روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
** البارت الثالث **
::::::::::::::::::::::::::
قراءة ممتعة للجميع ツ
وصلنا في البارت الي فات لما كانت ” سمر ” واقفة تحدق بذلك الرجل الذي كان يرفع مسدسة في وجهها من ما جعل ” كنان ” يدرك ان امراً ما قد حدث لها فقال بقلق : سمر ردي عليا …انتي رحتي فين ؟؟
ولكنه صمت عندما سمع صوت ذلك الرجل الذي قال : انتي افتكرتي لو انك هربتي مني في المرة الي فاتت مش هعرف الاقيكي مرة تانيه ؟؟
فشعرت سمر بالخوف وقالت بينما كانت ما تزال تمسك هاتفها بيدها : انت..انت مين وعايز مني ايه ؟؟
اما كنان فكان يستمع فصرخ قائلاً : سمر !! ايه الي بيحصل ؟؟
فقال عزيز الذي كان يوجه مسدسه نحو سمر : انا مين ؟؟ مش كفاية عبط بقى , لكن لو دا هيريحك فأنا هقلك انا مين ..انا يا هانم الرجل الي هيخلي ليلتك سودا .
قال ذلك ثم اقترب منها وأمسك بشعرها من ما جعلها تصرخ بألم ثم القت بالهاتف على الأرض لكي تخلص نفسها من قبضته وهي تبكي وتصرخ قائله : سيبني يا مجرم … بقلك سيبني ,,, ااااه .
كل ذلك سمعه كنان الذي سيطر الخوف عليه وتجمد في مكانه بدون أستيعاب , فقال بصوت مذعور : س… سمر ؟؟ سمر انتي فين يا حبيبتي ؟؟ جوبيني !!
ولكن سمر لم تجبه لأن عزيز كان قد خطفها بالفعل حيث انها تركت هاتفها مرمياً على الشارع , فصرخ كنان قائلاً : سمر ؟؟؟؟ سمر ردي عليا بسرعة !!
وعندما لم يسمع اي رد …انتفض من مكانه كالمجنون ثم خرج من شقة سمر حيث انه كان ينتظر قدومها لكي يحتفل معها بمناسبة قدوم السنة الجديدة ثم صعد في سيارته الـ BMW وقادها بأقصى سرعته متوجهاً الى المطعم الذي تعمل به , وبينما كان يقود حاول ان يتصل بها مراراً وتكراراً ولكنها لم تجيب على أتصالاته من ما جعله يشعر بالهلع فقال : لو حصلها حاجة انا هحرق الحقير الي سمعتو بيتكلم وهلاقيه لو كان تحت سابع أرض .
اما في مكان أخر ……
اي في مصنع قديم …دخل عزيز هو وثلاثة رجال من اتباعه الى المصنع حيث كانوا يحتجزون سمر المسكينة التي كانت تتنفس بصعوبة وتبكي بحرقة كما ان يديها كانت مكبلة وعينيها مغطاة وكانت مرمية على تلك الأرضية الباردة والقذرة ؟
فأقترب عزيز منها ثم امسك بشعرها وقال : دلوقتي لازم نصفي حسابنا , انتي ازاي تجرأتي وضربتيني ها ؟
قال ذلك وضربها بقوة , اما هي فبكت وقالت : هوا انا اعرفك قبل كدا عشان اضربك ؟؟ ليه بتعملوا معايا كدا ؟؟ حرام عليكوا دا انا معملتش حاجة وحشة بحقكوا .
عزيز : بطلي عبط بقى , اوعك تفتكري انك ممكن تخدعيني بالشويتين دول عشان اسيبك , دا انا هوريكي اسوء كابوس قبل ما اقتلك …لكان انا تضربيني وتهربي ؟؟ ماااشي .
فقالت سمر وهي تبكي : حرام عليك …انا معرفكش عشان تعمل فيا كدا .
فنظر عزيز الى رجاله وقال لهم : اطلعوا استنوني برا ومتدخلوش هنا تاني .
فقال احمد الذي كان برفقته : امرك يا ريس ، يلا بينا يا رجلاله.
ثم خرج الرجال الثلاثة من المصنع ووقفوا ينتظرون عزيز , اما هو فنزع الغطاء عن عيون سمر وخلع سترته وقام بالأقتراب منها قائلاً : انا هوريكي دلوقتي .
فصرخت قائله : عايز تعمل فيا ايه ؟؟؟ متقربش مني لحسن هقتلك …
فأقترب منها اكثر وقال : هنشوف دلوقتي مين فينا هو الي ح يموت .
قال ذلك ثم اخذ يعتدي عليها كما لو انه ضبعاً ضاري وان التي بين يديه فريسة , اما هي فكانت تصرخ وتحاول ان تبعده عنها ولكن دون جدوى , ما الذي تستطيع تلك الفتاة المسكينة ان تفعله وهي مكبلة اليدين ؟؟
فبعد ما اعتدى عزيز عليها وقتل روحها البريئة ودنس شرفها الذي كانت محافظة عليه كل تلك السنين ..ارتدي ملابسه وقام بطعن جسدها عدة طعنات اسفرت عن مقتلها ولم يكتفي بفعل ذلك فقط بل قام بتصويرها لكي يبرهن للسيد فتحي انه قد تخلص منها والى الأبد .
ثم القى عليها غطائاً وخرج من مسرح الجريمة وهو ينفض ثيابه من الغبار ثم قال لرجاله : امسحوا اي اثر ممكن يدل علينا وخلونا نمشي .
تسارع في الأحداث ……………
في اليوم التالي …
كانت سيارات الشرطة قريبة من المطعم الذي كانت سمر تعمل به حيث ان كنان ابلغ عن اختطافها فكانت الشرطة تحقق في القضية ولكنهم لم يجدوا اي دليل يشير الى مكانها سوى هاتفها وحقيبتها الذان كانا مرميين على الأرض .
فأصبح كنان كالمجنون لأنه لم يسمع عن خطيبته اي خبر بعد الذي حدث في الليلة السابقة كما ان صديقه ورفيق دربه يوسف سرحان علم بالأمر لذلك ذهب لكي يقف بجانبه ويهدأ من روعه فقال : متخفش , لو انها اتخطفت زي ما بتقول فدا معناها ان الخاطف عايز فدية وانا متأكد انه هيتصل بيك في اي لحظة .
فقال كنان : ازاي تقولي مخفش يا يوسف ؟؟ بقولك الحقير خطفها من امبارح بلليل ولغاية دلوقتي مسمعتش عنها اي خبر ! حتى اني معرفش لو كان عملها حاجة .
فوضع يوسف يده على كتف كنان وقال : ودا لوحدو بيطمن , يعني لو جرالها اي حاجة وحشة كنا عرفنا دا من بدري .
فتنهد كنان وقال : بتمنى يكون كلامك صحيح .
في تلك اللحظة ورد ضابط الشرطة المسؤل اتصال فأجاب : الو …معك الضابط مروان …أنت بتقول أيه ؟؟ طيب احنا جايّن فوراً .
قال ذلك ثم اغلق هاتفه وتوجه نحو كنان ويوسف ثم قال : عندي خبر مش كويس يا جماعة .
{ ملاحظة : الضابط مروان هو شاب يبلغ من العمر 31 سنة ، وهو شجاع ونزيه في عمله وسيكون له دوراً كبيراً في سير احداث الرواية }
فأنقبض قلب كنان بوشعر بالخوف يتغلب عليه عندما سمع ما قاله الضابط مروان فقال : ف…في أيه ؟
مروان : من شوية جالي أتصال من المركز وقالولي انهم لقوا جثة بنت مقتولة في مصنع قريب من هنا وجايز تكون هي نفس البنت الي بندور عليها .
فقال يوسف بتوسل : لاء …قول حاجة تانية !
اما كنان فكاد ان يغيب عن وعيه ولكنه تمالك نفسه وقال : خ…خلونا نروح نتأكد من الجثة جايز متكونش هي .
فتنهد مروان وقال : وانا بقول كدا برضو , يلا خلونا نمشي .
ثم ذهبوا الى مسرح الجريمة وكان هو نفسه المصنع الذي قُتلت فيه سمر بتلك الطريقة الوحشية , فكانت سيارات الشرطة تُحيط بالمكان وكان مُسيج بالشريط الأحمر كما ان الطبيب الشرعي كان يتفحص الجثة , فنزل كل من الضابط مروان ويوسف ومعهما كنان من سيارة الشرطة ثم اتجهوا نحو احد رجال الشرطة الذي كان يحقق مع ثلاث مراهقين كانوا هم أول من اكتشف الجثة .
فقال مروان لرجل الشرطة : مين الى لاقى الجثة وبلغ عنها ؟
فألتفت رجل الشرطة اليه وقال : احترامي يا باشا , العيال دول هما الي بلغوا عن الجثة .
فنظر مروان الى المراهقين الذين كانوا يرتجفون خوفاً من بشاعة المنظر ثم قال : مين فيكم الي لقاها في الأول ؟
فقال احدهم وهو يرتجف : أأ..أنا يا باشا .
مروان : وكنت بتعمل هنا ايه ؟
الفتى : جيت …جيت انا واصحابي عشان نتمرن على الغنى في المصنع دا زي ما بنعمل في كل عطلة وتفجأنا لما شفنا البنت وهي …وهي مقتوله .
مروان : طب انتوا شفتوا حد تاني كان هنا ؟
الفتى : لاء … مكنش في حد .
مروان : طيب ماشي , تقدروا تروحوا دلوقتي ولو احتجناكوا عشان تدوا افادتكوا من تاني هبقى ابعت حد يجيبكوا على القسم .
قال ذلك ثم التفت الى رجل الشرطة وقال : روحهم بيوتهم .
الشرطي : امرك يا باشا ، يلا بينا يا عيال .
ثم ذهب الفتيان الثلاثة مع رجل الشرطة اما مروان فنظر الى كنان ويوسف ثم قال : خليكوا هنا لحد ما ارجعلكوا .
فقال يوسف : خلونا نشوف الجثة .
مروان : استنوا اشوف الطبيب الشرعي بيقول ايه في الأول وبعدين اندهلكوا..
يوسف : ماشي .
ثم ذهب الضابط مروان الى داخل المصنع لكي يتكلم مع الطبيب , اما يوسف فنظر الى كنان الذي كان متجمداً في مكانه فسأله بقلق : كنان !! مالك يا صحبي ؟؟ انت كويس ؟
فرد كنان عليه بصوت مخنوق : معرفش ليه قلبي بيقولي ان …ان الجثة الي بيفحصوها جوا هتكون جثة سمر يا يوسف . +
يوسف : متقولش كدا وخليك متفائل بالخير عشان تلاقيه , وأن شاء الله يكون احساسك غلط .
في تلك اللحظة خرج الضابط مروان من المصنع وعلى وجهه علامات التوتر فأتجه نحو يوسف وكنان فسأله يوسف بلهفة : خير يا حضرة الضابط ..طمنا !
فخلع مروان القفازات المطاطية عن يده ثم عبث بشعره وقال : حسب أستنتاج الطبيب الشرعي ان البنت تقتلت بعد ما تم اغتصابها بوحشية والدليل على كدا ان جسمها كان متعور اوي واثار الخرمشه واضحة على جلدها وكمان …
فنظر كنان اليه وقال : سكت ليه ؟؟ ما تكمل كلامك !
فتنهد مروان وقال : وكمان عمرها يتراوح ما بين الثلاثة وعشرين والخمسة وعشرين ودا يعنا انها …
فقاطعه يوسف الذي قال بصدمة : ودا يعني انها ممكن تكون هي نفسها سمر !!!
مروان : كنان بيه … عايزين منك تخش جوا المصنع عشان تتعرف على الجثة , ولو كانت هي نفسها خطيبتك المقتوله فهتسهل علينا مهمة معرفة اصلها .
فتدخل يوسف وقال : لو كانت الجثة الي جوا دي جثة سمر بجد فمن الأحسن ان كنان ما يدخلش ابداً , لأنه ممكن يموت لو شاف البنت الي بيحيبها مقتوله بالوحشية دي .
مروان : بس احنا عيزين حد يتعرف على الجثة عشان نبدأ التحقيق .
يوسف : انا هدخل بدالو …انا اعرف سمر كويس ولو كانت الجثة دي بتعتها حقولكوا على طول .
فقال كنان بصوت يكاد يختفي : لاء ….انا الي هدخل .
يوسف: بس يا كنان انت ممكن ….
فقاطعه كنان بقوله : مش هيجرالي حاجة , هدخل اتعرف على الجثة ولو كانت …ولو كانت جثة سمر بجد فأنا هعرف ان الرجل الي خطفها هو الي قتلها سعتها مش هيخلصو من ايديا غير الموت .
قال ذلك ثم دخل الى المصنع اما يوسف ومروان فلحقا به ايضاََ .
فوقف كنان بالقرب من تلك الجثة الهامدة التي كانت مغطاه بغطاء ابيض وتفوح منها رائحة الدم والتعفن ، فأغلق عيناه وضغط على يديه بشدة من ما جعل سوسف يقترب منه ويضع يده على كتفه قائلاً : شد حيلك .
ففتح كنان عيناه مجدداً وأرخى قبضته ثم قال للطبيب الشرعي : ش..شيل الغطا .
فأومى الطبيب برأسه ثم ابعد الغطاء عن وجهها الذي كان قد تحول الى اللون الأزرق بالفعل , فأغمض يوسفظ عيناه بآلم وقال : ليه كدا ؟
اما كنان فوقف يحدق بها بدون حراك من ما جعل الضابط مروان يدرك ان هذه الفتاة المقتولة هي نفسها سمر التي كانوا يبحثون عنها فقال للطبيب : انقلوا الحثة عشان تشرحوها .
الطبيب : ماشي .
وبالفعل وضع الطبيب الشرعي جثة سمر في حقيبة سوداء ثم نقلوها الى سيارة الأسعاف امام كنان الذي صدم بعد ما رأى محبوبته مقتوله بتلك الطريقة التي تقشعر لها الأبدان .
فأقترب مروان منه ثم وضع يده على كتفه وقال : انا بوعدك اني هلاقي الحقير الي قتلها وحخليه يدفع الثمن غالي .
في تلك اللحظة نزلت دموع كنان كما لو انها قطرات مطر وأخذ يبكي بشدة كالطفل الذي فقد امه وهو في امس الحاجة لها .
اما يوسف فتأثر هو ايضاً وخصوصاً بعد ما رأى صديقه منهاراً بتلك الطريقة من ما جعله يقترب منه ويعانقه قائلاً : انا اسف يا صاحبي …معرفش اقولك ايه في المصيبة دي ,, بس شد حيلك وانا هكون جنبك .
وفي تلك اللحظة رن هاتف يوسف فأبتعد عن كنان ثم مسح دموعه واخرج هاتفه من جيبه فأجاب : ايوا يا حبيبتي؟؟
كانت منال عطالله حبيبة يوسف هي من اتصلت به لكي تطمئن على سمر بعد ما علمت بأمر اختطافها فقالت : يوسف… طمني لقيتوا سمر ولا لسا ؟؟
فنظر يوسف الى صديقه كنان الذي ركع على ركبتيه وكان يبكي بحرقة ثم قال : ايوا لقيناها .
فأبتسمت منال وقالت : بجد ؟؟ الحمد لله ، اكيد كنان ارتاح دلوقتي مش كدا ؟
فنزلت دمعة يوسف وقال : سمر انقتلت يا منال؟؟
فصعقت منال عندما سمعت ذلك وقالت : ايه ؟؟ انت بتتكلم جد ؟
يوسف : ايوا ، الحقير الي خطفها اغتصبها في الأول وبعدين قتلها بطريقة بشعة جداً .
فوضعت منال يدها على جبينها وقالت بغير تصديق : لاء …. قول غير كدا ؟
يوسف : مع الأسف دي الحقيقة المرة .
فنزلت دموع منال وقالت : ايه الموصيبة الي حلت علينا دي؟
تسارع في الأحداث ……………………..
مرت الأيام ولم تعرف الشرطة من هو القاتل المتوحش الذي قتل سمر لعدم وجود اي دليل يُشير الى معرفته لذلك اغلقوا القضية ووصفوها ضد مجهول
اما كنان فكان ما يزال مصدوماً لأنه فقد اكثر انسانه يحبها بعد والدته من ما جعله يصبح بارد المشاعر بعد ما كان شاب مرح ولطيف كما ان قلبه اصبح قاسي جداً حيث انه كان يشحنه بـِ لهيب الحقد والكراهية لهذا الشخص الذي كان السبب في تفريقه عن محبوبته , فأقسم على ان يبحث عنه وعندما يجده سينتقم منه ويرد له الصاع صاعين .
وبالنسبة لجوليا فكانت لا تعلم عن هذا الأمر شيئاً …بل كانت تتأقلم مع حياتها الجديدة عند الست هاله التي أوتها في منزلها وعاملتها كما لو كانت ابنتها فكان حب جوليا لها يكبر كل يوم بقدر كبر الكره الذي كانت تكنه لعمها ” فتحي السباعي ” الذي سلبها أرث ابيها وسلبها روحها عندما طردها من المنزل الذي كبرت وعاشت به فقررت ان تستجمع قوتها من جديد وتقف على قدميها لكي تتمكن من محاربة طغيان عمها وتسترجع ما هو حقها .
اما السيد فتحي فكان سعيداً بتوليه منصب الرئيس بعد ما دبر لأخيه ” منصور السباعي ” ذلك الحادث الذي اسفر عن موته هو وزوجته ” حنان ” كما انه ظن ان جوليا قد ماتت ولن تعود لكي تطالبه بميراثها ابداً .
بعد مرور سنتين …………..
اصبح عمر جوليا 26 عاماً , اما كنان وصديقه يوسف فدخلوا في سن الثلاثين كما اصبح عمر فرح { ابنة عم جوليا } 23 عاماً واصبحت طالبة جامعية تتمتع بحياة الثراء التي سلبتها من جوليا .
فكانت جوليا قد تعلمت الطبخ في منزل الست هاله التي اعتنت بها حتى انها اصبحت طباخة ماهرة وكل الزبائن كانوا يأتون الى المطعم فقط من اجل ان يتناولوا طبخها .
وبالنسبة لكنان فكان يزداد ثرائاً كل يوم اكثر من اليوم الذي سبقه لأن شركة السيارات التي خلفها له والده كانت مشهورة عالمياً وتجني ملايين الدولارات بينما كان قلبه يزداد حقداً على قاتل خطيبته ويتمنى لو انه يعرف من هو .
اما يوسف فتولى رئاسة فندق عائلته العريق والذي يُعتبر من اشهر وأفخم الفنادق في القاهرة كما انه تقدم لخطبة حبيبتة منال التي كانت تبلغ من العمر 27 عاماً وتعمل كمديرة تنظيم رحلات في شركة والدها السياحية .
وذات يوم كانت جوليا تُعد الحساء من اجل الزبائن في مطعم الست هاله كعادتها , فأبتسمت وقالت : الشهر دا عدد الزباين كبر بسبب طبخي , ولو فضلت على الحالة دي هبقى طباخة محترفة وهفتتح مطعم اكبر من دا بكتير ..
قالت ذلك وهي تبتسم …ولكن سرعان ما تلاشت أبتسامتها عندما تذكرت الماضي وقالت : لسا من سنتين بس كان حلمي ابقى رسامة مشهورة وافتتح معرضي الخاص , معقول الأنسان بيتغير بالسهولة دي ؟ ولا هي الظروف الي بتجبرنا اننا نتخلى عن احلامنا ؟
في تلك اللحظة دخلت الست هاله الى المطبخ وقالت : جوليا يا حبيبتي اتأخرتي كدا ليه ؟ الزبون من ساعة طلب الطبق دا وانتي لسا مخلصتيهوش ؟؟
فنظرت جوليا اليها وقالت : اوه انا اسفه … شردت شوية , لكن ما تقلقيش هخلصو بسرعة .
الست هاله : يلا بسرعة عشان الزبون دا شكلو رخم اوي ولو ما أكلش هيتعكنن علينا .
فضحكت جوليا وقالت : اديني كمان دقيقة وهخلص .
الست هاله : ماشي ، انا هطلع فوق اغير هدومي لأنها اتوسخت وانزل على طول .
جوليا : لو تعبانه خشي نامي وانا هكمل الشغل عنك .
فأبتسمت الست هاله وقالت : لا مش تعبانه ، هغير هدومي ورجع على طول .
جوليا : ماشي .
ثم صعدت الست هاله الى الطابق العلوي من مطعمها حيث كانت تعيش فيه مع جوليا ، اما الأخيرة فذهبت لكي تقدم الطعام الى الزبون.
وما هي الا دقائق حتى عادت الست هاله بعد ان بدلت ملابسها وبدأت بمساعدة جوليا .
فقالت لها جوليا : خالتي هاله انا هروح السوق عشان اشتري شوية حجات نقصانه ، عايزه اي حاجه اجبهالك وانا راجعه ؟
الست هاله : لا يا روحي مش عايزه اي حاجه ، بس خدي بالك من نفسك كويس .
جوليا : حاضر .
ثم صعدت الى غرفتها وبدلت ملابسها حيث انها ارتدت بنطال جينز وتي شرت بيضاء بأكمام طويله ثم رفعت شعرها على شكل ذيل حصان وانتعلت حذائها الزاحف ومن ثم اخذت حقيبتها ونزلت.
وقبل ان تخرج من المطعم قالت : خالتي هاله… انا هخرج دلوقتي.
فردت الست هاله عليها : خلي بالك من نفسك.
ثم خرجت جوليا من المطعم واوقفت سيارة اجرة فقالت للسائق : اطلع يا اسطه على المول الي في وسط العاصمة.
السائق : تحت امرك يا هانم.
وبالفعل اوصلها سائق سيارة ال الأجرة الى مجمع تجاري كبير كان في وسط القاهرة وكان به اقسم متعددة منها اقسام لبيع الملابس واقسام لبيع الأثاث واقسام لبيع ادوات الكهرباء.
ولكن جوليا لم تدخل الى اي قسم من هذه الأقسام بل اتجهت إلى قسم المواد الغذائية لكي تشتري المواد التي تنقصها في المطعم.
ولكن الشيء الذي لم يكن في الحسبان هو ان عزيز كان في ذلك القسم ايضاً يشتري بعض العصائر ، وبينما كانت جوليا تتسوق اصطدمت به فقالت : اوه انا اسفه مخدتش بالي .
وعندما نظرت اليه اتسعت عيناها وسيطر عليها الذعر لأنها عرفته فوراً ومن المستحيل أن تنسى ما فعله بها وانه كان على وشك قتلها منذ سنتين فقالت : انت !!
اما هو فصدم عندما رأها وخصوصاً لأنه كان أنه يعتقد بأنه قتلها بالفعل حيث ان من المستحيل بالنسبة له ان ينسى وجهها او نسيان تلك الليلة ابداً فعاد بخطواته الى الخلف وقال : مستحيل … ازاي حصل كدا ؟؟
يتبع ….
::::::::::::::::::::::::::