زوجتي طفلتي للكاتبة يارا الحلو

15
جلس علي مقعده المقابل لمكتب خشبي فخم , يزينه برواز لصورة له و قد حاصرت تلك الصغيرة عنقه بذراعيها..
كانت تقف مجاورة له بقامتها القصيرة و عينيها الخبيثة التي حاوطت غرفة المكتب بشغف..نظرت للأريكة البنية المجندة و المقاعد المقابلة لبعضهما البعض امام مكتب مازن..و اقلام الحبر المنظمة علي المكتب و الملفات المرصوصة في الادراج..عادت بنظرها لـمازن و قالت بنبرة بريئة :
-مازن عاوزة اطلب طلب
لم ينظر لها و ظل مشغول بقراءة تلك الاوراق ليرد بلا مبالة :
-عاوزة اية..
-انت قولتلي ان ليا مكتب بابا سبهولي في الشركة صح..؟
اعتدل في جلسته بأنتباه لكلامها و التفتت لها بكامل رأسه ينتظر ما تود ان تقول..في تلك اللحظة دخلت سلمي بخطواط ساكنة لم يعيرها اي منهما اهمية و اكملت سمر حديثها بخبث :
-هو فين مكتبي بقي…؟ عاوزة اشوفه..ينفع..
اطلق مازن قهقه عالية و حول نظره لـسلمي المصدومة من طلبها العجيب , اوقف مازن ضحكاته الصاخبة و قال لـسلمي :
-المفروض اني اقولها اية يا سلمي طيب..
رفعت كلتا كتافيها المكتزين و قالت ببسمة صغيرة لتلك الصغيرة :
-مكناش متوقعين انك هتسألي السؤال دة في مرة..
قام مازن من كرسيه و قد اغلق زر معطفه الاوسط بطريقة لبقة و قد امسك بيدها بلطف..نظرت لهما باستعجاب و فضول , جذبها بلطف و اجلسها علي مقعده المجند المريح و قال بلباقة :
-يارب يكون مكتبك عجبك
اتسعت حدقتيها و انبهرت مما وقع علي مسامعها لتو , لتشهق بصدمة :
-دة مكتبي انا..يعني اية
سلمي مجابه علي سؤالها :
-حضرتك مدديرة الشركة
التفتت لمازن متعجبة و قالت بصدمة :
-مش فاهمة حاجة يعني اية يا مازن
غمز لها بطرف عينه و قال :
-هقولك في البيت افضل..
صمتت ببراءه و قد طار عقلها من السعادة , ارتخت بجسدها علي مقعد , تبادل كلا من مازن و سلمي ضحكات صغيرة علي حركاتها البريئة , اوقف ضحكاته و نظر لـسلمي بتساؤل :
-صحيح يا سلمي كان في حاجة
اعتدلت في وقفتها الرسمية و قالت بروتينية :
-بشمهندس احمد مستنيك برة..
اختلج صدر سمر من مكانه و اخذ قلبها ينبض بسرعة و هي تتخيل احمد و هو يخبر زوجها عن علاقتهما الوهمية , شعرت بالرعب و املء الذعر وجهها الطفولي..ايقظت علي صوت مازن :
-سمر..سمر..قومي يا حبيبتي
قامت بهدوء و جلست علي الاريكة بصمت , دخل الشاب الوغد و الابتسامة الصفراء تزين وجهه الوسيم , رحب به مازن بحرارة و بدأ كلا منهما الحديث عن احوال العمل , كانت تترقبهم بخوف و التخيلات الوهمية تدور في عقلها و تصنع لها فيلم سخيف تعتقد انه سيحدث بعد قليل..
كان الكلام في محور برئ و ضرورة ذهاب مازن برفقنه ليتطلع علي اخر الاعمال..وقف مازن مستأذن اياهما و خرج من غرفة المكتب متجهًا لمكتب مساعدته الخاصة..
نظرت لحذاءها بشرود هاربة من نظراته المتفحصة لجسدها الانوثي النحيل , سمعت همساته الجريئة :
-وحشتيني يا سوسة…ساكتة كدة ليه..هو انا موحشتكيش
لم تجيب علي كلامه المحرج لتصمت بخوف , و لا ترد علي اسألته السخيفة..كانت تريد اي معجزة كي تتخلص من هذا المعتوه , بدا يتجاوز في كلامه و يخدش حياءها بكلمات جريئة الغير محترمة..
هبت واقفة بغضب و فضلت الخروج من غرفة المكتب تابع خطواطها بنظراته الشيطانية , كان واثق انها لن تخبر مازن فهي اضعف من فصح امر كهذا…
اتجهت الي مازن بهدوء و امسكت بكفه الضخم , تفاجئ بوجودها بجانبه..ضغط علي كفها النحيل كي يطمئنها بوجوده بجاورها..التفتت بوجهها المتنافس مع القمر في ضوءه و جماله المبهر كي تبحث عن احمد و عما يفعل , وجدته مذال ينظر لها..اخبئت وجهها مسرعة علي ظهر زوجها..ضحك ضحكة جانبية واصر علي مضايقتها بنظراته الجريئة لها…
-يلا يا سمر هنروح نوصلك البيت الاول بعدين انا هروح اشوف شغلي..
نظرت له بحزن و همست بنبرة ضيق :
-اية دة انت قولت هتعزمني برة..
-معلش بقي يا حبيبتي..والله ورايا شغل مش هينفع يتأجل اكتر من كدة..
لوت ثغرها الصغير و صمتت بأسي , اوشكت عينيها علي البكاء لكن تماسكت و اخذت الصمت حل افضل…
اتجه الي المصعد المبني برفقة سمر و مساعدته الرقيقة سلمي و صديقه الخائن احمد , ترأسهم مازن مع سلمي يتفصحان بعض الاورق التي بادت مهما , و من خلفهما سمر الخائفة من هذا الذئب المزعج..
اقترب في خلسة و قصد وقفته بجانبها , وضع يده علي خصرها النحيل و بدأ يتحسس جسدها الصغير بجراءة , شهقت بخفوت و الذعر ملء وجهها..امسكت بقميص سلمي و كأنه نجده لها…
اختلست سلمي نظرة سريعة لتلك المشاغبة , وجدت عينيها تحمل دموع و ذالك الديب يلامس جسدها بيده القذرة و يتحرش بعشيقة صديقه..
صفعته بقوة علي وجهه و هي تصرخ به بثور وانفعال :
-انت بتعمل ايه يا قذر انت..استحي علي دمك يا حيوان..
التفت لهم مازن بتفاجئ من اصواتهم العالية..فتح باب المصعد في تلك اللحظة المناسبة استعد احمد في لحظتها بالركض خارج المصعد و المبني كله , لحق به مازن و جذبه من قميصه ليلقيه علي الارض بكل عنف..لم يستوعب بعد ما حدث لكن صياح سلمي به لم يكن طبيعيًا..
اخذ يلكمه بقبضة يده علي وجهه , حاول الفرار من بين يديه لكن عنف مازن المعتاد لم يعطيه فرصة بالفرار..اخذ يتبادلان الضربات القوية كانت ضربات مازن حب و غير علي حرمه اما ذالك المتحرش فكان دفاع علي النفس لكن بالتأكيد سيخسر هذا الخسيس في صراعه مع مازن العملاق في حبه لـسمر..تجمع بعض الموظفين بدهشة من هذا المنظر , استطاع بعض الموظفين ابعاد مازن عن احمد , ليصرخ بهم مازن و يبدأ بسب ذالك الرجل التي تحول في لحظة الي ارنب جبان..
صرخ به مازن بغضب :
-اطلع برة مش عاوزة اشوف وشك في الشركة ديه تاني..برة يا كلب
كانت مبتعدة عنهم , انكمشت في نفسها و اخذت تبكي بقوة , احتضنتها سلمي بقوة و قبلت رأسها..نظر لها مازن بعينين حادة فأسرعت بأخفاء وجهها في صدر سلمي و اكملت بكاءها الملازم بشهقات عالية..


كاد يعصر ذراعها في قبضة يده الحديدية و هو مذال يصرخ بها :
-ما تنطقي عملك اية الكلب دة…
اكملت بكاء و لم ترد علي سؤال , اثاره صمتها و هم بصفعها , اسرعت اليهما سلمي في تلك اللحظة قبل ان يتجرئ مازن و يضرب زوجته امامها , دفعت مازن بهدوء عن سمر و هي تحاول ترويضه :
-اهدي يا مازن مش كدة..
و اردفت بصوت خافض و خجل :
-هو اتحرش بيها و باين انه كان قاصد مش زي ما قالك..سمر ملهاش دعوة سيبها
اللقي سمر علي الاريكة بعنف , نظرت للأرض و حاولت كتمان بكاءها المتواصل..وضعت يديها علي وجهها الباكي..
امسكت سلمي قطن مبللة بمطهر , اقتربت من مازن وضعته علي شفتيه السفلي التي نزفت من قبضة احمد و هما يتصارعان..
نظرت له سمر بطرف عينيها , شعرت بالضيق من اقترابهما , لاحظها مازن و شعر بغيرتها البارزة من عينيها لكي يزفر بضيق و يبتعد عن سلمي برفق و هو يستأذن بتأذب :
-عن اذنك يا سلمي..خليكي معاها عقبال ما ارجع..
خرج من الغرفة مسرعًا ليتجه الي المرحاض..جلست سلمي بجانب سمر التي ترتجف من الخوف , ربتت علي ظهرها بأطمئنان و مع نبرة حنونة :
-حبيبتي..متخفيش مازن متعصب شوية..
مسحت سمر دموعها و شفتيها ترتعش من كثرة الشهقات :
-انا معملتش حاجة والله..
-خلاص يا حبيبتي متخفيش…هو زعل عشان هو بيحبك و مش عاوز حد يأذيكي…
اماءت رأسها مؤكدة علي كلامها , وقفت سلمي و قالت :
-انا هروح بقي يا سمر عشان اتأخرت
سمر بصوت ضعيف :
-ماشي..
و اردفت بنبرة ضئيلة و بسمة مجروحة :
-شكرًا يا سلمي
عانقتها سلمي بحنان و قالت بسعادة :
-ربنا معاكي يا حبيبتي..
غادرت سلمي المنزل لكي تبقي سمر بمفردها مع زوجها الغاضب , ابتلعت لعابها و قد اضطربت ملامحها البريئة..
خرج مازن من دورة المياه , وجدها منكمشة في نفسها و الخوف يأكل وجهها..اقتربت منه بقلق و هي تود فقد عناق يأمنها من كل شر..لكن اوقفها هو بلهجته القاسية :
-انتي بعد الي عملتيه دة مش عاوز اشوف خلقتك تاني..
عادت مرة اخري منكمشة في نفسها و ترددت في قولها :
-عملت اية..؟
صاح بها منفعلًا :
-مش عاوز اسمع صوتك..فاهمة
ترقرقت الدموع في عينها المكحلة :
-والله يا مازن انا ماليش دعوة انا معملتش حاجة..
-لما متحكليش انه بيضايقك تبقي اسوء حاجة تعمليها..لما تلجأي لغيري في موقف زي دة يبقي اسوء حاجة..لما تسبيه يتحرش بيكي من غير ما تغيري علي جسمك يبقي اسوء حاجة تعمليها..
صاحت به بأسي وخوف :
-انا بخاف منك يا مازن..اكيد مش هعمل كدة بمزاجي..
اكمل كلامه و كأنه لم يسمع ما قالته لتو :
-اما بقي لما تخليني في الوقت دة اشك ان بينكم حاجة يبقي انتي الي عملتي كدة في نفسك..
اتسعت حدقتيها بصدمة و تراجعت بخوف :
-تشك فيا يعني اية..؟
-يعني انا حاسس انك تعرفيه قبل كدة..صاحبي وانا عارفه و اكيد مش هيعمل كدة الا مع واحدة من معارفه…
صرخت به بغضب :
-اخرس يا قليل الادب انا معرفهوش اصلا..
ثم ترددت بقلق :
-انا اول مرة اشوفه..
قبض علي عنقها بقبضة يده بعنف بالغ و قال بحاجبين عقدين بغضب :
-صوتك ميعلاش عليا عشان موركيش النجوم في عز الضهر يا سمر..
و صاح بها بغضب و صوته رج انحاء المنزل :
-فاهمة يا روح امك..
دفعها بعنف علي الاريكة و هو يشير بسبابته بغضب :
-بصي بقي..رجلك مش هتعدي عتبة البيت و لو عرفت ان دةة حصل محدش هيندم غيرك..و مفيش دروس بعد كدة اعتبري نفسك خلصتي تعليمك..
ظلت تحت حالة ذهول لا تصدق ما اخبرها بها لتو , اتسعت عدستيها بصدمة و تفوهت بلسان ثقيل علي قلبها بعد كلاماته القاسية تلك :
-قصدك اية يا مازن مش هكمل تعليمي..؟
اكد علي جملتها بجبروته قائلًا بقسوة و هو يتأمل عينيها الباكية :
-ايوة مش هتكملي تعليمك بعد الي بيحصل دة عمري ما هخليكي تشوفي الشارع..
صرخت به بقهر ودموع عينيها تنزف بتواصل :
-حرام عليك..كدة كتير بقي
قامت من امامه لتدلف لغرفتها و تغلق الباب بعنف..جلس علي الاريكة و هو يسب في كل شيء , شعر بألم يتأكل في قلبه , ليخرج سيكارته كي تكون مصدر في تخفيف الألم قلبه..


في المساء دخل غرفته كي ينام بعد تلك الليلة العصيبة عليهما , وجدها تحتضن ركبتيها لصدرها نظر لها بعين جاحدة اما هي فبادلته نظرة اشتياق , تكلمت عينيها و افصحت عما في قلبها بنظرتها المسكينة , اخبرته بحبها و اسفها بحركة لؤلؤتي عينيها..
تجاهلها تجاهل تام , تمدد علي الفراش و قد اعطاها ظهره العريض بلا اي رحمة , شعرت بأسي كبير في تلك اللحظة لتناديه بألم :
-مازن متنامش و انت زعلان مني..
لم يعطيها جواب رغم انصاته لكلامتها البريئة قصد تجاهلها كي يحرق قلبها المبتهج بحبه , زفرت بحزن و قررت العناد معه , اللقت وجهها علي وجهه كي ينسدل شعرها المسترسل عليه وجهه الغاض فجعلته تلك الجركة يبتسم تلقائيًا , طوقت خصره بذراعيها النحيفين , ارتسمت ضحكة صغيرة علي شفاه , و تنهد بقوة و بحركة لا اراديه امسك بكفها الصغير و ذهب في نومه مع اميرته الحزينة..


مر يومين و هو لا يعطيها اي انتباه لكلامها و ندمها عما حدث رغم عدم وجود لها دور كبير في تلك الحادث , كان يقصد مضايقتها بصمته كي يذوقها بالألم لن تذوقها في حياتها القادمة..
دخلت سلمي و قرعت غرفة مكتب مديرها بصوت حذائها ذو الكعب العالٍ , و نادت بصوتها الناعم :
-مستر مازن..شركة سيف الدين وافقت علي الطلبات و محتاجين امضتك..
كان شارد في مشاكله مع الصغيرة المشاغبة , لتكرر سلمي النداء بصوت عالٍ اكثر مما قبل , لكن لم يسمعها..
وضعت يدها علي ذراعه و همست :
-يا بوص مالك..؟
انتبه لها فجأة و سألها عما تريد , شعرت بالحزن من اجله , جلست علي الكرسي المجاور له و قالت بضيق :
-ما لك يا مستر..
تنهد مازن بقوة و قرر اخبرها عما فعل سيتنازل عن تكبره و يخبرها كي تعطيه حلًا :
-انا حرمت سمر من تعليمها..
صدمت مما قال و حدقت به بعدسة زرقاء اصطناعية , أخذ نفس طويل و قص عليها ما حدث في تلك اليلة بالتفاصيل…
هزت رأسها بضيق و هي غير مصدقة :
-حرام عليك انت ازاي تعمل كدة..انت بتشك فيها عشان احمد و انت اصلا عارف ان احمد ماشي مع نص بنات الشركة و راجل مش مظبوط..و تحرمها من التعليم و تعاملها بالطريقة دية..ما طبعا لازم تخاف منك و متحكلكش حاجة..
عاند كـطفل لم يتعدي الخامس غاضب :
-لا انا جوزها و غصب عنها لازم تحكيلي
-لا مش هتقدر ما دام شافتك تهديدك عمرها ما هتحكي..
لوي ثغره و لجئ لمساعدة انثي من نفس جنس سمر :
-انا المفروض اعمل معاها اية..؟
-روح و اتكلم معاها خليك قبل جوزها صديقها عشان تستأمن تحكيلك..بطل تهددها كل شوية
تنهد بقوة و تلاعب القلم بين اصابعيه بحركات جنونية :
-حاضر..


ردت علي المتصل بأنفعال :
-انت عاوز اية مني حرام عليك كفاية بقي..مش كفاية الي حصلك..
ضحك ضحكة جانبيه و قال بلهجة حادة :
-والله انتي طيبة اوي انتي فكراني جي اتحايل عليكي..مش احمد الي يسكت دة انا هعرف افضحك ازاي يا سمر..
شعرت بخوف و قالت بتربك :
-قصدك اية…؟
اغلق الخط في وجهها لكي يتركها مع خيالها الواسع , اخذت تنادي بخوف :
-الو…الو..رد عليا يا حيـ..
-انتي بتكلمي مين..
التفتت مسرعة لصاحب تلك النبرة وجدته مازن ينظر لها بتفحص , نظرت له بأسي مذالت تحتاجه بجانبها تشعر بالوحدة و الضعف في مفارقتهما..
تماسكت من البكاء و قالت :
-ثانية واحدة هحطلك الاكل دلوقتي..
كانت ستخرج من الغرفة لكن شعرت بيده تقبض علي ذراعها و تعيدها لمكانها , اوقفها امامه و حملق في عينيها بقوة..لم تتحمل اكثر فنهارت باكية و هي تحتضنه مرددة بخوف :
-انا اسفة يا مازن ونبي ما تزعل مني انا محتاجة ليك اوي..
مسح علي شعرها و ابعدها عن صدره برفق و قال بهدوء :
-سمر خلاص مفيش حاجة..
ثم اكمل بتردد :
-تقدري تروحي بكرة المدرسة عادي…سيبك من كل الي قولته
سألته بنبرة طفولية وهي تكثر من بكاءها :
-و انت هترجع ليا زي الاول يعني..و لة لسة زعلان ؟
صمت بحيرة ادركت رده..نظرت له بعينين دامعةة و هي تترجي من قلبها العفو عنها :
– طب هسمع كلامك مش عاوزة اروح مدرسة و مش هخرج من البيت طول عمري بس اتكلم معايا و سامحني بقي..متزعلش مني انا بجد معملتش حاجة..
رد بكل برود و هو يبعد عينه عنها متلاعبًا بمشاعرها الخاصعة له :
– مش زعلان يا سمر خلاص..
تمردت بصوت ضعيف :
– لا زعلان..انا اسفة
– يا بنتي مش زعلان..
– لا زعلان..
صرخ بها بغضب و قد ثار من افعالها الطفولية التي ازعجته في تلك المرة :
– ما خلاص بقي..قولنا مش زعلان منك بطلي دلع..
مصت شفتيها السفلي بحزن و ضاق ذقنها ليبرز خطوط كـالطلاسم الغير مفهومة عقدت حاجبيها بحزن ، زفر بقوة و هو ينظر الي ملامحها الحزينة من اثار صوته العالٍ..اقترب منها برفق و قام بطبع قبلة صغير علي جبينها بلطف :
– والله ما زعلان منك يا سمر..انا اضايقت بس من الي عمله و انتي مبتحكيش..انا كدة اخاف لو لقدر الله حصل حاجة و انتي متقوليش..
شابكت اصبعها الصغير بأصبعه و هي تقول ببسمة صغيرة :
– هحكي لك كل حاجة بس متزعلش مني..
– وعد..
ترددت في قولها و ظهر الاضطراب علي وجهها البرئ ، جمعت شجاعتها في انٍ واحد قائلة :
– وعد يا مازن..
ابتسم بسعادة و قد طار عقله من الفرح ، ارتسمت علي شفاهه بسمة رقيقة ، اقترب منها حتي اصبح بينهما سنتي ميترات صغيرة..ابعد خصلات شعرها من وجهها لتشرق الشمس مرة اخري ، ركز بعينيه علي شفتيها ذات مذاق التوت البري ، اصر علي تذوقه مهما دفع الثمن..ليحاصر خصرها الانوثي بقوة و كأن قد اقبض علي كنز ثمين بل هو بالفعل كنز ثمين..
اندفع علي شفاهها بقوة لتغمض عينيها العسلية مغلقة اضاءه حياتها و تاركة احساسها الضعيف ناحيته له..له فقط…


بعد منتصف الليل..
وضعت رأسها علي فخذه لكي تستعد لنوم و هو يتراقص مع خصلات شعرها الكستنائي..ظل يمرر بيده علي رأسها و هو يقول :
– نامي عشان بكرة العصر وراكي درس..
قامت بهدوء و طبعت قبلة هادئة علي وجنته قائلة بسعادة :
– ربنا يخليكي ليا يا احلي مازن في الدنيا..
اطلق قهقه صغيرة و قد احاطها بذراعه المليء بالعضلات الضخمة..وضعت رأسها علي كتفه و اغمضت عينيها مرة اخري ذاهبة في رحلة ليست بقصيرة لنوم..
انتظمت انفاسها كي يتأكد بنومها ، زفر بقوة و قد تحولت ملامح وجهه لحدة رفع حاجبه الايسر و هو يحك ذقنه بضيق..
مددها علي الاريكة و اكمل تمرير بأصابعه علي شعرها لكن بقوة غير مبالي بفروة رأسها الضعيفة ، غرس اظافره بها لكي ينتفض جسدها بتألم..
ابعد يده عنها نهائيًا و ظل ينظر الي لا شيء حتي سمع صوت هاتفها المحمولي يطرب بصوته في انحاء الغرفة ، اتسعت حدقتيها بقوة و اقبض علي الهاتف بعنف و قد وجد الدليل المؤكد بخيانتها…


استيقظت من نومها بتكاسل لتجده بجانبها يحاصرها بكل قوته ، تململت علي الفراش و هي تتثاوب بنعاس..التفتت له و طبعت قبلة صغيرة علي شفتيه ، ايقظ هو الاخر من غفلته التي بادت له صراعًا مع مشاعره..
اعتدل في جلسته مسندًا رأسه لخلف ، ابتسمت له بلطف و قالت بمشاغبة :
– انا هدخل الحمام الاول..
ظهرت ابتسامة واسعة علي وجهه و هو ينظر لها مطاولًا..اخذ يفكر في امس بتركيز لوي ثغره بضيق ، حك شعره و قد لازم الصمت..
خرجت من مرحاضها مرتدية روب قصير يظهر جمال ساقيها النحيفين ، نظر لها بإعجاب و عينين خبيثة..
قام واقفًا و قد امسك هاتفها في قبضة يده :
– سمر..
استدارت له بتركيز و همهت :
– امممم ايوة يا ميزو..
مد يده بالهاتف و هو يقول :
– امبارح في حد اتصل بيكي و انتي نايمة..
انقبض قلبها و توقفت عن تجفيف شعرها منتبه لزوجها الغامض ليقول بلغة عجيبة :
-….
.
.
.
.

error: