رواية (( شمعة حياتي ))

(( الفصل السادس والعشرون ))

لا يعلموا كم مر من الوقت عقب انتهاء سيف من جملته تلك ، شعرت جانا بالخوف ، فهي تعلم إذا غضب سيف فإنه يتحول إلى وحش كاسر ، بلع ياسر ريقة بصعوبة فلقد اتى لكي يعتذر وليس ليفعل مكروة لها .

خرج من تفكيرة لكمه قويه ، وكاد ان يقع بسبب قوه اللكمه ولكن تمالك نفسه ، شهقت حاما ووضعت يدها على فمها لتمنع صرختها ولكن سرعان ما ابعدتها وهتفت بقلق :
_ سيف ، سيبه يا سيف .

سيف بغضب :
_ اسكتي ياجانا .

اتت أحلام مسرعه برفقه محمود الذين أستمعوا إلى صوت سيف الغاضب ، قال محمود بقلق :
_ في ايه يا جماعه ؟!

ياسر : يا سيف انا مش جاي عشان اعملها حاجه وحشه ، انا جاي اعتذر و..

قاطعه سيف بلكمه قويه وهو يصرخ به :
_ تعتذر على إيه يا حيوان ، هتعتذر على ايه ولا ايه .. على لما جرحتها ولا لما استدرجتها وكنت عايز ..

اغمض عينيه بقوه ولم يستطيع ان ينطقها ، فأخذ يلكمه أكثر والاخير مستجب له ، ولم يمنعه عن ذلك ، اقتربت جانا منه وهى تقول :
_ عشان خاطرى يا سيف سيبه ، أنا سامحته ، ارجوك سيبه .

ابتعد عنه ثم جلس على المقعد ، فنهض ياسر بمساعدة محمود ، التفتت جانا برأسها لترى بعض من الاشخاص والفتيات يقفون ويتابعون ما يحدث ، اتجهت نحوهم وفتحت الباب الزجاجى وهي تقول :
_ في حاجه حضرتكم ؟!

شخص : هو في ايه ؟!
شخص اخر : نقدر نساعدكم فى حاجه .
فتاه : ايه اللى حصل !!

جانا بجديه :
_ مفيش حاجه ، تقدروا تمشوا .

رد عليها احدهم :
_ لأ انا عايز اتفرج

جانا بسخريه :
_ هو انت جاي تتفرج على ماتش كورة ولا داخل سينما .

شخص ما :
_ خلاص يا جماعه دي لمور ناس وفى حكمه بتقول من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه .

شخص بجديه :
_ يالا يا رجاله يالا يا انسات .

غادرو الاشخاص الذين گانوا يتابعون الموقف ، تنفست هي براحه وعادت مسرعه نحوهم لترى انه ينظر اليه نظرات ناريه والاخير يتحسس مواضع الالم ، فامسكت جانا سيف من ذراعه برفق وقالت :
_ سيف ارجوك بلاش مشاكل ، هو مش جاي يعمل مشاكل .

ثم نظرت لمحمود وقالت :
_ محمود باريت واحد عصير برتقال واتنين قهوه ذيادة .

محمود :
_ حاضر ، يلا يا احلام .

ثم غادروا ليقول ياسر لسيف بهدوء :
_ سيف انا جاي اعتذر ، انا توبت والله ، انا لسه كنت بقولها اني عاوز ابتدى حياتي من اول وجديد .

جانا : سامحه يا سيف ، هو كان عمل حادثه ودخا فى غيبوبه ، هو حس بغلطته ، فياريت تسامحه وانا عموما سامحته .

سيف : ازاى ، ازاى اسامحه وهو كان عاوز يغتـ ..

لم يقدر ان ينطقها ، فشعر ياسر بمدى حاقرته عندما فمر انه كان على وشك ان يرتكب تلك الجريمه .

ياسر : والله العظيم انا ندمان يا سيف ، انا حسيت دلوقتي انى اد ايه حقير لما فكرت اعمل كده ، ياريت تساعدني امشي فالطريق الصح ، عايز ابدأ حياتي من اول وجديد من غير ما حد يكون قرفان مني بالشكل ده .

صمت سيف وقد شعر بصدق حديثه ، شعر بندمه ويجب بالفعل ان يساعده على الطريق الصحيح .

سيف : ماشي هسامحك عشان خاطر جانا .

ياسر بسعادة : الحمدالله الحمدالله .

سيف : خلاص نبدأ صفحة جديده ومنبقاش اعداء ، بس طبعا مش هنسى بسهوله اللى انت عملته .

ياسر بابتسامه : كفايه انى ابدأ حياتي من اول جدظيد والناس اللى غلط فيها زمان تكون مسمحاني .

جانا بتسائل : سيف هو انت كنت ايه اللى جابك .
سيف : كنت جاي اطمن عليكي ، بس لقيته داخل وسمعت شويه من كلامكوا ولما عرفت انه هو روحت دخلت على طول .

ياسر : الحمدالله .

***********

_ فى المساء .

كانت جانا جالسه مع عائله زوجها ، وسيف محتضنها بحب ، ليقول جاسر :
_ مش عارف ليه حاسس انك عاوز تقول حاجه .

سيف بابتسامه :
_ اصل فيه خبر حلو كده .

أحمد بحماس : خير
فيروز بابتسامه : ان شاء الله خير ، قول يا سيف .

سيف وهو ينظر لجانا بحب : جانا حامل فى اسبوعين .

سما بسعادة : واااو ، هبقى خالتو .

احمد بسعادة : ايوة بقى، مبروك يا سيف ، مبروك يا جانا ، اعقبالى يا جدعان .

يوسف بسعادة : وانا هبقى جد ، يا سلام ، حلمي اتحقق اخيراً.

فيروز : مبروك يا حبايبى ، المهم خدي بالك من نفسك يا جانا.

سيف وهو يضع يدها على بطنها :
_ مش هي بس اللى هتاخد بالها ، انا كمان هاخد بالي .

********

فى اليوم التالى .
فى المساء .

كان قد بدأ حفل الزفاف الخاص باحمد وسما ، كان حفل زفاف مثل حفل زفاف سيف وجانا ولكن يسيطر عليه الكثير من السعادة .

احمد وهو يمسك كفي يدها :
_ ايه القمر ده

سنا بخجل : ميرسي .

احمد بغمزه : كلها كام ساعه ونكون لوحدنا .

اشتعلت وجنتي سما بحمرة خجل عقب تخيلها ما سيحدث عند وصولهم إلى فيلتهم .

بعد لحظات هتف بضيق :
_ ايه دة؟!
_ فى ايه ؟!
_ بصي !!

وجهت نظرها مكان الذي ينظر فيه فرأت شخص يتحه نحوة فقالت بابتسامه عقب ان وقف الشخص امامها والذى كان معه فتاه .

_ مبروك يا سما .

سما بابتسامه :
_ الله يبارك فيك يا هشام اعقبالك .

هشام وهو ينظر للفتاه التى بجانبه :
_ قريب ان شاء الله

احمد بصدمه :
_ انت ايه اللى جابك هنا ؟!

هشام بابتسامه : انا عارف انى كنت بضايق سما بالكلام الزباله اللى بقوله ، بس مقولكش انا تعبت اد ايه معاها لما كنا فالكليه لحد ما سمحتني ، ياريت انت كمان تسامحني واظن ان احنا كلنا بنغلط .

احمد بابتسامه : خلاص انت يوميها خت عقابك وطالما هى سامحتك يبقى اسامحك انا كمان .

******

بعد فترة وجيزة كانت سما تخرج من المرحاض بعد ان خلعت الفستان ، وهى تشعر بالخجل ، اتجهت نحو الخارج لتراه جالس ، فعادت مسرعه نحو غرفتها وقبل ان تجلس على الفراش رأته يدخل وهو يخلع التيشيرت ، نهضت من مكانها وهى لا تعلم اين ستذهب لان ولكن اغمضت عينيها من كثرة الخجل ، شعرت بانه يقترب منها ففتحت عينيها مسرعه لتراه يقترب منها فتراجعت حتى اصطدمت بالجدار وقبل ان تهتف اى شئ كان قد الجمتها قبلته المحمومه حيث بث لها شوقة الجارف لها ، فبدون وعى وشعور رفعت ذراعيها لتطوق عنقه وتسكت الشعرذاد عن الكلام الغير مباح .

*********

_ بعد مرور اسبوع .
_ فى شركه سيف !!

كان سيف يجلس امام مكتبه ويقوم بتوقيع على بعض من الاوراق فى ذات الوقت دخلت السكرتيره وهى تقول :
_ مستر سيف ، فى واحد عاوز يقابل حضرتك ضرورى .
_ مين دة ؟!
_ اسمه ياسر فؤاد .
_ خليه يتفضل .

دخل ياسر المكتب ليصافحه سيف واشار له بالجلوس فقال ياسر بخوف :
_ سيف، انت لازم تاخد بالك من جانا اوى الايام دى

سيف بقلق : ليه في ايه ؟!

ياسر بخوف :
_ سلوى خطيبتك اللى سبتها زمان ، انا عامل نفسي اني معاها عشان اعرف افكارها ، هي ناويه تخطف جانا اليومين دول !!

سيف بصدمه : ايه !!!!!!!

*********

كانت جانا تخرج من العيادة عندما اصطدمت بفتاه و..

جانا : ااه مش تاخدي بالك ..
_ انا اسفه اوى ، ايه ده ، جانا !!

جانا بابتسامه : سلوى .
سلوى : اخيرا شوفتك ، عامله ايه !!
_ كويسه وانتى ؟!
__ كويسه ، بقولك ايه تعالى اركبى معايا العربيه نقعد نتكلم شويه .

_ طب تعالى عند عربيتي احسن .
_ لا بلاش وكمان عشان نشرب حاجه مع بعض ، انا كنت لسه حالا اشتريت كذا علبه عصير تفاح وبرتقال .

جانا : خلاص اوك .

اتجهت جانا معاها وركبت السيارة وبدأو يتناقشون وهم يشربون العصير ، بدأت جانا تشعر بدوار قوى يهاجمها وثقل كبير في جفنيها فقالت :
_ ايه الدوخه دي، انتى عملتي ايه .

سلوى وقد بدأت بالقياده :
_ ولا حاجه ، العصير فيه مخدر ، عشان انا هخطفك ، ابقي خلي سيف حبيب القلب يدور عليكي .

صدمت جانا وشعرت بجفاف حلقها وذاد ثقل جفنيها حتى فقدت الوعي لتقهقه الاخيرة بشر !!!

((( انتهاء الفصل السادس والعشرون )))

 

error: