زوجتي طفلتي للكاتبة يارا الحلو

3
دارت بجسدها مكملة تمشيط شعرها , شعر بالاهانه من تجاهلها لسؤاله ليمسك بذراعها بغضب و يديرها لها , قائلاً و قد تأكد بما في باله :
-كنتي قفلة باباك بالمفتاح ليه يا سمر
اللتمصت ذراعها من يده بسهولة , نظر لها بتفحص يتيح لها مجال لحديث.
ترددت قائلة :
-انا متعودة اقفله قبل ما انام عادي يعني مش لسبب
و تنحنحت لخلف بتربك تحاول جاهدة اخفاءه :
-انت كبرت الموضوع اوي علفكرة
عقد ذاعه قائلًا :
-ماشي يا سمر يلا روحي اللبسي بقي عشان عوزك في مشوار ضروري
-نعم ؟
-بسرعة عشان منتأخرش خمس دقايق و الاقيكي جاهزة
صاحت بعلو صوتها :
-هو ايه الي اللبسي هنخرج بطل بقي تعيش الدور و يلا اطلع برة اوضتي عشان مصرخش و اخلي..
تراجعت بجملتها مفكرة فبالفعل من هو حاميها من هذا المعتدي..
لا يوجد !
كل ما يشغل بالهم الان الشركة التي نسبها المدعو بـمازن لنفسه , كادت ان تبكي من قلة حيلتها و عجزها امامه.
اشاحت وجهها قائلة :
-انا مش هروح في حته معاك
و كـأنه اصم لا يسمع رتجل لباب و قال قبل ان يخطو خارجًا :
-خمس دقايق يا سمر
ما ان اغلق الباب لتجلس علي فراشها صامته لا تعلم ما يجب عليها ان تفعل..
قررت عدم ذهابها لتستلقي علي فراشها مغمضة كلتا عينيها ترغب في البكاء دون توقف , لما الدنيا تصارعها بتلك القوة و هي كالعصفور الصغير لا تملك اي حيلة..
لا تعرف ايجب تصديق “مازن” ام تكذيبه , لا يوجد اي دلالة علي صحة كلامه لكن يوجد به سر.
فكيف حصل علي دميتها التي اهدتها لوالدها , كم التفكير يقتلها ؟
ابعدت بعض الخصلات عن عينيها و اخذت نفس عميق و هي تهم واقفة متجهة لخزانة , فلم يعد شيء يهمها الان فهي كالدمية التي تتلاعب بين ايدي الناس , ستذهب معه لكي ترضي فضولها و تريح تفكيرها..


صوت قرع حذاء يزعج اذنيه و يفيقه من مخدر النوم , وضغ الوساده علي اذنه مانع الصوت ليصل لاذنه , لكن فجأه جذبه التفكير فمن المستيقظ في هذا الوقت.
اعتدل جالسًا و حك شعره ليهم واقفًا , خرج من غرفته باحث بعينه عن صاحب صوت الجذاء المزعج ليجد صدمته..
وجده يسير ذهابًا و ايابًا امام غرفة سمر عقد حاجبه غاضبًا كيف تأتي له الجراءه لهذا الحد.
كيف دخل القصر ؟
شعر بالغضب عندما تذكر كلماته ليلة امس من المؤكد انه سارق يحاول خداعهم بكلامته..
اقترب منه متوعدًا بالصراع كم يكره هذا البغيض , خطي خطواطه و هو ينظر له بغضب..
لمحه مازن ليمظر له بملل و يدفس كلتا يديه داخل جيبه , كمل رحلته القصيره في سيره مطلقًا صفير مزعج..
وقف امامه فارس الثائر قائلًا بغضب :
-مين سمحلك تدخل هنا
تجاهل سؤاله و ظل يطلق صفيره يطرب طرب طريف ليثار فارس اكثر و يقول :
-اوعي تفتكر ان بكلامك ده جد صدقك و سمر تبقي ليا لعلمك
انتبه لكلامه خاصًا لاخر جملة ليدير كامل جسده لفارس فيبتسم فارس و قد نجحت اول مخططاته :
-ايه ده هو محدش قالك ان انا و سمر بنحب بعض
ليجيبه مازن ببرود :
-تصدق لا
فارس باسلوب حاد :
-انت عمرك ما هتعرف تاخد سمر مني يا اسمك ايه
قهقه مازن بصوت عالٍ :
-قصدك سمر و لة الشركة , و بعدين اسمي مازن الحناوي صاحب القصر و الشركة و زوج سمر
فارس بغضب :
-كلامك كله و لة يهمنا و عمر ما حد هيصدقك يلا اطلع برة بيتي
في اثناء حديثه فتح الباب و خرجت منه سمر ذات العبائة السوداء و الحجاب الاسود حدادًا علي والدها المتوفي , حاولت تجاهل نظرات ابن عمها لتسرع بالاقتراب من مازن و همست قائلة :
-انا جهزت احنا هنروح فين
مازن باقتضاب :
-هتعرفي
و ادار بحديثه لـفارس :
-يلا باي باي يا فارس
فارس بدهشة :
-انتي خارجة معاه يا سمر
اماءت برأسها من دون ان تنظر له ليصيح بضجر من اعماقه :
-والله
و حاول جذبها من ذراعها ناحيته بغضب ليجد من يعيقه من شره اليد المتماسكة بيد سمر بقوة , فقد حاصر كفها الصغير بيده لتستشعر بالحرج الممتزج بالخوف.
ازاحها مازن خلفه و هب علي فارس بضخام بنيته و امسكه بقميصه و هو يصيح به :
-اقسم بالله لو عرفت انك اتعرضت لسمر تاني هقتلك فاهم
و اردف بصوت عالٍ :
-دة كفاية اوي اني سيبك في بيتي بس عمتًا يومين و سمر هتبقي في بيتنا
اصبح في اعلي درجات الجبن ليكش جسده و يصمت تحت تأثير الصدمة , دفعه مازن بقوته و اتجه لسمر ليجذبها من ذراعها حاولت اللتماص ذراعها اكثر من مرة لكن كانت قبضة يده تتعانف مع ذراعها حينما تحاول المقاومة و سلب ذراعها..
دفعها داخل سيارته بقوة غير مبالي بضعف جسدها عقدت حاجبيها بضجر ليجلس في كرسي القيادة , التفتت له بغضب :
-ايه يا عم انت , انت هتصيع فيها
-بت اكتمي خالص
-بت لا انا همشي بقي احسن
فتحت باب السيارة ليميل عليها و يغلقه ناظرًا لها بحدة :
-اخرسي بقي زهقتيني
لتمتم بصوت خافض :
-عبوشكلك
كان قد انصت لها ليقول بحدة :
-قولتي ايه
صاحت به بضجر :
-مقولتش انت ودانك معايا كدة ليه يلا احنا هنروح في انهي داهية
مازن بابتسامة ساخرة :
-مستعجلة كدة ليه يعني
-عايزة اعرف هتوديني فين
ابتسم ابتسامة اظهرت وسامته و قال :
-ماشي يا ستي
بعد دقيقتين من الصمت و هدوء عقل مازن من ثرثرتها قاطعته سمر بسؤالها المزعج :
-وصلنا ؟
-يارب والله هقولك لما نوصل
زفرت بحنق ثم عاودت السؤال :
-طب ما تقولي هنروح فين
-شوية و هتعرفي
-اوووف
صمتت ثانيًا ليضحك و يحرك رأسه بعدم استفهام , من اول الصفات التي تعلمها عنها انها شديدة العصبية و كثيرة الفضول..


وجد والده قد استيقظ لتو و قد دلف لمكتبه , تنهد و توجه لمكتب ليجد والده منهمك ببعض الورق ضحك ساخرًا فيبدو ان والده هو الاخر لا يصدق هذا الفتي المدعو بمازن , جلس علي اقرب مقعد يقابله و قال بصوت عالٍ :
-الي اسمه مازن ده صحيت لاقيته انهاردة قدام باب اوضة سمر
انتبه له والده و قال بغضب :
-ايه و مين دخله ده
فارس بسخرية :
-اكيد البت سمر
ثم اكمل مفكرًا :
-انا شاكك فيهم حاسس ان سمر كانت عارفة
-عارفة و لة مش عارفة الواد ده لازم يموت دة جي عشان ياخد مننا الشركات
-انا بردو شاكك انه بيصيع بس الحق يتقال ده مش شكل نصاب
-انا عاوزك ياض تعرف لنا اي حاجة عنه
-مش ممكن سمر تبقي عارفة ؟
-قصدك ايه
ابتسم فارس بخبث :
-اقرب من سمر


-وصلنا
لفظها مازن مشيرًا بعينه علي فيلا ضخمة تحاصرها حديقة جميلة ممتلئه بالاشجار و النخيل و تزينها علي تربتها الخضراء زهور رقيق جميلة المنظر يتوسط تلك الجديقة حوض يفيض منه الماء يتدلي منه زهور بيضاء و اغصان شجر..
نظرت له بخوف :
-انت جايبني فين
مازن بتعجب :
-انتي متعرفيش بيت مين ده
هزت رأسها بالنفي معللة علي جهلها بالامر ليقول بثقة :
-ده بيت ا/سامح محامي ابوكي , ازاي متعرفيهوش
قفز قلبها من الفرحة و احتلت الطمئنينة نفسها :
-ايه ده بجد عمو سامح
خرجت من السيارة مسرعة لتركض لباب المنزل الفخم , ضحك علي اندفعها الطفولي فهو يعلم بعشقها لـسامح ذالك الرجل العجوز الطيب الذي يعمل عند والدها منذ اكثر عقدين لوالدها..
خرج من سيارته ليجد سامح يفتح ذراعيه لـسمر و يحتضنها بقوة بادلته العناق بقوة و يبدو انها تبكي في احضانه و تشكو لها متاعب الزمان لها..
لمح سامح مازن من بعيد ليناديه لكي يقترب له , اقترب مازن مسرعًا و ذهب ليصافحه باشتياق و انطلق السؤال من فم سامح :
-و انت امتي جيت من فرنسا
مازن باسمًا :
-امبارح جيت و روحت لسمر عشان ابلغها
نظرت له سمر بغضب ثم دفست رأسها في صدر سامح ليقول مازن بصوت جادي :
-طبعًا انت عارف ايه دورك دلوقتي
اماء رأسه و نظر لسمر قائلًا :
-تعالي يا سمر عاوزك
اخذ سمر معه المكتب لينظر لـمازن قبل ان يدلف معهما :
-استني يا مازن انت شوية
اماء مازن رأسه بتفهم , ليغلق سامح باب المكتب و يتجه لسمر الجالسة علي الاريكة كالملاك الهادئ..
ابتسم لها لتبادله ابتسامتها الصغيرة المتوترة ليقول :
-عاملة ايه يا حبيبتي
بكت بخوف قائلة :
-الراجل النصاب الي برة ده بيقولي انه جوزي مين جوزني ليه
صمت سامح لوهلة ليقول بحزن :
-انا و ابوكي..انا كـمحامي عرفت اعمل كل الورق بس والله انا مكنتش موافق من الاول
قامت بصدمة :
-ايه انت يا عمو
-كانت وصية والدك والله..كل حاجة حاليًا في ملك مازن..و يا سمر متخفيش من مازن انا كان اعتراضي علي انك صغيرة علي المسؤولية لكن مازن وعدني انه هيحميكي ا..
بترت حديثه بغضب :
-و انتو صدقته بقيت لعبة في ايدكو تجوزني في الوقت الي عاوزينه ليه كدة حرام عليكو انا عملت ايه علفكرة كنت هعرف اكمل مشواري من غير حد
-لا يا سمر مع مدحت و ابنه عمرك ما كنتي هتعرفي تعملي حاجة احنا كنا خايفين عليكي
ثم مد يده ببعض الورق مكملًا :
-ديه ورق الي تشهد زواجك من مازن و ديه ورق الي تشهد ان كل ملكية صلاح اتحولت لـمازن
امسكت بالورق لتتمعن بالنظر له و تبلله بدمعاتها الوفيرة خرجت من لمكتب بدون اي كلمة فقد اصبحت كالجسد بلا روح..
وجدت مازن يجلس علي الاريكة و ما ان وجدها ليقف معتدلًا , اقترب من قصيرته علي الفور و امسك بيدها قائلًا :
-ايه خلاص يا سمر
ثم نظر لـسامح ليجده يميئ رأسه بالايجاب فجذب يد سمر الصامتة ناحية الباب , خرج كلاهما لتخونها قدميها و تنزلق علي الارض ساعدها مسرعًا علي النهوض نظرت له بأسي و قامت معه ليقول بقلق :
-مالك
حركت رأسها بالنفي :
-مفيش عندي هبوط بس عشان مفطرتش
مازن بحماس :
-طب تحبي نروح نفطر سوا
احبطته جملتها حينما قالت :
-لا روحني انا تعبانة
ما ان انهت جملتها ليجد قدميها لا تتحمل الوقوف ثانيًا فامسكها مرة اخري قائلًا :
-اصلبي طولك يلا ادخلي العربية هنروح ناكل بعدين نروح
كانت ستعترض لكن تريد وضع نهاية لذالك النقاش.
جلسا في السيارة بصمت , كان يدرك مدي حزنها فمن سيتطيع ان يتحمل تلك الصدمات , امسك بيدها ليطبع عليها قبلة صغيرة قائلًا :
-سمر والله اوعدك اني هخلي بالي منك و عمري ما هأذيكي
بكت قائلة :
-ينفع تروحني
لم يعطيها جواب و لكن ادار محرط السيارة و سار بهدوء اسندت برأسها علي نافذه السيارة و اخذت تسير الدموع علي خدها بسرعة..
أ قد انتهت حياتها المراهقة هنا
الان ستقيد بعائلة و مسؤولية بيت
أ ستكف عن الدراسة و عن تفوقها ليبقي كل ما يشغلها ان تصبح اجمل انثي بعينه
مسحت دموعها لتجد السيارة تتوقف امام متجر و يخرج من السيارة الفخمة و يدخل المتجر..
اخذت ترتب خيالها علي نشأه يوم واحد بينهما كيف سيكون الوضع كيف سيعاملها , كيف سيكون يومها معه , هل معاملته لها ستكون مفاضة بشلالات الحنان ام بالضرب و الاهانة..
هل سيعتدي علي حريتها باوامره و حقوقه..
اشغلتها التفكير لتجده قد جاء محملًا بكيس بلستكي , دخل السيارة ومد يده بـعصير برتقال قائلًا :
-سمر اشربي عشان توفقي شوية
هزت رأسها بالنفي :
-ميرسي مش عاوزة
-يلا انتي شكلك تعبان
-اووف قولتلك مش عاوزة
-معلش يا حبيبتي عشان خطري
تناولت زجاجة عصير البرتقال منه و اعطته نظره هادئة لتلقي فجأه محتوي العصير بوجه مازن بغضب و تغادر السيارة راكضة باقصي سرعتها هاربة منه و من رد فعله..
سبها بضجر من قوة الموقف ليخرج من السيارة و يلاحقها , استطاع اللحاق بها بسهولة بسبب ضعف قدميها علي مواصلة الركض و امسك بذراعها و هو يصيح :
-بطلي جنان بقي و لمي نفسك انا مش هفضل ساكتلك كدة كتير
صاحت به هي الاخري بنواح :
-هتعمل ايه هتظهر علي حقيقتك يا نصاب يا حرامي متفق مع عمو سامح عليا بس والله…
قاطعها بغضب و هو يزجر ذراعها :
-لمي نفسك يا بت احنا في الشارع
صمتت عندما شعرت بالحرج من نظرات الكل , كم نظرات الفضول تقتلها بالتأكيد يريدون معرفة سر علاقتهما او سبب صياحهما و نزاعهما المزعج لكل , جذبها بعنف من ذراعها والقها داخل السيارة..
كانت تود شنقه و قتله بين يدها لكن ليس بيدها حيلة فهو يفوقها من ناحية قوة الجسد , بينما هي صامتة سمعته يصيح بها بضجر طفولي :
-شوفتي عملتي ايه في القميص امي هتنفخني بسببك
تعجبت من تعليقه لتضحك بهسترية ليكمل مبتسمًا عندما نجح في محاولة اضحاكها :
-حسبي الله انتي الي هتغسليه يا هانم
ضحكت اكثر و حاولت اكتام ضحكتها عدة مرات لكن كانت محاولتها فاشلة..
سعد عندما اضحكها بتلك السهولة فهي من الاساس فتاة مرحة الحزن لها عدو لا تلجأ اليه الا في المشاكل..


توقف بالسيارة امام القصر ليقول :
-يلا انزلي انا هقضي اليوم معاكي انهاردة
عقدت حاجبيها بضيق و قالت بحنق :
-ليه يعني انا مش محتاجاك اصلا
حك جبينه قائلًا بأسلوب حاد :
-بصي يا سمر انا ساكت بس خايف عليكي من بعد كدة اتكلمي معايا بزوق عشان مقلش ادبي معاكي و تشوفي معايا الوش تاني
صاحت به بضجر :
-احترمك علي ايه اساس ده انت جوزي بالغصب
ثم اكملت جملتها بضيق :
-و انت كمان اصلًا مجبر انك تجوزني انت اتجوزتني عشان حبك لبابا مش ليا
تنفس بقوة ليقول :
-بصي الحكاية مش زي الي في بالك خالص بس هحكيلك فوق يلا اطلعي من العربية بقي
اطاعت امره بصمت و خرجت من السيارة , لف يده حول خصرها لتضايق قائلة :
-مبحبش الحركة ديه لو سمحت
-مش لازم تحبيها
اكملت رحلة الصمت بغضب لا تريد ان تعانده و تدخل معه في احاديث فضلت السكون ليقول مازن ساخرًا :
-انتي قصيرة كدة ليه
-انت مالك
ضحك ليضع رأسها تحت ذراعه و يجذبها لحضنه اكثر اقتربا من باب القصر ليخرج كومة مفاتيح من جيبه يبدو انه يملك كل مفاتيح القصر لهذا استطاع فتح باب غرفتها لوت شفتيها من مكره ليفتح القصر , مذال الورق الذي اعطاها لها سامح في يدها..
فتح باب القصر لتلتمص جسدها منه بحرج و تتجه لعمها و ابن عمها مخطيه خطواطها بحزن و اسي..
فارس بفضول و شغف :
-سمر كل دة كنتي فين
سمر بحزن و هي تمد يدها بالورق :
-كلام مازن صح هو يبقي جوزي و القصر ملكه
عمها مسرعًا :
-و الشركة
اماءت رأسها بالايجاب ليقول مدحت بغضب :
-هو عرف يلعب بعقلك يا سمر وريني الورق الي في ايدك دة
شاركهم مازن الحديث قائلًا :
-حضرتك تقدر تروح تكشف ان الورق دة صحيح و لة مزور
فارس بغضب :
-مستحيل,كنت فكرك يا سمر اعقل من كدة عشان تصدقيه
صرخت بهم من اعماق قلبها الصغير :
-يووووة نقصاكم انا بقي
ركضت من امامهم لتفر لـغرفتها فليس بيدها حيلة الا الفرار فهي اجبن من مقاومة مشاكلها دائمًا ما تتذكر كلمات والدها “واجههي مشاكلك و هتتحل الهروب عمره ما كان في يوم الحل”
صفعت باب غرفتها بقوة و جلست علي الفراش كالقرفصاء لم تتعدي دقائق ليدخل مازن خلفها و يغلق الباب باحكام و هو يقول بحنق :
-اهلك دول اغبيا
ثم جلس بجانبها ليزيح الحجاب من شعرها شعرت بالدهشة من جراءته لتصمت و تكمل شرودها بلا شيء , لتسمعه يهمس بأذنها :
-عاوزة تعرفي اجابه السؤال الي سألتيه في العربية
التفتت له بانتباه و قالت و عينيها تفيض الفضول :
-ياريت
-انا اصلا كنت بحبك قبل ما ابوكي يقولي اتجوزك
ضحكت ساخرة :
-والله
-انا ياما جيت البيت هنا مع ابوكي بس مش عارف ازاي مكنتيش بتشوفيني انا كنت باجي عشان اشوفك بس , كانت العقبة ما بينا انك صغيرة اوي لكن مكنتش ببطل تفكير فيكي
اشاحت رأسها بحنق :
-روح اضحك بالكلمتين دول علي بنت غيري
تنهد بضيق فلم يكن يتوقعها منها عدم تصديقه , أتي له اتصال ابتعد عنها و رد علي المتصل المتطفل في وقت غير يليق , ابعدت رأسها و اخذت تفكر في كلماته مشاعرها كـأنثي مراهقة قد حركتها لكن بالتأكيد لن تنسي انه من سيكون محطم احلامها يومًا ما تنهدت بحيرة و وثبت واقفة ناحية النافذة متعمقة بالنظر لحديقة قصرها او قصره , هي الان مجرد ضيفة في غرفة لكن يا تري متي سترحل..
تريد مفارقة الحياه لكي تشعر ترتاح فأين الراحة بين ذائب البشر مهما حدث لن تقدر علي ثقة بأحد..
اطلت شفتيها لامام بحزن لكن فجأه وجدت من يطبع بقبلة هادئة علي خدها اشعرتها بالحرج و قال بصوت حزين :
-سمر انا حاليًا ورايا شوية مشاوير هاجي اقعد معاكي بليل
سمر بصوت منخفض و ضحكة ساخرة مرتسمة علي شفتيها :
-لا يا عم روح و مترجعش
استطاع سماعها ليسألها بمكر :
-بتقولي حاجة
سمر مسرعة بجبن :
-بقولك بالسلامة
قبل رأسها ليهتز جسدها بخجل ابتعد قليلًا و غمز لها ليرحل من الغرفة عادت برأسها لنافذة لكن فاجأها صوت اغلاق الباب بالمفتاح صدمت و نظرت لباب لتجد مازن قد اغلقه من الخلف بالمفتاح هذا البغيض الوقح..


مرت ساعات ليأتي و يفتح الباب متفحصًا بنظره لغرفتها ليقع بنظره عليها جالسة علي الفراش تلون اظافرها بطلاء الاظافر , لم ترفع نظرها اليه رغم رغبتها الداخلية بالنظر له , جلس مقابلة علي الفراش ليقول :
-ايه اسمر مالك
لم تعيره اي جواب و اكملت طلاء اظافرها باهتمام ليسأل :
-عملتي ايه من ساعة ما مشيت
لم تجيب عليه ليزفر بضيق فجأه مدت يدها اليمني قائلة ببراءه :
-ينفع تحطلي مونكير في الايد ديه
مازن باسلوبه المرح :
-يلا روحي ربي عيالك
سمر بحزن :
-بليز مش عارفة اظبطه
اقترب منها و امسك بيدها ليبدأ بمحاولة الفاشلة في طلاء اظافرها بطلاء اظافرها ليقول :
-بتاعت مصلحتك انتي اتكلمتي اول ما معرفتيش تحطي
صاحت به باشمئزاز :
-يع انت راجل معفن انت بتلون صباعي كله
مازن ضاحكًا :
-اكتمي بقي عشان اركز
-ايه العفانة ديه انت لحوست صباعي
ضحك عليها لتجذب يدها من يده ناظره ليدها باسي عما فعله بها هذا البغيض , قامت من الفراش لتتجه لمرآه و تبدأ بتمشيط شعرها و وضعت احمر الشفاه لوضح جمال شفاها المكتظة نظر لها بتمعن في جمال جسدها الانوثي ليقول بغمزة في عينه :
-ايه ده انتي بتزيني عشان انا جيت
جاهلت كلامته السخيف و امسكت بقلم الكحل لتضعه باهتمام فجأه شعرت به و هو يحاوط يده بخصرها و يقبل رقبتها كثيرًا بدأت تشعر بالضيق و الضجر منه لتهز كتفيها بضيق فيهمس باذنها بهيام :
-سمر ايه رأيك نروح بيتنا بكرة
لتفتت له بكامل جسدها و علامات الدهشة علي وجهها لتقول بتربك :
– ايه ؟ هو احنا لينا بيت غير ده
حاصر خصرها و اللصقها بجسده لتضايق من تلك الحركة و تضع يدها علي صدره محاولة صنع اي مسافة بينهما ، لم يجيب عن سؤالها الفضولي لكن اقترب ببطئ لتتخابط انفساهما الحارة ببعض و استطاع طبع قبلة رقيقة سريعة علي شفتيها ، تراجعت لخلف بصدمة لم تصدق بما فعله بها الان..
نظرت له بغضب و قالت بصياح :
-ايه الي انت عملته ده
اتجه ناحية الباب و قبل ان يهم بالخروج اطل برأسه قائلًا :
– الساعة 11 الاقيكي جاهزة و هوريكي بيتنا
*
*
*

error: