روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
::::::::::::::::::::::::::
وصلنا في البارت اللي فات لما يوسف سأل كنان ازاي حينتقم من جوليا…
فنظر كنان الى يوسف ثم ابتسم بطريقه مخيفة وقال : حتجوزها.
فصدم يوسف عندما سمع ذلك وقال : ايه ؟؟ عايز تتجوزها بجد ؟؟
فنهض كنان وقال : ايوا.. عايز اتجوزها.
يوسف : كنان انا مش فاهم انت ازاي حتنتقم منها لو اتجوزتها ؟
كنان : مهو انا حنتقم منها بالطريقة دي…يعني هخليها تتمنى الموت ومتشفهوش لما اتجوزها وهوريها ايام سوده.
فنهض يوسف وقال : لاء يا صاحبي… متخليش قلبك الطيب يقسى بالشكل دا ، انت مش كدا .
كنان : انا معنديش قلب…دا مات من سنتين ومفضلش فيه غير الحقد .
فوضع يوسف يده على كتف كنان وقال : فكر يا كنان.. فكر يا خويا قبل ما تحط نفسك في دوامة عمرك مهتعرف تطلع منها تاني.
كنان : المسألة مش عايزه تفكير لأني اتخذت قراري خلاص وحتجوز البنت دي بأي ثمن .
فتنهد يوسف وقال : ولو قلتلك اني همنعك تعمل كدا هتعمل ايه وقتها ؟
فنظر كنان اليه بجدية وقال : سعتها هعتبر ان صداقتنا الطويله انتهت وانك بقيت غريب عني وبرضو مش هتمنعني اتجوزها.
يوسف : معقول انت تقول كدا ؟؟ مكنش العشم يا كنان.
كنان : يوسف متعمليش فيها الصديق الطيب اللي خايف عليا دلوقتي.. يا اما توقف جنبي علشان اخد بتار سمر يا اما تسيبني اعمل اللي انا عايز اعملو من غير متفتحش بوقك بحرف واحد.
يوسف : ماشي يا كنان… حقف جنبك لأننا خوات ودا واجبي بس عايزك تعرف ان اللي انت عايز تعملو دا غلط وحيجي يوم تندم عليه اوي .
كنان : متشكر على النصيحة بس انا عارف مصلحتي كويس.
يوسف : براحتك يا صاحبي… انا حكون جنبك على طول ويا رب ترجع لعقلك وتتنازل عن القرار الغلط اللي انت اتخذتو دا ، سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم غادر ، اما كنان فنظر الى نفسه في المرآة المكسورة وقال : انا مش ممكن اتنازل عن يللي هعملوا قبل ما اخلي فتحي الحقير والواطي اللي اسمو عزيز دا يدفعوا التمن غالي…اما انتي يا جوليا فحسابك حيكون من نوع تاني خالص انا بوعدك .
قال ذلك ثم خرج من غرفته ونزل الى الطابق السفلي وهو ينادي : سوسن….سوسن انتي فين ؟
فاتت الخادمة سوسن بسرعة وقالت : امرك يا بيه.
كنان : اطلعي نظفي اوضتي.
سوسن : تحت امرك يا بيه.
كنان : استني…. نظفيها بعد ماخرج .
قال ذلك ثم عاد وصعد الى غرفته ثم دخل إلى الحمام وقام بحلاقة ذقنه التي قد نمت قليلاً ثم استحم وارتدى ملابسه وبعدها خرج من الغرفة ونزل الى الطابق السفلي فوجد الخادمات ندى وسوسن وزينات واقفات امامه ويبدو عليهن التوتر.
فقالت ندى : تحب اعملك قهوة يا بيه.
كنان : لاء.
قال ذلك ثم وضع نظارته الشمسية وخرج من الفيلا.. فمر من الحديقة حيث كان الحارس حسين وسائقه زياد جالسين.. فنهضا عندما مر من جانبهما وقال زياد : كنان بيه.. عايز اوصلك يا بيه ؟؟
كنان : لاء.
قال ذلك ثم صعد في احدى السيارات التي يمتلكها وكان نوعها ” Mercedes-Benz ” ولونها رمادي غامق وكانت ذات مقعدين فقط.. ثم قادها حتى خرج من حدود الفيلا.
اما الحارس حسين فقال : ايه اللي بيحصل للبيه يا زياد ؟؟ بقالو تلات ايام مخرجش من اوضتو ودلوقتي خرج من غير ما يقول اي حاجة !
زياد : مش عارف يا خويا بس انا قلقان عليه اوي .
اما في داخل الفيلا وفي غرفة كنان بالتحديد…دخلت الخادمات سوسن وزينات وندى الى الغرفة لكي ينظفنها ولكنهن تفاجأن بالمنظر حيث ان كل شيء كان محطماً .
فقالت ندى : يا نهار ازرق… ازاي حنقدر ننظف الفوضى دي كلها ؟
زينات : والله منا عارفه ياختي.. برأيك ليه البيه عمل كدا ؟
ندى : وانا اعرف منين ؟
سوسن : بطلوا رغي بقى وخلونا نشتغل بسرعة لأن دي اوامر كنان بيه.
اما في مكان اخر………
فكانت جوليا تعمل في المطبخ وتصنع الطعام بينما كانت بقية الخادمات يعملن في الخارج … وفجأه دخلت فرح ابنة السيد فتحي وقالت : انتي يا شغاله … تعالي هنا انا عيزاكي.
فأجابتها جوليا : بتتكلمي معايا انا ؟
فرح : وانتي شايفة حد غيرك هنا ؟
جوليا : انا اسمي جوليا مش الشغاله يا فرح.. عايزه ايه ؟
فرح : نعم ؟؟؟ اتفضلتي ايه حضرتك ؟؟
جوليا : فرح… انا عندي شغل ومش عايزه اعطلو علشان اتخانق معاكي ، من فضلك سيبيني اكمل شغلي.
فانزعجت فرح وقالت : اسمي فرح هانم يا حيوانه..انتي سامعه ؟
فتنهدت جوليا وقالت : طيب يا فرح هانم… عايزه ايه دلوقتي ؟
فرح : عيازه اربيكي يا حقيرة.
قالت ذلك ثم امسكت بقدر الماء الساخن والقته على يد جوليا فأحرقتها مما جعل جوليا تصرخ من شدة الألم ، فدخلت الخادمات سلوى وليلي وسعاد عندما سمعن صوت جوليا وقالت ليلي : في ايه ؟؟
اما سلوى فنظرت الى جوليا التي كانت تبكي من شدة الالم ثم نظرت إلى فرح وقالت : فرح هانم ايه اللي حصل ؟
فرح : البنت دي مش متربيه وانا علمتها الأدب.. يلا شوفوا شغلكوا بدل ماعمل فيكوا زيها.
قالت ذلك ثم خرجت من المطبخ…اما سلوى فنظرت الى جوليا وقالت : اكيد انتي اللي غلطي في الاول علشان كدا تستاهلي.
فقالت ليلي : هوا احنا مش هنخلص منك ابداً ؟؟ كل يوم بتعملي مشكله مع فرح هانم.
اما سعاد فقالت : حرام عليكوا يا بنات… انتوا مش شيفينها متعوره؟ ليه عيزين تزيدوا همها هم ؟
قالت ذلك ثم اقتربت من جوليا وقالت : متقلقيش.. انا هساعدك.
فقالت سلوى بسخويه : يا حنينه انتي.
سعاد : سلوى… بلاش تريقه وروحي كملي شغلك لحسن هشتكيكي لفتحي بيه.
فانزعجت سلوى وقالت : خلاص خلاص.. هروح اكمل شغلي احسن.. يلا بينا يا ليلي.
فقالت ليلى : انا وراكي ياختي .
ثم خرجت من المطبخ ، اما سعاد فاقتربت من جوليا وساعدتها على النهوض ومن ثم اخرجت بعض الثلج من الثلاجة ثم اقتربت منها ووضعته على الحرق وقالت : مينفعش تفضلي كدا.. انتي لازم يشوفك دكتور.
فمسحت جوليا دموعها وقالت : متشكره على المساعده يا سعاد.
سعاد : متقلقيش.. حتبقي كويسه ، استنيني هنا لغاية ماروح اطلب الاذن من هناء هانم علشان اخدك المستشفى.
جوليا : مفيش لازمه.. مش عايزه اتعبك معايا.
سعاد : متقوليش كدا.. انا صعبان عليا اسيبك متعوره علشان كدا هساعدك.
قالت ذلك ثم ذهبت الى غرفة المعيشة حيث كانت السيدة هناء جالسة وقالت : هناء هانم… تسمحيلي اخروج من الفيلا شوية ؟
فنظرت السيدة هناء اليها وقالت : وعلى فين العزم ان شاء الله يا سعاد هانم ؟؟
سعاد : في الحقيقة يا هانم جوليا ايديها اتحرقت ولازم تروح المستشفى حالاً وانا عايزه اروح معاها طبعاً لو حضرتك تسمحيلي.
السيدة هناء : واتحرقت ايديها ازاي للي مبتتسماش ؟
سعاد : متهيألي انها حرقتهم في المي السخنه وهي بتشتغل.
السيدة هناء : يا ريت كانت احترقت كلها.
فنظرت سعاد اليها بتعجب وقالت : عفواً ؟
فتنهدت السيدة هناء وقالت : ماشي يا سعاد… تقدري تخديها علشان يكشف عليها الدكتور بس اوعك تستغلي الفرصه وتروحي كدا ولا كدا.
سعاد : متقلقيش يا هانم… هنروح المشفى وبعدها هنرجع على طول.
السيدة هناء : يلا غوري من وشي.
سعاد : عن اذنك يا هانم.
قالت ذلك ثم عادت الى المطبخ وقالت لجوليا : يلا قومي علشان نروح المستشفى.
جوليا : هي الهانم الكبيرة وافقت علشان نروح ؟
فأبتسمت سعاد وقالت : ايوا… يلا متضيعيش وقت لحسن الحرق هيوجعك اكتر .
فنهضت جوليا ثم ذهبت مع سعاد الى المستشفى والى قسم الطوارئ بالتحديد.. فقامت الممرضة بوضع الضمادات على يد جوليا ثم قالت : متقلقيش.. هتخفي بسرعة لأن الحرق سطحي وكويس انكوا جيتوا هنا بسرعة بس متخليش المي توصلها في اليومين دول.
فقالت جوليا : متشكره.
الممرضة : الف سلامة عليكي.
قالت ذلك ثم غادرت وتركت جوليا وسعاد… فقالت سعاد : انا هروح اشتريلك الدوا وانتي استنيني هنا..
جوليا : ملوش لازمه يا سعاد.. انتي ساعدتيني اوي ودا كتير.
سعاد : متقوليش كدا يا بت… احنا خوات وبعدين يعني لو اللي حصلك حصلي انا كنتي هتسيبيني؟
جوليا : طبعاً لاء.
سعاد : كويس.. انا هروح وهرجع على طول… انتي قعدي استنيني هنا.
فاتنهدت جوليا ثم قالت : ماشي.
ثم ذهبت سعاد لكي تشتري الدواء وبقيت جوليا جالسع لوحدها في قسم الطوارئ… وفي نفس المكان خرج كنان الحريري من احدى الغرف برفقة احد الأطباء فقال له الطبيب : مش لازم تجهد نفسك يا كنان بيه وخصوصاً لأن الجرح اللي في ايدك حالتو سيئه لأنه بقالو تلات ايام من غير معالجة.
فنظر كنان الى يده المضمدة وقال : حاضر يا دكتور.
الدكتور : انا حكتبلك شوية ادويه تشربهم لما تحس بالوجع وكمان لازم ترجع بعد بكرا علشان نغيرلك على الجرح والا هيتلوث.
كنان : ماشي… متشكر.
الدكتور : الف سلامة… ودلوقتي عن اذنك.
ثم غادر الطبيب وبقي كنان بمفرده… وعندما اراد ان يغادر وقع نظره على جوليا التي كانت تحاول ان تشرب بعض الماء ولكنها لم تستطيع ان تمسك الكأس ، فتملكه الغضب عندما رأها ولكنه تدارك نفسه ورسم ابتسامة مصطنعة على وجهه ثم اقترب منها وقال : عايزه مساعدة يا قمر ؟
فنظرت جوليا اليه وعندما رأته شعرت بالأنزعاج وقالت : لاء متشكره.
قالت ذلك ثم ابتعدت عنه ولكنه لحق بها وقال : ايه اللي حصل لأيدك ؟؟
جوليا : اظن ان دي حاجة مبتهمكش ومالكش دعوة.
كنان : ودا كلام ؟؟ ازاي مبتهمنيش يا عسل ؟؟ معقول حد يشوف الجمال دا كلو وميخفش عليه ؟
فأنزعجت جوليا من تصرفاته وقالت : كنان بيه…يا ريت تمشي من هنا علشان انا مش طيقاك بصراحة ولو فضلت تعكسني بالشكل القذر دا انا هروح واشتكيك في القسم.
فضحك كنان باستهزاء وقال : تشتكيني انا في القسم ؟؟ هه الظاهر انك متعرفيش مين انا يا حلوه.
جوليا : مبيهمنيش ومش عايزه اعرفك اساساً ، عن اذنك.
قالت ذلك ثم سارت بض خطوات ولكن كنان اوقفها بقوله : استني عندك يا شاطره.
فالتفتت نحوه وقالت : عايز ايه كمان ؟
فاقترب كنان منها ثم قال : قولي لعمك فتحي بيه ان كنان الحريري هيجي يزوركوا النهارده.. سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم وضع نظارته الشمسية وغادر…اما هي فقالت بتذمر : ايه الرزالة دي ؟؟ معرفش الاشكال دي بتجيلنا من انهي حته !
في تلك اللحظة اتت سعاد وهي تحمل الدواء ثم قالت : جوليا.. فيكي حاجة ؟
فنظرت جوليا اليها وقالت : لاء… يلا خلينا نمشي من هنا.
سعاد : يلا.
في مكان اخر…
ذهب يوسف الى شركة السياحة التي تعمل بها خطيبته منال وعندما دخل تفاجأت منال بقدومه وابتسمت قائله : يوسف!! ايه المفاجأه الحلوه دي.
قالت ذلك ثم نهضت وعانقته ، اما هو فقبلها على خدها وقال : ازيك يا روحي؟
منال : كويسه.. قولي حصل ايه مع كنان ؟
فجلس يوسف وقال : الود دا اتجنن يا منال المره دي بجد وعايز يدمر حياتو.
فجلست منال وقالت بقلق : في ايه يا يوسف؟؟ قلقتني.
فأخبرها يوسف بكل ما سمعه من كمان وعن المخطط الذي يريد ان ينفذه فأندهشت كثيراً وقالت : مقول اللي انا بسمعو دا ؟؟ يعني ازاي سمر اتقتلت بدال البنت اللي اسمها جوليا دي؟
يوسف : دي الحقيقة يا منال… مظنش ان كنان بيكدب في المسأله دي وخصوصاً انه قرر يتجوز البنت اللي اسمها جوليا علشان ينتقم منها.
منال : بس البنت ضحيه كمان.. يعني ملهاش ذنب.
يوسف : وانا قولتلو كدا برضو بس هو اصر يعمل اللي في دماغو ونبه عليا مقولش لحد هو عايز يتجوزها ليه.
منال : انا مش مصدقه ابداً ..احنا لازم نمنعو.
يوسف : لاء يا منال… احنا مش لازم نتدخل المره دي لان كنان هددني انه حيقطع علاقتو بيا لو حاولت امنعو.
منال : ايه ؟؟
يوسف : انا مينفعش اسيبو وكمان مش عايز اخسرو علشان كدا هسكت وانتي كمان لازم تسكتي.
تسارع في الاحداث……
حل المساء وعاد السيد فتحي الى منزله برفقة عزيز لكي يعملا في المكتب على بعض الاعمال.. فقال السيد فتحي لزوجته هناء : جهزوا العشا لان عزيز هيتعشا معانا الليلة.
السيدة هناء : فتحي …احنا جيلنا ضيف النهارده.
السيد فتحي : ضيف ؟؟ ويطلع مين الضيف دا ؟
السيدة هناء : كنان الحريري… هو شاف البنت اللي مبتتسماش جوليا في المشفى النهارده وقلها انه جاي علشان يزورنا.
السيد فتحي : كويس… نبهي على الشغلات انهم يجهزوا الأكل من احسن ما يكون…. لان كنان الحريري دا رجل مهم بالنسبة لي لأنه اكبر مستثمر في الشركة وكمان قولي لجوليا انها هتقعد معانا الليله دي .
السيدة هناء : وليه هتقعد جوليا معانا ؟
فتحي : لان كنان بيه طلب كدا في اخر مره كان فيها هنا.
فقالت السيدة هناء بتذمر : ماشي…ودلوقتي هسيبكوا تكملوا شغلكوا.
قالت ذلك ثم غادرت ، اما عزيز فقال : الرجل دا غريب اوي يا فتحي بيه وبصراحة انا مش مستريحلو خالص.
فضحك السيد فتحي وقال : عزيز انت ليه دايماً بتفضل قلقان ومتوتر بالشكل دا ؟ خد الأمور ببساطة يابني وبعدين كنان الحريري مش عدونا يعني متقلقش.
عزيز : والله قلبي مش مستريح للجدع دا بس خلاص مدام انت شايف انه مهم للدرجة دي فتحت امرك يا بيه.
السيد فتحي : يلا خلينا نكمل شغلنا.
ثم ذهبا إلى المكتب اما السيدة هناء فذهبت إلى المطبخ وقالت : اسمعوا كويس…النهارده جايلنا ضيف مهم على العشا علشان كدا عايزه الصفرة تبقى من اجمل ما يكون.
فقالت الخادمة سلوى : تحت امرك يا هانم.
فنظرت السيدة هناء الى جوليا وقالت : انتي يا بت… تعالي ورايا جالك القرف.
فنهضت جوليا وقالت : في ايه يا هانم ؟؟
السيدة هناء : انا قلت تعالي ورايا يعني تعالي ورايا.
قالت ذلك ثم خرجت من المطبخ فلحقت بها جوليا الى غرفة المعيشة وقالت : امرك يا هناء هانم.
السيدة هناء : اسمعيني كويس…النهارده حتقعدي معانا على الصفرة لما يجي كنان الحريري ومش عايزه اسمعلك نفس انتي فاهمه ؟
جوليا : وليه هقعد معاكوا ؟؟
السيدة هناء : دي طلابت الراجل اللي اسمو كنان الحريري.. وبما انه شريك فتحي بيه في الشغل فمن الطبيعي اننا نحققلو الطلب دا.
جوليا : بس انا مش عايزه اقابلو.
السيدة هناء : نعم.. اتفضلتي ايه حضرتك ؟؟
جوليا : ارجوكي يا هانم… انا مش طايقه الجدع دا متخلينيش اقابلو .
السيدة هناء : مش على كيفك وحتقعدي معانا يعني حتقعدي.. ودلوقتي روحي بدلي الهدوم المتبهدلة دي علشان متخليش راسنا في الارض.
فتنهدت جوليا وقالت : تحت امرك يا هناء هانم.
قالت ذلك ثم ذهبت الى غرفتها الصغيرة التي كانت في الحديقة الخلفية للفيلا.. فدخلت وجلست على سريرها وقالت بتذمر : ايه القرف دا ؟؟ انا دخلي ايه في مقابلاتهم اللي ملهاش طعم ؟
قالت ذلك ثم فتحت خزانتها ونظرت إلى داخلها فقالت بتذمر : طيب دلوقتي اجيب منين هدوم كويسه علشان البسهم في السهره دي ؟؟ كل هدومي بسيطة جداً ومينفعش البسهم.
في تلك الاثناء سمعت احدهم يطرق على باب غرفتها فقالت : اتفضل.
ففتحت الخادمة سعاد الباب وقالت : اقدر ادخل ؟
جوليا : طبعاً ..اتفضلي.
فدخلت سعاد وقالت : هناء هانم بعتتني علشان اديلك الفستان دا ؟
قالت ذلك ثم اخرجت فستان اسود قصير جداً وبدون اكمام ويتوسطه حزام من الكرستال .
سعاد : الهانم قالت انك لازم تلبسيه علشان تقعدي معاهم الليلة دي ولو معملتيش كدا هي هتضربك.
فنظرت جوليا الى الفستان وقالت : بس دا مينفعش البسو لانه قصير اوي واكيد هيخلي الضيف يفتكرني بنت مش محترمه.
سعاد : انا اسفه يا جوليا بس دي اوامر الهانم ولازم تنفذيها.
فتنهدت جوليا وقالت : ماشي يا سعاد…انا هلبسو وامري لله.
سعاد : تحبي اساعدك علشان تلبسيه بما ان ايدك محروقه؟
جوليا : مش عايزه اتعبك معايا ، كفايه انك ساعدتيني النهاردة.
فأبتسمت سعاد وقالت : مفيش تعب ولا حاجة.. يلا خليني اساعدك.
جوليا : ماشي…متشكره جداً .
* ثم ساعدتها سعاد على ارتداء الفستان الأسود الذي كان يكشف ساقيها الناعمتين وسرحت لها شعرها ورفعته عن وجهها لكي يظهر عنقها وكتفيها ثم وقفت امامها وقالت بدهشه : ايه الحلاوة دي يا بنت ؟؟ انتي قمر ما شاء الله حتى من غير ميك آب !
فابتسمت جوليا بعفويه وقالت : متشكره يا سعاد بس انا مش مستريحة علشان لابسه الفستان دا .
سعاد : متقوليش كدا… انا عارفه انك حتبقي تجنني في اي حاجة تلبسيها دا لأنك حلوة اساساً بس مكنتش متوقعه انك حتبقي قمر بالشكل دا !! بسم الله ما شاء لله .
جوليا : ميرسي يا روحي ، دا من لطفك.
سعاد : استني…في حاجة ناقصه علشان يبقى شكلك تحفه.
فنظرت جوليا الى نفسها وقالت : ايه هي ؟
سعاد : الطوق… ايوا انتي لازم تلبسي طوق.
جوليا : استني.. انا عندي قلاده ادهالي بابا الله يرحمو من زمان اوي وهلبسها.
قالت ذلك ثم فتحت الدرج واخرجت قلادتها التي تحمل اسمها ثم ارتدتها فاصبح شكلها مكتملاً وفي غاية الاناقة.
فابتسمت سعاد وقالت : ودلوقتي بقيتي جاهزه.. اسيبك انا بقى لأن ورايا شغل.
جوليا : متشكره يا سعاد.
سعاد : العفو يا روحي.. عن اذنك دلوقتي.
قالت ذلك ثم خرجت ، اما جوليا فنظرت الى نفسها في المرآة وقالت : ازاي هخروج دلوقتي.. انا متأكدة ان الرجل اللي اسمو كنان دا مش راجل كويس وهيبصلي بطريقة مقرفه .
ثم اخذت نفساً عميقاً وارتدت الحذاء ذو الكعب العالي الذي ارسلته السيدة هناء لها مع الفستان ثم خرجت من غرفتها الصغيرة وذهبت الى غرفة المعيشة حيث كانت السيدة هناء وابنتها فرح جالستين.
وعندما رأينها اندهشن من شدة جمالها.. وشعرت فرح بالغيرة الشديدة لأن جوليا كانت اجمل منها بمراحل وخصوصاً لانها ارتدت ذلك الفستان الذي كان متناسقاً مع جسدها النحيل وخصرها المنحوت .
فنظرت فرح الى امها ووجدتها تبتسم فقالت : ماما… ليه عملتي كدا ؟؟ دي بقت اجمل مني !
السيدة هناء : متقلقيش يا فرح… صحيح هي بقت حلوه اوي بالشكل دا بس انتي مش شايفه هي لابسه ايه ؟؟ اكيد كنان بيه هياخد عنها فكرة مش كويسه ويفتكرها بنت من بنات الليل بينما انتي حتباني قدامو بنت محترمه ومتربيه احسن ربايه .
فابتسمت فرح وقالت : وبكدا اكيد هيعحب بيا انا ويسيب البنت اللي شكلها مقرف دي.
فتجمعت الدموع في عينا جوليا عندما سمعت ذلك وقالت : ليه.. ليه عايزه تعملي فيا كدا يا هناء هانم ؟؟ انا عملتلك ايه علشان تشوهي سمعتي بالشكل دا ؟
فنهضت السيدة هناء ثم قالت : علشان بكرهك… ايوا انا بكرهك اوي وعمري محبيتك لا انتي ولا امك لأنكوا كنتوا احسن مني ومن بنتي ، بس لاء… الوقت اتغير دلوقتي وبقيت انا الكل في الكل هنا ولازم تسمعي كلامي انتي فاهمة ؟
في تلك اللحظة خرج عزيز والسيد فتحي من غرفة المكتب وعندما نظرا الى جوليا اندهشا كثيراً فقال السيد فتحي : اكيد دي عملتك يا هناء مش كدا ؟
السيدة هناء : مش انت اللي طلبت انها لازم تقعد معانا الليله دي ؟؟ فلازم تبان انها بنت اخوك مش الشغاله.
السيد فتحي : ماشي.. مفضلش كتير وقت علشان يوصل كنان بيه.. انا اتكلمت معاه من شويه وقال انه في الطريق.
اما عزيز فكان يحدق بجوليا كما لو انه سيأكلها فقال في نفسه : يا لهوي على الجمال !! معقول حد يشوف القمر دا ويمسك نفسو ؟؟
فانتيهت جوليا عليه وادركت انه يفكر بها بطريقة منحرفة ثم اشاحت بنظرها عنه وقالت في نفسها : اعمل ايه دلوقتي ؟؟ اكيد الواطي دا بيفكر بافكار زباله زيو.
في تلك اللحظة وصل كنان الى منزل السيد فتحي ثم نزل من السيارة وهو يحمل باقة ورود حمراء بيده ثم اتجه نحو الباب وقام بقرعه ففتحت له الخادمة ليلي.
فأبتسم بعفوية وقال : مساء مساء الخير.
ليلي : مساء النور كنان بيه.. اتفضل الكل مستنيك في الجنينية.
فدخل كنان وقال : متشكر.
ثم اتجه نحو الحديقة الخلفية حيث كان الجميع ينتظره فنظر الى السيد فتحي وعزيز من بعيد وقد تملكه الغضب ولكنه سيطر على نفسه وابتسم بتصنع ثم اتجه نحوهم وقال : مساء الخير.
فنهض كل من السيد فتحي وعزيز وقال الاول : اهلاً اهلاً ..كنان بيه.. ازيك ؟
فصافحه كنان والدم يغلي في عروقه وقال : انا كويس.. ازاي حضرتك ؟
السيد فتحي : تمام.
فقام عزيز بمصافحة كنان الذي نظر اليه بحقد وقال : كنان بيه…ازيك ؟
كنان : بخير يا عزيز.. انت عامل ايه ؟
عزيز : زي منت شايف.. الشغل واخد كل وقتي.
فقال كنان في نفسه : استنى لما اخذ روحك انا كمان.
ثم التفت الى السيدة هناء وقام بأعطائها باقة الورود قائلاً : انا بعتذر يا هناء هانم لاني مشيت اخر مرة من غير مقولش اي حاجة.. بس حصلت حاجة مهمة في الشركة وكان لازم اروح.
فأبتسمت السيدة هناء وقالت : ولا يهمك.
ثم التفت كنان الى فرح فوجدها تبتسم له وقال : ازيك يا انسه فرح ؟
فرح : انا كويسه.. متشكره.
كنان : اممم.. امال فين بنت اخوك يا فتحي بيه؟ انا مش شايفها هنا.
فنظر السيد فتحي من حوله وقال : ايه دا ؟؟ دي كانت هنا من شويه!
السيدة هناء : راحت فين البنت دي ؟
فقال عزيز : استنوا.. انا هروح ادور عليها.
قال ذلك ثم ذهب يبحث عن جوليا فوجدها واقفه بالقرب من بركة السباحة وهي تقول : انا مش لازم اقعد معاهم.. مش متحمله اشوف الواطي اللي اسمو عزيز وهو بيبص لي بطريقة قذره.
في تلك اللحظة وضع عزيز يده على كتفها وقال : ليه بتقولي كدا يا عسل ؟؟ دا انا حبيتك والله.
فأرتعدت جوليا خوفاً عندما سمعت صوته وشعرت بيده ثم ابتعدت عنه وقالت : انت !! عايز ايه ؟
فأبتسم عزيز وقال : انتي هنا والكل مستنيكي يا قمر ؟
جوليا : انا مش عايزه اقعد معاكوا .
عزيز : لو تحبي نقعد لوحدينا معنديش مانع.
قال ذلك ثم اقترب منها أكثر واراد ان يلمسها فعادت الى الخلف وقالت : لو قربت مني هصرخ.
عزيز : طيب خلاص خلاص… تعالي لان كنان بيه وصل وسأل عنك.
جوليا : مش عايزه اروح.
عزيز : امشي قبل مشدك من شعرك.
فخافت جوليا من تهديد عزيز لها ثم قالت : طيب.. روح انت الاول وانا هحصلك.
عزيز : لا فالحة اوي… امشي قدامي بسرعة.
قال ذلك ثم شدها من ذراعها واخذها الى حيث كان البقية جالسين.. فابعد يده عنها قبل ان يصلا وقال : هنكمل كلامنا بعدين يا حلوه.
قال ذلك ثم اتجه نحو مقعده وقال : اهي جوليا هانم جت.
فقال كنان : بجد ؟؟ هي فين ؟
قال ذلك ثم التفت وعندما رأها قادمة تذكر خطيبته سمر فوراً لأنها كانت تشبهها في تلك اللحظة كثيراً حيث انه شعر بالغضب والحنين يغزوان قلبه ولكنه تمالك نفسه وابتسم بتصنع ثم قال : اهلاً .
اما جوليا فنظرت اليه بنظرة جادة ويملئها الجفاف ثم جلست مقابلاً له وقالت : نورت يا كنان بيه.
فقال السيد فتحي : كنان بيه اعرفك ..دي جوليا بنت اخويا منصور الله يرحمو ، جايز انت تعرفها مش كدا ؟
كنان : ايوا اعرفها… احنا تقابلنا اكتر من مره مش كدا يا جوليا هانم.
جوليا : ايوا.
فارادت السيدة هناء ان تحرج جوليا فقالت : ايه اللي انتي لبساه دا ؟؟ مكنش العشم يا بنتي.
فنظرت جوليا اليها والدموع قد تراكمت في عيونها وارادت ان تقول شيئاً فسبقتها فرح وقالت : سيبيها يا ماما.. هي متعوده انها تلبس كدا.
فابتسم السيد فتحي وقال لكنان : كنان بيه…احنا بنعتذر من حضرتك بس بنت اخويا عاشت في باريس مده طويله علشان كدا هي وقحه ومتعرفش العادات والتقاليد .
فشعرت جوليا بالاهانة وقالت : مش علشان عشت برا يا عمي بس…
* لم تكمل جملتها لان السيدة هناء رمقتها بنظرة تهديد جعلتها تصمت.
فقال كنان : سكتي ليه ؟؟
جوليا : مفيش حاجة.
كنان : متقلقش يا فتحي بيه.. يعني انا مش متضايق خالص لأن دي حاجة عادية وكل واحد حر يلبس اللي هو عايزو.. وبعيدين يعني انا عشت في اميركا مدة طويله برضو وقابلت بنات كانوا بيلبسوا كدا واكتر كمان يعني عادي بالنسبة لي .
فانزعجت فرح وقالت : الظاهر ان بنت عمي عجبتك يا كنان بيه ولا انا غلطانه ؟
فقالت لها السيدة هناء : فرح… عيب كدا.
فابتسم كنان وقال : سيبيها يا هناء هانم.. هي مقلتش حاجة غلط.
فنظر الجميع اليه وقال عزيز : بتقصد ايه يا بيه ؟
كنان : في الحقيقة انا كنت عايز افتح الموضوع دا في اخر السهرة بس مدام فرح هانم فتحتو في الاول فحقلكوا.
السيد فتحي : موضوع ايه اللي انت عايز تفتحو ؟
فنظر كنان الى جوليا ثم ابتسم ونظر الى السيد فتحي وقال : بصراحة يا فتحي بيه انا عايز اطلب من حضرتك ايد الانسه جوليا واتمنى انك توافق.
فصدم الجميع عندما سمعوا ذلك وخصوصاً جوليا التي نهضت وقالت : ايه ؟؟؟
كنان : ايوا.. انا عايز اتجوزك.
فقال السيد فتحي : في الحقيقة انت فجأتنا يعني مش عارف ارد عليك ازاي.
كنان : فتحي بيه لو الجوازه دي تمت بجد فاحنا هنبقى قرايب واكيد شغلنا مع بعض حيكون مضمون .
فقالت السيدة هناء : بس ليه اخترت تتجوز جوليا ؟
كنان : علشان انا بحبها.
فقالت جوليا : انت كداب… انا معرفكش ومشفتكش غير تلات مرات.. ازاي حبيتني بالسرعة دي ؟
كنان : جايز احنا متقبلناش غير تلات مرات بس انا حبيتك بجد.
جوليا : انت كداب… وانا مستحيل اتجوزك ابداً .
قالت ذلك ثم غادرت.. فاراد عزيز ان يلحق بها ولكن كنان سبقه وقال : اسمحولي اروح اتكلم معاها.
قال ذلك ثم لحق بها… اما فرح فقالت : الجوازه دي مش لازم تتم يا بابا.
فابتسم السيد فتحي وقال : بالعكس.. دي فرصه ذهبية جت لحد عندنا.
السيدة هناء : يعني انت موافق يا فتحي ؟
السيد فتحي : وليه لاء ؟؟ لو الجوازه دي تمت بجد احنا هنخلص من البنت دي وفي الوقت نفسو هيبقى كنان الحريري قريبنا وهيعتبرني عمو ومش هيرفضلي طلب .
عند جوليا…
كانت تمشي بسرعة وهي منزعجة جداً …فلحق بها كنان ثم امسك بذراعها وقال : استني..انا عايز اتكلم معاكي.
فابعدت جوليا يده عنها وقالت : وانا مش عايزه اكلمك او حتى اشوفك.
كنان : فيها ايه لو قلتلك اني بحبك وعايز اتجوزك ؟
جوليا : فيها انك واحد كداب ومش بتحبني ابداً وانما عايز تستغلني علشان تتقرب من عمي.. بس لعلمك انا بشتغل هنا شغاله مش زي منت فاكر .
كنان : ايه ؟؟ شغاله ؟
جوليا : ايوا شغاله… قولي بقى لسا عايز تتجوزني ؟
كنان : مابيهمنيش لو كنتي شغاله او ست البيت دا كل اللي بيهمني اني عايز اتجوزك انتي وبس .
جوليا : وانا مش عايزه واوعك تقرب مني تاني انت فاهم ؟
قالت ذلك ثم ارادت ان تغادر فاوقفها كنان بقرله : هرجعلك حقك اللي تسرق يا جوليا.
فنظرت اليه وقالت : بتقصد ايه ؟
كنان : لو اتجوزتيني فانا هرجعلك حقك اللي سرقو عمك فتحي.
جوليا : وانت عرفت الموضوع دا ازاي ؟
كنان : انا اعرف عنك حجات كتير يا جوليا… عارف ان عمك سرق حقك بالعافيه وكونك بنت صاحب ابويا الله يرحمو مش هاين عليا اسيبك من غير ما اساعدك.
جوليا : يعني انت مش بتحبني زي ما قولت وانما عايز تساعدني لاني بنت صاحب ابوك مش كدا ؟
فتنهد كنان وقال : كشفتيني… ايوا انا مش بحبك وانما عايز اساعدك.
جوليا : وهتتجوزني لانك عايز تساعدني ؟؟
كنان : ايوا…ولو وافقتي هتكسبي.
جوليا : وعايز ايه مقابل مساعدتك ليا ؟
كنان : مش عايز اي حاجة.
جوليا : ازاي يعني ؟؟ مفيش حاجة عايزها مني ؟
كنان : لاء في.
جوليا : طيب ايه هي ؟
كنان : انتي..
جوليا : مش فاهمة ؟
فقال كنان في نفسه : عايز اعذبك وادمر حياتك.
ثم قال لها : خلصيني… قوليلي عايزه اساعدك ولا لاء ؟
جوليا : بصراحة انا مش مستريحالك خالص ازاي هخليكي تساعدني؟
كنان : علشان انا فرصتك الوحيدة…جايز انتي متعرفنيش كويس بس صدقيني مفيش حد في البلاد دي هيقدر يرجعلك حقك من عمك غيري ولا حتى الحكومة هتقدر ترجعو.
فشعرت جوليا باليأس والإحباط لان كنان اخبرها بذلك وبدى لها انه محق فتنهدت وقالت : لو وفقت اتجوزك هترجعلي حقي بجد ؟
كنان : ايوا.
جوليا : ماشي..بس قولي الاول انت عايز تعمل كدا ليه ؟؟ ولو مقولتليش مش يحصل اي زواج.
كنان : في الحقيقة عمك.. عمك اخذ حاجة غاليه على قلبي وانا عايز انتقم منه ولو رجعتلك حقك فانا هكون حققت هدفي وخليتو يدفع التمن.
جوليا : وايه هي الحاجة اللي اخدها عمي منك ؟
فتغيرت ملامح كنان وقال بنبرة حقد : خد روحي مني… اهم حاجة في حياتي كلها.
فنظرت جوليا اليه وشعرت بلهيب الانتقام الذي كان يخفيه في داخله وتذكرت ما فعله عمها بها لذلك شعرت بان الزواج من كنان هو الحل الوحيد لكي تسترجع ارثها وتجعل عمها يدفع الثمن غاليًا.
فقالت : انا موافقه… مع اني معرفش ايه هي الحاجة اللي اخدها عمي منك بس انا متأكدة انك تقربت مني علشان تنتقم منه وهسمحلك تستغلني علشان تعمل اللي في دماغك بس عندي شرطين ولو وفقت عليهم اعتبر اني بقيت مراتك خلاص.
كنان : وايه هما ؟
جوليا : الشرط الاول عايزه تخلي عمي والواطي عزيز يدفعوا تمن اللي عملوا فيا غالي اوي وتوعدني انك ترجعلي شركة بابا اللي سرقها عمي مني بالعافيه .
كنان : هيحصل.. وايه هو شرطك التاني ؟
جوليا : بما اننا هنتجوز في مصلحة يعني ومش علشان بنحب بعض فانا عايزه توعدني انك مش هتقرب مني او تلمسني ابداً واول ما تاخد بتارك منهم حطلقني فوراً .
فابتسم كنان وقال : مش عيزاني المسك خالص ؟؟ ازاي وانتي هتبقي مراتي ؟
جوليا : دا شرطي.. ولو وفقت عليه هتجوزك.
فقال كنان في نفسه : لا فالحة اوي… استني اما تبقي عندي وشوفي انا هعمل فيكي ايه.
جوليا : ها… قولت ايه ؟
كنان : ماشي.. مش هلمس منك شعره انا بوعدك بدا.
جوليا : يبقى اتفقنا.
كنان : استني… في حاجة مهمة لازم تعرفيها الاول.
جوليا : وايه هي ؟
كنان : لو حد تاني عرف بالاتفاق اللي بينا دا اعتبري ان كل حاجة بازط ومش هطلقك وهتفضلي عندي.
جوليا : متخفش لاني مش هقول لحد.
كنان : كويس.. اه في حاجة تانية كمان.
فتنهدت جوليا وقالت : ايه تاني ؟
كنان : بغض النظر عن اللي هيحصل بينا لما نتجوز انتي لازم تسكتي ومتقوليش لحد عن اي حاجة.
جوليا : مش فاهمة بتقصد ايه؟
كنان : يعني يمكن هتحصل حاجات متعجبكيش في بيتي مش لازم تقولي لحد عنها وزي ما بيقولوا البيوت اسرار.
جوليا : متشلش هم من الناحية دي.
كنان : يبقى اتفقنا…يلا خلينا نرجع ونقولهم اننا قررنا نتجوز.
قال ذلك ثم مد يده لكي يمسك بيد جوليا فقالت : عايز ايه ؟
كنان : عايز امسك ايدك.
جوليا : ملوش لازمه.
كنان : لازم امسكها علشان يصدقوا اني بحبك..
فتنهدت جوليا وقالت : ماشي.
ثم امسكت بيده وعادا الى حيث كان البقية ينتظرون فاندهشوا لان جوليا كانت تمسك بيد كنان بعد ما نعتته بالكاذب وغادرت.
فقال السيد فتحي : كنان بيه.. ايه اللي حصل ؟
كنان : احنا هنتجوز يا فتحي بيه.
فقالت السيدة هناء : ايه ؟؟ ازاي حصل كدا ؟ انتي مش كنتي رافضه الفكره دي من شويه ؟
جوليا : بصراحة كنان بيه اقنعني اني اتجوزه وقلت في نفسي لما الراجل عايز يتجوزني ليه افضل قاعده معاكوا واسبب المشاكل وزي ما عمي قال اني بنت وقحه فمن الافضل اني اسيبكوا يا محترمين .
فقالت فرح : يعني عايزه تتجوزيه بجد ؟
فابتسمت جوليا ابتسامة النصر وقالت : ايوا.
اما عزيز فقال : وامتى الفرح ان شاء الله ؟
فنظر كنان الى جوليا وقال : بكرا.
فصدمت وقالت : بالسرعة دي ؟
يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::