روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى

** البارت الرابع **
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?قراءة ممتعة للجميع ツ
وصلنا في البارت اللي فات لما جوليا قابلت عزيز في المول…..

* عندما نظرت جوليا الى عزيز اتسعت عيناها وسيطر عليها الذعر لأنها عرفته فوراً ومن المستحيل أن تنسى ما فعله بها وانه كان على وشك قتلها منذ سنتين فقالت : يا نهار مش فايت …انتَ !!

اما هو فصدم عندما رأها وخصوصاً لأنه كان يعتقد بأنه قتلها بالفعل حيث ان من المستحيل بالنسبة له ان ينسى وجه سمر التي كانت ضحيته عوضاً عن جوليا او نسيان تلك الليلة ابداً فعاد بخطواته الى الخلف وقال : مستحيل … ازاي حصل كدا ؟؟

فرمت جوليا الأغراض من يدها وعادت بضع خطوات للوراء ثم هربت بسرعة ، اما هو فلحق بها وأخرج هاتفه واتصل على احدد رجاله الذين كانوا ينتظرونه في الخارج وقال : احمد…. تعالى انت وخالد هنا بسرعة..

فقال احمد بقلق : في ايه يا ريس ؟؟

عزيز : مش وقت الكلام دلوقتي ، نفذ اللي بقولك عليه وبس.

احمد : امرك يا ريس ، ثواني وحتلاقينا عندك.

قال ذلك ثم اغلق الهاتف ونظر إلى زميله ” خالد ” ثم قال : يلا خلينا نروح.

خالد : على فين ؟؟

احمد : الريس طلبنا وكان باين عليه انه متعصب اوي.

خالد : ربنا يستر ، يلا بينا.

ثم نزلا من السيارة واتجها الى المول ، اما عزيز فكان يركض خلف جوليا التي كانت تركض بسرعة وهي تدفع الناس لكي تمر .

فخرجت من قسم المواد الغذائية ونزلت على الدرج الكهربائي كما فعل عزيز الأمر ذاته لكي يمسك بها ، ثم استمرت بالركض حتى خرجت من المجمع التجاري واثناء خروجها اصطدمت بأحمد فوقعا هما الإثنان على الأرض ، ولكن جوليا لم تهتم لذلك بل نهضت بسرعه ثم تابعت ركضها.

اما احمد فصرخ خلفها قائلاً : انتي يا بت… مش تبصي قدامك لما تمشي ؟؟

فقال خالد : شكل البنت دي مش غريب عليا ، والظاهر انها هربانه من حد.

في تلك اللحظة خرج عزيز من المول ورأى جوليا تهرب فقال لرجاله : امسكوها يا حيوان انت وهو !!!

فنظرا اليه ثم قال احمد : من هي يا ريس ؟؟

فوقف عزيز لكي يلتقط انفاسه ثم قال : البنت اللي هربت من شويه… روحوا وراها وامسكوها .

فقال خالد : ليه ؟؟ هي عملت ايه ؟

عزيز : دي جوليا بنت اخو البيه يا حمار… ما متتش وهتبقى مصيبه لو راحت للبوليس .

فصدم كل من خالد واحمد عندما سمعا ذلك ثم قال احمد : ايه ؟؟ يعني ازاي ما متتش ؟؟ مش انت يلي قتلتها بأيديك ؟

عزيز : هو دا وقتو ؟؟؟ روحوا جيبوها بسرعه ومتورونيش وشكوا غير اما تمسكوها انتوا فهمين ؟؟

فأرتعب كل من خالد واحمد عندما صرخ عزيز عليهما ثم قالا : امرك يا ريس..

وركضا بسرعة لكي يلحقا بجوليا التي كانت تركض وهي خائفة ، فأخذت تقطع الشارع وتركض من بين السيارات التي كانت تسير كما ان احمد وخالد فعلا الأمر نفسه لكي يلحقا بها مما جعل السائقين ينزعجون منهم لأنهم عرقلوا حركة المرور.

فأستمرت المطاردة حتى دخلت جوليا الى زقاق كانت طريقه مسدودة كما انه كان معتماً للغاية حيث ان الشمس قد غابت بالفعل في ذلك الوقت ، فلحق بها احمد وزميله خالد ثم دخلا الزقاق مما جعلها ترتعب اكثر.

فقالت : متقربوش مني لحسن هصرخ ولم عليكوا العالم .

فقال احمد : انا مش مصدق دا كلو… انتي ازاي رجعتي تاني؟

اما خالد فقال : يا بنت العفريته… معقول تكوني شبح ؟؟

فقالت جوليا بخوف : عايزين مني ايه ؟؟ مش كفايه اللي عملو المعلم بتاعكوا فيا ؟؟

احمد : عايزين ايه ؟؟ والله مش عارف ارد عليكي ازاي .

خالد : احمد…. امسكلي البنت دي وانا هعرف شغلي معاها كويس.

جوليا : انا بحذركوا ، لو قربتوا مني هصرخ.

احمد : دا انا هخليكي تندمي على رجعتك دي .

قال ذلك ثم امسك بشعرها فصرخت بأعلى صوتها مما جعله يغلق فمها فوراً ، اما خالد فأخرج من جيبه سكيناً صغيراً وقال : لو الريس معرفش يقتلك فأنا بقى هخلص عليكي دلوقتي واخليكي عبره لغيرك .

فأتسعت عينا جوليا عندما لمحت السكين من بين الظلمة فقامت بعض يد أحمد ودفعت خالد بعيداً حتى اوقعته ارضاً ثم هربت وهي تبكي وترتجف من شدة الخوف .

-وبينما كانت تركض اصطدمت بالشاب كنان الذي كان يمشي على الرصيف بعد ما ذهب لكي يزور احد العمال الذين يعملون في شركته حيث انه تعرض لإصابة اثناء العمل وذهب كنان لكي يطمئن عليه.

فعندما اصطدمت جوليا به..وقعت على الأرض لأن الأصطدام كان قوياً حيث انها كانت تركض وتنظر خلفها ولم تنتبه لمن كان يسير امامها.

فقال كنان بأنزعاج : ايه !! مش تبصي قدامك يا هانم..

اما هي فامسكت بساقه فجأة ونظرت اليه بتلك العيون الزرقاء الدامعة والوجه الأبيض الخائف وقالت : ساعدني… ارجوك في اتنين عايزين يقتلوني !

اما هو فتجمد في مكانه بعد ما رأى وجهها حيث انها كانت تشبه خطيبته سمر لدرجة ان من ينظر اليهما معاً يعتقد بأنهما توأمين ، فوقف يحدق بها بعينيه العسليتين بدون حراك وكأن صاعقة رعدية قوية قد صعقته فظن ان حبيبتة سمر قد عادت إلى الحياة مجدداً .

فنهضت جوليا ثم امسكت بسترته وقالت وهي تبكي : من فضلك ساعدني… انا خايفه جداً ..

ولكن كنان لم يقل اي شيء ، بل استمر بالتحديق بها من رأسها حتى اخمص قدمها والصدمة تعلو وجهه فقال بصوت يكاد يختفي : مستحيل !

في تلك اللحظة خرج خالد واحمد من الزقاق وكان الغضب يعمي بصيرتهما لأن جوليا تجرأت وضربتهما فصاح خالد قائلاً : احمد… بص هناك.

فألتفت جوليا اليهما ثم خافت كثيراً وهربت بعد ما ادركت ان كنان لن يساعدها لأنه قال ” مستحيل ”

* في الحقيقة كنان لم يقصد بتلك الكلمة انه لن يساعدها بل قالها لأنه لم يصدق ما رأته عيناه فهو اعتقدها خطيبته التي قتلت منذ سنتين .

اما احمد وخالد فركضا حتى تجاوزا كنان الذي كان مايزال واقفاً ثم امسك خالد بجوليا من شعرها وقام بضربها قائلاً : انا تضربني حتت عيله زيك ؟؟ دنتي نهارك اسود .

فصرخت قائله : سيبني يا مجرم… ساعدوني يا ناس يا هوو …حد يساعدني !

فوضع خالد يده على فمها وقال : اخرسي !!

اما احمد فقال : خالد… خد الحقيره دي ورجعها على المكان اللي كنا فيه من شويه علشان اعرف اصفي حسابي معاها كويس .

خالد : تحت امرك يا صاحبي.

وبالفعل اخذاها الى نفس الزقاق المعتم الذي حاصراها به من قبل ، فقام احمد بصفعها بكل قوته وقال : يا بنت الكلب… بتضربيني انا ؟؟؟ استني لما اوريكي انتي علقتي مع مين.

قال ذلك ثم استمر بضربها بقدمه وهي كانت تبكي وتصرخ لعل احداً يسمع صوتها ولكن لسوء حظها لم يكن احداً في الجوار سوى كنان الذي كان مصدوماً ، فعاد الى طبيعته بعدما سمع صراخها وقال : سمر !!

ثم ركض بأتجاه الصوت حيث كان خالد واحمد يضربان جوليا التي كانت مرمية على الأرض وتبكي بشدة ، وعندما رأى ذلك المنظر تملكه الغضب وصرخ بهما قائلاً : انت يا كلاب ازاي بتتجرؤا وتمدوا ايديكوا المعفنة على حبيبة كنان الحريري !!

فألتفت كل من خالد واحمد نحوه وقال الأخير : ومين دا كمان ؟؟

خالد : معرفش ، بس ولا يهمك انا هشوف شغلي معاه.

قال ذلك ثم اتجه نحو كنان وقال : انت مين يلاه ؟؟ وجيت هنا ليه ؟

فقال كنان بغضب : انا اللي هكسر دماغك المعفنة .

قال ذلك ولكم خالد بقوة كبيرة جعلته يقع ارضاً ، وعندما رأى احمد ذلك ترك جوليا وتوجه نحو كنان قائلاً : انت يلاه… ازاي تجرؤ وتمد ايدك على واحد من رجالة عزيز زين الدين هاا ؟؟

قال ذلك ثم حاول ان يضرب كنان ولكن الأخير باغته وامسك بياقته وقال : دا انا حقتلكوا واشرب من دمكوا يا كلاب واعلمكوا درس عمركوا محتنسوا ابداً .

وبعد ان قال ذلك قام بضرب احمد ضرباً مبرحاً ولكن خالد نهض وقام بلكمه وقال : دا انا اللي هقتلك دلوقتي .

فنظر كنان اليه بعيونه التي اعماها الغضب وقال : انت بتضربني انا ؟؟؟ اتجرأت ومديت ايدك المعفنة عليا انا !!

خالد : مش بس بضربك وكسر دماغك كمان.

فأمسك كنان بياقته ثم نطحه برأسه ورماه ارضاً وقام بضربه حتى اكثر مما ضرب زميله احمد ، وبينما كان يضربه كان يقول : يا كلب ازاي تجرؤ وترفع ايدك على حبيبتي ها ؟؟ دانا هموتك النهارده.

واستمر بلكم وجه خالد بقوه حتى اكتفى من ضربه فأبتعد عنه واتجه نحو جوليا التي فقدت وعيها بالفعل ثم هرع نحوها وامسكها من كتفيها قائلاً : سمر… سمر ردي عليا يا حبيبتي !!

وعندما لم يجد من جوليا اي رد حملها بين ذراعيه واتجه بها إلى سيارته السوداء والتي كان نوعها Jeep wrangler كما انها كانت فاخرة جداً ، ففتح الباب الخلفي ثم وضع جوليا على الكرسي ومن ثم ركض وصعد في السيارة وعندما شغل محركها قادها بسرعه.

وبينما كان يقود سيارته كان ينظر إليها في المرآة قائلاً : استحملي يا روحي… هنروح المستشفى حالاً .

في تلك اللحظة استيقظت جوليا وكانت تشعر بالألم الشديد في جسدها لأن خالد واحمد قاما بضربها بقوة ففتحت عيونها ووجدت نفسها في سيارة كانت تسير بشكلاً جنوني وكان سائقها غير مألوفاً بالنسبة لها ، فجلست بسرعة وقالت بذعر : انت مين ؟؟ وعلى فين وخدني ؟

فألتفت كنان اليها ثم اوقف سيارته بجانب الطريق بسرعة ونزل منها …ففتح الباب الخلفي واخذ يتفحصها بقلق واهتمام شديد قائلاً : انتي كويسه يا روحي ؟؟

اما هي فدفعته بعيداً ونزلت من السيارة وكان الخوف يسيطر عليها فقالت : انت مين وعايز مني ايه ؟

فاقترب كنان منها ثم قال : سمر يا حببتي ايه اللي جرالك ؟؟ انتي نسيتيني ولا ايه ؟؟ انا كنان حبيبك.

فنظرت جوليا اليه بغرابة وقالت : حبيبي ؟؟

اما هو فإبتسم ثم عانقها بقوة كبيرة كادت ان تكسر عضامها واخذ يستنشق عبير شعرها قائلاً : انتي متتخيليش وحشتيني قد ايه ؟

فدفعته جوليا عنها ثم صفعته وقالت : اوعى تقرب مني تاني لحسن ورحمة ابويا هقتلك.

فوقف يحدق بها بتعجب وقال : ليه يا حبيبتي بتعملي كدا ؟؟

جوليا : انا معرفكش ولو فضلت تتحرش بيا هروح واشتكيك في القسم.

كنان : سمر جرالك ايه ؟

جوليا : مين سمر دي ؟؟ انا اسمي جوليا عشان كدا بطل الشويتين دول وروح قول لعمي الحقير اللي بعتك عشان تخطفني ان جوليا السباعي بنت منصور السباعي رجعت عشان تخاد حقها .

كنان : انتي بتقولي ايه ؟؟ محدش بعتني عشان اخطفك يا روحي.

جوليا : مش هتقدر تضحك عليا بالحركات اللي بتعملها دي ، جايز تفتكرني اني همشي معاك بالساهل لكن ورحمة ماما لو قربت مني هصرخ والم عليك الخلايق.

كنان : سمر…

فصرخت جوليا به قائله : بطل تناديني سمر !! انا اسمي جوليا السباعي بنت منصور السباعي اللي كان خيرو مفضل على معلمك فتحي الحقير ومسمحش لحد يناديني بأسم تاني غير اللي ادهولي بابا انت فاهم ؟

قالت ذلك ثم ركضت بعيداً حتى اوقفت سيارة أجرة ثم ركبت بها وانفجرت بالبكاء فنظر إلى السائق وقال : انتي كويسه يا فندم ؟

فمسحت جوليا دموعها وقالت : ايوا ، اطلع ياسطه على حي عابيدين بسرعة { الحي الذي كانت تعيش فيه مع السيدة هاله }

السائق : تحت امرك يا هانم.

قال ذلك ثم قاد السيارة مبتعداً عن كنان الذي كان ما يزال واقفاً يحدق بها وهي تغادر ، فكان مصدوماً لأن جوليا التي ظنها خطيبته لم تتعرف عليه بل قامت بصفعه .

في تلك اللحظة ورده اتصال فعاد إلى طبيعته واخرج هاتفه من جيبه ثم اجاب : في ايه يا يوسف ؟؟ عايز مني ايه دلوقتي ؟

فتعجب يوسف من الطريقة التي اجابه بها كنان وقال : ايه مالك ؟؟ اتصلت علشان اقولك ان منال عندي في المكتب دلوقتي وجت عشان تخبرني ان بباها عازمني انا وانت على العشا في بيتهم.

فقال كنان : يوسف… انا شفت سمر النهارده.

فتنهد يوسف وقال : مش كفايه بقى يا كنان ؟؟ مش هنخلص من احلام اليقظة بتاعتك دي ؟؟

فشعرت منال بالقلق وسألت خطيبها : في ايه يا يوسف ؟

فأشار لها بأصبعه لكي تنتظر اما كنان فقال : صدقني يا يوسف انا شفتها بجد المره دي حتى انها مشيت من شويه .

يوسف : انت ليه مش عايز تصدق ان سمر ماتت خلاص ؟

كنان : بقولك شفتها حتى اني انقذتها من اتنين كانوا عايزين يقتلوها !

يوسف : لاااا… انت اتجننت رسمي المره دي وجيه الوقت علشان تشوف دكتور نفسي ، مترحم نفسك بقى.. سمر ماتت وانت شفت دا بعينيك زي ما انا شفتو ، ليه عايز تعذب روحك بالشكل دا ؟ انساها يا اخي وكمل حياتك لأنها عمرها محترجعلك تاني.

فأنزعج كنان من صديقه وقال : ان شاء الله عنك مصدقت… انا هروح ادور عليها لوحدي ومش رايح معاك العشا.

قال ذلك ثم اغلق الهاتف في وجه يوسف ونظر إلى يده التي جرحت عندما ضرب خالد واحمد وقال : انا متأكد اني شفتها بجد المره دي ، ولو مكنتش البنت دي سمر نفسها فأنا حخلي العيال تضحك عليا.

قال ذلك ثم صعد في سيارته ، اما منال فسألت يوسف : في ايه يا يوسف ؟؟ هو كنان كويس ؟

فتنهد يوسف وقال : الواد دا اتجنن على الأخر …تخيلي اتصلت بيه علشان اخبرو يروح معانا عند اهلك يقوم يقولي انه شاف سمر النهاردة !! لا وايه كمان انقذها من اتنين كانوا بيحاولوا يقتلوها.

منال : وبعدين مع الحالة دي بقى ؟؟ احنا مش هنخلص من موضوع التخيلات دي؟

يوسف : انا مش عارف ليه هو بيعمل في نفسو كدا ؟؟ سمر ماتت من سنتين وهو لسا مش مصدق انها ماتت.. يوم يقولي انه شافها توضبلو مكتبو وتطلع في الأخر السكرتيره… ويوم يقولي انه شافها بتضحك في الشارع والنهارده يقولي انقذها !! والله دا كتير.

فتنهدت منال وقالت : كنان صاحبنا يا يوسف واللي جرالو مش سهل ابداً علشان كدا احنا لازم نفضل جنبو على طول ولازم نفكر في حل علشان نطلعو من الحالة اللي هو فيها.

يوسف : وعشان هو صاحبي واخويا صعبان عليا اوي.. يعني هو محبش في حياتو كلها بنت غير سمر وفجأه يكتشف انها تقتلت كدا بدون سبب !!

منال : قوم خلينا نروح ندور عليه.

يوسف : سيبه دلوقتي.. هو قلي انه هيروح يدور عليها وانا متأكد انه هيرجع لما يعرف ان مفيش فايده من اللي بيعملو دا.

منال : طيب خلينا نروح البيت… زمان بابا وماما مستنينا ومش كويس نخليهم يستنوا اكتر .

فنهض يوسف وقال : تحت امرك يا جميل.. يلا بينا.

اما عند كنان…..

فكان يقود سيارته بأنزعاج وبينما كان يفعل ذلك اتصل على احدهم وقال : ادهم ….عايزك تعرفلي كل حاجه عن واحد اسمو منصور السباعي.. بيشتغل ايه ومين هما الناس اللي بيعرفهم وعايز المعلومات دي بسرعة انت فاهم ؟

ادهم : ماشي ، بس قولي الأول مين الرجل دا ؟

كنان : لو كنت اعرفو مكنتش اتصلت بيك اساساً ..نفذ اللي بقولك عليه بسرعة.

ادهم : حاضر يا كنان .

كنان : ادهم….انا عايز المعلومات دي النهارده انت فهمني ؟.

ادهم : اعتبر انها عندك خلاص .

قال ذلك ثم اغلق هاتفه ونظر اليه قائلاً : الظاهر ان كنان متعصب اوي… ربنا يستر .

{ ملاحظة : ادهم هو محامي كنان الخاص وصديقه المقرب الثاني الذي يأتي بعد يوسف كما انه شريكه في العمل ايضاً وعمره 32 عاماً ولا يقل عن يوسف وكنان شيئاً فهو وسيم جداً وغني ايضاً }

* فعدل ادهم جلسته على الكرسي في مكتبه ثم رفع شاشة حاسوبه الشخصي وقال : خلينا نشوف يطلع مين دا اللي اسمو منصور السباعي.

قال ذلك ثم بدأ يبحث عن معلومات تخص والد جوليا… فوجد عنه الكثير من المعلومات التي جعلته يشعر بالغرابة فقال : لو كان الرجل دا صاحب مصطفى بيه { والد كنان المتوفي } الله يرحمو من زمان اوي ازاي كنان ميعرفش عنو حاجة ؟؟

اما في مكان اخر ……..

كانت جوليا تسير في الحي الذي تعيش فيه مع السيدة هاله وكانت حالتها يرثى لها حيث ان ثيابها كانت متسخة وشعرها مبعثر كما ان انفها كان ينزف وجبينها مصاب والكدمات كانت تغطي قدميها وذراعيها .

فدخلت الى مطعم السيدة هاله التي كانت تنتظرها على احر من الجمر لأنها خرجت من الساعة الخامسة عصراً ولم تعد حتى الساعة الثامنة مساء ً، وعندما رأتها على تلك الحال… هرعت نحوها بسرعة والقلق يسيطر عليها فسألتها : مالك يا بنتي ؟؟ ايه اللي عمل فيكي كدا ؟

اما جوليا فأنفجرت بالبكاء وعانقت السيدة السيدة هاله ثم قالت : انا تعبانه اوي يا خالتي ومش قادره استحمل اكتر من كدا خلاص..

فخافت السيدة هاله عليها كثيراً وقالت : الف سلامة عليكي يا روحي.. قوليلي مالك ؟

فأبتعدت جوليا عنها قليلاً وقالت وهي تبكي : انا ضحكت عليكي يا خالتي لما قولتلك من سنتين اني فقدت ذكرتي ومعرفش مين هما اهلي لكن دلوقتي خلاص مش قادره اخبي عنك اي حاجة .

فأتسعت عينا السيدة هاله عندما سمعت ذلك وقالت : ايه ؟؟؟ يعني انتي مفقدتيش ذاكرتك ابداً ؟

جوليا : ايوا.. مفقدتهاش ابداً .

السيدة هالة : طيب اطلعي ارتاحي فوق وانا هقفل المطعم وهحصلك على طول.

فأومت جوليا برأسها دليلاً على نعم ثم صعدت الى الطابق العلوي ، اما السيدة هاله فأقفلت مطعمها بعد ان اعتذرت من الزبائن واخبرتهم ان امراً سيئاً حدث لأبنتها ويجب عليها ان تبقى بجانبها فتفهموا وضعهها وغادروا بالفعل.

ثم صعدت السيدة هاله الى الأعلى وطرقت باب غرفة جوليا التي كانت في الأصل غرفة ابنتها المتوفاة “سهيله” ثم دخلت ووجدت جوليا جالسة على الكرسي الخشبي القديم امام النافذة وتنظر الى الناس في الشارع ودمعتها تسيل على خدها.

فاقتربت منها ثم امسكت بيديها وقالت : احكيلي يا بنتي ليه كذبتي عليا وايه اللي عمل فيكي كدا ؟

فنهضت جوليا عن الكرسي ثم جلست هي والسيدة هاله على السرير وقالت لها : هحكيلك على كل حاجة لأني خلاص مش قادرة اكذب عليكي اكتر من كدا.

السيدة هالة : وانا هسمعك.

ثم سردت جوليا للسيدة هالة قصتها مع عمها المتبنى فتحي السباعي وكيف قام بسرقة ورثتها وطردها خارجاً بعد ما توفي والداها ، كما وحدثتها عن عزيز رجل عمها الموثوق الذي حاول أن يقتلها بأمراً من السيد فتحي.

وعندما سمعت السيدة هاله كل ذلك اندهشت كثيراً وقالت : معقول كل دا حصلك وانتي فضلتي ساكته لغاية دلوقتي ؟؟ طيب ليه مروحتيش للبوليس وحكتيلهم عن عمك الحقير ورجالتوا اللي حاولوا يقتلوكي ؟؟

جوليا : منا جربت اعمل كدا لكن عزيز الحيوان قتل اتنين من رجالة البوليس اللي كانوا بيساعدوني ولو مهربتش كان خلص عليا انا كمان ومن سعيتها مسمعتش عنهم اي حاجة ومعرفش ليه بطلوا يدوروا عليا لغاية ماقبلت عزيز النهارده في المول لما رحت اجيب شوية حجات للمطعم.

السيدة هالة : وهو اللي عمل فيكي كدا ؟؟

جوليا : لما شفتو هربت على طول والحقير بعت رجالتوا ورايا وهما اللي بهدلوني بالشكل دا.

السيدة هالة : طيب هربتي منهم ازاي ؟؟

جوليا : معرفش لأن كل حاجة حصلت بسرعة.

السيدة هالة : بتقصدي ايه ؟

جوليا : لما كانوا رجالة عزيز بيضربوني اغمى عليٌا ومعدتش حاسة بحاجة لغاية مصحيت ولقيت نفسي فعربية واحد كان شكلو غريب اوي …مش متأكده لو كان واحد منهم بس كان مختلف عن الأتنين الباقين.

السيدة هالة : جايز يكون هو اللي انقذك منهم ؟؟

جوليا : مش عارفه لكن هو فضل يناديني حبيبتي وروحي وقال انه هو كمان حبيبي بس انا معرفوش وعمري مشفتو قبل كدا.

السيدة هالة : مش جايز يكون مشبه عليكي ؟؟

جوليا : لا يا خالتي دا كان متأكد ومصر على اني انا حبيبتو .

السيدة هاله : طيب عملك حاجة ؟؟ يعني قربب منك وحاول يلمسك ؟؟

جوليا : هو… هو بس خدني فحضنو وقال اني وحشتو اوي لكن انا بعدتو عني بسرعة وضربتو في الألم على على وشو والعجيب انه معمليش حاجة.

السيدة هالة : فعلاً عجيب… مين بيكون الشخص دا ؟

جوليا : واللي محيرني اكتر يا خالتي انه كان قلقان عليا جداً زي ميكون عارفني من زمان اوي.

السيدة هاله : مش عرفه اقولك ايه يا بنتي ، طيب ودلوقتي ناويه على ايه؟

فقالت جوليا بنبرة صوت قوية : جيه الوقت اللي لازم ارجع فيه لعند عمي علشان ارجع حقي اللي سرقو مني.

السيدة هالة : يعيني انتي عايزه تسيبيني وتروحي ؟؟

جوليا : لازم اعمل كدا عشان لو فضلت هنا جايز اسببلك المشاكل وانا مش عايزه دا يحصل ابداً .

السيدة هالة : بس انا مش عايزاكي تسيبيني.. انا خلاص اتعودت عليكي ومش هعرف اعيش من غيرك.

فأمسكت جوليا بيدها وقالت : ربنا شاهد عليا وأني بحبك زي ماما الله يرحمها وبعتبرك امي التانيه وعمري محنسى جميلك معايا ومعملتك اللطيفة وحتفضلي جوه قلبي على طول لأنك اهم حاجة في حياتي دلوقتي ومليش غيرك ، بس انا لازم امشي من هنا لأن لو عرف عمي بعلاقتنا جايز يحاول يأذيكي وانا مش هسمحلو يعمل كدا .

فنزلت دمعة السيدة هالة ثم قالت : ولو انه صعبان عليا ابعد عنك بس هسيبك تروحي وترجعي حقك اللي تسرق منك لأن دا الصح بس اوعديني في الأول انك هتاخدي بالك من نفسك كويس اتفقنا.

فمسحت جوليا دمعة السيدة هالة ثم عانقتها وقالت : متخفيش… انا هبقى كويسه.

السيدة هاله : طيب هقوم اجيب علبة الدوا عشان انضفلك الجروح اللي سبوها المتوحشين دول في جسمك وانتي قومي استحمي والبسي هدوم نضيفة لغاية مرجعلك تاني.

فأبتسمت جوليا وقالت : ماشي.

ثم خرجت السيدة هاله من الغرفة اما جوليا فاخرجت بجامتها من الخزانة ثم وضعت ثيابها الداخلية في ثوب الأستحمام وخرجت من الغرفة وذهبت لكي تستحم .

اما في مكان اخر……..

فكان عزيز واقفاً والغضب يسيطر عليه تماماً بعد ما اخبره احمد وخالد الذان تعرضا للضرب من قبل كنان ان الفتاة قد هربت منهما ، فقام بصفع احمد بقوة وقال : ازاي خليتوها تهرب يا حيوان انت وهو ؟؟ هوا انا مش كنت منبه عليكوا وقلتلكوا متخلوهاش تهرب لحسن هقتلكوا ؟؟ قولت ولا مقولتش !!!

فقال احمد بتلعثم : احنا… احنا مسكناها يا ريس وكنها هنخلص عليها بس في واحد منعرفوش جيه وخلصها من بين ايدينا.

عزيز : مهو دا اللي مجنني… ازاي قدر شخص واحد يضربكوا انتوا الاتنين بالشكل دا ؟؟

خالد : خ… خدنا غدر يا ريس.

عزيز : خدكوا غدر ؟؟ ليه هو انا مشغل عندي حريم ولا رجاله ؟

خالد : بحلفلك يا ريس خدنا غدر..

عزيز : حسبي الله فيكوا..خليتوا سمعتنا زباله بين الناس .

احمد : متقلقش يا ريس… احنا هنروح ندور على الكلب اللي عمل فينا كدا وهنخلص عليه ونرجع هيبتنا .

عزيز : وليه مخلصتوش عليه من الأول ؟؟ غوروا من وشي لحسن ورحمة ابويا لو فضلتوا قدامي هقتلكوا انتوا الإتنين دلوقتي… غوروووو !!!

فخاف كل من احمد وخالد وقال الأول : تحت امرك يا ريس ، خالد…يلا بينا.

قال ذلك ثم اسند خالد الذي كان متضرراً اكثر منه وخرجا من مكتب عزيز ..فقال خالد : احنا لازم نلاقي الواطي اللي عمل فينا كدا ونخلص عليه علشان نخلي الريس عزيز يثق فينا مره تانيه.

احمد : وازاي هنعرفو ؟؟ احنا مشفناش وشو المعفن كويس بسبب الظلمة.

خالد : متقلقش يا صاحبي… الا ميجي يوم ونلاقيه سعتها هقتلو بأيديا دول واشرب من دمو .

احمد : سيبك من دا دلوقتي وخلينا نروح ونتعالج في المستشفى لأن شكلنا متبهدل على الأخر .

خالد : ماشي.

وبالفعل ذهبا إلى المستشفى ، اما عزيز فكان يدور في مكتبه مثل المجنون وقال : وبعدين يا رب مع المصيبة السوده دي ؟؟ ازاي هخبر فتحي بيه ان البنت لساها عايشه ؟؟ انا متأكد لو عرف هيخلص عليا..

وبعد تفكيراً دام لثلاث دقائق قال : امري لله هروح اخبرو قبل ما يطب البوليس علينا وجايز يلاقي حل لمصيبة الزرقه دي.

قال ذلك ثم خرج من مكتبه وذهب الى منزل السيد فتحي الذي كان في السابق منزل جوليا وعائلتها .

وهناك كان السيد فتحي يتناول العشاء مع زوجته هناء وأبنتهما فرح ، فسأل ابنته : اخبار الجامعة ايه يا حبيبتي ؟؟

فرح : كويسه ؟؟ انا بحاول اذاكر بجد عشان اساعدك في الشركة.

فأبتسم السيد فتحي وقال : انا فخور فيكي جداً وعشان كدا جبتلك عربيه { سيارة } جديدة .

فأبتسمت فرح وقالت : بجد ؟؟؟

ثم نهضت وعانقت والدها قائله : انا بحبك اوي يا اروع اب في الدنيا دي كلها.

فضحك السيد فتحي اما هناء فقالت : فتحي …مدللش البنت اوي ، وكان ايه الزومها العربيه الجديدة مهي عربيتها الحالية جديدة برضو .

فرح : ماما…ازاي عربيتي جديدة ؟؟ دي بقالها معايا سنة وزهقت منها وبعدين كل زمايلي في الجامعة عربياتهم جديدة.

فقال السيد فتحي لزوجته : معليش يا روحي.. هو انا بشتغل وبتعب كدا ليه ؟؟ مش علشان اجيب لبنتي حبيبتي كل حاجة نفسها فيها ومخليش حاجة نقصاها خالص ؟

هناء : يوووه خلاص اعملوا اللي انتوا عيزينوا .

في تلك اللحظة دخلت الخادمة الى غرفة المائدة وقالت : فتحي بيه…عزيز باشا وصل من شويه وهو مستنيك في غرفة المكتب يا بيه.

فنظر السيد فتحي اليها وقال : قولتي عزيز ؟؟ خير ان شاء الله.

اما هناء فقالت : ايه اللي جاب عزيز دلوقتي يا فتحي ؟؟

السيد فتحي : جايز في حاجة حصلت في الشركة ، هروح اشوفه .

هناء : فتحي… لو في مشكلة حلوها برا البيت ، مش عايزه مشاكل الشغل تأثر على بنتي .

السيد فتحي : متقلقيش يا روحي… انا هشوفه وارجع اقعد معاكوا بعدين.

قال ذلك ثم ذهب الى مكتبه في الطابق العلوى وعندما فتح الباب قال : في ايه يا عزيز ؟؟ ايه اللي جابك هنا الساعة دي ؟

عزيز : انا بعتذر يا بيه لأني جيت في وقت العشا بس في مصيبة حلت علينا وانت لازم تعرفها .

فأغلق السيد فتحي الباب ثم اقترب من عزيز وقال بقلق : مصيبة ايه الي بتتكلم عنها ؟؟

عزيز : بنت اخوك جوليا يا بيه…

فقال السيد فتحي بتعجب : جوليا ؟؟ وايه اللي فكرك بيها دلوقتي ؟؟ احنا خلصنا منها من سنتين ليه افتكرتها فجأه ؟

عزيز : البنت ما متتش يا بيه وانا قابلتها النهاردة.

فصدم السيد فتحي عندما سمع ذلك وقال : ايه ؟؟؟ بتقول ايه ؟؟

يتبع……
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::?

 

error: