روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

** البارت الرابع عشر **
:::::::::::::::::::::::::::::::::?

قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما جوليا طلبت الطلاق من كنان ….

☆فنزعت يدها من قبضته وقالت : طلقني…

فالتفت كنان اليها وتنهد بقوة ثم قال : بطلي عبط بقى… قلتلك قبل كدا مفيش طلاق خالص.

جوليا : مش هبطل وهطلقني يا كنان ودلوقتي.

كنان : انتي شكلك اتجننتي على الاخر …يلا امش قدامي وخلينا نرجع الفيلا.

جوليا : ايوا اتجننت ومش هرجع معاك الفيلا وهطلقني يعني هطلقني.

فانزعج كنان وقال : اركبي العربية يا جوليا لحسن والله العظيم هتجنن عليكي لو مسمعتيش الكلام.

فدفعته جوليا وصرخت به قائله : قلتلك مش هخاف منك تاني ومش هسمع كلامك.

فأستفزته بكلامها مما جعله يقترب منها ثم حملها على كتفه رغماً عنها وقال : هترجعي الفيلا ومش بمزاجك يا بنت السباعي.

اما هي فاخذت تضربه على ظهره وتصرخ قائله : نزلني… بقولك نزلني حالاً !

ولكنه تجاهل ضرباتها الخفيفة وصراخها واتجه نحو باب السيارة ففتحه والقاها على الكرسي الخلفي وبعدها اغلق الباب ثم صعد هو ايضاً والتفت اليها قائلاً : ورحمة سمر يا جوليا لو فضلتي تعاندي فانا هرميكي من فوق الكوبري { الجسر } ومش هسأل على حدا في البلد دي ابداً .

جوليا : انت ايه ؟؟ مبتفهمش ؟ قولتلك عايزه اطلق منك ليه مش عايز تطلقني ؟

كنان : وانا قولتلك مفيش طلاق خالص ولو رجعتي قولتي الكلمة دي تاني فانا هرجع احبسك في الاوضة والمره دي مش هتخرجي منها ابداً .

فابتلعت جوليا ريقها ونظرت اليه لتجد تعابير وجهه جادة فأدركت انه مستعد لسجنها في الغرفة مجدداً فعادت بجسدها للخلف وقالت بصوت حاد : رجعني الفيلا.

اما هو فأبتسم ابتسامة النصر وقال : شاطره… اديكي رجعتي بتسمعي الكلام.

فتجاهلته جوليا وكتفت يديها الى صدرها وادارت وجهها نحو النافذة… فشغل كنان محرك السيارة وقادها حتى وصلا الى الفيلا.

ففتح حسين البوابة ليدخل كنان بسيارته الى موقف السيارات ثم اطفئ المحرك ونزل من السيارة وفتح الباب الخلفي لتنزل جوليا فقال : انزلي.

فنظرت اليه بنظرة اشمئزاز ثم امسكت اطراف فستانها وارادت ان تنزل ولكنها تعثرت وكادت ان تقع فأمسك كنان بخصرها بسرعة واسندها قائلاً : انتبهي !

فنظرت اليه حيث كان وجهه قريباً من وجهها وتمعنت بـِ للون عيناه الازرق لأول مرة منذ ان تعرفت عليه مما جعلها تسرح في خيالها قليلا ًولكنها استيقظت من سرحانها على صوته عندما سألها : انتي كويسه ؟

فابتلعت جوليا ريقها ثم اعتدلت بوقفتها وابعدت يديه عن خصرها وقالت بصوت مرتبك : ملكش دعوة.

فرفع كنان حاجبه وقال : ازاي مليش دعوة ؟؟ انتي نسيتي اننا متجوزين وان ليا حق عليكي ؟

جوليا : انا عمري مش هعترف بالجواز دا ابداً ومعتبركش جوزي حتى لو لمستني ، وهتفضل في نظري السافل اللي اغتصبني وبس.

قالت ذلك ثم انحنت وخلعت حذائها وبقيت حافية القدمين كما ان طولها اصبح اقصر عن ذي قبل… فامسكت بالحذاء واطراف الفستان ثم همت بالمغادرة تاركة خلفها كنان الذي كان يحدق بها بدهشة فهي اصبحت قوية جداً بعد ان اعتاد على ان تكون ضحيته دائماً فقال : البنت دي اتجننت على الاخر.

قال ذلك ثم اغلق باب السيارة وركض حتى ادركها فأمسك بذراعها وقال : مينفعش تمشي كدا.. رجليكي هيتعوروا.

فالتفتت اليه وقالت : سيب ايدي يا كنان لاني مش طيقاك خالص ومابطيقش نفسي لما بتلمسني .

فانزعج كنان من كلامها وضغط على ذراعها بقوة ثم قربها منه وهمس قائلاً : اوعي تفتكري علشان خذتك في حضني لما كنا على الكوبري انك بقيتي مهمة بالنسبة لي او انك تقدري تتكلمي معايا بالشكل دا…لا يا حلوه انا لو عايز فهمرمطك دلوقتي ومفيش حد هيقدر يخلصك من بين ايديا .

فادمعت عينا جوليا وقالت : انا بكرهك.

فابتسم كنان بسخرية وقال : على اساس انا بموت فيكي يعني ؟

ثم تحولت عيناه لتصبح جادة وقال بنبرة حقد : وانا كمان بكرهك …حتى اني بكرهك لدرجة تخليني افرح لما اشوفك متعذبه .

فنزلت دموع جوليا وقالت : مدام بتكرهني بالشكل دا ليه مش عايز تطلقني ؟؟

فضغط على ذراعها بقوة اكبر وقال : علشان اشوف الخوف دا في عيونك كل يوم.. عايزك تبقي خايفه بالشكل دا لاني بحب نظرة الخوف اللي في عيونك دي.

جوليا : ليه يا كنان ؟؟ هو عمي عملك ايه علشان تعذبني انا بالشكل دا ؟

في تلك اللحظة ازداد غضب كنان وقال : لو سألتي السؤال دا تاني فانا هقتلك ولو عايزه تعرفي بجد يبقى لازم تسأليه بنفسك دا لو سمحتلك انك تخرجي من الفيلا تاني .

قال ذلك ثم دفعها بقوة وغادر…اما هي فوقعت على الارض في موقف السيارات وألتوى كاحلها مما جعلها تتآلم كثيراً ولم تستطيع النهوض فجلست تبكي ليس بسبب الآلم فحسب بل بسبب كنان الذي تعتبره مصدر تعاستها .

اما هو فسار حتى وصل الحديقة وكان غاضباً جداً ولكنه توقف عن السير وتنهد بقوة ثم استدار وركض الى موقف السيارات حيث كانت جوليا جالسه وتبكي..

فوقف يحدق بها وهي جالسة على الارض وتمسك بكاحلها مما جعله يغضب من نفسه لانه أذاها مجدداً ، فغرس اصابعه بين خصلات شعره واعاده الى الخلف ثم تنهد وانحنى على مستواها فنظرت اليه بعيونها الغارقة بالدموع وقالت بصوت مبحوح ومخنوق : رجعت ليه ؟؟ خايف اهرب منك ؟

فتجاهل كلامها ثم ابعد يدها عن كاحلها ورفع فستانها قليلاً لتظهر قدمها المصابة فاغمض عيناه بآلم… اما هي فابعدت يده عنها بقوة وقالت وهي تبكي : متلمسنيش…مش كفايه اللي عملتو ؟ ليه رجعت ؟

فنظر اليها وقال بصوت هادئ : قومي.. هاخدك المستشفى.

جوليا : مش عايزه منك حاجة وكفايه انك تفضل بعيد عني وانا هبقى كويسه .

قالت ذلك ثم ارادت ان تنهض عن الارض ولكنها لم تستطيع فعل ذلك وعوضاً عن النهوض تآلمت بشدة…فقام كنان بحملها بين ذراعيه فجأه مما جعلها تحيط يديها حول عنقه كردة فعل تلقائية وقالت : قلتلك متلمسنيش..نزلني انا مش عايزة اروح.

فنظر إليها بينما كان يحملها وقال : اسكتي…رجلك متعوره ومحتاجة دكتور يكشف عليها علشان كدا هاخدك المستشفى.

جوليا : كل دا بسببك انت…انت اللي عملت فيا كدا .

فشعر بكلماتها وكانها سهام غُرست في قلبه فقال : خلاص… اسكتي.

جوليا : لا مش هسكت… وهفضحك قدام الناس كلها.

فصرخ كنان في وجهها قائلاً : اسكتي بقى !!

فخافت جوليا عندما صرخ عليها وصمتت فوراً ثم احنت رأسها الى الاسفل واخذت دموعها تتساقط ، اما هو فتنفس بعمق وحملها جيداً ثم فتح باب السيارة واجلسها في المقعد الأمامي ثم وضع لها حزام الامان وبعدها صعد هو ايضاً وشغل محرك السيارة وخرج بها من الفيلا.

في مكان اخر……….

كان ادهم جالساً في منزله لان الطبيب طلب منه ان يستريح لكي تتحسن صحته… وبينما كان يتناول فنجان من الشاي ويشاهد نشرة اخبار المساء سمع جرس الباب يرن… فنهض بتكاسل ثم توجه نحو الباب وعندما فتحه وجد يوسف ومنال امامه .

وما ان رأه يوسف حتى سأله بلهفة : ازيك يا ادهم ؟؟ انت كويس ؟

فسعل ادهم وقال : ايوا… اتفضلو.

فدخلوا وقالت منال : كنان اتصل وقال انك كنت عيّان النهاردة.. قولي بقيت كويس دلوقتي ؟

ادهم : الحمد لله بقيت احسن…متقلقوش.

يوسف : خلي بالك من نفسك يا ادهم… احنا مش ناقصين يجرالك حاجة.

فضحك ادهم بصعوبة وقال : يعم متقلقش هما شوية برد متزودهاش اوي كدا .

يوسف : برد ولا سخونه مليش دعوة..انت لازم تخلي بالك من نفسك ودا اللي بيهمني.

منال : يوسف عندو حق يا ادهم…لازم تخلي بالك من صحتك اكتر من كدا.

ادهم : ماشي… يلا اتفضلوا استريحوا.

فجلس كل من منال ويوسف على المقاعد في غرفة المعيشة اما ادهم فقال : تشربوا ايه ؟

فنهضت منال وقالت : خليك مكانك… انا هروح اعمل الشاي وهرجع على طول .

يوسف : متحطيش سكر في الفنجان بتاعي يا منال .

منال : عايز تشربو من غير سكر !

فأبتسم يوسف بخبث وقال : كفايه انك تذوقيه علشان يبقى طعو حلو اوي.

فضحك ادهم اما منال فاحمرت وجنتيها وقالت بخجل : متبطل شقاوه يا يوسف بقى.

قالت ذلك ثم ذهبت الى المطبخ اما يوسف فضحك وقال : الحلو مكسف يا ناس !

فضحك ادهم وقال : يا ابن الذينه…خليت البنت تتكسف قدامي .

فابتسم يوسف وقال : بحبها يا ادهم …بحبها اوي .

فوضع ادهم قدم فوق الاخرى وقال : يا بختها.

يوسف : قولي هي لمى مكلمتكش لغاية دلوقتي ؟

فتنهد ادهم وقال : لا لسا مسمعتش منها حاجة .

يوسف : انا كلمتها النهاردة علشانك .

فنظر ادهم اليه وقال بلهفة : بجد ؟؟ طيب انت قولتلها ايه ؟

يوسف : وهكون قولت ايه يعني ؟؟ خليتك تبقى ملاك بنظرها وقلتلها لو وافقت تتجوزك فهي هتعيش فرحانه طول عمرها.. ودا علشان تعرف اني بحبك.

فأبتسم ادهم وقال : يا حبيبي يا يوسف… طيب هي قالت ايه ؟

يوسف : انا حاسس انها اقتنعت بكلامي لاني شفت البسمة في عينيها ووشها نور لما كلمتها عنك

ادهم : عارف يا يوسف لو لمى وافقت تجوزني فانا …..

* لم يكمل جملته لانه سمع هاتفه يرن فأمسكه واتسعت عيناه قائلاً : الحق يا يوسف… دي لمى !

فاعتدل يوسف بجلوسه وقال : طب رد عليها بسرعة..

فأومى ادهم رأسه بالموافقة ثم اجاب قائلاً : ايوا يا لمى.

فأجابته لمى بصوتها العذب : مساء الخير.

فأبتسم ادهم وقال : مساء الورد والياسمين.

فضحك يوسف بصمت فنظر ادهم اليه محذراً بأن لا يصدر اي صوت?

اما لمى فقالت : اسفه لو ازعجتك…

فقاطعها ادهم بقوله : متقوليش كدا… ولا ازعاج ولا حاجة وبعدين حتى لو ازعجتيني فدا هيكون على قلبي احلى من العسل والله ?

فأبتسمت لمى وقالت : متشكرة..

اما يوسف فانغجر ضاحكاً مما جعل ادهم ينظر اليه بغضب فقال له يوسف بهمس وهو يضحك : مش قادر …شكلك بيضحك اوي ?

فنهض ادهم ثم ركل قدم يوسف ونظر اليه بنضرة جانبية ? ثم قال للمى : قوليلي يا لمى انتي فكرتي بالعرض بتاعي كويس ؟

قال ذلك ثم ابتعد عن يوسف لكي يتحدث براحة اكبر فأجابته لمى : ايوا وبصراحة هو دا السبب اللي خلاني اتصل بيك دلوقتي.

ادهم : طيب ايه رأيك ؟

لمى : مش هينفع نتكلم كدا…احنا لازم نتقابل.

ادهم : اوي اوي…بس هنتقابل فين ؟

لمى : هقابلك في مطعم *** بعد نص ساعة.

ادهم : ماشي… هتلاقيني هناك على طول.

لمى : اتفقنا… سلام يا ادهم

فقال ادهم بنبرة عشق : سلام يا روح ادهم ?

– ثم اغلق الهاتف وقبله وما هي الا ثانيه حتى سمع صوت ضحك فالتفت واذ بيوسف ومنال واقفان خلفه ويضحكان فنظر اليهما وقال : ايه الرزالة دي يا يوسف ؟ مش شايفني بتكلم ؟ ليه ضحكت زي المجنون ؟

فضحك يوسف وقال : يابني اثقل… مش لازم تبان قدام البنت سهل بالشكل دا.

اما منال فقالت : عارف يا ادهم… انا عمري مشفتكش حنين كدا !

ادهم : بقولكوا ايه …انا عندي معاد ومش ناقص تريقة .

قال ذلك ثم نظر إلى ساعة يده وقال : يا نهر ازرق ! انا هتأخر…سلام يا عيال.

ثم اخذ مفتاح سيارته وسترته وخرج من الفيلا بسرعة تاركاً منال ويوسف خلفه…فضحكت منال وقالت : ادهم لطيف اوي يا يوسف مش كدا.

يوسف : ايه لطيف دي… قولي عنو مجنون احسن ، دا حتى مغيرش هدومو وخرج على طول !

منال : ومش بس كدا …دا ساب لنا البيت ومشي ?

فأبتسم يوسف بخبث وقال : بقولك ايه… ادهم مشي ومفيش حد هنا اديني حتة بوسه بقى ?

فضربته منال على كتفه وقالت : بطل شقاوة بقى ، وبعدين تعال…هنا انت ازاي بتتكلم بالحاجات دي قدام ادهم ؟ خليت شكلي يبقى وحش اوي.

فضحك يوسف وقال : وفيها ايه يعني… هو عارف اننا بنحب بعض ومخطوبين وقريب جداً هنتجوز.

منال : برضو مكنش لازم تقول الكلام دا قدامو..

يوسف : هو انتي تكسفتي ؟

منال : ايوا اتكسفت يا يوسف …واتكسفت اوي.

قالت ذلك ثم كتفت يديها واشاحت بنظرها عنه تمثل الانزعاج .

فاقترب يوسف منها ثم ابتسم وقال : معقول تتكسفي واحنا معملناش حاجة لغاية دلوقتي ؟

قال ذلك واراد ان يقبلها ولكنها نظرت اليه ثم ركلته على قدمه وقالت : هستناك في العربيه.

اما هو فوضع يده على قدمه وقال بألم : جرى ايه يا منال ؟؟ انتي بتاكلي ايه علشان تبقي قويه بالشكل دا ؟

منال : تستاهل …علشان انت بقيت شقي اوي .

قالت ذلك ثم غادرت قبله وهي تبتسم…

عند كنان وجوليا………..

كانا في المشفى وكان الطبيب يفحص قدم جوليا التي كانت جالسة على السرير بينما كان كنان واقفاً بالقرب منها فقال للطبيب : قولي يا دكتور هي متعوره اوي ؟

فنظر الطبيب اليه وقال : الحمد لله مفيش كسر بس هي مش لازم تمشي عليها لمدة اسبوع علشان تخف بسرعة .

فنظر كنان الى جوليا التي كانت هادئة وكأنها في عالم اخر ثم تنهد وقال : ماشي.. بس هنعمل ايه لو وجعتها فجأه ؟

فنهض الطبيب وقال : انا هوصفلها دوا حالاً .

كنان : متشكر.

– وبالفعل قام الطبيب بوصف الدواء واعطى الورقة لكنان قائلاً : وصفتلها دوا علشان يخفف الوجع ولازم تاخدو بعد الاكل .

كنان : بعد الاكل …. ماشي يا دكتور.

الطبيب : الف سلامة عليها يا كنان بيه.

فصافحه كنان وقال : متشكر.

ثم غادر الطبيب والتفت كنان الى جوليا وقال : احم.. يلا قومي خلينا نروح.

ولكن لا حياة لمن تنادي… فكانت جوليا شاردة الذهن وكأنها تمثال ، فقط كانت تحدق بالفراغ.

فتنهد كنان وقال : الصبر يا رب… بقولك قومي علشان نروح !

فنظرت جوليا اليه بنظرات غريبه جداً لم يفهم معناها …فهي لم تكن نظرات كره او حقد او حتى حب… بل كانت نظرات تساؤلات وعدم فهم.

فقال : يلا علشان نروح.

فرمشت جوليا بدون ان تقول اي شيء ثم حاولت النهوض ولكنها تألمت عندما وضعت قدمها على الارض فأقترب كنان منها ثم انحنى وحملها مجدداً ولكنها لم تعترض هذه المرة… بل وضعت يديها حول عنقه بصمت واحنت رأسها مما جعل تصرفها يثير الشك في نفس كنان .

فخرج بها من قسم الطوارئ ثم اتجه نحو سيارته ففتح الباب وانزل جوليا لكي تجلس في المقعد الامامي ولكنها لم تفعل ذلك بل فتحت باب المقعد الخلفي وصعدت في السيارة ثم استلقت على المقعد وانكمشت على نفسها حيث انها احتضنت قدميها بصمت ..

فوقف كنان يحدق بها قليلاً ثم تنهد واغلق الباب وبعدها صعد امام المقود ونظر اليها في المرآة ليجدها شاردة من جديد… فشغل المحرك وهم بالمغادرة.

اما عند ادهم……..

فذهب الى المطعم الذي كانت لمى تنتظره به ونزل من سيارته ودخل الى المطعم …وفور دخوله اخذ يبحث عن لمى بنظره فوجدها جالسة بالقرب من النافذة وكانت شاردة الذهن… فاخذ نفساً عميقاً ثم توجه نحوها وقال : مساء الخير.

فاخرجها صوته من شرودها ونظرت إليه ثم نهضت وقالت : مساء النور.

فمد ادهم يده لكي يصافحها وابتسم ابتسامة جميلة وقال : ازيك ؟

فصافحته بتوتر وهي تبتسم بخجل وقالت : الحمد لله… اتفضل.

فجلسا وقالت لمى : تشرب ايه ؟

ادهم : متشكر… مش عايز حاجة.

فازدردت لمى ريقها وقالت : يبقى هخش في الموضوع على طول.

ادهم : يا ريت يا لمى.

فتنفست لمى بعمق ثم قالت : انا فكرت بالعرض بتاعك كويس يا ادهم وطلبت اقابلك النهاردة علشان اديك جوابي بس لازم تسمعني الاول.

ادهم : طبعاً… اتفضلي.

فأمسكت لمى كأس الماء الذي كان امامها ثم شربته دفعة واحدة وبعدها نظرت إلى ادهم وقالت : انا زي منت عارف بنت عادية ومليش حد في الدنيا دي كلها غير امي يعني انا اللي بهتم بيها ومستحيل اسيبها لوحدها ودا كان السبب الرئيسي اللي خلاني ارفض عروض زواج كتيرة …لان الرجالة اللي اتقدموا علشان يخطبوني قبلك كانوا عايزين ابعد عن امي وانا مقدرش اعمل كدا فمحصلش نصيب .

ادهم : وانا مقدر ظروفك ولو وافقتي على العرض بتاعي وقبلتي تتجوزيني فهجيبك انتي والحجة علشان نعيش مع بعض وزي منتي عارفه انا بعيش لوحدي في بيت كبير اوي ولو عشنا فيه سوى فدا هيكون اجمل شيء حصلي.

فلمعت عينا لمى عندما سمعت ما قاله وقالت : يعني لو وافقت اتجوزك انت هتخلي ماما تعيش معانا ؟

ادهم : اساساً انا كنت هقولك الكلام دا من الاول.

فأبتسمت لمى وقالت : يوسف بيه كان عندو حق لما قال عنك انسان عظيم.

فضحك ادهم وقال : هو قلك كدا ؟

لمى : ايوا… وبصراحة انا اتخذت قراري بعد ما اتكلمت معاه النهاردة.

ادهم : وايه هو القرار اللي اتخذتيه يا لمى ؟

فتنفست لمى بعمق ثم نظرت إلى عيناه مباشرةً وقالت : موافقة …انا موافقة اتجوزك يا ادهم.

فابتسم ادهم ابتسامة عريضة وقال : قولي والله العظيم !

فضحكت لمى وقالت : والله العظيم.

فنهض ادهم ولم يدرك ما الذي يجب ان يفعله من شدة السعادة … فهو اراد ان يعانقها بشدة ولكنه تراجع عن هذه الفكرة بسبب ان المطعم كان يعج بالناس اما هي فأبتسمت وقالت : ايه…مالك ؟؟

فعاد وجلس مجدداً وقال بسعادة : انا فرحان اوي يا لمى…. متتخيليش انتي فرحتيني قد ايه .

لمى : وانا فرحانه كمان بس عايزاك توعدني بحاجة وحده الاول .

فأمسك بيدها وقال : بوعدك..

فضحكت لمى وقالت : انا لسا متكلمتش !

ادهم : ملوش لازمة الكلام… انا بوعدك اني هفضل احبك طول عمري ومش هزعلك ابداً .

لمى : انا عارفة كل دا بس لازم اقولك على حاجة وحده انا عيزاها منك.

ادهم : ايه هي ؟

لمى : وعدني يا ادهم… وعدني انك مش هتخوني مع وحدة تانيه وانا بوعدك اني هبقى مُخلصة ليك لغاية ما موت.

فاصبحت تعابير وجه ادهم جدية فنظر اليها ليجد الدمعة بعيونها وقال : ليه بتقولي كدا يا لمى ؟؟ هو انتي عندك شك في حبي ليكي ولا ايه ؟

فهزت رأسها بالنفي وقالت : انا عارفه انك بتحبني بس انا جربت شعور الخيانة قبل كدا ومش عايزة اللي حصلي لما كنت بدرس في الجامعة من انه يتكرر تاني.

ادهم : مع اني مش عارف ايه هي الحكاية بس بوعدك… انا مستحيل اخونك ابداً اساساً مقدرش اعمل كدا لاني بحبك بجد .

فابتسمت لمى وقالت : متشكره.

فاقترب ادهم منها ثم مسح لها دمعتها وقال : بلاش تعيطي… علشان خاطري.

فوضعت لمى يدها على يد ادهم التي كانت على خدها وقالت : انت انسان طيب اوي.

اما هو فأبتسم وامسك بيدها قائلاً : وبيحبك اوي.

عودة إلى كنان وجوليا………

وصلا إلى الفيلا فنزل كنان من السيارة بعد ان فتح زياد له الباب ثم توجه نحو الباب الخلفي وفتحه لتخرج جوليا …فنظر اليها وكانت ما تزال مستلقية على المقعد الخلفي فتنهد وانحنى ثم قال : احنا وصلنا.

فجلست جوليا ثم ارادت ان تخرج من السيارة ولكن كنان امسك بذراعها وقال : انا هساعدك.

قال ذلك ثم وضع يديها حول عنقه وحملها لأن قدمها كانت مصابة… اما هي لم تبدي اي ردة فعل بل اسندت رأسها على صدره بصمت مما جعله يزداد قلقاً عليها فهي لم تقول اي شيء اثناء الطريق ايضاً وليس من عادتها ان تلجأ للصمت.

فسار وهو يحملها وكأنه يحمل طفلة صغيرة حتى مر بالحديقة ووصل إلى باب الفيلا فقرع على الجرس لتأتي الخادمة سوسن وتفتح لهما الباب وعندما رأت جوليا على تلك الحال شهقت قائله : يا ساتر استر يا رب !! ايه اللي حصل للهانم يا كنان بيه ؟

فدخل كنان وهو يحمل جوليا وقال : مش وقتو يا سوسن.

قال ذلك ثم تركها وصعد بجوليا الى الأعلى… اما سوسن فاغلقت الباب وقالت : ايه اللي حصل… هما مش راحوا حفلة الخطوبة ؟؟ ف ليه رجعت الست جوليا ورجلها متعوره بالشكل دا ؟

في الطابق الثاني……

دخل كنان الى غرفته ثم اغلق الباب بقدمه واتجه نحو السرير فوضع جوليا عليه برفق …اما هي فأنكمشت على نفسها وعانقت الوسادة بصمت.. فنظر كنان اليها وقال : ايه اللي حصلك ؟ ليه مش عايزة تتكلمي ؟

ولكنها لم تجيبه فتنهد بقوة وقال : طيب مينفعش تفضلي لابسه الفستان دا ..يلا قومي علشان تغيريه.

فلم تستمع لكلامه ايضاً بل اغمضت عيناها ليتابع هو بعصبية : مش قولتلك تقومي ؟

ففتحت جوليا عيناها ثم جلست على السرير ونظرت اليه بنظرات جعلته يرتبك… ولأول مرة استطاعت ان تجعله يشيح بنظره عنها ولكن سرعان ما عاد ونظر اليها بتحدي وقال : انتي عايزه تتحديني يعني ؟؟ طيييب يا جوليا… اعملي اللي انتي عيزاه بس اتأكدي ان مش كنان الحريري اللي بيتلعب معاه.

قال ذلك ثم خرج من الغرفة واغلق الباب خلفة بقوة… اما هي فقالت : وانا هعرفك مين هي جوليا بنت منصور السباعي يا كنان .

قالت ذلك ثم نهضت عن السرير بصعوبة وعرجت حتى وصلت الى حجرة الملابس فدخلت وخلعت الفستان ثم ارتدت شورت قصير لونه زهري وتيشرت بأكمام قصيرة لونها ابيض وبعدها مسحت الميك آب عن وجها ورفعت شعرها بشكلاً فوضوي ثم خرجت من الحجرة وتوجهت نحو السرير وهي تعرج وبعدها استلقت لكي تنام بعد ان قررت عدم تناول طعام العشاء.

اما كنان فذهب الى غرفة المكتب واخذ يدور فيها كالمجنون وهو يحدث نفسه بأنزعاج : هي شايفه نفسها على ايه ؟؟ وازاي بتتجرأ انها تفضل ساكته ومبتتكلمش معايا خالص ؟؟ هي فاكره لو انها فضلت ساكته بالشكل دا هتذلني يعني ؟ بس انا هوريكي يا جوليا… مكنش كنان لو مخلتكيش تنطقي تاني.

قال ذلك ثم خرج ونادى على سوسن بصوت مرتفع فاتت بسرعة وقالت بتوتر : امرك يا بيه.

كنان : العشا جاهز ؟

سوسن : ا… ايوا يا كنان بيه.

كنان : يبقى تطلعيه الاوضه علشان جوليا مش هتقدر تنزل.

سوسن : تحت امرك يا بيه.

قالت ذلك ثم ذهبت الى المطبخ لتفعل ما طلبه كنان منها….اما هو فصعد الى الغرفة وقال : هوريكي دلوقتي ازاي هخليكي تنطقي.

قال ذلك ثم فتح باب الغرفة ونظر الى السرير فور دخوله فوجدها نائمة بعد ان بدلت ملابسها باخرى مريحة فاغلق الباب ثم خلع سترته ورماها على الأريكة وبعدها رفع اكمام قميصة واتجه نحوها ووقف بجانب السرير وهو يضع يديه على خصره واخذ ينظر اليها فقال : انا عارف انك صاحية… قومي لاني عايز اكلمك.

جوليا : ……….. لا رد.

فاتزعج كنان واراد ان يمسك ذراعها ولكنه توقف عندما سمع طرق الباب… فتنهد وذهب لكي يفتحه فوجد سوسن واقفة امامة وهي تحمل صينية العشاء فقالت : العشا يا بيه.

فاخذ منها الصينية ثم قال : متشكر يا سوسن… تقدري تروحي تاكلي.

قال ذلك ثم اغلق الباب وتوجه نحو جوليا فوضع الصينية على الكوميدينو بجانبها ثم جلس على حافة السرير مما جعلها تستدير الى الجهة الأخرى وتعطيه ظهرها ..فازعجه تصرفها لذا خلع حذائه وصعد الى السرير ثم امسك بذراعها وجعلها تنهض قائلاً : بطلي لعب العيال دا وقومي علشان تاكلي.

فنظرت اليه ببرود ثم ادارت وجهها الى الجهة الأخرى فأمسك بوجهها واداره اليه وصاح بها قائلاً : متخلينيش اتجنن يا جوليا والاحسن انك تسمعي الكلام وتقومي تاكلي والا انتي عارفه انا ممكن اعمل ايه .

فرسمت جوليا ابتسامة سخرية واستهزاء على شفتيها وقالت : هتبوسني لو مسمعتش كلامك مش كدا ؟

اما هو فابتسم ابتسامة النصر لانه جعلها تتكلم فترك وجهها وابتعد للوراء قليلاً وقال : اديكي بقيتي تعرفي مزاجي كويس ولو مش عايزه دا يحصل يبقى تقومي علشان تاكلي وبعدها تشربي الدوا بتاعك.

جوليا : عارف يا كنان… انا قابلت ناس كتير أوي في حياتي بس عمري ماقابلتش واحد ضعيف زيك.

فشعر كنان بالأهانة بعد ان سمع ذلك منها فنهض عن السرير وقال بغضب : قولتي ايه ؟؟

جوليا : قولت انك ضعيف والدليل على كدا انك خدعتني علشان اتجوزك وبعدها اغتصبتني وموفيتش بوعدك ليا.

فأخذ الدم يغلي في عروق كنان وقال واصر على اسنانة قائلاً : اسحبي كلامك يا جوليا فوراً والا قسماً بالله العظيم هتشوفي مني حاجة عمرك مشفتيهاش .

فضحكت جوليا وقالت : وهتعمل ايه يعني ؟؟ منت عملت كل حاجة وزيادة حبيتين ، دا الا لو كنت ناوي تقتلني فانا مش همنعك ابداً .

قالت ذلك ثم كتفت يديها واسندت ظهرها الى السرير اما هو فوصل الغضب به الى ذروته وادرك انه لو بقي في الغرفة ربما يفقد السيطرة على نفسه ويقوم بأذيتها بشدة وهو لا يريد فعل ذلك.. لذا رمقها بنظرة مخيفة جعلتها تبتلع ريقها ثم استدار وخرج من الغرفة بعد ان اغلق الباب خلفه بقوة كادت ان تكسره.

اما هي فارتجفت عندما سمعت صوت اغلاق الباب ووضعت يدها على قلبها واخدت تتنفس بصعوبة…

– فنزل كنان الى الاسفل وكان الغضب قد اعمى بصيرته تماماً مما جعله يبدأ في تحطيم الأشياء من حوله ويصرخ قائلاً : الله يحرقك يا جوليا.. معقول انا يتقلي الكلام دا !! ومن مين… من حتت عيله زيك !

فهرعت الخادمات سوسن وندى وزينات عندما سمعن صوت صراخه ولصوت طحطيم الزجاج وارتعبن من منظر كنان الذي كان كالأسد الهائج المدمّر فوقفن يحدقن به وهو يحطم الأواني الفخارية ويصرخ ولم يتجرأن على الاقتراب منه ابداً .

– وبعد نوبة الغضب تلك او لنقول نوبة الجنون ذهب الى غرفة المكتب ثم اغلق الباب وجلس على كرسيه و هو يتنفس بسرعة جراء تدفق الادرينالين فقال : فاكره نفسها مين ؟؟ ازي بتتجرأ وتقول عني ضعيف ؟ بس انا هويها دلوقتي.

قال ذلك ثم نهض وخرج من المكتب فوجد سوسن وزينات وندى ينظفن الفوضى التي احدثها ، فسيطر عليهن التوتر عندما مر من جانبهن وصعد الى الاعلى فقالت ندى : يا لهوي… البيه اتجنن على الاخر.

زينات : بس ايه اللي حصل يا سوسن ؟ هو اتخانق مع جوليا هانم ولا ايه ؟

سوسن : معرفش ياختي انا شفتهم راجعين وكانت رجل الهانم متعوره وكان باين عليهم انهم متعصبين.

ندى : ربنا يستر بقى.

اما كنان فصعد الى الدور الثاني ثم ذهب الى غرفته ففتح الباب ودخل والشرار يتطاير من عيناه وكاد ان يصرخ ولكنه توقف عندما رأى جوليا تمسك بقدمها المصابة وتبكي على السرير بينما كانت اطباق الطعام محطمة على الارض بجانب السرير.

وعندما رأى ذلك هرع نحوها وكأنه نسي كل ما حدث قبل عشرين دقيقة وانه كاد ان يدمر المنزل بسببها ، فاقترب منها وقال بلهفة : ايه اللي حصل ؟

فنظرت اليه وهي تبكي ثم قالت : كنت… كنت عايزه ارجع الاكل على المطبخ بس رجلي وجعتني وتكعبلت.

فانحنى كنان ثم امسك بقدمها برفق وقال : لسا بتوجعك ؟

فأومت له برأسها وقالت وهي تبكي : ايوا.

فنهض مجدداً وخرج من الغرفة ووقف على حافة الدرج ونظر الى الاسفل ثم صاح : سوسن.. سوسن !!

فركضت سوسن عندما سمعت صوته ووقفت في الاسفل تحدق اليه وقالت : امرك يا كنان بيه ؟

كنان : سيبي كل حاجة وتعالي هنا بسرعة.

فقالت سوسن بأرتباك : ح.. حاضر يا بيه.

ثم صعدت الى الاعلى ودخلت الى غرفة كنان الذي اتجه نحو سترته التي خلعها ووضعها على الاريكة ثم اخرج منها علبة دواء ونظر الى سوسن قائلاً : انتي كنتي فين لما جوليا وقعت ؟؟

فأجابته بتوتر : ا.. انا… كنت بنضف يا بيه.

فصرخ كنان بها قائلاً : انا مش قولتلك انها مسؤليتك انتي ؟؟؟ ليه مخليتيش بالك منها ؟؟

فأحنت سوسن رأسها وقالت : اسفه يا كنان بيه… بس والله العظيم مكنتش اعرف ان الهانم وقعت .

في تلك اللحظة تدخلت جوليا وقالت : انت بتزعق عليها كدا ليه ؟؟؟ مش هي السبب في اللي حصلي يا استاذ كنان.

فنظر كنان اليها وقال : انتي تسكتي خالص ومسمعش صوتك ابداً .

قال ذلك ثم نظر الى سوسن وقال : لو اللي حصل دلوقتي اتكرر تاني فاعتبري نفسك مرفودة انتي سامعه ؟

فاجابته سوسن بصوت مخنوق بالدموع : امرك يا كنان بيه.

كنان : كويس… ودلوقتي لمي الفوضى دي .

قال ذلك ثم اتجه نحو جوليا ولكنه ذهب من الجهة الأخرى لكي يفسح مجالاً لسوسن من اجل ان تنظف الفوضى التي كانت بجانب السرير.

– فجلس كنان بجانب جوليا ثم اخرج حبة دواء من العلبة وامسك بكأس الماء الذي كان بجانب السرير ونظر اليها قائلاً : اشربي الدوا.

فابعدت يده واشاحت بنظرها قائله : مش عايزه منك حاجة.

فنظر هو الى سوسن ثم قال : سوسن… سيبي اطلعي برا.

فنهضت سوسن عن الارض وهي تحمل الصينية وبعض قطع الزجاج المكسورة وقالت : حاضر يا بيه.

– وعندما تأكد كنان ان سوسن قد خرجت من الغرفة …التفت إلى جوليا مجدداً ثم امسك بذقنها وقال : افتحي بؤك وبلاش عبط .

قال ذلك ثم وضع حبة الدواء في فمهة رغماً عنها وجعلها تشرب الماء ايضاً حتى كادت ان تختنق فدفعته عنها واخذت تسعل بشدة .

فأقترب منها واخذ يطبطب على ظهرها قائلاً بقلق : انتي كويسه ؟

فنظرت اليه وقالت : ابعد عني.. انا بكرهك.

اما هو فتنهد وقال : مدام بتقولي كدا يبقى بقيتي كويسه.

قال ذلك ثم نهض عن السرير واراد ان يدخل إلى حجرة الملابس لكي يبدل ملابسه ولكن جوليا اوقفته بقولها : مش انت بتكرهني ؟؟ ليه بتخاف عليا ومش عايز يجرالي حاجة ؟

فوضع يده على عتبة باب الحجرة ثم قال : علشان انتي شبها.

قال ذلك ثم دخل ، اما هي فلم تفهم ما قاله وبقيت تحدق بالباب بغرابة وعدم فهم فقالت : شبها ؟؟ هي مين ؟

اما هو فنظر إلى نفسه بالمرآة وقال : ايوا يا كنان… هو دا السبب الوحيد اللي خلاك تحب البنت دي… علشان هي شبه سمر.. ولو مكنش دا السبب فانت هتبقى خاين خنت ثقة سمر فيك.

{ واخيراً اعترف انو بيحبها ? }

– قال ذلك ثم بدل ثيابه بأخرى مريحة وبعدها خرج من الحجرة وتوجه نحو الحمام وكانت جوليا تحدق به بصمت… فدخل ونظف اسنانه ثم خرج واتجه نحو السرير ورمى نفسه بجانبها قائلاً : عايز انام…يعني مش عايز اسمعلك نفس.

قال ذلك ثم استدار الى الجهة الأخرى اما هي فأنزعجت منه وامسكت بالوسادة وضربته بها على كتفه وقالت : اتخمد …اساساً انا مش عايزه اتكلم معاك خالص.

ولكنه تجاهلها وسحب الغطاء ثم ليغطي نفسه جيداً واطفئ المصباح الذي كان على الكوميدينو التي بجانبه…ففهمت جوليا انه هذا اليوم الطويل قد انتهى لذا وضعت رأسها على الوسادة ثم أطفأت المصباح الذي بجانبها ايضاً وما هي الا للحظات حتى غرقت بالنوم.

في صباح اليوم التالي……..

استيقظ ادهم وكان يشعر بنشاط مفاجئ فنهض عن سريره ثم فعل روتينه اليومي وبعدها وقف في شرفة غرفته وابتسم قائلاً : باين النهار حلو من اوله.

قال ذلك ثم امسك هاتفه واتصل على كنان الذي كان مايزال نائماً بجانب جوليا التي كانت تحتضنه ونائمة بعمق…

فاستمر هاتفه بالأهتزاز على الكوميدينو التي بجانبه مما جعله ينزعج فأمسك به ثم اجاب بدون ان ينظر الى الشاشة ويعرف من هو المتصل .

فأجاب بصوت يغلبه النعاس : آلو …

فقال ادهم : انت لسا نايم !!

ففتح كنان عين واحدة ثم ابعد الهاتف عن اذنه ونظر الى الاسم ثم تنهد واعاده على اذنه قائلاً : حرام عليك يا ادهم… دي الساعة لسا مشورتش على السته الصبح…عايز ايه ؟

فضحك ادهم وقال : انا اسف يا صاحبي مخذتش بالي من الوقت… بس اتصلت علشان اقولك ان لمى وافقت تتجوزني وهروح اطلبها النهاردة من امها.

فقال كنان بغير اكتراث وهو يحكم عناقه لجوليا : كويس .

ولكن سرعان ما استوعب الامر وفتح عيناه ثم جلس بسرعة وقال : ايه ؟؟؟

فتحركت جوليا قليلاً ولكنها لم تستيقظ لشدة تعبها ، اما ادهم فضحك وقال : انت اتخضيت كدا ليه ؟

فنظر كنان الى جوليا ثم نهض لكي لا يزعجها بحديثه وقال لادهم : انت بتتكلم جد يا ادهم ؟

ادهم : ايوا… احنا اتقابلنا امبارح وهي قالت انها موافقه واتفقنا اني اروح اطلبها النهاردة علشان كدا جهز نفسك تروح معايا انت والمجنون التاني { يوسف} .

فابتسم كنان وقال : يا ابن اللعيبة.. والله وجيه اليوم اللي هتتجوز فيه.

ادهم : لسا بدري على الكلام دا.

كنان : والله فرحتلك من كل قلبي.

ادهم : متشكر يا كنان… سيبك من الكلام دا دلوقتي وقولي هنعمل ايه مع فتحي الواطي ؟؟ يعني احنا لسا معملناش حاجة ولا حتى نفذنا الخطة بتاعتنا.

فتغيرت تعابير وجه كنان واصبحت جادة فقال بحدة : متقلقش… انا هخلي رشا تحدد لنا معاد تاني مع الشركة الاجنبية النهاردة وهنروح علشان نشتري الاسهم بتاعتو.

ادهم : تمام… يبقى هنتقابل في الشركة.

كنان : استنى… انت كويس الاول ؟ صحتك اتحسنت ؟

فابتسم ادهم وقال : متقلقش.. بقيت زي الحصان بعد ما حبيبة قلبي وافقت انها تتجوزني.

فضحك كنان وقال : ماشي….يبقى هشوفك في الشركة.

قال ذلك ثم اغلق هاتفه والتفت إلى جوليا التي كانت نائمة بعمق على السرير ثم دخل إلى الحمام وفعل روتيته اليومي ثم خرج مجدداً ، فاقترب منها وجلس بجانبها يتأملها وهي نائمة فنظر إلى شعرها وانزعج لانها كان مرفوعاً فنزع دبوس الشعر التي كانت تضعه وبعدها استلقى بجانبها مجدداً واخذ يرتب خصلات شعرها وينظر الى وجهها بتمعن.

– وبقي يتأملها بتمعن لمدة نصف ساعة حتى اصبحت السادسة والنصف صباحاً ، فابتسم عندما عقدت حاجبيها كتعبيراً عن انزعاجها من يده التي كانت تداعب شفتيها بلطف وسرعان ما اقترب منها وخطف قبله صغيرة من تلك الشفاه الكرزية ثم ابتعد عنها ونهض لكي يستحم.

اما هي فشعرت به عندما فعل ذلك وما ان دخل إلى الحمام حتى فتحت عيناها واعتدلت بجلستها ثم وضعت يدها على شفتيها بتعجب وقالت : هو ليه عمل كدا ؟ دا اتغير اوي !

في تلك اللحظة بدأ قلبها ينبض وشعرت بذات الاحساس الذي شعرت به في اليوم السابق عندما كادت ان تقع في حجرة الملابس وقام كنان بأمساكها فوضعت يدها على صدرها ثم قالت : ايه اللي بيحصلي ؟؟ ليه قلبي بيدق بالسرعة دي ؟؟

وبقيت على تلك الحال حتى خرج كنان من الحمام وهو يرتدي بنطال اسود وينشف شعره الحريري كالعادة فنظر اليها ووجدها تحدق به فرفع حاجبه وقال : مالك ؟؟ بتبصي على ايه ؟

اما هي فابتلعت ريقها عندما رأته عاري الصدر وينشف شعره بتلك الطريقة فاشاحت بنظرها عنه وقالت : مفيش.

فوضع كنان المنشفة من يده ثم توجه نحوها وجلس بجانبها قائلاً : حاسه بوجع في رجلك ؟

فوضعت الوسادة في حضنها لكي تخفي ساقيها العاريتين وقالت : شوية.

فامسك كنان بقدمها المصابة واخذ يتفحصها قائلاً : هتفضلي في الغرفة ومفيش نزول على الدرج ابداً لغاية ما تخفي ولو مسمعتيش الكلام….

فقاطعته بقولها : مش هيحصلي طيب… عارفه.

فابتسم كنان لا إرادياً عندما قالت ذلك وما هي الا ثواني حتى انفجر ضاحكاً… وكانت هذه المرة الأولى التي يضحك بها من كل قلبه بعد موت سمر فنظرت جوليا اليه بدهشة كبيرة وابتسمت تلقائياً عندما رأته يضحك فهو اصبح بنظرها امير وسيم بعد ان كان دائماً الغول الشرس الذي يعذبها فبدأ قلبها ينبض بشدة مجدداً .

اما هو فتوقف عن الضحك ونظر اليها وقال : كويس انك بقيتي بتعرفي اللي بفكر فيه.

فاجابته : مهو الواحد هيتوقع منك ايه يعني غير التهديد ؟

فابتسم كنان ثم وضع يده على خدها بلطف وقال : ارجعي نامي… لسا بدري علشان تصحي.

قال ذلك ثم نهض وذهب الى حجرة الملابس لكي يرتدي ملابسه اما هي فوضعت يدها على خدها بغير تصديق لان هذا الرجل الذي رأته منذ قليل شخصاً مختلفاً تماماً عن كنان الذي تكرهه والذي اغتصبها وضربها.

اما هو فارتدى ثياب عادية واقصد بالثياب العادية بنطال جينز وتيشرت بأكمام قصيرة لونها اخضر غامق وتبرز عضلات صدرة وفوقها سترة سوداء ثم انتعل حذء لونه اسود وتعطر وبعدها سرح شعره للأعلى كما يفعل دائماً ثم نظر إلى نفسه بالمرآة وقال : جيه الوقت علشان تغير معاملتك مع البنت دي يا كنان… هي ملهاش ذنب في اللي عملو عمها والسافل عزيز وكمان مش ذنبها انها شبه سمر ولو فضلت تعذبها هتبقى مجرم زيهم ومش هتفرق عنهم في اي حاجه.

{ ملاحظة هامة : عندما خلدت جوليا الى النوم في الليلة السابقة كان كنان مايزال مستيقظاً فالتفت بجسده حتى اصبح وجهه مقابلاً لوجهها فوضع يده على خدها بلطف واخذ يفكر بكل ما فعله بها وكيف اصبح قلبه قاسياً فأدرك انه ظلمها كثيراً وان كل ما فعله معها خطأ كبير لذا قرر ان يتغير ويعاملها بطريقة مختلفة وكونها شبيهة سمر فهذا ليس ذنبها ولا يحق لاي شخص ان يحاسبها على هذا الامر لأنها مشيئة الله عز وجل ولا اعتراض على حكمه ، كما انه ادرك ان السيد فتحي ظلمها كثيراً عندما سرق ورثتها وجعلها خادمة عنده لذا قرر ان ينتقم منه ومن عزيز لها ايضاً كما سينتقم منهما لما فعلوه بسمر التي كانت ضحية الشبه الكبير }

– وبعد ان قال ذلك خرج من حجرة الملابس ثم توجه نحو الطاولة في منتصف الغرفة فامسك بمفتاح سيارته المفضلة والتي كان نوعها ” Hummer ” وكان لونها اسود… فوضعه بجيبه ثم اخذ هاتفه ونظر الى جوليا قائلاً : انا هروح دلوقتي عايزه حاجة قبل مامشي ؟

اما هي فكانت تحدق به بغير تصديق فهزت رأسها بالنفي فأضاف هو قائلاً : متنسيش كلامي… ممنوع تمشي على رجلك لغاية ما تخف ولو عايزه حاجة تطلبيها من سوسن انتي فاهمة ؟

فأومت له رأسها بالموافقة مما جعله يبتسم ويقول : كويس… يلا سلام دلوقتي.

فأراد ان يخرج من الغرفة ولكن جوليا اوقفته بقولها : استنى..

فالتفت اليها وقال : عايزه حاجة ؟

فارتبكت جوليا ولم تعرف ما الذي تقوله…. هل تسأله عن سبب تغيره المفاجئ ومعاملته اللطيفة معها ؟؟ ام عن السبب الذي جعله يقبلها بلطف عندما كانت نائمة ؟

فنظر اليها وقال : ها… عايزه تقولي حاجة ؟

جوليا : م… مش عايز تفطر ؟

فابتسم كنان وقال : منا فطرت خلاص.

قال ذلك ثم خرج من الغرفة اما هي فقالت بتساؤل : بيقصد ايه ؟؟ انا مشفتهوش خرج من الأوضة ابداً ازاي لحق يفطر ؟

وبعد تفكير ادركت انه كان يقصد القبله التي خطفها من شفتيها عندما كانت نائمة فشهقت وقالت : معقول كان يقصد دا ؟

-اما هو فنزل الى الاسفل واوصى سوسن بجوليا قبل ان يخرج من المنزل وبعدها خرج الى موقف السيارات ثم صعد في سيارته الـ Hummer وغادر.

تسارع في الاحداث…………..

الساعة العاشرة في منزل السيد فتحي…….

كانت فرح ماتزال نائمة حيث انها كانت متعبة بسبب حفلة الخطوبة… اما عزيز فذهب إلى الشركة برفقة السيد فتحي وبالنسبة للسيدة هناء فكانت جالسة تتصفح موقع تسوق على الانترنيت كالعادة وان وجدت شيئاً جميلاً اشترته.

اما بالنسبة ليوسف فكان في الفندق كالعادة وأسعده سماع خبر موافقة لمى على عرض الزواج من ادهم فاتصل بمنال لينقل لها الخبر ففرحت كثيراً لانها تعتبر كل من ادهم وكنان اخوتها الكبار وتفرح لفرحهما وتحزن لحزنهما.

في شركة كنان…….

كان جالساً مع ادهم يراجعا خطة تدمير السيد فتحي والتي تُعتبر في الوقت ذاته صفقة مهمة للشركة.

فقال ادهم : انا اتكلمت مع الراجل اللي اسمو ” رفعت عبد الغني ” وقال انه مش هيرجع دلوقتي من اميركا لان عندو شغل اوي هناك بس أطمن هو قال انه هيدعمنا يعني متقلقش.

كنان : كويس… اساساً انا غيرت الخطة يا ادهم وعايز اسجل كل الاسهم اللي هنشتريها من الواطي فتحي بأسم جوليا لان الشركة دي اتسرقت منها بالعافية ودا حقها الشرعي ولازم ترجعو .

فصدم ادهم عندما سمع ذلك من كنان ونظر اليه بغير تصديق وقال : انت كويس يا كنان ؟؟ قولي حاسس بحاجة ياخويا ؟ دماغك كويسه ؟

فرمقه كنان بنظرة جانبيه وقال : انا مش مجنون يا ادهم بس اخيراً اقتنعت ان اللي كنت بعملو في البنت غلط وندمت عليه بعد اللي حصل امبارح.

ادهم بقلق : وايه اللي حصل امبارح يا كنان ؟ اوعى تكون عملتها تاني ( يقصد انه اغتصب جوليا مجدداً )

كنان : مقربتش منها خالص.

ادهم : امال ايه اللي حصل وخلى ضميرك يصحى كدا فجأه ؟

فتنهد كنان وقال : ضربتها آلم ووقعت على الارض ورجلها اتعورت.

ادهم : ايه ؟

كنان : هحكيلك على كل حاجة.

ثم اخبر ادهم بالاحداث التي حدثت بينه وبين جوليا في اليوم السابق فتنهد ادهم وقال : الحمد لله انك عرفت غلطك وتراجعت عن فكرة الانتقام منها لانها ملهاش ذنب ابداً ، بلعكس دي هي اكتر وحد اتظلمت في المعمعة دي سواء منك او من عمها الحقير اللي سرق حقها وفلوس ابوها.

كنان : وعلشان كدا انا عايز ادفعو التمن غالي وهردلو الصاع صاعين لانو خلاني اظلم بنت ملهاش ذنب ابداً.

ادهم : وجوليا يا كنان… هتعمل معاها ايه بعد ما ترجع لها حقها ؟ هتطلقها وتسيبها تروح في حال سبيلها ولا هتفضل متجوزها وسايبها كدا لا معلقة ولا متطلقه ؟

فنظر كنان اليه وقال بجدية : مش هطلقها يا ادهم.

ادهم : ليه ؟؟ منت عرفت انها ملهاش ذنب في الحكاية دي خالص لسا عايز تعذبها ؟

كنان : لا يا ادهم… مش هعذبها بعد كدا خالص.

ادهم : علشان هي شبه سمر الله يرحمها مش كدا ؟

فهز كنان رأسه بالنفي وقال : لا علشان بحبها…..

يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: