روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

** البارت الثالث عشر **
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما كانت منال قاعده في الكافيتريا مع جوليا وكانت عايزه تحكيلها عن سمر..

فقالت جوليا : طيب ممكن اعرف هي ماتت ازاي ؟

فاخذت منال نفساً عميقاً وقالت : ماشي… انا هقولك على كل حاجة بس اوعديني الاول ان اللي حقولهولك دلوقتي حيفضل سر بينا احنا الاتنين وخلي بالك يا جوليا …لو كنان عرف اني قولتلك اي حاجة فهو هيزعل مني جامد اوي ومش بعيد يقطع علاقته بيا.

فشعرت جوليا بالفضول يحرقها لمعرفة القصة خلف موت سمر التي لم تعرف الى حد الان انها شبيهتها فقالت : متقلقيش… انا بوعدك ان الكلام اللي هتقوليه حيفضل سر بينا .

منال : طيب اسمعي الحكايه بقى… سمر دي كانت بنت جميله اوي وطيبه جداً جداً وكنان اتعرف عليها في مطعم هي كانت بتشتغل فيه ومن ساعتها كنان حبها من اول مره شافها فيها وفضل يروح المطعم كل يوم لمدة 6 اشهر علشان يشوفها… وفي يوم من الايام اكتشف انها كمان كانت بتحبو علشان كدا قرر يتقدم لها في المطعم نفسو .

جوليا : طيب وبعدين…

منال : هو اتقدم لها قدام الكل بطريقة رومانسية جداً وهي لانها كانت بتحبو وافقت على طول وبعد كدا عملوا خطوبه صغيره مخلوش الصحافه يعرفوا ييها علشان سمر كانت مش عايزه الناس تنتقدها لانها كانت بنت على قد حالها ومهياش صاحبة شركات زي كنان يعني تقدري تقولي انها كانت بتفكر ان الناس ممكن ينتقدو كنان لو عرفوا ان خطيبتو بنت فقيره.

جوليا : مسكينة شكلها كانت بتحبو اوي .. طيب كملي.

منال : وبعد ما عملوا الخطوبه قررت سمر انها هتفضل تشتغل في المطعم ومطمعتش بفلوس كنان ابداً وهو علشان كان بيحبها اوي مكنش ناوي يزعلها فسمحلها انها تكمل شغلها وفضلوا مخطوبين لمدة 6 اشهر تانيه وكانت حياتهم زي العسل ومليانه حب لغاية ما حصلت المصيبة قبل سنتين وسمر انقتلت في لليلة مفيهاش ضو قمر .

فصدمت جوليا عندما سمعت بذلك وقالت : هي نقتلت !!

في تلك اللحظة سيطر الحزن على منال وقالت : مع الاسف هي كانت راجعة من شغلها في ساعة متأخرة وفجأه طلع قدامها السافل الحقير اللي خطفها واغتصبها وبعد كدا قتلها بدون رحمه ومن سعيتها كنان اتقلبت حياتو وبقى عصبي جداً .

جوليا : معقول اللي حصل دا ؟؟ طيب والقاتل اتسجن ؟

منال : مع الاسف البوليس معرفوش القاتل لان مكنش في ادله بدل على هويتو والقضية اتقفلت ضد مجهول علشان كدا كنان بقى زي المجنون وكان بيحاول يلاقي السافل اللي قتل سمر بأي طريقة.

جوليا : تصدقي… كنان صعب عليا اوي ، علشان كدا هو قفل قلبو وبقى قاسي بالشكل دا ؟

منال : كنان عمرو مكنش قاسي يا جوليا حتى هو كان بيحب الضحك والمهيصة وكان وشو منور ودايماً مبسوط ومش هتقدري تتخيلي هو كان بيحب سمر قد ايه..بس من ساعة ما هي انقتلت هو اتغير 180 درجة وبقى واحد تاني خالص… حتى انا مشفتهوش بيضحك من سنتين وكان دايماً بيتعب ومكنش بينام كويس بسبب منظر سمر وهي مقتوله قدامو.

فقالت جوليا بنبرة حزن : انا عارفه الاحساس دا كويس… لان بابا وماما ماتوا من سنتين وعشت في كابوس حقيقي بعد ما هما سابوني ومفضلش ليا حدا في الدنيا دي.

منال : الموت هو اصعب حاجة في الدنيا دي كلها.

فنزلت دموع جوليا لانها تذكرت والداها فقالت لها منال : لا بلاش تعيطي والنبي.

فمسحت جوليا دموعها وقالت : انا اسفه بس غصب عني والله ..اصلي افتكرت ماما وبابا .

فأمسكت منال بيدها وقالت : انا متأكده انهم راحوا على مكان احسن من هنا وانتي مش لازم تعيطي ولازم تدعيلهم بالرحمة علشان دا احسن حل.

جوليا : الله يرحمهم ويحسن اليهم.

منال : طيب اضحكي علشان خاطري.

فأبتسمت جوليا مما جعل منال تقول : ايوا كدا… افردي وشك بقى وخلينا نكمل الفطار وبعدها هنروح المول .

جوليا : ماشي.

*في فندق يوسف……….

كان جالساً في مكتبه ويراجع بعض التقارير فسمع احدهم يقرع باب مكتبه بخفة فأبتسم وقال : اتفضلي يا لمى.

فدخلت لمى وهي تحمل فنجان قهوة بيدها وقالت : قهوتك يا بيه.

{ كانت لمى فتاة جميلة وانيقة وذكية…. فهي كانت صاحبة بشرة حنطية وعيون عسلية وشعراً لونه بني طويل وناعم كالحرير… كما كان قوامها رشيقاً وطولها متوسط وترتدي جيبة سوداء تصل الى حد الركبة وقميص ابيض وحذاء ذو كعباً عالي }

فنظر يوسف اليها وقال : متشكر… اخبار الشغل في الفندق ايه ؟

فوضعت لمى فنجان القهوة امام يوسف وقالت : كل حاجة تمام يا بيه.. النهاردة جيه وفد اجانب وحجزوا عشر اوض في الفندق بتاعنا وكانوا مبسوطين اوي لان الفندق عجبهم.

فابتسم يوسف وقال : كويس… عايزك تشرفي على طلباتهم بنفسك ومش عايز اي حاجة تنقصهم طول الفترة اللي هيبقوا فيها هنا.

لمى : تحت امرك يا يوسف بيه.

يوسف : قوليلي يا لمى… هو ادهم اتكلم معاكي في حاجة كدا ولا كدا ؟

فأحنت لمى رأسها حيث انها شعرت بالخجل وقالت : ايوا يا يوسف بيه…احنا اتعشينا مع بعض وقلي… قلي انه بيحبني وعياز يتجوزني.

يوسف : وانتي ايه رايك في الموضوع دا ؟

لمى : معرفش يا يوسف بيه… انا طلبت منو يديني شوية وقت علشان افكر بالعرض بتاعو.

يوسف : لمى… انتي تعرفي اني بحبك زي اختي بالزبط واني عايزك تبقي فرحانه ومبسوطه في حياتك وهديلك نصيحة مش من رئيسك في الشغل وانما من صديق بتهمو مصلحتك.

لمى : دا شرف ليا يا يوسف بيه.

يوسف : ادهم صاحبي بيحبك يا لمى ومش من دلوقتي بس وانما من زمان اوي ولو وافقتي على العرض بتاعو فانتي هتكوني كسبتي حب انسان عظيم وصادق لان ادهم دا حتت سكره وطيب اوي ودا غير انه ممكن يعيشك احلى عيشة وهيكرمك انتي وامك اللي ملكيش غيرها ، وانا عارف انك معجبة بيه لانك بتفرحي كل ما بتشوفيه هنا .

فاحمرت وجنتا لمى خجلاً وقالت بتلعثم : انا. ..مش..

فقاطعها يوسف بقوله : متتسرعيش يا لمى وفكري على مهلك بالموضوع دا.. بس صدقيني انك لو وافقتي تتجوزي ادهم فانتي هتبقى فرحانه طول عمرك.

لمى : ماشي يا بيه… هفكر بالموضوع كويس.

يوسف : بتمنى انك توافقي لان دا الصح… ودلوقتي تقدري تروحي تكملي شغلك.

لمى : عن اذن حضرتك..

قالت ذلك ثم عادت الى مكتبها فجلست على الكرسي وتذكرت اليوم الذي دعاها ادهم لتناول العشاء معه.

عودة في الزمن….

* كان ادهم جالساً في احد المطاعم الراقية وكان في منتهى الوسامة حيث انه كان يرتدي بنطال اسود وقميص اسود وفوقهما جاكيت لونها عنابي على غير العادة فهو دائماً ما يرتدي البدلة الرسمية وربطة العنق كونه محامي شهير… فكان مرتبكاً جداً لان لمى قبلت دعوته للعشاء فامسك بكاس الماء الذي امامه وشرب منه رشفة صغيرة ثم نظر الى ساعة يده وقال : هي اتأخرت كدا ليه ؟

وما هي الا دقيقة قد مضت حتى جاءت لمى وهي ترتدي بنطالاً فضفاضاً لونه اسود وقميص اسود مزخرف وفوقهما جاكيت رسمية لونها ابيض وحذاء اسود ذو كعب وكانت تسدل شعرها على جهة اليمين.

فنهض ادهم عندما رأها واشار لها بيده لكي تذهب.. فذهبت وقالت : انا اسفه اوي على التأخير يا ادهم بيه بس الطريق كانت زحمة.

فابتسم ادهم وقال : ولا يهمك.. اتفضلي.

قال ذلك ثم سحب لها كرسياً فقالت : ميرسي اوي.

ثم جلست وجلس هو مقابلاً لها فقال : عامله ايه يا لمى ؟

لمى : انا كويسه والحمد لله.

ادهم : واخبار الحجة ايه ؟

لمى : كويسه وبتدعيلك.

ادهم : ربنا يخليهالك… اكيد انتي مستغربه علشان ان طلبت منك نتقابل هنا مش كدا ؟

لمى : بصراحة اه.

ادهم : وانا هقولك بس خلينا نطلب الاكل الاول.

قال ذلك ثم استدعى النادل وقال : تحبي تاكلي ايه ؟

لمى : اللي تشوفو يا ادهم بيه… مبتفرقش.

ادهم : يبقى انا هختارلك وجبة حلوه…

قال ذالك ثم نظر إلى النادل وقال : عايز شريحة لحم من غير دهون للهانم ومن غير متكونش مشوية اوي وطبق شوربة خضار ..وانا جيبلي نفسها.

النادل : تحت امرك يا بيه دقايق وطلباتكوا هتكون جاهزة.

فابتسم ادهم وقال : متشكر.

ثم غادر النادل اما ادهم فنظر الى لمى وقال : انا طلبت الاكل دا لاني عارف ان الستتات بيحبوا يحافظوا على رشاقتهم ولو اكلوا حاجات فيها دوهون فهما هيبقوا في مشكلة.

فضحكت لمى بلطف وقالت : عندك حق.. وانا بفكر كدا برضو.

فضحك ادهم بدوره وقال : يبقى الطلب هيعجبك ومتخفيش مش هيجرالك حاجة.

لمى : متشكره يا ادهم بيه.

ادهم : والنبي بلاش ادهم بيه دي… قوليلي بس يا ادهم.

لمى : معقول.. بس كدا مينفعش .

فابتسم ادهم وقال : انسي يا لمى اني محامي دلوقتي واني مشهور والحجات البايخة دي وفكري فيا على اني راجل عادي حب يتعشا معاكي النهاردة.

فشعرت لمى بالخجل وقالت : دا شرف ليا يا بيه… قصدي يا ادهم.

فضحك ادهم لانها شعرت بالخجل وقال : قوليلي يا لمى هو انتي بتحبي حد ؟ يعني في حد معين في حياتك ؟

فتفاجأت لمى من سؤاله وقالت : لا معنديش حبيب لاني معنديش وقت للحاجات دي اساساً وزي منت عارف انا عايشه مع امي لوحدنا ولازم اهتم بيها.

ادهم : طيب لو قلتلك اني بحبك وعايز اتجوزك على سنة الله ورسوله فهيكون ردك ايه ؟

فاتسعت عينا لمى عندما سمعت ذلك وقالت : انت….انت بتتكلم جد ؟

ادهم : ايوا يا لمى…بصراحة انا جبتك هنا النهاردة علشان اطلب ايدك للزواج لاني بحبك من زمان اوي ومش قادر اخبي الحقيقة عنك اكتر من كدا وصدقيني اني هسعدك وهكرمك ومش هخليكي تحتاجي اي حاجة ولو وافقتي اننا نتجوز فانا هروح واطلبك من امك على طول.

لمى : بس يا ادهم بيه ازاي انت بتحبني انا ؟ يعني انت محامي مشهور وسمعتك كويسه في البلد بينما انا سكرتيرة عادية بتشتغل علشان تصرف على امها المريضة.

فابتسم ادهم وقال : وفيها ايه يعني لما تكون البنت اللي بحبها بنت عاديه وبتشتغل علشان تصرف على امها ؟؟ وبعدين تعرفي يا لمى ان دي اكتر حاجة بحبها فيكي ؟ يعيني انتي بنت كويسه وطيبه وبتحطي راحة امك فوق مصالحك الشخصية علشان كدا انتي كبرتي في عيني اوي.

فابتسمت لمى بخجل وقالت : متشكره على الاطراء الجميل دا بس انا محتاجة شوية وقت علشان افكر في عرضك يا ادهم لان زي منت عارف ان الموضوع دا محتاج تفكير طويل.

ادهم : طبعاً دا حقك وانا مش هضغط عليكي خالص وهسيبك تفكري براحتك وتأكدي اني هحترم قرارك سواء لو وافقتي تتجوزيني او لاء.

عودة إلى الواقع…….

ابتسمت لمى بلطف وقالت في نفسها : هو انا ليه مكبره دماغي لغاية دلوقتي ؟؟ منا كمان بحبو ومن اول مره شفتو فيها بس مكنتش قادره اقول علشان مكنتش عايزه ابان قدامو بنت سهلة… وبرضو يوسف بيه عندو حق يعني لو وافقت اتجوز ادهم فانا هبقى مبسوطة اوي وكمان ماما هتتبسط لانها بتتمنى انها تشوفني متجوزه شخص محترم زي ادهم….خلاص انا هتصل بيه النهاردة علشان اقولو رأيّ .

عند كنان……..

كان جالساً في غرفة المعيشة في منزل ادهم الذي كان عبارة عن فيلا من طابقين وكانت هادئه جداً ومرتبه بشكلاً جميل… فهو كان يعيش لوحدة لأن والداه توفيا ولم يكن يمتلك خادمة حتى ، فهو يحب الأنفراد بنفسه وكان يدفع المال لأمرأة تدعى” عفت ” لكي تأتي وتنظف له الفيلا مرتين في الاسبوع.

وبينما كان هو يستحم كان كنان ينتظره لكي يصطحبه الى المستشفى….

فشعر كنان بالفضول يحرقة لمعرفة ما الذي كانت تفعلة جوليا في تلك الأثناء لذا امسك هاتفه واتصل على منال التي أستغربت عندما رأت اسمه ونظرت الى جوليا قائله : دا كنان…مش من عوايده انه يتصل بيا في وقت زي دا !

فابتلعت جوليا ريقها وادركت ان كنان اتصل على منال بسببها فقالت : جايز يكون عايز يكلمك في حاجة مهمة.

منال : هشوف هو عايز ايه وربنا يستر بقى.

ثم أجابت قائله : ايوا يا كنان.

كنان : جرى ايه يا منال ؟؟ ساعة علشان تردي !

منال : انا اسفه.. قولي في حاجة ؟

كنان : وهيكون في ايه يعني ؟ انتي مع جوليا دلوقتي ؟

فنظرت منال الى الى جوليا واجابته : ايوا احنا مع بعض دلوقتي وجينا المول علشان نعمل Shoping { تسوق}

كنان : طيب.. ينفع تخليني اتكلم معاها.

فتنهدت منال وقالت : ماشي.

ثم نظرت الى جوليا وقالت : عايز يكلمك.

فاخذت جوليا الهاتف من يد منال ووضعته على اذنها ثم قالت بصوت اشبه للهمس : آلو ..

في تلك اللحظة بدأ قلب كنان ينبض بسرعة كما لو كان طبلاً ويتم قرعه .. فأنعقد لسانه ولم يستطيع ان يتفوه بكلمة واحدة كما ان جوليا لم تتجرأ وتتكلم ايضاً فقط كانت صامته وتحدق بالأرض وهي تمسك الهاتف وتضعه على اذنها.

وبقيا على تلك الحالة لمدة تزيد عن الثلاثين ثانية…واخيراً تكلم كنان وقال بصوت هادئ : ازيك ؟

فأتسعت عيناها بعد تلك الكلمة لأنها استغربت كثيراً فهي ليست معتادة على ان يسألها كنان عن حالها.. فابتلعت ريقها وقالت : كويسه.

كنان : انا سبتلك حاجة قبل ما اخرج انتي شفتيها ؟

جوليا : ايوا.

كنان : وقرأتي الورقه اللي سبتهالك ؟

جوليا : ايوا.

كنان : يبقى انتي عارفه ان لازم تسمعي الكلام اللي قولتهولك مش كدا ؟

جوليا : عارفه .

كنان : كويس ، ودلوقتي اسمعي اللي حقولهولك ….اتصل عمك فتحي بيا وعزمنا على حفلة خطوبة بنتو والواطي عزيز واحنا لازم نروح مع بعض بما اننا متجوزين .

فأندهشت جوليا عندما سمعت ان عزيز سيتزوج فرح وقالت : هما هيتجوزوا بجد !

كنان : ان شاء الله يغوروا في ستين داهيه مبيهمنيش ، بس بما ان عمك الزبالة دا شريكي في الشغل فلازم نروح علشان كدا هاخدك معايا.

جوليا : بس انا مش عايزه اروح.

كنان : مش بمزاجك… انتي هتروحي معايا على انك مراتي .

جوليا : انا مش عايزه اشوفهم تاني.. عمري مهنسى هما عملو فيا ايه.

كنان : بطلي رغي وجهزي نفسك علشان نروح الساعة 17:00 ولو معملتيش اللي قولتك عليه مش هيحصلك طيب .

قال ذلك ثم اغلق الهاتف حتى انه لم يترك لها مجالاً للمناقشة.. فتنهدت واعطت الهاتف لمنال فقالت لها الاخيرة : هو عايز ايه ؟

جوليا : عايزني اروح معاه خطوبة فرح بنت عمي .

منال : ومالو.. انتي لازم تروحي.

جوليا : مش عايزه اكذب عليكي يا منال بس انا مش عايزه اروح لاني بكره العيلة دي وخصوصاً السافل اللي اسمو عزيز .

منال : معليش يا حبيبي …انتي لازم تروحي وتكسري عينهم.

فتنهدت جوليا وقال : اساساً انا مقدرش ارفض .

منال : يبقى احنا لازم نشتري شوية هدوم ليكي علشان تلبسيهم في حفلة الخطوبة دي.

جوليا : لا ملوش لازمة…. انا عندي هدوم كتيره جابهالي كنان ولسا ملبستش منهم حاجة .

منال : يعني يرضيكي نيجي المول ومنشتريش حاجة خالص ؟؟

فتنهدت جوليا وقالت : خلاص… هشتري فستان واحد بس ودا علشان خاطرك.

فأبتسمت منال وقالت : متشكره يا قمر.

عند كنان….

كان مايزال ينتظر ادهم وما هي الا دقيقة قد مضت حتى نزل ادهم من غرفته وكان وجهه شاحباً بسبب المرض فقال : انا اسف… اتأخرت عليك.

كنان : ولا يهمك.. يلا خلينا نروح.

ادهم : ماشي.

ثم خرجا من فيلا ادهم وصعدا في سيارة كنان وقادها متجهاً الى المشفى …..

تسارع في الاحداث……….

عادت جوليا الى الفيلا في تمام الساعة الواحدة ظهراً بعدما قضت وقتاً ممتعاً برفقة منال التي كانت سعيدة ايضاً ، فنزلت من السيارة ونظرت الى منال ثم ابتسمت قائله : متشكرة على اليوم الحلو دا يا منال… بجد انبسط اوي.

منال : دا انا اللي لازم اشكرك لانك قبلتي تخرجي معايا.

جوليا : ربنا يخليكي يا قمر.

منال : تسلمي… ومتنسيش تلبسي الفستان اللي شريتيه النهارده… دا لايق عليكي اوي وهتبقى قمر منور لو لبستيه.

جوليا : خلاص… هلبسو.

منال : تمام.. وانا بقى لازم امشي دلوقتي اشوفك وقت تاني يا روحي .

جوليا : متشكرة مرة تانيه.

منال : العفو يا قلبي…يلا سلام.

جوليا : طريق السلامة يا حبيبتي.

* ثم غادرت منال بسيارتها اما جوليا فنظرت الى الكيس الكرتوني الذي كانت تحمله بيديها فتنهدت ودخلت الى الفيلا.

فأستقبلتها ندى قائله : نورتي يا هانم..

جوليا : ميرسي يا ندى.

ندى : اديني الحاجات علشان اطلعهم الاوضة.

فاعطتها جوليا الكيس وقالت : هتعبك معايا.

ندى : ولا تعب ولا حاجة.

قالت ذلك ثم صعدت للأعلى… اما جوليا فنظرت الى الساعة بيدها وقالت : لسا بدري. ..هروح اكمل الرسمة لغاية ما الوقت يمشي على مهلو.

قالت ذلك ثم صعدت للأعلى ايضاً ودخلت غرفتهما هي وكنان ثم وضعت حقيبتها على الطاولة بينما كانت ندى ترتب لها الملابس التي اشترتها في حجرة الملابس .

فدخلت جوليا الحجرة وقالت : لو عجبتك حاجة فتقدري تاخديها.

فالتفتت ندى اليها وقالت : متشكره يا جوليا هانم.. وعلى فكره كل الهدوم جميله بس حتى لو عجبتني فانا مقدرش اخد حاجة.

جوليا : متكسفيش يا ندى…اساساً الهدوم كتيرة وانا مش هلبسهم كلهم .

فأبتسمت ندى بسذاجة وقالت : انا مش مكسوفة يا هانم بس الظاهر انك مش ملاحظة ان اجسامنا مختلفه عن بعضها اوي وهدومك مش على قياسي خالص.

فنظرت جوليا اليها ورإت انها اسمن منها حيث كانت ندى فتاة في سن التاسعة والعشرين وجسدها ممتلئ قليلاً ..فضحكت وقالت : انا اسفه.. مخدتش بالي.

ندى : ولا يهمك يا هانم…اه صحيح كنان بيه اتصل وقال نساعدك علشان تجهزي نفسك لانك هتروحي معاه الحفلة.

فتنهدت جوليا وقالت : لسا بدري علشان اجهز نفسي..انا هقعد في الجنينة شوية واكمل رسمتي لغاية ما كنان بيه يرجع ونروح الحفلة سوى .

ندى : ماشي.. تحبي تاكلي حاجه الاول ؟

فأبتسمت ندى وقالت : من عينيا…هروح اعملو حالاً.

جوليا : متشكره.

ندى : العفو يا هانم.

قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة… اما جوليا فنظرت الى حجرة الملابس وتنهدت قائله : هو مفتكر ان لو اداني البطاقة بتاعتو علشان اشتري كل الحاجات دي فأني هقدر اسامحو على اللي عملو فيا ؟؟

ثم تذكرت ما اخبرتها به منال بشأن سمر وكيف قتلت فشعرت بشيء من الحزن على حالة كنان وقالت : اكيد هو اتعذب اوي بعد ما خطيبتو سابتو..

ثم وقفت تفكر قليلاً وقالت : معقول يكون عمي ليه ايد في اللي حصل لسمر علشان كدا كنان عايز ينتقم منو ؟؟ بس لو الكلام دا كان حقيقي ف ليه اتجوزني انا ومتجوزش فرح علشان هي نقطة ضعف عمي الوحيدة ؟ والاهم من دا كلو ايه دخل عزيز في الموضوع دا وليه كنان بيكرهو اوي ؟

وبعد تفكير طويل لم تستطيع جوليا ان تتوصل لنتيجة فيأست وقالت : يوووه معرفش بقى… هقوم اغير هدومي احسن.

اما في مكان اخر……….

كانت فرح تتسوق برفقة عزيز فذهبا الى متجر المجوهرات لكي يشتريا خاتم الخطوبة ، فقالت الموظفة التي تعمل هناك : اهلاً وسهلاً نورتوا يا حضرات.

فأبتسم عزيز وقال : متشكرين.. احنا جينا نشتري دبلة خطوبة للأمورة اللي واقفة جنبي دي.

قال ذلك ثم نظر إلى فرح وابتسم… اما هي فشعرت بالخجل لأنه كان يضع يده على خاصرتها .

فأبتسمت الموظفة وقالت : ما شاء الله عروستك قمر يا بيه.

فرح : متشكره .

الموظفة : احنا عندنا دبل خطوبة حلوه اوي وهتعجبكوا بس قولولي الاول انتوا عايزينها دهب ولا الماس ؟

فأمسك عزيز بيد فرح ثم ابتسم قائلاً : لو في حاجة اغلى من الاماس يبقى تجيبهالنا يا انسه علشان تليق بصباع حبيبتي.

قال ذلك ثم طبع قبله خفيفة على يد فرح التي ابتسمت بخجل واحنت رأسها… اما الموظفة فأبتسمت وقالت : يبقى هوريكوا دبلة تجنن وصلت النهاردة.

قالت ذلك ثم اخرجت خاتم الماس جميل جداً وقالت : دي اغلى قطعة في المحل كلو وهتليق على صباع الهانم اوي.

فأمسك عزيز الخاتم ثم نظر اليه وقال : شكلو حلو اوي. .ايه رإيك يا فرح ؟

فرح : ايوا حلو.

عزيز : يعني عجبك ؟

فرح : ايوا.

عزيز : طيب جربي علشان نشوف لو كان على قياس صباعك.

قال ذلك ثم امسك بيدها اليمنى ووضع الخاتم في اصبعها وكان مناسباً تمامًا وكأنه صمم خصيصاً من اجلها.

فأبتسم وقال : شكلو تحفه وانتي لابساه.

فرح : هو على قياس صباعي تقول اتصمم علشاني !

فنظر عزيز الى الموظفة وقال : هنشتريه.

تسارع في الاحداث……………

عاد كنان الى الفيلا في تمام الساعة الرابعة عصراً …فأركن سيارته في مكانها ونزل منها ثم اتجه نحو زياد وحسين الذان كانا جالسين مع بعضهما ويشربا الشاي .

فنهضا عندما اتى كنان وقال زياد : نورت يا بيه.

كنان : متشكر يا زياد …جهز نفسك علشان توصلنا.

زياد : تحت امرك يا بيه.

فنظر كنان الى حسين وقال : حسين احوال الاحصنة ايه ؟؟

حسين : متقلقش يا بيه.. كل حاجة تمام والنهاردة وصلت شحنة الاكل اللي طلبناها .

كنان : خلي بالك من الاكل كويس ومش عايز اللي حصل قبل شهرين يتكرر تاني.

{ يقصد ان احد الخيول الخاصة به قد مات بسبب الطعام المتعفن }

حسين : تحت امرك يا كنان بيه.

كنان : عن اذنكوا.

قال ذلك ثم تابع طريقة حتى وصل الى باب الفيلا فدخل واستقبلته ندى قائله : نورت يا بيه.

كنان : متشكر يا ندى… عملتي اللي طلبتوا منك ؟

ندى : لسا يا بيه.. انا كنت عايزه اساعد الهانم علشان تجهز نفسها بس هي قالت ان الوقت بدري.

كنان : طيب يا ندى ..تقدري تروحي تكملي شغلك.

قال ذلك ثم صعد الى غرفته وهو منزعج فقال : عايزه تعانديني يا جوليا… ماشي.

ثم فتح باب الغرفة وكاد ان يصرخ ولكنه توقف عندما رأى جوليا التي كانت جالسة على حافة السرير وكانت منحنية تحاول اغلاق حزام حذائها الاسود ذو الكعب العالي فكانت في غاية الروعة والجمال ومن ينظر اليها يقع في حبها على الفور .

فنظرت اليه وهو واقفاً في مكانه ويحدق بها بذهول ثم نهضت بسرعة لانها شعرت بالتوتر… اما هو فانبهر بجمالها الساحر وخصوصاً لأنها كانت ترتدي ذلك الفستان الاسود الطويل والذي يفصل منحنيات جسدها كما كان لديه فتحة كبيره في الظهر تظهر بشرتها البيضاء وكانت اكمامه طويلة .

اما بالنسبة لشعرها فكانت تضعه على جهة واحدة بعد ان موجته ليصبح جميلاً للغاية كما انها كانت تضع مكياجاً خفيفاً واحمر شفاة داكن اللون مما زادها جمالاً واثارة.

* فابتلع كنان ريقة عندما رأها اما هي فنظرت اليه بتوتر ولم تقول اي كلمة… فقط اكتفت بالتحديق به.

فاغلق كنان باب الغرفة ثم سار بأتجاهها بخطوات ثابته وكلما كان يقترب منها كانت تشعر بالخوف منه اكثر ولكنه فاجأها عندما مر بجانبها بدون ان يقول اي شيء.. فقط فتح باب حجرة الملابس ودخل اليها.

فتنفست جوليا الصعداء وقالت في نفسها : الحمد لله اني جهزت نفسي قبل ما يتجنن عليا.

اما كنان فكان واقفاً في حجرة الملابس وكان يستند على الطاولة الزجاجية التي في منتصف الحجرة ويضع يده على صدرة… فقال في نفسه : ايه اللي حصلي ؟؟ معقول لساني اتشل ومقدرتش اقول اي حاجة بعد ما شفتها ؟ بس ليه حصل كدا ؟؟ انا عمري محسيتش بالشكل دا ابداً غير مع سمر.. ليه حصل كدا دلوقتي ؟

وبينما كان يفكر قطع حبل أفكاره صوت جوليا الهادئ عندما دخلت الى حجرة الملابس وقالت : انت كويس

فالتفت اليها ثم سرح بجمال وجهها ولم يقل اي شيء ولكن سرعان ما عاد الى طبيعته وتنحنح قائلاً : ايوا.

فقالت بتوتر : انا… انا اشتريت الفستان دا النهاردة بالبطاقة اللي ادتهالي ومكنتش عايزه استعملها بس مكنش عندي خيار تاني.

فنظر كنان الى الفستان وقال : الاون الاسود لايق عليكي اوي وشكلك حلو النهاردة.

فنظرت اليه بصدمة شديدة… ولم تستوعب ما سمعته منه فهو اثنى على جمالها بطريقة ايجابيه ولم تعتد ان تسمع منه هذا الكلام ابداً ..اما هو فنظر اليها وقال : ايه مالك ؟؟ بتبحلقي كدا ليه ؟

جوليا : مفيش.

كنان : طيب جيتي هنا ليه ؟

جوليا : جيت أرجعلك دي.

قالت ذلك ثم مدت له البطاقة الإئتمانية وقالت : دي بتاعتك.

فنظر كنان الى البطاقة ثم تجاهلها وخلع سترته وعلقها في مكانها وبعدها بدأ في فك زر قميصه العلوي وهو يدير ظهرة لجوليا قائلاً : من النهاردة دي بتاعتك انتي علشان كدا خليها معاكي .

جوليا : مش عايزاها.

فخلع كنان قميصة وبقي عاري الصدر ثم التفت اليها وقال : مش بمزاجك وانا قلت خليها معاكي يعني تسمعي الكلام .

قال ذلك ثم مر من جانبها واخذ من شقة التعليق بدلة سوداء مكونة من سترة وبنطال وقميص ابيض واراد ان يبدل ملابسه فنظر إلى جوليا وقال : واقفه ليه ؟؟ متطلعي !

فتأفأفت جوليا وارادت ان تخرج من الحجرة ولكنها تعثرت بذيل الفستان وكادت ان تقع ارضاً لولا ان ردة فعل كنان كانت سريعاً حيث اقترب منها فجأة وامسك بخصرها وشدها نحوه ، فألتسق رأسها بصدرة العاري والعريض .

وهنا شعرت جوليا بالتوتر الشديد يغزو جسدها كما انها شعرت بشعور غريب لم تفهم ما هو عندما سمعت نبضات قلبه المتسارعة.

اما هو فأبتلع ريقة ثم ابعدها عنه بقوة وقال : مش تنتبهي قدامك اقبل ما تمشي ! كنتي هتتكعبلي { تقعي}

فنظرت اليه وقالت بتلعثم : انا… مكنتش..

فقاطعها بقوله : كفايه… اطلعي من هنا بسرعة.

فأحنت رأسها ثم امسكت ببقايا فستانها ورفعته قليلاً ليظهر كعبها ثم خرجت من حجرة الملابس… وما ان خرجت حتى اغلق كنان الباب خلفها بسرعة وجلس على المقعد الجلدي وهو يضع يده على صدره فتنهد بقوة وقال : البنت دي بقت خطر عليا … ليه بقيت بخاف عليها من كل حاجة ؟

اما هي فنظرت الى باب الحجرة بأستغراب وحيرة وقالت في نفسها : ايه الاحساس اللي حسيتو من شوية لما كنان مسكني ؟ غريب انا عمري محسيتش زي الأحساس دا ابداً !

وبعد دقائق….

خرج كنان من حجرة الملابس وهو يعدل حزام ساعة يده الجلدية وكان في غاية الروعة والوسامة وخصوصاً عندما ارتدى تلك البدلة السوداء المصنوعة من قماش الكتان الفاخر .

فرفع رأسه ونظر الى جوليا التي كانت تنظر اليه بنظرات غريبة… لم تكن نظرات كره او استحقار وانما كانت نظرات اعجاب وتساؤل فقال : بتبصي على ايه ؟

فأشاحت بنظرها عنه ولم تقل اي شيء… فتوجه نحوها وقال : يلا.. خلينا نمشي.

جوليا : لسا بدري… قدامنا ساعة على ما الحفلة تبتدي.

فنظر كنان الى ساعته ووجد ان الحفلة ستبدأ في تمام الساعة الخامسة والنصف والوقت مازال مبكراً على الذهاب فتنهد وقال : طب قعدي.

قال ذلك ثم جلس على الأريكة ووضع قدم فوق الاخرى اما هي فامسكت ببقايا الفستان وتوجهت نحو السرير وارادت ان تجلس عليه لانها لم تريد النظر في عينا كنان..

فالتفت اليها وقال : ليه رحتي هناك ؟

جوليا : انا مستريحه هنا.

فتنهد وقال : تعالي قعدي هنا لاني عايز اكلمك في حاجة مهمة.

فنهضت بتوتر واقتربت منه وارادت ان تجلس مقابلاً له ولكنه امسك بذراعها وسحبها فجلست على الاريكة بجانبه مما جعل قلبها يهوي من شدة التوتر …فبدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة كبيرة جراء ضيق التنفس الذي تعرضت له.

فاقترب كنان من وجهها ونظر اليها بتمعن مما جعلها تحني رأسها لأنها ظنت بأنه سيفعل لها شيئاً.. اما هو فأمسك بذقنها ورفع رأسها لتلتقي عيونه الزرقاء مع عيونها الخضراء الجميلة والمبروزة بالكحل وكان التوتر واضحاً عليها.

فأشاح كنان بنظره عن عيونها ثم ادار وجهها الى جهة اليسار قليلاً لكي يتفحص مكان الصفعة التي صفعها بها في اليوم السابق عندما سألته عن سمر …وبينما كان ينظر الى خدها الأيمن قال بصوت هادئ : لسا بتوجعك ؟

في تلك اللحظة شعرت جوليا بنفس الاحساس الذي شعرت به عندما امسكها كنان في حجرة الملابس فهزت رأسها بالنفي بدون ان تقول اي شيء مما جعل كنان يرسم ابتسامة صغيرة على وجهه وكانت هذه اول مرة تراه يبتسم لها… فأبعد يده عن ذقنها ثم وضع يده على شعرها واخذ يبعده خلف اذنها قائلاً : انتي خايفه ليه ؟؟

فاجابته بتلعثم : انت… انت عايز مني ايه ؟

فأبتسم كنان ابتسامة اكبر من التي سبقتها وقال : متخفيش… مش هعملك حاجة دلوقتي.

جوليا : بجد ؟

فنظر إلى عيونها مباشرة ومرر يده على خدها بلطف وقال : ايوا… مش هعملك حاجة لانك سمعتي كلامي ومكبرتيش دماغك .

* كان كنان في تلك اللحظة قد استسلم امام جمالها ولم يعد قادراً على منع نفسه من تقبيلها فاقترب منها ببطء واراد ان يقبلها ولكنها اشاحت بوجهها وقالت بصوت متوسل : ارجوك… بلاش تعمل كدا.

فعاد كنان الى طبيعته وادرك ما الذي كان يفعله مما جعله يشعر بالانزعاج من نفسه لأنه ضعف امام ذلك الجمال ، فأبتعد عنها ثم نهض وقال بنبرة باردة : يلا قومي علشان نروح الحفلة.

قال ذلك ثم اخذ هاتفه عن الطاولة وخرج من الغرفة قبلها… اما هي فتنفست الصعداء وقالت : ايه اللي جرالو ؟؟ هو اتغير فجأة ليه ؟ النهاردة شكلو غريب اوي حتى انه سمع كلامي ومقربش مني !

اما كنان فكان قد نزل إلى الاسفل وهو يلوم نفسه في سرة قائلاً : معقول يا كنان… معقول انت تعجبك البنت دي ؟؟ البنت اللي كانت السبب في موت حبيبتك سمر !

في تلك اللحظة نزلت جوليا وهي تحمل حقيبة يدها السوداء وتحمل باقايا فستانها فتوجهت نحوه وقالت بصوت خافت : انا.. انا جاهزة.

فنظر اليها مطولاً وبعدها اردف قائلاً : تعالي ورايا.

ثم خرجا الى الحديقة وذهبا الى موقف السيارات ففتح زياد لهما باب سيارة BMW سوداء ثم صعدت جوليا اولاً وبعدها صعد كنان فجلس بجانبها بدون ان يتفوه بكلمة واحدة كما ان زياد صعد امام مقود السيارة وشغل محركها.

اما في فيلا السيد فتحي………

فكانت الحديقة تعج بالضيوف وكان اكثرهم رجال أعمال دعاهم السيد فتحي لحضور حفلة خطوبة ابنته الوحيدة ، وبينما كان هو وعزيز والسيدة هناء يستقبلون الضيوف والبسمة على وجوههم….

تفاجأت السيدة هناء بظهور جوليا وكنان امامها فقالت : ايه اللي جاب الاتنين دول يا فتحي ؟

فنظر السيد فتحي اليهما وقال : انا اللي دعيتهم يا هناء.

السيدة هناء : وليه عملت كدا ؟ احنا مصدقناش ايمتى نخلص من البنت دي تقوم حضرتك تدعيها علشان تحضر خطوبة بنتك ؟

السيد فتحي : الراجل شريكي يا هناء واكبر مستثمر في الشركة يعني لازم ادعيه واكيد هو هيجيب مراتو معاه وبعدين يعيني هو مفتكر اننا قرايب البنت جوليا وبنحبها علشان كدا مش عايز اي كلام زيادة لما يوصلوا.

فتنهدت السيدة هناء بأنزعاج وقالت : ماشي يا فتحي.

اما عزيز فقال : روقي يا عمتي.. كل حاجة هتبقى تمام.

السيد فتحي : عزيز انت خليك واقف مع عمتك وانا هروح استقبل الاتنين دول.

قال ذلك ثم توجه نحو كنان الذي كان ممسكاً بيد جوليا وكأنه خائفاً بأن تهرب منه ، وعندما نظر الى السيد فتحي شعر بالغضب مما جعله يضغط على يد جوليا فآلمها ولكنها لم تظهر ذلك ثم ابتسم بتصنع وقال : فتحي بيه.. ازيك ؟

فصافحة السيد فتحي وابتسم قائلاً : انا كويس يابني.. وبعدين احنا بقينا اهل يعني بلاش فتحي بيه دي وتقدر تناديني عمي.

كنان : حاضر يا عمي.

فظر السيد فتحي إلى جوليا التي كانت تنظر اليه ببرود شديد ممزوج بالغضب وقال : ازيك يا بنتي ؟ انا مشفتكيش بعد جوازك انتي وكنان ابداً .

فنظرت اليه ثم قالت ببرود : انا كويسه يا عمي.

فقال كنان : مالك يا حبيبي… هو انتي تعبانه من حاجة ؟

فنظرت اليه وشعرت بالانزعاج لانه كان يدعي الطيبة امام عمها وان امرها يهمه فقالت بجفاء : لا مش تعبانه بس مخنوقه.

فضغط كنان على يدها كتهديد وابتسم قائلاً : جايز يكون الهوا هنا متلوث علشان كدا تخنقتي.

قال ذلك ثم نظر الى السيد فتحي الذي ابتسم بسذاجة ثم قال : طب اتفضلوا…واكيد جوليا هتبقى كويسه.

كنان : متشكرين.

ثم ساروا ثلاثتهم حتى وصلوا الى حيث كانت السيدة هناء واقفه بجانب عزيز الذي كان سعيداً بهذه المناسبة .

فحاول كنان ان يخفي رغبته في قتل عزيز عن الجميع وابتسم بطصنع يغلبه البرود وقال : الف مبروك يا عزيز فرحتلك من كل قلبي والله .

عزيز : متشكر يا كنان بيه.. دا من لطفك.

كنان : الف مبروك يا هناء هانم.

السيدة هناء : متشكره..

قالت ذلك ثم نظرت الى جوليا بغير رضا وقالت : ازيك يا جوليا ؟

فأجابتها جوليا ببرود : كويسه.

السيدة هناء : انتي حلويتي اوي بعد ما اتجوزتي… اظاهر ان كنان بيه بيحبك اوي علشان يدلعك كدا.

جوليا : ايوا.. انا مبسوطة اوي وخصوصاً لأني سبت البيت دا قبل ما يبقى صفيحة زبالة بسبب بعض ناس.

قالت ذلك ثم نظرت الى عزيز وكأنها تنظر الى وحش فهي كانت تقصدة بكلامها ولن تنسى ما فعله بها وكيف قتل رجلين من الشرطة وكاد ان يقتلها هي ايضاً ..

اما هو فعندما رأها اتسعت عيناه بشدة وانسحر بجمالها فقال في نفسه : يا لهوي على الجمال… ايه الحلاوة دي ؟

ثم نظر اليها من رأسها حتى اخمص قدميها بنظرات لا تخلو من الانحراف ففهمت هي ما الذي كان يفكر به مما جعلها تضغط على يد كنان كتعبيراً عن غضبها فلاحظ كنان الامر ثم نظر اليها ورأى انها منزعجة وبعدها نظر إلى عزيز فرأى كيف كان يحدق بها بطريقته القذرة مما جعله يشعر بالغضب فأمسك بخاصرتها وقربها اليه اكثر ثم وضع يده على ظهرها محاولاً ان يخفي بشرتها عن مجرى نظر عزيز.

اما هي فارتبكت عندما فعل كنان ذلك ونظرت اليه لتجده يحدق بعزيز والشرار يتطاير من عيناه.. اما السيد فتحي فقال : يلا يا جماعة اتفضلوا.

ثم دخلوا جميعاً الى الحديقة حيث كانت الحفلة وما هي الا للحظات حتى وقف السيد فتحي على المنبر التقدمي وقال : مساء الخير للجميع… انا مبسوط لانكوا لبيتوا دعوتي وجيتوا تشاركوني فرحتي وتحضروا خطوبة بنتي الوحيدة على الراجل اللي بعتبروا ابني واللي هو عزيز زين الدين …ودلوقتي خلونا نستقبل العروسة .

فصفق الجميع بمن فيهم كنان الا جوليا التي كانت تحدق بعزيز الذي امسك بيد فرح وسار معها نحو المنصة.

اما فرح فكانت جميله بذلك الفستان الزهري المنفوش وتسريحة الشعر المرفوعه والمكياج الناعم فابتسمت عندما رات عزيز يبتسم لها وما هي الا للحظة قد مرت حتى بدأت الموسيقى الكلاسيكية بالعزف وقام عزيز بالباسها خاتم الخطوبة فصفق الجميع لهما وبعدها نزلا الى ساحة الرقص لكي يرقصا.

اما جوليا فشعرت بالبرد قليلاً لذا احتضنت نفسها ونظرت الى المسبح مطولاً ثم شردت مما جعل كنان ينتبه عليها فخلع سترته ثم وضعها على كتفيها مما جعلها تصحو من شرودها ونظرت اليه فنزلت دمعة من عينها ولكنها اشاحت بنظرها عنه بسرعة ومسحت دموعها .

فأستغرب كنان من موقفها وقال : مالك ؟

فنزعت جوليا السترة عن كتفيها وقالت بجفاء : مفيش…اتفضل الجاكيت بتاعك لاني مش عايزه البسها. +

قالت ذلك واعطته السترة اما هو فتنهد ثم عاد ووضعها على كتفيها قائلاً بنبرة أمر : متفتكريش اني خايف عليكي ولا قلقان انك تبردي… لا يا روح امك انا بس عايز اغطي ظهرك العريان دا علشان مش عايز حد يبصلك بطريقة قذرة زي ما عمل الواطي عزيز من شوية .

فتعجبت جوليا من الذي قاله وقالت في نفسها : معقول يكون غيران عليا ؟

ثم سألته : انت.. شفت عزيز لما كان يبصلي ؟

فقال بنبرة حادة : وكنت هقتلو بس داريت نفسي بالعافية.

جوليا : ليه ؟؟ هو انت غرت ولا ايه ؟

فضحك كنان باستهزاء وقال : بعينك.. انا بس مبحبش حد يبص على حاجة تخصني ابداً …وانتي بتاعتي يعني ممنوع حد يبصلك او يلمسك غيري انا انتي فاهمة ؟

فأنزعجت جوليا من كلامه وشعرت بالاهانة لانها ليست سلعة رخيصة الثمن حتى يقول عنها هذا الكلام ثم نزعت السترة عنها مجدداً والقتها عليه وبعدها حملت بقاية فستانها وغادرت بدون ان تتفوه بأي شيء.

اما هو فأستفزه تصرفها لذا امسك سترته ولحق بها الى الخارج فامسك بذراعها وادارها نحوه بقوة وصاح بها قائلاً : انتي اتجننتي ؟ ازاي بتعملي كدا ؟

ولكنه صمت عندما وجدها تبكي فافلت ذراعها ببساطة اما هي فقالت : عايز ايه ؟؟؟ مش كفايه اللي قولتو من شوية ؟ليه جيت ورايا ؟

كنان : انتي نسيتي نفسك ولا ايه يا بنت السباعي ؟

فصرخت به قائله : متجيبش سيرة ابويا على لسانك انت فاهم ؟

فصدم كنان لانها تجرأت ورفعت صوتها في وجهه فقال : لا… شكلك عايزه تضربي مش كده؟

فمسحت جوليا دموعها وقالت بقوة : اعمل اللي انت عايزو يا كنان لاني خلاص مبقتش خايفة منك واساساً مبقاش عندي حاجة اخسرها يعني اعلى ما في خيلك اركبو .

فاشتعل كنان غضباً بعد تلك الجملة فأمسك بذراعها وضغط عليها بقوة وقال : امشي قدامي.

قال ذلك ثم سحبها نحو موقف السيارات.. فخرج زياد من السيارة وقال فقال كنا له : اديني المفتاح يا زياد وارجع انت الفيلا في تاكسي.

فاخرج زياد مفتاح السيارة من جيبة ثم اعطاه لكنان فاخده الاخير وفتح باب السيارة الخلفي ودفع جوليا بقوة فدخلت وهي تقول : وبرضو مش هخاف منك ومش هسمع كلامك.

اما هو فاغلق الباب وقال : هنشوف يا ست هانم.

قال ذلك ثم صعد في السيارة وقادها للواء بسرعة وبعدها خرج من فيلا السيد فتحي…. وبينما كان يقود كان ينظر الى جوليا بالمرآه فكانت تحدق الى الشارع من خلال النافذة بصمت مما جعله يتوقف فجأة بجانب الجسر ففزعت جوليا بسبب توقفه المفاجئ.

فنزل من السيارة ثم توجه نحو الباب الخلفي وفتحه ومن ثم امسك بذراعها فقالت بآلم : سيب أيدي… انت بتوجعني !

فاخرجها كنان من السيارة ونظر اليها وصرخ قائلاً : انتي تجننتي ؟؟ ازي بترفعي صوتك عليا ؟

جوليا : ليه ؟ مقدرش اعلي صوتي عليك ولا انت بس اللي تقدر تضرب وتزعق وتغتصب الناس براحتك ؟

فصفعها كنان بقوة وقال بزمجرة تشبه زئير الأسد : اخرسي ! لو قلتي الكلام دا تاني فانا هقتلك انتي فاهمة ؟

فوقعت جوليا على الارض من شدة الصفعة ووضعت يدها على خدها واخدت تبكي وشدة ج… اما هو فندم اشد الندم لانه صفعها مجدداً فاعاد شعره الى الخلف واخذ يضرب السيارة بقدمة تعبيراً عن غضبه.

ثم نظر اليها وهي تبكي بحرقة شديدة جعلته يشعر بالذنب اكثر وانحنى على مستواها ثم رفع يده بتردد ووضعها على رأسها وقال بنبرة هادئة : كفايه… متعيطيش.

فنظرت اليه بعيونها الباكية والغاضبة ثم ابعدت يده عنها بقوة وقالت : متلمسنيش !

ثم نهضت وحملت بقايا فستانها وارادت ان تغادر فامسك كنان بذراعها وقال : رايحه فين ؟

فدفعته بعيداً عنها ثم قالت : ملكش دعوة بيا.

فعاد وامسك بذراعها مما جعلها تزداد في بكائها وقالت : قلتلك متلمسنيش.. انت عايز مني ايه ؟ مش كفايه اللي عملتو فيا لغاية دلوقتي ؟ عايز تعذبني كمان !

كنان : اهدي.. وخلينا نرجع البيت.

فنزعت جوليا يدها من قبضته ودفعته قائله : مش عايزه اروح معاك… انا بكرهك يا كنان… ايوا بكرهك وعمري مهسامحك على اللي عملتو فيا .

وبينما كانت تبكي اقترب كنان منها وعانقها بقوة وبدون ان يقول اي شيء اما هي فاخذت تضربه وهي تبكي قائله : ابعد عني… مش عايزاك تلمسني .

ولكنه لم يستمع اليها بل احكم عناقها بذراعيه القويتين فازداد صوت بكائها وشهقاتها.. وبقيت تبكي وتلعنه حتى هدأت… فابتعد عنها ونظر الى عيونها قائلاً : عملتي اللي ريحك ؟؟ عيطي وضربتيني زي منتي عايزه ؟ يبقى خلينا نمشي دلوقتي.

فنظرت اليه وقالت وهي تمسح دموعها : انا بكرهك يا كنان… وهفضل اكرهك طول عمري.

فامسك بيدها وقال : وانا بكرهك ومش عايزك تحبيني… اما دلوقتي خلينا نرجع البيت.

فنزعت يدها من قبضته مجدداً وقالت بصيغة أمر : طلقني…..

يتبع……
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: