روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

** البارت التاسع عشر **
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما كنان قال لجوليا : جوليا انا بحبك اوي وعايزك تفضلي جنبي على طول.

فنظرت جوليا في عيناة ثم ارادت ان تتحدث ولكنها شعرت بوخز في بطنها مما جعلها تضع يدها عليه وتتأوه بآلم اما كنان فتملكه القلق وقال : انتي كويسه ؟

فأومت برأسها وقالت : ايوا .

كنان : حاسه بوجع !

جوليا: لاء بس انا ….

كنان : ايه ؟ مالك !

جوليا : بصراحة انا جعانه .

فنظر كنان اليها ثم تنفس الصعداء وقال : افتكرت ان حاجة وحشة حصلت … الحمد لله.

جوليا : وهيحصل ايه يعني ؟ بعدين احنا لسا في المستشفى ولو حصلت حاجة وحشة لا سمح الله فاكيد هيكون امر ربنا ولا اعتراض على حكمه.

كنان : ونعم بالله… يلا خلينا نروح علشان تفطري.

فأمسكت جوليا بذراعة وقالت : استنى….

كنان : في ايه ؟

جوليا : خلينا نروح مطعم خالتي هاله… انا عايزه اشوفها اصلها وحشتيني اوي.

فنظر كنان الى ساعة يده ثم قال : ماشي.

جوليا : عايز تروح معايا بجد ؟

كنان : امال عايزة تروحي لوحدك ؟؟ وبعدين انا واخد اجازة من الشغل النهاردة يعني مش هتقدري تخلصي مني ابداً .

فأبتسمت جوليا وشعرت بالفرح لان كنان يهتم بها كثيراً ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما فكرت بأنه يهتم بها من اجل الطفل وليس من اجلها هي فاحنت رأسها ثم سارت امامه ببطء وبدون ان تقول اي شيء.

اما هو فتنهد ولحق بها ثم خرجا من المشفى وفتح لها باب السيارة فصعدت ثم صعد هو ايضاً وشغل المحرك وقادها حتى وصلا الى مطعم السيدة هالة.

* فاطفأ كنان محرك السيارة ثم التفت إلى جوليا التي كانت شاردة الذهن ولم تنتبه على وصولهما إلى المطعم مما جعل كنان يتنهد فنزع حزام الأمان عن نفسه واقترب منها ونزع لها حزامها قائلاً : احنا وصلنا المطعم…

فأستيقظت جوليا من شرودها ثم نظرت من نافذة السيارة وبعدها نظرت الى كنان فوجدته يحدق بها فتنهدت وفتحت باب السيارة ثم نزلت منها.. فنزل هو ايضاً ولحق بها إلى الداخل وما ان دخلا حتى ابتسمت جوليا عندما رأت السيدة هالة وركضت نحوها ثم عانقتها قائله : وحشتيني يا خالتي.

فعانقتها السيدة هاله وهي تبتسم قائله : وانتي كمان يا روح قلبي.

اما كنان فوقف ينظر اليهما عند عتبة باب المطعم ، فدفنت جوليا رأسها في حضن السيدة هالة وبكت بصمت فشعرت بها الأخيرة وقالت بقلق : مالك يا حبيبتي…انتي بتعيطي كدا ليه ؟

فهزت جوليا رأسها بالنفي وقالت : مفيش بس انتي وحشتيني جداً .

فابعدتها السيدة هاله عنها قليلاً ثم نظرت إليها ومسحت لها دموعها قائلة : اتكلمي يا روحي ايه اللي مزعلك ؟

في تلك اللحظة اقترب كنان منهما وقال : جايز هي بتعيط علشان فرحانه اوي.

فانتبهت السيدة هاله عليه واستغربت تدخله بينها وبين ابنتها جوليا فقالت : انت مين يابني ؟

فأبتسم كنان وقال : ازيك يا ست هاله… انا ابقى كنان الحريري زوج جوليا .

فأبتسمت السيدة هالة وقالت : هو انت زوجها ؟؟

فابتعدت جوليا عن خالتها ثم مسحت دموعها وقالت : اعرفك يا خالتي… دا كنان اللي حكيتلك عنو.. كنان ودي خالتي هالة وانا بعتبرها امي التانيه.

فصافح كنان السيدة هالة قائلاً : اتشرفت بمعرفتك يا خالتي .

السيدة هاله : دا انا اللي ازدت شرف.. جوليا حكتلي عنك كتير وقالت انك بتهتم بيها وبتعاملها كويس .

فنظر كنان الى جوليا التي احنت رأسها وعلم بأنها كانت تكذب على خالتها مما جعله يشعر بالانزعاج من نفسه فابتسم بتصنع ثم احاط كتف جوليا بيديه وقال : وماقلتش اني بحبها اوي ؟

السيدة هاله : لا مهو باين عليك انك بتحبها.

فنظرت جوليا الى كنان الذي ابتسم وغمزها بطريقة جميله مما جعلها ترتبك وتحني رأسها مجدداً اما السيدة هالة فقالت : يلا اتفضلوا..

– فجلس كل من كنان وجوليا على احدى الطاولات فقالت السيدة هالة لكنان : تحب تشرب شاي يابني؟

فابتسم كنان وقال : لو مش هتعبك.

السيدة هالة : ولا تعب ولا حاجة.

فنهضت جوليا وقالت : خليكي يا خالتي… انا هروح اعمل الشاي.

كنان : مينفعش تتعبي نفسك يا جوليا في الفترة دي.

فقالت السيدة هالة : انتي عيانة يا حبيبتي ؟

جوليا : لا يا خالتي… انا كويسه.

اما كنان فقال : مش عايزه تقولي لخالتك يا روحي ؟

السيدة هالة : تقولي ايه ؟

فابتسم كنان وقال : جوليا حامل في الشهر الاول يا خالتي.

فابتسمت السيدة هالة ابتسامة عريضة ثم قالت : بجد ؟؟ اه يا روحي الف مبروك .

قالت ذلك ثم عانقت جوليا التي ابتسمت وقالت : متشكرة يا خالتي.

فقال كنان : انا عايز اشتكيلك يا ست هالة عن جوليا… هي النهاردة مرضيتش تفطر ولسا مأكلتش حاجة.

فابتعدت السيدة هاله عن جوليا ثم قالت معاتبه : ليه يا روحي عملتي كدا ؟؟ ميصحش تفضلي من غير اكل وانتي حامل !

جوليا : متقلقيش.. مش هيجرالي حاجة.

كنان : بس انتي لازم تاكلي.

السيدة هالة : خلاص ، انا هروح اعملك اجمل فطار وانتي قعدي ومتعبيش نفسك خالص.

قالت ذلك ثم ذهبت الى المطبخ… اما جوليا فجلست مقابلاً لكنان وكتفت يديها واخذت تنظر إلى الزبائن من حولها ولم يكن هناك الكثير فقط كانوا بضعة اشخاص .

اما كنان فقال : الست دي طيبة اوي… دلوقتي فهمت ليه انتي متعلقه بيها كدا.

فنظرت جوليا اليه وقالت : مش انت هددتني انك هتأذيها قبل كدا ؟ ازاي بقت طيبه في نظرك ؟

كنان : خلاص يا جوليا.. انا عارف اني غلط في حقك وظلمتك اوي بس ندمت وقلتلك اني بحبك ليه مش عايزه تصدقيني ؟

جوليا : وايه اللي هيخليني اصدقك ؟؟

كنان : قوليلي اعمل ايه علشان تسامحيني ؟

جوليا : متعملش حاجة بس متكدبش وتقول انك بتحبني انا لانك بتحب سمر .

فاراد كنان ان يتكلم ولكنه صمت عندما اتت السيدة هالة وهي تحمل اطباق الطعام فوضعتها امامهما وابتسمت قائله : انا عملتلك فطار هتاكلي صوابعك وراه.

فابتسمت جوليا وقالت : متشكره يا خالتي… بجد وحشني الاكل بتاعك.

السيدة هالة : بالهنا والشفا… يلا يابني مد ايدك انت كمان.

كنان : متشكر يا خالتي.

– ثم بدأت جوليا في تناول الطعام هي وكنان وقد اعجبهم كثيراً وبعد ما انتهيا جلسا يتحدثان مع السيدة هالة لمدة ساعة وقد شعر كنان بالراحة والطمأنينة لهذه السيدة الطيبة.

وبينما كانوا يتحدثون ورده اتصال فأجاب عليه : ايوا… لاء لسا…. طيب متشكر.

قال ذلك ثم اغلق الهاتف ونظر الى جوليا قائلاً : احنا لازم نمشي.

جوليا : ماشي.

السيدة هالة : انا اتبسط توي بالزيارة الحلوة دي.

فابتسم كنان قائلاً : وانا اتشرفت بمعرفتك يا ست هاله وبجد الأكل كان طعمو حلو اوي.

السيدة هالة : بالهنا والشفا ان شاء الله.

كنان : جوليا …انا هستناكي في العربية ، اتكلمي مع خالتك شوية وبعدها حصليني .

جوليا : طيب.

*ثم خرج كنان من المطعم اما السيدة هالة فقالت لجوليا : ايه دا يا بنتي ؟؟ بسم الله ما شاء الله جوزك قمر !

فابتسمت جوليا وقالت : يا ريت كانت الحلاوة هي كل حاجة يا خالتي.

السيدة هاله : لا بجد دا دمو خفيف اوي ودخل على قلبي زي العسل خلاص وباين عليه انو بيحبك اوي.

جوليا : بيحبني ! ايوا بيحبني اوي.

السيدة هاله : ربنا يحميكوا من عيون الناس.. يلا يا حبيبتي ، روحي لان مينفعش تخلي الراجل مستنيكي كدا وخلي بالك من نفسك ومن اللي في بطنك.

جوليا : ماشي يا روحي.

– ثم خرجت جوليا من المطعم بعد ما عانقت خالتها فَ فتح لها كنان باب السيارة لتصعد ثم صعد هو ايضاً فسألته : هنرجع البيت ؟

كنان : ايوا…انا محضرلك مفاجأة حلوه.

جوليا : مفاجأة ؟ ايه هي ؟

كنان : لو قولتلك مش هتبقى مفاجأة.

قال ذلك ثم غمزها وابتسم… اما هي فتنهدت وقالت : هنشوف ايه اخرتها.

-فشغل كنان محرك السيارة ثم قادها حتى وصلا الى الفيلا… فنزل هو اولاً اما زياد ففتح الباب لجوليا لكي تنزل ايضاً …فأرادت ان تدخل إلى الفيلا ولكن كنان اوقفها بقوله : استني.

فنظرت اليه وقالت : عايز ايه ؟

كنان : مش قولتلك اني محضرلك مفاجأة ؟؟ يلا تعالي.

قال ذلك ثم سحبها من يدها اما هي فقالت : على مهلك شوية !

فذهبا الى غرفة خارجية كانت في الحديقة ثم وقف كنان عند الباب وقال لجوليا : غمضي عينيكي.

جوليا : ليه ؟

كنان : يووه انتي بتسألي كتير.. يلا غمضيهم بقى !

فتنهدت جوليا ثم اغمضت عيناها اما كنان ف فتح باب الغرفة ثم امسك بيدها قائلاً : متفتحيش دلوقتي.

فأجابته وهي مغمضة العينين : ماشي.

فادخلها كنان الى الغرفة ثم ترك يدها وقال : تقدري تفتحي دلوقتي.

ففتحت جوليا عيناها لتجد نفسها في ورشة رسم جميله وبها كل ما يحتاجة الرسام من معدات فأبتسمت ثم وضعت يديها على فمها واخذت تنظر في ارجاء الغرفة… اما كنان فأسعده رؤيتها وهي فرحة بهذه المفاجأة فابتسم قائلاً : دا هيبقى الاستديو بتاعك… تقدري ترسمي فيه اي حاجة ومحدش هيمنعك.

فالتفتت اليه وهي تبتسم ثم عانقته بقوة وقالت : متشكرة اوي… انت بجد فرحتني يا كنان.

في تلك اللحظة اصبحت فرحة كنان لا توصف لان جوليا عانقته اولاً لذا بادلها العناق وهو يبتسم قائلاً : انا مبسوط لان المفاجأة عجبتك يا حبيبتي.

فابتعدت جوليا عنه وابتسمت قائله : عجبتني اوي..

فاعاد كنان خصلة شعرها خلف اذنها وقال : تقدري تعتبري ان الهدية البسيطة دي هي عربون محبة مني ليكي.

فتغيرت تعابير وجه جوليا وأصبحت حزينه لأنها تذكرت اختها التي كانت خطيبة كنان لذا ابتعدت عنه وقالت : ارجوك يا كنان… سيبني لوحدي دلوقتي.

كنان : في ايه يا جوليا ؟ انا قولت حاجة تزعلك وانا معرفش ؟

فهزت جوليا رأسها بالنفي ثم قالت : انت مقولتش حاجة بس انا عايزة افضل لوحدي شوية.

فتنهد كنان ثم قال : ماشي.. هسيبك لوحدك بس مّتعبيش نفسك اتفقنا ؟

فأومت برأسها اما هو فأقترب منها ثم قبل جبينها وغادر الغرفة فخلعت جوليا سترتها ثم جلست على احد الكراسي ووضعت يدها على بطنها محدثة ابنها قائله : قولي هعمل ايه دلوقتي ؟؟ انا مش عارفه اعمل اي حاجة ، انا بحب كنان بس هو مش بيحبني انا وانما بيحب اختي اللي اتقتلت بسببي… بس مقدرش استحمل اكتر من كدا هو حنين معايا اوي ومعملتو بقت بتأثر فيا.

تسارع في الاحداث………..

– مر 10 ايام وكانت جوليا سعيدة جداً في رسم اللوحات الفنية داخل ورشة الرسم التي فاجأها كنان بها وكانت معاملتها القاسية معه تتلاشى شيئاً فشيئاً حيث انها بدأت تعتاد على فكرة انها زوجته وانها حامل بأبنه اما هو فكان سعيداً لان جوليا بدأت تتقبله ولأنه استطاع ان يفرحها بشيء ولكن بالرغم من كل ذلك الا انها لم تكن تسمح له بلمسها او الاقتراب منها كثيراً لأنها كانت تعتقد ان كل ما يفعله معها هو بسبب انها تشبه شقيقتها التي كانت خطيبتة وحبيبته الوحيدة وانه لم ولن ينساها ابداً.

اما ادهم ولمى فكانت ايامهما جميله ومليئة بالرومانسية والحب وكذلك يوسف ومنال وكانوا يخرجون مع بعضهم في مواعيد مزدوجة كثيراً بينما كانت ايام فرح وعزيز مليئة بالمشاجرات لان عزيز كان يمنعها من الخروج مع اصدقائها وهي لم تحبذ ذلك ابداً .

اما السيد فتحي فكان دائم التفكير بأرباح شركته التي استمرت في الأنخفاض حتى انه اخذ قرضاً من البنك لكي يدفع رواتب الموظفين في الشركة مما جعله يصبح عصبياً جداً في حين ان كنان كان على علم بما يحدث لانه هو المتسبب في هذه الأزمة المالية للشركة حيث انه اشترى اسهم بنسبة 37% وسجلها بأسم جوليا .

* وفي مساء احد الايام ….

كان كنان جالساً في غرفة المكتب ويتحدث مع ادهم في الهاتف بينما كانت جوليا تستحم في الغرفة ، وبعد ما انتهت… لفت جسدها بمنشفة ثم خرجت من الحمام ودخلت الى حجرة الملابس فجلست على مقعد الجلد تنشف شعرها بمنشفة اخرى وفي تلك الأثناء اتى كنان الى الغرفة لكي يطمئن عليها ففتح الباب ودخل ولكنه لم يجدها في السرير فخمن انها في حجرة الملابس.

فتوجه إلى هناك ثم وقف على عتبة الباب ينظر إليها وهي تنُشف شعرها فأبتسم ثم تقدم نحوها ووقف خلفها وفجأه قبلها على كتفها العاري فسارت قشعريرة في جسدها ونظرت الى المرآة لتراه واقفاً خلفها اما هو فلم يقول اي شيء بل اقترب منها اكثر وقبلها قبله عميقة ولكنها لم تتجاوب معه مما جعل تصرفها مهيناً لرجولته فتعمق بقبلته اكثر واكثر ولكن مع ذلك جوليا لم تتفاعل معه… فأبتعد عنها واراد ان يخرج من حجرة الملابس ولكنها اوقفته بقولها : مش هتتأسف ؟

فتوقف كنان عن السير ثم التفت اليها وقال : على ايه ؟

فنهضت عن المقعد وقالت : لانك بوستني.

كنان : منا بوستك قبل كدا كتير اشمعنا عيزاني اتأسف دلوقتي ؟

جوليا : لأنك استغليتني من شوية…والحقيقة انك مكنتش عايز تبوسني انا وانما اختي اللي بتشوفها فيا.

فأنزعج كنان كثيراً من كلامها مما جعله يضرب باب الحجرة بيدة وقال بصوت عالٍ : مش سمر يا جوليا… انا بوستك انتي مش سمر وبطلي العبط اللي انتي بتقوليه دا لانك عمرك مهتكوني سمر خالص.

فارتعشت جوليا من حدة كلامه لانه كان غاضباً مما جعلها تخاف اما هو فأضاف قائلاً : قوليلي عيزاني اعمل ايه علشان تصدقي اني بقيت بحبك بجد ؟ يلا اتكلمي عايزاني ارجع الماضي ؟؟ مقدرش ارجعو ولو كنت اقدر مكنتش اتجوزتك اساساً ولا كنت عذبتك وعذبت نفسي بالشكل دا.

فنزلت دموع جوليا وقالت : ايه اللي حصلك ؟؟ انت بتخوفني.

فاقترب منها كثيراً ثم امسك بكتفيها وضغط عليهما بقوة قائلاً : اتكلمي يا جوليا وقولي انتي ليه مش عايزه تسامحيني ؟؟ اذا كان ربنا بجلالة قدره بيسامح وهو الغفور الرحيم انتي تبقي مين علشان متسامحينيش ؟

فبكت جوليا وقالت : سيبني يا كنان… انت بتوجعني !

فعاد كنان الى طبيعته ونظر إليها وهي تبكي وترتعش بين يديه فتركها فوراً ثم عاد الى الخلف وقال : جوليا انا اسف مكنش قصدي.

قال ذلك ثم مد يده واراد ان يمسك بيدها ولكنها عادت للوراء وقالت وهي تبكي : متلمسنيش !

كنان : انا اسف والله مكنش قصدي اني اخوفك بس حصل غصب عني.

جوليا : انت انسان معندكش رحمة..وجعتني وانا حامل بأبنك !

في تلك اللحظة تمنى كنان لو ان الارض تنشق وتبتلعه فعاد بخطواته الى الخلف ثم خرج من الحجرة ومن الغرفة كلها… فنزل الى الاسفل وكان غاضباً من نفسه كثيراً ثم صعد بأحدى سياراته وخرج بها من الفيلا اما جوليا فجلست على الارض واخذت تبكي بشدة .

فذهب كنان الى احد النوادي الليلية وجلس امام البار ثم طلب زجاجة خمر من النوع القوي وبدأ يشرب دون توقف.

اما عزيز فقرر ان يخرج مع فرح لكي يصالحها بعد ما تشاجرا في اليوم السابق..فصعد الى غرفتها ثم طرق الباب ودخل فوجدها جالسه على السرير وتبكي ولكنها مسحت دموعها عندما دخل.

فأغلق عزيز الباب ثم اقترب منها وقال : مالك يا فرح ؟؟ انتي بتعيطي ليه ؟

فرح : مفيش بس تعبانه شوية..

فجلس عزيز بجانبها على السرير وامسك بذقنها قائلاً : لسا زعلانا مني ؟

فنظرت اليه ثم نزلت دموعها وقالت : ايوا يا عزيز… انا زعلانا منك علشان انت موفيتش بوعدك ليا.

عزيز : اي وعد ؟

فرح : انت وعدتني انك هتحبني وهتهتم بيا بس لغاية دلوقتي مش شايفة منك حاجة تانيه غير البهادل والأوامر.

فمسح عزيز دموعها وقال : انا اسف يا روحي بس في مشاكل في شغلنا وانا متعصب بسببها ولما بتخانق معاكي او امنعك من الخروج فدا لاني خايف عليكي وبس كدا..

فرح : انا كبيرة كفاية يا عزيز يعني مش عيله او بنت مدرسة علشان بتتحكم في حياتي وبعدين متنساش احنا لسا متجوزناش يعني لازم تسيبني على راحتي.

عزيز : خلاص يا قلبي… انا مش هزعلك تاني ودا وعد مني والدليل على كلامي اني جيت اقولك تجهزي نفسك علشان احنا هنروح نسهر سوى ولوحدنا.

فابتسمت فرح وقالت : بجد ؟؟ عايز تخرجني يا عزيز ؟

فابتسم عزيز وقال : ايوا يا حبيبتي.

فعانقته فرح بقوة وقالت : متشكره اوي.

اما هو فأبتسم وبادلها العناق ثم ابعدها عنه قليلاً ليتقابل وجهه مع وجهها فاعاد شعرها خلف اذنها ثم قال : انا بحبك يا فرح.

فأبتسمت فرح بخجل واحنت رأسها قائله : وانا كمان.

فأمسك عزيز بذقنها ثم رفع رأسها وقبلها قبله عميقة جداً مما جعلها ترتعش فارادت ان تبتعد ولكنه امسك بخاصرتها وشدها اليه اكثر فأستسلمت ثم احاطت يديها حول عنقه لتبادله القبلة.

وبعدها ابتعدا عن بعضهما ثم ابتسم عزيز وقبلها على جبينها وقال : هسيبك تغيري هدومك وانا هستناكي برا.

فأومت له برأسها وقالت : ماشي.

فأمسك بيدها ثم قبلها وقال : متلبسيش حاجة ملفته علشان انا بغير اوي. ك

قال ذلك ثم غمزها وخرج من الغرفة اما هي فوضعت يدها على صدرها الذي كان يعلو ويهبط بسرعة وابتسمت ثم نهضت واخرجت من خزانتها فستان لونه احمر يصل الى فوق الركبة بقليل وكانت اكمامه قصيره وبعدما ارتدته سرحت شعرها وجعلته منسدلاً ووضعت ميك آب واحمر شفاة داكن اللون ثم انتعلت حذائها وخرجت من غرفتها .

فنزلت الى حيث كان عزيز جالساً مع امها وقالت : انا جاهزة.

فنظر عزيز اليها وانبهر بجمالها فابتسم وقال : طالعه زي القمر يا روحي.

فابتسمت وقالت : ميرسي اوي.

اما امها فقالت : تجنني يا حبيبتي

فرح : متشكرة يا ماما… هو بابا لسا في الشغل ؟

فتنهدت السيدة هناء وقالت : لاء هو طلع الاوضة علشان ينام لان دماغو وجعاه اوي.

عزيز : احنا بنواجه مشكلة في الشغل في الفترة دي علشان كدا عمي فتحي بقى عصبي جداً .

السيدة هناء : ربنا يستر بقى…

فرح : يلا يا عزيز خلينا نمشي لاني زهقت من قعدة البيت.

فنهض عزيز ثم قال : ماشي يا روحي….عن اذنك يا عمتي.

السيدة هناء : خلي بالك منها يا عزيز .

عزيز : هحطها في عينيا يا عمتي متقلقيش.

– ثم خرجا من الفيلا فصعدت فرح بجانب عزيز وذهبا الى احد النوادي الليلية.

اما عند يوسف ومنال….

فكانا جالسين في مكتب يوسف وكان هو مستلقياً على الأريكة ويضع رأسه في حضن منال التي كانت تمرر اصابعها بين خصلات شعره بينما كان هو مغمضاً عيناه فقالت : بتحبني يا يوسف ؟

فتنفي يوسف بعمق وقال بدون ان يفتح عيناه : ايه السؤال البايخ دا ؟

فأبتسمت منال وقالت : عندك حق ..هو بايخ اوي بس انت بقالك كتير مقولتليش الكلمة دي.

فجلس يوسف ثم نظر اليها وقال : بحبك يا منال حتى اني بحبك اكتر من روحي.

قال ذلك ثم امسك بيدها وطبع عليها قبله فأبتسمت وقالت : وانا بحبك يا روحي حتى انك بالنسبة لي اهم حاجة في الدنيا دي كلها .

فأبتسم يوسف وقال : طب خلينا نتجوز بقى .

منال : انت بتتكلم جد يا يوسف ؟

يوسف : ايوا يا حبيبتي …احنا بقالنا مخطوبين من زمان اوي وجيه الوقت علشان نعيش مع بعض في بيت واحد .

منال : بس انت قولت انك محتاج شوية وقت علشان تقدر تعتمد على نفسك وبعد كدا هنتحوز.

يوسف : خلاص..كل حاجة بقت تمام والحمد لله ومفضلش ناقص غير انك تبقي مراتي ونعيش سوى.

فابتسمت منال ثم عانقته قائله : انا بحبك اوي.

فبادلها العناق وقال : جهزي نفسك لننا هنتجوز في نهاية الأسبوع دا وهعملك فرح هخلي البلد كلها بتتكلم عنو.

فابتعدت منال عنه قليلاً ثم اسندت رإسها على صدره وقالت : يبقى لازم نشتري فستان فرح حلو اوي.

يوسف : بكرا هنروح علشان نشتري واحد.

عند جوليا………..

كانت جالسة في ورشة الرسم الخاصة بها وكانت ترسم لوحة فنية وكان مضمونها وجه انسان ، وبينما كانت ترسم نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط حيث كانت تُشير إلى العاشرة مساءً فقالت بقلق : هوا كنان اتأخر كدا ليه ؟ دا خرج من الساعة سبعة ولسا مرجعش !

قالت ذلك ثم تنهدت وتابعت رسم لوحتها وبقيت ترسم حتى اصبحت الساعة الحادية عشرة مساءً فنظرت إلى الساعة مجدداً وقالت : ايه دا ؟؟ الوقت اتأخر اوي وانا لسا هنا !

فتركت كل شيء من يدها وخرجت من الورشة بعدما اطفأت الأنوار ومرت في الحديقة وهي تحتضن نفسها من شدة البرد فقالت : الجو بقى برد اوي في الفترة دي.. الظاهر ان الشتا جاي.

قالت ذلك ثم ركضت حتى وصلت الى الفيلا وعندما دخلت صعدت الى غرفتها فوراً فلم تجد كنان مما جعلها تشعر بالحزن لانه خرج بعدما تشاجرت معه فقالت : كداب.. بيقول انو بيحبني بس لما اتخانقنا خناقة صغيرة خرج وسابني لوحدي ومرجعش لغاية دلوقتي… بس انا مش هستناه برضو وهنام على طول.

قالت ذلك ثم ارتدت بجامتها وكانت عبارة عن بنطال طويل فضفاض لونه زهري وتيشرت بأكمام طويلة بنفس اللون ثم استلقت على السرير وارادت ان تنام وفجأة رن هاتفها فنهضت بسرعة ثم امسكته وكان اسم المتصل ” كنان ” فأجابته بسرعة : كنان !! انت فين وليه مرجعتش لغاية دلوقتي ؟

فاجابها كنان بصوته المخمور : جوليا …اسمعي اللي هقولو كويس علشان انا مش هقدر اقولهولك تاني.

فاستغربت جوليا من نبرة صوته وقالت : انت سكران !

فضحك كنان وقال : سكران !! انا مسكرش ابداً.

جوليا : طب انت فين ؟

كنان : انا… انا عايز اروح لمكان بعييييييييد بعيد اوي وجايز انك مش هتقدري تشوفيني تاني بس قبل ماروح عايز اقولك اني بحبك يا جوليا وبحب ابننا وبتمنى انك تسامحيني على كل حاجة عملتها بحقك.

فشعرت جوليا بالخوف بعد تلك الجملة وقالت : كنان قولي انت فين ؟

ولكن كنان لم يجيبها بل سمعت صوت اصطدام سيارة قوي وبعدها انقطع الاتصال… فتجمد الدم في عروقها وقالت بتلعثم : ك.. ك.. كنان ! رد عليا يا كنان انت رحت فين ؟

يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: