رواية (( شمعة حياتي ))
(( الفصل الثاني ))
وقعت جانا فاقده الوعي تماماً على أثر اصطدامها بالسيارة ، ولم تعّد تشعر بما حولها ، تجهمر عدد من المواطنين وبعضهم يصرخون بأن أحدهم يطلب الإسعاف ، خرج صاحبه السياره وهى تنظر لتلك الفتاه بضيق ، ليهتف أحد المواطنين بصراخٍ :
_ أيه يا أنسه مش گنتي تاخدي بالك ، حرام عليكى !
ردّت الفتاه بغضب :
_ هى طلعتلي فجأه وأنا بتكلم فى الموبيل !
ردّت أحدى السيدات بغضب :
_ الله يخربيت الموبيلات على اللى اختراعها ، حد يطلب الإسعاف بسرعه !!
توقف الطريق بسبب تلك الحادثه خاصهٍ بعد وقاحه تلك الفتاه ، وفى ذات الوقت .. كان سيف الدين يزفر أنفاسه بضيق جلي بسبب توقف الطريق فجأه ، ولكن قطب حاجبيه بأستغراب وفضول عندما رأى عدد من الموطنين يتزايدون بجانب ( الرصيف ) ، فقرر ان يكتشف الأمر ، وبالفعل ترجل من السياره وتحرك بثبات كعادته نحو المكان الذى يقف فيه الكثير من السيدات والرجال ، عندما أقترب قليلاً وجد انها حادثه ، ثُمَّ …
سيف بجديه وهو يتسأل أحد المواطنين :
_ مالها الأنسه ؟
ردّ عليه بضيق :
_فى بنت خبطتها بالعربيه ، ورفضت انها تنقلها المشفى عشان خايفه يتعملها محضر !! صحيح اللى أختشوا ماتوا !
كانت أحدى السيدات جاثيه على ركبتيها أمام تلك الفتاه وهى تقول :
_يا جماعه مش هينفع نستنى عربيه الإسعاف ، دول بيوصلوا بعد ١٠٠ سنه !!
_ أنا هنقلها المستشفي !
هتف بها سيف بجديه وهو يقترب منها ، وقد وضع ذراعه أسفل ركبتيها وذراع الأخر على ظهرها ليحملها بين ذراعيه ، ولكن هتفت أحدى السيدات بقوه :
_أستنى يا أستاذ أنت ، أحنا مش ضامنين حضرتك ولازم واحده مننا تركب معاك عشان تطمن انك ودتها المستشفى ومبتضحكش علينا !!
ردّ سيف بسخريه :
_ أكيد يعنى مش هخطفها !! عموما أتفضلي معايا !!
أتجهت نحوه المرأه بنظرات تحمل الجديه ، ليتجهوا معاً نحو سيارته ، فتح الباب الخلفى للسياره ليضعها بحذر شديد ، ثم أغلق الباب وركب أمام مقود السياره والمرأه بجانبه ، لينطلق بسيارته نحو أحدى المستشفيات التى دائماً يأتى إليها هو وعائلته !!!
_ معلش يا بنى لو كلامي خلاك تدايق ، بس الزمن ده الواحد يخاف على البنات !!
سيف بجديه :
_ عادى ، أنا مقدر ده ، بس أنا عملت كده لانى اعتبرتها زى أختي ، وكمان زى ما قولتى الاسعاف بتوصل بعد مده والواحد خايف ليكون حصلها نزيف داخلى ، وبعدين انا مش وش أجرام !
بعد دقائق ..
وصل سيف إلى المستشفى وخرج من سيارته ليتجه نحو المقعد الخلفي ، وبكل خفه وحذر حملها بين ذراعيه بعد أن أخرجها من السياره وقبل ان يدلف إلى المدخل المشفى ، هتفت المرأه بابتسامه :
_ خلاص أنا كده اطمنت ، وأسفه لو الأسلوب دايقك !
نظر إليه وهتف بنبرته الجديه :
_ لا عادى !
ثم تحرك مسرعاً نحو الخارج وقد بدأ يشعر بالقلق عندما وجد ذراعيها قد أصابها جروح بالغه وأحدها قد بدأ ينزف بالدماء ، أخذ يصرخ بمن فى المشفى ، فقاموا بنقل الفتاه على الفور إلى داخل غرفه الطوارئ ، لينتظر هو خارج الغرفه ،ولكن اتاه أتصال من رفيقه ، فاخرج هاتفه وردّ على الفور ، ثُمّ …..
_ أيوه يا جاسر !
_ايه يا سيف أنت أتأخرت كده ليه ؟؟
_ في حادثه حصلت لبنت ، روحت نقلتها المستشفى!!
_ طيب أنت فانهى مستشفى ؟؟
_ مستشفى ***
_طيب أنا جاى حالاً !! سلام !
_سلام !
*********
_ في أحدى الكليات !!
_فى الكافيه !!
سما بابتسامه مرح وهى تسحب أحدى المقاعد لتجلس :
_ ايه يا بنات ! بتعملوا ايه ؟؟
ردّت رفيقتها ” نرمين ” قائله بتسأول :
_ أيه يا سمسم ، أنتى مش جعانه ؟؟
سما :
_ ده أنا هموت من الجوع ، أطلبوا أى أكل بسرعه !
مي بنفى :
_مفيش فايده ، هتفضلي دايماً تأكلى كتير ، والمصيبه انك مبتتخنيش !
سما بقلق زائف ولكن بابتسامه :
_قولى بسم الله ما شاء الله يا بت !!
قهقت مي وهى تقول :
_ حاضر يا ريس !!
************
_ سيف !
قالها جاسر عقب ان رأى سيف واقفاً مستنداً على الحائط ، أستدار الاخير ورمقه بجديه وهو يهتف :
_ أنت وصلت !
جاسر بسخريه :
_ لأ لسه ، تحب أجبلك حاجه قبل ما أجيلك !
رمقه الاخير بطرف عينيه وهو يردّ أيضاً بسخريه :
_ اه جبلى فنجان قهوه يا ظريف !!
تنهد جاسر وهو يهتف بجديه :
_ قولى بقي ، أيه اللى حصل ؟
_مفيش بنت حصلتها حادثه عربيه ، واللى خبطتها رفضت تنقلها المستشفى ، قولت أنقلها أنا !!
_ وأنت عملت كده ليه !
_ مش عارف ، أنا لقيت الناس قاعده بتتفرج قولت ألحقها ، لانى قلقت لو حصلها أى نزيف داخلى او كده !! وكمان مش أشمعنا أنى غنى يبقى غريب لو ساعدت حد !
جاسر بابتسامه :
_ يا سلام على التواضع والشهامه ، رجل أعمال شهير بينقذ واحده !!
فى نفس الوقت خرج الطبيب من الغرفه ، فلمحه سيف ليتجه نحوه مسرعاً ، وتمتم بقلق طفيف :
_خير يا دكتور شريف !
شريف بابتسامه :
_ متقلقش يا سيف باشا ، دى شويه جروح سطحيه ، يعنى الأنسه جانا تقدر تخرج بس بكره !
قطب حاجبيه باستغراب وهو يهتف :
_ جانا ! أنت تعرفها ؟؟
_اه طبعاً ، أنا اعرف بابها ، هى بنت رجل أعمال شهير ، وكمان الانسه معرفوه هنا ، لانها فاتحه محلات من أكبر المحلات فى القاهره !!
_ امم تمام !
_عن أذنكم !
_أتفضل !
******
_ فى كافيه !!
مي بقلق :
_ سما ، هشام جاى هو والشله !
سما بضيق :
_ يا ربي هو انا ناقصه !
هشام بعد أن استمع إلى جملتها :
_ مالك يا سمسم ، فى حاجه مضايقكي ؟
نهضت سما وهى تهتف بقوه :
_ عايز ايه يا هشام ؟
هشام بخبث :
_ ايه ده ، انا مكنتش اعرف أن أسمى حلو اوى كده ، قولي أسمى كده تانى !
سما بنفاذ الصبر :
_ أنجز وقول أنت عاوز مني ايه ؟؟
رد شابٍ أخر ” وائل ” :
_ مالك يا جميل ، أهدى شويه عشان أعصابك !
سما بهدوء :
_ لو سمحتوا ، أنا بتكلم باحترام أهو ، أمشوا دلوقتى حالاً وسبوني في حالي بقي !
قهقه هشام وهو يقول :
_ ماشي يا قمر ، بس أعملي حسابك أنى مش هسيبك المره اللى جايه ، ماشي يا .. يا سمسم !
نظر إليها نظره أخيره ليغادر من أمامها هو واصدقائه ، زفرت أنفاسها بضيق وهى تقول :
_ أنا زهقت منهم !
نرمين بابتسامه صغيره :
_ خلاص يا سمسم ، المهم انهم مشيوا !
ضربت جبينها وهى تهتف بتذكر :
_ اوبا ، انا نسيت أفتح الموبيل !
أمسكت حقيبتها لتبحث عن هاتفها المحمول حتى وجدته ، فتحته لترى الكثير من الاتصلات من أبيها وشقيقتها ، فقررت أن تتصل أولاً بشقيقتها ، وبالفعل ضغطت على الرقم الخاص بها وانتظرت الرد …
********
_ فى أحدى المستشفيات !!
بعد أن غادر الطبيب ، أستدار سيف ليرمق جاسر بابتسامه وهو يهتف :
_ اهو يا سيدى ، طلعت بنت رجل اعمال !
جاسر وقد تذكر شيئاً :
_ سيف .. أحنا لازم نتصل بأهلها ، ممكن يكونوا قلقانين عليها دلوقتي !
سيف وهو يومأ رأسه :
_ عندك حق ، هيا كان معاها شنطه إيد ، هروح أشوف لو فى أى نمره موبيل مكتوبه أو أشوف موبيلها !!
جاسر :
_ صح ، روح أنت وانا هستناك !!
تحرك سيف نحو خارج المشفى ، وبالفعل خرج متوجهاً نحو سيارته المرسيدس السوداء باحثاً عن هاتفها أو أى ورقه مدون عليها أى رقم فى اغراضها ، ولكن أستمع إلى رنين هاتفها ، فاخذه ونظر إلي الشاشه ليجد أنا المتصله هى “” سما “” فردّ على الفور ، ثم ..
_ أيه يا جانا !! ساعه عشان تردّى ، خلتيني أقلق عليكي !!
مط سيف شافتيه ولكن هتف بجديه :
_ لو سمحتى ياا
قاطعته سما قائله بأستغراب :
_ أيه ده !! مين معايا ؟؟
سيف بنبره رجوليه خشنه :
_ لو سمحتى صاحبه التليفون عملت حادثه وهى فى المستشفى دلوقتي !
هبت واقفه واردفت بفزع :
_ ايه !!! أنت مين ؟؟ وأزاى ده حصل ؟؟ وأنت بتتكلم من أنهى مستشفي ؟؟
_ أحنا فى مستشفي ***
_ طيب أنا جايه حالاً !
أغلقت سما الهاتف ، وبدأت بلم أشيائها ، لتنظر لها نرمين بقلق وتمتمت :
_ مالك يا سما ، فى حاجه حصلت ؟؟
هبطت دموعها وهى تهتف :
_ جانا فى المستشفى !
مي بصدمه :
_ ليه ؟؟ مالها ؟؟
سما بنفى وهى تبكى أكثر :
_ معرفش ، معرفش !!
نهضت نرمين مسرعه وهى تهتف :
_ أستنى يا سما أنا جايه معاكى ، أنتى مش هتعرفي تسوقي بحالتك دى !!
سما وهى تومأ رأسها :
_ ماشي ، تعالى معايا !!
مي بقلق :
_ أبقي طمنيني على أختك يا سما !
سما بقلق بالغ :
_ لما أطمن أنا الـ أول !!
خرجت سما برفقه نرمين وهى ما زالت تبكى ، حاولت نرمين تهدئتها ونجحت فى ذلك ، أتجهوا نحو السياره الخاصه بـ سما ، جلست رفيقتها فى مقعد القياده ، وهى بجانبها ، لتنطلق السياره نحو المشفى !!!
(( أنتهاء الفصل الثاني ))