رواية (( شمعة حياتي ))

(( الفصل الثاني والعشرون ))

فقدت جانا وعيها بين ذراعي سيف ، لم تستطع أن تتحمل تلك الفكرة ، شعر سيف بالذعر وصرخ باسمها هز اركان المكان !! ، اما يوسف فكان فى عالم أخر ، اغمض عينيه بقوه بعد ان هبطت دموعه ، فى ذات اللحظه ات مؤنس مسرعاً فقال بقلق :
_ فى ايه يا سيف ؟!! مالها مراتك ؟!

سيف بصراخ :
_ عمي حسين مات ، مقدرتش تتحمل اغم عليها ، اعمل ايه او اتصرف ازاى !!!!؟؟

مؤنس بقلق :
_ شيلها وتعالى معايا بسرعة !!!!

حملها سيف بين ذراعيه وهو ينظر لوجهها المستكين ، وذهب مسرعا خلفه ، دخل مؤنس احد الغرف ليضعها سيف على الفراش ، وبدأ يحاول أن يفيقها وكذلك مؤنس ، وبالفعل نجحوا فى ذلك !!!! ولكن ما ان فتحت عينيها وتذكرت ذلك الخبر ، أخذت تصرخ بقوة وتبكي بكاء حاراً ، فى نفس الوقت .. دخل عزت عندما علم ان ابنه صديقه فى تلك الحاله اقترب منها وهو يعلم تلك الحاله العصبيه فامسكها من ذراعيها بقوه خوفاً من ان تفعل شيئاً ضاراً بنفسها

صرخ عزت وهو يقول لمؤنس :
_ دكتور مؤنس هات حقنه المهدأ بسرعه !!!

اومأ مؤنس راسه بتوتر ، وتحرك مسرعاً ليفعل ما طلبه منه عزت ، لم يتحمل سيف ان يراه يمسكها هكذا فصرخ به وهو يجزبها نحوه :
_ سيبها ، متمسكهاش كده !!

عزت بقلق :
_ يابني ممكن تموت نفسها ، انا قلقان عليها !!

سيف : طب سيبها انا همسكها !!

تركها عزت ليمسك سيف ، فاخذت تصرخ اكثر ودموعها لم تتوقف بعد ، احتضنها سيف بقوه وهو يقرأ بعض الايات عسي ان تهدأ ، حتى اتي مؤنس وهو يمسك الحقنه لياخذها عزت ويبدأ بعمله ، بعد قليل شعرت جانا بخدر يتسرب إليها فاغمضت عينيها وهى تشعر بأن الظلام يأخذها مجدداً.

تنهد سيف بحزن وشعر بالأسي ، ليقول عزت بقلق :
_ سيف ، لازم تعرف حاجه مهمه ، جانا لما مامتها توفت جالها انهيار عصبي زى دلوقتي كده وحاولت تنتحر ، ارجوك خد بالك منها ، لانى قلقان انها تعمل فى نفسها حاجه !!!

سيف بحزن :
_ حاضر .

ثم نظر إليها نظرة اخيرة قبل ان ينهض وتوجه نحو الخارج ليرى والده اتى نحوه وهو يمسح دموعه بقوه فقال سيف باسي :
_ معلش يا بابا ، البقاء لله !!

يوسق بحزن عميق :
_ ونعم بالله ، طيب هنبلغ ازاى سما !!

سيف بجديه وهو يخرج هاتفه :
_ انا هتصل باحمد وابلغه !!

يوسف بحزن :
_وانا رايح اجهز إجراءات الدفن !

ثم تركه وذهب ، اما سيف فوضع هاتفه على اذنه منتظراً رده حتى اتى و…

سيف : الو يا احمد !!
احمد : ايوه يا سيف ، مال صوتك !!
سيف بتنهيده : فى خبر مش حلو !!
أحمد بقلق : خبر ايه ؟!
سيف بحزن : عمي حسين !!
احمد بفزع : مالوا عمي حسين ؟!

كانت سما جالسه بجانبه عندما سمعت اسم والدها ، هبت واقفه ولم تستطع ان تنتظر حتى ينهى حديثه ، بل اخذت من الهاتف فجأه ووضعته على اذنها بلهفه لتسمعه يقول :
_ عمي حسين مات ، وجانا دلوقتي جالها انهيار عصبي!!!!

اصابتها الصاعقه ، ارتجفت ووقع منها الهاتف ، لا يمكن ان تصدق ، والدها توفي وشقيقتها فى المشفي !!! صدمتان لم تتحملهما ، وزعت بصرها لزوجها ونرمين وجاسر ، بدأت الرؤيه من حولها تتلاش وبدأت ترتجف اكثر . شعر بها احمد فاقترب منها مسرعاً وهو يقول بتلهف :
_ مالك يا سما !!

وقعت سما مغشياً عليها بين ذراعيه ، امسكها احمد وهو يشعر بالفزع وامسك هاتفه الملقي بجانبه واستمع لـ :
_ الو يا احمد ، الو !!

احمد بذعر :
_ فى ايه يا سيف ؟!
__ هو انت مسمعتش؟!

احمد بغضب :
_ يابني انجز بسرعه ، سما اللى سمعت واغم عليها ، ايه اللى حصل !

_ عمى حسين توفى وجانا حالها انهيار عصبي ،!!

احمد بذعر :
_ ينهار اسود ، طب اقفل بسرعه وانا هبقي اجيب اذن انها تمشي من الرحله النحس دى ، سلام !!

_ سلام !!

اغلق الهاتف والقاه على الاريكه ليقول جاسر بصدمه :
_ ايه اللى حصل ؟!
_ عمي حسين مات وجانا جالها انهيار عصبي ، بسرعه يا جاسر اتصل بدكتور مدحت ، هو ساكن قريب مننا هنا ، يلا بسرعه !!!

_ حاضر ، حاضر !!!

*********

بعد مرور ساعتين !!
كان جاسر جالساً بداخل سيارته منتظراً أحمد ، وبالفعل رأه يتجه نحوه وهو يحمل سما بين ذراعيه ، فلقد اخبرة الطبيب بعد ان اعطاها المهدأ انها لن تفوق لان بل بعد ساعات بسبب قوة الانهيار العصبي !!!

خرج جاسر من سيارته وفتح الباب الخلفى لـ احمد ، ليدخل احمد بعد ان ادخل سما بجانبه وسحب حزام الامان لنفسه ولها ، ليجلس جاسر ايضاً ، وانطلق مسرعاً عائداً للقاهرة !!!

**********

تم دفن حسين بعد ان حضروا جميعاً حتى جانا ، فلقد خرجت ولكن عزت كان ليس موافقا على هذا خاشياً ان تحاول ان تأذى نفسها ، واكن تعاهدت ان لا تفعا شيئا ، ولم يتركهت سيف طوال الوقت ، اما سما ، فاستيقظت عقب وصولها إلى القاهرة ، أخذت تبكي طوال الوقت وتوقفت عن البكاء بعد مده ليست بقليله ولم يتركها احمد !!!

_ فى المساء !!!
_ فى فيلا يوسف سليمان !!!

كان سيف جالساً على الاريكة وهو محتضن جانا التى فى عالم اخر من الشرود ، ومالزلت دموعها تنزل بصمت ، وسما جالسه بجانب أحمد وهى تبكي !!

فيروز وهى تنظر لجانا بحزن :
_ سيف ، قوم يالا خد مراتك وروحوا !!

سيف : انا كنت هعمل فعلاً دلوقتي !! يلا يا جانا !!

نهضت جانا ببطء وسارت معه نحو الخارج بخطوات متثاقلة ، نظر يوسف لسما التى كتمت شهاقتها ، ليقول بابتسامة حانيه :
_ سما ، احنا مش هنقدر نسيبك لوحدك !!

سما بحزن :
_ يعني ايه ؟!

فيروز :
_ يعني يا حبيبتي عايزين نقولك ان احنا عملنالك اوضة هنا ليكي ، وتعيشي معانا ، لان مش هينفع تعيشي لوحدك ، احنا هنلقي مرعوبين عليكي !!

سما بنفي :
_ لا انا مقدرش اسيب بيت بابا !!

أحمد بجديه :
_ حبيبتي مش هينفع تقعدى لوحدك كده هيبقي فى خطر عليكي ، عشان خاطرى ، أسمعى كلامي ، واما تكوني عاوزه تروحي هناك هبقي اوديكي !!

_ يا احمد انااا

قاطعها بجديه :
_ ولا كلمه ، انا قولت تقعدى معانا يعني تقعدي ، يلا يا حبيبتي ، قومي خدى شاور وهتلاقي على السرير كيس فى هدوم جديده جبتها ، عشان تلبيسها لحد ما نروح انا وانتي بكرة ونجيب هدومك !!

سما : ماشي !!

نهضت سما برفقة احمد وارشدها على غرفتها فدخلت واخذت حماماً دافئاً وخرجت ، لتريح بعدها جسدها وتستغرق فى نوماً عميق !!!!!

**********

مر اكثر من ثلاثة اسابيع وجانا لا تخرج من غرفتها ، ولكن سيف يظل طوال الوقت يجلس معاها ويتابع عمله فى منزله ، لقد اكتشف انه واقع فى حب تلك العنيدة ، فقدت شهية الحياة ولكن حاول بكل الطرق ان يعيد تلك الشهية وبدأ ينجح فى ذلك ، شعرت هى باهتمامه فبدأت تقلق قليلا خوفاً من … !!!

اما عن سما فهى لم تخرج من غرفتها قط فى فيلا عمها وزوجها، وصديقتها نرمين تأتي لها لتعطي لها المحاضرات ، فهى لنجم تذهب منذ ذلك اليوم ، وكذلك مي تأتى لتطمئن عليها برفقه كمال ، وايضاً جاسر كان يأتى برفقه نرمين وقد بدأ يزداد حبه لتلك الفتاه ، وفى بعض الاوقات يذهب لجانا وسيف ، وها هو على وشك انتهاء بناء شركته !!!

_ فى فيلا يوسف سليمان !!

كانت فيروز جالسه امام التلفاز تشاهد فيلما عندما خرجت سما وهى ترتدى ملابس الخاصه بالخروج .

_ ايه يا سما رايحه فين بدرى كده ؟!
_ رايحه الكليه ، فاضل على الامتحانات اسبوعين !!
_ ربنا معاكي طب استني اخهلى احمد يوصلك !!
_ هو مستنيتي برة ، يلا باي
_ باي !!

خرجت سما من الفيلا لتجد احمد منتظرها وعلى وجهه ابتسامة و..

_ ايه القمر ده ؟!

سما بتهكم :
_ قمر !! ده انا مش حاطه اى مكياج ولبسه اسود !!

احمد بحب :
_ طب والله شكلك حلو من غير مكياج والون الاسود هياكل منك حته !!

سما بخجل :
_ كفايه بقي ، ويلا عشان توصلني !!
_ اتفضل يا قمر !!

***********

_ سيف ، انت مهتم بيا كده ليه ؟!

قالتها جانا وهى تشعر ببعض من الضيق فقال سيف وهو ينهض :
_ بتسألى ليه ؟!

جانا بضيق :
_ بلاش السؤال ده ، اعمل حسابك انى هنزل الشغل من بكرا !!

سيف بغضب :
_ مفيش شغل من النهارده !!

جانا بصدمه :
_ يعني ايه ؟! وليه ؟!

سيف بضعف :
_ لاني خايف عليكي من الناس اللى عايزين يأذوكي !!

جانا بصدمه :
_ سيف ، اوعي تكون بتااا

قاطعها سيف وهو يقول بصدق :
_ ايوه يا جانا ، انا بحبك !!!

((( انتهاء الفصل الثانى والعشرون )))

 

error: