روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

** البارت التاسع **
::::::::::::::::::::::::::::::::::::?قراءة ممتعة للجميع ツ
وصلنا في البارت اللي فات لما كنان نهض من مكانه وقال لجوليا : دلوقتي بقيتي مراتي خلاص…..

فنظرت جوليا اليه بغرابة وقالت : عايز ايه يا كنان ؟

فأجابها : هتعرفي دلوقتي.

قال ذلك ثم استدار وتوجه نحو الباب فأقفله واخرج المفتاح امام عينيها ثم سار نحوها ببطء شديد وهو يرسم على وجهه تلك الأبتسامة التي لم تستطيع ان تفسر معناها ابداً ..فبدأ صدرها يعلو ويهبط لشدة توترها فامسكت ببقايا فستانها وعادت بضع خطوات للخلف قائله : انت قفلت الباب ليه يا كنان ؟

فجأة غابت تللك الابتسامة من على وجه كنان وحل محلها وجه كشر عابس رأته جوليا لأول مرة , تلك الاسنان التي تشبه حبات اللؤلؤ لشدة بياضها اصبحت انياب شرسه وتلك اليد الرقيقه التي كانت ممسكة بها بنعومه ورقه اثناء كتب الكتاب اصبحت مخالب حادة …فصرخ بها قائلاً : اخرسي بدل ما اكتم نفسك على الخالص انتي فاهمة !

فقالت جوليا بفزع : في ايه ؟ انت اتغيرت فجأه ليه ؟ هو انا عملتلك حاجه ؟

فقال بزمجرة تشبه زئير الأسد : انتي ازاي بتسأليي السؤال دا ؟ عامله نفسك متعرفيش حاجه ؟

ثم اخذ يدور في الغرفة ذهاباً واياباً كالمجنون واضاف قائلاً : انتي كنتي مفتكره اني عايز اساعدك بجد ؟ لا يا ماما فوقي… انا بكرهك جداً ود فرصه مبتتعوضش جت لحد عندي علشان اوريكي الويل.

فسيطر الذعر على قلب جوليا وقالت : ليه ؟؟ هوا انا عملتلك ايه ؟ وليه اتجوزتني لو كنت بتكرهني للدرجه دي ؟

فقال والشر يقفز من عينيه : هخليكي انتي وعمك الحقير والراجل السافل اللي اسمو عزيز تتمنوا الموت ومتشفهوش , اعتبري ان حياتك من النهارده حتتقلب جهنم انتي فاهمه ؟

لم تصدق جوليا نفسها عندما اكتشفت انها تزوجت من منتقم و أسير للماضي جاءته الفرصه لقلب أوراقه فسقطت باقة الورد من يدها على الأرض وخاب املها بعد ما ادركت ان كنان قد خدعها لكي تتزوجه فقالت : انا لازم امشي.. افتح الباب.

فأبتسم كنان بسخريه وقال : لا فالحة اوي… ازاي هتمشي من غير ما نحتفل في اول لليلة لينا مع بعض يا حلوه ؟

فصرخت في وجهه قائله : بقولك افتح الباب حالا ً!

فقام كنان بصفعها وكانت هذه أول مرة يرفع يده على فتاة في حياته كلها… فبعد ما صفعها بقوة صدمت ونظرت اليه بعيونها الجريئة حيث انها شعرت بالاهانة فقالت : انت ازاي تجرأت وضربتني ؟

كنان : ليه ؟؟ هو انا جرحت مشاعرك يا عروسه ؟

فشعرت جوليا بالغضب وقامت برد الصفعة له بدون تردد مما جعله يندهش كثيراً لانها ضربته ثم قالت : افتح الباب يا كنان لحسن ورحمة ابويا هصرخ ولم عليك كل الناس الموجودين هنا وقولهم ان الراجل اللي مشغلهم طلع زباله.

في تلك اللحظة اعمى الغضب عينا كنان وقال بصوت يغلبه الحقد والكراهية : انتي… ضربتيني انا ؟

فأجابته بتحدي : وهقتلك لو مفتحتش الباب دلوقتي.

فلم يعد كنان يستطيع كبح غضبه اكثر من ذلك فقام بامساك شعرها مما جعلها تصرخ وسحبها خلفه قائلاً : انا بقى بتضربينى ألم ؟ هوريكي دلوقتي يا بنت السباعي .

اما هي فبدأت تبكي قائله : حرام عليك … انا معملتش حاجة تزعلك علشان تعمل فيا كدا !

فرماها على السرير ثم خلع سترته فنظرت اليه والخوف يتغلغل في قلبها وجسدها وقالت : انت عايز مني ايه ؟ اوعى تقرب مني لحسن هقتلك !

فاجابها وهو يفك ازرار قميصه الواحد تلو الاخر : شكلك يجنن وانتي خايفة وبتترعشي كدا… استني عليا لما اوريكي دلوقتي انتي بتضربي مين.

فحاولت ان تنهض ولكنه خلع القميص وامسك بيدها ودفعها لكي تستلقي على السرير ثم بدأ يقبلها بقوة وعنف بينما كانت تبكي وتصرخ لعل احداً يسمع صوتها وكانت تقاومه وتحاول ان تبعده عنها ولكن ما الذي تستطيع هذه الفتاة ان تفعله وهي فريسة لهذه الرجل الذي اعمى الغضب بصيرته ؟

فقام بالاعتداء عليها مع انها زوجته حسب الدين والشرع ويحق له ان يفعل بها ما يشاء ، فالعلاقة بينهما ليست محرمة ولكن يبقى الأغتصاب اغتصاباً ان لم يكن كلا الطرفين موافقاً على مثل هذه الأمور .

تسارع في الاحداث……….

في الصباح…..

استيقظ كنان ووجد نفسه نائماً وهو يحتضن جوليا التي كانت نائمه كما لو انها جثة هامدة وبلا اي روح.. فنهض من السرير ثم اتجه نحو الحمام وقام بفتح الدوش لينزل الماء البارد عليه مثل زخات المطر.

فاغمض عيناه واخذ يتذكر ما حدث في الليلة الماضية واخذت صرخات جوليا تتكرر على مسامعه مما جعله يشعر بانه تافه وحقير فهو لم يسبق له وان قام بفعلة شنيعة كالتي فعلها بجوليا التي كانت تتوسلة لكي يتركها ولكنه ابى ان يستمع اليها واصر على ان يجعلها تذوق نفس العذاب الذي ذاقته خطيبته سمر قبل ان تموت { الاغتصاب } .

فضغط على يده المجروحة بقوة حتى بدأت تنزف وكادت اصابعة ان تخترق اللحم ثم ارخى قبضته ليمسح شعره الى الخلف بينما كان الماء يتغلغل بين خصلاته الناعمة.

اما جوليا ففتحت عيونها وكانت تشعر بآلماً شديد في جسدها جراء ما حدث… وسرعان ما تذكرت الذي فعله كنان بها فتجمعت الدموع في عيناها وشدت الغطاء لكي تغطي جسدها وبدأت تبكي وتصرخ بأعلى صوتها مما جعل كنان يخرج من الحمام وهو يلف حول خصرة المنشفة وقطرات الماء تتساقط من شعره ووجهه ، فأتجه نحوها ثم امسك بيديها وضغط عليهما قائلاً بنبرة حادة : شششش اوعي تفتحي بؤك لحسن والنعمة هكتم نفسك .

فاشتد صراخها عندما رأته واخذت تضربه على صدره وهي تبكي وتقول : يا سافل يا حقير… ليه عملت فيا كدا ؟؟ لو كنت قتلتني احسن بالنسبة لي من يللي عملتو يا واطي !!

فدفعها الى الخلف حيث جعلها تستلقي مجدداً ثم امسك بيديها الأثنتين واقترب منها وكانت قطرات الماء تنزل من شعره المبلل على وجهها فقال بنبرة حادة : الموت هيكون راحة بالنسبة للي هعملو فيكي يا بنت السباعي.. استني انتي لسا مشفتيش حاجة دا انا هوريكي ايام سودا.

فنظرت اليه ودموعها تنهمر ثم قالت بحرقة شديدة : ليه يا كنان ؟؟ هو انا عملتلك ايه علشان تعمل فيا كل دا ؟ انا حتى معرفكش كويس ليه اغتصبتني ؟

في تلك اللحظة رق قلب كنان قليلاً وكاد ان يخبرها بأنه اسف لما فعله بها حتى انه ارخى قبضته التي كانت تشد على يديها ، ولكن سرعان ما تراجع عن تلك الفكرة ثم ضغط على يديها بقوة اكبر وقال بحدة : لأني بكرهك… ايوا بكرهك لدرجة ممكن تخليني اعمل فيكي حاجات عمري مفكرتش اعملها في حد تاني .

جوليا : حقير… انت واحد حقير وانا بقرف منك.

فتركها ونهض ثم قال : اخرسي وقومي اتنيلي اتحممي بسرعة.

فنهضت هي ايضاً وكانت تحتضن الغطاء ثم قالت بحدة : مش هسمع كلامك يا زباله وكمان مش هسمحلك تتحكم فيا اكتر لاني هنتحر واخليك تحس بعذاب الضمير طول عمرك دا لو كان عندك ضمير اساساً .

بعد تلك الجملة تجمعت الشياطين في رأس كنان فقام بأمساك شعرها وشده قائلاً : قسماً بالله العظيم لو تجرأتي وعملتي حاجة في نفسك او انتحرتي زي ما قولتي من شويه فانا هدمر حياة كل شخص بتحبيه واولهم الست اللي كنتي بتشتغلي عندها في المطعم يا جوليا ومش بس كدا دا انا هطلع جثتك من القبر واخلي الكلاب تنهش فيها.

فصعقت جوليا عندما سمعت تهديده وخصوصاً لأنها تعتبر ان السيدة هاله نقطة ضعفها الوحيدة فنظرت اليه وقالت : لو قربت من خالتي هاله فانا هحرقك انت فاهم ؟؟؟

فادرك كنان ان السيدة هاله هي نقطة ضعفها لذا استغل هذا الامر وقال : انتي جربي تنتحري وشوفي انا هعمل فيها ايه… دا انا هخفيها من مصر كلها حتى الدبان الازرق مش هيعرف مكانها انتي سامعه ؟

فنزلت دموع جوليا واخذت تتوسله قائله : ارجوك بلاش خالتي هاله… خد كل حاجة لنفسك شركة بابا والفيلا حتى فيك تاخد روحي بس تسيب خالتي هاله لوحدها… دي ملهاش ذنب في اي حاجة..

فترك كنان شعرها ثم نظر الى الجهة الأخرى واغمض عيناه وقال في نفسه : وسمر برضو مكنش ليها ذنب ومع كدا عمك الحقير والواطي اللي اسمو عزيز قتلوها.

فاستمرت جوليا بتوسله وهي تبكي مما جعله يلتفت إليها مجدداً ثم قال : ماشي يا جوليا… هسيبها بس لو اتجرأتي ونطقتي بكلمة انتحار تاني فاعتبري ان حياة الست دي ادمرت بسببك لانك مش مسموحلك تموتي من غير اذني انا.. انتي فاهمة ؟

فاومت جوليا برأسها وهي تبكي وقالت : بوعدك… مش هنتحر ولا هعمل اي حاجة بس تسيب خالتي والنبي.

كنان : مش بس كدا… اللي حصل امبارح مش عايز مخلوقاً يخلق يعرف عنو اي حاجة والا انتي تعرفي انا ممكن اعمل ايه.

جوليا : طيب انت عايز مني ايه ؟؟ مش تسيبني بعد ما خذت اللي انت عايزو ..

كنان : اسيبك ؟؟ هه دا انا ما صدقت امتى بقيتي مراتي علشان اعذبك على مهلي اما عمك الواطي والسافل اللي اسمو عزيز دا فانا خلاص حطيتهم في دماغي ومش هحل عنهم غير اما اشوفهم متدمرين.

جوليا : مكنتش متخيله ابداً انك تطلع نذل بالشكل دا… انت حتى خدعتني علشان اتجوزك !

كنان : اخرسي… لحسن ورحمة امي هكرر اللي عملتو فيكي امبارح ومش هرحمك ابداً .

فارتعشت جوليا خوفاً لانها لن تتحمل ان يغتصبها كنان مجدداً فالموت اهون عليها من ان يتكرر ما حدث لها فامسكت بالغطاء جيداً ثم قالت : لاء… لاء متعملش كدا .

كنان : يبقى تكتمي وتخشي تتحممي دلوقتي وبعدها تلبسي حاجة من اللي جبتهملك .

فأومت له بالموافقة ثم نهظت بصعوبة وهي تلف نفسها بالغطاء وركظت الى الحمام… وما ان دخلت حتى اقفلت الباب على نفسها وانفجرت بالبكاء ثم هرعت نحو الدش وفتحت الماء واخذت تفرك جسدها بقوة معتقدة ان الماء قادر على نفي حقيقة ما فعله كنان بها.

اما هو فدخل الى حجرة الملابس ثم ارتدى بنطال اسود مريح وتيشرت رمادية تبرز صدره العريض وعضلاته ثم وضع عطره الذي يجعل الفتيات يصبن بالدوار عندما يمر من جانبهن وتفوح منه راحة هذا العطر الساحر وسرح شعره الى الاعلى كما يفعل دائماً .

ومن ثم خرج من حجرة الملابس ونظر بأتجاه باب الحمام فوجده مايزال مقفلاً.. فخرج من غرفته ثم نزل إلى الطابق السفلي من الفيلا وذهب الى المطبخ ثم فتح الثلاجة واخرج منها ابريق العصير وبعض المربى والخبز والقليل من زبدة الفستق ووضعهن على طبق عليه كأس زجاجية ثم صعد الى غرفته مجدداً فوجد جوليا ما تزال في الحمام ولكنه لم يسمع صوت تدفق المياه.

فوضع صينية الفطور على الطاولة ثم اتجه نحو باب الحمام وقرعه بقوة قائلاً : لو خلصتي اطلعي من عندك بسرعة ً .

فأجابته جوليا من الداخل : مش خارجه لاني مش عايزة اشوف خلقتك المعفنه.

فضغط كنان على يده ثم قال بصوت عالٍ : لو مخرجتيش دلوقتي انا هكسر الباب فوق دماغك واخش اشدك من شعرك انتي سامعه ؟

فخافت جوليا من تهديده ثم فتحت باب الحمام ببطء ولكنها لم تخرج مما جعله يفتح الباب على مصرعه فوجدها تلف المنشفة حول جسدها وقطرات الماء تتساقط من شعرها… فامسك بذراعها وهو يضغط عليه بقوة ثم سحبها الى خارج الحمام وقال : جبتلك فطار… يلا افطري.

جوليا : مش عايزه منك اي حاجة.

فضغط على ذراعها بقوة اكبر وقال : بلاش تخليني اتجنن عليكي دلوقتي… يلا قعدي علشان تتنيلي لاني مش ناقص تموتي من الجوع.

فشعرت جوليا بان ذراعها قد تخدرت لانه كان يضغط عليها بشدة فقالت والدموع تنهمر من عيونها : سيب إيدي..انت بتوجعني !

فنظر كنان الى ذراعها ورأى ان اظافره قد غرست في لحمها مما جعلها تنزف فتركها بسرعة وقال : اقعدي علشان تفطري.

فنظرت اليه وهي تفرك يدها والدموع في عينيها الجميلتين ثم عوجت فمها كما لو انها فتاة صغيرة واخذت شهقاتها تعلو فجأه مما جعله يرتبك فقال لها بغضب : هوا انتي هتفضلي تعيطي كدا ؟؟ كفايه بقى ؟

جوليا وهي تبكي : ملكش دعوة بيا… انا عايزه اعيط براحتي.

كنان : وفري دموعك لانك هتحتاجيهم في المستقبل.

قال ذلك ثم اجلسها على الاريكة رغماً عنها وجلس على الطاولة امامها ثم امسك بقطعة من الخبز ومسح عليها قليلاً من المربى وزبدة الفستق ثم قربها من فمها وقال : افتحي بؤك.

فأدارت جوليا رأسها الى الجهة الأخرى وقالت : انا جاهزه اشرب سم على اني اكل حاجة من ايدك الوسخة دي .

فامسك بذقنها بقوة ثم ادار رأسها نحوه وقال : شكلك هيتعبني يا بنت السباعي… بقولك افتحي بؤك بسرعة !

فنظرت جوليا اليه بغضب ولكنها لم تفتح فمها لكي يطعمها مما جعل تصرفها يستفزه فاقترب منها فجأه ثم قبلها بقوة وتعمق بقبلته ، اما هي فبدأت تضربه على صدره وتبعده عنها.. فأبتعد عنها وقال : لو ما اكلتيش دلوقتي هفضل اعمل كدا وقدامي النهار بطوله يعني مفيش ورايا اي حاجة وممكن اعمل حاجات تانية انتي جربتيها امبارح.

فنزلت دمعتها ثم قالت : انا بكرهك.

فامسك كنان بقطعة الخبز مجدداً ثم قربها من فمها وقال : لا يا شيخه .. على اساس انا عشقانك يعني ومش عارف اعيش من غيرك …يلا افتحي بؤك وبلاش تدللي لان الدلال مش لايق عليكي خالص .

ففتحت جوليا فمها رغماً عنها واكلت قضمة صغيرة من قطعة الخبز التي كان يحملها لأنها ادركت انها ان لم تفعل ذلك فسوف يستمر في تقبيلها وهي لا تحب ذلك.

اما هو فنظر اليها وقال : ايوا… كويس.. يلا كملي اكل .

جوليا : انا مش جعانه.

كنان : انتي شكلك اتبسطي اوي بالبوسه الاولى وعايزه بوسه تانيه مش كدا ؟

قال ذلك ثم اراد ان يقبلها مجدداً لانه يعلم انها تكره ذلك ولكنها ارتعشت عندما سمعت ما قاله ثم امسكت قطعة الخبز واكلتها بسرعة وبعدها امسكت بكأس العصير وشربته دفعة واحده..

فنهض كنان وقال : كملي اكل وبعدين قومي البسي حاجة بدل المنشفة اللي انتي لافة جسمك بيها دي.

فنظرت جوليا الى نفسها ثم وضعت يدها على صدرها تحاول ان تحمي نفسها من عيونه وقالت : فين شنطة هدومي ؟

كنان : تقصدي الشنطة اللي فيها الهدوم المعفنة ؟؟ انا خليت الشغلات يرموها في الزبالة.

جوليا : ايه ؟؟ انت مين علشان ترمي حجاتي ؟

كنان : ايه اللي انا مين دي ؟؟ انا جوزك يا هانم والا انتي نسيتي اننا تجوزنا امبارح ؟

جوليا : انا مش هعترف بالجوازة دي ابداً لانك اتجوزتني بالعافيه…وبعدين انت ازاي اتجرأت ورميت شنطتي ؟ مين سمحلك تعمل كدا ؟

كنان : يعني على اساس انا رميت دهب والماس ؟؟ هما شوية هدوم وبعدين انا جبتلك هدوم غيرهم هتلاقي كل حاجة تحتاجيها في الغرفة دي.

جوليا : انا مش عايزه منك اي حاجة انت فاهم ؟

كنان : ان شاء الله عنك ملبستيش… الحق عليا انا اساساً لأني اعتبرتك انسانه وجبتلك كل الحاجات دي.

جوليا : انا مطلبتش منك تجيبلي اي حاجة.

كنان : بقولك ايه… اطلعي من دماغي لاني مش فاضي لاشكالك…

قال ذلك ثم اخذ هاتفه عن الطاولة ووضعه في جيبه ثم اراد ان يخرج من الغرفة فأوقفته جوليا بقولها : طلقني يا كنان .

فنظر اليها وقال : شكلك مبتفهميش ابداً .

جوليا : مش اغتصبتني وحققت اللي انت عايزو ؟؟ يبقى مفيش داعي اني ابقى مراتك بعد كدا …

كنان : مفيش طلاق.. وهتفضلي مراتي وهفضل اعذبك براحتي كل يوم .

جوليا : لو مش عايز تطلقني فأنا هخلعك في المحكمة واظن اني اقدر اعمل كدا بعد ما لمستني.

فضحك كنان باستهزاء وقال : مش حتى تخرجي من هنا الاول ؟ قال هتخلعني قال.

جوليا : بتقصد ايه ؟

كنان : بقصد انك هتفضلي محبوسه في الأوضة دي لحد ما تعقلي وبعدها هفكر لو هفتحلك الباب ولا لاء.

جوليا : عايز تسجني هنا ؟؟

كنان : احسبيها زي منتي عايزه.. سلام دلوقتي.

قال ذلك ثم خرج من الغرفة واقفل الباب بالمفتاح .. اما هي فهرعت نحو الباب واخذت تقرعه قائله : طلعني يا حقير…انا مش جموسه عندك علشان تسجني هنا !

ولكن كنان لم يعرها اي اهتمام بل نزل الى الاسفل وجلس في غرفة المكتب يراجع بعض الاعمال .. وبقيت جوليا تخبط على الباب وهي تبكي بحرقة شديدة حتى استسلمت للأمر الواقع وجلست على الارض امام الباب .

اما في مكان اخر……

كان يوسف يتناول القهوة الصباحية في مكتبه الذي في الفندق وبينما كان جالساً سمع احدهم يطرق على باب المكتب فقال : اتفضل.

فدخل المحامي ادهم وقال : صباح الخير يا صاحبي .

يوسف : اووووه ادهم بيه بجلالة قدره جاي يزوني هنا ؟؟ يا اهلاً وسهلاً .

فابتسم ادهم ثم جلس وقال : عارف يا يوسف… اكتر حاجة بحبها فيك ان دمك وتفضل رايق على طول.

فضحك يوسف وقال : بجد دي زياره جميله يا ادهم اخبارك ايه ؟

ادهم : تمام.. وانت ؟

يوسف : الحمد لله.

ادهم : شفت نفسي فاضي حبتين فقلت خلينا اجي واطمن عليك.

فابتسم يوسف بخبث وقال : تطمن عليا انا ولا عايز تتطمن على حبيبة القلب لمى.

{ ملاحظة : لمى هي سكرتيرة يوسف الخاصة وهي فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها.. جميله وذكية واخلاقها عاليه كما انها نشيطة في عملها مما جعل المحامي ادهم يقع في حبها لأنه رأى فيها شريكة حياته المثالية ولكن المشكلة الوحيدة التي كانت تقف في طريقه هو انه خجول قليلاً لذا لم يستطيع ان يعترف بحبه لها }

فرمقه ادهم بنظرة تحذيريه وقال : ششش… وطي صوتك ، انت ايه مبتتبلش في بؤك فوله ! خليتني اندم لاني قولتلك اني بحبها.

فضحك يوسف وقال : انت غريب اوي يا اخي… لما انت بتحبها كدا ليه مش عايزها تعرف بالموضوع ؟

فعدل ادهم جلسته وقال : محتاج شوية وقت علشان اعترف لها بس متهيألي انك هتبوز كل حاجة بلاسانك اللي مبتتبلش فيه فوله .

يوسف : خلينا نتكلم بجد دلوقتي… البنت حلوه اوي ومحترمه يا ادهم ولو سبتها كدا فأكيد هتروح لحد غيرك .

فشعر ادهم بالتوتر وقال : معقول ؟

يوسف : وليه لاء ؟ لمى بنت محترمه وانا اعرفها من زمان اوي وعمري مشفتش عليها حاجة غلط ودا سبب كافي علشان تكون هدف رئيسي للرجاله.

ادهم : خلاص خلاص.. انا هفتح معاها الموضوع بكرا ان شاء الله.

يوسف : على خير ان شاء الله .

ادهم : قولي اتكلمت مع كنان ؟

فتنهد يوسف وقال : لاء… لسا مكلمتوش وانت ؟

ادهم : ولا انا.

يوسف : انا قلقان عليه اوي يا ادهم… خايف انه يعمل حاجة للبنت او يعورها !

ادهم : مش للدرجة دي…صحيح هو مجنون حبتين وعصبي جداً بس عندو قلب طيب ومظنش انه هيعورها وخصوصاً لأنها شبه سمر الله يرحمها.

يوسف : مهو اتجوزها علشان ينتقم منها وجايز الغضب هيسيطر عليه ويخليه يعمل حاجات مش من عوايده انه يعملها.

ادهم : متخفش.. كلو هيبقى تمام ان شاء الله.

فتنهد يوسف وقال : يسمع من بؤك ربنا… قولي بقى تحب تشرب ايه ؟

تسارع في الاحداث……………

الساعة الثانية بعد الظهر….

كان كنان واقفاً في المطبخ ويحاول ان يصنع شيئاً لكي يأكله… فقال بتذمر : لو كنت اعرف ان الطبخ صعب اوي بالشكل دا مكنتش اديت سوسن والبنات اجازه ! هعمل ايه دلوقتي ؟؟

ثم نظر الى المكان من حوله وكان قد تحول الى ساحة معركة حيث ان البيض والدقيق والزيت كان منتثراً في كل مكان فتنهد وقال : خلاص هطلب اكل من المطعم واريح دماغي بدل المعمعة اللي انا عملتها دي .

قال ذلك ثم اخرج هاتفه من جيبه وقام بطلب طعام يكفي لشخصين وبعد ان انهى المكالمة خرج من المطبخ ونظر بأتجاه الدرج الذي يؤدي إلى الطابق الثاني حيث توجد غرفته الكبيرة فقال بقلق : هي ليه هديت فجأه ؟؟ دي مطلعش صوتها من ساعتين !!

ثم صمت قليلاً وبعدها قال بقلق اكبر : معقول تكون عملت حاجة في نفسها ؟؟

في تلك اللحظة ركض نحو الدرج وهو يقول : يا ويلك مني يا جوليا لو كان اللي بفكر فيه صحيح !

وعندما وصل الى غرفته فتحها بعدما كان قد اقفل الباب على جوليا ثم دخل بسرعة واخذ يبحث عنها في ارجاء الغرفة فلم يجدها …فهرع نحو الحمام ثم فتح الباب بدون ان يطرقه ولكنه لم يجدها في الداخل ايضاً ولم يبقى سوى حجرة الملابس ، فاتجه نحوها بسرعة ثم فتح الباب ودخل فوجدها جالسة في الزاوية وهي ترتدي احد قمصانه لكي تستر جسدها وكانت تحتضن ركبتيها وتحني رأسها بهدوء.

فتنفس الصعداء عندما رأى انها بخير ولكن سرعان ما تجهم وجهه ثم اقترب منها وقال بنبرة قوية : انتي يا بت… قومي من عندك فوراً .

فرفعت جوليا رأسها ببطء ثم نظرت اليه بتلك العيون التي تحولت الى اللون الاحمر من كثرة البكاء ولكنها لم تقل اي كلمة بل نهضت بصعوبة لأن اطرافها كانت متخدرة اثار جلوسها على الأرض لمدة ساعتين.

فنظر كنان اليها وهي ترتدي احد قمصانه ثم رفع حاجبه وقال : ليه لابسه قميصي ؟؟ انا مش قلتلك تلبسي حاجة من يللي جبتهم علشانك ؟

فرمقته جوليا بنظرة استحقار وقالت : مش عايزه منك حاجة.

فأغمض كنان عيناه ثم ضغط على يده بقوة وبعدها اخذ نفساً عميقاً ونظر اليها وقال بهدوء : هديكي تلات دقايق علشان تغيري هدومك وبعدها تطلعي من هنا انتي فاهمة ولا اعيد كلامي ؟

فقالت بحدة : قولتلك مش عايزه منك حاجة ومش هلبس الهدوم اللي جبتهم ابداً ولو اني مش طايقة نفسي وقرفانه علشان لابسه قميصك اللي فيه ريحتك.

فانزعج كنان من كلامها وقال : ماشي يا بنت السباعي..عايزه تعانديني ؟؟ يبقى لازم تتحملي.

قال ذلك ثم مزق القميص عليها وكاد ان يمزقه كله لولا انها امسكت بيده وصرخت قائله : انت اتجننت ؟؟ ايه الحقاره اللي انت وصلتلها دي ؟

فازداد جنون كنان من كلامها المستفز مما جعله يصفعها بقوة ثم امسك بشعرها وشدها منه حتى اصبحت قريبة من وجهه فهمس في اذنها قائلاً : انا ممكن ابقى احقر من كدا لو عايزه وانتي شفتي دا امبارح فالاحسن انك متستفزنيش اكتر من كدا وتغيري القميص دا بسرعة.

فقالت له وهي تبكي : سيب شعري.. انت وجعتني !

فترك شعرها ثم دفعها حتى سقطت على الارض وقال : هديكي تلات دقايق علشان تغيري هدومك ولو مسمعتيش الكلام ف السرير هيكون مستنيكي ومش هرحمك المرة دي ابداً انتي سامعه ولا لاء ؟

قال ذلك ثم خرج من حجرة الملابس واغلق الباب خلفه… اما جوليا فأنفجرت بالبكاء واخذت تندب حظها السيئ الذي جمعها مع هذا القاسي الذي اغتصبها .

ولكنها لم تكن تريد ان يتكرر ما حدث معها في الليلة السابقة لذلك مسحت دموعها ونهضت لكي تختار شيئاً لترتديه كما امرها كنان ان تفعل …فنظرت في ارجاء حجرة الملابس حيث وجدتها مرتبه للغاية.

* كانت الحجرة داخل غرفة كنان الكبيرة بجانب الحمام وكانت مرتبه للغاية ، فمثلاً كانت ملابس كنان وقمصانه ومعاطفه واحذيته موضوعة على الرفوف في جهة اليمين وكانت مرتبة جداً ومنسقة ابتداءً من الألوان الفاتحة حتى الألوان الداكنة بينما كانت الملابس النسائية والحقائب والاحذية التي اشتراها لجوليا موضوعة على الرفوف في جهة الشمال وكانت جميعها من تصاميم وماركات عالمية… كما كان في منتصف الحجرة طاولة كبيرة من الزجاج بداخلها درج يحتوى على الكثير والكثير من ساعات اليد الرجالية وربطات العنق بألوان مختلفة واكسسوارات ومجوهرات نسائية اشتراها كنان لجوليا .

وبينما كانت جوليا تبحث عن شيء مريح لكي ترتديه شعرت بالحيرة لان اغلب الملابس كانت فساتين سهرة وبناطيل قصيرة تشبه تلك التي ترتديها الفتيات الاجنبيات فشعرت بالعبء لانها لم تجد شيئاً قد يناسبها فأضطرت على ان ترتدي شورت جينز قصير بالكاد ستر ساقيها الناعمتين وبلوزه لونها اسود بأكمام قصيرة.

وبعدما ارتدت ملابسها خرجت من حجرة الملابس فوجدت كنان جالساً على الاريكة وكان ينتظرها حتى تخرج ..وعندما رأته ينظر لها اشاحت بنظرها عنه واخذت تمط بلوزتها الى الاسفل لكي تخفي بطنها الذي كان ظاهراً قليلاً …اما هو فقال : من النهارده هتلبسي الهدوم اللي جبتهملك ومش عايزك تلمسي هدومي خالص انتي سامعه ؟

لكنها لم تجبه بل ادارت له ظهرها من ما جعل تصرفها يستفزه كثيراً فنهض ثم أمسك بذراعها بقوة وشدها نحوه قائلاً : مش انا بكلمك ؟؟ ازاي تدوريلي ظهرك وتمشي من غير ما تردي ؟

فالتفتت اليه وقالت بحنق : مش عملت اللي طلبتو مني ؟؟ عايز ايه تاني ؟

فضغط على ذراعها وقال بأنزعاج : عايزك تعرفي ان كلامي هو اللي هيتنفذ هنا ويا ويلك لو كررتي اللي عملتي من شوية { يقصد انها تجاهلته وهو يتحدث } لاني سعتها هخليكي تندمي .

فادمعت عيناها وقالت : سيب ذراعي… انت وجعتني يا متوحش !

فترك كنان ذراعها وقال : عامله نفسك رقيقه ومبتستحمليش الوجع ؟؟ بس على مين ؟؟ انا كاشفك على حقيقتك وعارف انك مش رقيقه خالص.

جوليا : انت مريض وانا بقيت اشفق عليك…بس هيجي يوم وهتندم فيه على كل اللي عملتو فيا يا كنان وسعتها مش هسامحك ابداً .

قالت ذلك ثم ادارت ظهرها مجدداً وارادت ان تسير فسألها : رايحه فين ؟

فنظرت اليه بحنق وقالت : عايزة اتخمد { انام } , عندك اعتراض على دا كمان ؟

فلم يعلق بشيء اما هي فتوجهت نحو السرير ثم استلقت عليه وهي تضم ساقيها… فتنهد كنان ثم اقترب منها وقال : قومي.

ولكنها لم تستمع الى كلامه بل استدارت الى الجهة الأخرى مما جعله ينزعج فشدها من يدها وقال : مش قولتلك تقومي ؟؟

فقالت بأنزعاج اكبر : انت ايه ؟؟ معندكش رحمة ؟ عايز مني ايه كمان ؟

كنان : انا طلبت اكل من المطعم ..تعالي علشان تاكلي.

جوليا : مش عايزه اتنيل… في حاجة تانيه ؟

كنان : انا مش بطلب منك على فكره.. انا بأمرك علشان تنزلي وتتنيلي.

جوليا : وانا مش جعانه ومش عايزه اقعد معاك على نفس الصفرة لان نفسي اتسدت عن الاكل .

قالت ذلك ثم استلقت مجدداً …اما هو فوصل به الغضب الى ذروته فتنهد وقال : ماشي يا جوليا… لو مش عايزه تاكلي يبقى اكيد لازم تنامي بس هتنامي فحضني.

ففزعت جوليا عندما سمعت ذلك وارادت ان تنهض ولكن كنان كان اسرع منها… فأستلقى على السرير ثم امسك بذراعيها وبدأ يقبلها بوحشية اما هي فبدأت تبكي وتحاول ان تبعده عنها حتى نجحت في فعل ذلك.

فدفعته عنها وهي تبكي قائله : ارجوك… كفايه بقى…انا مبقيتش قادره استحمل اكتر من كدا.

فنظر اليها بحنق وقال : لو مش عايزه اغتصبك تاني يبقى تقومي تاكلي معايا دلوقتي.

جوليا : هقوم بس اوعدني الاول انك مش هتلمسني تاني.

كنان : شكلك نسيتي يا هانم اني بقيت جوزك دلوقتي يعني من حقي المسك زي منا عايز.

فقالت جوليا بصوت مرتفع : انت خدعتني علشان اتجوزك وكان بينا اتفاق انك مش هتلمس مني شعره !

فأبتسم كنان بخبث ثم اقترب منها فجأه مما جعلها ترتعد فامسك بشعرها ولكنه لم يشده هذه المرة بل انتزع شعره واحده منه وقال : وانا راجل عند كلمتي… وعدتك اني مش هلمس منك شعره وادي الشعره اللي مش هلمسها… تقدري تخبيها كويس لاني مش عايزها ابداً .

قال ذلك ثم رمى الشعرة على الارض اما هي فنظرت اليه بعيون باكية وقالت : طيب قولي انا عملتلك ايه علشان تعمل فيا كل دا ؟

فتغيرت ملامح وجه كنان لتصبح متجهمة اكثر ونهض عن السرير وقال بحدة : ان شاء الله عنك ما اكلتي.. انتي فاكره اني ممكن اهتم لو فضلتي جعانه ؟؟ لا يا شاطرة انا مبتتلويش ذراعي ابداً .

جوليا : كويس…. وانا كمان مش عايزه اتنيل مع واحد زيك.

كنان : يبقى هتفضلي محبوسه هنا ومش هتخرجي من الاوضة ابداً .

قال ذلك ثم خرج من الغرفة واقفل الباب مجدداً ونزل… اما هي فأمسكت بالوسادة ورمتها نحو باب الغرفة وصرخت قائله : ان شاء الله تغور في ستين داهية !

تسارع في الاحداث…………..

حل المساء وعاد السيد فتحي الى منزله برفقة مساعده عزيز الذي لا يفارقه ابداً ..

فقال عزيز : انت كان عندك حق يا فتحي بيه… الجوازه دي هتكون باب النجاح الكبير بالنسبه لنا.

فأبتسم السيد فتحي وقال : شفت عاصم بيه { احد رجال الاعمال } ازاي جيه علشان يعرض علينا انه هيستثمر في الشركة بعد ما عرف ان كنان الحريري بقى زوج بنت اخويا ؟

عزيز : مع اني مكنتش مستريح للواد اللي اسمو كنان دا بس باين عليه انه جامد اوي في الشغل.

السيد فتحي : وانا بقول كدا برضو….يلا خلينا ندخل.

عزيز : لا انا عايز استأذن.. اسمحلي يا بيه.

السيد فتحي : خليك اتعشا معانا.

عزيز : مش عايز اسبب لكوا الازعاج يا بيه.

السيد فتحي : مفيش ازعاج ولا حاجة… انت بقيت واحد من العيله وانا بعتبرك ابني اللي مخلفتوش.

فأبتسم عزيز وقال : دا شرف كبير ليا يا فندم.

السيد فتحي : يلا بينا.

ثم دخلا الى غرفة المعيشة حيث كانت السيدة هناء جالسة فقال عزيز : مساء الخير يا هناء هانم.

السيدة هناء : اهلاً يا عزيز… اخبارك ايه؟

عزيز : تمام والحمد لله.

فجلس السيد فتحي وقال : امال فين فرح يا حبيبتي ؟

فتنهدت السيدة هناء وقالت : فرح في أوضتها ومخرجتش منها النهاردة ابداً …حتى انها مرحتش الجامعة..

فشعر السيد فتحي بالقلق وقال : ليه ؟ هي عيانه ؟

السيدة هناء : من ساعة ما البت جوليا اتجوزت كنان الحريري وهي قافله على نفسها ومش عايزه تكلم حد.

فقال عزيز : انا بعتذر على تطفلي يا بيه بس انا لاحظت ان فرح هانم كانت معجبة بالجدع اللي اسمو كنان دا.

السيد فتحي : ايه ؟؟

السيدة هناء : وانا برضو لاحظت الموضوع دا بس قولت يمكن تكون نزوة لان الواد حلو اوي { مز ^^} .

السيد فتحي : الكلام دا من ايمتى ان شاء الله ؟

السيدة هناء : من اول يوم جيه في كنان على الفيلا بتاعتنا لحد امبارح.

السيد فتحي : سلوى… سلوى تعالي هنا بسرعة.

فأتت الخادمة سلوى وهي تجري وقالت : امرك يا فتحي بيه .

السيد فتحي : روحي اندهي فرح وقوليلها اني عايز اتكلم معاها بموضوع مهم جداً .

سلوى : تحت امرك يا بيه.

ثم ذهبت سلوى اما السيدة هناء فقالت : عايز تعمل ايه يا فتحي ً؟

السيد فتحي : هتعرفي لما فرح تيجي هنا.

وما هي الا دقائق معدودة قد مضت حتى نزلت فرح من غرفتها وهي تسير ببطء شديد فقالت بوجه عابس : مساء الخير.

فأجابها عزيز وامها : مساء النور.

اما والدها السيد فتحي فقال : مالك يا روحي ؟؟ انتي زعلانه كدا ليه ؟

فجلست فرح وقالت : مفيش يا بابا.. بس انا تعبانه شوية.

السيد فتحي : عايزه تروحي المستشفى ؟

فرح : ملوش لازمة… هما شويت تعب وهخف لو ارتحت.

فقالت السيدة هناء : طبعاً هتتعبي وانتي شاغلة دماغك بالتفكير في اللي قلتهولك البنت الوسخة جوليا.

السيد فتحي : ليه هي قالت ايه ؟

السيدة هناء : قالت انها وافقت تتجوز من كنان الحريري بس علشان تغيض فرح لانها عارفه ان فرح بتحبو.

فقال عزيز : قطع لسانها ان شاء الله.

اما السيد فتحي فقال : سيبك منها يا بنتي… دي اتجوزت وخلصنا من شرها.

فرح : ماشي يا بابا.

فصمت السيد فتحي قليلاً ثم قال : عزيز… هو انت عندك حبيبة يا ابني ؟

فضحك عزيز بسذاجة ثم قال : استغفر الله يا بيه… هو انا فاضي للحاجات البايخة دي ؟

السيد فتحي : ولو قلتلك اني عايز اجوزك فرح بنتي فهيكون ردك ايه ؟

فصدم كل من عزيز والسيدة هناء وفرح عندما سمعوا ذلك ثم قالت السيدة هناء : ايه اللي انت بتقولو دا يا فتحي ؟؟

السيد فتحي : اسكتي يا هناء انا بتكلم مع الراجل.

فصمتت هناء وعقدت يديها نحو صدرها اما عزيز فنظر الى فرح التي كانت تحدق به ثم نظر إلى السيد فتحي مجدداً وقال انت بتتكلم جد يا بيه ؟؟

السيد فتحي : وفي حد يقدر يهزر بحاحات زي دي ؟ قولي ايه رأيك ؟

فابتسم عزيز وقال : دا شرف كبير ليا اني ابقى صهر حضرتك بس مش لازم نسأل فرح هانم لو كانت موافقه الاول ؟

السيد فتحي : طبعاً ..ايه رايك يا بنتي ؟

فلم تستوعب فرح الذي فعله والدها لأنها دائماً ما كانت تنظر الى عزيز كأخ كبير لها بالرغم من وسامته الا انها لم تفكر يوماً بأنه سيكون زوجها فقالت : بس يا بابا يعني انا عمري مفكرتش بعزيز غير على انه اخويا الكبير ، ازي هقدر اتجوزو ؟

السيد فتحي : كل الحاجات العبيطة دي احنا بنخترعها…يعني انتوا مفيش بينكوا اي صلة دم ولا حتى خوات في الرضاعة او قرايب يعني مفيش مشكلة.

فقالت السيد هناء : بس فرح صغيره يا فتحي ولسا بتدرس.

السيد فتحي : ولا صغيره ولا حاجة.. الاسبوع الجايه هتم الاربعة وعشرين ودي بقت صبيه ولازم تتجوز ومش هلاقي حد حيهتم بيها ويحميها زي عزيز لاني انا اللي مربيه على ايديا.

فقال عزيز : شهادتك بعتز فيها يا فتحي بيه بس لو فرح هانم مش عايزه تتجوزني انا مقدرش أقول اي حاجة.

فنظر السيد فتحي الى فرح وقال : فرح يا بنتي انتي بقيتي كبيرة دلوقتي ولازم تعرفي الصح والغلط ومهما لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد مناسب علشان يتجوزك زي عزيز.

فتنهدت فرح وكأنها قد تخلت عن حياتها بعدما تزوج الشخص الوحيد الذي احبته من ابنة عمها التي تكرهها كثيراً فنظرت الى والدها وقالت : اللي تشوفو يا بابا… ولو شايف ان عزيز هو الشخص المناسب علشان اتجوزو فانا معنديش مانع بس لازم اكمل دراستي ودا شرطي الوحيد .

فابتسم كل من عزيز والسيد فتحي وقال الاخير : طبعاً دي حاجة لا مفر منها.

عزيز : يبقى لازم نعمل كل حاجة حسب الاصول… فتحي بيه انا بيشرفني اطلب ايد بنت حضرتك على سنة الله ورسوله.

السيد فتحي : وانا موافق يا بني.

فتنهدت السيدة هناء وقالت : بس انا عندي شرط يا عزيز.

عزيز : وايه هو يا هناء هانم.

السيدة هناء : لو عايزين الجوازة دي تتم بجد فانتوا هتعيشوا معانا هنا في الفيلا لاني مقدرش ابعد عن بنتي ابداً .

فأبتسم عزيز وقال : انا تحت امرك يا هانم…طبعاً لو فتحي بيه وافق على اني اعيش معاكوا.

السيد فتحي : ومالو ؟؟ دي فكره كويسه اننا نعيش كلنا مع بعض.

السيدة هناء : يبقى اتفقنا.

عودة إلى فيلا كنان………

كان جالساً ويشاهد التلفاز في غرفة المعيشة… وبينما كان يقلب بالقنوات شعر برغبة شديدة اجبرته لكي يتفقد ما ان كانت جوليا ما تزال تبكي في الغرفة ام هدأت.

فنهض من مكانه ثم صعد الى الاعلى ووقف بالقرب من باب غرفتة فلم يسمع اي صوت فقال بريبة : هي نامت ولا ايه ؟؟ بس دي ماكلتش حاجة من الصبح ازاي قدرت تنام وهي جعانه !

قال ذلك ثم فتح الغرفة ودخل فوجد الهدوء سيد الموقف واخذ يبحث عن جوليا بنظره فرأها مستلقية على السرير وهي تحتضن قدميها بصمت فقال : دي نامت بجد !

ثم اقترب لكي يتأكد لو انها نائمة ولكنه تفاجأ عندما رأها تتصبب عرقاً ووجهها شاحب فوضع يده على جبينها واذ بحرارتها المرتفعة تلسعه فأبعد يده بسرعة وقال : يا نهار ازرق…دا اللي كان ناقص ؟؟ هعمل ايه دلوقتي ؟

يتبع…………..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: