رواية صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونى
الفصل 15
أرائكم مهمة جداً ..جداً
إن شاء الله فصل جديد بكرة بس لو الفصل جاب 200 إعجاب و70 تعليق
فى القصر المهجور
ودع حمدان الطبيب و الصدمة مٌتملكة من ملامحه..ومن قواه الجسدية…والعقلية…فألقى
_ أنا فين..؟ ومين ال جابني هنا..؟ وبتعمل إيه هنا…؟
أجاب وهو يقوس شفتيه بخبث:_
_السؤال الأهم…إي ال حصل…؟….ي عروسة …مش عروسة برديك…؟ ولا نجول ي مدام….بس يا ترى مدام من ميتى…..؟
شهقت بإضطراب …وشفتيها ترتعشان…لتستعيد اعصابها فى ثوان قالت فيها.:_
_ حممم..حمدان…مالكش دخل…..أنت جوزي على الورق وبس…وأي شيء تاني ميخصكش……
نهض من مجلسه …..يمضى تجاهها بخطوات ثابتة..تدب فى نفسها الذعر منه…تتراجع للخلف…ببطء….تتزايد نبضات قلبها..مع جراحها…إلى أن إصطدمت بالحائط.وهو يدنو منها…..بغموض …جرحها فيه بقوله:_
_ ووواه فكراني جودة إياك عتمشيني على العجين ملخبطهوش…؟….دنا منها أكثر ثم حاوط بأنامله ضفيرتها بعنف أردف فيه:_
_ لا فوجي…..وأعرفي واجفة جدام مين يا بت علام….
تسائلت بحيرة…وبخوف:_
_ عايز إيه مني يا حمدان…؟الأرض ومش هطول منها شبر واحد وممتلكات جودة ….قول عليها ي رحمن يا رحيم….ال عيروح ميرجعش يا ابن خالتي…
بمكر أضاف وهو يشد سيجارته….بتفكير عميق:_
_لا هيرجع وفوجيه بوسة….
بإرتباك واصلت …وجسدها يتصبب عرقاً:_
_ وإيه ال هيجبرني….؟
بإبتسامة مستهزئة…:_
_ حاجات كتير أولها ال فى بطنك ورايدك
رفعت حاجبيها بإندهاش.ممزوج بالسعادة لسبب ما..:_
_ بطني كيف يعني…؟ ومين جالك أني حامل …؟ وهخاف من تهديدك السخيف ده….؟
قال بثبات :_
_ يعني مش هامك روحك لو تاويتك هنه…..؟دلوجيت…؟
عقبت بإرتياح تضغط فيه على إنسانيته:_
_ ومين بقى ال هيقتلني ..؟انت ال قلبك مبيطاوعكش تدبح فرخة….؟ هتطخني عيارين…؟
قال فى موافقة :_
_ على رأيك وأنا أوسخ يدي ليه…..يا تفيييييييدة…..يا تفيييييدة……
أتت على عجل وبيدها منشفة قطنية تجفف كفيها ….بذعر تلتقط أنفاسها فيه:_
_ نعم يا بيه……تؤمرني بحاجة…..!
أخذ نفساً عميقاً……ثم واصل بلهجة آمرة….:_
_ روحى هاتي شطة حامية …..وتعالي …وأنا هجولك هتعملي إيه….؟
إنتفضت زينة بهلع…وقلبها يكاد أن ينخلع من بين ضلوعها…وهي متكورة على نفسها ..فى تساؤل:_
_ هتعمل إيه يا حمدان…..؟
أجاب بإيجاز….فى ثناياه إنتقام:_
_هعمل ال كان لازم يتعمل من زمان….يظهر أن تربية الجامعة الأمريكية معرفتكيش أن الراجل الحر الصعيدي ميجبلش بالحرام …ولا يشيل الحرام اسمه في يوم…..
أتسعت حدقتي عينيها وهما تفيضان بالدموع…تبكي …تتشنج…..بذهول ….ومفاجأة……وهي تدفع عنها هذه التهمة:_
_ حمدان أنا مش حامل..صدقني…..حتى اكشف علي….
علق برفض لحجهها:_
_ ماتحاوليش تبرري خلاص….الدكتور خبرني كل شي….أنكشف….والحقيقة واضحة كيف الشمس……ال فى بطنك لازم ينزل لأنه ولد حرام…..مهواش ابن اخوي….حملك فى الشهر الرابع ….يعني وجت ما جوزك كان مسجون…كنتي دايرة على حل شعرك…
همت لتدافع عن نفسها …وهي ترتعش…..والحمى تتلفح بها….وهى تهلوس…..لم يمنحها فرصة إضافية نظر بطرف عينيه للخادمة العجوز…لتحضر ما طلبه…..خرج وصفق الباب من خلفه……وأمرها بحراستها……ليلاً نهاراً…..تركه حبيسة الحجرة….وبينما هي تبكي وتأن….تناهت لمسامعها أصوات المطر…..ففتحت الشرفة بجنون….لتلقي بنفسها…….ولكن المفاجأة….!
فى الغردقة
نهض رامز عن الفراش….يزرر قميصه الثلجي……بتنهيدة عميقة …..ينتعل حذائه…..بينما بوسي سائحة بدمائها على الفراش ….تشعر بألم رهيب ….لا تقوى على إحتماله….فشرع قائلاً:_
_ لغاية أمتى يا بنتي هتفضلي هاملة في نفسك…ما تروحي لدكتور يشوف لك صرفة بدل ما أنتي بتتصفي كده……؟
ثم أضاف بهلع …..وخوف:_
_لمصيبة ليكون الجنين بيسقط…..بقلك ايه …قومي ألبسي أوام أخدك فى طريقي..وأهو نطمن
قالت بخبث:_
_ خايف على ابنك ..؟
صحح عبارتها بجدة يمشط بها شعره فى المرآة :_
_لا وأنتي الصادقة خايف لتموتي وتجيبي لي مصيبة أنتي مش شايفة بحر الدم ال نايمة فيه…؟
نفخت بيأس…لا فائدة لن تتحرك مشاعره تجاهها….همت من السرير ببطء …يزحف جسدها فيه من كثرة الإنهاك……لتبدل ملابسها…..فقال وهو يضع زخة من العطر على عجل:_
_ هستناكي بره على ما تخلصي
ما أن أنتهت حتى إصطحبها بسيارته لأقرب طبيب نساء صديق عمره المُقرب ممدوح…فقامت بعمل كشف دورى مع طلب بعض التحاليل الهامة…..التى ما أن أجرتها …حتى جاءت اللحظة الحاسمة….لتشخيصه لتعبها فقال بعد لحظات من التردد،وهو ينزع عنه نظارته الطبية :_
_ دايما بيقولوا يا تضحي بالأم يا بالجنين فى حالتك أنتي…عشان نحافظ على حد فيكم أحنا محتاجين لمعجزة
أستفسرت وهي تبتلع ريقها بأعجوبة:_
_ ممكن تفهمني أكثر….؟
أجاب وهو يتفحص أوراق التحليل بجدية ….ممزوجة بالتعاطف:_
_ النزيف ده من أعراض سرطان الرحم……ال تمكن منك بشكل كبير…..محتاجين نشيله قبل ما يبقى خبيث ويتنقل لباقي الأعضاء
عقبت بفزع:_
_ نشيله …؟طيب والبيبي…؟وأنا أنا ممكن اعيش يا دكتور…؟
تنهد بوجوم:_
_ الأعمار بتاعة ربنا يا مدام بوسي…وأنا عاوزك ست مؤمنة…..
إبتسمت بسخرية مريرة :_
_مؤمنة….؟ ما أنت عارف أني ست صاحبة طبلة ومغنى ورقص..
قوس فمه بشرود:_
_باب التوبة مفتوح…رابعة العدوية أشهر المتصوفة حياتها كانت سُكر وخمور…..قبل ما تيجي اللحظة النورانية وتتوب…توبي قبل فوات الأوان….
أعترضت بصراخ وهي تلطم على وجهها بضيق وعصبية:_
_ليه …ليه أنا ال أبتلتني….؟ دوناً عن غيري…..رقاصة….! ما في ملايين الراقصات….؟…بأكل حرام مين فى البلد دي لقمته حلال…؟
أجابها بمنطقية ….وحكمة…ينتهز فيها الفرصة للدفاع عن صديقهم:_
_متحاسبهوش حاسبي نفسك….أنتي ال أباحتي الأمانة ال سابها لك لكل من هب ودب….أنتي حتى متعرفيش نسب لل فى بطنك…..سبب المرض الأول الإختلاط يا مدام بوسي..الغير مشروع…عموماً ال حصل حصل …عاوزك..توبي …وأستغفري….والأوضاع الغلط صححيها…زي مثلاً ياسين ال أتبليتي عليه وخربتي بيته….
خبطت كفاً على كف …وهي ترفع حاجبيها بدهشة….عقبت فيها بإستنتاج:_
_قول كده بقى….أنتوا طابخنها سوا …بس مش أنا …مش أنا ال هلبس العمة أبداً….أنتي مفكر ال خلقك دكتور مخلقش غيرك….أنا لازم أروح لدكتور واتنين وتلاتة…….لو لزم الأمر هسافر وأتعالج بره..
قال بإستسلام:_
_ براحتك ….بس خليكي عارفة أن كل دقيقة بتمر مش فى صالحك
وفى منزل غريب …
أحسست بشيء أملس ناعم…أسفل جسدي….يتسلل البرد ..إلى أطرافي….فتحت عيناي ببطء وحذر ….لكنه الظلام…الأسود….لا أرى شيئاً…أكاد أجزم أنني أصبحت كفيفة أحاول أن أتذكر ما حدث…قبل أن يغيب عقلي عن العالم…اللعنة….لا تسعفني ذاكراتي بتذكر ملامح ذاك الشخص …..المٌختطف…..لكنني سمعته يقول في طمأنة:_
_ كلها دقايق والمحروس هيكون هنا…ومشرف…وهيقع فى الفخ….بس على الله ميبلغش البوليس أنا عموماً حذرته….وإلا هطير رقبته…..
إستنتجت إنه زوجي بالطبع…..هممت بالرد…لكن فمي هو الآخر مُكمم….لا أستطيع النطق …تخرج أصوات تشبه الغمغمة….لتعقب إمرأة صعيدية:_
_ وأهي الهانم روخرة…..صحت…..يلا خلينا نضرب عصفورين بحجر…
تابع الرجل بعدم أكتراث:_
_ بس الفدادين ال حداه تستاهل يعني الوش ده…؟
ردت كاملة بتأكيد…وحماس:_
_ووووه ده العيادة وححديها بملايين…..ما بالك بالفدادين ال كتبهاله يامنة ..والله لأحرج جلبهم كلهم……وليكون كل الطين باسمي….ومش بس إجده…لاه
قاطعتها نوارة بإستعطاف:_
_إعملي ال رايده بس جوزي يا كاملة …أحب على يدك ملكيش صالح بيه…..
ضحكت بإنتصار:_
_متجلجيش…صفيت حسابي معاه من زومان….الدور والباجي على رأس الحية الخالة يامنة ….والله لأدخلهم كلهم جحورهم
قال عاصم بتساؤل وحيرة:_
_بس معتقدش أن وليد بالغباء ده و هيفرط لك بالمال بسهولة كده…..
عقبت بمساومة ولؤم:_
_ لا …أنا واثجة أنه هيجي عشان المحروسة على ملا وشه دلوجت…..ولو مفرطش في المال …هيفرط فى عرضه…..بإشارة واحدة للرجالة ….هيجوموا بالواجب مع مرته
بتر الحديث رنين على الباب الخارجي…..ليفتح عاصم وبيده فوهة السلاح…..بحذر….فوجده وليد….ويبدو عليه الذعر والتوتر …والإرتياب…