زوجتي طفلتي للكاتبة يارا الحلو

10
دلف لمطبخ بخبث ليجدها تولي ظهرها له و تلتهم اظافر انمالها من فرط الخوف..وضع يده علي كتفها قائلًا بصوت خافض نسبيًا :
-سمر اعملي كوبيتين شاي
انفزعت بقوة و اخختلج توازن قلبها لتسقط كوب الماء الذي بيدها , نظر لها بدهشة و امسك بكتفها ليبعدها عن ذالك الزجاج المتناثر علي ارضية المطبخ :
-اهدي و ابعدي كدة
سمر بلهجة مسرعة :
-اوف انا اسفة مقصدش حصلك حاجة
هز رأسه بالنفي ليقول باطمئنان :
-ابعدي كدة عشان ألم الازاز
انثي بركبتيه و اخذ يلملم الزجاج برفق لتبتعد عن محل الحادث و تعد الشاي ذي المذاق المر..
فجأة وجدت من يطوق خصرها النحيل و يقوم بطبع قبلة علي خدها الشهي..ابتسمت بحرج و صمتت بأمر الخجل ليقول :
-علفكرة علي يبقي قدك دة في ثانوية عامة
-اه مانا عارفة
رفع احد حاجبيه بدهشة :
-منين..انتي تعرفيه
اسرعت بالرد و هي تلتفت اليه :
-لا لا والله بس هو كان في درس مستر طارق انهاردة
اماء رأسه بالايجاب و هو يزم شفتيه للأمام بلا مبالة :
-طيب هاتي الشاي بقي
مدت يدها بصنية الشاي و قبلة صغيرة علي خده و قبلة اخري علي شفتيه ليبتسم لها بمرح و يغادر المكان..
لم تطيل زيارة “علي” ليرحل بعد احتساءه لكوب الشاي المحضر بيد تلك الفاتنة الصغيرة…
دلفت لحجرة مكتبه لتجده جالس متكئ بظهره امام حاسوبه الصغير و تبدو علي ملامحه انه مشغول حتي لم يلحظ اميرته التي تشاركه نفس الغرفة..
اقتربت منه لتجلس علي المكتب , رفع ببصره لها و ارسل لها بسمة صامتة و اكمل عمله مرة اخري..
مدت شفاتيها السفلي للامام و عقدت حاجبيها بضيق و هي تتسأل بفضول :
-هو علي يقربلك ايه
تنهد قائلًا و هو يعيد بظهره لمسند الكرسي المريح :
-ابن عمه بيشتغل عندي في الشركة و بيقول لو اعرف الاقيله شغل عندي هو ولد يتيم و مسئول عن بيته و انهاردة جالي اصله طلع جارنا..
لتميئ رأسها و هي تصدر “اممم” دفعها الفضول لطرح سؤال اخر :
-ايه دة بس ازاي هيوفق ما بين الشغل و مذاكرة ثانوي
-انت مال امك انتي
ضحكت بقوة ثم قالت :
-خلاص هسكت اهوة
وضعت يدها علي ثغرها ليضحك و يحرك رأسه معترضًا عن افعالها الطريفة…
-يلا روحي ربي عيالك و سبيني..صحيح انتي خلصتي مذاكرة ؟
-ايون من زمان
-بكرة وراكي درسين خودي بالك..
زفرت بحنق قائلة :
-جو الدروس دة بينرفزني..انا رايحة انام
-جو تو هيل
اخرجت له لسانها بحركة طفولية متذمرة و قالت بلا مبالة و هي تشيح بيدها :
-تصبح علي خير


عند الساعة الرابعة عصرًا
انتهت المعلمة من شرح الدرس المطلوب ليقوم كل الطلاب و من بينهم سمر التي ادخلت دفاترها في الحقيبة..فجأة وجدت من ينادي بأسمها تلك المرة و بصوت هامس “سمر” , التفتت له لتجدده “علي” من زار بيتها ليلة امس..
-افندم؟؟
علي بابتسامة جريئة :
-انا علي زميـ
-ايوة حضرتك عاوز ايه !!
مد يده و قال ببسمة واسعة تدل علي تافهته :
-ايه رأيك نبقي صحاب؟؟
اولته ظهرها و ذهبت في طريقها ليحرج من تجاهل يده..حك مؤخرة رأسه و سار خلفها و كأنها مرشدته السياحية..لم تنزل عينه عنها مشيتها الانوثية و قرع حذائها الكعب العالٍ..
وجد طريقها يماثل طريقه للمنزل لكن صدم حينما دلفت لنفس المبني الذي يسكن فيه مديره المستقبلي في العمل..
هرول اليها قبل ان تغلق باب المبني بالمفتاح و هو ينادي باسمها..كانت قد اغلقت الباب و لكن توقفت حينما رأته خلفها..
-انت بتمشي ورايا والله عيب كدة و انا هتصل بمازن و اقوله عليك يا قليل الادب
امسك بيدها و وضع يده علي شفاتيها و قالت محاولًا اسكاتها :
-اهدي انا اسف والله
دفعته تلك القطة بشراسة و رفعت سبابتها قائلة بتحذير :
-ااه لو عرف…الواطي الي بيساعده بيقل ادبه
-انا اسف بجد مقصدتش…بس انتي تعرفي مازن منين..انتي اخته..يلاهوي ده انتي حاجة تانية خالص
-خليه هو يقولك و يعرفك انا مين استني بس
-ط.ط.طب انا همشي اهوة..بس ونبي متخلهوش يعرف حاجة
-ابدًا هيعرف و فضحتك هتبقي بجلاجل
رحل مسرعًا عنها لتبتسم بتكبر و تصعد لمنزلها و كأن لم يحدث شيء و في طريقها وجدت جارتها السيدة ذات الجسد البدين لأقصي حد..اللقت عليها السلام باحترام و صعدت لمنزلها..
لتنظر السيدة البدينة لصديقتها و تقول بضيق و اشمئزاز :
-مبتنزليش من الزور البت دية بتدلع بطريقة رهيبة
-اه مانا ملاحظة..بس شوفتي جوزها معرفش ايه الحظوظ دية
-لا لا جوزها يلاهوي..ازاي يبص لبت مصلوعة كدة اية الناس دية


اثناء تناولهما لطعام..
تركت الشوكة بضيق فماذلت تفكر في المعتوه بـ”علي” ليلاحظ مازن و يبدي سؤاله :
-مالك ؟؟
صمتت لوهلة و قررت عدم اخباره بأمر “علي” الذي يعكر مزاجها الصافي..ابتسمت له ابتسامة مزيفة مطمئنة اياه و قالت بمرح :
-شوفت انا فاتني دروس في الهندسة و مش عارفة اجمع حاجة فيها !!
-خلاص تحبي اذاكرلك انا الهندسة
اتسعت عينيها و قالت بسعادة :
-ايه دة بجد ميرسي
ارسل لها قبلة في الهواء لتضحك بسرور و تكمل طعامها..
اوفي بوعده و اخذها علي مكتبه ليدرس لها كل ما تحتاجه , استوعبت بسهولة فكان شرحه سهل و رزين كان يدخل بعض من مداعبته في الشرح ليهيئ لها جو لطيف لمذاكرة و استواعب المعلوامات..
زفرت سمر بارهاق لتقول :
-ما خلاص يا عم انا زهقت من المذاكرة
-ماشي ياستي بكرة نكمل
اماءت رأسها بالايجاب و همت بالوقوف ليمسك بمعصم يدها برفق و هو يقول بمكر :
-علي فين العزم
-اروح بقي اتفرج علي المسلسل
ثم حاولت افلات يدها ليشدد اكثر :
-اصل انت متعرفش مراد طلع بيخون بسنت في مسلسل ا..
-طب و حساب الدرس
-لا احنا واحد مفيش ما بينا حسابات
جذبها بقوة اليه و هو يقول بضحكة خبيثة :
-لا فيه يا روح قلبي


في الصباح
جلس علي طرف الفراش لينحني علي وجهها الملاكي و يطبع قبلة علي جبهتها الناعمة..سار بيده بين خصلات شعر تشابكت يده مع بعض خصلاتها الحريرية..
فتحت ملقتيها البنية لتتثاوب برقة و تقول بنعاس :
-صباح الخير
-صباح الفل يا سمسم
اعتدلت في جلستها و حكت شعرها الكستنائي و هي تقول :
-فطار مبفطرش
-يعني اشتمك و لة ايه..؟ يلا انا غلطان عمتًا فطارك برة علي التربيزة
طوقت عنقه ذراعيها و قامت بتقبيل خده بلطف قائلة :
-ميرسي يا ميزو
همس لها :
-بحبك يا قلب ميزو
صمتت لثوانٍ معدودة و قالت :
-اوكي عن اذنك بقي
قامت من امامه هاربة لتدلف لمرحاض..تنهد بضيق و قال بصوت عالٍ نسبيًا :
-انا ماشي سلام
اخذ سيارته و اخذ طريقه لعمله..كم كان يشتهي منها “انا احبكـ ايضًا”..يعشقها بشدة تلك المراهقة المشاغبة التي لا تهديه لسبيل..
افعالها و حركاتها البريئة تجعله يتعلق بها اكثر و اكثر , لكن يكره عدم اعترافها بحبها..مغرورة هي..
لم تكن افعالها و حبها السري يشبع شهوته تجاهها..
اسرع بسيارته و ضغط علي المقود اكثر وصل لشركته ذات المبني الضخم و الفاخر تحيطها الحدائق الخلابة تعطي مناظر طبيعية مريحة لعقل..
دلف لمكتبه متجاهل مساعدته التي اللقت الصباح عليه بابتسامة براقة..ما ان جلس علي مكتبه و بدأ في دخول عالم العمل المتعب..لكن قاطعه طرقات الباب و دخول المساعدة برفق علي المتوتر..رمقهما بضيق و قال لمساعدته ذات الجسد النحيل و التنورة القصيرة لتظهر جمال ساقيها البرونزية..
-اتفضل يا علي اقعد و هاتيلنا اتنين قهوة يا سلمي
خرجت سلمي ليجلس المتوتر علي الكرسي المجند مقابل لمكتب مازن..
-ايوة يا علي الشغل في حاجة..؟
-لا لا ابدًا بس..
-بس ايه ؟
صمت لوهلة ليقول بحزن :
-انا اسف فعلًا بس مكنش..
ليصرخ به مازن :
-يا بني في اية ؟
قام علي حين ما تأكد بأن مازن لا يعلم شيئًا عما حدث لسمر الذي لا يعرف حتي الان ما صلة القرابة بينهما..قال بتربك :
-اصلي انهاردة اتخانقت مع موظف و..
ليقول مازن بضجر و انزار :
-بقولك ايه خناق في شركتي مبحبش..يلا اتفضل علي شغلك و مش عاوز مشاكل مع حد..
اماء رأسه سريعًا و خرج من مكتبه باقصي ما يملكه من جراءة..


في المساء
صففت شعرها بطريقة ممتازة و ارتديت فستان قصير كاشف الذراعين و الساقين , ضيق علي جسدها حتي اظهر عظمتي الخصر التي برزت بشكل انوثي..وضعت احمر شفاه علي شافتيها المكتزتين و اختمت تزين نفسها بالكحل الذي ابرزت عينيها الخضراء و eye liner”” زاد بها اشرقًا..
فتحت الباب لحبيبها المفارق..لتجده علي الباب بعد فراق دام لسنة كاملة لم تصدق اذنيها حين ما اتصل و قال انه سيأتي بعد نصف ساعة..
-مازن
قالتها و ارتمت عليه لتعانقه بقوة و قد كتمت انفاسها قميصه المعطر برائحة انثي اخري..علمت انه تزوج..كم بكت في تلك الليلة لكن سرعان و ما تحقق في بالها..هي لم تخرج من قلبه بعد..!!


فتح باب غرفتها ليجد اميرته القصيرة تجلس علي المكتب و تدرس دروسها..
اسرعت اليه لتحضنه و تقبل كلتا خديه و هي تقول :
-انت جيت امتي ؟؟ و قافل موبيلك لية قلقت عليك
مازن مبتسمًا :
-معلش يا حبيبتي كنت مشغول شوية
-اتعشيت ؟
-اه و انتي ؟
اماءت رأسها بالايجاب :
-اه اتغديت مع صحابي و مليش نفس اكل
-طيب يا حبيبتي كملي مذاكرة انتي و انا هاخد دش عشان عاوزك في موضوع
جلست علي كرسيها لتبتسم بمجرد ان جاء دخل الاطمئنان لقلبها ثانيًا..لم يطل حمامه كثيرًا خرج و ارتدي هندامه ليعود لها ثانيًا..
جلس في الكرسي الذي بجانبها لتقول بحماس مشرق :
-علفكرة يا مازن انهاردة مس عبير قالت عليا شاطرة
-احبيبت قلبي يا عبير
-بس يا حج و بعدين يلا كملي مذاكرة عشان مش عارفة اذاكر بقيت الهندسة
اقترب منها ليفتح الكتاب و يبدأ بالشرح مرة اخري و لكي يحصد بذرة ثمرته طلب منها حل ببعض الاسأله الصعبة..
نفذت ما طلب منها لتحسبن عليه بمجرد ما تري الاسألة..اطالت بالوقت ليشعر بالملل اخذ القلم الذي بجانبه و اخذ يكتب “بحبك” في اعلي زوايا الصفحة..لمحتها عينيها لتبتسم بحرج وجدت نفسها تلقائيًا تقترب بقلمها و تكتب هي ايضًا علي تلك الورقة المسكينة التي شهدت اعترافها “طب مانا كمان بحبك”
صدم و ظل ساكنًا لتقوم هي معتذرة :
-انا رايحة اشرب
ما ان قامت ليمسك ذراعها بقوة و يقربها اليه..اجلسها علي قدميه..لتتورد خديها و تقول و هي تدفعه برفق :
-بس يا مازن بقي
-قوليها كدة
اخذت نفسًا عميق و اخرجت عاصفة جعلته يذوب و يطير بين احلامه الوردية :
-انا بحبك يا مازن..انا فعلا بحبك و مش هعرف احب حد قدك
ثم اسندت بجسدها عليه لتعانقه بقوة..ظل مصدمًا للحظات ليبادلها العناق و يقبل كتفها بقوة..
ضحكت برفق ثم تنحنحت و ابتعددت برفق , ادمعت عينيها من كثرة الخجل و اخذت تتكئ برأسها في الكتاب و تكمل حل ليبتسم لحرجها الدائم منه..
-مشوفتش بنت خجولة بالشكل دة
نظرت له و ابتسمت بثقة :
-و انت تدور ليه و انا معاك
اقترب بكرسيه منها ثم اغلق كتابها ليقول بطريقة جادة و قد تذكر شيء لتوه :
-صحيح يا سمر عاوزك في موضوع
نظرت له بنصف عين و قالت بتفكير :
-ايه ؟؟
اخرج شريطًا مليء بحبوب بيضاء صغيرة و وضعه علي مكتبها لتنظر له بتساؤل و تتسأل :
-اية دة ؟
-حبوب لمنع الحمل..
.
.

error: