رواية (( شمعة حياتي ))

(( الفصل العاشر ))

نظرت جانا لـ عمها بنظرات غريبه لم يستطع تفسيرها ، وفى نفس اللحظه دخل حسين وهو يحاول ان يصنع الجمود والجديه فتأكدت جانا أنه يخفى شئ وان هناك سر ، ولكن ما هو السر الذى جعله يقرر ذلك القرار ؟!

سيف بجمود :
_ لسه مقررناش !!

يوسف بتهكم :
_ يعنى ايه مقررتوش ، امال هتقرروا امتى ؟؟

جانا بجديه :
_ بكره

نظر لها سيف باستغراب واندهاش ، اما هى نظرت بغموض ، وكاد ان يتحدث ولكن ابتلع كلماته عندما امسكت يده واخذته بعيداً عن والدها وعمها ، أندهش حسين ويوسف من ذلك التصرف ولكن قرروا الصمت وان ينتظروهم !!

سيف بجديه :
_ أنتي وخداني على فين ؟!

جانا بجديه :
_ أنا مش عيزاهم يسمعوا !!

_ طب أنتي عايزه ايه ؟!

أخذت نفساً مطولاً قبل ان تقول :
_ نقدر نتقابل النهارده بليل على الساعه 7 !!

_ أه أقدر

جانا بجديه :
_ طب متقولش لانطي أو لعمى أنك هتقابلني !!

سيف وهو يومأ برأسه :
_ ماشي ، خلاص يبقي معادنا الساعه 7 !!

جانا بجديه :
_خلاص تمام ، يالا نطلعلهم !

_ يالا

ذهبت جانا برفقه سيف الى المكان المتواجد فيه الجميع ، ووجدوا ان فيروز قد اتت ، ثم نظرت جانا لابيها و….

جانا بجديه :
_ ايه يا بابي، احنا مش هنمشي ولا ايه ؟!!

_ لا هنمشي ، انا رايح شركه دلوقتي عشان عندي اجتماع بعد ساعتين !!

سما بابتسامه :
_ وانا المفروض هقابل مي دلوقتي ، وبعدين هعدى على نرمين !!

قالت جملتها الاخيره وهي تنظر لاحمد بابتسامه جميله جعلت وجهها يشرق اكثر و يزيدها جمالا اكثر واكثر ، فبادلها احمد الابتسامه ولكن ساحره !!

جانا بجديه :
_ وانا المفروض اروح المحل دلوقتي وبعديها هيبقي عندى مشوار مهم !!

قالت اواخر كلماتها وهى تنظر لسيف بنظره فهمها على الفور ، وهي النظره كانها تقول (( لا تنسى معادنا )) اما هو هز راسه موافقاً على نظرتها ، و الجميع ينظر باستغراب و خاصه ٍيوسف وحسين فهم لا يفهمون شيء !!!

جانا : طيب يا جماعه ، انا ماشيه ، يلا باي !!

سما بابتسامه :
_ استني يا جوجو ، انا جايه معاكي علشان نمشي انا وانتي ، وبعدين انا مش معايا عربيتي !!

جانا : طيب يا سمسم ، يلا عشان انا اتأخرت !!

_ يالا !!

ذهبت سما برفقه جانا ، فنظر سيف لابيه وهتف بـ :
_ انا كمان همشي ، عشان ورايا شغل !!

يوسف :
_ ماشي يا سيف ، ربنا معاك !!

سيف :
_ يالا سلام !!

ذهب سيف على الفور ، فهتف حسين ليوسف :
_ انا كمان همشي يا يوسف !!

يوسف بتوجس :
_ أنت كويس يا حسين ؟!

حسين بابتسامه :
_ اه كويس ، ليه بتقول كده ؟؟

يوسف بتوجس :
_ امال وشك باين عليه التعب كده ليه ؟!!

حسين بارتباك :
_ لالا ده بتهيألك ، انا ماشي سلام !!

يوسف بشك :
_ سلام

*********
_ فى سياره جانا !!

كان يعم الهدوء الشديد فيها حيث كانت جانا شارده في امر زواجها من سيف، و لكن هي خائفه !! فهي لا تريد ان تمر بنفس التجربه ، وفي نفس الوقت لا تريد ان تخسر ابيها للابد ، ولكن تريد ان تعرف السر الذي يخفيه والدها ، والذي جعله يقرر هذا القرار ، ولكن ما هو السر ؟؟

قاطع تفكيرها صوت شقيقتها سما التي قالت:
_ هتعملي ايه في موضوع جوازك من سيف ؟؟

جانا بتسأل :
_ عرفتي منين ؟؟
_ من سيف ، اصلاً انا كنت جايه عشان كنت عاوزه اقول لبابا حاجه مهمه واخد منه فلوس ، بس خلاص مش مهم ، قوليلى بقي هتعملي ايه فى جوازك من سيف ؟؟!

_ مش عارفه !!! انا قعده بفكر في الموضوع ، بس انا مش عايزه يحصلي نفس التجربه تاني اللي عشتها ، وفي نفس الوقت مش عايزه اخسر بابا !!

_ هو فعلا انتي لو متجوزتيش سيف ، بابا مش هيعتبرك انك بنته ؟!

_ للأسف ، بس الموضوع ده فى سر !!
_ سر !! سر ايه ؟؟

_ مش وقته ، يالا احنا وصلنا انزلى انتى وانا هروح المحل !!
_ أوك ، باى !
_ باي !

_ فى سياره حسين !!
كان حسين يقود السياره وهو شارد ، فماذا يفعل ؟؟ انه يريد تزويجها لسببً قوى واخذ يتذكر المحادثه مع اخيه الكبير عندما كانوا في الفيلا الخاصه بعائله سليمان ، وتذكر ايضا شيء مهم جعله يوافق على هذا الزواج ، نزلت دموع حسين عند تزكره هذا السبب القوى والذى جعله يوافق على زواج ابنته الكبيره ، مسح دموعه بقوه واخذ يقول :
_ يا رب ساعدني ، وسامحني لو انا بعمل حاجه غلط، بس انا مضطر !!

********

_ فى مكان ما !!!

كانت تجلس مي منتظره مجئ سما وهى تشعر بملل ،ولكن فجأه رأت شخص يتجه نحوها حتى وقف امامها !!

_ ازيك يا مي !؟

مي بابتسامه :
_ الحمدالله يا كمال ، وانت ؟!

كمال بابتسامه :
_ كويس ، ممكن اقعد !

_ اه طبعاً ، اتفضل !!

جلس كمال واخذ ينظر لمي بنظارات عاشقه ، شعرت بالخجل وهتفت :
_أنت بتبصلي كده ليه ؟؟

نهض كمال من مكانه فتعجبت هي ولكن سرعان ما تفاجأت عندما رأته يجثي على ركبتيه امامها ، فهتفت :

_ أنت بتعمل ايه ؟؟

بدأت الناس تتجمع ليروا ماذا يحدث ولماذا يجلس ذلك الشخص هكذا ؟؟!!

_ كمال ، الناس بتتفرج ، قوم يالا !!

رأت فجأه علبه صغيره بلون الازرق ، ثم رأته يفتحها ليكشف بداخلها عن خاتم رقيق ، عبرت نظره عينيها عن الدهشه والفرحه ، وبدأ كمال يتحدث بحب :

_ مي ، انا من زمان وانا بحبك ، بحب ضحكتك ، بحب هزارك ، بحب كل حاجه فيكي ، انت اول انسانه تدخل قلبي و هتبقى اخر انسانه برضو تدخل قلبي ، مي أنا بعشقك مش بحبك وبس ، تقبلي يا حبي تتجوزيني و تبقى شريكه حياتي ؟؟!

مي بفرحه ودموع :
_ موافقه ، موافقه يا كمال !!

أخرج كمال الخاتم والبسها برقه وبحب ، ثم احتضنها بشده وقد اخذ يدور بها ، فبدأ الجميبع يصفق بحراره !!

ابتعد كمال عنها و يعلو على وجهه ابتسامه و مي تنظر له بحب ، والتفتت بصدفه للترى صديقتها (( سما )) تنظر لها بسعاده شديده ، واقتربت منها واحتضنتها و نظرت اليها وهي تهتف :
_ مبروك يا حبيبتي الف .. الف مبروك !

مي بفرحه :
_ الله يبارك فيكي يا قلبي !!

_ مبروك يا كمال !

_ الله يبارك فيكي يا سمسم ، اعقبالك !

_ ان شاء الله !!

*********

مر الوقت سريعاً وقد حانت الساعه السادسه والنصف مساءٍ ، واحمد وجاسر ينتظرون سما ونرمين !!

أحمد :
_أنا مش عارف هما اتاخروا كده ليه ؟!

جاسر :
_ يارب انا ممكن يجرالى حاجه لو مشفتهاش

أحمد :
_أهدى يا جاسر ، أن شاء الله هيجوا !!

جاسر :
_ أهدى !! أهدى ايه !! انا ممكن يجرالى حاجه لو مشفتهاش !!

أحمد بابتسامه واسعه :
_ اهم وصلو !!

جاسر براحه وابتسامه :
_ الحمدالله ، يالا نرحولهم !!

خرجت سما و نرمين من السياره وهم يلبسون ارقى الفساتين والتى يبدوا عليها الرقه وأدى هذا إلى ظهور جمالهم أكثر ، أتجه أحمد وجاسر نحوهم و…

أحمد بخفوت لسما :
_ ايه القمر ده !!

سما بخجل :
_ ميرسي يا احمد !!

جاسر بخفوت لنرمين :
_ يا خرابي على العسل ، أنتى شكلك هتجيبي أجلى النهارده بحلوتك دى !!

_ هههههه

جاسر بهمس :
_ يلهوى على الضحكه !!!

نرمين بخجل :
_ طب احنا هنفضل واقفين ؟!

جاسر لاحمد :
_ أنت خليك مع سما وانا هاخد نرمين عشان نتكلم لوحدنا شويه !!

_ أشطااا !!

ثم نظر لسما وهتف :
_ يالا يا جميل !!

نرمين بلهفه :
_ لالا استنوا اا

قاطع جاسر حديثها وهو يسحبها نحو الداخل :
_ مفيش كلام ، انتى هتيحي معايا يعنى هتيجى ولا تحبى اشيلك زى المره اللى فاتت ؟!

نرمين بلهفه :
_ لالا خلاص !!

_ ايوه كده ، ناس مبتجيش غير بالعين الحمره !!!

*********

مر الوقت كسرعه البرق، واصبحت الساعه السابعه مساء ، خرجت جانا من المحل الخاص بها ، وكادت ان تفتح باب سيارتها ولكن وجدت يد قويه تمنعها وتمسك يدها، فالتفتت بذعر لترى سيف يقف امامها بشموخ ، ويرتدي بنطالاً باللون الاسود ، وتيشرت باللون الابيض، ادت إلى برز عضلاته ، عندما رأته وضعت يدها على قلبها ، واخذت تتنفس براحه !!

سيف بجديه :
_ معلش ، أنتى هتركبي معايا ، واسف أنى مسكت إيدك !!

لم يدع لها الفرصه لكى تتحدث ، بل تركها وذهب ليركب سيارته ، اما هى فظلت واقفه واخذت تفكر ، اتركب معه ام لا ، ولكن أخذت قرارها وذهبت ناحيه سيارته ،وركبت بجانبه لينطلق بسيارته نحو مكان ما !!

بعد مرور عشر دقائق وصلوا إلى أحدى الاماكن الهادئه وترجلوا من السياره ووقف هو قابلتها و…

جانا بجديه :
_ فكره حلوه أننا نتكلم هنا !!

سيف بجديه :
_ هنعمل ايه فى موضوع جوازنا ؟!

جانا وهى تشيح بوجهها :
_ أنت شايف ايه ؟؟

_ أنا مش عايز اخسر ابويا !!
_ وأنا كمان !!
_ يبقا نتجوز !!

جانا بسخريه :
_ مش بالسهوله دى !!

سيف بتوجس :
_ قصدك ايه ؟!!

جانا وهى تنظر له بتحدى :
_ يعنى لو احنا هنتجوز ، يبقى جوازنا على الورق وبس !!!!

(( أنتهاء الفصل العاشر ))

 

error: