رواية صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونى

الفصل 13

الصفحة أدخلوها هتلاقوا البوم فيه الجزء ده لو حد ناسي الاحداث

وعاوزة تفاعل وأرائكم عشان أنزل فصل جديد بليل بأمر الله

في الحديقة الخلفية للمندرة

كانت الخفافيش تعلو بأصواتها المٌريبة تشق ظلام الليل،تدخن زينة بشراهة وهي تضيق عينيها في تفكير بعدة أمور كان أبرزها علاقتها بزوجها حمدان الفترة القادمة،وكذلك شعورها بالذنب،فلم تعاقبه وتأخذه بذنب أخيه إن كان لطيفاً معها….بينما زوجي وليد واقفاً معها يمط شفتيه بإندهاش:_

_ تعرفي أنا مستغربك أوي

تسائلت بفضول :_

_ ليه…؟

وليد بتوضيح :_

_ يعني دكتورة وتعليم جامعة أمريكية ،ومٌقفة ومع ذلك بردو مٌنقادة للعبة الإنتقام السخيفة وبتسمعي كلام أختك الجاهلة

عقبت بإبتسامة مٌستهزئة ،وهي تشد نفساً طويلاً من سيجارتها:_

_ أختي أيه بقى ما هي راحت لل خلقها

ألقى ببقايا السيجار أسفل قدميه ،وهو يدعسها بقوة قال فيها:_

_ الكلمتين دول تقوليهم لخالتك لجوزك إنما أنا لا يا زينة ،أنا فاهمك كويس أوي زي ما فاهم كاملة

أردفت بإنكار:_

_ بيتهيأ لك ،الفرق بيني وبينها زي السما والأرض ،متوهمش نفسك بس بانها عايشة وتقول كلام ملهوش وجود على أرض الواقع

تابع بمكر وبتهديد خفي:_

_ مٌتأكدة…؟ يعني لو قولت لخالتك دلوقتي إنها عايشة وجبت لها الدليل الحي ،هتفضلي عند نفس موقفك…؟

زينة بإستسلام لمحاصرته لها وإصراره:_

_ أيوة عايشة ..وربنا مد في عمرها عشان تاخد حقها من كل ال ظلموها وأنت أولهم يا وليد

واصل وهو يرفع حاجبيه بحيرة:_

_ مش يمكن أقلب عليكم الترابيزة…؟ لما أخلي حمدان يطلقك….؟ وأنتي عروسة يعني ولسه بالسلوفانة ..وهتبقى الضربة المرة دي في مقتل

سألته بضيق:_

_ عايز أيه يا وليد مني….؟

قبل أن ينطق زوجي بحرف واحد فاجئها صوت حمدان بمنامته الرياضية وبصوت حازم وقوي:_

_ ترجعي الحقوق لأصحابها يا زينة ….وتتنازلي عن كل ال أخدتيه بالغصب من جودة….!!!

زينة بإستغراب تشوبه السخرية ،وهي تقبل سيجارتها:_

_ تيجي تصيده يصيدك..

ثم أضافت وهي تضيق عينيها وتجول بهما فى أراضى زراعية ممٌتدة ومتوهجة بضوء القمر الفضي:_

_ بس تصدق كنت صعبان علي….كنت فكراك زي الأطرش في الزفة …بس طلع أن مفيش أطرش غيري…..عموماً قصر ولخص …عايز أيه أنت وأخوك مني…؟ ورث وأراضي مبرجعش…..

مد أنامله بحركة مٌباغتة صوب شفتيها ،ليسحب السيجارة بحركة مٌفاجأة ،،يسحقها بقدميه،وهو يشد ذقنها الناعم لتتقابل أعينهما اللامعة ، يتابع بجدية وغموض:_

_ المرة دي السيجارة ال تحت رجلي،المرة الجاية يا عالم مين…؟

دست عينيها البندقيتين في قلب عينيه السودواين كقهوة عربية أصيلة ،وقبل أن تفتح شفاها بكلمة واحدة،وضع كفه الخشن على فمها الوردى ،وهو يكبل ذراعها خلف ظهرها ،بينما أتى جودة وهو يحمل روزمة من الأوراق الهامة ،وملامح وجهه تنم عن إرتياح،وسرور للإيقاع بتلك الماكرة،تركهم على طاولة ذات أرجل صغيرة وهو يقول:_

_ حجيجي ما يوجعش إلا الشاطر يا بت الرفضي….هي الناس إكده مبتجيش غير بالعين الحمراء…مكانش ينفع تمضي من سٌكات..لازم قلة الجيمة…؟…الذوج مينفعش واصل…..؟…..عموماً النتيجة واحدة وهي التنازل…وموش بس عن أملاكي ال أستوليتي عليها غٌصب …..لاه….هتتنازلي عن كل جشاية ..حيلتك…..مصدر قوتك..هي الفلوس….والأطيان…هي ال مجوية جلبك ومخلياكي مستجتلة …..والله لخليكي كيف ما تولدتي…….محلتكيش غير الهدمة ال عليكي…..

ضربت قدميها فى الأرض بسخط وإعتراض،واصل فيه وليد برفض لفكرة جودة:_

_ لا….الظلم مش من طبعنا ولا الغدر ….كفاية الحقوق ترجع لأصحابها….والكل هيكون مرضي….ال منقبلهوش على نفسنا منقبلوش على الناس

عضت كف حمدان الذي تأوه لتقول من بين أسنانها بعصبية .:_

_ أأأأأأأأأأأاه يا بنت*****

.وهي تمسك بسكين على طبق الفاكهة ،تقربها من صدرها قائلة بوعيد وتحذير :_

_لو مفكرني هخضع وأركع…..لكوا..تبقوا غلطانين ومعرفتوش مين زينة للحظة….مش كل الطير ال يتاكل لحمه ياولاد يامنة …..

دنا منها حمدان بجرأة……وإصرار ……بينما نظراتها حائرة،تمتم بكلمات غير مفهومة،تلوح من بينها رائحة تهديد:_

_ لو مبعدتش…هقتلك….وهخليها قيامتك…..وبدل البدلة البيضة هيبقى الكفن الأبيض…بعد عني يا حمدان..ومتخلنيش أنهيك….وأشيع جنازتك…مش مصدقني……طيب …أ

قاطعها وهو يقول بلا مٌبالاة ..وببرود:_

_ أرمي القصافة ال في أيدك يا شاطرة……وأعقلي

لكن الصدمة كانت حينما أنطلقت رصاصة طائشة من سلاح جودة ،لتنهار قواها بإستسلام،والدوار يداعب عينيها ،بينما حمدان يعاتبه بقسوة:_

_ قولت لك هوشها مش أقتلها يا غبي…حلو كده لا طولنا عنب اليمن ولا بلح شام….

أستطرد جودة وهو يرفع حاجبيه بإستنكار:_

_ ووووواه…..أهوشها كيف يعني…وهي رايدة تجتلك….؟ أجف لها زي خيال المآتة…وأسجف لها..حجيجي خيراً تعمل شراً تلجى

أنضم لهم وليد ..وهو يفحص دقات قلبها الضعيفة للغاية ….والهزيلة ….ينصت بأذنه بتركيز أضاف فيه:_

_ لكل مقام مقال …مش وقت خناق…خلينا فى المصيبة ال لبستهولنا دي….الرصاصة جنب القلب جداً..وممكن تموت ….ولو عاشت …الغفربس لوحدهم لو شموا خبر أو لو حد شافها وهي بالحالة دي من أهل البلد وهي لسه عروسة ..وفى ليلة الدخلة يبقى روحنا فى داهية.؟

مط حمدان شفتيه بوجوم…..قال فيه بعد لحظات قصيرة…وهو ينحني ليحمل جسدها المٌحطم….على كتفه :_

_ أمري لله…هشيلها….وأطلع بيها على أقرب مستشفى…..وهناك هيطمنونا

قال وليد بتوجس وريبة:_

_ مستشفى يعني سين وجيم….ومسئولية قانونية….وهتشبه نفسك يا حمدان….

لفحها على كتفه بعزم،وهو يتجه إلى سيارته الجيب السوداء الأنيقة ليلقي بها فى الكنبة الخلفية قائلاً:_

_ ال ربنا رايده هيكون….يا وليد…….

المشهد الثاني

فى القاهرة

هند وياسين

“أنت أيه يا أخي معجون بمياه كدب،مبرارت مبررات..وأعذار ….للغش والخداع..والمطلوب مني أيه بقى … أصدق..لا وأسقف وأسامح،شغل الأفلام الهندي ده ميخلش عليا أنا شوفتك..وبعيني ..وأنت حاضنها،وتقولي سوء تفاهم”

عبارة قالتها هند بإستياء،تجمع ملابسها لتثنيهم ،وتعيد ترتيبهم فى حقيبة سفرها بعزم،تتهاوى الدموع الساخنة من مٌقلتيها بإستهجان لما إرتكبه فى حقها،بينما يحاول ياسين مٌراضتها بشتى الطرق بلا جدوى ،فقال وهو يسحب ملابسها ليرجعهم إلى الخزينة العريضة:_

_لا يا هند..مش هتمشي…عشان أنا ما صدقت لقيتك…..أنا لو كداب…مش همسك فيكي …ولا هقعد أشرح لك موقفي…وكنت هقول السكة ال تودي….وقولت لك ده حصل قبل الجواز ….كانت سهرة لتوديع العزوبية …ورامز الله يحرقه هو ال شار بالويسكي…..ال بعد ما شربته محسيتش بنفسي غير تاني يوم وهي جنبي على السرير….ال كان عليه بقعة دم

هند مٌطبقة على جفنيها ،لتتمالك أعصابها:_

_ انت مش بس كداب..أنت كمان ندل..وملكش أمان…..خدت ال عاوزه منها وخلعت….شايف أنها رخيصة مع أنك ال رخصتها …..بأنانيتك ولفك ودورانك عليها….تعرف أنا عمري ما هسامحك…لأن ال كسرته جوايا أكبر من إنه يتصلح

بتر جملتها وهو يقول برجاء:_

_ أرجوكي ..أفهميني……يا هند..والله العظيم مظلوم……وأنتي جاية عليا….جداً..ومش مدية لنفسك فرصة حتى تسمعي لي أي حد يبخ بكلمتين في ودنك بتقولي ولا الضالين…..ومش حاطة في حسابتك أنه عاوز يوقع بيني وبينك…

أضافت وهي تجر حقيبتها :_

_ تقصد وعاني….وخلاني أحط عيني فى وسط رأسي منك…وأبطل الطيبة الزيادة والثقة ….ال أنت خونتها وأثبت إنك متستحقهاش…..وحتى لو كل ده قبل جواز..كان لازم تصارحني….متسبنيش علي عمايا لما إكتشف بالصدفة …..عموماً الحياة بينا بقت مستحيلة …وأنا هستنى ورقة طلاقي فى بيت أهلي يا ياسين.

سد بذارعيه الباب الخارجي الكبير لشقتهما…وهو يتوسل ويكاد أن يبكي…وبصوت مبحوح ،إلتقط فيه كفها:_

_يا هند..أنا طول عمري كرامتي رقم واحد عندي..وعمري ما طلبت حاجة من حد…..بس أنا بترجاكي…ومستعد أبوس أيدك…عشان .متسبنيش…..أنا بحبك جداً …..وعيني مشافتش ولا هتشوف غيرك…وال حصل…كان غلطة..وكلنا بنغلط..لأننا بشر…..أرجوكي يا هند..متصغرنيش قدام أهلي…..وتثبتي لهم أن كلامهم كان صح…وإختياري ليكي من البداية مكنش مناسب..

ستلت نفسها وهي تقول بقسوة تصفق فيها الباب بحنق،فى التوقيت الذي صعدت فيه والدته درجات السٌلم على صوت شجارهما:_

_أنت تبوس أيدك وش وضهر أني رضيت بيك..حشاش ونسونجي….وعامل باليومية..بعد ما أنطردت بالمول….طردة الكلاب..ومع ذلك وقفت جنبك..وقولت أهم حاجة يكون راجل ويحافظ عليكي يا بت…بس للأسف…الأمال دي طلعت أوهام…مع واحد حقير زيك…ياريت تخلي عندك ذرة كرامة ومشوفش وشك تاني……!

مصمصت والدته سميحة شفتيها بإعتراض ،وهي تعلق :_

_ ليها حق تركب وتدلدل …وتسوق العوج…..ما هي ملقتش راجل يلمها……والنتيجة أيه…..داست عليك بالجزمة….و..

هتف فيها بإنفعال،يسحب فيه مفاتيح سيارته ،وهو يبهط الدرج بسرعة :_

_ كفاية بقى……أيه مبتشبعيش ..عاوزة جنازة وتشبعي فيها لطم..!

فتابعت بضجر…وغيظ:_

_ طيب بس أتشطر على ال خلت رقبتك قد السمسمة ..ولا هما مقدروش على الحمار ….

فى الغردقة

وفى إحدى الشاليهات الفاخرة المٌطلة على البحر فى مشهد خلاب وعزب،تثائب رامز بكسل،ترقد فيه إلى جواره بوسي بقميص نومها الشفاف، تداعب عضلات ظهره،بمساج هادىء وناعم ومثير ،وهي تهمس برقة ودلال :_

_ أأأأأأأأأأأأأأأأه….

فقال بغزل وهو يقبل كفها بحنان:_

_سلامتك من الآه يا قلبى..مالك..تحبي.أجيب لك دكتور…؟

أجابت بمكر وهو تحاوط كرشها فى تلميح:_

_ ابنك…بيرفس وبيتحرك كتير..الظاهر هيطلع شقي لأبوه

قال بجدية ..وقد تجمدت ملامحه ..وتصلبت شرايينه بسخط:_

_متقوليش ابنك بس…ال فى بطنك ملوش غير أب واحد….وأنتي عرفاه كويس

سرحت بذاكرتها فى الماضى ….وقد ذبلت عينيها ..وهي تتنهد

فلاش

“يا عم كأس واحد…متبقاش خنيق”

لفظ رامز ببساطة عبارته ..أمام شاشة عرض متوسطة…..تحتل جدار غرفته…المزودة بسريرين…..يشاهد التلفاز مع صديقه ياسين ،الذي إعتذر بأدب لكن لا زال رامز بنفس إصراره ،ليمد له سيجارة محشوة …بالمحرمات ..ومٌذهبات العقل:_

_طيب بلاش ويسكي….وخليك فى المفيد…هي سيجارة واحدة من دي..هتخليك أسد…..جرب بس وهتدعي لي

عقب ممدوح صديقهما وهو يرتشف فنجان الشاي:_

_ يعني أنت واقع في ذنب ومش قادر تقلع عنه..وكمان بتروج ليه…للدرجة دي…قلبك ميت مستعد تشيل ذنبك وذنب غيرك..؟

نفخ رامز بتأفف:_

_ وحياة أبوك ما تضيعليش الحجرين ال راصصهم..ما صدقت دماغي تنعدل

أخذ ياسين نفس طويل قبل أن يزفره ببطء وهو يهم بالنهوض:_

_ والله ال زيك مش هيتعدل له حال يا رامز..لما أنت متجوز ومخلف وجايبة لك الولاد والبنات وبتبوص بره..أومال ال لسه مدخلوش دنيا زيي يعملوا أيه..؟

غمز بعينيه بمرح وحماس..وهو يلف الحشيش بتلذذ:_

_ أصل الستات دي زي السمك…..وأنا بقى البحر ال بيحتويهم وبيحب الزيادة..أتعلم مني ومتبقاش غشيم..وأنت هتبقى صياد شاطر…وبعدين أنت قايم رايح فين..دي بوسي لسه هتيجي…والقعدة هتطرى…..

قال ياسين بتهديد يخاف فيه على صديقه:_

_ بس حاسب للسنارة تشدك..وتكون أول سمكة على يابس…بعد ما مراتك تعرف…سلام

بينما قال ممدوح فى أسف :_

_ أستنى يا ياسين أنا جاي معاك…..

خرج كلاهما من حجرته متجهين صوب المخرج…قبل أن تلتقي أعينهم ببوسي وهي مرتدية بنطالها الضيق الكاشف المعالم أنوثتها،و قميص يكشف عنقها وشيء من صدرها ….بلا حياء ولا إحترام….وهي تمضغ العلكة …..بلكاعة..ومياصة …..لتقول:_

_ يووه…ده حتى سلام ربنا…مبيردوش ليه دول واكلين سد الحنك ..يلا أنا هنكد على نفسي ليه…المهم الزوز …البنك المُتحرك

دلفت للداخل بخطوات مٌستفزة،قبل أن تغلق باب حجرة النوم،وهي تنزع عنها ثيابها،بإغراء تتجلى فيه أنوثتها ،والروج الأحمر يكاد أن يلتهم شفتيها.وضعت شريط الأغانى فى المسجل،لتلف الطرحة حول خصرها ،يهتز جسدها بدلال ..وليونة …بينما يتابعها رامز بشرود ،لتقترب منه جالسة على حجره وبكفها الأبيض الرقيق الناعم تتحسس خشونة ذقنه:_

_ زيزو مش فى الفورمة ليه نهاردة…..حد مزعلك…؟

أنزل يدها بحدة نفخ فيها:_

_ لا كان ولا عاش ال يدوس لي على طرف..أنا بس مضايق شوية …يا بوسي…النهاردة ومش في المود فعلاً…..معلش خليها يوم تاني

مررت أناملها على شفتيه ..وهي تطالعه بغزل:_

_ يوم تاني أيه….هو انا مليش فيك غير وغزالتك رايقة….لا أنا مش هسيبك….غير وأنت رايق….وفرفوش كده…

إبتسم لكلماتها التى خدرت ضميره ،فتابعت :_

_أكيد الشيخ ممدوح سمعك كلمتين في جنابك..وقالك خطبة من البهاريز بتاعته….يا سيدي مدقش…على كلامه…هو يعني كان ربنا…وبعدين باب التوبة مفتوح…..

واصل بأنفاس حارة يقلص المسافة فيها بينهما:_

_ معاكى حق

لتقول بلؤم ..وعينيها تضحكان:_

_ هتعمل إيه يا مجنون….

فأستطرد…بمكر …وبشهوة….وهما ينزلان أسفل الغطاء:_

_هنحجز لنا تذكرتين لجهنم……وبعدين نتوب

 

error: