زوجتي طفلتي للكاتبة يارا الحلو

6
عادت بخطوة لوراء و ارتعشت شفتيها و هي تنطق اسمه :
-فارس
حك انفه باصباعه ليقدم بخطواطه و هو يفصل جسدها بنظراته الخبيثة , تراجعت بقدميها المرتعشة لخلف و علامات الرهبة علي تتوسط وجهها , اخذت تعود بخطواطها حتي اللتصقت بالحائط , وقف بجثته الضخمة امامها.
ابتلعت لعابها بخوف و رسمت علي شفتيها ابتسامة مصطنعة لتعطيها القليل من الثقة و قالت :
-عاوز حاجة يا فارس , ساكت ليه ؟
ظل علي حاله , الخرس لم يتفوه اي كلمة تهد ضربات قلبها السريعة , سقطت بعض قطرات العرق من جبينها , اصرت علي موقفها لتنظر لعينيه منتظره منه الحديث , رائحة الخمر تفوح من ثغره وضعت يدها علي انفها مانعة وصول تلك الرائحة الكرهيه لانفها..
-عاوزك
قالها بأسلوب غامض..تفاجأت منه لينقبض جسدها , قطبت حاجبيها بغيظ من افعال البغيضة التي تطاولت تلك المرة عن اي حد , لم تشعر بنفسها الا و هي تزجره بيدها الصغيرة علي صدره..
امسك بكلتا معصمي يدها بعنف ليلقيها علي الارض بكل عنف , تراطمت بالارض بقوة علي ظهرها الضعيف.
صرخت بأعلي صوتها و تعالت اكثر صدمتها حينما وجدته يهجم عليها و ملامحه لا تدلة علي خيرعلي الاطلاق..


اسند برأسه لخلف و هو يتذكر غزالته الرقيق , ظهر شبح يتبع
ابتسامة علي ثغره عندما تذكرها وهي تبادله ابتسامة تحي من انتهت منه الحياه.
امسك بهاتفه ليضرب باصابعه مهاتف احد اصدقاءه , وصل له الرد بعد ثوان صوت رجولي ضخم يستلطف صوته بنبرته المازحة :
-اوبااا الكبير بيتصل
-ازيك يا بقف
-انت فين يا مازن القعدة نقصاك وربنا
اخذ نفس عميق و قال :
-انتوا فين
ليرد صديقه بحماس و عيناه تلمع خبثًا :
-في بيت مهند تعالي بقي
زم شفتيه و اعاد التفكير في فكرة الذهاب لـاصدقاءه و تقضيه وقت ممتع بين بعض النساء , ابدي عقله الموافقة معللًا التسلية و الترفيه عن النفس لكن قلبه مذال يأبي و يقول تلك خيانة في حق من احب , و كالعادة تجاهل قلبه و اتبع عقله متجهًا لاصدقاءه.


اخذ يمزق ثيابها بعنف و هي لا تعرف كيف النجاه تحت قوته و عنفه , اخذ يقذفها بقبلاته القاسية التي لا تحمل اي ذرة رحمة..
كانت تصرخ محاولة اثاره عاطفته ناحيتها لم تجد من يجنيها الا الله , صرخت بصوت عالٍ ممتزج بلحن القهر و التعب “يا رب”
حاولت افلات اي من يدها من تحت قبضة يده التي كتفت معصمي يدها بكل قوة..
لم تجد حل الا ضربه بجبهتها بقوة علي راسه..صدم من فعلتها ليتراجع لخلف قليلًا و قد ترك كلتا يديها و هو يلعنها بغيظ..
امسكت باقرب ما امسكه يدها لتكسره بعنف علي قمة رأسه..اطلق صيحة قوية من شدة الالم , فقد كان طبق من الزجاج تحطم لقطع صغيره حينما تصادم مع جمجمته..
همت بالركض هاربة من ذالك المعتدي الحقير , لكنه لم يتركها امسك بساق قدمها ليجذبها بقوة اليه وقعت من شدة التعب لكن لم تريد الاستسلام تحت يديه.
غمست بقطعه زجاجة محطمة من الارض في ظهر كفه بكل قوتها , لم يصدق انها ستتحول الي وحش عنيف لهذه الدرجة.
لكن لن يفيد الان هذا الحديث , يده تنزف الان دماء بسبب تلك الحقيرة المتوحشة.
هربت من امامه في رمشة عين و اتجهت لغرفتها لتغلق بابها باحكام بالمفتاح , لم يستيعب عقلها ما حدث لتو او ما فعلته..
استطاعت النجاه بشرفها من هذا الشيطان لم تتمالك نفسها لتثني ركبتها و تجلس علي الارض وضعت يدها علي وجهها و اجهشت في البكاء بدون ادني رحمة..
تشعر بألم في كل مفاصل جسدها مذالت قبلاته النجسة تطبع علامات علي جثتها البيضاء..
ارتعش جسدها من الرهبة حينما طرق عليها الباب بقوة و هو يصرخ بضجر و السب لا يفارق لسانه :
-افتحي يا سمر الكلب عليا الطلاق مانا سايبك
حاولت كتم بكاءها بأي وسيلة لكن لم تقدر انفجرت اكثر باكية بخوف , و بينما عينيها تتابع تفاصيل غرفتها و كأنها تبحث عن اي شيء ينجدها من ذالك المتوحش الهمجي..
وقع عينيها علي هاتفها السلكي اسرعت خاطية نحوه..
حاولت تذكر رقم هاتف من يدعي زوجها و شفتيها ترتعش حاولت السيطرة علي نفسها و هي تحادثه , لم يمر الكثير من الوقت لكن مر عليها كالساعات و الثوانٍ..وصل لها اول انفاسه و هو يقول بابتسامة واسعة برزت كل اسنانه :
-سمورتي
لم تستطع الكلام فقد اخذت تبكي لينتبه لصوتها و يوقف سيارته و هو يقول بقلق :
-في ايه يا سمر
لم يأتي له رد بل تعالت شهقاتها اكثر و اكثر ليصيح بها بغيظ :
-ما تنطقي في ايه
صاح فارس صوت عالٍ و هو يطرق بكامل كفه الايسر علي الباب بعنف و يصيح قائلًا :
-والله ما هتفلتي مني و هكسر الباب..يا انا يا انتي يا سمر
حملق مازن و انصت جيدًا لصياح فارس الذي يعلو صوت من تهاتفه ليقول بصدمة :
-ابن الجزمة ده عاوز منك ايه
اصرت علي البكاء و الصمت فلسانها من الصدمة قد عجز عن الكلام و التعبير عما يحاوطه من رعب..ناح بصوته و هو يقول :
-عاوز منك ايه بقولك
انطلقت قائلة مسرعة و هي تشعر بان الباب بالفعل سيكسر و سيزيد انتقامه منها هذا الذئب البشري :
-تعالي يا مازن بسرعة
-طب ايه الي حصل اهدي و فهميني
صرخت بصوت قد نفذ منه الحياه :
-بسرعة يا مازن
اللقت سماعة الهاتف بعيد عنها لتدلف لدورة المياه الملحقة بغرفتها لتتحصن بها و تغلق الباب بالمفتاح هو الاخر زايدة تأكيد ان هذا المعتوه الاحمق لن يصل لها..
وقعت عينيها علي هيئتها في المرآه لتندهش بنفسها , اثار من اصابعه قد خدشت من رقبتها لصدرها و شفتيها متورمة تنزف قطرات الدماء..
اكملت بكاء و الرعشة تسير بجسدها مما حدث لها , حاولت اطمئنان نفسها بأن مازن سيأتي و ينقذها من فارس المجنون..
الا يقول انه جاء لحمايتها , الان بالفعل تحتاجه او تشتهي الموت..
هي الان تتراقص علي صراط الحياه و تتمايل لناحية الموت كلما انحدرت لحياه هنية كثيرًا..


لم يكن قد ابتعد كثيرًا عن القصر , ادار بالسيارة بالاتجاه المعاكس و هو يضغط علي المقود بكل قوة..
خائف ان تكون قد تأذت
وسوسته بعض التهيؤات السيئة تمني من داخله الا تكون صحيحة
لم تكن بحالة تسر في الهاتف , اذا كيف بها الان ؟
كثرة التفكير السيء توتر تفكيره و تثير اعصابه اكثر..
اسرع بالركض بسيارته لعزيزته الصغيرة الباكية..


وصل لـقصر دلف بقوة و هو يسمع صيحات المنتعي بـ”فارس”
ركض اتجاه الصياح , صعد للاعلي باقصي سرعته ليجد فارس قد بالفعل كسر الباب..
هجم مازن عليه مصاحبًا ضرباته العنيفة , و من صدمة فارس لم يستطع الدفاع عن نفسه..
تعانف مازن في ضرب فارس حتي بعدم ادراكه بالامر بعد..
كان يضرب فقط علي دموع صغيرته , دفعه فارس بقدمه بقوة و هو يقول بغيظ :
-مش انت الي هتاخدها مني..سمر تبقي ليا انا
استقام مازن و اقتضب وجهه بغضب..جذب ذلك المعتوه من قميصه بعنف شديد و هو يقول :
-انت عملتلها ايه
ابتسم له ساخرًا و قال بثمول و رأسه تتأرجح يمينًا و يسارًا مصدرًا ضحكة غريبة :
-هتبقي تعرف ليلة الدخلة
صدم مما قاله ، فهم مقصده انه اعتدي عليها لهذا كانت تبكي..
حدق به لوهلة لا يعرف ماذا عليه الفعل به؟
لم يشعر بنفسه الا و هو يليقي بضرباته العنيفة القاسية علي وجهه بقبضة يده الحديدية ، جاءت الضربات بشكل فاجائي لـفارس حتي لم يستطع المقاومة او الافلات من ضرباته المتتالية..
كاد ان يقتله بين يده ، كان يضربه بكل طاقته ، اشعل النار بقلبه فور تخيله و هو يلمس حبيبته المراهقة بسوء ، ضاعف ضرباته بشكل اقوي ، كان فارس مستسلم له..لم يعرف كيف عليه الدفاع عن نفسه مع هذا الوحش العنيف..
وضع احدهم يده علي كتف مازن محاولًا ترويضه من جنونه و هو يقول بهرع :
-بس يا مازن اهدا..هيموت في ايدك خلاص
جذبه المحامي “سامح” من فارس الذي فقد الوعي من تلك الضربات ، كان مازن في طريقه قد اتصل عليه ليكي يمد له يد المساعدة ، فأتي سامح مع بعض من حارسه لقبض علي فارس مع والده الذي تم القبض عليه..
صاح مازن و الجنون يتأكل في عقله :
-اغتصبها الحيوان والله ما انا سايبه
سامح مسرعًا و هو يمسكه جيدًا كطفل صغير مشاغب :
-اهدي يا مازن هسلمه انا لـقسم ، اصلًا ابوه حاليًا في القسم هو كمان
صرخ مازن بغضب مكبوت :
-في داهيه..
بحث بعينيه بخوف :
-فين سمر
اشار سامح بعينه ناحية المرحاض و قال بهمس :
– باين جوة..مازن امسك اعصابك مضيقهاش
صمت مازن مفكرًا و ضغط علي شفته السفلي بأسي ليطرق رأسه ايجابًا..
جذب سامح جثة فارس البدينة و نادي بعض الحرس ليعاونه في حمله و تسليمه لشرطي..
اتجه مازن لـباب مرحاض سمر ، ليطرق الباب برفق و هو ينادي بصوت خافت :
-ينفع تفتحي يا سمر
لم يسمع ردًا منها ليكرر سؤال بترجي :
-ارجوكي يا سمر افتحي
لم يسمع منها شيئًا ليقلق اكثر عليها ،لكن انفتح الباب بشكل مقارب و كانت خجلة من رؤيتها بهذا المنظر المحرج..
فتح الباب بقوة ليجدها مختبأة في زاوية بعيدة ، تتمسك بنفسها و الارتعاش يظهر علي جسدها الصغيرة..
كان معظم ملابسها ممزقة بالكاد تستر القليل من جثتها اقترب منها بهدوء محاولًا عدم اثارة رعب قطته الخائفة , وقف امامها لينظر لها بشفقة علي حالها , جلست علي الارض و هي تضم ركبتها لصدرها برعب..
جذبها لحضنه بقوة , تركت العنان لروحها بالبكاء و التستر بين ذراعيه..كساها باحتضانه الواسع ليهدئ من روعها بملامسة بيده بحنان علي ظهرها..اخفت وجهها داخل صدره لتعيد بكاءها بطريقة اقوي كأنت تطور كل مرة عن قبل في منافسة البكاء المرير..
جذبها برفق لخارج ليجدها تتمسك به برعب و تتراجع بخوف :
-هو برةة؟
هز رأسه بالنفي لتطرح سؤالًا اخر :
-انا سمعت صوت حد برة
-متخفيش يا سمر مفيش حد , اطلعي بس يا سمر من الحمام
هزت رأسها بالنهي و قالت برعب :
-مش عاوزة انا خايفة
صرخ بها بغضب و هو يقطب كلتا حاجبيه بضيق :
-بطلي دلع قولتلك هو مش برة
صمتت بخوف و التفتت بيدها حول جسدها ليفهم انها تخجل منه ليتنحنح بهدوء :
-روحي ارمي علي جسمك مية و انا هجبلك لبسك
ترجل من المرحاض لتغلق بابها باحكام , خلعت ملابسها و هي تشعر بجروح جسدها تنزف منها , جرت نفسها لصنبور المياه لتتحمم كما طلب منها مازن..
اغتسلت جيدًا , لتتأمل جسدها فتجد خدوش اظافره قد تركت بصمة علي كل منطقة في جسدها , حاولت نسيان صراخها و خوفها من تلك اللحظة الصادمة..
اخذت الروب الابيض المعلق لترتديه و تتكئ علي ربطه باحكام..
و حينما خرجت لم تجد مازن متواجد بغرفتها , وجدت ملابسها ملقاه علي كرسي , اتجهت ناحية فراشها لترمي بجسدها و هي تتأوه من شده ألالم..
انكمشت بجسدها و اغمضت عينيها الصغيرة لتحاول النوم بسكينة , كانت مذالت تتخيله و هو يهجم عليها لتدمع عينيها بتواصل..


هتف مازن بغضب و هو يعقد حاجبيه لبعضهما :
-نعم !
ابوه كان بيحاول يزور ورق لشركة ابن ال…
وضع بيده علي جبينه و حاول تهدئه نفسه ليقول :
-سامح بقولك ايه..انا مش عاوزة اعرف حاجة عنهم اتكلف انت بكل مشاكل القضية
ليأتي له صوت سامح :
-ماشي يا مازن هحاول..و انت خلي بالك من سمر اليومين دول و لو هي محتاجة اي حاجة انا موجود و مش هسيب حقها من فارس الكلب
فجأه اطلقت سمر صرخة عالية..صرع مازن و اسرع بالاغلاق مع سامح , ليتجه لغرفتها راكضًا برعب..وصل ليجدها جالسة علي فراشها , مذالت ترتدي الروب بشعرها المبلل , كان صدرها يعلو و يهبط و عينيها جاحطين و وجهها قد تحول للون الاصفر من الخوف..
جلس علي حافة السرير ليجذبها اليه برفق و هو يقول بقلق :
-مالك ايه الي حصل
التفتت حولها برعب و اخذت تراقب الغرفة بعينيها البنية :
-فارس فين انا شوفته
ربت علي ظهرها و قال بهدوء و طمأنينه :
-اهدي يا حبيبتي..هو مش هنا
اراحت برأسها علي صدره لتبكي بقوة ارتج جسدها بقوة مع رعبها من امره لتقول بتردد :
-انا خايفة اوي يا مازن
-متخفيش انا معاكي اهوة
قالها و هو يضمها بقوة له و يستلقي علي الفراش و هو يأخذها بين ذراعيه :
-نامي متخفيش انا معاكي اهوة
لفت يدها حول خصره..اتخذت منه حماية لها و حاولت اراحة ذهنها و الهدوء من ارتعاشها..
نظر لها ليجد علي رقبتها بعض الخدوش الممتدة لبقية جسدها,اغمض عينيه بأسي علي حالها..
ظل يقظ بجانبها طوال الليل و هي تستيقظ من نومها علي صيحة و فزع خوفًا من ان يكون بجانبها..كان يطمئنها مازن في كل مرة ان فارس غير متواجد معها و انه هو من يحتضنها..
في الصباح حينما اقتحمت الشمس انحاء الغرفة و استولت علي ظلام بشعاعها الذهبي..
داعب عين تلك الغزال الصغير لتفتحها مسرعة و تعتدل جالسة التفتت باحثة بعينيها عنه , لتصرخ منادية برعب :
-مازن..يا مـــازن
لم تمر سوي دقيقة لتجعلها في اسمي حالة الرعب , اصرت علي الهتاف مرة اخري :
-يا مــــازن
فتح لها الباب و هو يدلف محمل بكوب لبن و شطيرة..حاول بالاغصاب رسم ابتسامة هادئة علي شفتيه محاول دب اي روح رافهيه علي قلبها..
جلس بجانبها و مد يده بكوب اللبن و قال بهدوء :
-اشربي اللبن
هزت رأسها بالنفي و قالت بصوت رخيم :
-لا مش عاوزة
رد بصوت اقتضابي و قال بلهجة امريه :
-يلا اشربي عشان هنروح لدكتور
اتسعت عينيها برعب قائلة :
-دكتور! دكتور مين
مازن بسكون غامض :
-عشان يكشف عليكي
اسرعت بالرد بغضب :
-مش عاوزة اروح
-معلش يا سمر مش بمزاجك انا لازم اطمن عليكي..يلا اشربي
اقرب منها الكوب مرة اخري لتفور من الغضب و تدفع الكوب بكل قوتها..سكب الكوب علي الملائة لتنظر به بعيون حادة ساخطة , صرخت به بغيظ :
-ينفع تطلع برة..انا قولتلك مش رايحة في حته..لو علي امبارح فـفارس ملمسنيش يلا اهوة طمنتك صح
عاودت الصيحة :
-يلا اطلع برة و سبني..برة
و اردفت بصوت حاد :
-انا مش طايقاك
ظل مذهول من طريقة كلامها وقف لفترة لا يقوي علي الحديث , لكن استطاع جر جسده خارج حجرتها..
اخذت تبكي فقد تفهمت ما في باله , هو فقد يريد التأكد من شرفها هل مذالت محتفظة به ام ضاع ؟
اكملت بكاء بشفقه علي حالها , لتضع يدها علي ثغرها كاتمة صوت بكاءها المزعج كالاطفال..
حل المساء و هي لا حول لها و لة قوة ساكنة لا تريد فعل اي شيء…
شعرت برغبة لنعاس لكن يوجد شيء ناقصة يمنع النوم من التغلل في عينيها..
مذالت خائفة و تشعر بان فارس سيهجم عليها فجأه , تقدمت من فراشها بركبتي مرتعشة..
ترجلت من غرفتها باحثة عنه بعينيها في غرفة المعيشة , اخذت تفتش عنه و هي تكاد تبكي من فرط الخوف , لم تكن تقصد بالفعل ان يتركها , هي من دونه تائهة كالطفل عن امه..
لم تجده في اي مكان , انقبض قلبها من شدة الرعب لكن فجأه داعب انفها رائحة سكائر بغيضة الرائحة..
وجدته يقف ببنيته الضخم عند الشرفة , يأخذ انفاسه من سيجارته المسكينة..اسرعت بجنون ناحيته لتقوم بضمه من ظهره و تحاصره بذراعيها حول خصره بكت بانهيار و اخذت تقول بسرعة :
-انت مشيت ليه والله مكنش قصدي متبعدش عني يا مازن..انا مش هعرف اطمن الا لما الاقيك جنبي و معايا
انفزع جثته ليلقي كوب الشاي في الحديقة , التفت لتلك المشاغبة الخائفة و هو ينظر لها بغضب..
ليتفاجئ بسواد حول عينيها و وجه باهت من الرعب , تخاف بسرعة تلك الجبانة..
ظل صامت ناظرًا لها لا يود الحديث , لم تنتظر منه رد لتلقي برأسها علي صدره و تحتضنه بقوة..
لم يستطع التشديد عليها اكثر عانقها هو الاخر برفق و ربت علي شعرها ذا الملمس الناعم و هو يقول :
-اهدي انا معاكي
دفنت رأسها به و اخذت تسير الدموع علي عينها من ثم الي صدره التي تريح عليه :
-انا خايفة..خليك معايا
قالتها و هي تكثر من ضمه , احتضنها بخوف لترفع بنظرها اليه و تقول بحزن :
-صدقني فارس مجاش جمبي او..
صمتت بخجل و اشاحت وجهها و هي تود معاودة البكاء ثانيًا لتسمع الاعتراض منه :
-هششش خلاص يا سمر
نظرت اليه باستعطاف و قالت بترجي :
-متودنيش لدكتور انا مش عاوزة
اماء رأسه ليطبع قبلة هادئة علي جبينها شعرت بطمأنينة و قالت بحرج :
-ينفع تخليك جمبي و انا نايمة
اماء رأسه لتلقي نفسها بين ذراعيه مرة اخري..حاوطها بذراعيه و تمسك بها تركت نفسها له , فهو نجدتها و اجمل نجدة لها..
.
.
.

error: