روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

**البارت الخامس عشر **
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما كنان قال لادهم انه بيحب جوليا…

فصدم ادهم وقال : انت بتتكلم جد يا كنان !

فتنهد كنان وقال : ايوا يا ادهم … معرفش ازي حصل كدا بس فجأه لاقيت نفسي بحبها وبخاف عليها من كل حاجة.

ادهم : مش جايز لانها شبه سمر انت لسا بتتوهم ؟

كنان : لا يا ادهم…ايوا انا كنت فاكرها سمر في الاول حتى اني اتمنيت من كل قلبي لو تحصل معجزة وتطلع جوليا هي نفسها سمر بس اكتشفت انها وحدة تانيه خالص ومبتشبهش سمر غير في الشكل وبس .

ادهم : ازاي يعني ؟

فابتسم كنان وقال : حبيبتي سمر كانت بنت هادية اوي وحنينه بس جوليا شقيه اوي يا ادهم تقول شبه القطط كدا ، حتى انها اتجرأت وضربتني آلمين في وشي.

فصعق ادهم بعد ما سمع ذلك وقال : قولت… ضربتك آلمين !!

كنان : ايوا.. ضربتني الآلم الاول لما قابلتها اول مرة بعد ما انقذتها من رجالة السافل عزيز اللي كانوا عايزين يقتلوها اما الآلم التاني فكان في اليوم اللي اتجوزتها فيه.

فرسم ادهم ابتسامة عريضة على وجهه وقال : والله منا مصدق اللي بسمعو دا.. معقول حد قدر يضربك انت ؟ ومين…جوليا !

كنان : ومش بس كدا… هي دايماً بتعاند ومابتسمعش كلامي من اول مرة بس صاحبك عرف يتعامل معها كويس .

ادهم : يعني انت متأكد انك بتحبها على انها جوليا ولا لانها شبه سمر ؟

كنان : لو قلتلك ان الشبه بينها وبين سمر مش واحد من اهم الاسباب اللي خلتني احبها فهكون بضحك عليك…ايوا دا اهم سبب ، بس السبب الاساسي اللي خلاني احبها على انها جوليا مش سمر هو تضحيتها علشان تحمي الست اللي ساعدتها بعد ما عمها الحقير سرق ورثتها وفي سبب تاني خلاني احبها لشخصها وهو انها بالرغم من كل العذاب والقهر اللي شافتو مني ومن عمها الواطي فضلت مستحمله ودا دليل على انها بنت قوية ومخلصه .

فأبتسم ادهم وقال : الحمد لله انك رجعت لعقلك يا كنان وبقيت تعرف الصح من الغلط واكتشفت ان جوليا مظلومه ، بس ازاي هتخليها تسامحك ؟

فاسند كنان ظهوه على الكرسي وزفر تنهيدة طويلة ثم قال : معرفش يا ادهم… انا مش عارف ايه اللي لازم اعملو علشان اخليها تسامحني ، وبيني وبينك انا مش هلومها لو ماسمحتنيش لاني عذبتها وجايز قهرتها اكتر من عمها الواطي اللي سرق حقها .

ادهم : طب ايه رأيك تقولها الحقيقة ؟ دي اكيد هتقدر وضعك لو عرفت ان سمر ماتت بسبب الشبه الكبير اللي بينهم.

كنان : لا يا ادهم…. مش هقولها ان عزيز السافل قتل سمر بدالها لأني لو قلتلها هتحس ان دا ذنبها وكل اللي حصل بسببها وبكدا هكون انتقمت منها شر انتقام ولو عرفت الحقيقة اكيد هتكره نفسها.

ادهم : بس هي ملهاش ذنب يعني دا امر ربنا ولا اعتراض على حكمو .

كنان : ونعم بالله بس لو قلتلها فانا متأكد من انها هتحمل نفسها الذنب في موت سمر زي ما عملت انا معاها .

ادهم : بس برضو ماينفعش يا كنان هي لازم تعرف انت ليه كنت قاسي معاها وليه عايز تنتقم من عمها.. وغير كدا انت مش عايزها تسامحك ؟ يبقى لازم تقولها الحقيقة .

كنان : لا انا هفكر بطريقة تانيه علشان اخليها تسامحني.

فتنهد ادهم وقال : على خير ان شاء الله.

في مكان اخر……

كانت لمى في منزلها حيث ان يوسف اعطاها اجازة لكي تجهز نفسها لأن ادهم سيذهب الى منزلها ويتقدم لخطبتها… وبينما كانت تنظف المنزل احترات كيف ستخبر امها السيدة سماح عن موضوع ادهم… واخيراً استجمعت قوتها واتجهت نحو غرفة المعيشة حيث كانت امها جالسة تُحيك كنزة من الصوف وتشاهد التلفاز فوقفت امامها وقالت : ماما انا عايزه اكلمك في موضوع مهم.

فنظرت السيدة سماح اليها وقالت : خير يا بنتي ؟؟

فجلست لمى بجانبها ثم قالت : بصراحة انا جالي عريس يا امي وهيجي يطلبني الليلة دي علشان كدا انا خذت اجازة من الشغل النهاردة .

في تلك اللحظة لمعت عينا السيدة سماح ببريق جميل ورسمت على وجهها ابتسامة جميلة ثم امسكت بيد لمى وقالت : بجد يا لمى ؟

فأبتسمت لمى وأومت رأسها دليلاً على نعم ثم قالت : ايوا يا ماما.

فعانقتها السيدة سماح وقالت : الحمد لله … اخيراً يا لمى اقتنعتي انك تتجوزي وتفرحيني ؟

فابتعدت لمى عنها وقالت : بصراحة العريس دا مختلف يا ماما وهو شخص محترم اوي وانا… وانا بحبو .

قالت ذلك ثم احنت رأسها بخجل ، فابتسمت السيدة سماح ثم امسكت بذقن ابنتها ورفعت رأسها وقالت : متتكسفيش يا حبيبتي وقوليلي يطلع مين الجدع دا اللي بتحبيه وعايز يتجوزك.

لمى : المحامي ادهم سليمان يا ماما.. صاحب يوسف بيه ، انتي تعرفيه .

فأندهشت السيدة سماح وقالت : هو اللي عايز يتجوزك !!

لمى : ايوا… هو اعترفلي انه بيحبني من زمان وهيجيب صحابو علشان يطلبوني منك.

فرفعت السيدة سماح رأسها الى الاعلى وقالت : الحمد لله ربنا استجاب لدعوتي.

ثم نظرت إلى ابنتها وقالت : انا كنت بدعي ربنا كل يوم علشان يبعتلك عريس زي المحامي ادهم ..اخلاق وتربيه وحلاوة.. بس مكنتش متوقعه ان ربنا يبعتهولك ادهم بحالو !

فابتسمت لمى وقالت : اهوا النصيب بقى..وعارفه يا ماما هو قال ايه ؟

السيدة سماح : وقال ايه يا بنتي ؟

لمى : قال انني لو وافقت اتجوزو هياخدك علشان تعيشي معانا انتي كمان ومش هيبعدنا عن بعض ابداً .

السيدة سماح : هو قال كدا ؟؟

لمى : ايوا يا ماما.. هو اللي قال كدا ودا خلاني احبو اكتر.

السيدة سماح : والله الراجل دا جدع يا لمى بس انا مينفعش اعيش معاكوا يا بنتي.

لمى : ليه بتقولي كدا ؟؟ هو اللي طلب نعيش سوى وانا مجبتش سيرة الموضوع دا ابداً .

السيدة سماح : انا متأكده ان هو اللي قال دا في الاول بس انا مقدرش اسيب البيت دا يا لمى..مقدرش اسيبو لان فيه ريحة المرحوم ابوكي الله يرحمو.

قالت ذلك ثم بكت مما جعل لمى تعانقها قائله : والنبي بلاش تعيطي يا ماما.. ولو مش عايزة تسيبي البيت فانا مش هتجوز ادهم وهفضل اخدمك طول عمري.

فمسحت السيدة سماح دموعها بسرعة إلى لمى وقالت : برضايّا عليكي يا بنتي متعمليش كدا…انا مش هفضل معاكي كل طول العمر وانتي لازم تتجوزي ادهم لان الراجل عايزك في الحلال وانتي كمان بتحبيه .

لمى : ايوا بحبو يا امي بس انتي بالنسبة لي اهم شخص في الدنيا ومقدرش اسيبك عايشه لوحدك ، علشان كدا انا هتصل بأدهم وقولو مفيش داعي انهم يجو النهاردة.

السيدة سماح : لا متعمليش كدا ولو كان دا هيريحك فانا هسيب البيت واعيش معاكوا.

فأبتسمت لمى وقالت : بجد يا ماما؟؟ عايزه تسيبي البيت اللي عشتي فيه انتي وبابا الله يرحمو !

السيدة سماح : صحيح انا كنت بحب مدحت { والد لمى} اوي وهيبقى الموضوع صعب بالنسبة لي جداً اني اسيب البيت اللي عشت فيه 30 سنه بس لو كان الموضوع دا هيخليكي ترفضي تتجوزي شب محترم زي ادهم علشاني فانا هبقى ام انانية لو خليتك تعملي في نفسك كدا.

لمى : يعني انتي موافقه تعيشي معانا بعد الجواز ؟

السيدة سماح : هنتلكم في الموضوع دا بعد ما كل حاجة تتم على خير ان شاء الله… اما دلوقتي فانا هقوم اتصل على خالك سمير علشان يجي عندنا النهاردة لان الاصول بتقول ان لازم يكون في البيت راجل يطلبوكي منو.

لمى : هو خالو سمير رجع من شرم الشيخ ؟

السيدة سماح : ايوا رجع… انا كلمت نجلاء { زوجة خال لمى } وقالت انهم رجو امبارح.

لمى : كويس… اسيبك تكلمي وانا هروح اكمل تنظيف.

تسارع في الأحداث …………..

الساعة الرابعة عصرًا….

– ذهب كنان وادهم ومعهم محاسب الشركة الى اجتماع في شركة اجنبية لكي يشترو اسهم شركة السيد فتحي معلنين الحرب عليه.. وكانت نسبة الاسهم التي يمتلكها رئيس الشركة الاجنبية هو 9% وتعتبر هذه النسبة كبيرة بالنسبة لحاملي الأسهم في شركة السيد فتحي.

{ ملاحظة هامة : كنان هو اكبر مستثمر في شركة السيد فتحي ويحمل اسهم بنسبة 20% بينما باقي المستثمرين لا تتجاوز اسهمهم الـ 10% بأستثناء السيد فتحي الذي يحمل نسبة 55% وهذا ما جعل مجلس الإدارة يضعونه الرئيس التنفيذي للشركة لانه يمتلك اكبر نسبة من الأسهم }

فدخل كنان وادهم الى قاعة الاجتماعات ومعهما محاسب شركتهم السيد محمود عبدالله ، فبدأ اجتماعهم مع ” السيد روبين ” رئيس الشركة الاجنبية واحد حاملين الاسهم في شركة السيد فتحي حيث ان كنان عرض عليه مبلغ قيمته 200،000 $ مقابل شراء هذه الاسهم فرفض السيد روبين في البداية ظناً منه ان المبلغ قليل ويحتاج كنان ان يزوده قليلاً فتدخل ادهم وقال : مستر روبين …لن تجد احداً في مصر كلها قاد على ان يدفع لك هذا المبلغ مقابل الأسهم التي تمتلكها.. كما ان النسبة التي ستبيعها لنا لا تتجاوز الـ 15% اي ان هذا المبلغ مناسب جداً .

فقال السيد روبين : اعلم ان النسبة لا تتجاوز الـ 15% ولكنني اعتبر امتلك نسبة اسهم اكبر من المستثمرين الاخرين بأستثناء السيد كنان وايضاً لا تنسى بأنني لن اكشف هوية الشخص الذي اشترى اسهمي امام السيد فتحي ولهذا السبب يجب ان تزيدوا المبلغ قليلاً .

فنظر ادهم الى كنان ثم قال : الراجل دا شكلو طمعان فينا يا كنان… هنعمل ايه ؟

{ ملاحظة : السيد روبين هو رجل اجنبي لهذا جعلت الحوار بالفصحى اي انهم يتحدثون الأنجليزية ولكنني ترجمت الكلام الى العربية لكي يفهم الجميع ^^}

فقال كنان لأدهم : اللي قالو صحيح يا ادهم لازم ندفعلو المبلغ اللي هو عايزو علشان يفضل ساكت وميقولش لحد اننا احنا اللي اشترينا الاسهم بتاعتو .

فتنهد ادهم وقال : ماشي.

اما السيد روبين فنظر اليهما وقال : ارجو المعذرة ولكن ما الذي تقولانه ؟

فابتسم كنان وقال : لقد اقترحت على صديقي ان نزيد لك المبلغ قليلاً ولكنني لا استطيع ان ادفع لك اكثر من 50،000$ اخرى وان لم توافق فسوف اعتبر ان هذه الصفقة قد فشلت .

فقال ادهم : وكما ترى ان مبلغ بقيمة 250،000$ ليس بالمبلغ الهين وان رفضت هذا العرض فتخسر ولن تجد شخصاً اخر عثمستعداًبأن يدفع لك هذا المبلغ مقابل شراء هذه النسبة المئوية القليله من الاسهم .

فتنهد السيد روبين وقال : حسناً.. انا موافق.

فنظر ادهم الى كنان ثم ابتسم ونظر الى السيد روبين مجدداً وقال : اذن دعونا نوقع على العقد.

☆ وبالفعل وقع كل من كنان والسيد روبين على عقد البيع والشراء والتفت كنان الى محاسب شركته السيد محمود عبدالله وقال : اكتب شيك بقيمة 250،000$ علشان نمشي من هنى بقى.

السيد محمود : حاضر يا كنان بيه.

ثم كتب الشيك واعطاه لأدهم الذي التفت إلى السيد روبين وقال : هذا شيك بالمبلغ الذي اتفقنا عليه…ارجو منك ان تحافظ على هوية المشتري كسر لاننا لا نريد لاحد ان يعلم عن هذا الأمر.

فاخذ السيد روبين الشيك وابتسم قائلاً : لا تقلقوا بهذا الشأن… سوف استمر بالادعاء انني بعت اسهمي لشركة اجنبية اخرى.

فصافحه كنان وقال : شكراً جزيلاً لك…لقد سرني التعامل معك.

السيد روبين : تشرفت بالتعامل معك سيد كنان وارجو لك التوفيق.

ثم صافحه ادهم ايضاً وبعدها خرج هو وكنان والسيد محمود من الشركة …واثناء الطريق قال ادهم : ودلوقتي يا كنان بقيت بتمتلك اسهم بنسبة 29% من شركة الحقير فتحي هتعمل فيهم ايه .

كنان : ادهم ا…نا عايزك تعمل نقل ملكيه وتسجل الاسهم دي بأسم جوليا.

ادهم : عايز تديها النسبة كلها ؟

كنان : ايوا… وكمان هشتري الاسهم التانيه من المستثمرين واسجلها بأسمها لان دا حقها وغير كدا انا مش محتاج لشركة تانيه لان عندي شركة بابا الله يرحمو ودي بتكسبني فلوس كتيره يعني مش هخسر غير مبلغ صغير وهقدر اعوضو بعد ما نبيع كام عربيه .

فأبتسم ادهم ثم عانق كنان قائلاً : انا فخور بيك جداً يا صاحبي.

فابتسم كنان وبادله العناق قائلاً : متشكر يا ادهم… انا عمري مهنسى وقفتك جنبي انت ويوسف ومنال وانكوا فضلتوا بتنصحوني علشان اعرف غلطي ، بجد انتوا اصحاب حقيقيين.

فابتعد ادهم عنه ثم قال : احنا خوات يلاه مش بس اصحاب واللي بيهمك يهمنا انا ويوسف ومنال.

كنان : ربنا يخليكوا ليا.

عند جوليا …………….

كانت جالسه على شرفة غرفتها هي وكنان لانها لم تستطيع النزول عن الدَرج بسبب اصابة قدمها كما ان كنان اوصى سوسن بأن لا تسمح لها بالنزول حتى تتعافى قدمها تماماً.

فكانت تشعر بالملل يأكلها كما انها كانت في حيرة من امرها فهي لم تستطيع ان تفهم لما تغير كنان فجأة فقالت : معقول يكون حدا سحرو ؟

ولكن سرعان ما هزت رأسها نافيه الامر وقالت : سحر ايه ؟؟ ايه الهبل اللي بقولو دا ؟ بس هو ليه اتغير في يوم ولليله !

وبينما كانت تفكر اتت زينات وهي تحمل الهاتف بيدها فطرقت على باب الغرفة ثم دخلت واخذت تبحث عن جوليا بنظرها فقالت : جوليا هانم انتي فين ؟

فسمعتها جوليا وقالت : انا على البلكونة .

فالتفتت زينات ثم خرجت مع الشرفة وقالت : ليه قومتي من السرير يا هانم ؟؟ كدا رجلك هتوجعك اكتر.

فتنهدت جوليا وقالت : اتخنقت يا زينات وعايزة اشم شوية هوى..خير في حاجة ؟

فنظرت زينات الى هاتف المنزل بيدها ثم قالت : اه صحيح… كنان بيه على الخط وعايز يكلمك.

فأزدات حيرة جوليا واخذت الهاتف من زينات ثم انتظرتها حتى تغادر وبعدها اخذت نفساً عميقاً واجابت : عايز ايه ؟

فقال بأنزعاج : هو انتي قمتي عن السرير ؟؟ من شوية سمعت زينات تقولك كدا.

جوليا : انا اتخنقت في الاوضة وطلعت علشان اقعد في البلكونه …ليه عندك اعترض على دا كمان ؟

فتنهد كنان وقال : متنسيش يا ست هانم ان رجلك متعوره ومينفعش تمشي لوحدك لغاية ما تخف.

جوليا : مش ناسية وانت برضو مش لازم تنسى ان رجلي اتعورت بسببك .

فشعر كنان بالضيق بعد سماع ذلك ثم قال : مفيش داعي انك تفكريني كل شويه لاني عارف دا كويس.

فقلبت جوليا عيناها وقالت : خلصني.. انت عايز ايه .

كنان : بت انتي !! اتكلمي معايا عدل.

فشعرت جوليا بالخوف من نبرة صوته مما جعلها تصمت… اما هو فأدرك انه صرخ عليها وجعلها تخاف مما جعله يضرب رأسه بيده ويتنهد قائلاً : انتي رحتي فين ؟

جوليا : عايز ايه ؟

فقال لها بنبرة هادئة : ازيك ؟

في تلك اللحظة بدأ قلبها ينبض بسرعة وقالت بتلعثم : انا… انا كويسه.

كنان : خذتي الدوا بتاعك ؟

جوليا : ايوا خذتو.

كنان : شاطرة..

جوليا بأنزعاج : هوا انت بتتكلم مع عيله ؟؟ ايه شاطرة دي ؟

فأبتسم كنان وقال : علشان دماغك دماغ بنت صغيره ويمكن البنت الصغيرة بتفهم اكتر منك.

فتنهدت جوليا وقالت : عايز ايه يا كنان اخلص لاني مش نقصاك خالص.

كنان : اي لون بتحبي اكتر الاحمر ولا الازرق ؟؟

فاستغربت جوليا وقالت : ايه ؟

كنان : هوا انا اتكلمت يباني ؟ بسألك اي لون بتحبي اكتر… احمر ولا ازرق ؟

جوليا : وبتسأل ليه ؟

كنان : ملكيش دعوة.. يلا خلصيني اي لون بتحبي اكتر.

جوليا : لا دا ولا دا… بحب اللون الأسود استريحت ؟

كنان : تمام..

قال ذلك ثم اغلق الهاتف في وجهها اما هي فاحتارت اكثر وقالت : هو ليه سألني عن اللون اللي بحبو ؟ والله معدتش عارفه ايه اللي بيفكر فيه المجنون دا.

اما كنان فكان في محل لبيع الهواتف المحمولة وذهب الى هناك لكي يشتري لجوليا هاتف جديد بعدما رمى هاتفها القديم مع حقيبة ملابسها في اليوم الذي تزوجا به وقد سألها عن لونها المفضل لكي يشتري لها هاتفاً باللون الذي تحبه.

فاختار لها هتفاً لونه اسود وكان احدث نوع قد نزل إلى السوق ، وبعدما دفع ثمنه كاملاً خرج من المحل وصعد في سيارته لكي يعود الى المنزل من اجل ان يستعد للذهاب مع ادهم ويوسف لخطبة لمى.

اما في منزل السيد فتحي……

فكانت فرح جالسه في غرفتها تراجع بعض الدروس.

وفجأه رن هاتفها وكان المتصل عزيز..وما ان رأت اسمه على الشاشة حتى انتفضت من مكانها بسرعة واجابت بلهفة : ايوا يا عزيز.

عزيز : ازيك يا روحي ؟

فابتسمت فرح وقالت : كويسه… انت ازيك ؟

عزيز : مبسوط اوي لاني سمعت صوتك الجميل دا.

فقالت بخجل : متشكرة.

عزيز : عالمه ايه ؟

فرح : كنت بذاكر لغاية ما اتصلت بيا.

عزيز : اه يبقى عطلتك عن المذاكرة.

فرح : لا ابداً ..اساساً انا خلصت مذاكرة وكنت هخرج مع صحابي علشان نروح تتفسح.

فعقد عزيز حاجبيه وقال : وصحابك دول يطلعوا مين ان شاء الله ؟

فرح : نسرين وعماد وشادي ومصطفى وياسمين.. انت قابلتهم امبارح في حفلة الخطوبة.

عزيز : ما شاء الله الشباب اكتر من البنات…لا مفيش خروج وهتفضلي في البيت.

فرح : جرى ايه يا عزيز؟ منا قاعدة في البيت من الصبح ومخرجتش خالص وبصراحة اتخنقت وعايزه اشم شوية هوا.

عزيز : انا قولت مفيش خروج من البيت يعني مفيش خروج ولو كان على الفسحة فانا هفسحك لما ارجع من الشغل.

فرح : بس اقول ايه لأصحابي؟؟ احنا اتفقنا نسهر سوى.

عزيز : مفيش داعي انك تقولي حاجة وخروج من الفيلا مع عيال هايصه مفيش.

فرح : منا طول عمري كنت بخرج وبابا كان بيسمحلي ليه انت مش عايز تخليني اروح اسهر معاهم ؟

عزيز : علشان انتي خطيبتي يا فرح وهتبقي مراتي وانا مبحبش حد يبص على البنت اللي هتجوزها واكيد المكان اللي هيروحوله صحابك في كتير عيال عينهم زايغة.

فرح : لا والمصحف احنا هنروح نسهر في مكان محترم ونرجع على طول.

عزيز : فرح …مش عليا انا الكلام دا ، انتي نسيتي قد ايه انا كنت اروحك من سهراتك دي قبل ما نتخطب ؟؟ وعمري مقولتش لفتحي بيه عن سهراتك مع العيال الهايصه لاني كنت بعتبرك بنت عاقله بس دلوقتي الوضع اتغير وبقيتي خطيبتي ومن حقي اني امنعك تخرجي لوحدك.

فأنزعجت فرح وقالت : خلاص يا عزيز…انا مش هخرج وهفضل متنيله في الاوضة زي منت عايز.. سلام.

قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف في وجهه ورمته على السرير ثم تنهدت واستلقت على ظهرها قائله : هعمل ايه دلوقتي ؟؟ وبعدين مع الملل دا ؟

اما عزيز فنظر الى هاتفه وقال : يا حلاوه…مكنش ناقص غير كدا ! بس ازاي هصالحها دلوقتي ؟؟ دي باين عليها زعلت جامد أوي.

عند يوسف………….

عاد الى منزله مبكراً لكي يستعد من اجل الذهاب مع ادهم وكنان لخطبة لمى فدخل الى غرفة المعيشة حيث كانت امه جالسه تشاهد التلفاز وتشرب القهوة فأقترب منها ثم ابتسم قائلاً : مساء الخير يا ارق انسانه.

فأبتسمت السيدة مديحة { والدة يوسف } وقالت : مساء النور يا روح قلبي.

فاقترب يوسف منها ثم قبل جبينها وقال : عامله ايه يا ست الكل؟

السيدة مديحة : انا كويسه يابني والحمد لله.

فجلس يوسف وقال : خذتي دوا السكري بتاعك؟

السيدة مديحة : ايوا يا حبيبي.. قولي انت راجعت بدري كدا ليه؟؟ هو انت تعبان؟ +

يوسف : لا مش تعبان ولا حاجة بس هنروح نخطب لادهم الليلة دي علشان كدا رجعت اجهز نفسي.

السيدة مديحة : هو ادهم عايز يتجوز؟؟؟ وتطلع مين سعيدة الحظ اللي هيخطبها؟

فابتسم يوسف وقال : لمى السكرتيرة بتاعتي.

فابتسمت السيدة مديحة وقالت : ونعم ما ختار… ربنا يتمم على خير.

فنهض يوسف ثم قال : هروح انا بقى علشان استحمى عن اذنك.

قال ذلك ثم قبل يد امه وصعد إلى غرفته.

{ ملاحظة : يوسف هو الابن الوحيد للسيدة مديحة البالغة من العمر 56 عاماً ، فهما يعيشان في فيلا كبيرة مع بعض الخدم الذين يخدمون السيدة مديحة لانها مريضة بالسكري }

فصعد يوسف الى غرفته ثم خلع سترته ودخل الى الحمام…. اما كنان فعاد الى الفيلا ايضاً في تمام الساعة الخامسة مساءً.

فأركن سيارته في موقف السيارات الخاص به ونزل منها وهو سعيد ويحل بيده هدية صغيرة … فَ مر بالحديقة …

ثم وصل الى باب الفيلا حيث فتحت له ندى الباب وقالت : نورت يا كنان بيه.

كنان : متشكر يا ندى.

قال ذلك ودخل الى الفيلا …

ثم صعد إلى الطابق العلوي ، اما ندى فنظرت اليه وقالت : باين عليه مبسوط اوي النهاردة … يا رب يفضل كدا على طول لأننا مش ناقصين نعيش تاني في حالة الرعب اللي عشناها امبارح.

– وعندما صعد كنان الى الطابق الثاني حيث كانت غرفته سار حتى وصل الى باب الغرفة فوقف يحدق بالهدية التي احضرها لجوليا ثم ابتسم واخذ نفساً عميقاً وبعدها فتح باب الغرفة..

وعندما دخل نظر بأتجاه السرير مباشرةً ولكنه لم يجد جوليا فبحث عنها في الحمام

ولم يجدها ثم بحث في حجرة الملابس ايضاً…

وكانت النتيجة نفسها ، فخرج الى الشرفة ووجدها جالسة على احد المقاعد وتمسك دفتر الرسم الخاص بها ومنهمكة بالرسم….ولكنها شعرت به عندما اتى فرفعت رأسها ثم نظرت اليه بنظرة باردة وبدون ان تقول اي شيء عادت ونظرت الى دفترها وتابعت رسمها.

فخلع سترته ووضعها على المقعد ثم تنحنح قائلاً : احم…

ولكنها لم تنظر اليه مما جعله يكرر الامر ولم تنظر اليه ايضاً فتوجه نحوها ووقف بجانبها قائلاً : مساء الخير.

فلم تجبه ايضاً بل قالت في نفسها : ولا هعبرك.

فغرس كنان اصابعه في شعره واعاده الى الخلف ثم سحب الدفتر من يدها وقال بإنزعاج : انا مش كنت قولتلك قبل كدا انك لازم تبصيلي لما بكلمك ؟

فانزعجت جوليا منه ولكنها قررت ان تتجاهله لانه يكره ذلك فرمقته بنظرة تحدي ثم نهضت وعرجت حتى دخلت إلى الغرفة فلحق بها ثم امسك بذراعها قائلاً : ليه مش عايزه تسمعي كلام الدكتور ؟؟ هو قال مش لازم تمشي على رجلك لمدة اسبوع .

فابعدت جوليا يده عن ذراعها ثم ارادت متابعة سيرها نحو السرير ولكن سرعان ما انزعج من تصرفها فحملها بين ذراعيه فجأة مما جعلها ترتبك ولكنها لم تقول اي شيء… فوضعها على السرير قائلاً : لو عايزه تخفي بسرعة يبقى لازم تفضلي قاعده هنا.

اما هي فتجاهلته تماماً وعدلت الوسادة ثم استلقت وادارت ظهرها له بدون ان تتفوه بحرف واحد.

فاثار تصرفها جنون كنان مما جعله يمسك بذراعها فسحبها لتنهض مجدداً وصرخ قائلاً : بت انتي !! انا مش بكلمك ؟ يبقى لازم تبصيلي.

فنزعت يده عنها وقالت بصراخ : انت مش شايفني مش عايزه اتكلم معاك ؟ عايز ايه ؟

فنظر كنان اليها وقال : وليه مش عايزه تكلميني بقى ؟ محنا كنا كويسين الصبح.

جوليا : اهو كيفي كدا… مش عايزه اكلمك ولا عايزه تكلمني.

كنان : كيفك كدا ليه ؟؟ هو انا رجل كنبه هنا ولا ايه ؟

جوليا : رجل كنبه ولا رجل بوتاجاز دا مليش دعوة.

فنظر كنان الى الهدية التي كانت بيده ثم رماها على السرير بجانب جوليا وقال بأنزعاج : الحق عليا انا اللي عايز افرحك بحاجة بس من هنا ورايح مش هعبرك وان شاء الله عنك مفرحتيش.

قال ذلك ثم دخل الى الحمام لكي يستحم فاغلق الباب بقوة حتى كاد ان يكسرة ونظر الى نفسه في المرآة فقال : ايه البنت دي ؟؟ الضرب ميجبش نتيجة معاها والحنية متجبش نتيجة امال ايه اللي يجب نتيجه !!

وفي نفس الوقت كانت جوليا تلعنه قائله : الله ياخذك يا كنان زي ما وجعتلي ايدي !

ثم وقع نظرها على الهدية التي رماها على السرير بجانبها وانتابها الفضول لمعرفة ما هذه العلبة المغلفة ولكن كبريائها لم يسمح لها بأن تلمسها لذا اسندت ظهرها على ظهر السرير وكتفت يديها تنتظر خروج كنان من الحمام عله يفتح هذه العلبة امامها.

وما هي الا عشر دقائق قد مرت حتى خرج كنان وهو ينشف شعره كالعادة ويلف المنشفة حول خاصرته فنظر اليها وهي جالسة تنظر إليه وبقي يراقبها بعيونه المنزعجة حتى دخل إلى حجرة الملابس فتنهد وقال : ايه البنت اللي مبتخفش دي ؟؟ كانت بتبصلي وكأنها عايزه تخنقني ! بس هي مشفتش الهديه اللي جبتهالها ؟ ولا شافتها وقررت تتجاهلها ؟

وبينما كان يتحدث مع نفسه ويرتدي بنطاله سمع صوت صراخ جوليا فسيطر عليه الخوف وخرج من حجرة الملابس بسرعة فسمعها تصرخ في الحمام مما جعله يفتح الباب بدون استئذان فوجدها قد وقعت في حوض الاستحمام وهي ماتزال ترتدي ثيابها وقد تبللت كُلياً .

فهرع نحوها بسرعة ووجدها تبكي فامسك بكتفيها وقال بلهفة : ايه اللي حصل ؟

فأشارت جوليا الى بقعة ماء كانت على الأرض وكانت السبب في تزحلقها حتى سقطت في حوض الاستحمام وتآلمت بسبب اصابة قدمها مما جعلها تصرخ ، فنظر كنان الى البقعة التي خلفها بعد ما استحم وتنهد ثم التفت اليها قائلاً : وانتي ايه اللي جابك هنا اساساً ؟

فاجابته وهي تبكي وما تزال في حوض الاستحمام : جيت..جيت علشان استحمى بس بسببك وبسبب الفوضى بتاعتك وقعت من تاني !

{ ملاحظة : كنان لم يكمل ارتداء ملابسه وكان يرتدي فقط بنطال البدلة السوداء التي اختارها من اجل الذهاب مع ادهم.. اي انه بقي عاري الصدر وشعره كان منسدلاً على وجه }

فامسك بذراعيها وقال : تقدوي توقفي ؟

فهزت له رأسها وهي تبكي قائله : رجلي وجعاني اوي.

كنان : طيب انا هساعدك.

قال ذلك ثم ساعدها على النهوض من حوض الاستحمام ثم انحنى وحملها وكانت ثيابها تقطر ماء وبعدها نظر الى وجهها وقال : خلاص… متعيطيش زي العيال الصغيرين .

جوليا : طبعاً …مهي مش رجلك اللي متعوره علشان كدا مش حاسس بالوجع.

كنان : لو فضلتي تعيطي فانا هرميكي على الارض.

فضربته جوليا على صدرق قائله : اساساً انا مطلبتش منك تحملني.. يلا نزلني فوراً .

كنان : بطلي عبط بقى …ازاي هتقدري تمشي وانتي مش قادره توقفي ؟

جوليا : مش محتاجة مساعدة منك حتى لو فضلت متبهدله بالشكل دا.

فتنهد كنان قائلاً : الصبر يا رب.

ثم خرج من الحمام ووضعها على الأريكة وبعدها ابتعد وقال : هروح اجيبلك منشفى… اوعي تتحركي من مكانك.

قال ذلك ثم عاد الى الحمام وفاخذ المنشفة التي كانت معلقة ثم خرج مجدداً ، فتوجه نحو جوليا وبعدها فتح المنشفة ثم وضعها على كتفيها وقال : انتي لازم تغيري هدومك… مينفعش تفضلي مبلوله كدا والا هيلحقك برد.

جوليا : ملكش دعوة… انا عايزه يلحقني برد .

فنظر اليها بنظرة شرسة ولم يقول اي شيء بل امسك المنشفة ثم جلس بجانبها واخذ ينشف شعرها وبينما كان يفعل ذلك كانت تحدق به بغرابة شديدة فقالت : ايه اللي حصلك ؟

فأجابها بدون ان ينظر الى عيناها : بتقصدي ايه ؟

جوليا : انت عارف انا بقصد ايه كويس .

فنظر كنان اليها ثم قال : الوقت… مع الوقت هتعرفي كل حاجة لوحدك.

قال ذلك ثم تابع تنشيف شعرها ولكنها امسكت بيده وقالت : طلقني يا كنان.. دا احسن ليا وليك صدقني .

فنظر اليها ولكنه تجاهل ما قالته وتابع تنشيف شعرها فأظافت قائله : انا عارفه ان في جواك شخص طيب اوي والدليل على كدا انك اهتميت بيا كويس بالرغم من كرهك ليا….فانا عايزه اطلب من الشخص الحنين اللي جواك انو يسيبني امشي.

في تلك اللحظة توقف كنان عن تجفيف شعرها واقترب منها ثم الصق جبينها بجبينه واغمض عيناه قائلاً بنبرة آلم : هطلقك يا جوليا.. هطلقك واسيبك تعيشي حياتك بس مش دلوقتي.

فشعرت جوليا انه صادق بعد ما لمست الاحساس الذي خرج من صدره مع التنهيدة التي اطلقها وبدون ادراك وضعت يدها على خده مما جعله يندهش ففتح عيونه ونظر إليها فقالت : مالك يا كنان ؟؟ ايه اللي واجعك بالشكل دا ومش مخليك تفتح قلبك لاي شخص ؟

فلم يستطع كنان ان يمنع دمعته عن النزول مما جعل جوليا تندهش عندما لامست دموعه اصابع يدها فقالت بعدم تصديق : انت…. بتعيط ؟

فنهض كنان ثم مسح دمعته ونظر اليها قائلاً : هروح انادي وحده من البنات علشان تساعدك تغيري هدومك.

قال ذلك ثم خرج من الغرفة ونزل الى الاسفل وهو عاري الصدر فصادف زينات في طريقة فأوقفها بقوله : زينات…سيبي كل حاجه من ايدك واطلعي ساعدي جوليا علشان تغير هدومها… اصلها وقعت في البانيو واتبللت .

زينات : حاضر يا كنان بيه.

قالت ذلك ثم وضعت سلة الغسيل من يدها وبعدها صعدت الى الأعلى…. اما كنان فذهب الى غرفة المكتب واغلق الباب على نفسه وبعدها جلس على الكرسي وغطى وجهه بكلتا يديه يفكر بالسبب الذي جعله يبكي امام جوليا..

هل لأنها اصابت بكلامها وحركت ذلك الطفل في داخله ؟؟ ام لانها وبالرغم من كرهها له اشعرته بالحنان الذي افتقده بعد ما امه تركته عندما كان مراهقاً ثم لحقت بها سمر التي لم يحب فتاة كما احبها ؟

وفي الوقت ذاته….

كانت جوليا تنظر الى اصابع يدها اليمنى التي لمست دموع كنان الدافئة فشعرت بشيء في قلبها وقالت : هو عيط بجد ! عيط علشان طلبت الطلاق تاني !!

وبينما كانت تفكر بأمر كنان سمعت طرق خفيف على الباب فقالت : اتفضل.

فدخلت زينات وقالت : كنان بيه بعتني علشان اساعدك يا ست هانم.

جوليا : هو راح فين يا زينات ؟؟

زينات : انا شفتو دخل غرفة المكتب اللي تحت يا هانم.

جوليا : طيب يا زينات.. يلا تعالي علشان تساعديني اغير هدومي اصلي وقعت من تاني ومش قادره اساعد نفسي.

زينات : من عينيا يا ست هانم.

وبالفعل ساعدتها زينات على تبديل ملابسها فارتدت ملابس منزليه مريحه.

ثم خرجت زينات من الغرفة بعد ان ساعدتها لتجلس على السرير ووضعت لها وسادة تحت قدمها المصابة.

اما كنان فقد هدأ لذا قرر العودة الى الغرفة مجدداً ، فخرج من غرفة المكتب ثم صعد إلى الاعلى وقبل ان يدخل الغرفة اخذ نفساً عميقاً ثم فتح الباب ودخل.

وعندما دخل تجاهل نظرات جوليا اليه وذهب الى حجرة الملابس لكي يرتدي ملابسه من اجل الذهاب مع ادهم… اما هي فإزدادت حيرتها وقالت في نفسها : يا ترى هو بيفكر في ايه ؟

وبعد مرور 10 دقائق…..

خرج كنان من حجرة الملابس و هو يرتدي ملابس اخرى غير البدلة التي اختارها لإن بنطالها قد تبلل عندما اخرج جوليا من حوض الاستحمام فقرر ان يرتدي شيئاً مختلفاً .

وعندما خرج نظر إلى جوليا فوجدها منهمكة في الرسم مما جعله يخرج من الغرفة بدون ان يقول اي شيء فأخرج هاتفه من جيبه ثم اتصل على على ادهم وعندما اجابه قال : انت جهزت ولا لسا ؟

ادهم : ايوا ومستنيك.

كنان : اوك.. هخرج من الفيلا على طول.

ادهم : تمام… بس متتأخرش.

كنان : يا عم هو الطريق بتاعي يعني ؟؟ جايز اتأخر بسبب الزحمة.

ادهم : طيب خلاص خلاص… يلا تعالى وانا مستنيك.

كنان : ماشي.. هروح اجيب يوسف الاول وبعدين يجي دورك.

ادهم : اوك.

– ثم اغلق كنان الهاتف وخرج من الفيلا خاصته وبعدها صعد في سيارته الـ Jeep grand cherokee.

ثم انطلق بها الى فيلا يوسف….

فاركن السيارة وامسك هاتفه وبعدها اتصل على يوسف وعندما اجابه قال : انت فين يابني ؟؟ مش قولتلي انك هتستناني برا الفيلا ؟؟

يوسف : اديني جاي.

كنان : بسرعة .

يوسف : ماشي.

ثم اغلق كنان الهاتف وما هي للحظات حتى خرج يوسف وهو في غاية الاناقة.

فصعد في السيارة إلى جانب كنان وقال : يعني ليه لازم نروح في عربيه وحدة ؟

كنان : مش حلوه نروح كل واحد في عربيتو والا اهل البنت هيفتكرونا جاين نعرض نفسنا قدامهم.

يوسف : تصدق اقنعتني…يلا خلينا نمشي.

– ثم شغل كنان السيارة مجدداً وقادها حتى وصل الى فيلا ادهم..

فكان ادهم ينتظرهما في الحديقة وكان رائعاً ايضاً ووسيماً للغاية.

وحين راهما امسك بعلبة الشوكولا وباقة الورد ثم خرج من الحديقة وصعد في المقعد الخلفي قائلاً : اتأخرتوا كدا ليه ؟؟

كنان : كان في زحمة يا ادهم.

ادهم : طب يلا خلونا نروح…انا لسا مكلم لمى وقالت ان خالها جيه من بدري علشان نطلبها منو .

يوسف : ربنا يتمم على خير… يلا اطلع يا كنان.

كنان : تحت امرك يا يوسف بيه.

قال ذلك ثم شغل محرك السيارة مجدداً واتجه الى العنوان الذي اعطاه اياه يوسف ، بيت لمى….

وعندما وصلوا…

نزل ادهم وهو يحمل الورد والشوكولا ونظر الى يوسف فسأله : شكلي حلو ؟

فأبتسم يوسف بخبث وقال : شكل يجنن ياختي…. طالعه قمر 14 .

فضحك هو وكنان اما ادهم فقال : يا شيخ بطل تريقة بقى.

كنان : متقلقش يا ادهم .. شكلك زي الفل ومش ناقص غير تلبس طرحة وهتبقى تحفه .

فضحك هو ويوسف مجدداً اما ادهم فقال : انا هعرف شغلي معاكوا كويس بعد ما اطلب ايد البنت… ودلوقتي تعالى يلاه انت وهو ورايا وبطلوا تريقة .

ثم صعدوا على الدرج ووقفوا امام باب منزل السيدة سماح فاخذ ادهم نفساً طويلاً وبعدها قرع الجرس وسرعان ما فتحت له لمى الباب وكانت في غاية الجمال بذلك الفستان البسيط.

فابتسم عندما رأها وقال : بسم الله ما شاء الله… القمر طلع قدامي يا جدعان !

فابتسمت لمى بخجل ثم قالت : متشكره.

اما يوسف فابعد ادهم عن طريقه وصافح لمى قائلاً : ازيك يا لمى ؟؟

لمى : متشكره يا يوسف بيه.

اما كنان فصافحها قائلاً : مساء الخير يا عروسه.

قال ذلك وابتسم اما هي فقالت : الحمد لله يا كنان بيه… اتفضلوا.

فاعطاها ادهم باقة الورود وعلبة الشوكولا ثم ابتسم وقال : هنتفضل.. ومالو.

وعندما دخلوا الى غرفة المعيشة… نهض كل من السيد سمير خال لمى والسيدة سماح والدتها ونجلاء زوجة سمير فقال ادهم : مساء الخير يا جماعة.

فاجابه السيد سمير : مساء النور.. اتفضلوا يا حضرات.

يوسف : متشكرين.

قال ذلك ثم جلس هو وكنان وادهم بعد ما القوا التحية على الجميع… اما نجلاء فنظرت الى كنان وهمست في اذن لمى التي كانت جالسة الى جانبها : يا بنت المحظوظة .. هو دا العريس ! دا قمر منور بسم الله ما شاء الله ?

لمى : لا يا نجلاء مش دا العريس الله يفضحك.. اللي قاعد جنبو ولابس قميص ابيض وكرفته باللون الاحمر هو دا العريس .

فنظرت نجلاء الى ادهم الذي كان يتحدث مع السيد سمير ويبتسم ثم قالت : هما يكلوا ايه علشان يبقوا في الحلاوة دي ؟

فهمست لها لمى : اسكتي هتفضحينا ولو خالو سمع فانتي هتكون لليلتك سودا.

اما السيدة سماح فقالت والله ونورتونا يا ادهم بيه.

فابتسم ادهم وقال : النور نورك يا امي وبلاش ادهم بيه دي تقدري تقوليلي بس يا ادهم .

السيد سمير : ما شاء الله على الاخلاق العاليه.

فضحك يوسف وقال : مع ان ادهم اكبر مني انا وكنان في سنتين بس احنا بنعتبرو الرابط القوي اللي بيربطنا مع بعض ويعني منقدرش نعمل حاجة من غير نصيحتو.

ادهم : ربنا يخليك يا يوسف……

★ واستمرت الاحداث حتى قرأوا الفاتحة على نية التوفيق في زوج ادهم ولمى وقرروا ان يُقيموا حفلة الخطوبة بعد اسبوع في فيلا ادهم لانها واسعة اكثر من منزل السيدة سماح .

تسارع في الأحداث………

– عاد كنان الى المنزل في تمام الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل بعد ما ذهب ليحتفل مع ادهم ويوسف بمناسبة خطوبة ادهم… فدخل الى الفيلا وكان الصمت سيد المكان حيث ان الجميع ذهبوا الى النوم.

فصعد الى غرفته لكي ينام وعندما فتح الباب وجد الضوء مطفئ وكانت جوليا تغط في نوماً عميق.. فاشعل النور ثم خلع سترته ورماها على الإريكة وبعدها اقترب من السرير وامسك الغطاء ووضعه على كتفي جوليا ثم دخل إلى حجرة الملابس ليبدل ملابسه باخرى مريحة.

وبالفعل ارتدى بنطال مريح وتيشرت بأكمام قصيره .

وبعد ان بدل ملابسه ذهب ونضف اسنانه ثم خرج من الحمام واستلقى على السرير بجانب جوليا ، فاخذ يتأمل وجهها ويداعب شفتيها بابهامه ولكن حدث شيء لم يكن في الحسبان..

– بينما كان كنان يتأمل جوليا بدأت تأن وتتفوه بكلام لم يكن مفهوماً ولم يفهم منه سوى ” لا… ارجوكي متروحيش… جينات ارجعي ”

فأستغرب كنان عندما سمع اسم ” جينات ” وقال : بتطلع مين جينات دي ؟

وبقيت جوليا تتحرك وتنادي بأسم جينات وتعقد حاجبيها بشزة مما جعل كنان حيتضنها ويربت على رأسها قائلاً : ششش اهدي.. اهدي .

وفجأه صرخت جوليا قائلاه : جيناااااااات !

ثم نهضت بفزع وهي تبكي اما كنان فعانقها قائلاً : شششش اهدي …اهدي ومتخفيش… دا كان كبوس.

فأمسكت بالتيشرت التي كان يرتديها واخذت ترتجف وتبكي قائله : ارجوك… متسيبنيش لوحدي .

فابعدها عن صدرة ثم امسك وجهها بكلتا يديه وجعلها تنظر اليه ومسح دموعها وقال : متخفيش..انا مش هسيبك بس اهدي الاول.

قال ذلك ثم امسك بكأس الماء التي كانت على الكوميدينو بجانب السرير ثم التفت اليها وقال : اشربي شوية وهتبقي كويسه.

فأمسكت جوليا بيده وهي ترتجف ثم شربت كأس الماء كله وبعدها نظرت الى كنان الذي اراد ان ينهض ولكنها امسكت بيده وهزت رأسها بالنفي دليلاً على انها لا تريده ان يتركها .

فتنهد كنان ثم وضع رأسها على صدرة واخذ يربت على كتفها كما لو كانت طفلة صغيرة بينما كانت هي تمسك التيشرت خاصته بقوة.. وبقيت على تلك الحال لمدة خمس دقائق حتى هدأت.

فابعدها كنان عنه قليلاً ونظر اليها قائلاً : احسن ؟؟

فأومت له برأسها دليلاً على نعم فقال : قوليلي بقى… مين جينات دي اللي كنتي بتصرخي في اسمها وانتي نايمه ؟

فنزلت دمعة من عيون جوليا وقالت : جينات…تبقى اختي التوأم .

في تلك اللحظة اتسعت عينا كنان وكأنه تعرض لصاعقة مما جعل يده تسقط عن كتفها وقال بتلعثم : هو.. هوا انتي عندك اخت توأم !

يتبع…………..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: