روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
::::::::::::::::::::::::::
قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما جوليا سألت كنان عن سمر ….
فقالت : مين سمر يا كنان ؟
فتوقف كنان عن تنظيف الجرح الذي في يدها بعدما سمع ذلك ثم نظر اليها بعيونه التي تحولت الى اللون الاحمر من شدة الغضب وقال بنبرة حادة : انتي سمعتي اسمها فين ؟
جوليا : مش دا الجواب اللي انا عايزاه منك.
فنهض كنان وقال بغضب : متخلينيش اتجنن وقولي انتي سمعتي اسمها فين ؟
فنهضت جوليا ايضاً ثم خلعت خاتم الفضة الذي البسها اياه كنان عندما طلب يدها وقالت : اسمها محفور هنا يا كنان…انا مكنتش اعرف ان الخاتم دا فيه حاجة زي كدا لغاية ما وقع من صباعي النهاردة وانا بشتغل في المطعم وشفت اسمها جواه.
قالت ذلك واعطته الخاتم… فأنتزعه من يدها والقى نظرة سريعة على جوف الخاتم حيث كان منقوشاً في داخله ” بحبك يا سمر ” فشعر بالضيق لأنه نسيء ان هذا الخاتم كان هدية من سمر اعطته ايه لكي يتذكر دائماً انه يحبها هي وحدها وبالرغم من ذلك البسه لجوليا على انه خاتم زواج بينما كان بأمكانه ان يشتري لها متجر الماس فهو ثري ولا يفتقر للمال.
فوضع كنان الخاتم في خنصرة وقال بزمجرة : ملكيش دعوة بالموضوع دا… ولو سمعتك تنطقي اسمها على لسانك تاني فانا حقطعهولك انتي فاهمة ؟
فشعرت جوليا بان هذه الفتاة المدعوة سمر مهمة بالنسة لكنان فقالت : انت بتحبها ؟
فازداد غضب كنان مما جعله يمسك بمعصمها بقوة ويشدها نحوه حتى تآلمت وقال : قلتلك مش عايز تجيبي سيرتها على لسانك والا حقطعو !
فأدمعت عينا جوليا وقالت : مدام انت بتحبها اوي كدا ليه سبتها وتجوزتني انا ؟؟ ليه متجوزتهاش هي؟
في تلك اللحظة فقد كنان السيطرة على نفسه فأمسك بشعرها وصرخ قائلاً : قلتلك ملكيش دعوه بيها !
فنزلت دموع جوليا لأنها تآلمت عندما شد شعرها وقالت : سيب شعري يا كنان لحسن والنبي هصرخ وخلي كل اللي شغالين في البيت دا يعرفوا حقيتك .
كنان : جربي تعملي كدا وشوفي انا هعمل فيكي ايه.
جوليا وهي تبكي : حرام عليك… انا معملتش حاجة وحشه بحقك علشان تبهدلني بالطريقة دي.
فشد شعرها اكثر وقال : ازاي معملتيش حاجة ؟؟ دا انتي السبب في كل حاجة وحشة حصلتلي… بسببك بقيت شبه الميت وميفرقش عندي اي حاجه !
فازدادت جوليا في البكاء وقالت : طيب قولي انا عملتلك ايه ؟؟ ولو غلط في حقك فانا ممكن اصلح كل حاجة .
فترك شعرها ثم دفعها على السرير واخذ يدور في الغرفة ذهاباً وإياباً وقال بزمجرة تشبه زئير الأسد : تصلحي كل حاجة ؟؟؟ انتي فاكره ان اللي حصل ممكن يتصلح بالسهولة دي ؟
فنهضت وصرخت قائله : انت واحد معندكش رحمة…مش عايز تقولي انا عملتلك ايه وكمان مش عايز تطلقني امال عايز مني ايه !
فصفعها بقوه جعلتها تقع ارضاً وقال : عايز اشوفك متحطمه… ايوا عايز احطمك وادمرك يا بنت السباعي… وبعد ماخلص منك هيجي الدور على عمك الواطي والقاتل السافل اللي اسمو عزيز اللي قتل …
فنظرت اليه بعيونها الباكية وهي تضع يدها على خدها وقالت : قلت قاتل ! وانت عرفت منين ان عزيز قتل حد ؟
في تلك اللحظة اراد ان يقول كل شيء …اراد ان يفصح عن الغضب المكبوت بداخله ويخبرها بأمر التشابه الذي بينها وبين سمر ولكنه توقف عندما سمع صوت قرع باب الغرفة فقال من الداخل : عايزين ايه !
فاجابه الطارق بتوتر : د…دي انا يا بيه… زينات ، جيت اخبرك ان اصحابك وصلوا .
فتنهد كنان ثم قال : ماشي يا زينات… اديني جاي.
قال ذلك ثم نظر الى جوليا وقال بلهجة تهديد : انتي هتفضلي متنيله هنا ولو خرجتي قدام صحابي بالمنظر دا فأعتبري ان نهايتك قربت ومش هيحصلك طيب انتي سامعه ؟
قال ذلك ثم عدل بذلته الرسمية وخرج من الغرفة وهو يبدو عليه الانزعاج… اما جوليا فبدأت تبكي لان كنان صفعها وترك اثراً على خدها… فنهضت من مكانها ثم دخلت إلى الحمام لكي تغسل وجهها.
في غرفة المعيشة………
نزل كنان ورسم ابتسامة مصطنعة على وجهه لكي يخفي انزعاجه ثم استقبل اصدقائه قائلاً : نورتوا.
فأبتسمت منال واقتربت منه ثم عانقته وقالت : ازيك يا كنان ؟؟ عامل ايه ؟
كنان : انا كويس يا منوله… انتي ازيك ؟
فقالت وهي تبتعد عنه : الحمد لله… احوالي كلها تمام.
اما يوسف فقال : مش هنقعد بقى ؟
فضحك ادهم وقال : منت كنت قاعد من شويه.
كنان : اتفضلوا…دقايق والعشا هيكون جاهز.
ثم جلسوا جميعاً فقال يوسف : امال فين جوليا يا كنان ؟
فتغيرت تعابير وجه كنان وقال بأنزعاج : متنيله فوق..
ادهم : هي مش هتتعشا معانا ؟
كنان : لاء… انتوا مش اغراب وانا مش هخبي عليكوا اي حاجة ، من شويه اتخانقت معاها ومنعتها تخرج من الأوضة نهائياً.
فانزعج الاصدقاء من الذي سمعوه وقالت منال : ليه يا كنان ؟؟ البنت مظلومه وانت عارف دا كويس.. ليه عايز تظلمها اكتر من كدا ؟
كنان : منال ارجوكي بلاش تفتحي الموضوع دا دلوقتي علشان انا متعصب ومليش خلاق اتخانق مع حد تاني .
فتنهد يوسف وقال : خلاص يا منال…احنا جينا النهاردة مش علشان نتخانق مع كنان وعلى العموم هو يعرف ان اللي بيعملو غلط وهيجي يوم يندم فيه على كدا.
كنان : بلاش يا يوسف عكننه والنبي.. وبعدين انت زعلان ليه ؟
يوسف : انا زعلان علشان شايفك بتظلم البنت وهي ملهاش ذنب في اللي حصل.
اما ادهم فقال : خلاص يا جماعة.. اهدوا وخلونا نتبسط ومش وقت الكلام دا دلوقتي.
يوسف : ماشي.. خلاص.. هسكت ومش هفتح بؤي خالص.
كنان : بلاش تتصرف زي العيال وافرد وشك شويه.
منال : خلاص يا يوسف… متزعلش.
يوسف : هو انا عيل علشان ازعل بالسرعة دي؟
ادهم : امال قلبت خلقتك كدا ليه؟
فضحكت منال وقالت : خلاص يا ادهم سيبو براحتو.
يوسف : متبطلوا بقى.
في تلك اللحظة اقتربت سوسن وقالت : العشا جاهز يا كنان بيه.
كنان : ماشي يا سوسن… يلا اتفضلوا اساساً انتوا مش محتاجين دعوة.
فنهض كل من ادهم ويوسف ومنال ثم توجهوا برفقة كنان الى طاولة الطعام فجلس هو على مقدمة المائدة بينما جلس ادهم على جهة اليمين ويوسف ومنال جلسوا على جهة اليسار.
فقال يوسف : شكل الاكل طعم اوي..
منال : عندك حق حتى ريحتو لذيذة جداً .
فتذكر كنان انه جوليا هي من اعدت العشاء ونادى على سوسن فأتت بسرعة وقالت : امرك يا بيه؟
كنان : جوليا تعبانه شويه ومش هتقدر تتعشا معانا هنا علشان كدا طلعيلها الاكل على الاوضة .
سوسن : تحت امرك يا بيه.
قالت ذلك ثم ذهبت… اما ادهم فنظر الى كنان وقال : مدام انت بتكرها اوي ليه خايف عليها كدا ؟
كنان : يعني عايزني اسيبها تموت من الجوع..وبعدين هي اللي حضرت الاكل دا واكيد ماكلتش حاجة لغاية دلوقتي .
فتذوقت منال الحساء وقالت بأعجاب : ممم طعمو حلو اوي !
فتذوق كل من يوسف وادهم الطعام ايضاً واعجبهم مضاقه فنظر يوسف الى كنان وقال : البنت دي طباخة شاطرة يا كنان… اكلها لذيذ وطعمو شبه طعم الاكل اللي بيحضروا في الفندق بتاعي.
{ طبعاً الفندق الخاص بيوسف يعتبر من الفنادق ذات الخمس نجوم ويعمل به اكثر الطباخين احترافاً }
فامسك كنان بالملعقة الخاصة به ثم تذوق قليلاً من طبق الحساء الذي امامه واعجبه الطعم ولكنه لم يظهر ذلك فتنحنح وقال : وفيها ايه يعني ؟؟ اي حد ممكن يعمل اكل لذيذ زي دا .
ادهم : شكلك مش عايز تعترف ان الاكل عجبك مش كدا ؟
فرمقه كنان بنظرة جانبيه ثم قال : ادهم… كمل اكلك وانت ساكت.
فصحك ادهم وقال : جرى ايه ؟؟ انت جايبني هنا علشان تأكلني ولا علشان تبهدلني !
كنان : مهو لسانك دا اللي يتسبب لك في البهادل يا حضرة المحامي.
فضحك يوسف وقال : بس متنساش يا كنان ان ادهم اكبر مننا يعني هو الكبير هنا.
كنان : ماشي يا سيد حقك عليا انت والكبير بتاعك … يلا كملوا اكلكوا.
في غرفة جوليا………
كانت جالسه على السرير بهدوء وتضم قدميها الى صدرها وتحدق بالفراغ… فسمعت طرق خفيف على باب الغرفة ولكنها لم تقل اي شيء ، فدخلت سوسن وهي تحمل صينية الطعام وقالت : كنان بيه طلب مني اجيبلك الأكل علشان تاكلي يا هانم.
فنظرت اليها وقالت : مش عايزه اي حاجة منو وقليلو مش عايزه اتنيل .
فأستغربت سوسن وقالت : بس انتي لازم تاكلي يا هانم علشان انتي ماكلتيش حاجة من الظهر.
جوليا : رجاءً يا سوسن.. قلتلك مش عايزه اي حاجة ف يا ريت تخدي الأكل وتسيبيني لوحدي .
فشعرت سوسن بأن جوليا ليست طبيعية وخصوصاً لان وجهها كان محمراً اثر صفعة كنان فقالت في نفسها : معقول يكون كنان بيه ضربها لانها اشتغلت معانا في المطبخ !
ثم تنهدت وقالت : حاضر يا جوليا هانم…هخرج دلوقتي ولو احتجتي اي حاجة فانا في الخدمة.
قالت ذلك ثم حملت الصينية وخرجت من الغرفة ونزلت الى الاسفل وهي متعجبه من الامر … فتوجهت نحو طاولة الطعام حيث كان كنان ورفاقة يتناولون العشاء وقالت بتوتر : ك.. كنان بيه الهانم مش عايزه تاكل وطلبت مني اسيبها لوحدها.
فوضع كنان الملعقة من يده وامسك بكأس الماء الخاص به ثم ارتشف منه قليلاً وقال : لو مش عايزه تاكل دلوقتي يبقى مفيش اكل بعدين… انتي سامعه يا سوسن ؟
سوسن : تحت امرك يا بيه..
في تلك اللحظة نهضت منال وقالت : انا هطلعلها الأكل وهحاول معاها… مينفعش نسيبها جعانه بالشكل دا ، دي برضو انسانه وعندها مشاعر.
فنظر كنان اليها وقال : سيبيها يا منال… انا عارف هي بتعمل كده ليه بس على مين ؟ ولو مش عايزه تاكل فهي مش هتموت من الجوع بسبب يوم واحد.
يوسف : معليش يا كنان… خلي منال تطلع تتكلم معاها .
ادهم : وانا بقول كدا برضو.. وبما انهم هما الاتنين ستات فاكيد جوليها هتحس بالراحة معها اكتر.
فتنهد كنان وقال : اعملي اللي انتي عيزاه يا منال وخلصيني.
فابتسمت منال ثم اقتربت من سوسن واخذت صينية الطعام وصعدت بها إلى الاعلى… فطرقت على باب الغرفة لتجيبها جوليا من الداخل وهي تبكي قائله : قلتلك مش عايزه اكل يا سوسن ، ليه رجعتي تاني ؟
فقالت منال : دي انا… منال عطالله.. ممكن ادخل ؟
فمسحت جوليا دموعها بسرعة وقالت : اكيد.. اتفضلي.
ففتحت منال الباب ودخلت وهي تحمل الصينية وابتسمت قائله : مساء الخير.
فنهضت جوليا واجابتها : مساء النور.
فوضعت منال الصينيه على الطاولة واقتربت من جوليا ثم صافحتها قائله : اسفه لو ازعجتك بس مهنش عليا انك تفضلي قاعده هنا لوحدك من غير اكل.
جوليا : متشكره على اهتمامك يا منال هانم بس انا فعلاً مليش نفس اكل اي حاجة.
قالت ذلك ثم عادت وجلست على السرير ، فجلست منال الى جانبها على السرير وقالت : ايه منال هانم دي ؟ قوليلي بس منال وتقدري تعتبريني اختك الكبيره .
{ ملاحظة : منال اكبر من جوليا وسمر بسنه واحدة… اي ان عمرها 27 سنه بينما كان عمر جوليا وسمر 26 سنه}
فأبتسمت جوليا بالرغم من حزنها وقالت : ميرسي اوي..
منال : ودلوقتي قوليلي انتي زعلانه كدا ليه ؟
جوليا : مفيش… بس تعبانه شوية.
{ المسكينة مكنتش عايزه تقول لمنال ان كنان ضربها علشان متتسببش في المشاكل لان كنان هددها لو فتحت بؤها وحكت اي حاجة لاي حد مش هيحصلها طيب.. بس هي مكنتش تعرف ان منال ويوسف وادهم بيعرفوا كل حاجة }
منال : متخفيش يا جوليا… انا عارفه انك تخانقتي انتي وكنان قبل ما نوصل هنا علشان كدا انتي مش عايزه تاكلي ؟ بس كدا مينفعش… يعني مش لازم تفضلي بدون اكل.
فنظرت جوليا اليها بصدمة وقالت : وانتي عرفتي ازاي اننا تخانقنا ؟
منال : كنان قلنا دا بنفسو.
جوليا : قلكوا ؟
منال : ايوا.
جوليا : وقلكوا ليه تخانقنا ؟
منال : لاء هو بس قال انكوا تخانقتوا .
فتنهدت جوليا وقالت : ايوا احنا تخانقنا بس متقلقيش كلو هيبقى تمام.
فشعرت منال بالشفقة على جوليا التي كانت تحاول اخفاء حقيقة ان زواجها من كنان لم يكن سوى كذبه لا تعرف لما وضعت فيها اساساً .
فتنهدت وقالت : بالمناسبة انتي بتطبخي اكل لذيذ اوي…
فابتسمت جوليا وقالت : عجبك الاكل ؟
منال : ايوا… طعمو تحفة وزي ما يوسف قال ان طعم الاكل بتاعك شبه طعم الاكل اللي بيقدموا في الفندق بتاعوا .
جوليا : يوسف… مش دا برضو الراجل ابو عينين خضره اللي شهد على جوازي انا وكنان في المحكمة ؟
فضحكت منال وقالت : ايوا …يوسف هو الراجل ابو عينين خضره ويبقى خطيبي وصاحب كنان الانتيم .
منال : انتوا مخطوبين ؟
منال : ايوا…. بقالنا سنة تقريباً بس احنا كنا بنحب بعض من زمان اوي.
جوليا : وليه متجوزتوش لغاية دلوقتي ؟
منال : يوسف محتاج شوية وقت علشان الشغل في الفندق واخد كل وقتو بعد ما باباه توفى وبقى هو الرئيس التنفيذي للفندق وانا كمان عايزه اجهز نفسي كويس لان الزواج مبيحصلش بالساهل كدا.
جوليا : ربنا يتمم على خير…بصراحه انتوا لايقين على بعض اوي.
منال : ميرسي يا روحي.. وانتي كمان تجنني ما شاء الله ولو كنت راجل مكنتش سبتك خالص.
فضحكت جوليا بطريقة جميله مما جعل منال تبتسم وتقول : ايوا كدا… اضحكي وبلاش تفضلي زعلانه.
جوليا : انتي دمك خفيف اوي يا منال.
منال : دا انتي اللي عسل والله… ايه رايك نبقى اصحاب ؟
جوليا : اكيد ..وبتشرف.
منال : يبقى من النهارده احنا بقينا اصحاب وانتي هتخرجي معايا بكرا علشان نتعرف على بعض اكتر.
فتغيرت ملامح جوليا لانها ادركت ان كنان لن يسمح لها بالخروج وقالت : بعتذر يا منال بس ميتفعش اخرج بكرا.
منال : ليه ؟؟ هو انتي عندك حاجة ؟
جوليا : لاء بس تعبانه شوية ولو خرجت هتعب اكتر.
منال : متخفيش… انا هبقى جنبك ولو تعبتي فهنرجع على طول.
فتنهدت جوليا وقالت : خلاص.. لو انتي شايفه كدا فانا موافقه… بس مبوعدكيش.
منال : يبقى اتفقنا…ودلوقتي صار لازم تاكلي علشان تسرتجعي قوتك.
قالت ذلك ثم نهضت وامسكت بصينية الطعام فقالت جوليا : بجد مليش نفس للأكل.
منال : على شان خاطري… ولا مليش خاطر عندك ؟
جوليا : متقوليش كدا … دا انتي دخلتي على قلبي زي العسل.
منال : يبقى يلا تعالي علشان تاكلي.
فنهضت جوليا ثم ابتسمت وقالت : ماشي.
وبعدها جلست على الاريكة وبدأت في تناول الحساء بينما كانت منال تراقبها وتبتسم لها بلطف.
اما في غرفة المعيشة……
فكان كل من ادهم وكنان ويوسف جالسين ويشربون النبيذ الأحمر ويتبادلون اطراف الحديث .
فقال ادهم : ايه مالك يا كنان ؟؟ شكلك مش معانا خالاص.
كنان : والنبي سيبني في حالي دلوقتي يا ادهم .
يوسف : في ايه يا كنان ؟ انت قلقان كدا ليه ؟
كنان : خايف تكون منال قالت لجوليا كل حاجة… انتوا عارفينها قلبها رهيف ومبتقدرش تخبي اي حاجة عن حد .
يوسف : متقلقش… منال مش عيله علشان تقول لجوليا انك اتجوزتها لانك عايز تنتقم منها.
ادهم : ششش وطي صوتك يا يوسف مش عايزين الشغالات يسمعوا.
يوسف : خلاص سكت.
فنهض كنان وقال : هروح اشوف هما بيعملوا ايه.
يوسف : روح ياخويا روح.. هنشوف ايه اخرتها معاك.
كنان : متبطل بقى.
قال ذلك ثم صعد الى الاعلى… اما ادهم فتنهد وقال : والله الواد دا هيجننا في يوم من الايام.
يوسف : والمصيبه اننا بنحبو وبنخاف عليه بس يفضل يبهدلنا على طول.
فضحك ادهم وقال : انا عن نفسي اتعودت على البهادل .
فضحك يوسف وقال : اقول ايه انا… مع اني صاحبو من وحنا صغيرين لكن المجنون مبطلش يبهدلني.
في الطابق الثاني……
صعد كنان وقبل ان يدخل إلى غرفته سمع صوت ضحكات كانت غريبه ولم يسمعها من قبل.
* نعم كانت هذه الضحكات صادره عن جوليا التي كانت تستمع لحديث منال حيث ان الاخيرة قصت عليها كيف تعرفت على يوسف في الجامعة وكيف كان يلاحقها من مكان الى اخر لكي يقنعها بأن تصبح حبيبته حتى انه خيم امام منزلها لمدة يوم وليلة فقط لكي يقنعها بأنه يحبها.
وعندما سمع كنان صوت ضحك جوليا شعر بأن قلبه سوف يهوي الى الاسفل… هل لانه تذكر حبيبته سمر عندما كانت تضحك… ام ان هناك امراً اخر ؟؟
فوضع يده على صدره وقال : مالك يا كنان ؟؟ ليه حاسس كدا ؟ مينفعش تتوتر لانك سمعت صوت ضحكة البنت دي… بس دي اول مره بسمعها تضحك يا ترى منال قالتلها ايه علشان تضحكها بالشكل دا ؟
قال ذلك ثم اخذ نفساً عميقاً وفتح الباب على حين غرّة وبدون اي استأذان… فنظر إلى جوليا التي كانت تبتسم فور دخوله مما جعل قلبه يرتجف مجدداً ، اما هي فقد اختفت ابتسامتها عندما نظرت اليه وشعرت بالخوف قليلاً لانها ظنت بأنه سوف يهينها امام منال.
اما منال فألتفتت وقالت : كنان.. انت عايز حاجة ؟
فاجابها وهو ينظر الى جوليا التي كانت تحدق به والخوف مسيطر عليها : لا مش عايز حاجة بس شفتك تأخرتي فقلت اجي اشوف بتعملي ايه.
فنهضت منال واقتربت منه ثم وضعت يدها على كتفه وقالت : كنت بحكي لجوليا عن قصتي انا ويوسف وحكتلها ازاي وقعني في حبو وبقيت بحبو زي المجنونه.
كنان : كويس.
منال : اه صحيح… انا عايزه اطلب منك طلب يا كنان ويا ريت توافق عليه.
كنان : انتي تؤمري يا منال مش بس تطلبي.
فابتسمت منال وقالت : ربنا يخليك ليا… انا عايزه اخرج مع جوليا بكرا ونروح نعمل شوبينج { تسوق} مع بعض فممكن تسمحلها تروح معايا ؟
فقالت جوليا بصوت خافت : ملوش لازمه يا منال… انا قلتلك اني تعبانه ومش هقدر اخرج بكرا.
منال : مليش دعوة… انتي هتروحي معايا بكرا يعني هتروحي .
قالت ذلك ثم نظرت الى كنان وقالت : ها …قولت ايه ؟؟ ممكن تخليها تروح معايا ؟
فتنهد كنان وقال : ماشي.. تقدروا تروحوا.
فأبتسمت منال ثم عانقته بعفوية عناق اخوي وقالت : ميرسي اوي.
فابعدها عنه وقال : جرى ايه يا منال ؟؟ عايزه تخنقيني ولا ايه ؟ متهدي !
فضحكت منال وقالت : انا مبسوطه علشان وافقت ان جوليا تروح معايا.
اما جوليا فصدمت لانه سمح لها بالخروج من الفيلا وخاصةً انها ستخرج لوحدها مع منال وهو لن يكون برفقتها ، فقالت بتردد : انت… انت بتتكلم جد ؟
فنظر اليها بحدة وقال : لو مش عايزه تخرجي يبقى خلاص.
جوليا : لاء عايزه.
منال : يبقى اتفقنا… انا هكون عندك الساعة تسعة الصبح علشان نخرج سوى.
كنان : منال… تعالي انا عايزك.
منال : ماشي..اسبقني انت وانا هحصلك.
كنان : متتأخريش.
قال ذلك ثم نظر إلى جوليا نظرة اخيرة قبل ان يخرج فوجدها تحدق به بأستغراب وبعدها اطلق تنهيدة طويلة وخرج… اما منال فأقتربت من جوليا وعانقتها قائله : واو… انا مبسوطه اوي.
فأبتسمت جوليا وقالت : في الحقيقة انا استغربت لان كنان وافق بالسهولة دي.. قصدي ان ملوش في العادة يسيبني اخرج من غيرو.
منال : المهم انه وافق… هروح اشوف عايز ايه قبل ما يتعكنن ويغير رأيه .
جوليا : ماشي..
منال : اتشرفت بمعرفتك يا جوليا وانا مبسوطة لاننا حكينا مع بعض وبقينا صحاب.
جوليا : وانا كمان اتبسط اوي وخصوصاً لانك بنت طيبه جداً .
منال : ميرسي.. دا من لطفك يا عسل ، اسيبك انا بقى علشان شكل يوسف وادهم عايزين يمشوا.
جوليا : ماشي.
منال : سلام.
قالت ذلك ثم خرجت من غرفة كنان وجوليا ونزلت الى الاسفل حيث كان البقية جالسين فجلست وقالت : في ايه يا كنان ؟
كنان : انتي حكيتي حاجة لجوليا يا منال ؟
منال : قصدك عن موضوع الانتقام ؟؟ انت شايفني عيله علشان افتح مع البنت موضوع زي دا ؟
يوسف : مش قلتلك انها مستحيل تعمل كدا ؟
ادهم : قوليلي يا منال… هي جوليا عامله ايه ؟؟ والاهم من دا رضيت تاكل حاجة ؟
منال : ايوا.. هي اكلت شوية لاني اصريت عليها بس لما دخلت الاوضة كان باين انها زعلانه اوي حتى انها كانت بتعيط.
كنان : هه.. شوية دلع بنات.
ادهم : كنان يا صاحبي ارجوك خف على البنت شوية… يعني بصراحة انا جيت النهارده علشان كنت عايز قابلها بس حضرتك منعتها انها تنزل ومش بس كدا كمان مزعلها.
كنان : لا يا شيخ… ايه رايك اروح اشتريلها باقة ورد وتأسف لها واقول متزعليش مني.. بس انا كنت متعصب واتجوزتك علشان انتقم منك لانك بتشبهي حبيبتي سمر اللي عمك الحقير امر السافل عزيز انه يقتلها بدلالك !
ادهم : والله منا عارف اقولك ايه..
فنهض يوسف وقال : انا بقول صار لازم نمشي لان لو فضلنا متجمعين هنا وبنتكلم بالموضوع دا فاكيد هتحصل مشكلة احنا في غنى عنها.
منال : وانا بقول كدا برضو.
فنهض كنان وقال : معقول عايزين تمشو دلوقي ؟؟ لسا بدري.
ادهم : انت نسيت اننا بكرا عندنا معاد مع الشركة الاجنبية ولا ايه ؟؟
كنان : اه صحيح.. بكرا هنروح ونشتري اسهم شركة الواطي فتحي منهم.
يوسف : وهتعمل ايه بالاسهم دي يا كنان ؟
كنان : مش عارف لغاية دلوقتي بس اهم حاجة اني اخليه الحقير يفلس وميلقيش ولا حد يوقف جنبو.
منال : خلي بالك من نفسك يا كنان لان الراجل دا باين عليه مش سهل ابداً .
كنان : متقلييش… انا حاسب حساب كل حاجة.
ادهم : يبقى هنتقابل بكرا الصبح في الشركة .
كنان : تمام.
يوسف : يلا خلونا نمشي.
كنان : هوصلكوا لغاية الباب.
قال ذلك ثم سار معهم حتى البوابة… فصعدت منال الى جانب يوسف في سيارته لكي يوصلها كما صعد ادهم في سيارته وغادروا.
فعاد كنان الى الفيلا وذهب الى المطبخ ثم قال لخادمة ندى : عايز شوية تلج.
ندى : تحت امرك يا بيه.
قالت ذلك واخرجت له كيس ثلج صغير من الثلاجة واعطته ايه قائله : عايز حاجة تانيه يا بيه ؟
كنان : لاء .. تقدري تروحي تنامي.
ندى : هخلص تنضيف الاول وبعدين هروح.
كنان : تصبحي على خير.
قال ذلك ثم خرج من المطبخ وصعد الى غرفته… ففتح الباب ثم دخل ونظر الى جوليا التي تسلل الخوف الى قلبها لان كنان عاد مجدداً وادركت ان اصدقائه قد غادروا فنظرت اليه بتوتر ولكنها لم تقول اي شيء.
اما هو فوضع كيس الثلج من يده على الطاوله ثم خلع سترته ودخل الى حجرة الملابس بدون أن يتفوه بأي حرف… فبعدما بدل ثيابه الرسمية ببنطال اسود وتيشرت زرقاء بأكمام قصير لتبرز عضلات ذراعيه خرج من الحجرة ونظر اليها وهي جالسه على السرير ثم توجه نحو كيس الثلج واخذه عن الطاولة وبعدها اقترب نحو السرير مما جعلها ترتعش خوفاً .
فجلس على حافة السرير وادار ظهره له وقال بدون ان ينظر : بتوجعك ؟
فارتبكت ولم تفهم قصده فقالت بصوت خافت : ايه هي ؟
فالتفت اليها ونظر الى وجهها مطولاً ثم قال بهدوء : مكان الضربه على وشك.
فوضعت جوليا يدها على خدها لتتحسس مكان الصفعة وقالت : ازاي مش هيوجعني وانت ضربتني بكل قوتك ؟
في تلك اللحظة شعر كنان بأن سيفاً قد طعنه فاغمض عيناه ثم شد بقبضته على كيس الثلج وبعدها تنهد ونظر اليها ثم قال : قربي مني.
فخافت جوليا كثيراً وظنت انه سيضربها مجدداً فقالت : خلاص انا متأسفه… مكنش قصدي اقول كدا والله.
كنان : قلتلك قربي.
فنزلت دموعها وقالت : والنبي بلاش تضربني… انا اسفه مكنش قصدي.
فنهض هو واقترب منها مما جعلها تخفي وجهها بيديها وتبكي بشدة.. ولكنه لم يضربها بل ابعد يديها عن وجهها بلطف ثم امسك بذقنها ورفع رأسها لتنظر اليه بعيونها الباكيه مما جعل قلبه يؤلمه اكثر فمسح لها دموعها وقال : بطلي تعيطي والا فعلاً هضربك لو فضلتي تعيطي كدا.
جوليا : ارجوك… بلاش تضربني تاني ولو مش عايز اروح بكرا مع منال فانا مش هخرج .
فامسك بكيس الثلج ثم وضعه على خدها وبعدها امسك بيدها وقال : لو عايزه تخفي بسرعة يبقى لازم تمسكي الكيس دا علشان الورم يخف.
قال ذلك ثم ترك يدها واستلقى قائلاً : قومي طفي النور… عايز انام.
فأستغربت جوليا من تصرفاته التي تغيرت فهو اصبح لطيفاً معها فجأه حتى انه احضر لها الثلج لتضعه مكان الصفعة ومسح لها دموعها .
فنظرت اليه وقالت : انت… انت اتغيرت كدا ليه ؟ لسا من ساعتين بس ضربتني وحبستني هنا ومنعتني اخرج.
فتنهد كنان وقال : قلتلك قومي طفي الضو لإني تعبان وعايز انام.
فنهضت من مكانها ثم توجهت نحو زر الضوء الذي كان على الاحائط وارادت ان تطفيه ولكنها توقفت عندما سمعته يقول : سألتيني ليه متجوزتش سمر لو كنت بحبها مش كدا ؟؟
فالتفتت اليه ولم تقول اي شيء فأضاف هو قائلاً : انا هقولك ليه متجوزتهاش… لانها ماتت من سنتين.
قال ذلك ثم استدار الى الجهة الاخرى لكي يخفي دموعه التي نزلت رغماً عنه اما هي فشعرت بالحزن بعدما سمعت ذلك وقالت : انا… انا متأسفه مكنتش اعرف.
فمسح دموعه بدون ان تراه وقال : طفي الضو.
فاطفأت جوليا ضوء الغرفة ليخيم الظلام في الارجاء ما عدى الجزء الذي كان امام باب الشرفة حيث ان ضوء القمر كان منبعثاً من خلال الباب الزجاجي مما جعلها تستهدي الى طريقها نحو السرير.
فصعدت على الجانب الايسر من السرير حيث اعتادت ان تنام واستلقت بجانب كنان الذي كان يعطيها ظهره بكل هدوء وكانت المسافة بينهما تتسع لينام شخصاً اخر على السرير حيث ان كل واحد استدار الى جهة.
فكانت جوليا تفكر بما قاله لها وقالت في نفسها : مكنتش اعرف ان الوحش دا جواه انسان حزين اوي بالشكل دا… جايز علشان فكرته بحبيبته اللي ماتت ضربني بقوه ؟
اما في الجهة الأخرى فكان كنان مايزال مستيقظاً ايضاً ويفكر بمنظر جوليا التي خافت منه عندما اراد ان يعضع يده على وجهها ليرى مكان صفعته.
فقال في نفسه : معقول انا اوصل للحقارة دي ؟؟ بقيت وحش بنظرها واكيد بعد كل اللي عملتو فيها بقت بتكرهني… اساساً هي عمرها ماحبتني بس دلوقتي وبعد ما اغتصبتها وضربتها فانا متأكد من انها بتحتقرني ، بس ازاي يا سمر.. ازاي هقدر اسامحها وهي كانت السبب في موتك !
تسارع في الأحداث ………..
في صباح اليوم التالي…….
استيقظ كنان قبل جوليا فنظر اليها وهي ما تزال نائمه بجانبه ثم ابعد شعرها عن وجهها بلطف ليجد ان اثار صفعته مازال ظاهر بعض الشيء فتنفس بعمق وبعدها نهض عن السرير ثم دخل إلى الحمام , وبعد ان استحم خرج وهو ينشف شعره كالعادة ثم نظر اليها ليجدها ماتزال نائمة فقرر ان يخرج من المنزل قبل ان تستيقظ لذا دخل الى حجرة الملابس وارتدى ثيابه الانيقة والتي كانت عباره عن بذله رسمية لونها رمادي غامق مع قميص ابيض بدون ربطة عنق لان صدره كان ظاهراً قليلاً حيث ظهرت في عنقه سلسلة من الفضة وكانت تتظمن خاتم الخطوبة الخاص بسمر حيث انه وضعه في السلسلة واقسم ان لا ينزعها من رقبته ابداً .
وبعدما ارتدى ملابسه وانتعل حذائه وسرح شعره الكثيف وتعطر خرج من حجرة الملابس واخرج من محفظته بطاقة ائتمانية ووضعها على الطاولة ثم امسك بورقة وقلم وكتب عليها بعض الكلمات ثم وضع محفظته في جيب سترته وخرج من الغرفة.
فوجد ان الساعة ماتزال السادسة صباحاً وان الجميع ما يزالون نائمين فوقف يفكر الى اين سيذهب في هذا الصباح بما ان الوقت مازال مبكراً على الذهاب الى الشركة وبعد مدة قصيرة من التفكير خرج من الفيلا وصعد في سيارته ثم قادها مبتعداً .
في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً …وفي منزل السيد فتحي بالتحديد….
استيقظت فرح من نومها او لنقول انها لم تستطيع النوم في الليلة السابقة لانها كانت متوترة بشأن ما حدث بينها وبين عزيز { اقصد القبله في الجامعة } ففتحت باب الشرفة في غرفتها لتدخل اشعة الشمس ثم اخذت نفساً عميقاً وقالت : باين النهار حلو من اوله…بس ازاي وافقت ان الخطوبة تتم النهاردة وانا لسا مش مجهزه نفسي ؟
في تلك اللحظة سمعت طرقاً خفيفاً على باب الغرفة فقالت من الداخل : مين !
ولكنها لم تسمع اي رد مما جعلها تقترب من الباب ففتحته واذ بها تتفاجأ بوجود عزيز امامها.
{ ملاحظة : عزيز انتقل للعيش في منزل السيد فتحي وقد ذكرت ذلك في البارت السابق }
فنظرت اليه بصدمة يغلبها الاعجاب فهو لم يكن يرتدي تلك الملابس الرسمية التي اعتادت ان تراه بها دائماً وانما كان يرتدي ملابس رياضية واقصد بـِ ” ملابس رياضية ” بنطال اسود وتيشرت بيضاء بأكمام طويله وكانت ضيقة مما جعل عضلات صدره تبرز كما كان ينتعل حذاء رياضي لونه ابيض.
فوقفت تحدق به من الاسفل حتى الاعلى وقالت : عزيز !! ايه اللي جابك هنا من الصبح كدا ؟
اما هو فأبتسم وقال : صباح الخير يا عروسه… هو انتي نسيتي اني انتقلت لهنا امبارح ؟
فتذكرت ان والدها طلب من عزيز فعل ذلك ثم تنهدت وقالت : ايوا افتكرت… بس ايه اللي طلعك اوضتي يا عزيز ؟؟
فأمسك بيدها وقال : جيت اقولك صباح الخير قبل مخرج علشان اتمرن.
قال ذلك ثم قبل يدها مما جعلها تشعر بالخجل فسحبت يدها بسرعة وقالت : تصدق فاجأتني ! انا عمري مشفتكش بالشكل دا ابداً .
فنظر إلى نفسه ثم ابتسم بسذاجة وقال : بتقصدي لبسي ؟ مهو دا لبس البيت ومينفعش البسو في الشغل وانتي مكنتيش تشوفيني غير لما كنت اشتغل مع فتحي بيه.
فرح : ان جيت للحق… اللبس دا لايق عليك اكتر.
فإبتسم عزيز بخبث وقال : هو انا عجبتك يا حلوه ولا ايه ؟
قال ذلك ثم اقترب منها واراد ان يقبلها فوضعت يدها على صدره لتوقفه وقالت بتوتر : ارجوك امشي من هنا قبل ما حدا يشوفك.
عزيز : وفيها ايه يعني ؟؟ محنا بقينا مخطوبين والنهاردة حفلة الخطوبه بتاعتنا وهتبقي مراتي قريب جداً .
فرح : اصلاً انا لسا مسمحتكش على اللي عملتو امبارح.. ومش هسمحلك تكرر دا تاني.
فابتعد عزيز للخلف ثم ضم يديه الى صدره وقال : بجد ؟؟ امال ليه وافقتي تتجوزيني لما سألتك امبارح بينما كان فيكي ترفضي زي ما قولتي ؟
فأرتبكت فرح ولم تعد تعرف ماذا ستقول…. هل تقول له بأنها وقعت في حب عيناه وشخصيته الجامحة والمسيطرة ؟؟
فقالت بتلعثم : انا… انا وفقت لان بابا عايز كدا… ودلقتي امشي من هنا لاني مش فضيالك خالص.
قالت ذلك ثم ارادت ان تغلق الباب في وجهه ولكنه وضع يده على العتبة وقال : استني…
فرح : عايز ايه تاني ؟
عزيز : انا هروح اتمرن شويه وبعدها هرجع علشان اخدك تعملي شوبينج { تسوق } وتجهزي نفسك للحفلة.
فرح : متشكره… انا اعرف اروح لوحدي.
فضحك عزيز وقال : عمرك سمعتي عن عروس راحت تشتري دبلتها { خاتم الخطوبة } لوحدها ومن غير عريس كمان ؟
فوقفت تفكر قليلاً ثم قالت : هيبقى شكلي عبيط مش كدا ؟
عزيز : ايوا يا ستي.. هتبقي عبيطة لو رحتي لوحدك علشان كدا جهزي نفسك لغاية ما اروح اتمرن وبعدها هنخرج على طول.
فتنهدت فرح باستسلام وقالت : ماشي… هتلاقيني جاهزة بعد ساعة من دلوقتي.
قالت ذلك ثم اغلقت الباب بسرعة ووضعت يدها على صدرها واخذت تبتسم.
عوده الى فيلا كنان………
استيقظت جوليا من نومها فنظرت إلى الجانب الأخر من السرير ولم تجد كنان في الفراش فنهظت ونظرت الى الساعة بجانب السرير ثم قالت : معقول راح على الشركة من بدري كدا ؟؟ دي لسا مشورتش على السبعة ونص ! وانا مالاي الاحسن اخش اعمل شاور { دش} قبل ما يرجع.
قالت ذلك ثم دخلت إلى الحمام …وبعد ما استحمت خرجت وهي ترتدي ثوب الاستحمام وتنشف شعرها بمنشفة اخرى فوقع نظرها على بطاقة الائتمان التي تركها كنان على الطاولة فأقتربت منها وامسكت بها وقالت : مش دي برضو البطاقة بتاعتو ؟؟ ليه سابها هنا ؟
ثم انتبهت على الورقة التي كانت موضوعة بجانب البطاقة فأمسكتها وقرأت ما كتبه مما جعلها تستغرب فقالت : ايه اللي غيرو فجأه ؟
☆ كان مضمون الرسالة كالتالي : انا سبتلك الـ Credit card دي علشان تستعمليها لما تروحي السوق مع منال النهاردة … ومش عايز ارجع والاقيها مكانها يعني تقدري تشتري كل اللي نفسك فيه.
هو حتى لم يتكبد عناء شرح الامر لها… فقط ترك لها بطاقة ائتمانية بلا حدود لكي تتمكن من شراء كل ما تشتهيه… حتى لو ارادت ان تشتري طائرة خاصة فهو لن يعارض.
جوليا : معقول يكون عرف ان اللي عملو فيا غلط واداني البطاقة دي علشان يعتذرلي ! وليه لا حتى هو مقربش مني امبارح ونام على طول .
في تلك اللحظة سمعت طرق خفيف على باب الغرفة فقالت : اتفضل.
ففتحت الخادمة سوسن الباب وقالت : صباح الخير يا جوليا هانم.
جوليا : صباح النور يا سوسن… هو كنان بيه بعتك علشان تندهيلي ؟
سوسن : لاء يا هانم… البيه خرج من بدري قبل ما نصحى بس هو اتصل بيا من شوية وقال اجي اخبرك ان لو مستعملتيش الـ Credit card وانتي بتتسوقي النهاردة فهو هيزعل منك اوي.
* لقد ادركت جوليا على الفور ان هذا تهديد مباشر من كنان فقالت : ماشي يا سوسن… متشكره لانك قولتيلي.
سوسن : العفو يا هانم… تحبي تفطري هنا ولا في الجنينية ؟
جوليا : لا انا هفطر في الجنينة… اصلي لسا مخلصتش الرسمة بتاعتي وهقعد اكملها لغاية ما تيجي منال ونروح سوى.
سوسن : اسيبك انا بقى علشان تجهزي نفسك … عن اذنك.
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة اما جوليا فشعرت بالريبة وهي تنظر الى بطاقة الائتمان بيدها فقالت : يظهر لو مستعملتش البطاقة دي النهارده فاليوم دا مش هينتهي على خير.. اوك هستعملها وامري لله.
قالت ذلك ثم وضعت البطاقة على الطاولة ودخلت الى حجرة الملابس فارتدت بنطال جينز فاتح اللون وقميص اسود على قبته اكسسوار فضي وكانت اكمامه تصل الى منتصف الذراع ثم ارتدت فوقه جاكيت رسميه لونها احمر وانتعلت حذاء أسود بكعب عالي وبعدها سرحت شعرها على شكل ذيل حصان ووضعت القليل من الميك آب لكي تخفي اثار الصفعة على وجهها كما وضعت احمر شفاه وماسكارا لتظهر كما لو انها ملكة جمال .
فخرجت من الحجرة وهي تحمل حقيبة يدها السوداء والتي كانت من ماركة شانيل الفرنسية ثم ارادت ان تحمل دفتر الرسم الخاص بها ولكنها نظرت إلي بطاقة الائتمان وتذكرت تهديد كنان لها فتوجت نحوها ثم امسكتها وحدقت بها لمدة دقيقة وبعدها تنهدت ووضعتها في الحقيبة ثم خرجت من الغرفة.
وعندما نزلت إلى الاسفل وجدت الخادمة ندى تخرج اطباق الفطور الى الحديقة فنظرت اليها وقالت بأعجاب : ايه الحلاوة دي يا جوليا هانم ؟؟ بسم لله ما شاء الله طالعة قمر.
فأبتسمت جوليا وقالت : متشكره يا ندى ، دا من لطفك.
ندى : متشكرنيش يا هانم… بصراحة انتي حلوه اوي ودي الحقيقة حتى انا افتكرتك سم….
كادت ان تنطق ولكنها وضعت يدها على فمها بسرعة لتمنع نفسها من الكلام ولكن جوليا انتبهت عليها فقالت : مالك يا ندى ؟ انتي كنتي عايزه تقولي حاجه مش كدا ؟
فأرتبكت ندى واخدت تتلعثم بالكلام قائله : ل.. لا مكنتش عايزه اقول اي حاجة.
في تلك اللحظة اتت الخادمة زينات وقالت : جوليا هانم… منال هانم وصلت وهي مستنياكي في الجنينة.
فنظرت جوليا الى ساعة يدها وقالت : هي هنا ؟؟ احنا اتفقنا نتقابل الساعة تسعة والساعة لسا تمانيه !
زينات : معرفش ايه اللي حصل يا هانم… هي ماقلتش حاجة.
جوليا : طيب يا زينات.. انا هروح اشوفها.
قالت ذلك ثم خرجت إلى الحديقة اما ندى فتنفست الصعداء وقالت : يخرب بيت لساني .. بس الحمدلله مقلتش اي حاجة.
زينات : ليه بتقولي كدا ؟
ندى : اسكتي… من شويه كنت هقول لجوليا هانم انها شبه خطيبة البيه الله يرحمها بس سكت قبل مقول.
زينات : ايه ؟؟ انتي تجننتي ؟؟ لو البيه سمع دا فاحنا اكيد هنترفد.
ندى : متخفيش هي مخدتش بالها من حاجة.
زينات : خلي بالك يا ندى لو جوليا هانم عرفت انها شبه سمر هانم الله يرحمها فاحنا هنروح في خبر كان لان اكيد كنان بيه هيرفدنا كلنا.
في الحديقة……
* خرجت جوليا وهي تحمل حقيبة يدها ومشت بكل رقي فوجدت منال جالسه امام المسبح وتنتظرها وكانت بغاية الاناقة كعادتها… فهي كانت ترتدي جيبه لونها رمادي وبلوزة بيضاء بأكمام طويلة وكانت من نوع القماش المخرم { قماش دانتيل الابيض } كما كانت تنتعل حذاء بكعب عالي لونه اسود وتحمل حقيبة سوداء وكان شعرها الطويل منسدلاً على جهة واحدة ومموج بشكلاً جميل.
فابتسمت عندما رأت جوليا ونهضت قائله : صباح الخير.
ثم عانقتها فاجابتها جوليا وهي تبتسم : صباح النور.
فابتعدت منال عنها وقالت : الله اكبر الله اكبر… ايه الحلاوة دي يا بت ؟
فضحكت جوليا وقالت : متشكره يا منال.. دا انتي اللي لازم تتبخري على الشياكة دي.
منال : تسلمي يا روحي.. انا متأسفه قولتلك هاجي الساعة تسعة بس جيت بدري علشان نقدر نروح السوق قبل الطريق ما تبقى زحمه .
جوليا : ولا يهمك… اساساً انا تخنقت في البيت ومش مصدقة ايمتى هخرج.
منال : يبقى خلينا نمشي وانا عزماكي على الفطار.
فإبتسمت جوليا وقالت : ماشي.
قالت ذلك ثم التفتت الى سوسن التي كانت ترتب طاولة الفطور في الحديقة وقالت : بلاش تتعبي نفسك يا سوسن… انا هروح افطر برا مع منال.
سوسن : بس الفطار جاهز يا هانم.
جوليا : تقدري تقعدي انتي والبنات وتفطروا براحتكوا … ومتخفوش انا مش هقول لكنان بيه.
سوسن : متشكره يا هانم.
منال : يلا بينا يا جوليا.
جوليا : ماشي يا حبيبتي.
* ثم خرجت هي ومنال من الحديقة وذهبن الى موقف السيارات حيث اوقفت منال سيارتها الحمراء هناك فقالت لها : يلا اركبي.
فصعدت جوليا بجانبها حيث ان السيارة لم يكن بها سوى مقعدين ومكشوفة فشغلت منال المحرك وهمت بالمغادرة.
اما عند كنان………..
فكان يقود سيارته الـ Jeep wrangler السوداء متجهاً الى الشركة بالرغم من انه كان يمتلك ساعة حتى بداية العمل في الشركة… فشركته كانت تبدأ عملها في تمام الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً.
وبينما كان يقود اتصل به ادهم فاجابه : صباح الخير يا ادهم.
فقال ادهم بصوت مضطرب : صباح الخير يا كنان.
كنان بقلق : مال صوتك ؟؟ انت كويس ؟
فسعل ادهم وقال : متقلقش انا كويس بس امبارح لما روحت من عندك استحميت في ميّ صاقعه وجالي شوية برد علشان كدا اتصلت بيك وعايز اقولك اني مقدرش اروح معاك على الاجتماع النهاردة .
فتنهد كنان وقال : ولا يهمك… المهم صحتك.
ادهم : وهتعمل ايه ؟
كنان : هخلي رشا تتصل بيهم وتلغي الاجتماع النهاردة لانه مش هينفع اروح من غيرك.
ادهم : انا اسف يا صاحبي… انا عارف قد ايه الاجتماع دا مهم بالنسبة لك بس انا بوزطلك كل حاجة.
كنان : متقولش كدا… صحتك اهم من اي حاجة وبعدين نقدر نحدد معاد تاني يعني متشلش هم.
ادهم : متشكر يا كنان .
كنان : بس انت لازم تخلي الدكتور يكشف عليك ..مينفعش تفضل كدا.
ادهم : متقلقش.. انا هروح المستشفى كمان شويه.
كنان : عايزني اوصلك بما ان مفيش حاجة اعملها دلوقتي ؟
ادهم : بتقصد ايه ؟؟ هوا انت مش في الفيلا ؟
كنان : ايوا… خرجت من بدري ورحت زرت قبر سمر وفاضل ساعة على ما الشغل في الشركة يبتدي.
ادهم : ماشي.. انا هستناك.
كنان : اوك مش هتأخر.. سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم اغلق هاتفه وانعطف بسيارته يميناً .
في منزل السيد فتحي……..
كان هو وزوجته هناء جالسين ويتناولا الفطور برفقة عزيز الذي انتهى من تمارينه الصباحية واستحم ثم ارتدى بنطال جينز فاتح على غير العادة وتيشرت زرقاء اللون وفوقها جاكيت بيضاء.
فنظر السيد فتحي اليه وابتسم قائلاً : ايه هو شعورك يا عزيز بعد ما انتقلت وعشت معانا ؟
فابتسم عزيز وقال : جميل اوي يا بيه وخصوصاً لاني كنت يتيم وعشت في الميتم ومعرفش ايه هي العيله.
{ ملاحظة هامة : عزيز يتيم الأبوين حيث انه فقد امه وابوه في حادث تصادم سيارتين عندما كان في التاسعة من عمره فادخلته الحكومة المصرية الى ميتم مما جعله يصبح فتى مشاكس وكان يضرب جميع زملائه ، فاخذ الاهالي عنه فكرة سيئة ولم يرغب احداً في تبنيه… وبقي في الميتم حتى سن الثامنة عشر وبعدها خرج وعمل في اعمال كثيره منها السرقة والنصب لكي يتمكن من الانفاق على نفسه ولكنه كان صغيراً في هذا العالم الكبير وتنمر عليه العديد من رجال العصابات حتى ان احدهم جرحه في وجهه وترك له ندبة لن يخفيها الزمن مهما مر عليها …وعندما كان على وشك الموت من شدة الجوع والجروح التي تغطي جسده بالكامل… تعرف على السيد فتحي فتبناه ليصبح مساعدة وذراعه الايمن ومنذ ذلك الحين وهو لا يرفض للسيد فتحي اي طلب حتى انه على استعداد بأن يقدم حياته فداءً له}
فقالت السيدة هناء : معليش يا عزيز…تقدر تعتبرنا من النهاردة عيلتك .
عزيز : متشكر اوي… اساساً انا عمري مقدرش انسى اللي عملو فتحي بيه علشاني وانه لمني وخدني لجنبو لما كنت هموت من الجوع.
السيد فتحي : متقولش كدا.. انت ابني اللي مخلفتوش يالاه… صحيح في احيان كتيره بتعصب عليك بس انت عارف انا بحبك قد ايه.
عزيز : ربنا يخليك فوق راسي يا كبير.
في تلك اللحظة نزلت فرح من غرفتها وهي ترتدي فستان لونه أخضر ويصل الى حد الركبة بأكمام طويلة وحذاء ذو كعب عالي لونه اسود كما انها كانت ترفه شعرها القصير على شكل كعكة وتضع ميك آب خفيف.
فنظرت اليهم ووجدتهم منسجمين مع بعضهم ويبتسمون فاقتربت وقالت : صباح الخير.
فالتفتوا جميعاً اليها وقالت امها : صباح النور يا روحي… ايه الحلاوة دي ؟
فجلست وقالت : ميرسي يا ماما.
السيد فتحي : انتي هتخرجي يا بنتي في يوم الخطوبة بتاعتك ؟
فنظرت فرح الى عزيز الذي ابتسم وقال : احنا هنروح السوق يا عمي…علشان نشتري الدبل والفستان اللي هتلبسوا فرح في الحفلة.
السيدة هناء : عزيز انا مش عايزه اوصيك في بنتي… خلي بالك منها كويس علشان ميحصلش حاجة زي اللي حصلت في الجامعة..
عزيز : متقلقيش يا عمتي.. دا انا هحطها في عينيا.
قال ذلك ثم امسك بيد فرح التي شعرت بالخجل واحنت رأسها.
فقال السيد فتحي : على خيرة الله… يلا كملوا اكلكوا وبعدها تقدروا تروحوا.
في مكان اخر……
كانت منال قد دعت جوليا لتناول الفطور في مقهى راقي جداً فجلسن على احدا الطاولات ثم اتت النادلة وقالت : تحبوا تطلبوا ايه يا حضرات ؟
فقالت منال لجوليا : عايزه تطلبي ايه ؟
جوليا : زبده ومربى وشاي بحليب .
منال : وانا عايزه اطلب متلها.
النادلة : تحت امركوا… دقيقة وطلبكوا هيكون جاهز.
قالت ذلك ثم ذهبت… فنظرت منال الى جوليا وقالت : ايه رأيك في المكان دا ؟
فابتسمت جوليا وقالت : حلو اوي… وعجبني الديكور بتاعو .
منال : انا ويوسف بنيجي هنا كتير..ولينا ذكريات جميلة في المكان دا.
جوليا : باين عليكوا انكوا بتحبوا بعض اوي.
فلمعت عينا منال ببريق جميل وقالت : يوسف دا اهم حاجة في حياتي يا جوليا… حتى اني بحبو اكتر من روحي.
جوليا : انا بحسدك… بصراحة انا عمري معرفتش ايه يعني حب علشان عمري محبتش شخص في حياتي كلها وكان كل همي تأسيس مستقبلي بس في الاخر… اتجوزت كنان.
{ قالتها كما لو كان مستقبله قد تحطم بعد ما تزوجت من كنان }
فشعرت منال بالحزن لسماع ذلك وقالت : انا متأكدة من انك هتحبي في يوم من الايام لان الحب بيجي فجأه.
فتنهدت جوليا بحزن وقالت : ازاي وانا متجوزه كنان اللي بيحب سمر حبيبتو اللي ماتت.
فصدمت منال عندما سمعت ذلك وقالت : انتي تعرفي عن سمر ؟؟
جوليا : في الحقيقة هو قلي امبارح ومكذبش عليكي احنا اتخانقنا علشان انا سألتو عنها.
منال : طيب… طيب هو قلك حاجة تانيه ؟
جوليا : لاء… هو بس قال انها ماتت من سنتين علشان كدا مقدرش يتجوزها… بس انا عارفه انه لسا بيحبها اوي حتى لدرجة انه ضربني امبارح علشان فكرتو بيها.
فتنهدت منال وقالت : جوليا هو انا لو طلبت منك حاجة ممكن تعمليها ؟
جوليا : رقبتي… ايه هي ؟
منال : لما بتكوني قاعده مع كنان في البيت يا ريت متجيبيش سيرة سمر قدامو لان هو كل ما بيفتكرها بيتجنن على الاخر.
جوليا : طيب ممكن اعرف هي ماتت ازاي ؟
فاخذت منال نفساً عميقاً وقالت : ماشي… انا هقولك على كل حاجة بس اوعديني الاول ان اللي حقولهولك دلوقتي حيفضل سر بينا احنا الاتنين وخلي بالك يا جوليا …لو كنان عرف اني قولتلك اي حاجة فهو هيزعل مني جامد اوي ومش بعيد يقطع علاقته بيا.
فشعرت جوليا بالفضول يحرقها لمعرفة القصة خلف موت سمر التي لم تعرف الى حد الان انها شبيهتها فقالت : متقلقيش… انا بوعدك ان الكلام اللي هتقوليه حيفضل بينا .
منال : طيب اسمعي الحكايه…
يتبع………..
::::::::::::::::::::::::::