زوجتي طفلتي للكاتبة يارا الحلو

12
استيقظ مازن و هو يشعر بثقل و حمل كبير علي ظهره ليتثاوب و هو يحادثها بنعاس :
-سمر الكلب انزلي عاوز انام
كانت سمر قد تربعت و جلست فوق ظهره العاري :
-لا اصحي بقي الساعة 8:30 و انت مش راضي تصحي يلا شغلك
ليقول بنعاس :
-مش قادر اروح يلا هش بقي عاوز انام
سمر بابتسامة خبيثة :
-لا انا زهقانة
-يا بنت الجزمة انزلي…ضهري
-بتشتمني طاه مش نازلة
ثم مالت برأسها بدلال و قبلت خده , ليصرخ بها :
-وربنا لو منزلتيش هزعلك
-مبزعلش منك
-بت روحي ذاكري فكك مني
-لا انا قاعدة جمب جوزي حبيبي
ابتسمت ابتسامة خبيثة ليقوم فجأة , اطلقت شهقة و هي تتعلق برقبته لتردد باعتذار :
-خلاص خلاص هنزل
-بعد اية يا قطة
قفزت علي الارض مسرعة و انطلقت راكضة ليمسكها من ذراعها و يحملها بطريقة عشوائية اخذت تصرخ ضاحكة بصوت عالٍ ليلقيها علي الفراش بقوة , ضحكت و قفزت علي فراش بسعادة و هي تقول :
-تاني تاني
فتح كلتا عينيه و قال بذهول :
-لية هو انتي فاكرة نفسك خفيفة و لة اية ؟
وضعت يدها علي بطنها و هي تقول بأسف :
-مانا كل يوم بتجيب اكل من برة لازم اتخن..حسبي الله انت السبب خدتني و رمتني عضمة
-لا فالحة ترمي اللوم عليا يلا يا بت..دة انتي صايعة من ساعة ما اتجوزتك و مكالتش من ايدك حاجة
عبست بوجهها و قالت بتحدي :
-طب اية رأيك اني هعمل اكل انهاردة
ضحك ساخرًا و قال بمزاح :
-كلام عيال مبصدقهوش
اللقت عليه نظرة ضيق لتخرج من الغرفة , اللقي بجسده علي الفراش ليغرس رأسه بين الوسادات فجأة شعر بوسادة اخري تلقي علي ضهره بقوة ليصرخ بها :
-وحياة امي لما اصحالك
اغلقت الباب مسرعًا و قد كتمت ضحكتها الخبيثة و حاولت اسكاتها بوضع كلتا يديها علي ثغرها الصغير , اتجهت الي المطبخ و شرعت في البحث عن اي اطعمة لكي تعد غذاء لذيذ و تثبت له عكس توقعاته بها و بفشلها…
شعلت شعلة النار علي الارز و اتجهت الي البراد مرة اخري لكن فجأة صدمت بجسد عريض , رفعت رأسها بهدوء لتبتسم ابتسامة صفراء امسك بأنفها بين اصبعيه :
-اية اخبار الشيف !
-ملكش دعوة يا رزل
-انا رزل اومال انتي عملتي فيا اية من شوية يا عسل؟؟
ضحكت بلطف و وقفت علي اطراف اصابعها قدمها لتطبع قبله رقيقة علي شفاتيه و تقول باسمة :
-اوعدك اني انهاردة هعمل اكل لوحدي
طوق خصرها النحيل بذراعيه و هو يقول :
-بهزر يا حبيبتي و بعدين لو هيعطلك علي مذاكرتك اقفلي علي النار وانا هاجي بالاكل
لتحرك رأسها بدلال :
-توء انا انهاردة هخليك تأكل من ايدي
جذبها اكثر اليه و ضغط علي خصريها قائلًا :
-براحتك
دفعته باطراف اصابعها بدلال و محاولة عدم أحراجه و هي تقول :
-طب يلا روح شغلك و لما هترجع هتلاقي كل حاجة جاهزة
-ماشي يا سمسم يلا اسيبك بقي تلغوطي في المطبخ
كان سيغادر لكن ركضت خلفه و قالت بحرج :
-مازن استني انا عاوزة فلوس انزلي اشتري شوية حاجات..
اخرج من جيبه ما اجني من المال ليعطيها مائتي جنية و هو يقول :
-عاوزة تاني
هزت رأسها نافية و ابتسمت برقة :
-لا خلاص ميرسي يا حبيبي


انتهت شراء احتياجتها كانت تحمل حقائب كثيرة و تسير بعجز بسبب ثقلهم , اقتربت من مبني منزلها لتشعر بيد تقبض علي معصمها , فزعت و التفتت جانبًا لهذا الوقح لتجد عليِ نظرت له باشممئزاز و قالت و هي تجس علي اسنانها :
-انت عاوز اية , اوعي من عني عشان معملكش فضايح..
كأنه لم يسمع ما قالته لتو و طرح سؤاله :
-هو فين مازن !! انهاردة الشركة مديانا اجازة رسمي
رفعت كلتا ذراعيها بلا مبالة و قالت ببراءة :
-امممم معرفش اكيد راح يكمل اي شغل ناقص انا مالي
ليكمل جملتها ببرود تام :
-او مع ناديمن زهران
رفعت احدي حاجبيه بتعجب ليبتسم ابتسامة جانبية عندما علم بجهلها بالامر ليقسم علي قص الحكاية مع وضع بعض من لمساته ليعطي لحكاية لمسة تشويق..


سمع رنين الهاتف ليترك كأس عصير البرتقان من يده و يضغط زر الاجابة :
-ايوة يا حبيبتي
كفكفت دموعها عن النزول و قالت بتماسك :
-انت فين يا مازن
اعتدل في جلسته و قال بقلق :
-انا في مطعم لية بتسألي!!
ركضت دمعة من عينيها علي خدها لتقول :
-مفيش مفيش سلام
اغلقت معه مسرعة لتلقي الهاتف جانبًا و تححجب وجهها بكفيها الصغير , شرعت في البكاء بقوة و جسدها لا يهدئ كان يشاركها بكاءها و يهتز بقوة…
القت بجثتها علي الفراش و هي لا تصدق ان زوجها حبيبها ترك قلبها بهذه الطريقة من غير رعاية حبها التي وهبته له , هو من اجبرها علي حبه و هو الان يفر لأنثي اخري غيرها , عصرت الوسادة بين ذراعيها و اجهشت في البكاء..
اخذ رشفة من كأسه و هو ينظر لها بمرارة , مددت بيدها لتلامس يده , اسرع بسحب يده و انهمك قائلًا :
-نادين قصري عاوزة اية من المقابلة دية
ارجعت خصلاتها السوداء خلف اذنها و قالت بكبرياء :
-يعني انا بجد موحشتكش يا مازن..انت مصدق نفسك و انت بتقول انت مرتاح مع دية…دية الي يشوفها يقول بنتك او اختك لكن مراتك اوفر اوي..
رفع احدي حاجبيه الكثيفين و قال بضجر :
-اهي دية بقي الي مرتاح معاها و متحاوليش تقارني نفسك بسمر و انا فاكر اني قولتلك الي ما بينا دلوقتي شغل لا اكثر و انتي شايفة غير كدة فانا اقدر الاقي ديزين مع حد غيرك انا اختارتك عـ..
لتقاطع جملته و تقول بثقة :
-انت اختارتني عشان انا نادين زهران حبيبتك الي معرفتش تنساها مع واحدة شكلها في ابتدائي
ضحك ساخرًا واكمل بسخرية :
-اختارتك عشان خبرتك و عشان حالتك المادية الي بقيت تحت الصفر..يا نادين انتي لو فاكرة اني لسة بحبك او في اي شعور ليا تجاهك يبقي دية مشكلتك و متحاوليش معايا انا مش هسيب سمر عشان واحدة زيك..افهمي انا و انتي دونت ميكس
بدأت الدموع تتوج عينيها الخضراء لتقول بصوت مكسور :
-كدة يا مازن!!
اخذ نفسًا طويلًا و تنهد بقوله الراقي :
-نادين انا متفاهم مع سمر مليون مرة عن اي واحدة قابلتها في حياتي و انا عمري ما حسيت الاحساس الي حسيته مع سمر معاكي او مع اي واحدة عرفتها..
ثم اسرع بالقول :
-انا مبقولش انتي وحشة بس مش انا الي لازم يكمل معاكي اكيد في حد تاني هو اولي بيكي و بيحبك و هتحبيه بس الحد دة مش انا..انا تكفيني سمر و ياريت يا نادين نخلي كلامنا ميتعداش حدود الشغل
لتقول بحزن و هي تحاول السيطرة علي مستوي صوتها :
-طب نبقي صحاب زي زمان
قام من مجلسه و هو يضع الحساب علي الطاولة و يقول بنبرة جادة :
-لا يكفي زمايل في الشغل
قالها و تركها مغادرًا المكان و هو يشعر بثقة تنبض في قلبه غير عادية , قام بالاتصال بصغيرته لكن لم يأتي له الرد…


فتح باب المنزل ليدلف و هو يدندن بمرح :
-سمر..سمر..انتي ولعتي في المطبخ و لة اية
وجد المشتريات ملقاة علي الارض ليعبس بوجهه بضيق , اتجه لغرفتهما بخطواط هادئة ليجدها تنام في وضع جنين و تخبئ وجهها بوسادة , ابتسم بسخرية ليجلس بجانبها و يمسح بيده علي شعرها قائلًا :
-مالك يا سمسم
لم تعطيه رد بل اصرت معاودة البكاء في صمت..طبع قبلة صغيرة علي كتفها العاري و هو يقول باسمًا :
-يلا قومي و وريني عملتي اية في المطبخ
صعد صوت بكاءها ليصدم و يجذب الوسادة من بين ذراعيه بقوة ليجد وجهها قد تورم من البكاء و ظهرت علي خدها مسارات دموعها , عقد حاجبيه بذهول و قال بقلق ظهر علي صوته :
-انتي بتعيطي كدة لية ؟
ثم جذبها بقوة و قال بضجر :
-اية الي حصل يا سمر مالك !!
دفعته بقوة و قالت بغضب :
-انا الي الممفروض اسألك اية الي حصل..
ثم اردفت باكية :
-انا عملتلك اية يا مازن انا بكرهك انا مش عاوزاك..حسبي الله و نعمة الوكيل فيك
و اخذت تدفعه بقوة عنها و هو غير متفهم عما تتحدث , عقد كلتا ذراعيه ببعضهما و قال بغضب :
-بطلي جنان بقي..في اية ؟ اية الي حصل ؟
قامت من جانبه و قالت بصوت باكي :
-محصلش يا بشمهندس مازن محصلش حاجة..
قام متجهًا اليها و جذبها من ذراعها بقوة و نظر في عينيها :
-مالك !
استجمعت شجاعتها و قالت بتماسك :
-مين نادين يا مازن
ادرك الان كل الموضوع , فهم اتصالها المفاجئ حينما كان يجالس نادين..زفر بقوة و قال :
-نادين الديزين لشركتنا و مش اكتر
عقدت كلتا ذراعيها و ذمت شفتيها للأمام قائلة باعتراض :
-والله ! انت بتضحك عليا انت بتروحلها علطول و بتقعد عندها..
ثم اكملت :
-يوم 25 انت روحتلها البيت اليوم الي كنت مضايق مني الصبح و روحت و حضنتك و بقيت هي المأوي ليك و بقيت انا و لة حاجة مجرد واحدة ابويا اجبرك علي جوازها و عشان متكسفوش روحت دمرت حياتي و حياتك صح مش هو دة الي حصل
صرخت به اكثر :
-هو دة الي حصل
اقترب منها بغضب لتتراجع لخلف بخوف فقد اخرجت كل طاقتها و ما عاد بها اي قوة لتحمل اكثر , لم تصدق اذنيه ما صرخت به عبس بوجهه و قال بامتعاض :
-مين الي محفظك الجملتين دول يا سمر
سمر بغضب :
-متغيرش الموضوع..دية مش مشكلتنا دلوقتي
-لا مشكلتنا..انتي اضعف منك تكلميني بالطريقة دية
جلس علي المقعد و عاد بظهره لخلف ليضع قدمه علي الاخر و يتركها كالمذلولة تقف في حيرة من امرها تونسها دموعها التي تأبي التوقف عن الهطول :
-نادين قبل ما عرفك كان ما بينا حب بس من طرفها هي بس..انا مكنتش بحبها كان ابوكي بيتعامل معاها في الشركة لحسن ذوقها و شطارتها في الشغل و بما اني الassistant بتاع ابوكي فكنت بشوفها كتير..بس بعد ما سافرنا باريس كنت انا قطعت علاقتي بيها…
جلست بجانبه و هي تتابع الحوار بقلق ليكمل :
-يوم 25/8 روحتلها عشان كنت محتاجها كشغل لا اكثر…
فتحت الباب لحبيبها المفارق..لتجده علي الباب بعد فراق دام لسنة كاملة لم تصدق اذنيها حينما اتصل و قال انه سيأتي بعد نصف ساعة..
-مازن
قالتها و ارتمت عليه لتعانقه بقوة و قد كتمت انفاسها قميصه المعطر برائحة انثي اخري..
ابعد جسدها عنها برفق لعدم احراجها لتضع يديها علي خصره و تقول بسعادة بالغة :
-وحشتني
استطاع التماسك و حك انفه بحرج و هو يقول بصوت خافض :
-نادين..السكرتيرة عاوزة تتعرف عليكي عشان هتتعاملوا مع بعض كتير
ثم ظهرت سلمي من جانبه التي كانت تشعر بالحرج من وضعهما , ابعد مازن يدها عنه و قال بنبرة جادة محاولًا اخفاء حرجه :
-سلمي كاانت مقترحة ان كلامنا يبقي في كافية عشان تبقي بداية كويسة
ظلت نادين تحت حالة ذهول فلم تحسب حساب هذا الموضوع وافقت علي مضض لتتجه لسيارة برفقتهما……
نظر مازن لسمر و قال متعجبًا :
-هو دة الي حصل
ثم اكمل بحرج قائلًا :
-بس انهاردة طلبت اننا نتقابل و كنت فاكرموضوع شغل بس لاقيتها عاوزة ترجع بس و غلاوتك عندي ما وافقت..
صمتت لفترة صغيرة ليقترب منها و يحتضن كفها بكفيه و قال مبتسمًا :
-انا وعدتك اني هقطع علاقتي بكل واحدة اعرفها عشانك
-قالولي انك عشان اتجوزتني غصب عنك عشان كدة بتروح لبنات الكبار الحلوين و انا هتسبني بس هبقي يا دوب علي ذمتك
مازن بضيق :
-و انتي ازاي تصدقي كدة…و انا عمري ما اجبرت علي حاجة..
اعصر يدها بين كفيه لتتأوة بوجع و تقول متحدية الالم :
-بس انا خايفة من كدة
نظر لها شارذًا و قال :
-هو مين الي قالك عن نادين…هي نادين ؟
-لا لا مش هي مشوفتهاش اصلا و مش عاوزة اشوفها
-يبقي سلمي السكرتيرة
حاولت الهروب من الاجابة لانه لن يهدي باله الا حينما تفصح عن سرها , صمتت لوهلة و قالت ببسمة صغيرة :
-طب ناكل الاول
اماء رأسه بالموافقة و قال باسمًا :
-ماشي يا شيف…هة عملتي اكل اية
سمر بسعادة و فرح :
-رز انا عملت رز
حاول عدم احراجها ليقول :
-رز و اية
-لا هو رز بس
نظر لها مطاولًا لتقول ببراءة :
-اعملك اية تاني…انا كنت هعمل بسلة بس باين انها اتحرقت
ضحك برفق ثم قال ببسمة صغيرة :
-خلاص و ماله ناكل رز اي حاجة من ايد حبيبتي تتأكل
شعرت بالخجل لتبتسم ابتسامة واسعة اظهرت صف اسنانها الساطعة , عقد ذراعه حولها ليجذبها اليه و يتجها معن الي طاولة الطعام…
استطاع ازالة من قلبة اي شك تجاهه بمشاعره الصادقة , زرع بداخلها يقين انه لها و ليس لغيرها..


جلست بجانبه علي الفراش لتمر بيدها بين خصلات شعره , امسك بيدها و طبع قبلة هادئة عليه لتقول بخجل و أسف :
-متزعلش مني..
هز رأسه بالنفي و قال :
-مش هزعل حقك الي انتي عملتيه..اي واحدة في مكانك كانت هتعمل كدة
ثم اعتدل جالسًا و قال بحيرة :
-بس انتي عرفتي منين..مكنش حد في العربية غيري انا وسلمي و..
نظر لها بقوة و قال بهدوء :
-و عليِ..
سمر بخجل :
-ايوة ما هو الي جيه و حكالي..انا مكنتش بكلم معاه والله هو الي كانت بيلف حوليا و عاوز يكلمني بس انا..
ثم بدات خائفة و عاودت البكاء و قالت بتربك :
-متزعلش مني بس انا صدقته عشان قولت هو هيبقي اية مصلحته في انه يهد ما بينا بس انا دلوقتي فهمت..
وضعت يديها علي وجهها و بدأت بالبكاء بعنف , لتشعر به و هو يبعد يديها عن وجهها و يقول :
-خلاص طيب…انا مصدقك و انا اصلا مكنتش مرتاح لواد دة..
و اكمل بضيق :
-بس يا سمر انتي مينفعش تصدقي ولة تثقي في حد غيري..انا مش بحب اسلوب الشك و انا مش بشك فيكي ياريت دة الي يبقي ما بينا..ثقة فقط…
ابتسمت له بفرح لتظهر ابتسامة رقيقة تحاوطها الدموع..فتح كلتا ذراعيه مستقبلًا اياها , فهمت مقصده لترمي بجسدها عليه و تحتضنه بقوة حاصرها بذراعه و ضمها اليه بقوة..


مرت الايام و الشهور مسرعة كالسراب امام ابطالنا العاشقين
كانت الاوضاع كما هي , طرد عليِ من شركة بعدما اخذ كل الاهانات من مازن لمحاولة افساد علاقته مع الصغيرة المعتوه بـ”سمر”..
سمع رنين هاتفه ليتناوله بين يديه و يرد بسعادة :
-حبيبة قلبي..
سمر ببسمة صغيرة :
-ازيك يا حبيبي
رفع حاجبه الايمن بتعجب ليرد بروتينية :
-تمام كويس…اية سبب السؤال
-هتتأخر يا ميزو انهاردة
-اه عليا اجتماع..
سمر ببراءة :
-طب ينفع اخرج مع صحابي نروح الملاهي
-نعم ياختي الملاهي..!
ذمت شفتيها السفلي و قالت بحزن مصطنع :
-بليز يا حبيبي مش هتأخر والله
صمت بتفكير ليقول :
-طب هترجعي علي الساعة كام
طار قلبها من السعادة لتقول :
-امممم 7 او 8 او 9 او ممكن 10
ليكمل جملتها ساخرًا :
-اة 11 او 12 او تعالي علي الفجر عادي يا حبيبتي مانتي متجوزة قفص جوافة
و قال بصوت خشوني و جادي :
-اخرك 8:30 و انا الي هاجي اخدك…
-طيب ماشي يا ميزو…سلام


كان يبحث عنها بعينيه لم يجدها بسهولة و هاتفها مغلق شعر بالقلق عليها…سار للأمام بخطواط ليجدها تقف وسط اطفال كثيرة تقوم بـ”توزيع” الحلوي..
ابتسم بسعادة فور ما وجدها , اقترب منها بهدوء ليحيط ذراعه بخصرها فزعت و نظرت لفاعل بذعر لتجده زوجها الوسيم , صرخت بسعادة و قالت :
-اية دة مازن جيت امتي
مازن باسمًا :
-لسة واصل يلا نروح
ثم نظر لصديقتها و حياهن ببسمة لطيفة :
-ازيكوا يا بنات..
ثم نظر لساعته و قال بصدمة :
-الساعة 9..تحبو اوصلكـ..
ضغطت سمر بحذائها الكعب علي قدمه ليتأوه بألم اكملت جملته مسرعة :
-متخفش يا مازن هما قريبين من البيت..
ادرك غيرتها من صيقتها ضحك من داخله ليأخذها و يعود بتلك الغيورة الانانية به لمنزل , اوصلها الي المنزل و استأذنها لمقابلة صديقه الذي عاد لتو من الخارج..
كان وجهها يظهر عليه الارهاق جلست علي الفراش و وضعت يدها علي معدتها لتشعر بألم اكثر..اسرعت الي المرحاض لتقوم بالاستقياء , كانت تشعر بالعياء حاولت السيطرة علي نفسها لتقوم بالاستقياء مرة اخري..
قامت لتأخذ حمامًا ساخن يعيد لها صحتها التي هدمت لتو , انهت حمامها لتأخذ المنشفة و تحيط بها جسدها الصغير خرجت من المرحاض , لتجده جالس علي الفراش..
وقفت امام المرآه لتضع لمسات خاصة من مساحيق التجميل لتعيد لوجهها نضرته مرة اخري..اقترب مازن من غزالته الصغيرة ليحيط ذراعيه بخصرها و يقوم بتقبيل رقبتها همس بأذنها :
-وحشتيني
فهمت ما يريد لتصمت , لم ترد رفضه و احراجه لتضطر الي موافقته و مقاومة تعبها..اسلمت نفسها له بترحب و عينيها تملئها الارهاق..


استيقظ صباحًا ليجدها تخرج من المرحاض و ملامحها لا تبشر بالخير..جلس معتدلًا علي فراشه لينظر لها بتعجب و يقول :
-مالك !
نظرت له بتعب و اجبرت نفسها علي رسم ابتسامة صغيرة :
-ماليش يا حبيبي متقلقش نفسك..
تثاوب بنعاس و قال :
-صحيح يا سمسم انتي وراكي دروس انهاردة احتمال صحابي يجوا و عاوز اعزمهم عزومة من ايدك
اماءت رأسها بالموافقة و قالت :
-ماشي انا موريش الا درس ساعتين هروحه بعد شوية و ممكن ارجع اعمل الاكل..
قام متجهًا لها ليحتضنها بقوة و يقول بسعادة :
-حبيبتي انتي..
ابتسمت له بعينين تحملها سواد حالك و بوجهه شاحب تحول للون الاصفر , بادلته عناقه و غرست بأظفارها داخل ذراعه محاولة كتمان الالم التي تشعر به…


اغلقت شعلة النار لتسمع رنين جرس الباب ركضت لباب لتفتحه و هي ترتدي فستان ازرق قصير يصل لنصف فخذها و يظهر كلتا ذراعيها كان يبرز كل مفاتنها الانوثية التي زادتها جمالًا , تركت شعرها الكستنائي ينسدل مسترسلًا قالت بسعادة :
-ميزوو اــــ
وضعت كفتها علي ثغرها الملون باحمر الشفاة الاحمر الغامق وجدت شباب كثيرة تقف و يدخن بعضهم السكائر يترأسهم مازن الذي حملق بها بغضب , اغلقت الباب بخوف و ظلت تحت حالة ذهول لتركض داخل غرفتها..
كان يشعر بالخجل من ضحكات اصدقائه الصامتة ليفتح الباب و يدخل اصدقاءه لغرفة الضيافة..
دلف لغرفتها ليجدها ترتدي العبائة و تقف بخجل في زوايا الغرفة نظر لها بضيق و امسك بذراعها ليهمس بحدة :
-ينفع الي عملتيه برة دة..
-اسفة والله بس افتكرته انت بس..
زفر بضيق و ترك ذراعها ليقول :
-متتكررش تاني عشان منفخكيش
اماءت رأسها الموافقة ليقوم بقبيل رأسها و يقول ببسمة صغيرة :
-يلا تعالي نحط الاكل و تروحي لاوضتك تكملي مذاكرة
حركت رأسها بالنفي و قالت :
-لا مش قادرة انا عاوزة انام تعالي بس احط الاكل في الاطباق و اشوف يشربوا اية


انتهت من اعداد المشروبات , لتترك منشفة المطبخ الصغيرة من يدها و تدير بجسدها لتجد شاب يافع الطول , عريض الصدر , ذو شعر بني و عيني زرقاء نظرت له بتساؤل :
-ايوة حضرتك عاوز حاجة ؟
ابتسم لها و قال :
-اه عاوز ماية
وقفت علي اطراف اصابعها لتلقط كوب وجدته يلتصق بجسدها متحججًا بمساعدتها لأخذ الكوباية , التفتت له و نظرت له بغضب , رسم ابتسامة بريئة علي وجهه…
ابتعدت من عنه لتأتي له بكوب المياه و تمد يدها بها , تناول منها الكوب و هو يحاول ملامسة يدها , سحبت يدها و فرت من المطبخ لتذهب لغرفتها و هي تهمس بغضب :
-كتك القرف


ودع اصدقاءه بسعادة و ضحكاتهم الصاخبة مذالت تملئ المنزل , ضرب كف علي كف و الضحكة الساحرة لا تفارق ثغره , اتجه لغرفته مستعدًا لنوم لكن فوجئ بعدم وجود صغيرته علي سريرها نائمة , بل وجدها علي الارض تنزف الدماء و قد انهكها العياء….


نظر لها بأسي عبر النافذة الزجاجية :
-مالها يا دكتور ؟
ليرد الطبيب بحزن :
-المدام كانت الحمل بس يبدو ان الرحم مكنش متحمل الجنين و جسمها الضعيف مساعدوش علي الحمل و هي باين انها بتعمل مجهود فوق طاقتها…
تعجب مما قاله فهو طلب منها تناول حبوب منع الحمل منعًا لتلك الحادثة المؤلمة , ضرب بقبضة يده علي الحائط و طلب من الطبيب الدخول لزيارتها…
دلف ليجدها تراقب الممرضين مما حولها ببراءة و تمسك بيدها الاخري بتربك تلك اليددين التي تتعلق بهما المحاليل الكثيرة..اقترب من فراشها ليقوم بتقبيل جبهتها و يقول بحزن :
-سمر
التفتت له بابتسامة صغيرة ارسمتها علي وجهها :
-اية الي حصل!!
طرح سؤاله بتعجب :
-انتي مكنتيش بتاخدي الحبوب..
صمتت بحرج ثم حركت رأسها نافية و هي تقول بخجل :
-انا ماخدتهوش خالص..متزعلش مني انا الصراحة مكنتش مصدقاك و فكراك من الناس الي مش عاوز اطفال و خوفت اني لما اعمل كدة يبقي حرام
نظر لها مطاولًا و حرك رأسه بحيرة من افعالها ليقول بلهجة امرية :
-لو سمحتي اسمعي الكلام و خودي الادوية…مش انا الي هتمنالك الاذي..انا مشتاق لاطفال اكتر منك لكن مستحيل ابقي اناني و اتعبك بالطريقة دية..انتي مش هتتعوضي
ثم اكمل بلهجة غامضة :
-انتي متعرفيش انا عملت اية عشان اخليكي ليا يا سمر…
.
.
.
.

error: