عمرها عشر سنوات وكانت تذهب الى مدرسة حكومية بينما كانت جوليا اختها التوأم تدرس في ارقى المدارس وكانت مدللة كثيراً لان امها وابيها قرروا ان يحافضا عليها خوفاً من ان يفقدانها كما فقدا اختها في الغردقة ، اما هي فأصبحت تخاف من الماء كثيراً بعد الذي حدث في الغردقة وخصوصاً البحر وبرك السباحة… حتى انها اصبحت تخاف من حوض الاستحمام عندما يكون ممتلئاً لأنها كانت تظن ان شقيقتها غرقت بسببها فلو انها لم تطلب منها النزول الى البحر لما حدث ما حدث.
وبالنسبة لسمر او لنقول جينات فهي كانت تحب والداها الجديدان كثيراً ولم تكن تدرك انها ابنة لعائلة غنية فعاشت معهما اربع سنوات حتى جاء اليوم الذي اشتد فيه المرض على رجاء وتوفيت جراء ذلك… فحزنت سمر كثيراً هي ومصطفى الذي كان يحب زوجته الى حد الجنون مما جعله يضعف ويلزم الفراش.. وما هي الا اشهر قليلة حتى توفي هو ايضاً وترك سمر لوحدها ، فعلمت الحكومة ان هذه الطفلة ذات العشر سنوات يتيمة مما جعلهم يدخلونها الى ميتم وكانت ترفض ان يتبناها اي شخص وبقيت هناك حتى سن الثامنة عشر ثم خرجت من الميتم وبحثت عن عمل وعملت خادمة في منازل كثيرة حتى انتهى بها المطاف للعمل كنادلة في احد المطاعم الراقية وبالفعل استمرت في عملها هناك لعدة سنوات حتى تعرفت على كنان …
عودة إلى الواقع……….
بعد ما قصت جوليا القصة على كنان تسلل الشك الى قلبه فهو لم يقتنع بان جينات قد غرقت ومن المستحيل ان تختفي جثتها نهائياً لو ان السمك قد اكلها فنظر إلى جوليا التي كانت جالسة بجانبه على السرير وقال : طب ايه اللي خلاكي تفتكري الحادثه دلوقتي ؟ دي حصلت من زمان اوي.
جوليا : بعد ما وقعت في البانيو النهاردة رجعت افتكرت الكابوس اللي حصل لجينات بسببي انا.
قالت ذلك ثم بكت مما جعل كنان يقترب منها وعانقها بدون ان يقول اي شيء لانه يدرك ما معنى الفراق الأبدي اما هي فشعرت بالراحة لانه كان بجانبها بغض النظر عن كرهها له وسرعان ما سقطت نائمة.
فابعدها كنان عن صدرة ثم جعلها تستلقي على الوسادة وقام بتغطيتها ومسح على شعرها براحة يدة قائلاً : انا لازم اتأكد من الحكاية دي… ولو كانت سمر هي جينات اختك التوأم بجد فانا عمري مهسامح نفسي ابداً .
قال ذلك ثم نظر إلى الساعة بجانبه وكانت تشير الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل… فنهض من مكانه ثم دخل إلى حجرة الملابس وبدل ثيابة بملابس للخروج.
وبعدها خرج من حجرة الملابس ثم اقترب من جوليا التي كانت نائمة ودموعها تسيل على خدها فأنحنى على مستواها ثم مسح دموعها وبعدها قبلها على خدها بلطف ثم خرج من الغرفة ونزل الى الاسفل وكان المنزل موحشاً للغاية بسبب الظلام الدامس والهدوء التام فخرج من الفيلا ثم صعد في احدى سياراته وبعدها خرج من حدود الفيلا متجهاً الى شقة سمر التي لم يذهب اليها منذ سنتين.
وعندما وصل…..
نزل من سيارته ودخل إلى البناية وبعدها صعد الى الطابق الرابع حيث كانت شقة سمر فوقف امام الباب متردداً من ان يدخل ولكنه اخذ نفساً عميقاً ثم اخرج مفتاح الشقة من جيبة وفتح الباب ثم دخل .
وما ان اشعل النور حتى رأى صورته هو وسمر في حفل خطوبتهما تتوسط الحائط في غرفة المعيشة… وعندما رأها سقطت دموعه وكأنها كانت مجهزة للسقوط .
فاقترب من الصورة ثم رفع يده ولمسها باطراف اصابعه وهو يبكي ويبتسم في نفس الوقت فقال بصوت مخنوق : ازيك يا حبيبتي ؟؟ انتي وحشتيني اوي.
ثم اقترب من الصورة المعلقة واسند رأسه عليها واغمض عيناه لتنزل دموعه مثل زخات المطر ، وبقي على تلك الحالة لمدة ثلاث دقائق ومن ثم مسح دموعه وابتعد عن الحائط ثم نظر في ارجاء الشقة حيث كانت على حالها كما تركها منذ سنتين وكان الغبار والأتربة في كل مكان .
فمرر يده على الطاولة ثم مسح عنها الغبار وبعدها نفض يداه واتجه نحو غرفة نوم سمر ففتح بابها ثم اشعل النور ودخل …وفي تلك اللحظة شعر بالآلم يأكل صدرة عندما وقع نظره على طاولة الزينة الخاصة بسمر فأقترب منها ثم امسك بزجاجة العطر خاصتها ونزع الغطاء وقرب الزجاجة من انفه وما ان استنشق ذلك العطر الذي لم ولن ينسى عبيرة ابداً اغمض عيناه بآلم وعقد حاجباه بشدة وبعدها ارخى تعابير وجهه ثم فتح عيناه واعاد زجاجة العطر الى مكانها على الطاولة وبعدها امسك بفرشاة الشعر التي كانت على الطاولة واخذ يتفحصها حتى امسك بشعرة من شعر سمر كانت عالقه بين اسنان الفرشاة .
فبعد ان اخذ الشعرة اخرج من جيب بنطاله منديل صغير ووضعها فيه ثم لفها ووضع المنديل في جيبة مجدداً فخرج من الغرفة وذهب الى الحمام فاخذ فرشاة الاسنان ثم امسك بكيس بلاستيك صغير ووضعها فيه وبعدها خرج… فالقى نظرة اخيرة على الصورة المعلقة ثم تنهد بقوة وبعدها اطفأ النور ثم خرج من الشقة وذهب الى سيارته.
وعندما عاد الى المنزل كانت الساعة تُشير الى 3:02 صباحاً فدخل الى الفيلا ثم صعد الى غرفته وفتح الباب ليجد جوليا نائمة بعمق كما تركها فأغلق الباب خلفة ثم اخرج المنديل من جيبه ووضعه في الكيس البلاستيكي مع فرشاة الأسنان الخاصة بسمر وبعدها وضعهما على الطاولة بجانب هاتفه ثم توجه الى حجرة الملابس وبدل ملابسه وخرج لكي ينام..
فاستلقى بجانب جوليا واسند رأسه على ظهر السرير واضعاً ذراعة اليمنى تحت عنقه وكأنه كان يفكر في امراً ما.
تسارع قي الأحداث ……….
جاء فجر يوم جديد لا احد يعلم ماذا يحمل في جعبته ، ففتحت جوليا عيناها ببطء بسبب اشعة الشمس التي تسللت من باب الشرفة الى داخل الغرفة وازعجتها وكانت تشعر بشيء كان يقيدها ويمنعها من التحرك فرفعت رأسها لتجد كنان نائماً بجانبها ويعانقها بقوة ، فبدأ قلبها يخفق بشدة وخصوصاً عندما رأت انعكاس أشعة الشمس ظاهراً على وجهه ليزيده اشراقاً ولمعاناً حيث اصبح لون بشرته ذهبياً .
والغريب في الامر انها لم تنهض بسرعة كعادتها عندما تستيقظ كل صباح وتجده يحتضنها بل وضعت يدها على صدره لترفع نفسها قليلاً ثم اعادت شعرها المنسدل وراء اذنها واخذت تحدق بوجهه وهو نائم بعمق.
فتذكرت ما حدث في الليلة السابقة حيث انها اخبرته بقصة شقيقتها التوأم وكيف عانقها حتى نامت فقالت : ليه حسيت بالأمان وانا في حضنك يا كنان ؟ انت اخر واحد انا ممكن احس معاه الاحساس دا فَ ايه اللي حصلي امبارح ؟ دا انا قولتلك على كل حاجة عن طفولتي ومعرفش ليه استريحت بعد ما قولتلك !
ثم صمتت وتمعنت في قسمات وجه كنان ورفعت يدها بتردد شديد ثم غرست اصابعها بين خصلات شعره الناعم لتنزل بها الى وجهه وتمررها على خده وكأنها تتأكد من شيئاً ما وبعدها ابعدت يدها عن وجهه وقربت رأسها الى صدره وعندما سمعت نبضات قلبه المنتظمة وضعت يدها على صدرها لتجد قلبها يخفق بسرعة على عكسه.
فجلست بسرعة وقالت : ايه اللي بيحصلك يا جوليا… معقول انتي تحبي الراجل دا ؟؟ الراجل اللي خدعك علشان تتجوزيه وبعدين اغتصبك وضربك !!
اما هو فتحرك اثناء نومه وما هي الا للحظات حتى فتح عيونه ، وعندما وجدها جالسه تحدق به بغير تصديق جلس بسرعة ثم وضع يده على خدها وقال بلهفة : انتي كويسه ؟ اصلك كنتي تعبانه اوي امبارح.
ولكن سرعان ما عقدت جوليا حاجبيها ثم امسكت بالوسادة التي بجانبها وانهالت على كنان بالضرب مما جعله بندهش من ردة فعلها فقال وهو يحاول ان يحمي وجهه : ايه اللي حصلك ؟ انتي اتجننتي ولا ايه ؟
فقالت وهي تبكي وتضربه : الله ياخدك يا كنان…كل دا حصل بسببك انت… ليه ؟ ليه خليتني اوصل للمرحلة دي ؟
فاستطاع كنان ان يمسك يديها فثبتها على السرير وقال بصوت عالٍ : كفاية !
فصمتت جوليا عندما صرخ عليها ولكن سرعان ما انفجرت بالبكاء كما لو انها طفله.. اما هو فوضع يده على فمها وقال : ششش ..لو سمعت صوتك تعيطي فانا هكتمو خالص انتي فاهمة ؟
فنظرت اليه وهي مستلقية وتبكي ثم اشاحت بنظرها عنه واغمضت عيونها مما جعله يبعد يده عن فمها وينهض قائلاً : طب انا عملتلك ايه النهاردة علشان تعيطي ؟؟ منا لسا صاحي ومعملتش حاجة لغاية دلوقتي وكل اللي عملتو اني سألتك لو كنتي كويسه !
فجلست جوليا مجدداً ثم قالت وهي تبكي كالاطفال : ملكش دعوة بيا انت فاهم ؟
كنان : يوووه احنا مش هنخلص من العبط دا بقى ؟؟ ازاي مليش دعوة وانتي تبقي مراتي ؟
جوليا : انا مش مراتك ومتقولش عني كدا تاني لاني مستحيل ابقى مراتك يا كنان.
فنهض كنان عن السرير وقال بتذمر : والله انتي شكلك عايزه تعملي مشكله من الصبح وانا مش ناقصك خالص.
قال ذلك ثم اراد ان يدخل إلى الحمام فأوقفه صوت جوليا عندما قالت : انا بكرهك يا كنان.. انت سامع ؟ بكرهك !
اما هو فشعر بغصة في قلبه بعد سماع ذلك وقال بصوت هادئ وبدون ان ينظر إليها : عارف.
قال ذلك ثم دخل إلى الحمام اما جوليا فصرخت قائلة : بكرهك ..بكرهك… بكرهك.
ومن ثم احتضنت قدميها وقالت بصوت خافت : بكرهك علشان خليتني احبك بالرغم من كل اللي عملتو.
اما هو فكان يسند ظهره على المغسلة ويغطي وجهه بيديه فقال بصوت حزين : وانا كمان بكره نفسي.
وبعد عشر دقائق….
خرج من الحمام بعدما استحم فنظر إلى السرير كالعادة ليجدها قد عادت للنوم فتنتد ودخل الى حجرة الملابس وبعدما ارتدى ثيابه وسرح شعره وتعطر خرج من الحجرة ووقع نظرة على كيس البلاستيك الذي وضعه على الطاوله في الليلة السابقة ثم التفت إلى جوليا التي كانت تَدّعي النوم وبعدها اقترب منها وقال : عارف انك صاحية علشان كدا قومي ومتعمليش زي العيال.
فأجابته وهي مغمضة العينين : ملكش دعوة.
فتنهد كنان ثم قال : انا جبتلك حاجة امبارح انتي شفتيها ؟ { يقصد الهاتف المحمول}
فجلست جوليا ونظرت اليه ثم قالت بجفاء : لاء مشفتهاش ومش عايزه اعرف ايه هي.
فبحث كنان بنظرة عن الهدية في ارجاء الغرفة حتى وجدها على الكوميدينو بجانب جوليا فامسكها ثم جلس على حافة السرير وبعدها مد يده إلى جوليا وقال : دي علشانك.
فاخذت جوليا الهدية من يده ثم القتها على السرير وقالت : مش عايزه منك حاجة.
فتنهد كنان بقوة ثم قال : افتحيها الاول ..جايز هتعجبك.
جوليا : قولتلك مش عايزه حاجة.
فامسك كنان بالهدية ثم فتحها وقال : انا اشترت الموبايل دا علشانك انتي وباللون الاسود اللي بتحبية.
في تلك اللحظة شعرت جوليا بشيء من السعادة لان كنان فكر بأسعادها واحضر لها شيئاً هي بحاجته كثيراً ..فأرادت ان تشكره ولكنها اكتفت بالسكوت.
اما هو فنهض عن السرير وقال : انا هخليه هنا لو عيزاه يبقى تستعمليه ولو مش عايزاه ارميه في الزبالة.
قال ذلك ثم التفت وسار نحو الطاولة فاخذ الكيس البلاستيكي وهاتفه ثم اراد ان يخرج من الغرفة ولكن جوليا اوقفته بقولها : استنى…
فالتفت اليها وقال : عايزه حاجة ؟
فنهضت عن السرير بصعوبة بسبب اصابة قدمها مما جعله يهرع اليها قائلاً : مينفعش تمشي على رجلك لوحدك… انا هساعدك.
فأمسك بذراعها وجعليها تقف.. اما هي فنظرت اليه وقالت : عايزه اطلب منك حاجة.
كنان : ايه هي ؟
جوليا : عايزه اروح ازور خالتي هاله النهاردة.. اصلي بقالي زمان مشفتهاش.
كنان : مينفعش تخرجي من البيت وانتي في الحالة دي… افرضي ان رجلك اتعورت اكتر.
فأمسكت جوليا بيده بدون ادراك وقالت بتوسل : ارجوك… هي وحشتني اوي.
فتنفس كنان بعمق وقال : ماشي …هسيبك تروحي بس بشرط .
فإبتسمت جوليا وقالت : عارفة… مش هشتغل ولا هتعب نفسي خالص.
كنان : كويس انك عارفة وانا هبعت معاكي وحدة من البنات علشان تخلي بالها منك وتساعدك.
جوليا : متشكرة.
قالت ذلك ثم عانقت ذراعه بدون وعي وكأنها طفلة صغيرة فرحت لان احدهم قدم لها الحلوى… اما هو فشعر بشيء من السعادة لانها بدأت تعتاد عليه وعلى علاقتهما المعقدة مما جعله يبتسم ابتسامة صغيرة.
ولكن سرعان ما ادركت جوليا انها قد بالغت قليلاً في ردة فعلها لذا تركت ذراعه واحنت رأسها ثم جمعت شعرها ورفعت بطريقة فوضوية وربطته بالربطة المطاطية التي كانت على معصمها فأنزعج كنان من تصرفها وقال : قلتلك مترفعيش شعرك خالص لما تبقى معايا.
قال ذلك ثم امسك بشعرها بلطف ونزع الربطة عنه فسألته جوليا : مش عايزني ارفعو علشان تعرف تشدهولي كويس مش كدا ؟
فنظر كنان الى الربطة المطاطية التي بيدة والتي كان عالقاً بها شعره من شعر جوليا فقال : لا علشان بحبو.
قال ذلك ثم وضع الربطة في جيبة وبعدها رفع رأسه ونظر الى جوليا ليجدها تحدق به فقال : مالك ؟
فاشاحت بنظرها عنه وقالت : مفيش.
كنان : طب قعدي على السرير وانا هروح انادي سوسن علشان تيجي تساعدك.
قال ذلك ثم اجلسها وخرج من الغرفة… اما هي فوضعت يدها على شعرها وقالت : هو.. بيحب شعري !
اما كنان فنزل الى الاسفل حيث كانت سوسن والفتيات يضعن الفطور على طاولة الطعام فقال لهن : صباح الخير يا بنات.
فالتفتن اليه وقلن : صباح النور يا كنان بيه.
كنان : سوسن.. اطلعي علشان تساعدي جوليا.
سوسن : حاضر يا بيه.
قالت ذلك ثم صعدت الى الاعلى فنظر كنان الى زينات وقال : الهانم هتروح تزور خالتها النهاردة علشان كدا جهزي نفسك لانك هتروحي معاها وهتخلي بالك منها.
زينات : تحت امرك يا بيه.
ثم اقترب كنان من المائدة وامسك بكأس العصير وارتشف منه قليلاً ثم اعادة واراد ان يغادر ولكن ندى اوقفته بقولها : الفطار جاهز يا بيه , انت مش عايز تفطر ولا ايه ؟
كنان : معنديش وقت يا ندى… يلا سلام.
قال ذلك ثم خرج من الفيلا وصعد في احدى سياراته ثم اخرج ربطة الشعر المطاطية الخاصة بجوليا من جيبه وانتزع الشعرة العلقة بها ثم امسك بمنديل قماشي ووضع الشعرة فيه وبعدها وضعها في كيس بلاستيك اخر ومن ثم شغل سيارته.
تسارع في الاحداث……
ذهبت جوليا برفقة زينات وزياد الى مطعم السيدة هالة ففرحت السيدة كثيراً عندما رأتها وبعد المعانقة والسلام والتعرف على زينات دخلوا إلى المطعم فجلسوا جميعاً يتبادلون اطراف الحديث…
فجلست زينات تشرب الشاي مع زياد اما جوليا فجلست مع خالتها وقالت : انتي وحشتيني اوي يا خالتي.
فأبتسمت السيدة هاله وقالت : وانتي وحشتيني اكتر يا روحي… قوليلي عاملة ايه ؟
جوليا : الحمد لله.
السيدة هالة : واخبار جوزك ايه ؟ هو ليه مجاش معاكي علشان اتعرف عليه ؟
جوليا : هو عندو شغل وراح الشركة من بدري.
السيدة هالة : ربنا يسهلو.
جوليا : خالتي… انا عايزه اسألك عن حاجة..
السيدة هاله : ايه هي يا روحي ؟
جوليا : تخيلي نفسك انك كنتي بتكرهي شخص جداً ومش بطيقيه خالص وبتضربيه وفجأه اتغيرت معاملتك مع الشخص دا وبقيتي لطيفة اوي وكمان بتهتميه فيه ، ف ايه ممكن يكون السبب في رأيك ؟
السيدة هاله : لو كنت بكرهو جداً زي ما بتقولي وفجأه اتغيرت معاملتي معاه وبقيت بهتم بيه فدا اكيد هيكون الحب.
جوليا : الحب !
السيدة هاله : ايوا الحب… مفيش حاجة ممكن انها تغير الانسان 180 درجة غير الحب.
فقالت جوليا في نفسها : معقول كنان بقى بيحبني انا !
فقالت السيدة هاله : ليه بتسألي يا روحي ؟
جوليا : ها… اه مفيش.. بس شفت فيلم امبارح كان بيتكلم عن الموضوع دا وشغل بالي.
في مكان آخر………
ذهب كنان الى مختبر الطب الشرعي فخرج احد الاطباء وصافحه قائلاً : نورت يا كنان بيه.
فأبتسم كنان وقال : دا نورك يا محمد… ازيك ؟
محمد : الحمد لله …ايه المفاجأة الحلوة دي ؟
كنان : بصراحة انا قاصدك في خدمة.
محمد : رقبتي… ايه هي ؟
فاخرج كنان كيساً من البلاستيك وقال : الكيس دا في عينات شعر لبنتين… عايز اعرف لو كانوا خوات ولا لاء.
فاخذ محمد الكيس وقال : عايز تعمل تحليل دي ان ايه ؟
كنان : ايوا يا محمد وانا لازم اعرف لو كانوا البنتين دول خوات ولا لاء .
محمد : امرك يا بيه.
كنان : وقد ايه هيحتاج الموضوع دا وقت علشان اعرف النتيجة ؟
محمد : على الاغلب اسبوع واحد .
كنان : ماشي …وانا هستنى منك خبر.
تسارع في الاحداث……………
مر خمسة ايام وكانت جوليا تتفادى التحدث مع كنان بعد ما ادركت انها تحبه لذا قررت عدم الاقتراب منه كثيراً مما جعله يشعر بالغرابة لتصرفاتها فهي باتت قليلة الكلام ولا تتحدث معه الا اذا سألها هو اولاً بينما كان ادهم ولمى يتجهزون لحفل خطوبتهما التي ستقام في نهاية الأسبوع وكانت السعادة تغمرهما اما يوسف ومنال ف كانا على حالهما بينما كانت فرح تعتاد على تصرفات عزيز معها وسيطرته عليها وبالرغم من انها كانت تنزعج منه احياناً الا انها كانت سعيدة لوجوده بقربها.
اما بالنسبة للسيد فتحي فقد لاحظ تغير كبير في ارباح الشركة وكانت النسب المئوية تنخفض بأستمرار وذلك بسبب ان كنان كان يشتري الاسهم من المستثمرين وقد اصبح يمتلك اسهم بقية 32% وقام بتسجيلها بأسم جوليا لانه قرر ان يساعدها في استرجع ورثتها.
في صباح يوم السبت من نهاية الأسبوع….
كان هذا اليوم هو اليوم المخصص لحفلة خطوبة ادهم ولمى وكانوا العمال يجهزون فيلا ادهم للحفلة اما هو فكان متحمساً للغاية…وفي منزل كنان فكان جالساً في الحديقة يشرب القهوة ويقرأ الجريدة بينما كانت جوليا جالسه على الارجوحة وترسم وفجأه شعرت بالغثيان فوضعت يدها على فمها ثم نهضت بسرعة وركضت حتى دخلت إلى الفيلا ، اما كنان فاستغرب من تصرفها لذا نهض خلفها وركض حتى ادركها فدخلت هي الى الحمام بجانب المطبخ واقتربت من المرحاض وبدأت تستفرغ اما كنان فوقف عند الباب يطرقه قائلاً : جوليا… ايه اللي حصلك ؟؟ انتي كويسه ؟
فانزلت جوليا السيفون ثم نهضت وغسلت وجهها وبعدها خرجت وهي تضع يدها على فمها فسألها كنان بلهفة : انتي كويسه ؟
فأومت له برأسها وقالت : ايوا.
كنان : شكلك تعبانه… تحبي اخدك المستشفى ؟
جوليا : ملوش لازمة.. انا كويسه.
قالت ذلك ثم ارادت ان تغادر ولكن سرعان ما فقدت توازنها ثم وقعت على الارض مغماً عليها فهرع كنان نحوها واخذ يهزها قائلاً : جوليا… جوليا ردي عليا !
ثم نادى على سوسن فاتت بسرعة وحين رأت جوليا على تلك الحال قالت بقلق : يا مصيبتي… ايه اللي حصل للهانم ؟
كنان : روحي اتصلي بالدكتور عزمي وخليه يجي هنا بسرعة.
سوسن : ح… حاضر يا كنان بيه.
فقام كنان بحمل جوليا ثم صعد بها إلى الغرفة ووضعها على السرير ومن ثم ركض نحو حجرة الملابس واحضر زجاجة عطره وعاد الى السرير ثم رش منها قليلاً على يده وقربها من انف جوليا فعقدت حاجباها وتأوهت دليلاً على استيقاظها وسرعان ما فتحت عيونها فسألها كنان بالهفة : انتي كويسه ؟
فأومت رأسها وارادت ان تنهض ولكن كنان منعها عندما وضع يديه على كتفيها وقال : متقوميش…شوية والدكتور هيوصل.
جوليا : ملوش لازمة الدكتور… انا كويسه.
كنان : انتي فقدتي وعيك من شوية يعني منتيش كويسه خالص.
جوليا : انا عطشانه.
كنان : استني ..
قال ذلك ثم التفت واخذ ابريق الماء عن الكوميدينو ثم سكب قليلاً منه في الكأس والتفت اليها ثم قال : اشربي .
فشربت بعض الماء ثم اسندت ظهرها الى السرير فنظر كنان اليها ثم وضع يده على جبينها وقال : مفيش سخونيه… امال ايه اللي حصلك ؟
جوليا : جايز كلت حاجة مش كويسه.
فامسك كنان بمعصمها وقاس نبضات قلبها ثم قال : نبضك مش منتظم لازم تستريحي.
وما هي الا 15 دقيقة قد مضت حتى جاء الدكتور عزمي فرافقته سوسن الى غرفة كنان وجوليا ثم طرقت الباب فسمح لها كنان بالدخول ، فدخلت وقالت : الدكتور وصل يا كنان بيه.
فنهض كنان من جانب جوليا ثم قال : دخليه بسرعة.
سوسن : حاضر.
قالت ذلك ثم فتحت الباب وقالت للدكتور : اتفضل يا دكتور.
فدخل الدكتور وصافح كنان قائلاً : ازيك يا كنان بيه.
كنان : الحمد لله يا دكتور.
فنظر الدكتور الى جوليا وقال : هي الهانم اللي تعبانه يا كنان بيه ؟
كنان : ايوا.. هي فقدت وعيها فجأة.
فاخرج الدكتور سماعته من الحقيبة ثم بدأ في فحص جوليا وبعدها امسك معصمها ليقيص ضغطها ونبضات قلبها وبعدها علق لها محلول السيروم وقال : الف سلامه يا هانم.
كنان : هي كويسه يا دكتور ؟
الدكتور عزمي : ايوا يا كنان بيه .
كنان : طيب هي ليه فقدت وعيها ؟
فابتسم الدكتور عزمي وقال : دا شيء طبيعي انها تفقد وعيها وتحس في دوخة خلال الاشهر الاولى من الحمل.
فاتسعت عينا جوليا عندما سمعت ذلك اما كنان فقال : بتقول ايه ؟؟ ح.. حمل !
يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::