رواية (( شمعة حياتي ))
(( الفصل التاسع ))
_ فى داخل الفيلا الخاصه بعائله سليمان !!!
كان سيف ينظر لجانا بحزن وهو يراها تبكي هكذا ، وفى الوقت ذاته شعرت بأن الرؤيه تهتز وتتلاش تدريجياً ، فأمسكت رأسها بكلتا يديها وبدأت تترنح فى خطواتها !! لاحظ سيف ما يحدث لها فركض ناحيتها !!
سيف بقلق :
_ جانااا
اسرع نحوها وابعد يديها عن رأسها ولكن رأها تغمض عينيها فتملكه الرعب اكثر و…
سيف برعب :
_ جانا .. جانا .. مالك يا جانا ؟!!
جانا بتعب :
_ تعابنه اوى يا سيف ، تعاا
فقدت جانا توازنها ، ولم تتمكن من الوقوف على قدميها ، فكان سيف يقف امامها ، فاحطها بذراعيه لكى يمسكها قبل ان تنهار على الارض !!
سقطت جانا بين ذراعي سيف الدين ، فاسند سيف رأسها على كتفه وضع اليد الاخرى على وجنتيها محاولاً إفاقتها حيث ضربها برفق ولكن لم تستجب له ، لينحنى بجذعه قليلاً ثم وضع ذراعه الاخر اسفل ركبيتها وحملها بين ذراعيه !!!
اتجه سيف نحو الدرج وهو يحمل جانا بين ذراعيه ليصعد بها متوجهاً نحو غرفته ، ثوان وقد كان وصل ودخل ، اتجه نحو فراشه ببطء ثم وضعها برفق عليه وهو ينظر لوجهها الغافل بحزن !!
نظر إليها نظره اخيره قبل ان يخرج هاتفه من جيب سترته وضغط على بعض الازرار وانتظر الرد حتى اتى صوت الشخص !!
سيف بجديه :
_ الو ، ايوه يا مؤنس ، تعالى الفيلا عندى بسرعه !!
مؤنس بقلق :
_ خير يا سيف بيه ؟؟ أنت تعبان ؟!
سيف بنفاذ الصبر :
_ مؤنس لما تيجي هتعرف ، بس انت تعالى بسرعه !!
مؤنس وهو ينهض :
_ حاضر ، حاضر !! عشر دقايق وهكون عندك !!
أغلق سيف الهاتف وهو يشعر بالقلق والاضطراب ، وجه بصره لجانا فوجدها مازالت غافله ، تحرك مسرعاً نحو الخارج ولكن بخطوات هادئه ، خرج من الغرفه وبدأ يهبط من على الدرج ليتفاجئ بدخول أحمد وسما !!
أحمد بابتسامه :
_ ايه سيف ، ايه اللى رجعك بدرى من الشغل ؟!
لم يرد عليه سيف بل جلس على الاريكه وهو يضع رأسه بين راحتي يده ، تعجب ألأخير من عدم رده فاقترب منه وهتف :
_ فى ايه ؟ مالك ؟
لم يرد عليه سيف بل نظر إليه بضيق ، فهتف احمد بضيق :
_ يابني ما ترد وتقول ؟!
سيف بغضب :
_ أقول ايه ؟!
سما بجديه :
_ فى ايه يا سيف وبعدين فين انكل وبابا ؟؟ انا بابا قالى انه هيجى هنا وانا كنت جايه عشان عايزه منه شويه حاجات و…
صمتت سما عندما وجدت حقيبه يد الخاصه بجانا ، اتجهت نحوها ببطء ، وانحنت بجسدها لتأخذها ، ثم نظرت لسيف وهتفت بتوجس :
_ هى جانا هنا فى الفيلا
سيف بجمود :
_ اه
_ طب وهى فين ؟؟
_ فاوضتى !!
سما بصدمه واستنكار :
_ نعم !!!
أحمد بهدوء :
_ أهدى يا سما !
ثم هتف لسيف بتسأل :
_بتعمل ايه فاوضتك ؟!
_ مبتعملش حاجه ، هى فقدت الوعى !!
أحمد بصدمه :
_ ايه !!! ليه ؟؟ ايه اللى حصل ؟!
سيف بغضب :
_ بابا وعمى قرروا ان احنا هنتجوز !!
أحمد بصدمه :
_ ينهار لسود ، ايه اللى بتقوله ده ؟!
سما باستنكار :
_ بابا لا يمكن يعمل كده !!
سيف بغضب :
_ يعني انا بكدب !! للأسف جانا انهارت لما سمعت القرار ده وفقدت الوعى ، دخلتها اوضتى ومستنى الدكتور !!
أحمد بضيق :
_ ده ايه اللى يوم ده ياربي !!
بعد ثلاثون دقيقه ، كان مؤنس قد وصل وصعد على الدرج هو وسبف ليتجهوا نحو الغرفه التى ترقد فيها جانا ، دخل سيف معه وبدأ مؤنس بعمل مهنته وهو الكشف ، بعد قليل كان قد انتهى من الكشف ، ليهتف سيف بقلق :
_ خير يا مؤنس. ؟!
مؤنس بجديه :
_ عندها انهيار عصبي !
سيف بهمس :
_ انهيار عصبي !
مؤنس بجديه :
_ ايوه بس متقلقش هى هتبقي كويسه !! وهتفوق كمان شويه !!
_ شكراً يا دكتور !!
_ على ايه ده واجبي ، عن اذنك
_ اتفضل ! وبلغ الناس اللى بره انها كويسه ياريت !!
__ حاضر
جلس سيف بجانب جانا وبدأ بتفحصها بدقه وتمعن شديد ، فقد كانت ساكنه تماماً ، ارتسمت على شفتيه ابتسامه صغيره وبدأ يشعر بدقات قلبه المتسارعه ، واخذ يتأمل ملامحها بهدوء !!
مد سيف يده ليعدل خصلات شعرها المتبعثره على وجهها ، ثم هتف بهمس :
_ شكلك احلى بكتير لما بتكوني هاديه كظه !!
بعد مرور ثلاثه واربعون دقيقه !!
بدأت جانا تفيق تدريجياً ، وبدأت تستعيد ما حدث بذاكرتها ، فتحت عينيها لتراه جالس بجانبها !!
سيف بجديه :
_ حمدالله على السلامه !!
جانا بصدمه :
_ انت ايه اللى مقعدك جنبى !!
سيف : عادى يعنى
ثم قال ليثير حنقها :
_ وبعدين انتى قاعده فاوضتى وكمان انتى قريب هتبقى مراتى !!
جانا بغضب :
_ تبقي بتحلم
سيف بضيق :
_ واحلم ليه ، مش دى الحقيقه !!
جانا وهى تجاهد ان لا تنزل دموعها :
_ فعلا دى الحقيقه !!
سيف بضيق من حالها :
_ انا نازل اجبلك حاجه تشربيها وجاى على طول !!
_ مش عايزه اشرب حاجه !
سبف باستفزاز :
_ لا هتشربي ، ولو مش عايزه هخليكى تشربيه غصب عنك !!
غادر سبف من الغرفه ونزل من على الدرج ، فرأى سما جالسه مع أحمد ويشربون العصير ، توجه نحوهم وهتف :
_ على فكره جانا فاقت !!
سما بلهفه :
_ طب انا هطلعلها
_ لالالا استني
_ ليه
_ انا عاوز اتكلم مع جانا لوحدينا شويه !! بقولك ايه اكتر عصير بتحبه ايه ؟؟
_ التفاح
_ تمام ، شكراً
_ العفو
****
كانت جالسه تفكر فى حل لتلك المشكله ولكن شعرت ان ابيها يخفى شيئاً عنها ، ولكن ما هو ؟؟ سؤال سهل ولكن الاجابه صعبه !!
قاطع تفكيرها طرقات الباب ، فاذنت للشخص بدخول ، دخل سيف وهو يحمل صينيه ويوجد عليها عصير تفاح وطبق صغير مليئ بكيك بالشوكلاته
جلس سيف بجانبها وهو ما زال يحمل صينيه :
_ يالا بقي اشربي العصير وكلى الكيك ده !
بالفعل امسكت هى بكوب العصير وبدأت تشربه وامسكت بالكيك ايضاً وبدأت تأكله وتشعر بسعاده داخليه ، هتف سيف لها :
_ على فكره اختك هنا
_ بجد
_ اه ، بس احنا هنعمل ايه دلوقتي !
جانا بتوجس :
_ فى ايه ؟؟
_ فى مسأله جوازنا !!
_ انا مش عايزه اتكلم فى الموضوع ده دلوقتى !!
_ خلاص براحتك
_ انا هقوم !! وميرسي على العصير والكيك
_ لا عادى يالا ننزل !!
_ يالا
خرجوا من الغرفه سوياً ونزلوا من على الدرج ولكن هتفت جانا :
_ أحمد وسما هناك اهم
اتجهوا نحوهم وهم مازالو يشعرون بالضيق على ما حدث ، وفي نفس الوقت كان يوسف وحسين يدخلون ، وما ان رأهم يوسف حتى هتف بجديه :
_ اظن احنا سبناكوا ساعتين ونص ، اتمنى اسمع الرد دلوقتى ، اتفضلوا بقي قولوا !!
(( انتهاء الفصل التاسع ))