رواية صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونى

كاملة:_”من أمنك لن تخونه وإن كانت خاين يا سلفتي..”

قالت كاملة عبارتها الحادة وهي مٌممدة على فراشها ،تطالع نوارة بنظرات ذات معنى،تحمل في طياتها الحزم وذلك التهديد،إرتجف جسدها قبل أن تعلق:_

_ منيش خاينة يا كاملة…ده جوزي مهام حوصل وأبو ولدي ومش هسمح لك تسجنيه بيدك وأجف مكتوفة اليد بتفرج

كاملة بتحريض تشعل فيه النيران بقلبها :_

_ وهو في حاجة مودياكي في داهية غير جلبك الطيب…خانك وأتجوز عليكي ..ورايحة تديه دليل برائته وتريحي جلبه بمنتهى البساطة إكده

نوارة بإستنكار:_

_ووواه فكراني غبية كيف ما ضيعتي وليد من يدك هضيع جوزي….لاه الحرمة الشاطرة هي ال تجيب رجل راجلها وتبلفه تحت باطها ،وتكون تحت جناحه ،مش ال تعصاه وتجف له الند بالند ،هتطلع كيفك إكده من المولد بلا حمص

كاملة بإستهزاء تتعالى فيه ضحكاتها :_

_ومين جالك أنه هيكون من نصيبك شي،زينة خيتي كوشت على ال وراء وجدام جوزك مبجاش حيلته اللضا يا نوارة

تابعت نوارة بعناد :_

_ وماله اسمه ضل راجل ولا ضل حيطة ،وأهي الفلوس بتروح وتيجي ،المهم جوزي حبيبي ال خيتك هتموت عليه

كاملة بضحكة مٌستهزية :_

_يخيبك …ضحكتني ..المتعلمة المتنورة هتبص علي أمي وجاهل مبيفكش الخط….؟ من جلة الرجالة إياك،أسمعي يا بت انتي..ال فات كوم وال جاي كوم تاني لو باجية على نفسك وجوزك، تلزجي لإسراء كيف ضلها،وأنا بوعدك كل الفلوس والأراضي هترجع لكم وفوجيها بوسة ،بس تخطفيلي بتها أول ما تتولد …وتكوي جلبها ..وسيبي الباجي علي

عقبت نوارة وقد إلتمعت عينيها :_

_لو إكده سبيني أفكر،بس خبريني الأول والأجندة…؟

أردفت درتي بخبث:_

_ وأنتي فكرك أني محلتيش غير نسخة واحدة منيها..؟ تبجى غلبانة جوي…امشي جنب الحيط أنتي وجوزك ،وانا موش هضركم،لكن لو لعبتوا بديلكم وبعتوني أنا ولا أختي ،يبجى متلوموش إلا نفسكم

أما في الدوار الصعيدي

وفى حجرة الخالة يامنة وعقب إنتهاء مراسم الزفاف،طلب منها ابنها البكري جودة أن يتحدث معها بشأن ضروري لا يحتمل التأجيل،فسيصارحها الأن بحقيقة تلك الماكرة ،فإن لم يكن من أجل أخيه فليك ن للإنتقام منها على سلبه أمواله،لعل حمدان يلقي بها أمام المندرة بعصبية وغضب لإخفائها الأمر عليه،صكت حماتي على صدرها بإرتياب حينما علمت نصف الحقيقة منه

_ يا نهار أزرج،يعني ال أتكتب كتاب أخوك عليها من شوي زينة بت خيتي…؟ ودي أيه ال رماها علينا يا ولدي…؟وليه مجلولتيش من جبل…!!

علق بشرود :_

_ رماها النصيب يامه والإنتجام،جلبها أسود جوي،مهدتش إلا أما كتبتني ال وراي وال جدامي،بس أنا لازم أكشف ورجها جدام أخوي وأخليه يٌطردها طردة الكلاب في ليلة زي دي

الحاجة يامنة بمكر ضاقت فيه نظراتها:_

_لاه….تبجى مغفل لو عملت إجده ،سيبها نسويها على نار هادية ،خليها تحبه وتثق فيه وترجع له كل ال خدته منيك وعليه زيادة

تنهد جودة بعدم إرتياح:_

_ يا أما أخوي متجوز مرتي يعني الجوازة دي باطلة ،ودخوله عليها حرام

قاطعتهم زينة بعبائتها البيتية وهي تقول بجدية ودفاع عن نفسها:_

_لا …مش باطلة ..أنا خلعتك من 4 شهور يا جودة…بحكم المحكمة ..ومن حقي أعيش حياتي مع ال أحبه وأطمن له

جودة بإنفعال:_

_ تحبيه ولا هتحبي جيبه…؟،حرمة ناجصة بصحيح اتجوزتيه دوناً عن غيره عشان تبجي جاري وتكايدي مرتي

زينة:_

_ لو كنت عاوزاك مكنتش خلعتك ،وأنت عارف كويس أوي جوازتي بيك تمت إزاي

يامنة بنظرات ثاقبة كالصقر:_

_ إكتمي ..وخشي أتخمدي جار جوزك ..ولينا حساب وكلام تاني وياكي بعدين يا بت خيتي

واصلت زينة بطمأنة :_

_ متقلقيش عليه اوي كده…المحروس في سابع نومة جوه

حماتى بإستغراب:_

_ نايم بدري إكده…؟ أنطجي عملتي أيه فيه يا بت الفرطوس أنتي…!!

زينة:_

_ حطيت له منوم..أصلي مش طايقة ولا حابة يلمسني …وأحمل منه لا قدر الله…وأبقى حتة من العيلة ال تكسف دي

يامنة:_

_ أخرسي..أنتي تطولي يا بت علام تبجى واحدة منينا أشراف البلد …؟

زينة:_

_أشراف البلد …نكتة جديدة دي بس حلوة حلوة ..وملعوبة ..لو يعرفوا أهل البلد ال ابنك عاوز يبقى عمدتها ونازل أنتخابتها في القريب أن أمه خطافة رجالة …وهو قتال قتلة اظن كانوا هيفكروا ألف مرة قبل ما يدوه صوتهم

جودة:_

_ تعرفي لو نطجتي بحرف لحد برايت المندرة ..هجرسك وأجول إنك عرضتي علي نفسك بالحرام ورفضتك عشان إكده جاصدة تشوهي سمعني

يامنة:_

_ جطع لسانك يا جليلة الحيا ،حجيجي أجلب الجدرة على فومها تطلع البت لأمها

زينة:_

_ماشي يا خالتي مقبولة منك…بس متنسيش أن الدنيا الدوارة..وكل واحد في النهاية هياخد عمله فمترجعيش تزعلي عن إذنكم

تركتهم وإتجهت إلى الشرفة الخارجية وهي تأخذ نفساً عميقاً فيه أخرجت سيجارتها بشرود،قطعه ظهور زوجي بالقداحة وهو ينفذ أولى خطوات الاتفاق السري بيني وبينه

أما في القاهرة

أستقلت هند سيارة أجرة مٌتجهة إلى الكافيه المٌتفق عليه قبل المعاد المٌحدد، تٌخفي حزنها وعبراتها الساخنة خلف نظارة شمسية ،بعيون غائمة ومذهولة من ما فعله ياسين ،،ذلك الوغد الماكر ،يحثها عقلها على مواجهته،لكنه حتماً سينكر،فتشت كثيراً عن تلك الورقة العٌرفية لكنها لم تجدها بين أرفف الدولاب القديم ،ركنت السيارة أمام المكان المقصود،لتترجل منها وهي تمنح السائق أجرته،تجاوزت بمعطفها النسكافيهي اللون الباب الزجاجي ،وهي تراقب امرأة تتحدث في الهاتف بإنفعال على إحدى الطاولات المٌحاذية للنافذة ،جلست ورائها على مقعد مٌستقل وهي تتصفح بعض الجرائد بلا إكتراث تصتنت فيه على كلماتها حتى سمعتها تقول:_

_ يعني أيه أهدي…الولادة خلاص بين ساعة والتانية والباشا مجاش نوثق العقود….ضحك على الدقون مش ضحك أن لي ابني ال جاي في الطريق ده ينزل للدنيا يلاقي له أب….والله يا رامز لو صاحبك خلع مهيلبسها حد غيرك….أه يا حبيبي ده كان أتفاقنا في الليلة إياها

نهضت بعد لحظات وهي تجر حقيبتها الجلدية بغضب،تتمتم فيه ببعض الكلمات الغير مفهومة حتى صعدت إلى سيارتها ،وتبعتها هند بسيارة أجرة بحذر على ألا تفقد أثرها ،حتى وصلت إلى سكنها ،وأرتقت درجات السُلم ،بحرص كي لا تلحظ تتبعها لها ،حتى وجدت سالي تدٌس المفتاح في عقب الباب ،لتتفاجأ برؤية ياسين وتلقي نفسها في أحضانه وهي تتمايل بدلال جعل حدقتي عين شقيقتي هند تتسع على أخرها لتفيض بالدموع،لشعورها بالخذلان،ففوق ذنب الخيانة الذنب الأعظم الزنا وإن أختلفت المسميات لزواج عرفي أو مٌتعة ،أو غيره ،دفع سالي بعيداً عنه حينما لمح زوجته وهو يقول بوجوم وصدمة :_

_ هند ..أستنني …أنتي فاهمة غلط…!!

في الحديقة الخلفية للمندرة

كانت الخفافيش تعلو بأصواتها المٌريبة تشق ظلام الليل،تدخن زينة بشراهة وهي تضيق عينيها في تفكير بعدة أمور كان أبرزها علاقتها بزوجها حمدان الفترة القادمة،وكذلك شعورها بالذنب،فلم تعاقبه وتأخذه بذنب أخيه إن كان لطيفاً معها….بينما زوجي وليد واقفاً معها يمط شفتيه بإندهاش:_

_ تعرفي أنا مستغربك أوي

تسائلت بفضول :_

_ ليه…؟

وليد بتوضيح :_

_ يعني دكتورة وتعليم جامعة أمريكية ،ومٌقفة ومع ذلك بردو مٌنقادة للعبة الإنتقام السخيفة وبتسمعي كلام أختك الجاهلة

عقبت بإبتسامة مٌستهزئة ،وهي تشد نفساً طويلاً من سيجارتها:_

_ أختي أيه بقى ما هي راحت لل خلقها

ألقى ببقايا السيجار أسفل قدميه ،وهو يدعسها بقوة قال فيها:_

_ الكلمتين دول تقوليهم لخالتك لجوزك إنما أنا لا يا زينة ،أنا فاهمك كويس أوي زي ما فاهم كاملة

أردفت بإنكار:_

_ بيتهيأ لك ،الفرق بيني وبينها زي السما والأرض ،متوهمش نفسك بس بانها عايشة وتقول كلام ملهوش وجود على أرض الواقع

تابع بمكر وبتهديد خفي:_

_ مٌتأكدة…؟ يعني لو قولت لخالتك دلوقتي إنها عايشة وجبت لها الدليل الحي ،هتفضلي عند نفس موقفك…؟

زينة بإستسلام لمحاصرته لها وإصراره:_

_ أيوة عايشة ..وربنا مد في عمرها عشان تاخد حقها من كل ال ظلموها وأنت أولهم يا وليد

واصل وهو يرفع حاجبيه بحيرة:_

_ مش يمكن أقلب عليكم الترابيزة…؟ لما أخلي حمدان يطلقك….؟ وأنتي عروسة يعني ولسه بالسلوفانة ..وهتبقى الضربة المرة دي في مقتل

سألته بضيق_

_ عايز أيه يا وليد مني….!!

قبل أن ينطق زوجي بحرف واحد فاجئها صوت حمدان بمنامته الرياضية وبصوت حازم وقوي:_

_ ترجعي الحقوق لأصحابها يا زينة ….وتتنازلي عن كل ال أخدتيه بالغصب من جودة….!!!

error: