روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

 

** البارت الحادي عشر **
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما جوليا طلبت من الشغالة سوسن الأوان ودفتر الرسم….

فأستغربت سوسن من طلبها وقالت : عايزة الوان يا هانم !

فأبتسمت جوليا وقالت : ايوا… عايزه ارسم يا سوسن.

سوسن : تحت امرك… هروح اخبر زياد علشان يجبهملك حالاً .

جوليا : متشكره.

سوسن : العفو… عن اذنك دلوقتي.

قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة ومن ثم نزلت الى الحديقة واتجهت نحو زياد الذي كان جالساً ويحتسي الشاي برفقة حسين فقالت له : زياد قوم علشان تجيب شوية حاجات للهانم.

فنهض زياد وقال : ابتدينا من اولها ؟؟ وحاجات ايه اللي هي عيزاها دي ؟

سوسن : دفتر رسم كبير والوان.

فضحك حسين وقال : ليه ؟؟ هي الهانم عيله صغيره وعايزه ترسم ولا ايه ؟

فرمقته سوسن بنظرة شرسه وقالت : ايوا يا حسين… عايزه ترسم وبلاش تريقة دي تبقى مرات كنان بيه برضو ولازم نحترمها.

حسين : هوا انا قلت حاجه ؟؟

زياد : خلاص يا حسين… سوسن انا هروح اجيب الحاجات اللي طلبتها الهانم منك ومش هتأخر.

سوسن : متشكرة يا زياد…. وانت { تقصد حسين } قوم اديني مقص الشجر علشان معنديش وقت .

حسين : وعايزاه ليه ؟

سوسن : مش انا اللي عايزاه… الهانم طلبتو .

حسين : بس هي محتاجاه في ايه ؟

سوسن : يووووه بقى يا حسين… هو تحقيق ؟؟ قوم دور عليه وخلصني !

حسين : خلاص خلاص… ح قوم بس بلاش تتنرفزي.

☆في مكان اخر…..

كان يوسف يقود سيارته ثم وردة اتصال من كنان فأجابه : ايوا يا كنان ، عامل ايه ؟

كنان : انا كويس انت ازيك ؟

يوسف : الحمد لله.

كنان : رحت الفندوق ولا لسا ؟

يوسف : اديني في السكه… ليه بتسأل ؟

كنان : طيب متروحش وتعالى انا عايزك.

يوسف : بس انا بعدت اوي عن طريق الفيلا بتاعتك… خير في حاجة ؟

كنان : انا في الشركة يا يوسف مش في الفيلا ولما تيجي هبقى اقولك.

يوسف : تمام.. اديني خمس دقايق وهكون عندك.

{ ملاحظة : الفندق الخاص بيوسف كان قريب جداً من شركة كنان ولا يفصل بينهما سوى شارع واحد }

ثم اغلق يوسف سماعة البلوتوث { سماعة أذن يضعها السائق عندما يكون يتحدث بالهاتف اثناء القيادة } وقال : ربنا يستر… ان شاء الله ميكونش عمل حاجة للبنت.

وما هي الا دقائق معدودة قد مضت حتى وصل يوسف الى شركة كنان… فأركن سيارته في موقف السيارات ثم ترجل منها ووضع نظارته الشمسية وبعدها دخل إلى الشركة… فصعد الى مكتب كنان في الطابق الاخير وقال للسكرتيرة : صباح الخير يا رشا.. ازيك ؟

رشا : صباح الخير يوسف بيه… انا كويسه والحمدلله.

يوسف : هوا كنان في عندو حد جوا ؟

رشا : ايوا… عندو ادهم بيه.

فقال يوسف بصوت خافت : ادهم هنا يبقى كنان عايز يبتدي الحرب على فتحي السباعي ومحتاج مساعدتنا… ربنا يستر بقى.

رشا : قولت حاجة يا بيه ؟

فنظر يوسف اليها وقال : ها… لا ولا حاجة.. عن اذنك يا رشا.

قال ذلك ثم طرق باب المكتب ودخل فوجد كنان وادهم جالسان وامامهما الكثير من الاورق المبعثرة على الطاولة فقال : ايه المزبله اللي قاعدين فيها دي ؟

فنظر كل من ادهم وكنان اليه وقال الاخير : جيت في وقتك با يوسف… تعالى.

فاقترب يوسف منهما وقال : تقدروا تفهموني ليه الورق متبعثر قدامكوا كدا ؟؟ وبعدين انتوا ناوين على ايه في القعده دي ؟

ادهم : عمالة بنخطط علشان نوقع فتحي السباعي ونخليه يعترف انه خذ ورثة جوليا بالعافية واستولى على شركة اخوه وكمان عايزين نخليه يعترف انه خطط لجريمة قتل جوليا بس قتل سمر بدالها.

يوسف : هو انت اتخذت قرارك يا كنان وعايز تدمرهم بنفسك ؟

كنان : ومش هرتاح غير اما اخلص عليهم على الخالص .

يوسف : وجوليا يا كنان… عملت فيها ايه ؟

فنظر كنان الى ادهم كما فعل الاخير بالمثل فقال يوسف : اوعى تكون اذيتها يا كنان ؟؟

فلم يقول كنان شيئاً لا هو ولا ادهم فاردف يوسف قائلاً : اه منك ومن عنادك… انت مش قلت انك مش هتلمسهاش ابداً ؟؟ ليه عملت كدا ؟

كنان : حصل اللي حصل بقى.

يوسف : حصل اللي حصل ؟؟ وبتقولها كدا عيني عينك عادي يعني !

كنان : جرى ايه يا يوسف ؟؟ مهي بقت مراتي بالشرع والقانون وانت وادهم شهدتوا على الزواج بنفسكوا يعني انا اقدر اعمل اللي انا عايزو واظن ان دا حقي الشرعي اللي سمحلي فيه ربنا.

يوسف : ايوا حقك يا كنان بس لما تكون البنت موافقه مش تقوم تغتصبها .

فتدخل ادهم وقال : خلاص يا يوسف…اللي حصل حصل ومنقدرش نعمل حاجة دلوقتي… وزي ما كنان قال ان جوليا بقت مراتو بالشرع والقانون واحنا منقدرش نغير الحقيقة دي ابداً .

فتنهد يوسف وقال : عارف يا كنان… انت ح تشلني في يوم من الايام.

كنان : طب اهدا وتعالى قولي ايه رأيك في الخطة دي ؟

قال ذلك ثم اعطاه مجلد فاخذه يوسف من يده وقال : ايه الاوراق دي ؟

ادهم : دي اسماء كل المستثمرين اللي بيشتغلوا مع فتحي السباعي ومن ضمنهم المستثمرين الأجانب واحنا هنشتري اسهم الشركات اللي بتشتغل مع شركة النذل اللي اسموا فتحي وبعد كدا هنخليه يعلن افلاسو.

يوسف : وانت جبت الاسماء دي كلها منين يا ادهم ؟

ادهم : عيب عليك يلاه… انا ادهم سليمان اشهر محامي في مصر كلها ولا انت نسيت ؟

فوضع يوسف المجلد من يده وقال : ابتدينا…

اما كنان فقال : يوسف انت تعرف الرجال الي اسمو “رأفت عبد الغني” مش كدا ؟؟ صاحب شركة مواد التنظيف.

يوسف : ايوا اعرفو… دا كان صاحب بابا الله يرحمو بس ليه بتسأل عليه ؟

كنان : عايزك تعرفني عليه.

يوسف : وليه عايز تتعرف عليه ؟؟

ادهم : الراجل دا في بينو وبين فتحي السباعي عداوة شخصية من زمان اوي واحنا عايزين نكسبو في صفنا علشان نقدر نخلص على فتحي الحقير والواطي عزيز اللي بيشتغل عندو .

يوسف : بس دا راجل محترم وملوش في المشاكل يا كنان يعني على قد حالو.

كنان : متخفش يا يوسف… انا حاسب حساب كل حاجة .

يوسف : يبقى هتصل بيه علشان نحدد معاد.

تسارع في الاحداث…………….

الساعة الرابعة عصراً….

انتهى دوام فرح في الجامعة وارادت ان تغادر فاعترض طريقها شاب كان يدرس معها في نفس الفصل فقال : عايزه توصيله يا حلوه ؟

فنظرت فرح اليه وتنهدت قائله : ابعد عن سكيتي يا شريف لاني مش نقصاك خالص .

شريف : ليه يا فرح بتعملي كدا ؟؟ انتي عارفه اني بحبك من زمان.

فرح : بس انا مش بحبك ابداً وعارفه انك شخص قذر وبتاع بنات فالاحسن انك تبعد من قدامي بسرعة.

فانزعج شريف من كلامها ثم امسك بذراعها وضغط عليها بقوة وقال : انتي شايفه نفسك على ايه ؟؟ مش علشان ابوكي راجل اعمل مهم بتتكلمي معايا بالشكل دا.

فرح : سيب ايدي يا زباله لحسن والنعمة هشتكيك في القسم !

شريف : مش بالسهولة دي…انتي هتروحي معايا وبعد ما اعمل اللي انا عايزو هسيبك يا فرح وهعلمك درس عمرك محتنسيه ابداً .

في تلك اللحظة اتته لكمة لم يعرف من اين مصدرها …فوقع على الارض وعندما رفع رأسه رأى عزيز امامه والشرار يتطاير من عيناه…. اما فرح فصدمت عندما رأته وقالت : عزيز… انت جيت هنا امتى ؟

فأمسك عزيز بيدها ثم سحبها نحوه وقال : انتي وقفي هنا يا فرح وانا حتصرف مع السافل دا.

قال ذلك ثم اقترب من شريف وامسك بياقته ثم جعله ينهض وقال : انت يا كلب ازاي بتتجرأ وتمد ايدك المعفنة على خطيبتي ها ؟؟

فصدم شريف عندما سمع ذلك ولكنه كان خائفاً اكثر من كونه مصدوماً بعدما ضربه عزيز فقال بتلعثم : و… والله العظيم مكنتش اعرف انها مخطوبة لحضرتك.

عزيز : حتى لو مكنتش تعرف مكنش لازم تلمسها وتسحبها بالشكل دا وهي بنت فتحي السباعي ، لكن انا هوريك دلوقتي.

قال ذلك ثم ضربه بقوة امام جميع الطلاب ، فخافت فرح وقالت : عزيز !!! سيبو دا حيموت !

عزيز : فليكن …دا انا هخليه عبره لكل الناس دي وهخلي يفكر مليون مره قبل ما يبصلك حتى.

فأقتربت فرح منه ثم امسكت بذراعه وقالت : خلاص بقى… سيبو انت ناوي تقتلو ولا ايه ؟

فتركه عزيز ونظر الى فرح ثم امسك بذراعها وسحبها الى السيارة تاركاً شريف مرمياً على الارض والدماء تنزف من فمه وانفه…

وعندما وصلا إلى السيارة فتح لها الباب وقال : اركبي.

فنظرت اليه بأنزعاج وقالت : مش عايزه توصلني… هروح لوحدي..

عزيز : اركبي يا فرح ومتخلينيش اتجنن لاني لو تجننت دلوقتي مش هيحصل خير ابداً .

فرح : انت… انت بتهددني انا يا عزيز ؟؟ هوا انت نسيت نفسك ولا ايه ؟

فأجلسها في السيارة رغماً عنها ثم اغلق الباب وصعد هو ايضاً …وما ان صعد حتى تلقى صفعة منها وقالت بغضب : انت ازاي بتجرأ وتعمل كدا ؟؟ فضحتني قدام الناس.

فاعاد عزيز شعره الى الخلف وقال : وانا عملت ايه ؟؟ كل دا علشان خايف عليكي وعايز احميكي ؟

فرح : بسببك دلوقتي كل الطلاب في الجامعة هيتكلموا عليا بحاجات وحشه ومش بعيد انهم يقولوا اني خطيبة رئيس عصابه.

عزيز : حقطع لسان كل واحد يجيب سيرتك.

فرح : انت ايه اللي جابك هنا اساساً ؟؟ اوعى تكون صدقت انك بقيت خطيبي.

عزيز : انا فعلاً بقيت خطيبك حتى لو مكناش عملنا حفلة خطوبة ، وابوكي يا هانم هو اللي بعتني علشان اروحك… ويكون في علمك من النهاردة انا هوديكي الجامعة وانا هرجعك البيت بنفسي وكمان مفيش خروج من الفيلا لوحدك ابداً …يعني من اللحظة دي بقيتي مسئوليتي انا.

فانزعجت فرح وقالت : وانا مش هتجوزك يا عزيز… حتى لو مفضلش غيرك في البلد دي مش هتجوزك ابداً واعلى ما في خيلك اركبو .

فأبتسم عزيز وقال : وليه ان شاء الله مش عايزه تتجوزيني ؟ هوا انا مش مالي عينك يا فرح ولا ايه ؟

فرح : مش عايزه اتجوزك علشان انت واحد رخم اوي ومبتعرفش تتعامل مع الستات ابداً والا مكنتش دخلتني في العربية غصب عني وبتتكلم معايا بالطريقة الوحشة دي.

في تلك اللحظة اقترب عزيز منها ثم طبع قبله خفيفة على شفتيها مما جعلها تتجمد في مكانها وبعدها ابتعد عنها وابتسم قائلاً : شفتي ؟؟ انا ممكن ابقى لطيف اوي وخصوصاً مع البنت اللي هتبقى مراتي والا انتي رأيك ايه ؟

فأحمرت وجنتيها خجلاً وقالت : روحني يا عزيز .

فابتسم عزيز وقال : انتي تكسفتي يا روحي و لا ايه ؟؟ انا هبقى جوزك يا بنت ومش لازم تتكسفي مني.

فرح : بقولك روحني حالاً !

عزيز : خلاص خلاص… هروحك يا عسل .

قال ذلك ثم اقترب منها وسحب حزام الامان الخاص بها وربطه وبعدها ابتعد وهو يبتسم ثم شغل محرك السيارة وقادها .

وعندما وصلا الى الفيلا… نزل من سيارته ثم فتح لها الباب فنزلت وركضت بسرعة الى الداخل.

اما هو فوقف يحدق بها وهو يرسم على وجهه ابتاسمه ثم قال : والله وجيه الوقت علشان تحب وتتحب يا عزيز.

في تلك اللحظة ورده اتصال من احد رجاله وكان اسم المتصل ” خالد ” فاطلق تنهيدة طويلة ثم اجاب : عايز ايه يا زفت ؟ هوا كل ما احاول اتفرد بنفسي شوية لازم تطلعولي انت والحمار التاني { يقصد احمد} وتجيبولي مصيبه جديده ؟

خالد : انا اسف يا ريس بس فتحي بيه عايزك وقال اخبرك علشان ترجع الشركة حالاً .

عزيز : ماشي..اديني جاي.

قال ذلك ثم اغلق الهاتف وصعد في السيارة وغادر …. اما فرح فصعدت الى غرفتها ثم اغلقت الباب ووضعت يدها على قلبها الذي كان يخفق بشدة وتذكرت كيف قبلها عزيز في السيارة.

* كانت هذه القبله هي قبلتها الأولى لذلك كانت متوتره جداً… فوضعت يدها على شفتيها ثم نظرت إلى نفسها بالمرآه لتجد نفسها تبتسم… فهي شعرت ببعض السعادة الممزوجة بالتوتر لان عزيز اشعرها كم هو رجولي وقادر على ان يخطف قلبها بمجرد قبله واحدة منه .

تسارع في الاحداث…….

حل المساء وعاد كنان الى الفيلا بعد يوم طويل ومتعب قضاه في الشركة ، فأركن سيارته في موقف السيارات ثم نزل منها ومر بالحديقة ثم دخل إلى الفيلا فأستقبلته الخادمة زينات وقالت : نورت يا بيه.

كنان : هي سوسن فين يا زينات ؟

زينات : في المطبخ عمالة تحضر العشا هي وندى.

كنان : طيب روحي اندهيها.

زينات : تحت امرك يا بيه.

قالت ذلك ثم ذهبت الى المطبخ وقالت : سوسن… كنان بيه وصل وعايزك.

سوسن : ماشي.. ندى.. كملي تحريك في الشوربة وانا هروح اشوف البيه عايز ايه.

ندى : حاضر.

ثم خرجت سوسن من المطبخ وذهبت الى غرفة المعيشة حيث كان كنان جالساً فقالت : امرك يا بيه.

كنان : تعالي قعدي يا سوسن.

سوسن : حاضر.

قالت ذلك ثم جلست مقابلاً له فقال لها : قوليلي جوليا عملت ايه النهاردة ؟

سوسن : هي فضلت طول اليوم في الاوضة ومخرجتش منها ابداً يا بيه.

كنان : كويس… بس معملتش حاجة كده ولا كده او طلبت منك تجيبيلها حاجة ؟

سوسن : اه صحيح… هي طلبت مني مقص شجر ودفتر رسم والوان.

فشعر كنان بالقلق عندما سمع كلمة ” مقص ” وقال : ايه ؟

ثم أنتفض من مكانه وركض نحو الدرج بدون ان يقول اي شيء مما جعل تصرفه يشعر سوسن بالخوف فحاولت ان تلحق به ولكنها خافت وقالت : هو انا عملت حاجة ؟؟ يا رب مكنش غلط في حاجه والا كنان بيه هيرفدني من الشغل .

اما هو فصعد الى غرفته وفتح الباب فجأة مما جعل جوليا الجالسة على السرير تفزع فنظرت اليه بخوف ثم نهضت بسرعة وقالت : في ايه ؟ ليه دخلت كدا ؟

فشعر كنان ببعض الراحة عندما رأى انها بخير ولم تؤذي نفسها… فتوجه نحوها بسرعة ثم امسك بذراعها واخذ يتفحصها مما جعلها تخاف اكثر.. فسحبت يدها وقالت : عايز مني ايه ؟

فنظر إليها وقال : فين المقص يا جوليا ؟؟

جوليا بأستغراب : مقص ؟؟ عن اي مقص بتتكلم ؟

كنان : مقص الشجر اللي طلبتيه من الشغالة.

جوليا : وعايزو ليه ؟؟ اه…خايف اني احاول انتحر واخليك تحس بعذاب الضمير مش كدا ؟

فامسك بشعرها وقال بغضب : قولتلك مش عايز اسمع الكلمة دي على لسانك ولو نتقطيها تاني فقسماً بالله هقطع لسانك المتبري منك دا وارميه لكلاب الشوارع انتي فاهمة ؟

فتجمعت الدموع في عيون جوليا لأنه امسكها من شعرها بقوة وقالت : سيب شعري.

فتركها ثم دفعها حتى وقعت على السرير بينما هو اخذ يبحث بنظره عن المقص فنهضت مجدداً وهي تبكي قائله : قلتلك اني مش هنتحر… ليه مش عايز تصدقني ؟

فالتفت اليها وقال بنبرة حادة : وايه اللي هيخليني اصدقك يا بنت السباعي ؟

جوليا : انا مقدرش انتحر… حتى لو كنت عايزه اعمل كدا بجد انا مقدرش لان حضرتك هددتني بانك هتحاول تأذي خالتي هاله اللي بعتبرها اهم حاجة في حياتي كلها .

كنان : امال كنتي عايزه المقص ليه ؟؟

فأشارت جوليا الى الشرفة وهي تبكي ثم قالت : كنت عايزه ارتب الورد اللي على البلكونة علشان كدا طلبتو .

كنان : ايه ! الورد ؟؟

قال ذلك ثم خرج إلى الشرفة فوجد ان ازهار التوليب السوداء الخاصة به كانت مقلمة حيث ان جوليا اعتنت بهذه الازهار طوال اليوم وقامت بنزع الاعشاب الضارة من الاحواض الترابية ونظفت الاحواض من الاحجار والاوساخ لتسترجع هذه الزهور الجميلة رونقها وكبريائها بعدما كانت مُهملة لمدة طويلة.

فتنهد ثم عاد الى داخل الغرفة وقال : ومين طلب منك انك تعملي كدا ؟؟

جوليا : انا… انا شفتهم متبهدلين وكانوا ح يذبلوا علشان كدا اهتميت فيهم.

كنان : ملكيش دعوة بالحاجات بتاعتي..وانا حر لو عايزهم يذبلوا .

فمسحت جوليا دمعتها وقالت : كل العصبية دي بس علشان لقيت حاجة اتسلى بيها في السجن اللي انت حابسني فيه دا ؟؟ منت كمان قولتلي اقعدي على البلكونه ومنعتني اخرج من هنا ومقلتش حاجه .

كنان : انا قلتلك تقعدي مش تمدي ايدك على حاجاتي.

جوليا : بقيت انا الغلطانه علشان اهتميت في النباتات المسكينة ومخلتهمش يذبلوا ؟

كنان : اياكي تمدي ايدك على حاجة بتخصني تاني انتي فاهمة ؟

فرمقته جوليا بنظرة حقد وقالت : كل الحاجات بتاعتك مابتهمنيش ابداً وماتجيش حاجة قدام اللي عملتوا فيا والا انت نسيت خذت مني ايه ؟

قالت ذلك ثم التفتت وجلست على السرير لكي تتابع رسمها اما هو فنظر إليها بغرابة وقال : بتعملي ايه؟

فأجابته بدون ان تنظر : ملكش دعوة.

فاستفزته بتلك الجملة القصيرة مما جعله يقترب منها ويسحب الدفتر من يدها فنهضت وقالت بأنزعاج : عايز ايه ؟؟ مش قلتلي من شوية اني ممدش ايدي على الحاجات بتاعتك ؟؟ وانا كمان مش عايزاك تمد ايدك على الحاجات بتاعتي… ولو سمحت رجعلي الدفتر بتاعي فوراً.

فرمقها كنان بنظرة باردة جعلتها ترتبك ثم فتح الدفتر لكي يرى ما الذي كانت تكتبه ولكنه تفاجأ عندما وجد رسمة لشرفته التي كانت تحتوي على أزهار التوليب السوداء وكانت الرسمة جميله للغاية ومطابقة للشرفة تماماً.

فنظر إلى جوليا وقال : انتي رسمتي دي !

جوليا : مش لازم تعرف…ورجعلي الدفتر بتاعي.

كنان : سألتك سؤال فالاحسن انك تجاوبي عليه بسرعة… انتي اللي رسمتي الرسمة دي ؟

جوليا : وح يكون مين يعني ؟؟ السواق ؟ ايوا انا رسمتها …ليه ؟ عندك اعتراض على دا كمان ؟

فتنحنح كنان ثم اعد الدفتر لها وقال : لاء معنديش اعتراض…تقدري ترسمي براحتك.

فقالت جوليا بسخرية : متشكره على لطفك يا بيه.

قالت ذلك ثم عادت وجلست على السرير وامسكت القلم لكي تتابع رسمها…فخلع سترته ثم وضعها على الأريكة وجلس ينظر إليها وهي ترسم بصمت.

وبعد مرور ثلاث دقائق على مراقبته لها قال : عايزه تخرجي من هنا ؟

فنظرت اليه وقالت بلهفة : ايوا.

كنان : ماشي…هخليكي تخرجي لكن بشرط واحد.

جوليا : ايه هو ؟

كنان : مش هتخرجي برا الفيلا ابداً يعني تقدري تقعدي في الجنينة او في الصالون او اي حته جوا الفيلا لكن برا ممنوع تخرجي ولو سمعت انك حاولتي تهربي فانتي عارفه انا ممكن اعمل فيكي ايه.

جوليا : وانا موافقه وبوعدك اني مش هحاول اهرب .. بس تخرجني من الاوضة دي علشان تخنقت.

فنهض كنان وقال : يبقى اتفقنا… يلا قومي علشان ننزل.

فاغلقت جوليا دفتر الرسم الخاص بها ونهضت قائله : هنروح فين ؟

كنان : هننزل نتعشا… اه صحيح ، لو عايزه اسمحلك انك تخرجي برا الاوضة دي فأنتي لازم تتصرفي على اننا متجوزين وبنحب بعضنا قدام الشغالين في الفيلا وممنوع تسألي حد من اللي بيشتغلوا هنا عن اي حاجة انتي فاهمة ؟

فرمقته جوليا بنظرة باردة ورفعت حاجبها قائله : عايزني اكذب وقول للناس اني بحبك بينما الحقيقة عكس كدا خالص واني بكرهك ؟

كنان : لو عايزه تخرجي من هنا يبقى تسمعي كلامي وتعملي اللي قولتلك عليه.

فتنهدت وقالت : ماشي.. بس انا عايزه اطلب منك حاجة برضو ويا ريت توافق عليها .

كنان : انتي هتصاحبيني ولا ايه ؟؟ عايزه ايه ؟

جوليا : عايزه اشتغل.

كنان : نــعــم ! اتفضلتي ايه يا بنت السباعي ؟؟ عايزه تشتغلي ؟

جوليا : ايوا.

كنان : انتي ايه ؟؟ مبتفهميش ؟؟ مش من شوية قولتلك مفيش خروج من الفيلا خالص ؟؟ ازاي هتشتغلي ؟

جوليا : مش هخرج من الفيلا لاني هشتغل جواها.

كنان : ازاي يعني ؟؟

جوليا : عايزه افتتح ورشة علشان اقدر ارسم فيها براحتي واظن ان دا حقي .

فتذكر كنان ان المحامي ادهم قد اخبره بأن جوليا كانت تدرس فن الرسم في باريس قبل سنتين وعادت الى مصر عندما توفي والداها ، فنظر الى الدفتر الذي كان على السرير وقال : اه صحيح.. انتي رسامة.

جوليا : وانت عرفت دا ازاي ؟

كنان : ملكيش دعوة… ومفيش شغل ابداً ومش هسمحلك تعملي اللي انتي عيزاه ابداً لاني تجوزتك مش علشان ادلعك ..لا يا روح امك انتي هنا علشان تدفعي ثمن اللي عملوا عمك الواطي والسافل اللي اسمو عزيز فيا .

جوليا : طيب قولي هما عملولك ايه ؟ وليه عايز تعذبني انا بدالهم ؟

فقال بأنزعاج : بقولك ايه….اطلعي من دماغي لاني مش ناقص اتخانق معاكي دلوقتي.

جوليا : ليه مش عايز تقولي عملتلك ايه ؟؟

فصاح بها قائلاً : ملكيش دعوة.. انا كدا اتجوزتك علشان اعذبك ومش هسمحلك تتكلمي او تقولي حاجة لاي حد والا هخلص على الست هاله اللي انتي بتحبيها دي وبعدها هخلص عليكي انتي كمان .

فنظرت اليه بعيونها الدامعة وقالت : ماشي… وانا كمان مش هنزل اتعشا معاك .

فقال كنان بسخرية : لا والنبي انزلي….مش هعرف اتعشا من غيرك .

جوليا : بطل تريقة..لاني بتكلم جد.

كنان : ان شاء الله عنك ماكلتيش… بس يكون في علمك لو منزلتيش دلوقتي يبقى مفيش خروج من الاوضه بعدين.

جوليا : لسا من شوية قلتلي انك هتخليني اخرج ليه غيرت رأيك ؟

كنان : اهو كيفي كدا….لو عايزه تطلعي من هنا يبقى تنزلي دلوقتي علشان تتنيلي معايا يا اما اعتبري ان كل يللي قولتلك عليه اتلغى ومفيش خروج بعد كدا خالص.

فرمقته جوليا بنظرة غضب ثم قالت : ماشي.. هنزل اتعشا معاك.

كنان : يبقى تقفلي بؤك ومتتكلميش .

جوليا : طيب ينفع اتنفس ولا دا ممنوع كمان ؟

كنان : بقولك ايه انتي شكلك….

في تلك اللحظة سمعا صوت قرع الباب فقال كنان بأنزعاج : في ايه ؟

فدخلت الخادمة سوسن وقالت بتوتر : ك.. كنان بيه العشا جاهز .

فنظر كنان الى جوليا ثم تنهد وقال : يلا اتفضلي قدامي.

فتنهدت ثم خرجت من الغرفة وهي منزعجة….اما هو فلحق بها وعندما نزلا الى الاسفل قال لسوسن : بكرا جاي يوسف ومنال وادهم علشان يتعشوا معانا …عايز الصفره تبقى من اجمل ما يكون .

سوسن : تحت امرك يا كنان بيه.

ثم جلس مقابلاً لجوليا التي بدأت في تناول الطعام قبله وقال : بكرا عازم صحابي وهيجوا يتعشوا معانا هنا… يا ويلك مني لو قلتي اي حاجه قدامهم.

فنظرت اليه ثم قالت : خلاص فهمت… مفيش داعي انك تهددني على طول… اساساً انا مقدرش افتح بؤي واقول اي حاجه علشان متعملش حاجه لخالتي هاله.

كنان : شاطره… اديكي بقيتي تعرفي انا ممكن اعمل ايه ، يلا كملي اكلك بسرعه.

* وبعد ان تابعوا تناول العشاء….

ذهب كنان الى غرفة المكتب لكي يراجع بعض الاعمال بينما خرجت جوليا الى الحديقة لكي تستنشق الهواء بعدما سمح لها كنان بالخروج.

وبالرغم من حزنها الا انها ابتسمت عندما رأت الازهار والورود العطرية التي كانت مزروعة في كل مكان ، فأقتربت من احدى الوردات وانحنت لكي تستنشق عبيرها فابتسمت وقالت : ريحتها بتجنن.

ثم في الارجاء ومن ثم قالت : هيطلع شكل الجنينة دي تحفه لو رسمتها… اوك هروح اجيب دفتر الرسم وارجع على طول.

قالت ذلك ثم ركضت الى الداخل فصادفت الخادمة ندى التي كانت تحمل فنجان قهوة فسألتها ندى : عايزه حاجه يا هانم ؟

جوليا : متشكره… هروح اجيبها بنفسي.

قالت ذلك ثم صعدت إلى الغرفة واخذت دفتر الرسم ومن ثم نزلت مجدداً وذهبت الى الحديقة وبعدها جلست على المقعد الخشبي وبدأت ترسم المنظر الذي كان امامها.

اما ندى فأخذت القهوة الى كنان الذي كان منهمكاً في مراجعة بعض الاوراق فقالت : قهوتك يا كنان بيه.

فقال بدون ان ينظر اليها : متشكر يا ندى.

فوضعت ندى القهوة من يدها وقالت : العفو… عايز حاجه تانيه قبل مامشي ؟

فرفع رأسه ونظر اليها ثم سألها : فين مراتي ؟

ندى : في الجنينه يا بيه.

كنان : وبتعمل ايه في الجنينه ؟

ندى : معرفش يا بيه.. انا شفتها طلعت الاوضه من شويه ورجعت نزلت وهي حامله دفتر وبعدها خرجت من تاني.

كنان : ماشي يا ندى… تقدري تمشي.

ندى : حاضر يا بيه.

ثم خرجت ندى من المكتب اما كنان فنهض من مكانه واقترب من النافذة… فأبعد الستارة قليلاً ونظر الى الخارج فرأى جوليا جالسه على المقعد الخشبي ومنهمكة في الرسم.

فوقف يتأملها بدقة وقال بنبرة حزن : سمر يا حبيبتي… معقول انا ظلمت البنت دي ؟ بس دي كانت السبب في موتك وانا مش قادر افهم هي شبهك كدا ليه وكل ما ببصلها بتذكر اللي حصلك بسببها .

بعدة مدة من الوقت… ..

شعرت جوليا بأن الوقت قد تأخر واصبح الجو بارداً فنهضت وقالت : هكمل رسمها بكرا اما دلوقتي خليني ارجع علشان انام قبل الواطي ما يعملي محاضرة.

قالت ذلك ثم عادت الى الغرفة فوجدت الخادمة زينات امامها فسألتها : كنان بيه لسا بيشتغل ؟

زينات : لا يا هانم… هو طلع فوق من شوية.

فتوترت جوليا وقالت : ماشي.. تصبحي على خير .

زينات : تلاقي الخير.

فصعدت جوليا الى الغرفة بسرعة وقبل ان تدخل وقفت مترددة امام الباب فقالت في نفسها : هعمل ايه دلوقتي ؟؟ اكيد هيشدني من شعري علشان جيت متأخره…. بس هو مبعتش حد علشان يندهلي…

وبعد صراع نفسي دام لمدة دقيقة…

استجمعت شجاعتها وفتحت باب الغرفة ثم دخلت واغلقت الباب خلفها ، فوجدت كنان مستلقياً على السرير وهو يغمض عيناه فظنت انه قد نام مما جعلها تتنفس الصعداء ومشت على اطراف اصابع قدميها لكي لا تجعله يستيقظ… فوضعت الدفتر على الطاولة ثم ارادت ان تنام على الاريكة.

ولكن كنان قال : تعالي نامي في مكانك احسن.

فشعرت جوليا بالخوف لانه كان مستيقظاً وقالت بتوتر : م.. مش عايزه انام جنبك وهنام هنا.

فنهض كنان عن السرير ثم اقترب منها ببطء مما جعلها تعود بخطواتها الى الخلف قائله : عايز ايه ؟

كنان : قلتي ايه ؟؟ مسمعتش.

جوليا : قلت مش عايزه انام جنبك لاني بكرهك اوي وبكره نفسي لما بتلمسني .

فامسك بشعرها وشدها منه مما جعلها تتألم وقال : اتفضلتي ايه حضرتك ؟؟

فادمعت عينا جوليا وقالت : سيب شعري… انا مش عايزه انام جنبك….انا بكرهك يا كنان.

كنان : مش بكيفك… وعلشان انتي بتكرهيني وبتكرهي نفسك لما المسك هتشوفي هعمل فيكي ايه دلوقتي.

قال ذلك ثم حملها فجأه ورماها على السرير اما هي فبدأت ترتعش وتبكي قائله : ارجوك متعملش كدا… انا متأسفه بس بلاش تعمل كدا تاني .

فخلع كنان قميصه وقال : دا هيكون عقابك علشان طولتي لسانك اللي لازمه قطع دا.

قال ذلك ثم اقترب منها وامسك بكلتا يديها وبدأ يقبلها بعنف وهي حاولت ان تبعده عنها ولكن دون جدوه.

تسارع في الاحداث……………….

في اليوم التالي…..

استيقظ كنان قبل جوليا التي كان يحتضنها وهي نائمة والدموع تسيل من عيونها فنظر اليها ثم مسح دمعتها بلطف ونهض ثم اتجه نحو الطاولة التي كانت تضع عليها دفتر الرسم الخاص بها فأمسك به واخذ يتصفحه وينظر الى الرسومات التي رسمتها في اليوم السابق.

وبعدها وضعه من يده ثم توجه الى الحمام لكي يستحم… اما هي فاستيقظت ببطء وما ان فتحت عينيها حتى تذكرت كيف اغتصبها كنان مجدداً فنزلت دموعها قائله : انا لازم اخلي الحقير دا يطلقني باي ثمن… مش قادره استحمل العيشه معاه اكتر من كدا.

وبعد ان استحم كنان خرج من الحمام وهو يلف المنشفة حول خصره وينشف شعره بواحدة اخرى.. فنظر إلى جوليا التي ادعت أنها ماتزال نائمة ثم دخل إلى حجرة الملابس لكي يرتدي ملابسه.

وبعدما ارتدى تلك الملابس الفاخرة وسرح شعره وتعطر…خرج من الحجرة ثم توجه نحو السرير وقال : قومي .

ولكن جوليا استمرت بتمثيل انها نائمة ولم تستمع اليه مما جعله يتنهد ويقول : انا عارف انك صاحيه ولو مش عايزه اللي حصل امبارح يتكرر فالاحسن انك تقومي فوراً .

ففتحت جوليا عيناها ثم جلست وهي تغطي نفسها ولكنها لم تقل اي شيء حتى انها لم تنظر اليه فقال : قومي جهزي علشان تروحي معايا .

فنظرت إليه بعيونها الدامعة ثم قالت : عايز تخرجني من الفيلا ؟

فمسح لها دموعها وقال : ايوا… هخليكي تروحي عند الست هاله.

في تلك اللحظة لمعت عينا جوليا بعد ما سمعت ذلك ثم قالت : انت.. انت بتتكلم جد ؟

كنان : لو مش عايزه تروحي يبقى خلاص.

فنهضت بسرعة وهي تحتضن الغطاء ثم قالت : هروح استحمى بسرعة.

قالت ذلك ودخلت إلى الحمام… اما هو فجلس على الاريكة وقال في نفسه : ليه حاسس بالذنب ؟؟ بغض النظر عن السبب اللي خلاني اتجوزها بس دي تبقى مراتي يعني مفيش مشكله لو لمستها…امال ليه حاسس اني ظلمتها ؟؟

* في الحقيقة شعر كنان بعذاب الضمير لأنه اغتصب جوليا مجدداً ولم يستمع إلى كلام الطبيب الذي حذرة من ان يلمسها في هذه الفترة لذلك قرر ان يأخذها لكي تزور السيدة هالة لعل حالتها النفسية قد تتحسن قليلاً .

فخرجت جوليا من الحمام وهي ترتدي ثوب الاستحمام ثم دخلت إلى حجرة الملابس وارتدت فستان باللون الأسود كانت اكمامه قصيرة ويصل طوله إلى حد الركبة وبعدها سرحت شعرها على شكل كعكة وتعطرت ثم خرجت من الحجرة وتوجهت نحو كنان فوقفت امامه وقالت : انا جاهزة… يلا خلينا نمشي.

فنظر اليها وكانت هذه المرة الاولى التي يرى البسمة على وجهها وكأنها نسيت ما فعله بها لمجرد انه سيأخذها لكي تزور السيدة هاله ، فخفق قلبه بشدة عندما رأها تبتسم له ووضع يده على صدره متعجباً من امره… فهو لم يخفق قلبه بهذه الطريقة سوى لأنسانه واحدة وهي سمر ولكن لما حدث هذه معه الان ؟؟ هل لان جوليا تشبه سمر كثيراً ام هنالك سبباً اخر ؟؟

فنهض من مكانه ونظر إلى شعرها الذي كان مرفوعاً فشعر بالأنزعاج وقال : ليه رفعتي شعرك ؟

فتحسست جوليا شعرها بيديها ثم ابتعدت عنه قليلاً وقالت : علشان… علشان مش عايزه تشدني من شعري تاني… اصلك بتوجعني لما بتعمل كدا.

فشعر كنان بأن سكيناً قد طعنته بعد تلك الجمله… فهو لم يسبق له وان قام برفع يده على فتاة في حياته كلها ولكنه بالرغم من ذلك اغتصب هذه المسكينة واستمر بشد شعرها حتى انه صفعها عدة مرات.

فاقترب منها مما جعلها تخاف ولكنه لم يشد شعرها بل نزع دبوس الشعر فنزل شعرها الطويل على كتفيها كما لو انه خيوط من الحرير .

فقال لها : طوال ما انتي مراتي.. مترفعيش شعرك ابداً ولو شفتك رفعاه تاني مش هيحصلك طيب.

فأستغربت جوليا من تصرفه وقالت : علشان لو رفعتو مش هتعرف تشدهولي صح ؟

كنان : بطلي رغي وخلينا نمشي.

قال ذلك ثم نزل قبلها …اما هي فلحقت به وقالت : مش عايزه افطر علشان كدا خلينا نروح بسرعة .

فالتفت كنان اليها وقال : انا بس اللي بأمر في البيت دا… انتي ملكيش كلمة هنا.

فتجهم وجه جوليا وقالت : خلاص.. مش هقول اي حاجة.

كنان : احسن…يلا الحقيني بسرعة.

* ثم خرجا من الفيلا بدون ان يتناولا الفطور فنهض السائق زياد وقال : العربيه جاهزه يا بيه.

كنان : يلا علشان توصل الهانم عند خالتها وبعدين توصلني الشركة.

زياد : تحت امرك يا بيه.

قال ذلك ثم فتح لجوليا الباب الخلفي من السيارة فصعدت ثم ركض وفتح الباب ليصعد كنان بجانبها وبعدها صعد هو وقاد السيارة..

واثناء الطريق….

كانت جوليا متحمسة جداً لأنها سوف تزور السيدة هالة التي لم تراها منذ شهر تقريباً اما كنان فكان يفكر بأمر قلبه الذي خفق بشدة عندما رأها تبتسم ، فقال في نفسه : ازاي حصل كدا ؟؟ انا عمري محسيتش بالاحساس دا مع اي بنت غير سمر الله يرحمها …جايز علشان هما الاتنين شبه بعض ؟؟ اه وليه لاء ؟

ثم نظر إلى جوليا بجانبه فوجدها تبتسم وتنظر الى الطريق من النافذة ، فعاد قلبه وخفق مجدداً فوضع يده على صدره وقال في نفسه : ليه بيحصل معايا كدا ؟؟ معقول البنت دي هي السبب ؟

وما هي الا مدة قصيره قد مضت حتى قال زياد : وصلنا المطعم يا بيه.

فأرادت جوليا ان تنزل ولكن كنان امسك بيدها وقال : استني… مش بالسرعة دي.

فنظرت اليه وقالت : ارجوك سيبني انزل….انا مش هقول اي حاجة لخالتي علشان مش عايزها تتأذى بسببي وكمان هرجع على الفيلا قبل الشمس ما تغيب .

فنظر كنان الى زياد ثم اقترب من اذن جوليا وهمس لها : مادام انتي عارفه هتعملي ايه ف هسيبك تنزلي لكن لو حاولتي تلعبي في ديلك كدا ولا كدا او رحتي المحكمه علشان تخلعيني زي ما قولتي فانا هطين عيشتك المتنيله وهخليكي تتمني الموت ومتشفيهوش. ابداً .

جوليا : خلاص فهمت…سيبني انزل بقى.

كنان : استني… زياد …انت هتوصلني الشركة وبعد كدا هترجع هنا تاني وتفضل مزروع مكانك ومتتحركش ابداً ..وبعد ما الهانم تخلص الزياره ترجعها الفيلا على طول انت فاهم ؟

زياد : امرك يا كنان بيه.

فنظر كنان الى جوليا ثم قال : تقدري تنزلي دلوقتي.. بس اوعي تنسي اللي قولتلك عليه.

جوليا : مش هنسى.

قالت ذلك ثم نزلت من السيارة وركضت حتى دخلت إلى المطعم وقالت : خالتي… وحشتيني اوي يا حبيبتي !

فنظرت السيدة هالة اليها ثم اسقطت الطبق من يدها وقالت : جوليا ! اه يا بنتي ايه المفاجأة الحلوة دي ؟

فاقتربت جوليا منها ثم عانقتها وما ان عانقتها حتى انفجرت بالبكاء قائله : انتي وحشتيني اوي يا خالتي متتخيليش انا محتاجالك قد ايه.

فنزلت دموع السيدة هاله ايضاً وقالت : وانتي كمان وحشتيني اوي يا روحي..

اما كنان… فكان يراقب هذا المشهد من نافذة السيارة ، فأغلق الزجاج ووضع نظارته الشمسية وقال لزياد : اطلع يا زياد.

زياد : حاضر يا بيه .

☆عوده الى امطعم….

جلست جوليا مع السيدة هاله فقالت لها السيدة : قوليلي يا بنتي… عملتي ايه مع عمك ؟ ولسا بتشتغلي عندهم ولا لاء ؟

جوليا : انا تجوزت يا خالتي وسبت بيت عمي من شي اربع ايام.

فصدمت السيدة هاله وقالت : ايه ؟؟ اتجوزتي ؟؟

جوليا : ايوا… هحكيلك على كل حاجة.

ثم اخبرتها جوليا بأنها تزوجت كنان الحريري الشخص الذي انقذها سابقاً ولكنها لم تخبرها بالمعانة التي تعيشها معه تحت سقف واحد وانه اغتصبها مرتين واهانها كثيراً …بل كذبت عليها واخبرتها انه شخص لطيف ويعاملها برقة وحب .

فقالت السيدة هالة : وانتي مبسوطة يا حبيبتي ؟

فأبتسمت جوليا بتصنع وقالت : ايوا يا خالتي.. وكنان وعدني انه هيساعدني علشان ارجع حقي من عمي وانا بثق فيه جداً .

السيدة هاله : ربنا يسهلكوا يا روحي وان شاء الله تشوفي ايام حلوه انتي والجدع اللي اسمو كنان دا.

جوليا : سيبك من الحاجات دي كلها وقوليلي انتي عامله ايه ؟

السيدة هاله : انا كويسه والحمد لله.. وشوفة عينك اديني بشتغل.

فنهضت جوليا وقالت : طيب انا هساعدك اصل الشغل في المطعم وحشني اوي.

فضحكت السيدة هاله وقالت : ماشي يا روحي.

اما في شركة كنان….

فكان جالساً في مكتبه ويفكر بالخطة التي وضعها لكي يجعل فتحي السباعي يفلس.. في تلك اللحظة دخل ادهم الى المكتب وقال : صباح الخير يا Boss .

فتنهد كنان وقال : صباح الخير يا ادهم… تعالى.

فجلس ادهم مقابلاً له وقال : مالك يا كنان ؟؟ انت مش طبيعي النهاردة.

كنان : مفيش.. بس تعبان شوية ، قولي عملت ايه في اللي اتفقنا عليه ؟

ادهم : انا اتكلمت مع شركتين اجانب وحددت معاهم معاد علشان نشتري الاسهم بتاعتهم اللي في شركة الواطي فتحي وهما وافقوا على السعر اللي انت عايزو .

كنان : كويس…بس متنساش احنا لازم نشتري اكبر عدد ممكن من الاسهم علشان تنجح الخطة.

ادهم : متقلقش… انا حاسب حساب كل حاجة يعني احنا هنشتري الاسهم بأسم شركة وهميه وهنكون السبب ورا افلاس الحقير فتحي ومش هنخليه يحس باي حاجه خالص… وكمان يوسف اتصل بيا وقال انه حدد معاد مع الراجل اللي اسمو رأفت عبد الغني وهيقبلنا بعد اسبوع لانه برا مصر حالياً .

كنان : تمام… اه قبل مانسى ، انت هتتعشا عندي الليلة دي وانا خبرت يوسف علشان يجيب منال.

ادهم : خير ان شاء الله…بس ايه المناسبة ؟

كنان : مفيش مناسبه.. بس عايز اخلي جوليا تتعرف عليكوا بما انكوا اصحابي وكمان عايز اخليها تعرف اني مش وحيد ابداً .

ادهم : كنان… انت عايز البنت تتعرف علينا ولا عايز تبهدلها قدامنا ؟

كنان : مش للدرجة دي يا ادهم… صحيح انا بكره البنت دي لانها كانت السبب في موت يمر بس دا مش معناه اني وحش اوي علشان ابهدلها قدام الناس اللي عازمهم على العشا.

ادهم : اه صحيح.. هو انا قلتلك ؟ انا عزمت لمى { سكرتيرة يوسف } على العشا امبارح وقلتلها اني بحبها من زمان وعايز اتجوزها .

كنان : يابن الذينه.. طيب وكان ردها ايه ؟ وافقت ؟

ادهم : طلبت اديها فرصة علشان تفكر في الموضوع.

كنان : على خير ان شاء الله .

فنهض ادهم وقال : طيب … اسيبك انا بقى علشان عندي شغل.

كنان : متنساش عايز اشوفك مزروع في الفيلا الساعة 20:00 انت سامع ؟

ادهم : خلاص يا عم…هو انا اقدر ارفضلك طلب ؟؟ سلام دلوقتي.

تسارع في الاحداث……..

الساعة السابعة مساءً ، في فيلا السيد فتحي…

دخل السيد فتحي هو وعزيز الى غرفة المعيشة حيث كانت السيدة هناء جالسة فقال عزيز : مساء الخير يا هناء هانم ؟

السيدة هناء : مساء النور يا عزيز.

فجلس السيد فتحي وقال : ايه هناء هانم دي ؟؟ يابني احنا هنبقى اهل قريب جداً يعني من النهاردة تنادني عمي وتنادي هناء عمتي.

فضحك عزيز وقال : معليش يا بيه… اصلي تعودت اندهلكوا كدا.

السيدة هناء : متفرقش معايا يا عزيز… وانت برضو هتبقى في مقام ابني يعني مفيش مشكلة.

عزيز : حاضر يا عمتي .

السيد فتحي : هي فرح فين يا هناء ؟؟

السيدة هناء : دي مخرجتش من الأوضة من ساعة مارجعت من الجامعة… وكل لما اسألها حصل ايه مبتتكلمش ابداً .

فنظر السيد فتحي الى عزيز وقال : انا عارف السبب يا هناء.

السيدة هناء : وانت عرفت ازاي يا فتحي… منت طول اليوم في الشركة.

فقال عزيز : انا قولتلو.

السيدة هناء : وانت كمان عارف يا عزيز ؟؟

عزيز : ايوا يا عمتي.. انا النهاردة رحت علشان اروح فرح من الجامعة فلقيت واحد كان بيعاكسها وبيتحرش بيها وكان هيطلها في عربيتو بالعافيه فمقدرتش امنع نفسي اني اضربو علشان كدا هي زعلانه مني شويه.

السيدة هناء : بتقول ايه ؟؟ وبيطلع مين السافل دا ؟

عزيز : عيل من العيال الرزله اللي بيفتكروا انهم بقوا رجاله… بس انا علمتو الادب وخليتو عبره لغيره.

السيد فتحي : علشان كدا انا قررت اننا نعمل حفلة الخطوبة بكرا يا هناء… ومن النهاردة عزيز هينتقل علشان يعيش معانا زي ما انتي طلبتي وهيخلي بالو من فرح كويس .

السيدة هناء : انا مش مصدقه ان حاجة زي دي ممكن تحصل في جامعه محترمه !

عزيز : متقلقيش يا عمتي… انا مش هسمح علشان اللي حصل النهارده من انه يتكرر تاني وهعين للهانم الصغيره اتنين علشان يحموها وكمان انا اللي هوديها كل يوم للجامعه وانا هروحها بنفسي.

السيدة هناء : متشكره يا عزيز.. هنتعبك معانا.

عزيز : العفو… وبعدين دا واجبي بما انها هتبقى مراتي .

فنادى السيد فتحي على الخادمة سعاد وقال لها : روحي اندهي على فرح علشان تنزل تقعد معانا.

سعاد : تحت امرك يا بيه.

قالت ذلك ثم صعدت الى غرفة فرح وطرقت على الباب ثم فتحته وقالت : فرح هانم… فتحي بيه بعتني علشان اندهلك .

فرح : هو بابا رجع من الشركة.

سعاد : ايوا يا هانم… رجع هو وعزيز بيه وهما قاعدين مع هناء هانم ومستنينك.

فرح : قلتي عزيز ؟؟ طيب يا سعاد.. روحي انتي وانا هحصلك.

سعاد : حاضر يا هانم.

ثم نزلت سعاد لكي تتابع عملها… اما فرح فنظرت إلى نفسها في المرآه ثم اسدلت شعرها القصير ووضعت احمر شفاة باهت على شفتيها وبعدها نزلت الى غرفة المعيشة وقالت : مساء الخير.

ثم جلست مقابلاً لعزيز… وما ان رفعت رأسها حتى نظرت اليه فوجدته يبتسم لها ثم غمزها فأشاحت بنظرها عنه… اما السيده هناء فقالت : فرح انتي ليه مقولتليش على اللي حصل في الجامعة النهاردة ؟

فنظرت فرح الى عزيز وقالت : هو البيه لحق يقلكوا بالسرعة دي ؟

السيد فتحي : طبعاً هيقولنا… وكويس اني بعتو علشان يروحك والا مكناش عرفنا هيحصلك ايه.

فرح : لا مهو السيد عزيز عمل الازم يا بابا يعني متخفش.

فضحك عزيز وقال : جرى ايه يا فرح ؟؟ انتي لسا زعلانه علشان… علشان ضربت الواد قدامك ؟

فأستفزها بكلامه وقالت : ملكش دعوة بيا يا عزيز.

السيدة هناء : فرح… عيب كدا عزيز يبقى خطيبك ومن حقو انه يخاف عليكي.

فرح : ايو بس احنا لسا ملبسناش الدبل يعني لسا مبقيتش خطيبتو رسمي .

السيد فتحي : وانا علشان كدا قررت اننا نعمل الخطوبه بكرا العصر يعني جهزي نفسك.

فرح : ايه ؟؟ بالسرعة دي !

السيد فتحي : ولا سرعة ولا حاجة… ودا احسن لينا كلنا.

فقال عزيز : الظاهر ان فرح هانم مش عايزه تتجوزني يا فتحي بيه .

السيد فتحي : ليه بتقول كدا يا عزيز ؟ هي وافقت انها تتجوزك برضاها ومفيش اي مشكله.

عزيز : معليش… عايز اسألها بنفسي من بعد اذن حضرتك يا بيه.

السيد فتحي : ماشي يابني.

فنهض عزيز من مكانه ثم اقترب من فرح وجلس بجانبها مما جعلها ترتبك فأمسك بيدها وقال : تقبلي تتجوزيني يا فرح ؟

فشعرت فرح بالقشعريرة تغزو جسدها ولم تقول اي شيء فقالت امها : مالك يا حبيبتي.. انتي مكسوفه ولا ايه ؟

فرح : لا مش مكسوفه يا ماما.

عزيز : طيب هسألك تاني.. تقبلي تتجوزيني يا فرح ؟

فنظرت فرح اليه وارادت ان تقول لا لكي تعلمه درساً وتهزم غروره ولكن ما ان نظرت الى عيناه الحادتين حتى خانتها الكلمات وقالت : ايوا…موافقه يا عزيز.

فأبتسم عزيز وقال : وانا بيشرفني انك تبقي مراتي.

قال ذلك ثم قبل يدها… اما هي فعادت الى طبيعتها وسحبت يدها بسرعة وقالت في نفسها : ايه اللي انا هببتو دا ؟

اما في نفس الوقت وفي فيلا كنان………..

عاد من الشركة ثم دخل الى الفيلا وصعد الى غرفته لكي يبحث عن جوليا ولكنه لم يجدها في الغرفة…. فنزل بسرعة لكي يبحث عنها فسأل الخادمة ندى : هي جوليا لسا مرجعتش يا ندى ؟

ندى : لا رجعت من بدري يا بيه وهي في المطبخ دلوقتي.

فأستغرب كنان وقال : المطبخ ؟؟ وبتعمل ايه هناك ؟

فأبتسمت ندى وقالت : الهانم رجعت مبسوطه يا بيه علشان كدا قررت انها هتعمل العشا بنفسها الليلة دي.

كنان : ايه ؟؟

قال ذلك ثم توجه نحو المطبخ فوجد جوليا منهمكة في تحضير الطعام برفقة سوسن وزينات وكانت البسمة واضحة على شفتيها.. فوقف يحدق بها بطريقة غريبة حيث ان نظراته لها لم تكن تحمل اي ذرة من الكره او الغضب بل كانت هذه النظرات مختلفة تماماً ونستطيع ان نقول انها دليل على بداية جديدة.

في تلك اللحظة انتبهت سوسن عليه فقالت : كنان بيه ! عايز حاجة يا بيه ؟

فالتفتت جوليا اليه اما هو فعاد الى طبيعته وقال : بتعملي ايه هنا ؟

فاقتربت جوليا منه وهي تبتسم بعفويه ثم قالت : انت مش قولت ان صحابك جاين علشان يتعشوا معانا الليلة دي ؟؟ فأنا قررت اطبخلكوا بنفسي.

كنان : انتي… اللي طبختي ؟

فقالت زينات : ايوا يا كنان بيه.. ومكذبش عليك ان الهانم طباخة شاطره اوي حتى ان طبخها لذيذ جداً .

فاضافت سوسن قائله : حتى انها بتطبخ احسن مني يا بيه.

فابتسمت جوليا وقالت : مش للدرجة دي يا بنات…الأكل طلع لذيذ علشان انتوا ساعدتوني في تحضيره .

فإمسك كنان بيدها ثم سحبها خلفه قائلاً : تعالي ورايا.

فأستغربت الخادمات الثلاثة من تصرفه اما جوليا فقالت : على مهلك شوية… وجعتلي ايدي !

فصعدا الى غرفتهما ثم اغلق كنان الباب وقال : ممكن تفهميني انتي بتعملي ايه يا بنت السباعي ؟؟

جوليا : مش فاهمة انت متعصب كدا ليه ؟؟ كل دا علشان انا حضرت العشا ؟

كنان : امبارح بس قولتي انك بتكرهيني وبتكرهي نفسك لما المسك والنهردة بقيتي زوجة مخلصه وعايزه تحضر العشا بنفسها ؟ ليه اتغيرتي كدا فجأه ؟؟

فنظرت جوليا اليه بنظرة ثقة وقالت : ايوا انا بكرهك يا كنان… بكرهك لانك اغتصبني مرتين وضحكت عليا علشان اتجوزك ومش بس كدا كمان ضربتني وشديتني من شعري ….بس بغض النظر عن كل دا انت خليتني ازور خالتي هاله لما كنت في امس الحاجه ليها وسمحتلي اخرج من الفيلا وبتستحق اشكرك وعلشان كدا قررت اطبخ العشا النهاردة تعبيراً عن شكري ليك.

فتغيرت تعابير وجه كنان بعد ما سمع ذلك حيث ان قلبه قد رق لها وكاد ان يحتضنها ولكنه تمالك نفسه عندما نظر الى يدها فقال : مال ايدك ؟؟ انتي تعورتي كدا ليه ؟

قال ذلك ثم امسك بيدها بلهفة وقلق اما هي فقالت : مفيش حاجة…. جرحتها لما كنت بساعد خالتي هاله في المطعم .

كنان : وسيباها كدا ليه ؟؟ دي ممكن تتلوث وتسببلك ضرر كبير اوي …يلا قعدي وانا هجيب الدوا علشان احطهولك.

قال ذلك ثم فتح الخزانة واخرج منها علبة الاسعافات الأولية ثم جلس بجان جوليا على السرير وامسك بيدها لكي يعقم لها الجرح بينما كانت هي تنظر اليه عن كثب فقالت : كنان…

فأجابها وهو ينظف لها الجرح : عايزه ايه ؟

جوليا : مين سمر يا كنان ؟

فتوقف كنان عن تنظيف الجرح بعدما سمع ذلك ثم نظر اليها بعيونه التي تحولت الى اللون الاحمر من شدة الغضب و…

يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: