زوجتي طفلتي للكاتبة يارا الحلو
20
فتحت باب منزلها و هي تهتف ببهجة و سعادة :
– مازن..مازن..ميزو
اللقت حقيبتها علي الاريكة باهمال و سارت صوب مكتبه و هي تقرع الباب بخفة و لم يختفي اسمه من شفاتيها بعد فأخدت تناديه :
-مازن..مازن..
فتحت الباب بهدوء و اطلت برأسها بمكر لتراقبه دون ان يشعر ، وجدته يهاتف احدهم علي الهاتف ، انفلتت منه بسمة من ثغره و لوح بيده محي صغيرته الفاتنة بسعادة باهرة ، لم يلبث ان عاد ليكمل محاثته الهاتفيه بتهكم و قد علت ملامحه الغضب ، تسللت اليه بهدوء و وقفت جاوره و هي تحمل بيدها شيئًا ما خلف ظهرها..
انهي محادثته الهاتفية و دس هاتفه في جيب سرواله الاسود الانيق ، التفت لها مبتسمًا بعذوبية و قد تحولت نبرة صوته اثائرة الي صوت هادي لبق :
– ازيك يا سمورتي..
اشرقت ضحكة واسعة علي شفاهها و مدت يدها بزهرة بيضاء كانت تخفيها خلف ظهرها عن انظاره ، نظر لزهرة باستغراب و قد تأكد ان تلك المشاغبة قطفتها من حديقة جارهم ، عقد حاجبيه مندهشًا اللتقط الزهرة من بين اصابعها و ابتسم ابتسامة صفراء متوترة..
فقالت مسرعة حينما لاحظت ملامح الدهشة علي وجهه :
– لقيتها و عجبتني..
ثم اردفت بخجل :
-عارفة ان المفروض الولد يهديها لبنت..بس انا و انت واحد..فقولت ادهالك انا..
ثم وقفت علي اطراف اصابعها برشاقة و تركت قبلة هادئة علي شفاهه ، سعد سعادة بالغة و احاط خصرها الأهيف بذراعيه احتضن عصفورته بحنو بالغ هامسًا بنبرة سعيدة :
-ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي..
تركت رأسها خالدة علي اوطان احضانه ، ليزرع قبلته علي جبينها ، اهداها ذاك الوسيم اغلي زهرة الان ، فما اغلي قبلته المشحونة بمشاعر فياضة بالحب لها..!
و مع شمس جديدة التي اطلت الذهبية بأشعتها بجراءة في غرفة العاشقين..
بثت واقفة حينما دخل الي دورة المياه و هتفت قائلة :
-مااازن..انا نازلة اشتري حاجات..
قد فتح صنبور المياه ليستحم فلم يستمع لصوتها العالٍ ، لم تحاول ان تخبره مرة اخري لتمسك بمفاتيح سيارته السوداء مسرعة و تبتسم بسعادة خبيثة ، فقد طلبت منه ليلة امس ان تقود سيارته كبعض صديقتها لكنه رفض معللًا خوفه عليها و علي سيارته الباهظة الثمن..!
كانت مصرة علي قيادة السيارة و لو علي سبيل التجربة ، اللتقطت مفتاح السيارة بين يدها و ركضت خارج المنزل مستعدة لتحقيق حلمها البسيط..فتحت باب الجراچ فوجدت سيارته السوداء تنير بلمعان تحت اضاءة اشاعة الشمس ، اسرعت إليها و ضغطت علي زر الذي طلما ضغط عليه عزيزها لتشغيل سيارته..اسرعب بالركوب عليها ببهجة و جلست علي المقعدة بثقة و كبرياء كما يفعل ، تأكدت من وضع حزام ألامان ليحيط بها جيدًا ، استطاعت استعادة تعاليمه السرية لتحريك السيارة و خروجها من الجراچ ، كانت السيارة تسير علي نحو هادئ و بطيء ، شعرت بانجاز من داخلها و اخذ قلبها ينبض بقوة من فرط السعادة و الخوف..
حتي لاحظت في مرآه السيارة احمر الشفاه الخارج عن مصار شفاتيها شهقت بقوة و بطرف اصابعها الرقيق حاولت امحاء هذا الخطأ الغير مغفر في عهدها الانثوي ، و بدون حسبان للأمر صدمت السيارة بشجرة و خرجت السيارة هي الاخري عن مصار الطريق ، شهقت بصدمة و فتح ثغرها الصغير و هي تضع يدها علي فمها..لاحظت هذا الدخان الصادر من سيارة زوجها ، كادت تبكي لكن فور ما خرجت من السيارة و نظرت بكبرياء مصطنع الي بواب احدي العمارات..
لوحت يدها اليه فأنتبة لها و تسائل بنظراته عما تريد لتقول بصوت عالٍ نسبيًا :
– عمو ناصر رجع العربية الجراچ..
اعطته مفاتيح السيارة و هو مزال تحت اثار الدهشة من فعلتها التي بدت له مصيبة غير سارة لـ مازن ، سارت بثقة عمياء و هي تطلق صفيرًا مزعجًا و كأن شيئًا لم يكن..
اغلقت باب المنزل لتجد زوجها يعقد رباط حذاءه ، يا الله لم يسمع صوت الصدام ، ابتسمت بتوتر و اقتربت منه قائلة برقة :
– حبيبي استني اعملك فطار..
مازن بأعتراض :
– لا لا انا ورايا اجتماع كمان ربع ساعة و متأخر..يلا سلام يا سمورتي..
هم واقفًا ، كانت مذهولة و تحت تأثير صدمة قوية ، قبل كلتا خديها بلطف و هو يقول :
– سلام خلي بالك من نفسك..
كان ذهابًا لكن ابدت اعتراضها تلك الصغيرة القصيرة و وقفت امام طريقه و هي تمنعه عن الذهاب ، كان كلما اتجه لناحية اليسار تسرع هي الاخري بسرعة فائقة و تصبح عائقًا لطريقه و كلما اتجه الي اليمين تكرر نفس الشيء ، ليقول مازحًا :
– جرا اية يا سمر هنرقص تانجو و لة اية..يلا ابعدي يا ماما هتأخر..
هزت رأسها بالنفي و طوقت رقبته بذراعيها قائلة بغنج و دلال :
– حبيبي ما تقعد معايا انهاردة،،انت وحشني اوي و عاوزين نكلم و ا…
قاطعها بوضع يده علي ثغرها الثرثار و قال :
– هششش اية راديو جوة..سلام يا سمر هرجع بدري مش هتأخر والله..
ذمت شفاتيها بحزن مصطنع قائلة :
– مانا عارفة انك مش هتتأخر والله..
قبل جبهتها برفق و تركها في طريقها بمفردها..المسكين يظن انها خائفة من تركها وحدها في المنزل ، ضحك برفق علي تصرفاتها الطفولي ، استقل بالمصعد و ضغط علي زر الدور السفلي ليهبط المصعد ببطء…
توقف المصعد في الدور الاخير كما أمره ، فخرج و هو يسير بهدوء و يغلق الزر الرابع من معطفه القماش الذي يعطيه ثقة غير عادية كلما ارتداء يشعر و بأنه امير عصره..
دلف الي الجراچ لكي يتفاجئ بسيارته المتحطمة ، اتسعت عينيه بصدمة عندما وجدها بهذا الوضع اسرع لها واضعًا يده علي سيارته بأسي و عينين غير مصدقة فجأء وجدها ساخنها هذا يعبر انها صدمت لتو..خرج من الجراچ و هو يبحث بعينه عن اي احد في الطريق ، لم يجد الا البواب المدعي بـ ناصر..
اقترب منه بقلق و تسائل بأستغراب :
– عم ناصر..شوفت عربيتي حصل فيها اية..! هو انت حاولت تسوقها…
اسرع ناصر بتبرير موقفه و قال :
– لا لا والله يا بيه..دة لسة مراتك خارجة منها و طلبت مني ادخلها الجراچ..
سبها في باله و هو يضرب بيده علي جبهته حينما تذكر طلبها ليلة امس ، استأذن من ناصر الذهاب ، فأسرع مهرولًا الي منزله و بأقصي سرعة فتح باب المنزل بقوة ليجدها تجلس علي الكرسي امام التلفاز و تلتهم فطيرة بين يديها ، نظر لها بعينين تضخ نارًا ، ابتسمت بخبث و اسرعت بالركض إلي غرفتها بفزع و هي تقفز علي الارائك لتختصر الطريق..
كان سيلحق بها لكن لم يحالفه الحظ تلك المرة ، اغلقت بابها بالمفتاح و تأكدت جيدًا انه اغلق بإحكام ، طرق الباب بكف يده صارخًا :
– اية الي انتي هببتيه دة..حرام عليكي الموضوع مفيهوش هزار..
حاولت إسكات ضحكتها لكن لم تفلح فتصاعدت اكثر و توصلت الي اذنيه فصاح بها غاضبًا و توعد لها بقوله :
– بتضحكي!! ماشي يا سمر ماشي..لينا كلام بس ارجع بس..
سمعت اغلاق باب المنزل ، فتأكدت برحيله لتقهقه بقوة كلما تذكرت معالم وجهه حينما صدم بـ سيارته المتحطمة من فعلتها..
بينما تدلي الليل بستائره و نجومه المتلألأة في كبد السماء يترأسهم جمالًا القمر الساطع ببدره ، دلف هذا الثائر الغاضب الي المنزل ، فوجدها تجلس علي الاريكة متربعة بقدميها و تتمتع بمشاهدة فيلم كوميدي و بيدها الفشار..
تركت ما بيدها و ركضت إليه بمرح ، قفزت بخفة و طبعت قبلة قوية علي خده و هي تدندن بدلال :
-مال حبيبي ماله..قوليلي ايش جراله امبارح كان ينبغيني و اليـ..
مازن بحنق و هو يقتضب ملامحه :
– بس كفاية صداع..
قرصن خده بقوة و هي تقول بخبث قاصدة النيل منه :
– مالك بس يا بيضة..
رمقها بطرف عينه و تمالك اعصابه هذا الطفل الغاضب ، كان يود دفعها بقوة كي تهدئ اعصابه لكن فضل تركها قبل ان يجن من افعالها الطفولية..
دلف الي غرفته بصمت ، لتتبع خطواطه بخبثها و تقف جواره ، خلع قميصه بعصبية فظهر صدره العريض الحديدي و ذراعيه المكتزين بعضلات..
امسكت احدي خصلات شعرها و راحت تداعبها بين اصابع يدها و كأنها وتر في احدي المعزوفات و قالت بدلال :
-فدايا يا ميزو فيها اية يعني الله فوكك بقي يا راجل..
لم يجيب عليها ، و امسك بقميصه ليرتديه ، لكن تفاجئ بها تجذبه من يده مشاكسة ، استدار برأسه اليها و قال باقتضاب :
– هاتي القميص لو سمحتي..
هزت رأسها معترضة :
– توء..قولي الاول انك مش زعلان مني..
– اخلصي يا سمر بطلي لعب عيال..
– توء..
تجاهلها ، و بحث عن قميص اخر لتشعر بالاحراج و تمد يدها بقميصه مبتسمة بتوتر و هي تقول برجاء :
– ميزو متزعلش مني بقي..
سحب القميص من يدها و نظر لها بتفحص ، ابتسمت بتوتر قائلة بحزن :
– مكنش قصدي والله..
ثم مدت شفتيها السفلي الي الامام فبرزت ملامح دقنها كالاطفال ، نظر لها مطاولًا و قال بابتسامة عذبة في هذا الوجة الثائر..
ما اجمل ابتسامته في لحظات غضبه !
– طب اعاقبك دلوقتي ازاي..
ثم امسك كفها ليطبع قبلة في باطنه و يجذبها إليه برفق ، فألقت برأسها علي صدره و هي تحاوط خصره بذراعيها ، احتضنها بقوة و ضحك قائلًا :
– ماشي ياستي عمومًا مفيش حاجة..
ابتسمت سمر بخبث فنجح اصطناع الحزن لرق قلبه إليها مرة اخري ، قالت ببسمة خبيثة علي شفاهها :
-هة هتعلمني السواقة بقي..!
قبل رأسها بلطف قائلًا :
– عيوني انتي تؤمري..
كادت ان ترفرف من السعادة البالغة التي تملكتها ، فازدات به تمسك :
– بحبك اوي..
وضع يده علي شعرها و مرر يده عليه بحنان أبوي ، لتتذكر شيئًا ما و تشعر بالخوف يعاودها مرة اخري كادت تلتهم انمالها ، اغمضت كلتا عينيها و توترت شفاتيها و هي تتفوه قائلة :
– مازن اللاب بتاع وقع عليه نسكافية..
تمالك اعصابه و اشتدت الملامح علي وجهه سوءًا كأنه يود قتل من بين ذراعيه الان لكن صمت حينما رفعت إليه عينيها الملاكية الساحرة و قبلت شفاتيه برقتها المعتادة و هي تهمس بمشاكسة :
– فدايا يا حبيبي..
ذم شفاتيه بحسرة و ندم :
– فداكي يا حبيبتي..
ضحك كلاهما بقوة و ازداد كل منهما تمسك بحبهما القوي الذي لا يقهر..
حب جبار ولد بين شاب في اوائل الثلاثين و فتاة مراهقة لم تتعدي العقد الثاني بعد،،
لم يكن اختلاف العمر الكبير سبب يومًا في هزيمة و هدم حبهما..فالحب علاج ، و هما مريضان لا يتعافا..
مرت السنين واحدة تلو الاخر و الحب لم يتراجع عن محله ، مزال صامد في مكانه لا يهتز عرشه مع الصدمات و الخلافات التي قلت كثيرًا بعدما استطاع مازن تمالك اعصابه و مرعاة صغيرته التي مرضت بـ السكر…
كان واقفًا امام مبني جامعي خاص بطلاب الهندسة الوافدون من كل انحاء المحافظات ، عقد ذراعيه بملل فقد تأخرت اليوم في الامتحان عن اي يوم ، قلق ان اصابها اي مكروه حاول تجميد ملامحه رغم القلق المتسرب من عينيه التي تخفيها نظارة الشمس..
وجد اميرته الصغري التي لم يزداد طولها بعد تقترب منه و الابتسامة علي ثغرها ، تلك التي اصبحت امًا لطفله الان ، وقفت امامه تلك النحيلة التي تحفظت بجمال رشاقة جسدها حتي بعد الولادة..
قبل كلتا خديها بشوق و سألها بقلق :
– اتأخرتي لية !
زفرت سمر بحنق :
– الدكتور اتأخر في تسليم الورق فطلبنا وقت زيادة..
تنهد براحة و امسك بيدها التي بردت من التوتر :
-طب عرفتي تحلي..
سمر بتوتر :
-الامتحان كان صعب بس الحمدلله هعدي ان شاء الله..
مازن مداعبًا اياها ليخفف عن توترها :
– نقول كدة عروستي كبرت و بقيت في رابعة..
سمر ببهجة نبضت علي وجهها :
– ايوة الحمدلله انهاردة خلاص انتهيت من السنة القذرة دية..
ثم ركبت السيارة و هي تردف حديثها :
– صحيح هنعدي علي ماما مني ناخد ياسين بقي..دة معاها طول امتحانتي..
غمز لها مازن بمكر و اعترض قائلًا :
– لا خليه عندها انهاردة كمان..
ضحكت بحرج قائلة بملامح مسكينة :
– توء بقي..ياسين وحشني الله..
اقترب منها قائلًا بخبث :
-مانتي كمان وحشتيني..
قرصت انفه بخفة و قالت برقة :
-و انت كمان وحشتني اوي يا حبيبي
عاد لوضعه في المقعد و امسك بيدها ليقبلها بقوة حانية ، تصاعدت الحمرة الي وجنتها و توردت بخجل حينما نظر اليها زملائها فهمست باستحياء :
-مازن في ناس بتبصلنا..
رد بجراءة قائلًا :
-ما يشوفوا هو انا بعمل حاجة غلط..
لم بما تحيب لكن شابكت يدها بيده قائلة بسعادة :
-انت الحب..
نظر الي عينيها المبرقة ببحبور و قال بسعادة :
-و انتي الحياة..
امسك بملل هاتفه الذي لا يكف عن الرنين و ضغط علي زر الاستجابة ليرد بتماسك علي المتصل المزعج ، لكن فورًا ما هب من الفراش و حدق عينيه بصدمة و هو لا يستطيع تصديق ما وقع علي مسامعه لتو ، التفتت له سمر بتعجب و قالت بنعاس :
-اية يا مازن مين بيتصل..
اغلق هاتفه المحمول و هو لا يزال مصدوم ، نظر لها قائلًا باطمئنان :
-انا هروح اجيب ياسين نامي انتي يا حبيبتي..
ثم انحني علي وجنتها ليزرع قبلة صغيرة عليها ، فتسائلت بتعب و إرهاق :
-استناك..!
هب معترضًا :
-لا لا نامي انتي..انتي اصلا شكلك تعبان
و قام من الفراش بقلق و اتجه صوب خزانته ، تناول قميصه الابيض و ارتدي ملابسه علي عجلة من امره..
و هو لا يعرف ماذا عليه ان يفعل في تلك المصيبة التي وقعت عليه ؟
ماذا يجب ان يكون رد فعله تجاه هذا المعتوه ؟
لم يكن خائف فقط الا علي صغيرته البريئة من تلك الوحوش التي عادت ربما لتنتقم..
بعد ثلاث ساعات
عاد بقميصه الابيض الذي تناثر عليه بقع دماء اثار هذا الشجار الذي دار بينه و بين المغفل ، كان طفله “ياسين” يحمله بين يديه هذا الطفل الذي اخذ الشبة الكامل لبراءة سمر الا بعد الملامح التي لم تظهر بعد ، طفل لم يكمل ربيعًا بعد اصبح هو اقوي سبب في تعلقهما ببعضهما البعض..
وضعه علي الفراش بجانب والدته ، ثم تسلل الي دورة المياه خائف من يقظة زوجته و ان تراه بهذا المنظر فقد اصاب ببعض الضربات في وجهه الوسيم..مزال يتذكر صيحة والدته به عندما رأته بهذا المنظر المرعب..
نظر الي المرآه و دقق علي تلك الجروح السطحية التي ملءت وجهه ، شعر بالضجر كان يجب قتله و فتكه بين يديه..
كلما تذكر ما فعله بصغيرته يشعر بحرارة الغضب تندلع في صدره..
اغتسل جيدًا و التفكير في الامر لا يغادره بتًا و كأنه متعمد في مضايقته ، لم يستطع النوم ليلتها الا في بداية مطلع الشمس ، غالبه النعاس بكل جيوشه..
فتحت عينيها علي رنين جرس الباب المتواصل ، زفرت بحنق و هي تقوم من نومها ، ارتدت عبائة و امسكت بحاجبها لترتديه بطريقة عشوائية ، فتنفلت منها احدي الخصلات التي لم تلحظها..
فتحت الباب بكسل و النوم لا يغادر عينيها بعد لكن فجأة عندما وجدتهما الاثنين يقفان بجانب بعضها ، احدهما قد يظن البعض انه خرج من معركة مع الهكسوس و الاخر يظن البعض انه مات مذ سنوات و عاد الي الحياه مرة اخري بهذا المنظر البشع الهذيل..
لم تعرف ما عليها الفعل لكن انتطلقت من شفاتيها صرخة قوية :
-مااااازن..ماااازن..
قفز من فراشه علي صياحها ليتذكر ليلة امس و ما حدث ، تأكد ان الغبي قد جاء بدون اللقاء ميعاد او محادثة سمر في الامر ، سيقتله لكن لاحقًا بعدما يهدئ صغيرته المذعورة من عودة فارس و والده..
.
.
.