روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
::::::::::::::::::::::::::
☆ وصلنا في البارت اللي فات لما عزيز سأل كنان ايمتى الفرح…
فنظر كنان الى جوليا ثم ابتسم وقال : بكرا.
فصدمت جوليا عندما سمعت ذلك وقالت : بالسرعة دي ؟؟
اما السيد فتحي فقال : معقول يا ابني عايز تعمل فرحك بسرعة كدا ؟
كنان : ليه.. هو في حد عندو اعتراض اننا نتجوز بسرعه ولا ايه ؟
فقالت فرح : انا… قصدي يعني ازاي هنلحق نجهز نفسنا علشان الفرح ؟
السيدة هناء : مش لازم تفكر الاول يا كنان بيه ؟ برضو دا فرحك والواحد يتجوز مره في العمر يعني مش لازم تعديه بالشكل دا.
جوليا : وانا كمان لازم اجهز نفسي برضو… يعني زي منت عارف دي جوازه مش لعبه.
فقال عزيز : ممكن نعرف ليه عايز تتجوز بالسرعة دي يا كنان بيه ؟
فرمقه كنان بنظرة شرسه ثم ابتسم وقال : انا مبهتمش للفرح والحاجات اللي ملهاش لازمه دي.. كل اللي بيهمني اننا نكتب الكتاب ونسجل الزواج في المحكمة مع اتنين شهود وبكدا نبقى خالصين.
السيد فتحي : يعني انت مش عايز تعمل فرح خالص ؟
كنان : برأيّ ملوش لازمه… بصراحة كل دي تشكيلات مش اكتر من كدا ولا ايه رأيك انتي يا جوليا.
فنظرت جوليا اليه ثم قالت في نفسها : بصراحة عندو حق.. وبما اننا مش هنتجوز بجد فليه نتعب نفسنا اساساً ؟
ثم قالت : تصدق.. انا اقتنعت بكلامك ، ماشي انا موافقه اننا نكتب الكتاب بكرا.
فقالت السيدة هناء : معقول توافقي بالسهولة دي ؟؟ من شويه قولتي عليه انه كداب ايه اللي حصلك فجأة ؟
جوليا : زي ما قولتلك يا مرات عمي.. ان كنان بيه عايز يتجوزني بجد وقلت لنفسي ليه افضل حمل تقيل عليكوا بينما اقدر اتجوز واخلصكوا من همي ؟ وبصراحة يعني انا اقتنعت بكلامو وقلت في نفسي ان البنت مننا عايزه ايه غير زوج يحبها ويهتم بيها ؟ وكنان بيه وعدني برضو انه راح يهتم بيا علشان كدا وافقت.
فابتسم كنان بتصنع وقال : متقلقوش خالص…انا راح اهتم بيها كويس .
فقال السيد فتحي : انت شايف كدا ؟؟
كنان : ايوا…وعلى راي المثل ” لا تؤجل عمل اليوم الى الغد ” ومدام الطرفين موافقين فليه نستنى؟
السيد فتحي : مدام انت شايف كدا فعلى بركة الله بس قولي الاول مين هما شهودك ؟
كنان : صاحبي يوسف سرحان والمحامي بتاعي ادهم سليمان ..انت قابلتهم قبل كدا .
السيد فتحي : ونعم ما اخترت يا كنان بيه.
كنان : متشكر.
اما فرح فقالت بأنزعاج : انا هروح اوضتي لأن الجو هنا بقى رخم اوي..مبروك سلفاً يا كنان بيه وانتي يا … بنت عمي ، تصبحوا على خير.
قالت ذلك ثم غادرت من الحديقة وهي منزعجة ، اما عزيز فنظر الى جوليا فوجدها تنظر اليه وتبتسم بثقة فقال في نفسه : البصه دي مش مريحاني ابداً ..يا ترى ناويه على ايه يا جوليا انتي والجدع اللي اسمو كنان دا ؟
اما هي فقالت في نفسها : واخيراً جيه الوقت علشان اخذ بتاري منك يا عزيز الكلب.. استنى عليا لما ابقى مرات الراجل اللي حاقد عليكوا دا سعتها هخليك تركع تحت رجليا انت وعمي.. انا بوعدكوا بدا .
{ جوليا المسكينة متعرفش ايه اللي مستنيها لما تتجوز كنان علشان كدا افتكرت انها لو اتجوزتو هترتاح }
اما كنان فقال : وبما اننا اتفقنا فانا همشي دلوقتي.
السيد فتحي : معقول عايز تمشي بالسرعة دي ؟؟ احنا حتى مكملناش العشا !
كنان : معليش.. اصلي ورايا شغل كتير اوي.. وبعدين احنا خلاص هنبقى اهل قريب جداً يعني دي مش اخر مره حنلتقي فيها …ولا انت رأيك ايه يا عمي ؟
فأبتسم السيد فتحي وقال : اوي اوي.. دا شرف لينا اننا هنبقى اهل .
كنان : ودلوقتي… انا هتكلم مع عروستي كلمتين على انفراد بعد اذنكوا طبعاً.
فتنهدت السيدة هناء وقالت : اتفضلوا.
كنان : يلا بينا يا جوليا.
جوليا : ها… اه ماشي.
كنان : عن اذنكوا يا جماعة.
قال ذلك ثم امسك بيد جوليا واخذها… وعندما وصلا الى حيث اركن كنان سيارته وقف وقال : انتي زعلتي علشان احنا هنتجوز بدون منعملش فرح زي بقية الناس ؟
جوليا : وازعل ليه ؟؟ يعني مفيش فرق لو عملنا فرح او لاء وخصوصاً لان الزواج دا مزيف يعني مش حقيقي فمن الطبيعي انك مش عايز تبعزق فلوسك على فرح وهمي ملوش لازمه.
كنان : انا اقدر اعملك فرح تحكي فيه مصر كلها بس برأي ملوش لازمة يعني الحاجات دي مش مهمة بالنسبة لي.
جوليا : وانا بقول كدا برضو.
كنان : كويس… انا هبعتلك الشوفير بتاعي بكرا بعد الظهر علشان ياخدك الكوفير تجهزي نفسك وبعد كدا هنروح المحكمة الشرعية على طول علشان نكتب الكتاب.
جوليا : ولزوم الكوفير ايه ؟ احنا مش قلنا اننا مش هنعمل فرح ؟
كنان : حتى لو مش هيكون في فرح انتي لازم تلبسي الفستان الأبيض والطرحة في اليوم دا.. وبعدين انتي نسيتي اننا لازم نتصور كام صوره علشان عيون الناس يعني.
قال ذلك ثم قال في نفسه : دا هيكون الكفن بتاعك.. لان حياتك هتبقى ملكي انا من بكرا وحقلبها جهنم.
فتنهدت جوليا وقالت : ماشي.
كنان : في حاجة تانيه.
جوليا : ايه هي ؟
* خلع كنان خاتم الفضى الذي كان يرتديه في خنصره الذي في يده اليمنى ثم امسك بيدها والبسها ايه قائلاً : انا نسيت اشتريلك دبله.. علشان كدا هلبسك الخاتم دا يمكن يكون كبير شويه بس مش مهم .
فنظرت جوليا الى يدها وقالت : يعني دلوقتي بقيت خطيبي ؟
كنان : مع انها حتكون فتره قصيره جداً بس اه.. احنا دلوقتي مخطوبين.
جوليا : تمام…عايز حاجة تانيه قبل مامشي ؟
كنان : لاء.. تقدري تروحي.
جوليا : تصبح على خير .
كنان : تلاقي الخير.
* ثم غادرت جوليا وبقي كنان واقفاً يحدق بها فابتسم وقال : واخيراً يا سمر ..جيه اليوم اللي هاخد بتارك فيه من البنت اللي كانت السبب في موتك يا حبيبتي ، انا بوعدك يا سمر اني هخليها تندم لانها بتشبهك اوي كدا .
قال ذلك ثم صعد في سيارته وغادر… اما جوليا فتوجهت الى حيث كان عمها السيد فتحي جالساً مع زوجته هناء وعزيز فقالت : انا هروح اغير هدومي وارجع اشيل الصحون.
فقال السيد فتحي : لاء… من النهارده انتي مش هتشتغلي اي حاجه هنا…والا هيزعل كنان بيه لو عرف ان العروسه بتاعتو بتشتغل خدامه في بيت عمها.
فضحك عزيز وقال : والله وجيه اليوم اللي هتتجوزي فيه يا جوليا…حلال عليكي يا قطه.
فنظرت جوليا اليه ثم قالت : وانت فرحان كدا ليه ؟؟ عايز تخلص مني بالسرعة دي ؟
فانزعجت السيدة هناء من طريقة جوليا بالكلام وقالت : اوعي تفتكري علشان هتبقي مرات الجدع اللي اسمو كنان دا انك تقدري ترفعي صوتك هنا .. لا فوقي انا ممكن اخلي الجوازه دي تفشل وسعتها هتفضلي خدامة في البيت دا.
جوليا : وانا قولت حاجه غلط يا هناء هانم ؟؟ وبعدين انتي زعلتي كدا ليه لما عرفتي ان كنان بيه طلب ايدي ؟ اااه صحيح انتي كنتي عيزاه يتجوز بنتك فرح مش كدا؟
فنهضت السيدة هناء وصرخت عليها : اخرسي يا حيوانه.. بنتي فرح مش لعبة علشان احوزها راجل متعرفوش !
السيد فتحي : جوليا…متفتكريش انك تقدري تتكلمي معانا بالشكل دا علشان حتتجوزي من رجل اعمال مشهور.. علشان كدا غوري من هنا قبل ما اتجنن عليكي.
فتنهدت جوليا وقالت : حاضر يا عمي… انا هروح دلوقتي.
قالت ذلك ثم غادرت.. اما السيدة هناء فقالت : يا حلاوة… دي من دلوقتي شافت نفسها علينا… امال هتعمل ايه بعد ما تتجوز ؟
عزيز : البنت دي لازم حد يكسر شوكتها.. والا هتبقى مزعجة اوي.
السيد فتحي : مش عايز حد يقرب منها انتوا سامعين… دي أول مره تكون مفيدة بالشكل دا وبسببها هبقى قريب للواد اللي اسمو كنان دا وجايز اننا هنقدر نسيطر على شركتو بسبب الجوازه دي.
اما جوليا فذهبت الى غرفتها ثم خلعت حذائها وارتمت على السرير وهي تنظر الى خاتم كنان في اصبعها فقالت : يا ترى معقول يكون الراجل دا هو خلاصي الوحيد من عمي ؟؟ وليه لاء ؟ دا عمي واحد حقير واكيد عملو حاجة وحشة والا مكنش الشب هيطلب ايدي علشان ينتقم منو .
في سيارة كنان…….
امسك هاتفه ثم اتصل على ادهم الذي عندما رأى الاسم اجاب بلهفة : كنان… انت فين يا راجل ؟؟ بقالنا تلات ايام مش عارفين نوصلك وانت قافل على روحك في الاوضه.
كنان : مش وقت الكلام دا دلوقتي… عايز اقولك على حاجة مهمة فاسمعني كويس.
ادهم : تمام يا بيه.. ايه هي ؟
كنان : جهز نفسك علشان هتروح معايا المحكمة بكرا.
فاستغرب ادهم وقال : وهنعمل ايه في المحكمة يا كنان ؟
كنان : هتكون الشاهد على جوازي من البنت اللي اسمها جوليا السباعي دي.. علشان كدا الغي كل مواعيدك انت سامع ؟
فصدم ادهم عندما سمع ذالك وقال : ايه ؟ عايز تتجوزها يا كنان ؟ بس ازاي حصل كدا ؟ انت يا دوب تعرفها.
كنان : خلي يوسف يقولك… سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم اغلق الخط… اما ادهم فقال : ايه اللي حصل للواد دا ؟؟ يوسف… هتصل بيه وافهم منه احسن.
قال ذلك ثم اتصل على يوسف الذي كان في طريق عودته الى المنزل فاجابه : ايوا يا ادهم ؟
ادهم : ايه اللي بيحصل لكنان يا يوسف ؟؟ هو ليه عايز يتجوز جوليا السباعي.
فتنهد يوسف وقال : هو قلك ؟
ادهم : من شويه اتصل وقالي اجهز نفسي علشان اروح معاه المحكمة بكرا واكون شاهد على الجواز.
فضغط يوسف على الفرامل وهو يقود سيارته ثم توقف فجأة وقال : ايه ؟؟ هيتجوزها بكرا ؟؟
ادهم : اه… هو لسا قايلي.
يوسف : طيب يا ادهم روح انت دلوقتي وانا هكلمك تاني بس خليني الاول اتكلم مع صاحبنا المجنون اللي عايز يدمر حياتو وحياة البنت المسكينة معاه.
فشعر ادهم بالقلق وقال : ليه… هو في ايه ؟
فتنهد يوسف وقال : مش دلوقتي يا ادهم… هقولك على كل حاجة بس خلينا افهم من كنان الاول.
ادهم : ماشي يا صاحبي.. بس متنساش تتصلي وتقولي ايه اللي بيحصل لاني مش فاهم حاجة والله.
يوسف : ولا يهمك… سلام دلوقتي.
فتنهد ادهم وقال : سلام.
ثم اغلق يوسف الخط مع ادهم وبعدها اتصل على كنان وعندما اجابه قال : كنان انت فين دلوقتي ؟
كنان : راجع البيت.. ليه ؟ هو ادهم لحق يقولك بالسرعة دي ؟
يوسف : ازاي هتتجوز بالسرعة دي يا كنان ومن غير ما تقولي ؟
كنان : اهدا… انا كنت هتصل بيك من شويه وقولك بس خلينا ارجع البيت الاول.
يوسف : طيب… مش هينفع نتكلم على التليفون علشان كدا انا جاي لعندك.
كنان : ماشي… مستنيك.
يوسف : هشوف اخرتها معاك ايه يا كنان… سلام دلوقتي.
ثم اغلق هاتفه وغير طريقه متجهاً الى فيلا كنان…
اما كنان فدخل الى الفيلا بسيارته ثم اركنها في موف السيارات ومن ثم نزل ودخل الى الفيلا فاستقبلته الخادمة زينات قائله : نورت يا بيه.
فخلع سترته ثم اعطاها لها وقال : اعمليلي فنجان قهوة وقوليلي لما يوسف يوصل.
زينات : تحت امرك يا بيه.
ثم صعد كنان الى غرفته فوجدها مرتبة ونظيفة جداً بعد ما تركها كما لو ان قنبلة انفجرت فيها فخلع ساعتة ثم وضعها على الطاولة وبعدها ارخى ربطة عنقه وفك زرين من قميصه لكي يستطيع ان يتنفس براحة .
فنظر الى يده المضمدة ثم استلقى على سريره مغمضاً عيناه وما هي الا دقائق حتى سمع احدهم يقرع باب غرفته فقال : اتفضل.
فدخلت الخادمة ندى وهي تحمل صينية عليها فنجان قهوة وكأس ماء فقالت بتوتر : ق.. قهوتك يا بيه.
فنظر اليها ثم قال بهدوء : انا طلبت من زينات تعملها.
فأزداد توتر ندى وقالت : هي.. هي طلبت مني اعملهالك علشان حضرتك بتحب القهوة اللي بعملها انا .
كنان : ماشي.. حطيها هنا.
فوضعت ندى القهوة من يدها على الكوميدينو ثم قالت : عايز حاجة تانيه يا بيه ؟
كنان : لاء ..تقدري تروحي.
ندى : تحت امرك يا بيه.
قالت ذلك ثم سارت بضع خطوات ولكنها لم تخرج من الغرفة بل التفتت اليه وقالت بتلعثم : حضرتك… حضرتك كويس يا بيه ؟؟ حاسس بوجع او عايز مساعدة علشان تغير على الجرح اللي في ايدك ؟
كنان : متشكر يا ندى.. مش عايز حاجة.
ندى : ماشي.. عن اذن حضرتك.
قالت ذلك ثم خرجت من غرفة كنان فوجدت الخادمات سوسن وزينات بانتظارها فقالت زينات : ها… حصل ايه يا ندى ؟ البيه قال حاجة علشان انتي دخلتيلو القهوة بدالي ؟
ندى : لاء.. مقلش حاجة .
سوسن : قوليلي هو كان شكلو عامل ايه ؟ يعني متعصب ولا رايق ولا ايه ؟
ندى : مش عارفه اوصفو بصراحة… هو كان باين عليه انه مزعوج وقلقان من حاجة وفي نفس الوقت كان هااادي جداً .
زينات : يا خوفي يكون الهدوء دا اللي بيجي قبل العاصفة.
سوسن : ربنا يستر…يلا خلينا نروح نكمل شغلنا.
في تلك الاثناء وصل يوسف الى الفيلا ثم ترجل من سيارته واتجه نحو الباب فطرقه وما هي الا دقيقة حتى فتحت له سوسن وقالت : مساء الخير يا يوسف بيه.
يوسف : مساء النور يا سوسن… هو كنان هنا ؟
سوسن : ايوا.. البيه قاعد فوق ومستني حضرتك.
فدخل يوسف وقال : معليش تقدري تعمليلي فنجان قهوة لاني حاسس ان دماغي هتنفجر.
سوسن : اكيد يا بيه.
يوسف : ميرسي.. هتعبك معايا.
سوسن : ولا تعب ولا حاجة… دا واجبي.
فابتسم يوسف لها بعفوية ثم صعد الى الطابق العلوي من الفيلا حيث كانت غرفة كنان الكبيرة فطرق الباب فأجابه كنان من الداخل : اتفضل.
ففتح يوسف الباب ثم قال : مساء الخير.
فنهض كنان ثم قال : اهلاً يا يوسف… تعالى.
فاغلق يوسف الباب ثم دخل وقال : ايه اللي انت هببتو يا كنان ؟ معقول عايز تتجوز البنت بكرا من غير لا احم ولا دستور ؟
كنان : متهدي نفسك يا اخي .. هوا انت هتفضل متنرفز كدا لحد امتى يعني ؟
فجلس يوسف على الاريكة وقال : والله انت هتشلني … مش عارف اعمل معاك ايه.
كنان : سيبك من كل دا دلوقتي وجهز نفسك بكرا علشان تكون انت وادهم الشهود على الزواج.
يوسف : مهو دا اللي مجنني… البنت من يومين بس مكنتش طيقاك خالص ازاي هتتجوزك بكرا ؟
فابتسم كنان وقال : متخفش عليا… انا اقنعتها انها لو اتجوزتني هرجعلها حقها من عمها الحقير .
يوسف : بجد يا كنان ؟ عايز تساعدها ؟
كنان : اساعدها ؟؟ هه .. انا لو طلت اشنقها هحرقها ، قال اساعدها قال.
يوسف : امال قلتلها كدا ليه ؟
كنان : علشان تتجوزني… وهي وافقت عليا لاني وعدتها اني هدمر حياة عمها وكلبو عزيز وانا فعلاً هدمرهم .
يوسف : برضو مش مستريح للجوازه دي يا كنان… يعني لو تسمع مني وتروح ترفع عليهم شكوة بتهمة القتل والتزوير والله العظيم هيتفضحوا فضيحة بجلاجل ومش بس كدا انت هتاخد بتار سمر والبنت المسكينة جوليا هترجع حقها.
كنان : لاء… انا حلفت اني ادمرهم بنفسي ومعاهم جوليا اللي كانت السبب في موت حبيبتي سمر .
يوسف : والله مش عارف اقولك ايه…
كنان : مفيش داعي تقول اي حاجة.. كفاية انك توقف جنبي بكرا ومتقولش لحد وخصوصاً جوليا انا ليه اتجوزتها.
يوسف : طيب وهتعمل ايه مع ادهم ومنال والشغالين بتوعك ؟ دول بيعرفوا سمر كويس واكيد هيفتكروا انك اتجوزت البنت دي علشان هي شبها.. وبعدين مخبيش عليك انا قولت لمنال عن الحكاية كلها.
فتنهد كنان وقال : اه منك يا يوسف… انا مقولتلك مش عايز حد تاني يعرف بالحكاية دي ؟ ليه قولت لمنال ؟
يوسف : منت عارف انا مقدرش اخبي عليها اي حاجة وبعدين هي هتعرف لما تتجوز انت وجوليا بكرا ولا انت مش ناوي تقولها انك هتتجوز ؟
كنان : ازاي مش هقولها ؟؟ بس مكنتش عايز حد يعرف السبب الحقيقي اللي خلاني اتجوز البنت وحضرتك بوزط الدنيا.
يوسف : حصل اللي حصل بقى.
كنان : ماشي.. بس نبه على منال يا يوسف اني مش عايز حد تاني يعرف انا تجوزت جوليا ليه حتى مش عايز حد يقول قدام جوليا انها شبه سمر ابداً انت فاهم ؟
يوسف : ماشي بس هتعمل ايه مع ادهم ؟
كنان : هقولو الحقيقة هو وبس علشان ميوجعش دماغي …يعني محدش هيعرف انا اتجوزت جوليا ليه غيرك انت وهو ومنال وانا وبس.
يوسف : والشغلات ؟؟ هتعمل معاهم ايه ؟
كنان : منا قولتلك اني هنبه عليهم علشان يفضلو ساكتين.
في تلك اللحظة سمعا طرق على باب الغرفة فقال كنان : اتفضل.
فدخلت سوسن وهي تحمل القهوة التي طلبها منها يوسف وقالت : يوسف بيه دي القهوة اللي طلبتها.
فاخذ يوسف القهوة وقال : متشكر.
اما كنان فقال : سوسن… قولي للكل يتجمعوا تحت علشان انا عايز اتكلم معاكوا في حاجة مهمة جداً .
سوسن : تحت امرك يا بيه.
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة وقالت بتساؤل : يا ترى البيه عايز يقولنا ايه ؟ ومالو هروح اعمل اللي طلبو مني احسن.
ثم نزلت ونادت على زميلتيها ندى وزينات وقالت : استنوا هنا يا بنات.. البيه طالبنا.
زينات : خير ان شاء الله.
سوسن : هروح انادي حسين وزياد كمان.
ندى : باين ان الموضوع مهم اوي.
سوسن : الظاهر كدا.
قالت ذالك ثم خرجت واخبرت زياد وحسين ان كنان يريد ان يتحدث مع الجميع فدخلوا الى غرفة المعيشة حيث كانت زينات وندى ينتظرن ايضاً وما هي الا دقائق حتى نزل كنان من الغرفة وخلفه يوسف فقال : استريحوا.
فجلس الجميع والتوتر ظاهر على وجوههم اما هو فقال : انا طلبت تتجمعوا هنا علشان عايز اقولكوا حاجة مهمة.
فقال حسين : خير ان شاء الله.
كنان : متقلقش يا حسين.. حيبقى خير… انا هتجوز بكرا من بنت اسمها جوليا السباعي وهتيجي تعيش معانا هنا.
فصدم الجميع عندما سمعوا ذلك ولم يصدقوا الامر وخصوصاً لان كنان الذي كان يعشق سمر المتوفاة الى حد الجنون قرر اخيراً ان يتزوج من فتاة اخرى .
فابتسمت ندى وقالت : بجد يا كنان بيه ؟؟ دا اجمل خبر سمعتو !
اما زينات فقالت : الف مبروك يا بيه.
كنان : متشكر يا بنات بس في حاجة انتو لازم تعرفوها بما انكوا تشتغلوا هنا.
فقال زياد : وايه هي يا بيه ؟
كنان : البنت اللي هتجوزها بكرا بتشبه سمر الله يرحمها لدرجة انكوا هتفتكروها هي نفسها.
فاستغرب الجميع من الذي سمعوه وقالت سوسن : ازاي يعني ؟
فقال يوسف : يعني زي في الافلام بالزبط.. منعرفش ازاي حصل كدا بس البنت شبه سمر الله يرحمها وعلشان كدا كنان بيه مش عايز حد يقولها انها بتشبه خطيبتو اللي ماتت من سنتين لحسن هتفتكر انه اتجوزها علشان السبب دا.
كنان : بالزبط كدا… ولو حد فيكوا اتجرأ ونطق بحرف واحد وقال لجوليا انها شبه سمر او حتى لمح لها انها بتشبها فانا هرفدكوا كلكوا ومش هرحم حد فيكوا ..كلامي مفهوم ولا ارجع اعيدو تاني ؟
الجميع : مفهوم يا بيه.
كنان : وفي حاجة تانيه كمان….سوسن انتي هتكوني المسؤوله عن البنت دي.. يعني اكلها شربها لبسها كل حاجة هتبقى مسؤليتك انتي ، وكمان بكرا هبعت شوية حاجات زي هدوم وشنط والهبل الفاضي بتاع البنات دا وعايزك ترتبي كل حاجة في الاوضة بتاعتي كويس.
سوسن : تحت امرك يا بيه.
فهمس يوسف في اذن كنان قائلاً : انت عايزها تبقى ست مجتمع ولا عايز تنتقم منها ؟
كنان : مش عشان عايز انتقم منها يعيني اخليها تموت من الجوع وتفضل عريانا ولا انت رايك ايه ؟
يوسف : والله انت مجنون يا صاحبي ومبقيتش افهم عليك حاجة خالص.
فنهض كنان وقال : تقدروا تروحوا دلوقتي..
فنهض الجميع وقالوا : حاضر يا بيه.
ثم خرجوا من غرفة المعيشة وهم يتمتمون مع بعضهم ، اما يوسف فقال : وانا كمان هروح.
كنان : خليك.. نام هنا.
يوسف : ليه ؟؟ عايز تحتفل باخر يوم عزوبية ولا ايه ؟.
كنان : بلاش تريقى بقى.
يوسف : خلاص خلاص… متلويش بؤك كنت بهزر معاك.
كنان : عارف هزارك رخم زي وشك.
يوسف : دلوقتي عرفت عايزني انام هنا ليه..
كنان : وليه يا حضرة البيه ؟
يوسف : شكلك زهقان وعايز حد يسليك…بس متنساش انت عريس ولازم تنام بدري علشان بكرا هتتغير حياتك كلها.
كنان : يوسف.. انت عارف انا بتجوز البنت دي ليه فبلاش تريقة .
فتنهد يوسف وقال : يوووه الواحد ميقدرش يهزر معاك… انت بقيت ناشف اوي يا صاحبي.. يلا سلام.
كنان : مش عايز تنام هنا ؟
يوسف : لاء.. هروح اتنيل في البيت احسن.
كنان : طيب متنساش موعدنا بكرا.
يوسف : متقلقش.. هو في حد ينسى فرح اخوه يابني ؟ يلا تصبح على خير.
قال ذلك ثم غادر اما كنان فصعد الى غرفته لكي ينام.
وفي سيارة يوسف كان يقودها متجهاً الى منزله فورده اتصال من ادهم فتنهد وقال : ازاي نسيت اخبرو ؟
ثم اوقف السيارة في جانب الشارع واجاب : ايوا يا ادهم ؟
ادهم : ها يا يوسف؟ ايه اللي حصل ؟
يوسف : انت فين دلوقتي ؟
ادهم : راجع البيت.. ليه ؟
يوسف : طيب خلينا نتقابل في الكازينو اللي دايماً بنروح عليه وهحكيلك كل حاجة.
ادهم : تمام…هقابلك هناك.
* وبالفعل تقابلا في الكازينو ثم اخبر يوسف صديقه المحامي ادهم بالسبب الذي جعل كنان يقرر ان يتزوج بجوليا فصدم ادهم عندما علم ان عم جوليا هو من كان وراء موت سمر وان عزيز قتلها عن طريق الخطأ فقال : ازاي حصلت حاجة زي دي يا يوسف ؟ هي البلد فالته ولا ايه ؟
يوسف : ادهم ارجوك متقولش لحد عن الحكاية دي والا كنان حيقتلنا احنا الاتنين.. هو نبه عليا مجبش سيرة لحد غيرك علشان انت صاحبنا ، ومفيش حد يعرف الحقيقة دي غير انا وانت وكنان ومنال.
ادهم : وجوليا ؟؟ تعرف حاجة ؟
يوسف : لاء…وخلي بالك يا ادهم كنان مش عايزها تعرف انها شبه سمر خالص وهو كمان نبه على الناس اللي بيشتغلوا عندو ان محدش يجيب سيرة قدام البنت.
ادهم : طيب…انا مش هقول اي حاجة بس انت ازاي وفقت على اللي هيعملو كنان في البنت ؟ دي ملهاش ذنب.
فتنهد يوسف وقال : وعايزني اعمل ايه يعني ؟ انا حاولت اقنعو ان البنت ملهاش ذنب في اللي عملو عمها لكن عبث… مسمعش مني وهددني انه هيقطع علاقتنا .
ادهم : ربنا يستر بقى.
تسارع في الاحداث…………
في صباح اليوم التالي…..
استيقظ كنان من نومه ثم نهض ودخل الى الحمام… وبعد ان استحم خرج وهو يلف خصرة بمنشفة ويمسك بيده منشفة اخرى كان يجفف بها شعره ، ثم دخل الى حجرة ملابسه الكبيرة ونظر الى نفسه بالمرآه وقال : اخيراً جيه اليوم الموعود يا سمر.. متخفيش يا حبيبتي انا هاخد بتارك من الانذال دول علشان تستريحي في قبرك .
اما جوليا فنهضت هي الاخرى من نومها ونظرت إلى خاتم كنان في اصبعها ثم قالت : النهارده يا جوليا هتتغير حياتك… لازم تكوني قوية.
قالت ذلك ثم امسكت بهاتفها وقالت : يا ترى خالتي هاله عامله ايه ؟؟ دي وحشتني اوي …طيب هتصل بيها واطمن عليها.
قالت ذلك ثم اتصلت على السيدة هالة وعندما اجابتها قالت : خالتي… ازيك يا خالتي ؟
فابتسمت السيدة هاله وقالت : انا كويسه يا روحي… انتي ازيك ؟
جوليا : تمام والحمد لله… انتي وحشتيني اوي يا حبيبتي.
السيدة هاله : وانتي كمان وحشاني اوي.. قوليلي عملتي ايه مع عمك يا بنتي ؟
جوليا : قربت اخد حقي يا خالتي انتي بس ادعيلي.
السيدة هاله : روحي يا بنتي ربنا يوفقك وينصرك على كل واحد ظلمك.
فنزلت دمعة جوليا وقالت : خالتي… انا بحبك اوي.
السيدة هاله : وانا بحبك يا قلبي.
فمسحت جوليا دموعها ثم قالت : طيب يا خالتي.. انا لازم اروح دلوقتي هكلمك وقت تاني.
السيدة هاله : ماشي يا روحي… خلي بالك من نفسك.
جوليا : وانتي كمان… سلام دلوقتي.
في مكان اخر……..
كانت منال تتناول الفطور مع يوسف فقالت له : مالك يا حبيبي ؟؟ انت قلقان كدا ليه ؟
يوسف : النهارده كنان هيتجوز البنت جوليا يا منال.
فاندهشت منال وقالت : ايه ؟؟ بالسرعة دي ؟ طيب ليه مقولتليش من بدري ؟
يوسف : متقلقيش هو مش عايز يعمل فرح بس كتب كتاب في المحكمة.
منال : والبنت وافقت ازاي ؟
يوسف : معرفش.
منال : طيب انت اتكلمت معاه علشان يغير رأيو ؟
يوسف : ايوا بس مقتنعش ابداً .
منال : لا حول ولا قوة إلا بالله… هنعمل ايه دلوقتي ؟
يوسف : مش هنعمل اي حاجة… هنروح معاه المحكمة وهشهد على الزواج ومش هنقول اي حاجة للبنت علشان منخسرش صاحبنا يا منال لانو محتاج نبقى جنبو في ايام زي دي.
فتنهدت منال وقالت : ماشي.
اما في منزل كنان…
فكان يتناول فطوره في الحديقة… فاتت الخادمة سوسن وقالت : طلبتني يا بيه ؟
كنان : ايوا… انا هروح الشركة دلوقتي وهبعتلك حاجات العروس علشان ترتبيها كويس.
سوسن : تحت امرك يا بيه… عايز حاجة تانيه ؟
فنهض كنان ثم قال : لاء.. اه استني… مش عايز اكرر اللي قولتو امبارح والا انتي هتتحملي المسؤولية.
سوسن : متقلقش يا كنان بيه… انا نبهت على الكل علشان محدش يقول حاجة قدام العروسه.
كنان : كويس… يلا روحي كملي شغل.
قال ذلك ثم وضع نظارته الشمسية على عيناه ومن ثم اتجه نحو زياد وقال : السيارة جاهزة ؟
زياد : ايوا يا بيه.
فصعد كنان في احدى سياراته ذات الدفع الرباعي ونوعها ” Hummer ” ولونها اسود .
{ يا لهوي عليه مش كفايه انه عسل لا وكل يوم عربيه جديده ^^ }
ثم توجه الى شركته وعندما وصل… نزل من سيارته فوجد سكرتيرته الخاصة تنتظره امام باب الشركة فقال لها : رشا { اسم السكرتيرة } عايزك تروحي تشتري هدوم لوحده ست جسمها شبه جسمك كدا.. وعايزك تشتري كل حاجة في المول يعني شنط واحذيه والحاجات اللي ممكن تحتاجها الستات انتي فهماتي.
رشا : تحت امرك يا بيه.. تحب الهدوم تكون محتشمه ولا عاديه ؟
كنان : جيبي كل حاجة يا رشا ومتسألينيش ابداً …امسكي الـ Credit card { بطاقة الائتمان } دي واشتري كل حاجة من غير متسأليش على الفلوس.
فاخذت رشا البطاقة منه ثم قالت : حاضر يا بيه.
كنان : يلا روحي دلوقتي وبس اتخلصي خدي الحاجات على الفيلا .
رشا : تحت امرك… عن اذنك دلوقتي.
ثم غادرت رشا بالفعل وهو صعد الى مكتبه.. وما هي الا ساعات قليله قد مرت حتى امسك هاتفه ثم اتصل على سائقه زياد وقال : زياد هبعتلك عنوان فيلا فتحي السباعي وعايزك تروح علشان توصل جوليا الكوفير .
زياد : امرك يا بيه.
كنان : بس اوعى يا زياد تتصدم لما تشوف البنت لان لو كل حاجة بازط بسببك فانا هقتلك.
فخاف زياد من تهديد كنان له وقال : متقلقش يا كنان بيه.
كنان : كويس… ثواني وهبعتلك العنوان .
قال ذلك ثم ارسل لسائقه عنوان الفيلا برسالة نصية فنهض زياد من مكانه ثم صعد في احدى السيارات الفاخرة واتجه الى فيلا السيد فتحي.
وعندما وصل سأله الحارس : انت مين يا فندم ؟
زياد : انا السواق بتاع كنان بيه وجيت علشان اوصل العروس عند الكوفير.
ففتح الحارس البوابة ثم دخل زياد الى الفيلا فوجد امامه عزيز ومعه رجاله خالد واحمد ..فاتجه عزيز نحوه وقال : انت مين يا اخينا ؟
زياد : انا السواق بتاع كنان بيه يا باشا وجيت علشان اخد العروسه لان كنان بيه طلب مني اعمل كدا.
فضحك احمد وقال : معقول البنت هتتجوز بالسرعة دي يا ريس عزيز ؟ والله وزاغت مننا خلاص.
فنظر عزيز اليه وقال : اتلم يا زفت.. وانت { يقصد خالد } روح خبر جوليا ان عريسها بعت الشوفير بتاعو علشان يوصلها.
خالد : حاضر يا ريس.
وبالفعل ذهب خالد الى حيث كانت جوليا جالسه في الحديقة لان السيد فتحي طلب منها ان لا تعمل مجدداً فاقترب منها وقال : انتي يا بنت.. قومي جهزي علشان تروحي.
فنظرت جوليا اليه وقالت : بنت في عينك ..انا اسمي جوليا.
خالد : خلصيني بقى… عريسك بعت السواق بتاعو علشان ياخدك.
فشعرت جوليا بالنصر لانها سوف تسترجع ممتلكاتها فنهضت وقالت : طيب ومالو..هروح اجهز نفسي.
قالت ذلك ثم دخلت إلى داخل الفيلا حيث كانت السيدة هناء وابنتها فرح جالستين ثم ابتسمت بخبث وقالت : انا هروح دلوقتي يا هناء هانم لان كنان بيه بعت الشوفير بتاعو علشان يوصلني… عايزه حاجة اقبل مامشي ؟
فنظرت السيدة هناء اليها بحنق ثم قالت : لاء.
اما فرح فقالت : حاسه بايه يا جوليا لان كنان الحريري هيتجوزك ؟
فارادت جوليا ان تغيضها وقالت : هكون حاسه بايه يعني ؟؟ اكيد فرحانه علشان هخلص منك.. تعرفي يا فرح انا وفقت اتجوز من الراجل دا بس علشان اغيضك لاني عارفه انك بتحبيه.
فنهضت فرح وصرخت بها قائله : اخرسي يا حقيره .
وارادت ان تصفع جوليا ولكن السيدة هناء اوقفتها بقولها : فرح… استني.
ثم نهضت وقالت لجوليا : لزمتو ايه الكلام دا دلوقتي يا جوليا ؟؟ مش عيب عليكي تتكلمي مع بنت عمك بالطريقة دي ؟
فضحكت جوليا باستهزاء وقالت : بنت عمي ؟؟ دلوقتي بس بقت بنت عمي ؟ مش انتوا اللي اقولتوا ان القرابه بينا انتهت من زمان ؟؟ ازاي تقولي انها بنت عمي ؟
السيدة هناء : اوعي تفتكري انك تقدري تتكلمي معانا بالشكل دا لانك هتتجوزي كنان الحريري.. لا فوقي انا ممكن اخليكي تندمي.
جوليا : اعلى ما فخيلك اركبي وانا مش هخاف منك او من بنتك ابداً …ودلوقتي اسيبكوا بقى علشان ورايا شغل.. سلام يا هوانم.
قالت ذلك ثم خرجت اما فرح فقالت بأنزعاج : شفتي يا امي… دي شافت نفسها علينا لان كنان بيه هيتجوزها.
السيدة هناء : ان شاء الله يغوروا هما الاتنين سوى في ستين داهية.
عند جوليا….
خرجت من غرفتها وهي تحمل حقيبة ملابسها ثم اتجهت نحو زياد الذي اندهش عندما رأها وقالت : انت السواق اللي بعتك كنان بيه ؟
ولكن زياد لم يجبها لانه كان يحدق بها فاستغربت وكررت قائله : عفواً يا اخ. .انت السواق ؟
فعاد زياد الى طبيعته وقال : ا.. ايوا يا هانم… انا.
جوليا : اهلاً ..انا جوليا السباعي.
قالت ذلك ومدت يدها لكي تصافحه وهي تبتسم بعفوية.
{ جوليا فتاة نبيله بطبعها ولا تفرق بين غني وفقير وتعامل الجميع بنبل }
فصافحها زياد وقال : اهلاً يا هانم… انا زياد السواق.. اديني الشنطة علشان احملها عنك.
جوليا : مش عايزه اتعبك.
زياد : ولا تعب ولا حاجة.
قال ذلك ثم حمل الحقيبة عنها وقال : اتفضلي.
جوليا : متشكره.
ثم ذهبا الى السيارة وبعدها فتح زياد لها الباب ومن ثم صعد هو ايضاً وغادرا ، وما هي الله مدة وجيزة من الوقت حتى اوصلها زياد الى صالون التجميل فدخلت جوليا اليه ثم استقبلتها صاحبته بأبتسامة وقالت : اهلاً وسهلاً.. اكيد حضرتك جوليا هانم مش كدا ؟
جوليا : ايوا.. انا.
صاحبة الصالون : انا كوثر عطيه… كنان بيه اتصل فيا وقالي اهتم فيكي.
جوليا : متشكره.
كوثر : انا اخترت لك فستان ابيض بسيط بتمنى يعجبك يا هانم.
جوليا : متفرقش عندي… المهم يكون فستان فرح.
كوثر : اوك… خلينا نبتدي نسرح شعرك في الاول وبعدين نحط الميك آب.
تسارع في الاحداث………….
اصبحت الساعة الخامسة عصراً وحان موعد كتب الكتاب في المحكمة..
فكان كل من كنان وصديقه يوسف وادهم ومنال وعزيز والسيد فتحي وزوجته هناء وابنتهما فرح جالسين ينتظرون قدوم العروس.
فقام كنان بالاتصال على زياد وعندما اجابه قال : زياد… اتاخرتوا كدا ليه ؟؟ احنا مستنين من ساعه في المحكمة .
زياد : بعتذر يا بيه بس الطريق كانت زحمة وادينا طلعنا منها دلوقتي.
كنان : متتأخرش.
زياد : اديني خمس دقائق وهكون عندك يا بيه.
كنان : ماشي.
قال ذلك ثم اغلق الخط… فسأله يوسف : هما فين ؟
كنان : على الطريق.
* وبعد مرور 7 دقائق….
وصل زياد الى المحكمة فنزل من السيارة ثم فتح الباب الخلفي لتنزل جوليا التي كانت ساحرة جداً بذلك الفستان الابيض الطويل وتسريحة الشعر الناعمة والمكياج الخفيف.
بأختصار لقد كانت ناعمة جداً وجميله بشكلاً لا يوصف… فدخلا الى قاعة المحكمة وهناك… نهض الجميع عندما رأوها اما منال فاندهشت كثيراً لانها رأت فيها سمر التي توفيت منذ سنتين… فأمسكت بيد يوسف الذي قال لها : حاولي تسيطري على دهشتك يا منال .
منال : دا مش معقول يا يوسف البنت شبه سمر بالزبط !
يوسف : وانا برضو اتصدمت لما شفتها اول مره حتى اني افتكرتها سمر بجد .
اما كنان فنظر اليها بأفتتان… في الحقيقة هو لم يرى جوليا السباعي وانما رأى حبيبتة سمر فنسي نفسه حيث انه اقترب منها وهو يبتسم ثم امسك بيدها وقال : تجنني.
فشعرت جوليا بالخجل مما جعلها تتوتر فقالت : ميرسي يا كنان بيه.
اما السيد فتحي فقال : واخيراً العروسة جت…يلا خلونا نبتدي كتب الكتاب.
فنهض القاضي وقال : العريس والعروسه اتفضلوا هنا لو سمحتوا.
فوضع كنان يد جوليا حول ذراعه وهو يعتقدها سمر ثم سار معها حتى وصل الى طاولة الزفاف فجلسا وطلب القاضي من الشهود ان يجلسوا ايضاً فجلس كل من يوسف وادهم .
فقال القاضي : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير البرية محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.. اما بعد اجتمعنا النهارده علشان نشهد على ارتباط شخصين على سُنة الله ورسوله الكريم… جوليا السباعي تقبلي تتجوزي كنان الحريري بدون ميكونش حد جبرك عليه يا بنتي وتعيشي معاه تحت سقف واحد ؟
فاخذت جوليا نفساً عميقاً ثم قالت : ايوا يا حضرة القاضي.. موافقه.
القاضي : كنان الحريري.. تقبل تتجوز جوليا السباعي برضاك يابني وتعيش معاها تحت سقف واحد ؟
فعاد كنان الى طبيعته وادرك ان هذه التي يريد ان يتزوجها هي فتاة اخرى وليست سمر فتجهم وجهه ولم يجب مما جعل الجميع ينظرون اليه بتساؤل اما جوليا فنظرت اليه وقالت : في ايه يا كنان بيه ؟؟
فعاد القاضي وسأله نفس السؤال : كنان يابني تقبل تتجوز جوليا السباعي وتعيش معاها تحت سقف واحد ؟
فتنهد كنان وقال بهدوء : ايوا يا حضرة القاضي ، اقبل.
فنظر القاضي الى يوسف وادهم وقال : السيد يوسف سرحان والسيد ادهم سليمان هل تشهدان على هذا الزواج ؟
يوسف : نعم اشهد.
ادهم : نعم اشهد.
القاضي : اذن على بركة الله… وقعي يا بنتي هنا.
فامسكت جوليا القلم ثم وقعت على وثيقة الزواج وبعدها مررته لكنان لكي يوقع هو ايضاً فوقع بالفعل ومن ثم اعطى الوثيقة ليوسف وادهم لكي يوقعا عليها .
وعندما انتهوا من التوقيع نهض القاضي وقال : الف مبروك.. ان شاء الله يجعلها جوازة الدهر.
فصافحه كنان وقال : متشكر يا حضرة القاضي.
ومن ثم غادر القاضي ونهض الجميع لكي يباركوا للعروسين فاقترب يوسف من كنان وعانقه قائلاً : ولو اني عارف انت عملت كدا ليه بس الف مبروك وان شاء الله تغير رأيك يا صاحبي.
كنان : متشكر يا يوسف .
فقام ادهم بمعانقته ايضاً وقال : الف مبروك يا بيه.
كنان : متشكر يا ادهم.
ومن ثم اقتربت منال منه وعانقته قائله : متخليش الغضب يتحكم فيك يا كنان…وحاول تسيطر على نفسك ياخويا.
كنان : بعدين يا منال.. مش وقت الكلام دا دلوقتي.
فابتعدت منال عنه ثم صافحت جوليا وهي تبتسم قائله : مبروك يا عروسه.. اعرفك بنفسي انا منال عطالله صاحبة كنان من وحنا صغيرين.
فابتسمت جوليا وقالت : اتشرفنا.. وانا جوليا السباعي.
منال : انتي قمر ما شاء الله.
جوليا : ميرسي.. دا من لطفك.
اما السيد فتحي وعائلته باركوا للعروسين وغادروا فوراً ..
وبالنسبة لعزيز فغادر هو ايضاً …اما يوسف فقال : كنان يلا انتوا لازم تمشوا.
كنان : مش هنتعشا مع بعض الاول ؟
ادهم : مره تانيه ان شاء الله..
فتنهد كنان ثم قال لزياد : جهز السيارة.
زياد : تحت امرك يا بيه.
ثم خرج كنان من المحكمة وهو ممسك بيد جوليا وصعدا في السيارة بجانب بعضهما في الخلف …
فسحبت جوليا يدها وقالت : مفيش داعي اننا نمثل بعد كدا لان …
فقاطعها كنان عندما اقترب منها فجأة وهمس في اذنها قائلاً : متنسيش الشوفير.. مش لازم حد يعرف ان الزواج دا مزيف.
فنظرت الى زياد ثم نظرت إلى كنان وقالت : اه صحيح.
فعدل كنان جلسته ثم قال في نفسه : مفضلش الا القليل… وانا هوريكي يا جوليا يا بنت السباعي.
* وعندما وصلوا الى الفيلا…..
نزل زياد من السيارة ثم ركض لكي يفتح الباب لكنان بينما قام الحارس حسين بفتح الباب لجوليا…وعندما نزلا استقبلتهم الخادمات سوسن وندى وزينات بالزغاريد والابتسامات وكانت المفاجأة لهن عندما رأين جوليا التي ذكرتهن بسمر ولكنهن سيطرن على انفسهن وتداركن صدمتهن ثم قالت سوسن : نورتي بيتك يا هانم.
فابتسمت جوليا وقالت : متشكره.
اما ندى فقالت : بسم الله ما شاء الله… العروسة قمر يا كنان بيه.
فرمقها كنان بنظرة مخيفة ثم ابتسم بتصنع وقال : متشكر يا ندى.
اما زينات فقالت : مطيلا يا بنت انتي وهي… سيبو البيه يخش هو ومراتوا الفيلا.
فقالت جوليا : متشكره يا هوانم.
فالتفت كنان اليها وقال : دول الشغالات… وهما بيعيشو هنا بقالهم زمان اوي وبيعرفو كل حاجة عن البيت دا… ودي سوسن.. هي المسؤولة عن الفيلا في غيابي وحتهتم بيكي لما ابقى في الشركة.
جوليا : اتشرفنا.
فابتسمت سوسن وقالت : دا انا اللي ازدت شرف.
فامسك كنان بيد جوليا ثم قال : خلينا نطلع الاوضة… عايز اتكلم معاكي.
فأومت جوليا له بالموافقة وهي لا تعلم ما الذي ينتظرها ثم صعدت برفقته الى الغرفة لانه اخبرها بأنهما مضطرين على على مشاطرة الغرفة لكي لا يظهر زواجهم مزيف امام العاملون في المنزل فلم يسعها سوى المشاركة.
وعندما دخلا نظرت إلى الغرفة من حولها فقال لها كنان : استنيني هنا وانا هرجع على طول.
قال ذلك ثم خرج من غرفتة ونزل الى حيث كان العملون عنده واقفون وقال : انتوا في أجازة من الشغل لمدة يومين ومش عايز حد يفضل هنا الليلة دي.
فقال الجميع : تحت امرك يا بيه.
كنان : زياد… وصل الكل على البيت اللي في المزرعة وتفضلوا هناك لحد ما انا اتصل فيكوا انتوا فهمين ؟
زياد : ايوا يا بيه.
كنان : يلا..تقدروا تروحوا.
فغادر الجميع بالفعل كما امرهم كنان …اما هو فنظر اللي الدرج ومن ثم اتجه نحو مخزن المشروب واخذ زجاجة شمبانيا وكأس واحده وبعدها صعد الى الاعلى.. ففتح باب غرفته ثم نظر الى جوليا التي كانت جالسة على الاريكة وهي تحمل باقة الورد وبعدها اغلق الباب خلفه ثم وضع الشمبانيا على الطاولة وسكب منها قليلاً في الكأس ثم ارتشف منها رشفة ونظر الى جوليا فوجدها تحدق به.
فقالت : انت بتشرب ؟
كنان : وفيها ايه ؟
جوليا : مكنتش اعرف.
كنان : واديكي عرفتي …بس ليه اتفجأتي ؟
جوليا : ولا حاجة بس انا مبحبش الخمرة.
فضحك كنان وقال : ابتدينا من اولها ؟؟
فنهضت جوليا ثم قالت : طيب انا هنام فين ؟؟ مش شايفة غير سرير واحد هنا .
فشرب كنان رشفة اخرى من الكأس ثم نهض واقترب منها وقال بصوت سمعته لأول مرة : دلوقتي بقيتي مراتي خلاص .
فنظرت جوليا اليه بغرابة وقالت : عايز ايه يا كنان ؟
فتغيرت تعابير وجه كنان وقال : هتعرفي دلوقتي.
يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::