رواية (( شمعة حياتي ))

(( الفصل السادس ))

نظرت فيروز لـ جانا بصدمه وكذلك أحمد عندما رأى سما فهو لم يتوقع انها تكون أبنه عمه ، ثم ..

يوسف باستغراب :
_ ايه ده ؟؟ فيروز أنتي تعرفي جانا ؟؟

جانا بجديه كعادتها :
_ دى فيروز هانم ، من أهم الزباين فى المحلات بتاعتي !!

فيروز بابتسامه :
_ أنا مش مصدقه ، بقي أنتى من بنات أخو جوزى ، الدنيا صغيره اوى !!

حسين بتسأل :
_ وانتى يا سما تعرفي أحمد منين ؟؟

كادت سما أن تتكلم ولكن سبقها أحمد قائلاً :
_ أنا شوفتها أمبارح فى الكليه !!

سما ومازالت علامات الصدمه على وجهها :
_ ها ، اه انا شوفته امبارح !!

يوسف بابتسامه :
_ طب دى حاجه كويسه ، مش هتسلم عليها يا أحمد ؟!

أقترب أحمد منها ويعلو على وجهه أبتسامه ساحره ، ومد يده قائلاً :
_ أنا عارف أنك اكيد لسه مضايقه مني ، بس طلاماً طلعتي بنت عمى يبقي ننسي اللى فات .. ينفع ؟!

نظرت سما إلى يده بتوتر ، ولكن عندما هتف هذا الكلام أبتسمت ومدت يدها لتصافحه وهى تهتف :
_ ينفع

_ ايه يا سيف مش هتسلم على جانا !!

سيف وهو يصر على اسنانه :
_ لا أزاى !!

ثم بدأ بالاقتراب منها بثبات وهى واقفه بشموخ ، مد يده وهو يتمتم بسخريه :
_ أيه يا بنت عمى ، مش هتسلمي ؟؟

جانا بمكر :
_ وهى دى تيجى بردوا يا ابن عمي ؟؟

ثم مدت يدها وصافحته ، مع أول لمسه لمست يده شعرت بشئ ما ، ولكن شعور جميل وكذلك سيف ، ولكن نظراتهم عكس ذلك ، كانت نظرات .. التحدى .. الثبات .. المكر ..

أبعدت جانا يدها بعد ان صافحته ، لتهتف فيروز بابتسامه :
_ أتفضلوا يا جماعه ، تعالوا نتغدى الاول وبعديها نقعد نتكلم !!

الجميع :
_ ماشي

ذهبوا إلى غرفه الطعام ليجلسوا بعد ان سحبو المقاعد ، أضطر سيف أن يجلس بجانب جانا فلقد كان ترتيب فيروز ، وجلس أحمد بجانب سما ، وبجانب سما فيروز ، وحسين أمام يوسف !!

_ أحمد وسما !!!!!

أحمد بهمس :
_ اخر حاجه اتوقعها انك بنت عمي ، على فكره انك كنت ناوى ابتدى ارخم عليكى !!

سما بتهكم :
__ لو كنت فعلاً هتعمل كده مكنتش هرحمك

أحمد بابتسامه :
_ كنتي هتعملى ايه ؟؟

سما بهمس :
_ مش لازم تعرف !!

ثم هتفت بابتسامه :
_ وبقولك ايه سبني عشان أنا جعانه !!

أحمد بابتسامه ماكره :
_ جعانه بردو ، على العموم لينا كلام لوحدنا يا سمسم !!

_ سيف وجانا !!!!!

سيف بحنق :
_ ما تاكلى ولا انتى مش جعانه !!

جانا بجفاء :
_ لا هاكل !!

سيف بهمس :
_ بـ سم الهارى !!

جانا باستفزاز :
_ أنا وأنت !!

ثم نظرت له نظره غريبه ، ولكن شعر انها نظره لا تبشر بالخير ، فهتف بتوجس :
_ بتبصيلى كده ليه ؟؟

جانا وهى مازالت تنظر له نفس النظره :
_ ولا حاجه ولا حاجه خالص !!

ثم نظرت على المائده لترى التوابل ، فهتف لـ سما :
_ سما هاتيلى الشطه والفلفل الأسود !!

سما بضيق :
_ يا ساتر ، انا مش عارفه ازاى بتحبى الشطه !!

فيروز بتحذير :
_ خدى بالك يا جانا ، الشطه دى من النوع القوى شويه !!

جانا غير مكترثة :
_ عادى يا أنطى ، أنا باكلها دايماً !!

سيف باستغراب :
_ بتاكليها ازاى ، أكتر حاجه بكرها فى حياتى هى الشطه !!

أبتسمت جانا بخبث واخذت الشطه فى طعام سيف بدون أح. أن يأخذ باله وخاصه هو ، لانه كان يحدث أحند بتركيز عن أحد الصفقات فى عمله ، وبعد أن انتهت وضعت لنفسها القليل بداخل طعامها !!

بدأ يقلب سيف الطعام بالمعلقه وهو لا ينظر إلى الطبق بسبب انشغاله مع أحمد !!

جانا باعجاب :
_ تسلم إيدك يا أنطى الاكل حلو اوى !!

سيف بجديه وهو يمسك المعلقه :
_ أمى أحسن واحده تعمل اكل !!

سما بابتسامه :
_ فعلا يا أنطى الاكل حلو اوى !!

كادت ان تتحدث فيروز ، ولكن سبقها سيف بصراخه ، فنظر إليه الجميع ليجدوا وجهه قد اصبح أحمر اللون كـ لون البركان ، وكذلك عينيه !!

حسين بصدمه :
_ مالك يا سيف !!

سيف بصياح :
_ ميه ميه !!!!!!

ناوله أحمد الماء ، ليشرب على الفور ، وجانا تنزر له بشماته ، بعد انتهائه من الشرب نظر إليها نظره ناريه ، ثم ..

سيف بغضب :
_ ماشي يا جانا ، أنتى كده جبتى أخرك معايا !!

فيروز باندهاش :
_ فى ايه سيف ؟؟ هى جانا عملت حاجه ؟!

سيف بغضب وهو ينهض : دى !!! دى مبتعملش حاجه خالص !! على العموم انا خلاص قايم عشان شبعت !!

القى كلماته الاخيره وهو ينظر لها بتوعد ، ولكنها تبادله نظرات التحدى ، ليخرج من غرفه الطعام ، وقفت هى وهتف بجديه :
_ الحمدالله ، شكراً يا انطى على الاكل !!

فيروز وهى ترفع حاجبها للاعلى :
__ ايه أكل العصافير ده !! أنتى مأكلتيش حاجه يا حبيبتى !!

_ لا يا أنطى شبعت الحمدالله ، أنا هطلع اقعد فى الجنينه شويه

يوسف بجديه :
_ ماشي يا جانا ، واول ما نخلص أمل ، هبعت حد يقولك اننا خلصنا !!

_ تمام

خرجت جانا من الغرفه ، متوجه نحو الحديقه لتصبح شارده ، بعد ثلاثون دقيقه .. اتت خادمه لتهتف لجانا :
_ أنسه جانا ، سيف بيه بيقول لحضرتك ادخلى عشان هيبتدوا يتكلموا فى حاجه مهمه !!

_ اوك ، روحى انتى

نهضت جانا ودلفت نحو باب مدخل الفيلا متوجه نحو غرفه الصالون لتراهم جالسين وكل شخص يمسك بكوب عصير !!

فيروز بابتسامه :
_ خدى يا جانا العصير بتاعك !!

أخذت جانا العصير وجلست ليبدأ يوسف بالحديث قائلاً :

_ بصوا يا ولاد ، انا عارف انكوا لسه مش مستوعبين الموضوع فانا هبتدى أحكى وافهمكم !!

ثم أعتدل فى جلسته قائلاً :

_ أنا الأخ الكبير وحسين الصغير ، كنا أخوات بنحب بعض جداً ، جدكوا سليمان الله يرحمه كان بياخدنى دايما معىه شركاته ، فبقيت بحب الشغل جداً ، حسين وقتها كان شاي روش ومكنش شايل اى مسئوليه وده دايق جدكو ، وكان ساعات بتحصل مشاكل بين جدكو وحسين بسبب عدم تحمله لاى مسئوليه !!

ثم أضاف :
_ أتجوزت فيروز وبقت حامل فى سيف ، وحسين خلص كليته ، لحد ما فيوم جدكو مات والمفروض ان انا وهو اللى هنورث ، جدكوا كتب حاجات كتيير باسمى وحسين قليل ، ده طبعاً دايقه ، جدكو عمل كده لانه خايف انه يضيع المجهود اللى عمله ايام شبابه

ثم اضاف بتنهيده :
__ اتخنقتا مع بعض وهو خد نصيبه اللى فالورث وباعه ليا وخد الفلوس ومشي من الفيلا ومن يوميها وانا معرفش عنه اى حاجه ، فضلت ادور عليه بس معرفتش اوصله !!

حسين بجديه :
_ انا هكمل الباقى يا يوسف !!

ثم نظر للجميع بجديه وهتف :
_ سافرت امريكا ، كان كل همى أنى اثبت للكل انى اقدر اشيل مسئوليه وفعلاً شيلت وقعدت خمس سنين هناك وعملت مشروع وبدل ما كان واحد بقى اتنين ، لحد ما اتعرفت على فريده وعرفت حكيتى فشجعتنى اكتر وحبيتها وفالاخر اتجوزتها ، عشان هناك سنتين وخلفنا جانا هناك وبعديها رجعنا مصر بعد ما صفيت مشاريعى هناك وعملت 3 شركات استيراد وتصدير وفريده كانت واقفه جنبى رغم انها شايله مسئوليه شغلها فى المحلات ده غير بناتعا ، بس جانا كانت بتساعدها فى المحلات رغم صغر سنها ، مجاش خالص فى بالى اشوف اخويا بسبب مشاغلى !!

ثم نظر ليوسف بحزن :
_ سامحنى يا يوسف انى محاولتش اشوفك !!

وقف يوسف وانحه نحوه ليقف الاخر ثم هتف :
_ انت اخويا يا حسين واكيد مسامحك !!

ليحتضوا بعض بعد ان هتف يوسف كلماته الاخيره ، فهتف حسين بعد ان ابتعد عنه :
_ يااه يا يوسف ،حضن الاخ ده حاجه تانيه خالص !!

سما بمرح :
_ خلاص يا جماعه ، ايه الجو الدراما ده !!!

ضحك الجميع ماعدا سيف وحانا ، فكان ينظر إلى تلك الفتاه الذى منذ ان رأها لم يجدها تبتسم على الاطلاق ، من المؤكد ان خلفها سر !!

*********

مر الوقت سريعاً ، وجاء المساء ، وظهر القمر والنجوم وهم ما زالوا يتحدثون ويضحكون ، ولكن شعرت هى بالملل ، فخرجت فى الحديقه بعد ان اخبرت الجميع بذلك ، وهى لا تعلم ان هناك عينين تنظر لها وهى تفعل كل شئ !!!

جلست فى الحديقه وهى تنظر للنجوم بشرود وسيف ينظر لها من الشرفه ولكن قرر ان ينزل الحديقه ليستشنق الهواء وبالفعل هبط إلى الاسفل وخرج متوجهاً نحو الحديقه وعندما رأها تنهد تنهيده حاره ، وجلس بعيد عنها كثيراً وهو يفكر بها ، فهى فتاه جميله ولكن اسلوبها هو المشكله ، بينما وهو جالس يفكر بها ، إذ به يستمع صوت صراخها القوى أختلع لها قلب سيف !!!!!!

(( أنتهاء الفصل السادس ))

 

error: