روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
::::::::::::::::::::::::::
قراءة ممتعة للجميع ♡
وصلنا في البارت اللي فات لما جوليا كانت بتتكلم مع كنان في التليفون وفجأة سمعت صوت تصادم قوي وانقطع الخط…
فتسلل الخوف الى قلبها بعد ما سمعت ذلك الصوت وقالت بتلعثم : ك..ك..كنان ! انت رحت فين يا كنان ؟
* وحين لم تسمع منه اي رد نزلت دموعها ورمت الهاتف من يدها ثم ركضت نحو الباب وخرجت من الغرفة وهي تقول : لاء يا كنان… متعملش فيا كدا !
قالت ذلك ثم ركضت على الدرج حتى وصلت الى باب الفيلا فنظرت من حولها ولم تجد احداً مستيقظاً مما جعلها ترتبك اكثر فذهبت الى غرفة زياد وطرقت الباب ، فنهض زياد بسرعة وخرج من الغرفة قائلاً : جوليا هانم! في ايه يا ست هانم؟
فامسكت جوليا بيده وهي تبكي قائله : الحقني يا زياد… كنان …كنان عمل حادثة !
فصدم زياد بعد ذلك الخبر وقال : ايه؟؟
جوليا : مش وقت الكلام دلوقتي…. خلينا نمشي بسرعة .
زياد : ح.. حاضر انا هجيب مفتاح العربية .
وبالفعل عاد زياد الى غرفته ثم اخذ مفتاح احدا السيارات وسترته وبعدها خرج وقال : انا جاهز يا ست جوليا.
فخرجت جوليا برفقته الى موقف السيارات وهي حافية القدمين وترتدي ملابس خفيفة ثم صعدت بالسيارة وقالت لزياد : اديني موبايليك .
فأعطاها زياد هاتفه ثم شغل محرك السيارة ، اما هي فاتصلت بكنان ولكن لم يجبها اي شخص مما جعلها تخاف اكثر واستمرت بالاتصال حتى اجابها احدهم فقالت بلهفة : كنان… رد عليا يا كنان .
فقال الشخص الذي اجابها : حضرتك مرات كنان بيه ؟
فتسلل الخوف الى قلب جوليا وقالت : ا.. ايوا.
الشخص : انا ضابط في الشرطة واسمي مروان يا هانم يؤسفني اني اخبرك ان كنان بيه اتنقل من شوية في سيارة الاسعاف على مستشفى *** وحالته خطيرة اوي .
{ ملاحظة هامة : الضابط مروان هو نفس الضابط اللي كان بيحقق في قضية قتل سمر من سنتين بس بعد ما القضية اتقفلت هو حس ان النيابة ظلمت سمر وكنان علشان كدا طلب يتنقل الأسكندرية بس في الاخر رجع القاهرة ولما كان مروح من الشغل في لليل شاف كنان واقف في الطريق وكان سكران اوي فأتعرف عليه على طول لانهم كانوا بيعرفوا بعض من زمان وغير كدا لان كنان رجل أعمال مشهور ، فقرر مروان انه يقرب من كنان وبيتكلم معاه بس كنان كان بيتكلم في الموبايل وفجأة رمى نفسو قدام عربيه كانت ماشية بسرعة وتعور اوي فركض مروان لما شاف الحادثة واتصل بالاسعاف بسرعة لأن كنان كان بينزف اوي وفقد وعيو بعد ما العربيه صدمتو }
* فصدمت جوليا كثيراً بعد ما سمعت ما قاله مروان ولم تعد قادرة على الكلام… اما مروان فقال : آلو… آلو.. حضرتك سمعاني !
فنظر زياد الى جوليا في المرآة وقال : انتي كويسه يا ست هانم ؟؟ وكنان بيه كويس ؟
فأجابته جوليا بصوت يكاد يختفي : هو… هو اتنقل على مستشفى *** لان حالتو خطيرة جداً.
زياد : يا ساتر استر يا رب…متقلقيش يا هانم احنا هنوصل هناك بسرعة.
قال ذلك ثم زاد من سرعة السيارة ، اما الضابط مروان فكان واقفاً مع صاحب السيارة التي صدمت كنان وكان الرجل مرتبكاً جداً فقال له مروان : متقلقش …انا شفت ايه اللي حصل والحق مكنش عليك.
الرجل : متشكر يا باشا ، بس الراجل دا كان عايز ينتحر وانا مقدرتش اسيطر على العربية .
فشرد مروان قليلاً ثم قال : بس هو ليه كان عايز ينتحر… معقول يكون لسا منسيش اللي حصل لخطيبتو ؟ بس ازاي اتجوز لو منسيش اللي حصل قبل سنتين ؟
قال ذلك ثم نظر إلى هاتف كنان الذي كان بيدة… اما الرجل فقال : اقدر امشي يا باشا ؟
فنظر مروان اليه وقال : تقدر تمشي دلوقتي بس لازم تيجي القسم بعدين علشان تدي افادتك.
الرجل : حاضر يا باشا.
ثم غادر الرجل اما مروان فصعد على دراجته النارية ووضع الخوذة وبعدها اتجه نحو المستشفى التي تم نقل كنان اليها…
وهناك…
قام الاطباء بأدخال كنان الى غرفة العمليات فوراً لان حالته كانت حرجة اما جوليا وزياد فوصلا الى المشفى ونزلا من السيارة بسرعة… فركضت جوليا وهي حافية القدمين حتى وصلت الى قسم الطوارئ فسألت احدى الممرضات عن رجل تم نقله بسيارة الإسعاف فاخبرتها انه في غرفة العمليات لان حالته خطيرة.
وفي تلك اللحظة فقدت جوليا وعيها لانها لم تستطيع ان تتحمل الصدمة فهرع زياد اليها وامسك بها بقلق كما ان الممرضة ساعدته على نقلها الى سرير في قسم الطوارئ واستدعت احد الاطباء لكي يفحصها.
فأخرج زياد هاتفه من جيبة ثم اتصل على ادهم الذي كان نائماً في منزله فأجاب بصوت نعس : آلو…
فقال زياد بتوتر شديد : ادهم بيه !
فاستغرب ادهم عندما سمع صوت زياد لذا ابعد الهاتف عن اذنه ونظر الى الاسم ثم جلس واعاد الهاتف الى اذنه قائلاً : كنان جرالو حاجة يا زياد !
فمسح زياد وجهه براحة يدة ثم قال : البيه اتعرض لحادثة يا ادهم بيه وهو في غرفة العمليات دلوقتي.
فنهض ادهم وقال بفزع : ايه ؟؟ طب هو اتعور اوي ؟
زياد : مع الاسف حالتو خطيرة وجوليا هانم بعد ما سمعت دا فقدت وعيها وانا مش عارف اتصرف..
ادهم : هي جوليا في المستشفى دلوقتي !!!
زياد : ايوا… احنا جينا مستشفى *** من شوية وهي فقدت وعيها على طول.
ادهم : طيب يا زياد..انت خلي بالك من جوليا وانا جاي فوراً .
قال ذلك ثم اغلق هاتفه وركض نحو خزانته فاخرج منها تيشرت لكي يستر صدرة العاري واخذ يرتديه قائلاً : ارجوك يا رب… متخليش حاجة وحشة تحصل لكنان.
وبعد ما ارتدى ملابسه امسك الهاتف واتصل على يوسف الذي كان نائماً ايضاً فاجابه وهو نائم : عايز ايه يا ادهم ؟
ادهم : كنان في المستشفى يا يوسف وهو في غرفة العمليات دلوقتي.
فنهض يوسف وقال بهلع : بتقول ايه ؟؟؟
ادهم : مش وقت الكلام دلوقتي… جوليا هناك والبنت فقدت وعيها واحنا لازم نروح ، يلا قوم جهز نفسك بسرعة وانا هسبقك .
يوسف : يا دي المصيبة… طيب يا ادهم انا هحصلك.
قال ذلك ثم اغلق الهاتف وقفز من السرير حتى وصل الى الخزانة فاخرج منها جاكيت جلدية فارتداها واخذ مفتاح سيارته وهاتفه ثم انتعل حذائه وركض حتى خرج من الفيلا.
في المستشفى…….
وصل الضابط مروان الى قسم الطوارئ فسأل احدى الممرضات عن كنان فاخبرته انه في غرفة العمليات وان زوجته قد فقدت وعيها وهي نائمة لأن الطبيب اعطاها مهدئ للأعصاب.
فتوجه مروان نحو غرفة العمليات حيث كان زياد واقفاً هناك والتوتر يسيطر عليه ، فاقترب مروان منه وقال : انا الضابط مروان اللي شهد على حادثة كنان بيه… وحضرتك تبقى مين ؟
زياد : اهلاً يا باشا… انا ابقى السواق بتاعو.
مروان : طب هو كويس ؟
فتنهد زياد وقال : لسا الدكتور مخرجش من العملية.
مروان : انا اتكلمت مع مراتو بس الخط فصل… هي فين دلوقتي ؟
زياد : الست جوليا فقدت وعيها لما سمعت ان في خطر على حياة كنان بيه وهي نايمة دلوقتي.
مروان : طب انا عايز اقبلها.
زياد : حاضر يا باشا.. هدلك على مكانها.
قال ذلك ثم ارشد مروان حيث كانت جوليا نائمة… فصدم الأخير بعد ما رأى جوليا لانه يتذكر ان هذه الفتاة قد قتلت وهو كان الشخص الذي يحقق في قضية قتلها فنظر إلى زياد بصدمة وقال : ا.. ازاي حصل دا ؟؟ البنت رجعت عاشت تاني !
فتنهد زياد وقال : دي مش سمر هانم يا باشا…انما وحدة شبها واسمها جوليا وهي مرات كنان بيه .
مروان : ازاي في حد بيشبه حد للدرجة دي ؟ معقول يطلعوا خوات !
في تلك اللحظة وصل كل من ادهم ويوسف الى المستشفى فركضا الى قسم الطوارئ حيث كان زياد واقفاً مع مروان بالقرب من سرير جوليا ، فهرع ادهم نحو زياد وسأله : فين كنان يا زياد ؟؟
اما يوسف فقال : هو كويس مش كدا ؟
زياد : البيه في العملية ولسا الدكتور مخرجش منها.
فنظر مروان الى ادهم وقال : ادهم !
فالتفت ادهم اليه وقال : مروان ؟؟ بتعمل ايه هنا ؟
{ ملاحظة هامة : الضابط مروان والمحامي ادهم كانا زملاء دراسة وهما بنفس العمر اي انهما في الثانية والثلاثين وكانا مقربان جداً في الجامعة ولكنهما افترقا بعد ما سافر ادهم الى اميركا قبل مقتل سمر بخمسة اشهر اي ان مروان لم يكن يعلم ان ادهم على علاقة مقربة من كنان }
فنظر يوسف اليه وقال : مش انت برضو حضرة الضابط مروان اللي كان بيحقق في قضية سمر !
فاقترب مروان منهما وصافح يوسف قائلاً : ايوا يا يوسف بيه .
قال ذلك ثم اقترب من ادهم وعانقه قائلاً : ازيك يا ادهم ؟
ادهم : الحمد لله ، ازيك انت ؟
فابتعد مروان عنه وقال : تمام والحمد لله.
يوسف : هو انت بتعرف حضرة الباشا يا ادهم ؟
ادهم : كنا زمايل في الجامعة.
فنظر مروان الى جوليا وقال : في حاجة عجيبة بتحصل هنا يا جماعة… ازاي البنت دي بتشبة البنت اللي اتقتلت من سنتين ؟
يوسف : دي حكاية طويله يا باشا.
ادهم : جيت في وقتك يا مروان.. انا هحكيلك على كل حاجة بس لما نطمن على كنان الاول.
مروان : صاحبكوا كان عايز ينتحر يا جدعان.. وكويس اني لحقتوا في اخر دقيقة.
فصدم كل من يوسف وادهم بعد سماعهما ذلك وقال يوسف : ايه ؟؟ انتحر ؟
مروان : هو كان ماشي في الشارع وبيتكلم في الموبايل وانا انتبهتلوا وعرفت ان الراجل دا هو كنان الحريري بس المفاجأة انه رمى نفسو قدام عربيه كانت ماشية بسرعة ولو اني مكنتش هناك معرفش ايه اللي كان هيحصلوا.
فاعاد يوسف شعره الى الخلف وقال : يا دي المصيبة.
ادهم : ايه اللي حصلك يا كنان ؟؟ ليه كنت عايز تنتحر ؟
في تلك اللحظة خرج الطبيب من غرفة العمليات فركض كل من يوسف وادهم ومروان وزياد نحوه وقال ادهم : طمنا يا دكتور.. كنان كويس ؟
الدكتور : احنا عملنا اللي علينا والباقي على الله.
يوسف : يعني ايه ؟؟؟
الدكتور : السيد كنان نزف كتير اوي وكان في خطورة على حياتو بس احنا وقفنا النزيف والعملية نجحت والحمد لله لكن دا مش معناه انه بقى كويس يعني لازم تبقوا جاهزين لأسوء الأحتمالات.
في تلك اللحظة تسلل الخوف الى قلوب الجميع وخصوصاً يوسف… فركع على الارض جراء الصدمة اما مروان فقال للطبيب : هو ممكن يموت يا دكتور ؟
الدكتور : ادعو ان ميحصلش كدا… حالياً هو دخل في غيبوبة ومش هنعرف اي حاجة غير اما يصحى ، ودلوقتي عن اذنكوا.
ثم غادر الطبيب اما ادهم فمسح وجهه بيده ونظر الى يوسف ثم انحنى على مستواه وقال : متعملش كدا يا يوسف.. شد حيلك باخويا .
فقال يوسف بصوت يكاد يختفي : كنان هيموت يا ادهم !
ادهم : متقولش كدا…. هو كويس وهيرجعلنا انا متأكد .
اما مروان فقال : مش لازم تضعفوا دلوقتي ولازم تدعوا ربنا علشان يشفيه.
تسارع في الاحداث………..
– مرت خمس ساعات واصبحت الساعة تُشير الى الخامسة فجراً وكان الجميع جالساً امام غرفة العناية المركزة والصمت كان سيد الموقف… اما جوليا فكانت ماتزال نائمة بعمق وبالنسبة لكنان فهو لم يستيقظ ايضاً .
ثم مر ساعتين تقريباً واصبحت الساعة تُشير إلى السابعة صباحا ً، فاتصلت سوسن على زياد لأنها شعرت بالغرابة حيث انها استيقظت ولم تجد لا كنان ولا جوليا في الفيلا فأخبرها زياد بما حدث مما جعلها تفزع كثيراً وارادت ان تأتي فاخبرها بان تحضر لجوليا بعض الملابس لانها لا ترتدي سوى بجامة خفيفة.
اما منال فاتصلت على يوسف الذي كان جالساً والحزن يأكل قلبه على حالة صديقة فأجابها بنبرة حزينة : ايوا يا منال.
فابتسمت منال وقالت : صباح الخير يا روحي… انت جاهز علشان نروح نشتري فستان الفرح النهاردة ؟
فنزلت دمعة من عيون يوسف وقال بصوت مخنوق : مش هنعمل فرح يا منال.
منال : ليه يا يوسف ؟؟ هو في حاجة حصلت ؟
يوسف : كنان انتحر يا منال.
فنزل الخبر على مسامع منال مثل الصاعقة وقالت بفزع : بتقول ايه يا يوسف ؟؟
فبدأ يوسف يبكي ولم يستطيع ان يتحدث مما جعل ادهم يأخذ الهاتف منه فقال : ايوا يا منال ، ادهم بيكلمك.
منال : كنان كويس يا ادهم ؟
ادهم : هو عمل عملية ودلوقتي في غيبوبة واحنا مستنين علشان يصحى.
منال : يا دي المصيبة… طيب انا جاية حالاً .
ادهم : هيكون احسن علشان يوسف محتاجلك دلوقتي .
قال ذلك ثم اغلق الهاتف ووضع يده على كتف يوسف قائلاً : شد حيلك يا يوسف… مينفعش تضعف دلوقتي.
فمسح يوسف دموعه وقال : مش قادر يا ادهم… انت اكتر واحد عارف كنان ايه بالنسبة لي.
فتنهد ادهم وقال : متقلقش يا يوسف…صاحبنا قوي وهيخرج منها ان شاء الله.
اما مروان فقال : ادهم.. تعالى انا عايز اكلمك.
فالتفت ادهم اليه وقال : ماشي.
ثم نظر إلى زياد وقال : خليك مع يوسف يا زياد واتصل بيا لو اي حاجة حصلت.
زياد : تحت امرك يا ادهم بيه.
– ثم ذهب ادهم برفقة مروان الى الخارج فسأله مروان : ايه اللي بيحصل يا ادهم ؟؟ انا مش فاهم اي حاجة… وازاي مرات كنان طلعت شبه البنت اللي اتقتلت من سنتين ؟
فتنهد ادهم وقال : مش عارف اقولك ايه يا مروان.. بس قولي الاول انت رجعت القاهرة امتى ؟؟ انا سألت عنك بعد ما رجعت من اميركا وقالولي انك طلبت تنتقل الأسكندرية.
مروان : ايوا انتقلت بعد ما القضية اتقفلت ورجعت من اسبوع تقريباً ومكدبش عليك يا صاحبي ان الحكاية دي فضلت معلقة في دماغي لغاية دلوقتي علشان كدا رجعت وعايز افتح تحقيق من اول وجديد.
ادهم : المرة دي انا هساعدك علشان نمسك المجرمين اللي قتلوا سمر وخلو كنان يتعذب بالشكل دا.
مروان : قولت مجرمين ؟؟ انت عارفهم يا ادهم ؟
فتنهد ادهم وقال : اقعد وانا هحكيلك على كل حاجة.
فجلس مروان يستمع لحديث ادهم الذي اخبرة بكل شيء ، فهو اخبرة عن القصة كاملة وكيف تعرف كنان على جوليا وكيف تزوجها بدافع الانتقام الى حين اكتشف انها شقيقة سمر التوأم وكيف اصبح يحبها بشدة.
فتعجب مروان كثيراً بعد سماعه لهذه القصة الغريبة وقال : الكلام دا خطير اوي يا ادهم…انت عارف انك بتتهم راجل اعمل مشعور زي فتحي السباعي بالتحريض على جريمة قتل !
ادهم : انت لازم تصدقني يا مروان لاني بقولك الحقيقة وفي ادله على كلامي دا ، وبعدين لو جيت للمنطق فانت هتصدق ان الحكاية دي حقيقة لان كنان عمل تحليل D. N. A واكتشف ان سمر هي اخت جوليا التوأم وعلشان كدا هي انقتلت بدال اختها جوليا اللي حاول عزيز يقتلها بأمر من فتحي السباعي اللي استولى على ورثتها وطردها من البيت بعد ما اجبرها انها توقع على اوراق تنازل عن الورثة.
فنهض مروان وقال : عارف لو الكلام دا طلع صحيح فانا هفتح على المجرمين دول طاقة جهنم ومش هرحمهم ابداً !
فنهض ادهم ايضاً ثم وضع يده على كتف مروان وقال : مروان…. انا عايز اكمل المشوار اللي ابتداه كنان وعايز انتقم من المجرمين دول بدالو ومش هرتاح غير اما اشوفهم في السجن.
مروان : متقلقش يا ادهم… انا مستحيل اسيب الموضوع دا المرة دي ابداً وهسجنهم يعني هسجنهم بس لازم ابتدي التحقيق الاول.
ادهم : وانا هساعدك.
مروان : اتفقنا… يلا خلينا نرجع دلوقتي.
– في تلك الاثناء وصلت سوسن الى المستشفى برفقة ندى وزينات وحسين وكان الخوف مسيطراً عليهم فذهبوا الى قسم الطوارئ حيث استيقظت جوليا وبدأت تصرخ مما جعل الجميع يهرعون اليها فقام يوسف بامساك يديها وقال : اهدي يا جوليا مينفعش تعملي في نفسك كدا وانتي حامل.
فقالت جوليا وهي تبكي : كنان مات…. هو انتحر بسببي انا !
يوسف : لاء.. لاء هو عايش بس في حالة غيبوبة وهيصحى ان شاء الله.
فاقتربت سوسن من جوليا ثم عانقتها وهي تبكي قائله : متعمليش كدا يا ست هانم.. انتي لازم تبقي قويه علشان كنان بيه يصحى .
في تلك اللحظة وصلت منال فركضت نحوهم ثم سألت يوسف : فين كنان يا يوسف ؟
يوسف : في العناية المشددة.
فوضعت يديها على فمها ونزلت دموعها اما ادهم ومروان فعادا الى الداخل حيث كانت جوليا تبكي بشدة… فركض ادهم ثم اقترب منها وقال : اهدي يا جوليا… كنان هيبقى كويس.
فنظرت اليه وهي تبكي قائله : هو انتحر بسببي يا ادهم… طلب مني اسامحو بس مقبلتش علشان كدا قرر ينتحر !
فنزلت دمعة من عيون ادهم ثم عانق جوليا قائلاً : لاء مش انتي السبب في اللي حصل وهو هيبقى كويس ان شاء الله.
فأنفجرت جوليا بالبكاء مما جعل مروان يستدعي الطبيب لكي يعطيها مهدئ للأعصاب ، وبعد ذلك نامت مجدداً والدموع تملأ عيونها اما منال فقالت : انا عايزه اطمن على كنان يا يوسف.
قالت ذلك وبكت فعانقها يوسف قائلاً : اهدي يا حبيبتي…ارجوكي احنا مش ناقصين.
في تلك اللحظة اتت احدى الممرضات ودخلت إلى غرفة العناية المركزة لكي تطمئن على حالة كنان وبينما كانت تفعل ذلك توقف قلب كنان فجأة فهرعت نحو زر الطوارئ وضغطت عليه وبعدها بدأت بالضغط على صدر كنان محاوله انعاشه.
فجاء اللطبيب راكضاً ومعه ممرضة اخرى مما جعل الجميع يشعرون بالهلع لانهم ادركوا ان مكروهاً قد اصاب كنان.. فدخل الطبيب ثم طلب من الممرضه ان تبتعد ليفحص كنان وبعدها امسك بجهاز الأنعاش الكهربائي وبدأ يضعه على صدر كنان مراراً وتكراراً حتى عاد قلبه لينبض من جديد.
فشعر الجميع بالراحة اما الطبيب فاخبر الممرضة بان لا تسمح لاي شخص بأن يدخل إلى غرفة العناية المركزة حتى تستقر حالة كنان.
وفي مكان اخر…..
كانت لمى تعد الفطور لها ولأمها فقررت ان تتصل على خطيبها ادهم وعندما اجابها قالت : صباح الخير يا روحي .
فاجابها ادهم بصوته المتعب : صباح النور يا لمى.
فشعرت لمى بأنه ليس على طبيعته وقالت بقلق : مالك يا ادهم ؟؟ انت كويس ؟
فتنهد ادهم وقال : كنان عمل حادثة يا لمى ومن شوية وقف قلبو وكان هيموت !
لمى : يا ساتر استر يا رب… ودلوقتي بقى كويس ؟
ادهم : الحمد لله تجاوز مرحلة الخطر بس لسا في غيبوبة.
لمى : ربنا يشفيه وان شاء الله ميشوفش شر… تحب اجي المستشفى علشان ابقى جنبك ؟
ادهم : مفيش داعي يا حبيبتي..انا كويس بس يوسف اللي تعبان.
لمى : ربنا يصبركوا يا رب.
ادهم : متشكر يا لمى ، انا هقفل دلوقتي وهكلمك وقت تاني.
لمى : ماشي يا حبيبي ، خلي بالك من نفسك.
ادهم : ان شاء الله.
قال ذلك ثم اغلق الهاتف وجلس مع البقية ، اما في منزل السيد فتحي…….
فكانوا جالسين يتناولون طعام الإفطار مع بعضهم وكان السيد فتحي يبدو مهموماً جداً بينما كانت فرح سعيدة لان عزيز اخذها الى احد النوادي الليلية في الليلة السابقة واستمتعت بوقتها معه.
فنظرت السيدة هناء الى زوجها وقالت : مالك يا فتحي… انت زعلان كدا ليه ؟
السيد فتحي : والنبي سيبيني في حالي يا هناء.
فقال عزيز : في ايه يا عمي ؟
السيد فتحي : وهيكون في ايه يعني ؟ انت مش شايف ان الشركة عماله تخسر كل يوم اكتر من اليوم اللي قبلو ؟ ومش بس كدا انا اكتشفت ان في شركة اجنبيه اشترت اسهم الشركة بتاعتنا ومش عارف مين صاحبها وغير كدا انا خذت قرض من البنك علشان ادفع معاشات الموظفين في الشركة ومش عارف ازاي هسددو .
عزيز : متقلقش يا عمي.. انا هحل الموضوع دا وهكتشف مين هو الواطي اللي اتسبب في الازمة دي.
فقالت هناء : مفيش حاجه اقدر اساعدك بيها يا فتحي ؟
فتحي : وهتساعديني في ايه يا هناء… انتي ملكيش بالحاجات دي ابداً .
فرح : متزعلش يا بابا.. كلو هيبقي تمام.
فابتسم السيد فتحي لأبنته وقال : ان شاء الله يا روحي .
عزيز : يلا بينا يا فرح…انا هوصلك الجامعة.
فرح : ماشي.. يلا عن اذنكوا.
قالت ذلك ثم نهضت وخرجت هي وعزيز الى الحديقة فقالت : والنبي يا عزيز.. متسبش بابا زعلان كدا.
عزيز : متشيليش هم يا روحي… انا هحل المشكلة بس انتي متقلقيش.
فرح : ربنا يخليك ليا.
فوضع يده على خدها وقال : ويخليكي ليا يا قلبي….يلا اطلعي في العربيه .
تسارع في الاحداث……..
الساعة الثالثة عصرا ً، في المستشفى……
كان ادهم ويوسف ومنال جالسين امام غرفة العناية المشددة مع جوليا التي كانت جالسه وتسند رأسها على الحائط والدموع تسيل على وجنتيها بصمت…فكانت منال تمسك بيدها وتضع على كتفيها غطاء لكي يحميها من برد المكان .
{ ملاحظة : لقد غادر كل من الضابط مروان وزياد وسوسن وندى وزينات وحسن من المستشفى ولم يتبقى هناك سوى جوليا واصدقاء كنان المقربين }
فنهض ادهم وقال : انا هروح اجيب شوية اكل علشان جوليا لازم تاكل.
يوسف : ماشي يا ادهم.
اما منال فقالت لجوليا : ايه رأيك يا حبيبتي انك تروحي البيت ؟؟ انتي حامل ومينفعش تتعبي نفسك كدا.
فأجابتها جوليا بصوت مبحوح : مش هتحرك من هنا غير اما كنان يصحى.
يوسف : منال عندها حق يا جوليا…يعني احنا مش هنقدر نعمل حاجة غير الدعا ولو فضلتي هنا هتتعبي.
جوليا : خلاص يا جماعة… سيبوني فحالي والنبي.
فنظرت منال الى يوسف واشارت له بعينها لكي يتركا جوليا على راحتها فتنهد وقال : انا هروح اشم شوية هوى.
قال ذلك ثم خرج إلى حديقة المشفى بينما بقيت منال جالسه مع جوليا امام غرفة العناية المركزة .
وفي تلك الأثناء دخلت احدى الممرضات لكي تطمئن على كنان فتوسلتها جوليا كثيراً لكي تجعلها تدخل إلى الغرفة فرأفت الممرضة بحالها وسمحت لها بان تدخل لمدة خمس دقائق فقط.
فأبتسمت جوليا وقالت : متشكرة اوي.
ثم ارتدت الثوب الاخضر الخاص بالمستشفيات ودخلت إلى غرفة العناية حيث كان كنان نائماً بعمق ولا يصدر عنه اي صوت سوى صوت نبضات قلبه في جهاز التخطيط.
فنزلت دموع جوليا عندما رأته على تلك الحالة ، حيث ان رأسه كان مضمداً بالضمادات وصدره ايضاً ويده اليمنى كان يغطيها الجبص والاخرى مهشمة وكان قناع التنفس الاصطناعي على وجهه.
فاقتربت منه وهي تبكي ثم انحنت على مستواه وامسكت بيده وقالت : ليه يا كنان ؟؟ ليه عملت كدا ؟ عايز تسيبني انا وابنك لوحدنا ؟ معقول يهون عليك تعمل كدا ؟
ثم ازدادت بالبكاء قائله : يلا قوم… مش انت كنت عايزني اسامحك ؟؟ خلاص انا مسمحاك ومش هزعل منك تاني حتى لو قتلتني بس انت اصحى … انا لسا مقولتلكش اني بحبك ومش هعرف اعيش من غيرك ولا هقدر اربي ابننا لوحدي يلا قوم بقى !
ولكن لا حياة لمن تنادي… فهو كان غائباً عن العالم ولا يشعر بأي شيء… فأقتربت الممرضة من جوليا وقالت : يلا انتي لازم تطلعي من هنا علشان المريض يستريح.
فمسحت جوليا دموعها وقالت : عايزه ابقى كمان شوية ارجوكي.
الممرضة : مينفعش تبقي والا حالت المريض هتسوء اكتر من كدا.
فنهضت جوليا وقالت : ماشي..
ثم خرجت من غرفة العناية المركزة ورمت نفسها في حضن منال واخذت تبكي بشدة فقالت : هو مصحيش يا منال…. انا اتحايلت عليه كتير بس هو مصحيش !
فنزلت دموع منال وقالت : متعمليش في نفسك كدا يا جوليا.. انتي حامل و مينفعش تزعلي خالص.
فعاد كل من يوسف وادهم وعندما وجدوها تبكي ركضا نحوها بسرعة فقال يوسف : ايه اللي حصل يا منال ؟
ادهم : كنان جرالو حاجة !
فهزت منال رأسها وهي تحتضن جوليا التي لم تتوقف عن البكاء ثم قالت : لاء هو لسا على حالو بس جوليا دخلت الغرفة ولما شافت حالتو انهارت.
يوسف : وبعدين مع المصيبة السودا دي ؟ هو مش هيصحى ابداً ؟
منال : متقولش كدا يا يوسف.
اما ادهم فقال : خلاص يا جوليا… مينفعش تفضلي تعيطي والا البيبي هيجرالو حاجة وحشة لا سمح الله.
ولكن جوليا لم تستمع اليه وبقيت تبكي حتى جفت دموعها.
تسارع في الاحداث……..
* مر ثلاثة ايام وكان كنان مايزال في غيبوبة اما جوليا فاصبح وجهها شاحباً لانها لم تكن تتناول طعامها جيداً وكانت منال تتوسلها من اجل ان تأكل ، اما يوسف وادهم فكان الحزن واضح عليهما لان صديقهما لم يتحسن مما جعل لمى تحزن على حالة ادهم الذي قد نمت له ذقناً خلال هذه الأيام ، اما بالنسبة للضابط مروان فكان يذهب الى المستشفى يومياً لكي يطمئن على كنان وفي نفس الوقت كان قد بدأ في جمع الأدلّة الجنائيّة لكي يلقي القبض على السيد فتحي وعزيز…. اما هما فكانت احوالهما تصبح من سيء إلى اسوء حتى ان السيد فتحي قام ببيع بعض ممتلكاته لكي يسدد القروض التي اخذها من البنك اما عزيز فاصبح عصبياً كثيراً بسبب تلك الحالة التي وصلت لها الشركة وكان يتشاجر مع فرح لاتفه الاسباب .
وفي صباح اليوم الرابع…
كانت جوليا جالسة امام غرفة كنان برفقة ادهم ولمى.. فجاء كل من يوسف ومنال والضابط مروان لكي يطمئنوا على كنان ، فسأل مروان ادهم : مفيش تحسن في صحة كنان يا ادهم ؟
فتنهد ادهم وقال : ادينا قاعدين ومستنين.
يوسف : انا معدش فيا حيل… مش قادر استحمل اكتر من كدا.
منال : اسكت يا يوسف.. انت مش شايف حالة جوليا عاملة ازاي ؟ متزودهاش عليها.
فقالت لمى : خلوا ايمانكوا في ربنا كبير يا جماعة… انا متأكدة من ان كنان بيه هيصحى وهيبقى كويس ان شاء الله .
فتنهد ادهم وقال : يسمع من بؤك ربنا.
في تلك الاثناء كانت احدى الممرضات تضع لكنان الدواء في كيس المحلول ولكنها انتبهت على يده فوجدتها تتحرك مما جعلها تبتسم وتخرج من الغرفة فقالت : المريض بيصحى يا جماعة.
في تلك اللحظة نهض الجميع بمن فيهم جوليا التي دب النشاط بها فجأة بعد ما كانت على وشك فقدان الوعي من شدة التعب والحزن فهرع الجميع نحو زجاج الغرفة يراقبون كنان من خلالها… اما هو فكان يحرك جفونه ببطء وصابع يده تتحرك.
فاتى الطبيب وسأله : سامعني يا كنان بيه ؟؟ لو كنت سامعني ارمش مرتين.
فرمش كنان مرتين بالفعل مما جعل الطبيب يبعد عنه قناع الأوكسجين وقال : حاسس بأيه ؟
فأبتلع كنان ريقه بصعوبة ثم قال بصوت جاف ومبحوح : ج.. جوليا.. هي.. فين ؟
يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::