روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

** البارت الثامن عشر **
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما كنان باس جوليا وقالها انو بيحبها……

* فافترب منها فجأه ثم قبلها بعمق مما جعلها تتجمد في مكانها وبعدها ابتعد عنها وقال : انا بحبك.

فنزلت دمعة من عين جوليا ونظرت اليه بحدة ثم قالت : لاء يا كنان… انت مش بتحبني.

فامسك كنان بيدها ثم قال : لاء بحبك.

فسحبت جوليا يدها وقالت : لاء انت مش بتحبني انا وانما بتحب سمر اللي هي تبقى توأمي جينات وانت بتشوفها فيا انا علشان احنا شبه بعض.

قالت ذلك ثم غطت وجهها بيديها وبكت… اما كنان فامسك بذقنها وقال : صدقيني يا جوليا انا بحبك وعايزك تفضلي جنبي ونربي ابننا سوى .

فنظرت إليه وقالت : لا مش هصدقك يا كنان.. واساساً مقدرش اصدقك ابداً بعد كل اللي عملتو فيا وخصوصاً بعدما اكتشفت انك كنت بتنتقم مني علشان…علشان اختي اللي اتقتلت بسببي ومش هقدر اسامحك لانك اغتصبتني مرتين ولا هقدر اسامح نفسي لان جينات اتقتلت بسببي انا…عزيز قتلها بسببي.

كنان : ارجوكي يا جوليا صدقيني… صحيح انا بحب سمر …قصدي جينات ومش هقدر انساها ابداً لانها كانت اول حب في حياتي وعايز انتقم لموتها وضربتك واهنتك لاني كنت فاكر انك السبب في قتلها بس بالرغم من كل دا انا حبيتك…. حبيتك علشان انتي انسانة مخلصة وضحيتي بسعادتك وفضلتي معايا علشان تحمي الست اللي اهتمت بيكي بعد ما عمك الواطي سرق حقك وطردك ، وانا حبيتك بسبب اخلاصك دا ورقة قلبك اللي خلتني ارجع لعقلي بعد ما الغضب والحقد كانوا هيخلصوا عليا .

جوليا : للأسف يا كنان الكلام دا مش هيقدر يخليني اسامحك…جايز كنت هعمل كدا لو كنت اغتصبتني مرة وحدة بس انت اغتصبتني مرتين ودا اللي مقدرش انساه ابداً .

كنان : جوليا انا اسف ارجوكي سامحيني.

جوليا : من فضلك يا كنان… سيبني لوحد دلوقتي .

كنان : بس…

فقاطعته بقولها : ارجوك… اطلع برا لان انا تعبانه ومش عايز اتكلم في اي حاجة تانية.

فتتهد كنان ثم نهض عن السرير وقال : ماشي.. هسيبك لوحدك وهخلي سوسن تجيبلك الاكل علشان تاكلي.

جوليا : مليش نفس في حاجة.

كنان : لازم تاكلي لو مش علشانك يبقى علشان البيبي اللي في بطنك.

قال ذلك ثم التفت وخرج من الغرفة… اما جوليا فوضعت يدها على بطنها وبدأت تبكي قائله : ارجوك سامحني يابني لأني مقدرش اغفر لأبوك اللي عملو فيا.. ايوا انا بحبو بس مقدرش انسى العذاب اللي شفتو معاه.

– نزل كنان الى الاسفل وقال لسوسن : طلعي الاكل على الاوضة وخليكي مع جوليا علشان هي تعبانه شوية وجايز انها مش هترضا تاكل .

سوسن : حاضر يا كنان بيه بس ممكن اعرف هي مالها علشان اقدر اعملها اكل بيناسب مرضها.

فتنهد كنان وقال : هي حامل يا سوسن.

في تلك اللحظة رسمت سوسن ابتسامة عريضة على وجهها وقالت : بجد يا بيه ؟؟ الف الف مبروك.

فابتسم كنان بالرغم من الضيق الذي يشعر به وقال : متشكر يا سوسن…علشان كدا عايزك تهتمي بيها كويس في الايام الجايه.

سوسن : من عينيا…متقلقش يا بيه انا هعملها اكل صحي وهخلي بالي منها كويس.

كنان : ربنا يخليكي ليا يا سوسن… معرفش كنت هعمل ايه من غيرك.

قال ذلك ثم وضع يده على خدها بلطف اما هي فأبتسمت وقالت : دا شرف كبير ليا اني بشتغل عند حضرتك يا كنان بيه ، عن اذنك دلوقتي.

قالت ذلك ثم ذهبت الى المطبخ … اما كنان فتنهد وخرج من الفيلا فقرر ان يذهب ويلقي نظرة على خيوله.

فوجد حسين ينظف الاسطبل فاقترب منه وقال : ربنا يديك الصحة يا حسين.. الاسطبل بقى زي الفل.

فالتفت حسين وابتسم قائلاً : ربنا يخليك يا كنان بيه .

فاقترب كنان من احد الخيول وكان لونه ابيض ثم وضع يده على رأسه واخذ يربت عليها محدثاً حسين : قولي يا حسين… هو الواحد ممكن يعمل ايه علشان يخلي شخص تاني يسامحو ؟

فاستغرب حسين لان كنان يريد نصيحته في امراً ما فقال : دا مرتبط على اهمية المشكلة اللي بين الشخصين.

فنظر كنان اليه وقال : ازاي يعني ؟

حسين : في طرق كتيرة أوي علشان نحل المشكلة فيها بس لازم نعرف ايه هي المشكلة الاول .

كنان : طب افرض انك متجوز وعملت حاجة وحشة لمراتك وانت مكنتش ناوي تأذيها وهي زعلت منك جامد اوي ومش عايزه تسامحك فهتعمل ايه وقتها ؟

حسين : لو كنت بحبها فانا جاهز اعملها اي حاجة نفسها فيها ومسيبهاش تزعل مني تاني.

فشرد كنان قليلاً وقال : كل حاجة نفسها فيها !

ثم ابتسم ونظر إلى حسين قائلاً : متشكر يا حسين.

قال ذلك ثم ربت على كتف حسين وخرج من الاسطبل ركضاً …اما حسين فوقف يحدق به وقال : ايه اللي بيحصل لكنان بيه يا ترى ؟ هو عمرو مخدش نصيحة اي حد من الناس اللي بيشتغلوا عندو !

– فركض كنان حتى وصل الى موقف السيارات حيث كان زياد ينظف زجاج احدى السيارات فقال له : زياد اديني مفتاح العربية دي بسرعة.

فالتفت زياد ثم قال : حاضر يا بيه.

قال ذلك ثم اعطاه مفتاح سيارة Audi بيضاء.

فصعد كنان بها ثم شغل محركها وخرج من الفيلا ، اما في مكان اخر ….

فكان عزيز جالساً مع السيد فتحي في غرفة المكتب التي في منزل السيد فتحي فقال عزيز : مش ملاحظ يا عمي ان الارباح في الشركة قلت خلال الاسبوع اللي فات ؟

السيد فتحي : ايوا ملاحظ وكمان من اسبوع مسمعتش خبر من المستثمرين الأجانب اللي بيحملوا نسبة من اسهم الشركة.

عزيز : ولا حتى الجدع اللي اسمو كنان دا اتصل وقال ان الارباح قلت ، زي ما يكون مش فارقه معاه لو الشركة خسرت.

السيد فتحي : عزيز… عايزك تهتم بالموضوع دا بنفسك ولو في مشكلة يبقى تقولي على طول.

عزيز : حاضر يا عمي.

السيد فتحي : قولي دلوقتي اخبارك ايه انت وفرح ؟

فتنهد عزيز وقال : فرح معذباني يا عمي.. هي مبتسمعش كلامي كويس.

السيد فتحي : ازاي مبتسمعش الكلام ؟

عزيز : هي دايماً بتعاند لما بقولها مينفعش تخرج مع صحابها الشباب لاني بخاف عليها من العيال دول وانت عارف ان الجيل دا مش سهل ابداً.

فابتسم السيد فتحي وقال : معليش يا عزيز.. على مهلك عليها لانها مش متعودة ان حد يمنعها من حاجة وفجأه انت بقيت خطيبها وبتتحكم فيها يعني اكيد هتعاندك.

عزيز : مهو انا عايز احميها وبصراحة بقيت بخاف عليها اوي بعد الحادثة اللي حصلت في الجامعة لما كان الواد الرزل بيتحرش بيها.

السيد فتحي : انا عارف انك بتخاف عليها بس هي مش متعودة على الحاجات دي وهتحتاج شوية وقت لغاية ما تتعود عليك.

فتنهد عزيز وقال : ماشي يا عمي.

تسارع في الاحداث…………….

حل المساء وكان يوسف يقود سيارته متجهاً الى منزل خطيبته منال لكي يوصلها بعدما انتهت حفلة خطوبة ادهم ولمى …واثناء قيادتة السيارة قال : واخيراً اتخلصنا من هم ادهم مش كدا ؟

فضحكت منال وقالت : انا اتبسط اوي النهاردة وخصوصاً لان ادهم ولمى كانوا فرحانين اوي بس خسارة ان كنان مجاش الحفلة.

فتنهد يوسف وقال : ربنا يصبروا على بلوتو يا منال.

فنظرت منال الى يوسف وقالت بقلق : ليه ؟ هو في حاجة حصلت يا يوسف ؟

يوسف : جوليا حامل يا منال.

فابتسمت منال وقالت : بجد؟؟ طب دي حاجة اتفرح ليه بتقول عنها بلوة ؟

يوسف : مش دي البلوة يا منال اساساً دي اجمل حاجة حصلت لكنان وجوليا.

منال : امال ايه اللي بتتكلم عنو؟

يوسف : سمر طلعت اخت جوليا التوأم واسمها الحقيقيّ جينات.

فاتسعت عينا منال وقالت : ايه ؟؟؟ هما اخوات بجد؟

يوسف : ايوا… كنان عمل تحليل D. N. A والنتيجة طلعت انهم بيحملوا دم واحد بنسبة 99.9%.

منال : بس ازاي حصل كدا؟

يوسف : جوليا حكت لكنان ان كان عندها اخت توأم بس غرقت لما كان عمرها 5 سنين وجايز تكون مغرقتش وحد لاقاها وتبناها.

منال : الله واكبر… دي حكاية غريبه اوي تقول زي الافلام !

يوسف : وكنان المجنون اعترف بكل حاجة لجوليا وقلها هو اتجوزها علشان ينتقم لموت اختها ولما عرفت ان اختها اتقتلت بدالها انهارت.

منال : يا دي المصيبة… هو عمل كدا ليه؟

يوسف : علشان بيحبها يا منال.

منال : بتقول بيحبها!

يوسف : ايوا… هو قال انو بيحبها ومش لانها بتشبه سمر وانما لشخصها.

منال : والله منا مصدقة حاجة… طب خلينا نروح نزورهم.

يوسف : لاء مش دلوقتي… جوليا تعبانه بسبب اللي حصل ومتنسيش انها كامل دلوقتي ولازم تستريح .

منال : طب خلاص… انا هروح ازورها بكرا.

في مكان آخر…………

كان ادهم جالساً مع لمى في الفيلا وكانت السيدة سماح والدتها هناك ايضاً ومعها شقيقها سمير وزوجته نجلاء ، فنظر سمير الى ساعة يدة ثم قال : الوقت اتأخر اوي واحنا لازم نروح دلوقتي.

فقال ادهم : لسا بدري… خليكوا كمان شوية.

السيدة سماح : معليش يابني… انا تعبت اوي النهاردة ولازم اروح وبعدين احنا هنبقى اهل قريب جداً يعني متستعجلش.

فضحك ادهم ثم نظر إلى خطيبته لمى وقال : عندك حق يا امي.. احنا بقينى اهل.

فشعرت لمى بالخجل لذا احنت رأسها… اما نجلاء فقالت : الف مبروك يا سي ادهم …فرحتلكوا من كل قلبي والله.

ادهم : متشكر يا نجلاء هانم.

سمير : يلا يا جماعة خلونا نمشي.

فقالت لمى : اسبقوني يا خالو وانا هحصلكوا.

السيدة سماح : عن اذنك يا ادهم يابني.

ثم خرج كل من السيدة سماح وشقيها سمير وزوجته نجلاء اما لمى فنظرت إلى ادهم وقالت : فرحان يا ادهم؟

فابتسم ادهم وقال : فرحان دا ايه؟؟ قولي طاير من الفرح.

قال ذلك ثم امسك بيدها اليمنى وطبع عليها قبلة خفيفة وبعدها قال : انا بحبك يا لمى.

فابتسمت لمى بخجل ثم قالت بصوت خافت : وانا كمان.

مما جعله يبتسم فقال : يا روح قلبي مكسوفه؟

فأومت رأسها وبدون ان تقول شيئاً فعانقها وقال : متتكسفيش انا هبقى جوزك يا بت.

فابعدته لمى عنها قليلاً وقالت : انا صار لازم امشي…

ادهم : ماشي يا قلبي.

اما عند جوليا…..

فكانت جالسه في حجرة الملابس وكانت تمسك بألبوم صور شقيقتها جينات وكنان… وبينما كانت تنظر إلى الصور كانت تبكي بحرقة… وخصوصاً عندما وأت البسمة والفرحة في عيون شقيقتها عندما كانت تحتظن كنان في الصور ، فاخرجت باحدى صور سمر وقربتها من صدرها ثم بكت بصوت عالٍ واخذ صوت شهقاتها يتعالى.

في تلك الاثناء عاد كنان الى الفيلا وكانت الساعة تُشير إلى الساعة التاسعة مساءً ، فصعد الى الطابق الثاني وعندما اراد ان يدخل إلى الغرفة وقف ينصت لصوت بكاء جوليا فاغمض عيناه ثم تنهد بقوة وبعدها فتح الباب ودخل..

فسمع صوتها قادم من حجرة الملابس لذا اخذ نفساً عميقاً ثم توجه نحو الحجرة وفتح الباب… وما ان فتحه حتى توقفت جوليا عن البكاء واحنت رأسها لتمسح دموعها اما هو فشعر بآلم في قلبه عندما رأها تمسك بصورة شقيقتها وتحاول ان تبدو قوية ولكنه اخفى حزنه ثم ابتسم واقترب منها قائلاً : انتي قاعدة هنا ليه؟

فاعادت جوليا صورة سمر الى مكانها في الألبوم ولم تقول اي شيء مما جعل كنان يجلس بجانبها ثم امسك الألبوم وقال : لو عايزه تعرفي اي حاجة عن سمر فانا هقولك لأني عارف عنها كل حاجة.

فنظرت اليه وقالت : هي كانت بتحبك اوي مش كدا ؟؟ انا شفت صورها كلها وكانت فرحانه وهي جنبك.

فقال كنان : كلمة حب مش هتقدر توصف العلاقة اللي كانت بيني وبينها… كنا روح وحده وكانت بتفهم انا عايز ايه حتى من غير مابتكلم وكانت دايماً بتضحك حتى لما بتكون زعلانه مكنتش البسمة تفارق وشها ابداً.

جوليا : اكيد انت بتتوجع لما تشوفني علشان انا بفكرك بيها وبتتمنى لو ان انا اللي مت بدالها مش كدا ؟

فامسك كنان بيدها وقال : لاء يا جوليا… انتي ازاي بتفكري فيا بالشكل دا ؟؟ ايوا انا اتجوزتك علشان انتقم لموت سمر وكنت فاكر انها ماتت بسببك انتي بس انا حبيتك …حبيتك بجد حتى قبل ماكتشف ان سمر تبقى اختك.

فسحبت جوليا يدها من يده وقالت : انت محبتنيش انا وانما بتحب شكلي لاني شبه سمر وعمرك مهتحبني على اني جوليا ابداً .

قالت ذلك ثم نهضت وارادت ان تغادر فعانقها كنان من الخلف وقال : ارجوكي يا جوليا صدقيني… انا بحبك وعايزك تفضلي جنبي وتدعميني علشان اخد بتارك انتي وسمر من عمك اللي سرق حقك ومن القتال عزيز اللي قتل اختك بعد ما اغتصبها.

فابعدت جوليا يديه عن خاصرتها ثم قالت : انا هفضل جنبك يا كنان علشان ابني اللي في بطني بس متتوقعش مني اني اصدقك او اسامحك بعد اللي عملتو.

قالت ذلك ثم خرجت من حجرة الملابس اما كنان فوقف في مكانه وقال : بس انا هخليكي تسامحيني وبكرا هتشوفي.

ثم خرج خلفها فقال : انتي عايزة تنامي ؟

فاستلقت جوليا في السرير ثم قالت : ايوا.

كنان : بس لسا الوقت متأخرش اوي يعني.

فاجابته وهي تغطي نفسها : انا تعبانه وعايزه انام.

كنان : بس انا عايز اكلمك في حاجة مهمة.

جوليا : وانا مش عايزة اسمع حاجة.

كنان : لاء هتسمعي علشان اللي هقولو مهم جداً .

فعدلت جوليا جلستها ثم نظرت اليه وقالت : عايز ايه ؟

فاقترب كنان من السرير ثم قال : بكرا هاخدك المستشفى علشان تعملي فحص زي ما الدكتور عزمي قال.

جوليا : هعرف اروح لوحدي مفيش داعي انك تروح معايا.

كنان : ازاي مفيش داعي ؟؟ انتي نسيتي ان الواد اللي في بطنك يبقى ابني واني انا جوزك ؟

فرمقته بنظرة حادة ثم صمتت قليلاً وبعدها اردفت قائله : ودي حاجة تتنسى يا استاذ كنان ؟

كنان : يبقى تسمعي الكلام… بكرا الصبح هنروح المستشفى علشان نطنن على صخة البيبي.

فتنهدت جوليا وقالت : تؤمرني بحاجة تانيه يا سي كنان ؟

كنان : بطلي تريقة لأني مش بهزر.

فنظرت اليه بغضب ثم قالت : انا هنام دلوقتي… لو مش عايز تنام يبقى اطلع برا.

فأنزعج كنان من كلامها المستفز فقال : ومين اللي قال اني مش عايز انام ؟

قال ذلك ثم خلع سترته ورماها على الاريكة وبعدها استلقى بجانب جوليا.. اما هي فنظرت إليه بأستغراب وقالت : مش عايز تغير هدومك !

فنظر كنان الى نفسه حيث كان يرتدي بنطال جينز وتيشرت بيضاء بأكمام قصيرة ثم عاد ونظر الى جوليا وقال : لا مش عايز… انا مستريح كدا.

جوليا : انت حر.

قالت ذلك ثم سحبت الغطاء والتفتت الى الجهة الأخرى اما كنان فاقترب منها ثم عانقها ودفن رأسه بين خصلات شعرها فشعرت بالتوتر ووضعت يدها على يديه المحيطة بخصرها ثم ارادت ان تبعدها عنها قائله : سيبني يا كنان.

فاحكم كنان عناقها وقال : انا مش بحضنك انتي.. انا عايز احضن ابني علشان كدا متتحركيش اوي.

جوليا : من فضلك سيبني يا كنان لأني مش هسامحك حتى لو عملت كل الحركات دي.

فتعمق كنان في احتضانها وقال : خلاص يا جوليا… مش هطلبك منك تسامحيني بعد كدا لاني متأكد من انك هتسامحيني في الاخر لان قلبك طيب اوي .

فادمعت عينا جوليا لانها ادركت بأن ما قاله حقيقة وانها مهمة عاندت فهي سوف تسامحه في نهاية المطاف لانها تحبه اولاً ومن اجل ابنهما ثانياً فضغطت على ذراعة بقوة وقالت : انا بكرهك يا كنان.

فأبتسم كنان ثم قال بصوت هادئ : وانا بحبك.

ثم اغمضت جوليا عيناها وكانت الدموع فيهما وما هي الا دقائق حتى استسلمت للنوم بينما كان كنان مايزال نائماً بجانبها ويعانقها… وعندما ادرك انها قد نامت نهض ثم اعاد خصلات شعرها خلف اذنها وبعدها قبلها على خدها بلطف ثم ذهب الى حجرة الملابس وبدل ملابسه بأخرى مريحة وبعد ان نظف اسنانه عاد لكي ينام بجانب جوليا ولكن الساعة كانت ما تزال مبكرة للنوم لذا جلس على السرير بجانبها ثم نظر اليها وهي نائمة فأبتسم وامسك بهاتفه المحمول والتقط صورة تجمعهما معاً .

تسارع في الاحداث………

جاء صباح اليوم التالي فاستيقظ كنان قبل جوليا وفوراً نظر اليها حيث كانت نائمة على صدرة فأبتسم ثم وضع رأسها على الوسادة وبعدها نهض ليستحم.

وبعد عشر دقائق خرج من الحمام وهو ينشف شعره كالعادة ويلف خصرة بالمنشفة ثم دخل الى حجرة الملابس وارتدى ثيابه الانيقة .

وبعد ان سرح شعره وتعطر كالعادة خرج من الحجرة ثم نظر إلى جوليا وهي نائمة وبعدها خرج من الغرفة فنزل الى الاسفل حيث كانت زينات تحمل اطباق الفطور وترتبها على المائدة فقال لها : صباح الخير يا زينات.

فابتسمت زينات وقالت : صباح النور يا بيه.

كنان : متعبيش نفسك لاني هطلع الفطار لجوليا وهفطر معاها في الاوضة.

زينات : تحت امرك يا بيه… هحضرو فوراً .

قالت ذلك ثم وضعت الفطور على الصينية.

وبعدها اعطتها لكنان فاخذها وصعد الى الغرفة مجدداً ، فدخل ثم اغلق الباب خلفه ووضع الصينية بالقرب من السرير ثم خرج إلى الشرفة فقطف زهرة توليب سوداء ثم عاد الى جانب جوليا فجلس بالقرب منها واخذ يمرر الزهرة على وجهها وهو يبتسم اما هي فعقدت حاجباها وهي نائمة تعبيراً عن انزعاجها من هذه الزهرة التي كانت تعكر نومها وسرعان ما فتحت عيونها لتجد كنان جالساً بجانبها ويبتسم فقال : صباحك عسل يا جميل.

فسحبت جوليا الغطاء ثم تحركت وقالت بصوتها النعس : عايز ايه من الصبح يا كنان ؟

كنان : انا جبتلك الفطار يلا قومي علشان تفطري وبعد كدا هنروح المستشفى.

فجلست جوليا ثم فركت عيناها وقالت : قولتلك هروح لوحدي… مفيش داعي انك تروح معايا.

فوضع كنان زهرة التوليب من يده على السرير ثم امسك بقطعة كعك محلى وقربها من فم جوليا قائلاً : وانا قولت اني هاخدك بنفسي.. يلا افتحي بؤك.

في تلك اللحظة شعرت جوليا بالغثيان فوضعت يدها على فمها ثم نهضت عن السرير وركضت الى الحمام بسرعة وبدأت تتقيء ، اما كنان فنهض وقال بتذمر : اهو ابتدينا !

ثم وقف امام باب الحمام وطرق عليه قائلاً : انتي كويسه يا حبيبتي ؟؟ عايزه مساعدة ؟

فخرجت جوليا بعد ان غسلت وجهها وهي تضع يدها على فمها فنظرت إلى كنان ثم مرت من جانبه قائله : متقوليش حبيبتي.. انا مش حبيبتك يا كنان.

قالت ذلك ثم جلست على السرير فجلس كنان بجانبها وقال : لو مش حبيبتي تبقي ايه ؟

فنظرت إليه وقالت : سجينه عندك… انت نسيت انك حبستني هنا ومنعتني اخرج خالص ؟

فتغيرت تعابير وجه كنان لتصبح حزينه فقال : والنبي بلاش تفكريني كل شوية في اللي عملتو لاني بحس انك بتحرقيني بكلامك يا جوليا .

جوليا : كويس ان في عندك احساس اساساً لان اللي عملتو فيا الحيوانات مش بتعملو .

فنهض كنان وقال : هسيبك تفطري وتجهزي نفسك وانا هستناكي على البلكونه.

قال ذلك ثم خرج الى الشرفة وملامح الحزن والقهر واضحة على وجهه ، اما جوليا فنظرت الى الفطور ورأت انه احضر طعاماً يكفي لشخصين فعرفت انه اراد ان يتناول الفطور معها وانها بكلامها جعلته يفقد شهيته فشعرت بالاستياء من نفسها لذا نهضت بدون ان تتناول اي شيء ثم دخلت إلى الحمام… وبعد ان استحمت خرجت وهي ترتدي ثوب الاستحمام فنظرت الى الشرفة لتجدة ما يزال جالساً على الشرفة ويبدو حزيناً ، فتنهدت ثم دخلت وارتدت ملابسها .

وبعدها خرجت ووقفت عند باب الشرفة فقالت : انا جاهزة.. خلينا نمشي.

فنظر كنان اليها ثم نهض ودخل إلى الغرفة فنظر إلى صينية الفطور وكانت على حالها فقال بأنزعاج : ليه مأفطرتيش ؟

جوليا : مليش نفس.

كنان : انتي حامل يا هانم ولو مخليتيش بالك من نفسك فاكيد هيحصلك اجهاض !

فرمقته جوليا بنظرة باردة ثم قالت : متخفش على ابنك… مش هيجرالو حاجة وانا هخلي بالي منو.

كنان : افهمي يا جوليا …انا مش خايف على صحة البيبي وبس لاني خايف عليكي انتي كمان.

جوليا : مفيش داعي انك تمثل عليا… انا هعرف اهتم بنفسي كويس.

قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة فتنهد كنان ولحق بها قائلاً : خلينا نمشي.

ثم خرجا من الفيلا في احدى سيارات كنان وذهبا الى المستشفى والى قسم النساء والتوليد وكان هناك الكثير من النساء الحوامل مما جعل كنان وجوليا يتوترا كثيراً …فجلسا ينتظرا ان تستدعي الطبيبة جوليا.

وما هي الا دقائق حتى استدعتهما الطبيبة فدخلا الى الغرفة وكان التوتر والخوف يسيطر على جوليا اما كنان فاخفى توتره وصافح الطبيبة فقالت : اهلاً وسهلاً… اتفضلوا.

كنان : متشكرين.

الطبيبة : قوليلي يا هانم انتي حامل في الشهر الكام ؟

جوليا : بصراحة انا اكتشفت اني حامل امبارح بس علشان كدا جيت اعمل فحص النهاردة وعايزه اطمن على صحة الجنين.

الطبيبة : اوك.. انا هفحصك حالاً بس نامي على السرير الاول.

فنظرت جوليا الى كنان بقلق اما هو فقال : متقلقيش.. كلو هيبقى تمام وانا هبقى جنبك.

فشعرت بالراحة بعد ما سمعت كلامه التشجيعي فاستلقت على السرير اما الطبيبة فقامت بوضع جهاز الأيكو { جهاز الاشعة} على بطنها واخذت تحركه ثم ابتسمت وقالت : شايفين الحتة الصغيرة هنا ؟

فقال كنان بلهفة : ايوا..ايه دي ؟

الطبيبة : دا يبقى البيبي.

فأبتسم كنان تلقائياً ونظر الى جوليا التي ابتسمت بدورها وقالت : دا صغنن اوي !

فابتسمت الطبيبة وقالت : دا شيء طبيعي لانك لسا في أوائل الحمل.

في تلك اللحظة سمعوا صوت غريب فقال كنان : ايه الصوت دا ؟

فأجابته الطبيبة : دا صوت دقات قلب الجنين .

فنزلت دمعة من عيون كنان بعدما سمع صوت نبضات قلب ابنه الصغير فامسك بيد جوليا ثم قبلها بعمق وهو مغمض العينين اما هي فبكت من شدة الفرح وقالت : احنا هيبقى عندنا ابن يا كنان !

فمسح كنان دموعها وابتسم قائلاً : ايوا يا روحي… وهيبقي حلو اوي وشبهك في كل حاجة .

اما الطبيبة فأبتسمت قائله : انا هصور لكوا صورة البيبي علشان تحتفظوا في ذكريات اللحظة الجميله دي.

* وبعد تلك اللحظات الجميلة والمؤثرة نزلت جوليا عن السرير ثم جلست بجانب كنان الذي قال للطبيبة : طمنينا يا دكتوره…صحة البيبي كويسه ؟

الطبيبة : الحمد لله صحتو كويسه وعال العال بس بالرغم من دا كلو انتي لازم تخلي بالك من نفسك يا جوليا هانم ولازم تاكلي اكل صحي وماتعبيش نفسك خالص خلال الفترة الجاية وانا هكتبلك على شوية ادوية تاخديهم لما تحسي بدوخة وسخونية.

جوليا : متشكره يا دكتوره.

كنان : طب الفحص التاني هيبقى معادو ايمتى ؟

الطبيبة : هيكون معادو بعد اسبوعين من النهاردة.

كنان : ماشي يا دكتوره… متشكرين اوي.

الطبيبة : لا شكر على واجب.

– ثم خرج كنان وحوليا من عند الطبيبة وما ان خرجا حتى قام كنان بمعانقة جوليا بقوة وقال : انا مبسوط اوي علشان جينا هنا النهاردة.

فابتسمت جوليا وقالت : وانا كمان وخصوصاً بعد ما سمعت دقات قلبو { تقصد الجنين }

فابتعد كنان عنها قليلاً ثم قبل جبينها وابتسم قائلاً : جوليا انا بحبك اوي وعايزك تفضلي جنبي على طول.

فنظرت جوليا في عيناة ثم ارادت ان تتحدث ولكنها شعرت بوخز في بطنها مما جعلها تضع يدها عليه وتتأوه بآلم اما كنان فتملكه القلق وقال : انتي كويسه؟

يتبع…………..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: