روايه سجينتى للكاتبه نونا مصرى
::::::::::::::::::::::::::
وصلنا في البارت اللي فات لما كنان بص على جوليا وهي نايمة وكانت حررتها سوخنه….
فاقترب منها لكي يتأكد لو انها نائمة بالفعل ام تدعي ذلك ولكنه تفاجأ عندما رأها تتصبب عرقاً ووجهها شاحب فوضع يده على جبينها واذ بحرارتها المرتفعة تلسعه فأبعد يده بسرعة وقال : يا نهار ازرق…دا اللي كان ناقص ؟؟ هعمل ايه دلوقتي ؟
اما هي فكانت ترتعش بشدة وتقول بصوت ضعيف جداً : ابعد عني….ماما..بابا..متسبوني
فنظر إليها ثم اقترب منها واخذ يهزها بقوة قائلاً : فوقي….مينفعش تمرضي بالسهولة دي ! والنعمة لو مصحيتيش دلوقتي فانا…. بقولك فوقي !!!!
ولكن لا حياة لمن تنادي… فهي لم تستيقظ بل استمرت بتكرار ما كانت تقوله مما جعل كنان يتوتر اكثر فأخرج هاتفه من جيبة ثم اتصل على طبيبه الخاص وعندما اجابه قال : دكتور عزمي… تعال على الفيلا بتاعتي بسرعة.
فقال الدكتور عزمي بقلق : في ايه يا كنان بيه ؟ هو حضرتك كويس ؟
كنان : انا كويس انا كويس.. بس مرات…{ تنهد قبل ان ينتق ثم تابع } مراتي تعابنه اوي.
فاندهش الدكتور عزمي عندما سمع ذلك وقال : هوا حضرتك اتجوزت ؟؟ ازاي محدش عرف بالموضوع دا؟
فصرخ كنان به قائلاً : مش وقت الكلام دلوقتي… بقولك تعالى بسرعة !
فارتبك الدكتور عزمي وقال : ح.. حاضر يا بيه.
ثم اقفل كنان هاتفه المحمول والقاه على السرير بجانب جوليا التي كانت منكمشة على نفسها وبعدها ركض حتى خرج من الغرفة وتابع ركضه على الدَرج متجهاً الى المطبخ… وما ان وضع قدمه في المطبخ الكبير حتى اتجه نحو الثلاجة ثم اخرج منها زجاجة ماء باردة وسكبها في طبق عميق وبعدها اخذ احدى الفوط التي كانت مرتبة في الخزانة ثم خرج من المطبخ وصعد الى غرفته مجدداً .
فعندما دخل هرع نحو جوليا التي كانت ترتعش من شدة البرد والعرق يتصبب من جبينها وكأنه نسي ان هذه الفتاة هي السبب في موت خطيبته التي احبها بجنون …فأقترب منها ثم امسك بالفوطة قبل ان يبللها وقام بتجفيف جبينها وبعدها بلل الفوطة بالماء ثم عصرها وبدأ يمررها على رقبة جوليا وجسدها لكي يجعل حرارتها المرتفعة تنخفض ريث ما يصل الطبيب.
فأمسك بذراعها اليمنى وبدأ يمسحها بالماء البارد وهو يقول : هو انا ناقص ؟؟ ازاي سمحت للبنت دي تمرض وهي مبقالهاش عندي غير يوم واحد ؟ باين هتعبني من اولها.
وبينما كان يمسح يدها بالفوطة انتبه على اثار اظافره التي تركت اثراً على ذراعها فشعر بشيء من الحزن بعدما رأى ذلك ثم نهض بجسده قليلاً واقترب من رقبتها فأزاح شعرها المنسدل قليلاً ليرى اثار احمرار شديد خلفه لها بعدما اغتصبها مما زاد حزنه وهمه لأنه كان على علم بأن ما فعله خطأ.
فنظر اليها وهي نائمة ثم قال بصوت حزين : معقول انا يطلع مني كل دا ؟؟ مكنتش متخيل اني هبقى وحش في يوم من الايام بس انتي السبب….بسببك حبيبتي سمر انقتلت بسبك عزيز السافل اغتصبها وبعدها قتلها وقتل روحي معاها… لا انا مش غلطان في يللي عملتو فيكي وكمان مش هعتذرلك لان دا هو العدل وزي ما حرمتيني من حبيبتي هحرمك من حريتك وهفضل اعذبك لحد ما احس ان سمر استريحت في قبرها.
قال ذلك ثم نهض ودخل إلى حجرة الملابس وبحث بين الثياب التي اشتراها لجوليا ثم اخرج منها بلوزة بيضاء بأكمام طويلة وبعدها خرج من الحجرة واقترب من جوليا التي كانت ترتدي بلوزة سوداء بأكمام قصيرة وشورت ثم قام بنزع تلك البلوزة القصيرة عنها والبسها البلوزة الاخرى ذات الاكمام الطويلة لكي يخفي اثار الاظافر والخرمشة التي كانت على ذراعها قبل مجيء الطبيب.
وما هي الا فترة زمنية محدودة قد مضت حتى وصل الدكتور عزمي الى الفيلا… فشعر بشيء غريب لان المكان كان خالياً تماماً ولا يوجد به احد حتى الحارس حسين لم يكن موجوداً .
فنزل الدكتور من سيارته ثم وقف امام البوابة واخرج هاتفه واتصل على كنان فعندما اجابه قال : انا وصلت يا بيه بس البوابة مقفولة ومفيش حد هنا.
كنان : استنى عندك وانا هفتحلك بنفسي.
فتعجب الدكتور عزمي مما سمعه… هل كنان الحريري بجلالة قدره سوف يتنازل لكي يفتح له البوابة !
فقال بتوتر : م.. ماشي يا بيه.
ثم اقفل كنان الهاتف وخرج من الغرفة ثم نزل إلى الاسفل وتوجه نحو اللوحة الالكترونية التي كانت مثبته على الحائط بجانب باب الفيلا وقام بضغط احد ازرارها لتُفتح تلك البوابة الكبيرة الكترونياً فدخل الدكتور عزمي ثم مر بالحديقة حتى وصل الى باب الفيلا وبعدها طرق الباب ففتح كنان له.
الدكتور عزمي : مساء الخير يا كنان بيه… ازي حضرتك ؟
كنان : سيبك من السلام والكلام دلوقتي والحقني لفوق بسرعة.
الدكتور عزمي : تحت امرك يا بيه.
ثم صعدا الى الطابق العلوي حيث كانت غرفة كنان ففتح الاخير باب الغرفة وقال للدكتور : اتفضل يا دكتور.
فتنهد الدكتور عزمي ثم دخل خلفه الى الغرفة وبعدها قال : هي الهانم فين يا كنان بيه ؟
فالتفت كنان الى السرير ولكنه لم يجد جوليا فازداد قلقاً وقال : راحت فين دي ؟ من شوية كانت نايمة على السرير !
ثم التفت إلى الدكتور عزمي الذي كان واقفاً على عتبة الباب وقال : استنى هنا شوية .
وبعدها اتجه نحو الحمام وطرقه قائلاً : انتي يا بت…افتحي الباب بسرعة.
ولكنه لم يسمع رد فقام بفتح الباب ووجدها تتقيء في المرحاض فهرع نحوها بسرعة واخذ يطبطب على ظهرها لكي يخفف عنها قائلاً : انا جبتلك الدكتور علشان يكشف عليكي..
فعندما انتهت جوليا من التقيء حاولت ان تنهض ولكن جسدها خانها فساعدها هو على النهوض ولكنها دفعته عنها رغم ضعفها وقالت بصوت ضعيف : ابعد عني… متلمسنيش.
فشعر كنان بالغضب ثم امسك بذراعها وقال : الدكتور برا علشان يكشف عليكي ف يا ويلك لو فتحتي بؤك وقلتي حاجة.
جوليا : سيبني… انا عايزه اموت.
فضغط على ذراعها بقوة وقال : مش على كيفك يا بنت السباعي… وانا قلتلك مش مسموحلك تموتي من غير اذني والا هخلي حياة الست صاحبة المطعم اللي انتي بتحبيها دي تتقلب جهنم انتي فاهمة ؟
فتذكرت جوليا التهديد الذي هددها كنان به وانه سوف يدمر حياة خالتها هالة لو فكرت بان تنتحر او تؤذي نفسها فقالت بصوت ضئيل : خلاص….هخلي الدكتور يكشف عليا ومش ح قول اي حاجة.
كنان : كويس.
قال ذلك ثم انحنى وحملها بين ذراعيه لأنها بالكاد كانت تستطيع السير لوحدها فوضعت يدها حول عنقة كردة فعل تلقائية بالرغم من انها لم تكن تحب فعل ذلك ولكنها كانت مضطرة لانها بحاجة للمساعدة بالفعل.
ثم خرج من الحمام وهو يحملها بين ذراعيه وتوجه نحو السرير وقام بوضعها عليه ثم نظر إلى ساقيها العاريتين حيث انها كانت ترتدي شورت قصير فلم يحب فكرة ان يراها الطبيب بهذه الحالة فأمسك الغطاء ثم قام بتغطيتها بدون ان يتفوه بكلمه واحده وبعدها استدار نحو الطبيب وقال : تقدر تشوف شغلك يا دكتور.
فتنحنح الدكتور عزمي ثم اقترب من السرير والتوتر ظاهر عليه فنظر إلى جوليا التي كانت قد استلقت بالفعل واعجب بجمالها الأخاذ.
{ ملاحظة : الدكتور عزمي هو رجل في نهاية الثلاثينات شعره اسود كثيف ولديه لحية ويرتدي نظارة طبية… جسده كسائر الرجال في مثل سنه فهو ليس بالرجل البدين والاصلع }
فوضع الدكتور حقيبته على الكوميدينو التي بجانب السرير واخرج منها سماعته قائلاً : الف سلامة عليكي يا هانم.. انا الدكتور عزمي شريف دكتور كنان بيه الخاص وجيت علشان اكشف على حضرتك.
فأومت جوليا له بالموافقة اما كنان فزجره قائلاً : ماتخلص !
فالتفت الدكتور عزمي اليه ثم ابتلع ريقه وقال : ح… حاضر يا كنان بيه.
وبالفعل بدأ بفحص جوليا تحت مراقبة كنان له… وعندمى انتهى علق لها محلول السيروم وقال : هتبقي كويسة بعد ما المحلول دا يخلص… الف سلامه يا هانم.
اما كنان فقال : هي فيها ايه ؟؟ النهاردة الصبح مكنش فيها حاجة ليه تعبت فجأه ؟
الدكتور عزمي : احم… ينفع نتكلم برا يا بيه ؟
فنظر كنان الى جوليا التي كانت تحدق بهما بعيونها الخضراء الذابلة من شدة التعب ثم عاد ونظر الى الدكتور عزمي وقال : طبعاً.. اتفضل.
ثم خرجا من الغرفة فقال الدكتور : انا بعتذر يا بيه بس يمكن اللي حقوله دلوقتي يزعجك.
فشعر كنان بالريبة وقال : في ايه يا عزمي ؟ ما تنطق !
فاخذ الدكتور عزمي نفساً عميقاً ثم قال : انتوا اتجوزتوا من فترة قصيره صح ؟؟
كنان : ايوا.. اتجوزنا امباوح بس ايه علاقة جوازنا بمرضها ؟
الدكتور عزمي : ليه علاقة.. وعلاقة كبيره يا بيه… اسف على اللي حقولو بس انت مش لازم تلمسها في الفترة دي ابداً .
فنظر كنان اليه بتعجب ثم قال : مش فاهم قصدك.. ازاي مش هلمسها ؟ دي مراتي ودا شيء طبيعي.
الدكتور عزمي : انا عارف ان دا شيء طبيعي وكمان حقك الشرعي يا بيه … بس الهانم تعبت مش لأنها ماكلتش زي ما حضرتك قولت..وانما تعبت لأن جسمها ضعيف ومستحملش العلاقة الحميمة والظاهر جالها انهيار عصبي بعد اللي حصل وفهمك كفايه.
كنان : معقول دا السبب ؟
الدكتور عزمي : ايوا يا بيه… في بنات كتير يبقوا خايفين من الليلة الأولى وكمان ممكن ينهاروا ويدخلوا المستشفى.. علشان كدا لو عايزها تخف بسرعة فالاحسن انك متلمسهاش في الفترة دي لحد ما تستعيد عافيتها بالكامل. وتبقى نفسيتها جاهزه .
فاطلق كنان تنهيدة طويلة ثم قال : فهمت.. ماشي يا دكتور متشكر.
الدكتور عزمي : لا شكر على واجب… استأذن انا بقى.
كنان : هوصلك لحد الباب.
قال ذلك ثم رافق الطبيب الى الباب وبعد ان غادر الطبيب عاد هو الى الداخل وكان يفكر في ما قاله له الطبيب فقال بتذمر : مهو كل الناس بتتجوز ومابيحصلش حاجة ليه هي مختلفة عن بقية الخلق كلهم ؟؟
{ يسأل وكأنه لا يعرف السبب ! }
ثم اظاف قائلاً : اه صحيح… الناس بيتجوزوا بطريقة تانيه مش بالاغتصاب.
قالها وكأنه يؤنب نفسه لما فعله بها ثم دخل إلى الغرفة فوجدها ما تزال مستلقية كما تركها ولكنها كانت شاردة الذهن… فتنحنح وقال : حاسه بأيه دلوقتي ؟ بقيتي احسن ؟
فنظرت اليه مطولاً ثم قالت بهدوء : مبقتش تفرق لو بقيت كويسه ولا لاء.
كنان : مدام بتقولي كدا فدا معناه انك بقيتي احسن .
جوليا : هو الدكتور قلك ايه لما خرجتوا ؟
فإرتبك كنان وقال : وهيكون قال ايه يعني… قال انك تعبتي علشان كبرتي دماغك وماسمعتيش كلامي وفضلتي بدون اكل طول اليوم.
فتنفست هي بعمق ثم قالت : انا عايزة انام.
قالت ذلك ثم استدارت الى الجهة الأخرى اما هو فقال : هجيبلك اكل علشان تاكلي الاول وبعدين تنامي.
فأجابته بدون ان تنظر : مش عايزه منك حاجة… كفايه انك تبعد عني وانا هبقى كويسه.
كلامها جعله يغضب فقال بصوت عالٍ : كلامي انا هو اللي بيتنفذ في البيت دا …وانا قولت لازم تاكلي يعني لازم تتنيلي والا انتي بقيتي تعرفي انا ممكن اعمل ايه.
قال ذلك ثم خرج من الغرفة والغضب يقطر من وجهه ، وبينما كان ينزل عن الدَرج اتصل على مدبرة المنزل سوسن وقال : سوسن….بكرا الساعة سته الصبح عايزكوا تبقوا مزروعين قدامي انتي سامعه ؟
فأجابته سوسن بتوتر شديد : أ… امرك يا بيه.
ثم اغلق هاتفه وذهب لكي يطلب العشاء من اجل جوليا التي لم تتناول شيء.
اما في مكان اخر……….
فكانت منال تستعد الى مغادرة العمل وبينما كانت على وشك الخروج من مكتبها نظرت الى ساعة يدها التي كانت تشير الى الساعة الثامنة مساءً فقالت : الوقت لسا بدري …يا ترى لو طلبت من يوسف اننا نروح نزور كنان هيقبل ؟ ومالو… هسألو.
قالت ذلك ثم اتصلت على خطيبها وعندما اجابها قالت : ازيك يا روحي ؟ عامل ايه ؟
فأبتسم يوسف الذي كان في طريق خروجه من الفندق وقال : انا كويس يا حبيبتي.
منال : بقولك ايه… انا قلقانه اوي على كنان والبنت اللي اتجوزها ف ايه رأيك اننا نروح نزورهم ؟
يوسف : معقول عيزانا نروح نزورهم وهما مابقالهمش متجوزين غير يوم ؟؟ لاء عيب.
فتنهدت منال وقالت : انا وانت نعرف ان الجوازه دي مهياش حقيقية يعني هو اتجوز البنت علشان يحرمها حريتها وينتقم من عمها وبصراحة اكتر انا خايفة يكون عملها حاجة في للحظة غضب يا يوسف.
يوسف : متخفيش… كنان عاقل ويعرف يتصرف كويس وزي ما قال ادهم هو مستحيل يأذيها لأنها شبه سمر الله يرحمها ودا سبب كافي علشان نطمن.
منال : انت شايف كدا ؟
يوسف : ايوا يا روحي.
منال : يبقى خلاص.
يوسف : خلصتي شغل ولا لسا ؟
منال : ايوا… وهرجع البيت دلوقتي.
يوسف : طيب استني انا هجي علشان اوصلك.
منال : كويس لأن ممعيش عربية اساساً .
يوسف : ليه… هي العربية لساها في الصيانة ؟
منال : ايوا انا اتكلمت مع شركة الصيانة وقالوا انهم محتاجين اسبوع علشان يصلحوها .
يوسف : طيب يا قلبي هكون عندك كمان شوية.
منال : مستنياك يا روحي..
عودة إلى فيلا كنان………..
بعد ما وصل العشاء الذي طلبه لجوليا…. صعد الى الغرفة وهو يحمل الطعام ، ففتح الباب ثم توجه نحوها وجلس بجانبها على السرير قائلاً : قومي علشان تاكلي.
اما هي فلم تجبه بل اكتفت بالتحديق بالفراغ وكأنها بلا اي روح فأستغل هو هذه الفرصة لكي يتأملها جيدة وكانت هذه اول مرة يمعن النظر بها على انها جوليا وليست سمر .
فنظر إلى شعرها الكستنائي الطويل والناعم كالحرير ثم نظر الى وجهها الصافي وعيناها الخضراء وفمها الكرزي وقال في نفسه : معقول… ازاي منتبهتش على الحجات دي قبل كدا ؟
وفجأه امسك بوجهها واخذ يتمعن بها جيداً بينما كانت هي تحدق به والدموع قد تراكمت في عينيها لأنها ظنت انه سيفعل بها شيئا ً، فنظر اليها مطولاً ثم تركها وضحك باستهزاء وقال : مع ان في شبه الكبير بس في اختلاف واضح .
☆طبعاً هي لم تفهم ما قاله بينما هو كان يقصد انه بالرغم من الشبه الكبير الذي بينها وبين سمر الا ان هنالك اختلافات بسيطة جداً تكاد ان تُلاحظ وان لم ندقق النظر بها فمن المستحيل ان نراها…فكيف لاحظها هو بمجرد نظرة واحدة ؟؟ هل لأنه كان يعشق خطيبته سمر ويحفظ قسمات وجه عن ظهر قلب ؟؟؟
{ لقد كانت هذه الأختلفات بسيطة جداً وتكاد ان تُرى ، فمثلاً ان لون عيون جوليا كان اخضر ممزوج باللون الرمادي اما لون عيون سمر فكان اخضر ممزوج باللون الازرق الفاتح كما ان شعر جوليا كان لونه بني فاتح وطويل وناعم بينما كان شعر سمر مماثلاً له ولكن لونه كان اغمق قليلاً وكذلك لون البشرة فسمر كانت بشرتها افتح من بشرة جوليا بدرجة واحدة وعليها شامة صغيرة على خدها الأيسر اما جوليا فلم تكن تمتلك مثل هذه الشامة ابداً حيث ان وجهها كان صافياً تماماً }
فامسك كنان بكتفي جوليا ثم اجلسها لكي تتمكن من تناول الطعام اما هي فكانت تشعر بالاشمئزاز كلما وضع يدها عليها فقالت : قولتلك مش عايزه منك حاجة .
فأمسك بالملعقة ثم غرف بها قليلاً من حساء الخضروات وقربه من فمها قائلاً : افتحي بؤك.
جوليا : انت ايه ؟؟ مبتفهمش ؟ مش قلتلك اني مش عايزه منك حاجة ؟ ودا معناه اني مش عايزه اكل.
فرمقها بنظرة حادة وقال : افتحي بؤك.
فادارت جوليا رأسها الى جهة اليمين مما جعل تصرفها يستفزه فأمسك بوجهها واداره نحوه ومن ثم انهال عليها بقبلة شرسة كما فعل في الصباح.. فحاولت التملص منه ولكنها لم تستطيع فعل ذلك وهي لا تقوى على رفع يدها حتى فكيف ستدفعه ليبتعد عنها ؟
اما هو فابتعد عنها بعدما قبلها ووجد دموعها قد انهمرت من عيناها فقال : لو مش عايزة اللي حصل دلوقتي يتكرر تاني فالاحسن انك تفتحي بؤك وتاكلي.
فنظرت اليه بنظرات قاسية مخنوقة بالدموع ثم قالت : انا بكرهك يا كنان.
فعاد كنان وامسك بالملعقة وقربها من فمها قائلاً : محدش طلب منك تحبيني… يلا افتحي بؤك بسرعة.
ففتحت جوليا فمها وتناولت الطعام من يده وكأنها تتناول السم عوضاً عن ذلك…وبعد ما اطعمها بالقوة نهض وهو يحمل الصينية ثم قال : تقدير تنامي دلوقتي.
قال ذلك ثم خرج من الغرفة… اما هي فأنفجرت بالبكاء وانكمشت على نفسها وهي تحتضن الغطاء وبقيت على تلك الحال حتى غلبها النعاس وسقطت في النوم.
اما كنان فكان جالساً في غرفة المكتب التي في الطابق السفلي ويفكر كيف سيبدأ في شن الهجوم على السيد فتحي وعزيز لكي يأخذ بثأر سمر التي قتلوها بدون ذنب.
وبعد مرور اربع ساعات……
اي في تمام الساعه 23:00 قبل منتصف الليل..
نهض عن كرسيه وخرج من غرفة المكتب ثم صعد الى الطابق الثاني وفتح باب غرفته فوجد جوليا تغط في نوماً عميق..لذا وقف ينظر اليها قليلاً ثم توجه نحو السرير واستلقى الى جانبها ووجهه مقابلاً لوجهها فشعر بشيء من الفرح الممزوج بالحزن والغضب فهو يعلم ان هذه الفتاة ليست خطيبته سمر وهي السبب في المعاناة التي يعيشها وهذا ما جعله يشعر بالغضب ولكن النظر اليها وهي نائمة بهذا الشكل الوديع جعله يبتسم بالرغم من حزنه لانه تذكر الفترة القصيرة التي كان سعيداً بها مع خطيبته الراحلة وهي مدة سنة لا اكثر .
نعم لقد كانت المدة التي عرف سمر فيها سنة واحدة حيث انه عشقها من النظرة الأولى عندما كان جالساً مع صديقه يوسف في ذلك المطعم التي كانت تعمل به كنادلة…فأستمر بالذهاب الى هناك يومياً على مدار ستة أشهر لكي يراها فقط ومع مرور الأيام ادرك انها تبادله الشعور فهي لم تكن تعلم كيف ومتى ولماذا انشرح صدرها وخفق قلبها له مع انهما من عالمان مختلفان… فهو الشاب الثري والوسيم وهي الفتاة الفقيرة التي كانت تعمل لكي تستطيع ان تُعيل نفسها.
فتقدم لخطبتها في نفس المطعم بطريقة رومانسية وعاطفية جداً فوافقت بدون تردد وبقيا مخطوبان لمدة ستة أشهر اخرى ولم يتوقعا ان الموت سيكون سريعاً ويفرقهما عن بعضهما .
تسارع في الاحداث……….
حل فجر يوم جديد …
فدعونا نذهب الى منزل المزرعة الخاص بكنان حيث كان الأشخاص الذين يعملون عنده يبيتون هناك كما طلب منهم ان يفعلوا.
فنهضت الخادمة سوسن من نومها وايقضت زميلتيها زينات وندى قائله : يلا يا بنات قوموا جهزوا علشان هنرجع الفيلا دلوقتي.
فنهضت ندى وقالت : هو كنان بيه طلب مننا نرجع ؟
سوسن : ايوا يا اختي يلا قومي .
اما زينات فأبتسمت وقالت : الظاهر ان شهر العسل خلص بسرعة ولا انتوا رإيكوا ايه ؟
فضحكت ندى وقالت : هما لحقوا ؟؟ دول اتجوزوا من يومين بس ، معقول شهر العسل يخلص بالسرعة دي ؟
سوسن : متنسوش ان كنان بيه رجل اعمال مهم في البلد يعني ميقدرش يفضل بعيد عن الشركة اكتر من يوم واحد .
زينات : بس والله انا مش قادرة اصدق اللي شفتو… مرات البيه طلعة شبه سمر هانم بجد !
ندى : معقول اتجوزها علشان السبب دا ؟
سوسن : بقولكوا ايه ؟؟ انتوا ممنوع تتكلموا في الموضوع دا مع نفسكوا حتى والا البيه هيرفدنا كلنا من الشغل واحنا مش ناقصين… يلا قوموا اجهزوا علشان نرجع الفيلا وانا هروح اصحي الاتنين الجوز اللي مبيبطلوش رغي مع بعض ابداً { تقصد الحارس حسين والسائق زياد } .
وبالفعل استعد جميعهم لكي يعودا الى الفيلا كما امرهم كنان ..وما هي الا ساعة قد مضت حتى عادوا الى الفيلا بالفعل.. فدخلوا الى غرفهم ووضعوا اغراضهم ثم خرجت زينات وقالت : باين ان البيه ومراتوا لسا نايمين ليه رجعنا بدري كدا ؟
سوسن : لأن البيه طلب مني اننا نكون هنا الساعة ستة الصبح …يلا خلونا نروح نشوف شغلنا قبل البيه ما يصحى.
في غرفة كنان……..
كان نائماً وكانت جوليا تضع رأسها على صدره وكأنهما عاشقان وليس العكس…
ففتحت جوليا عيناها ببطء بسبب اشعة الشمس التي تسللت من النافذة لكي تداعب رموشها الكثيفة فنظرت نحو النافذة لترى ان الصباح قد جاء ثم ارادت ان تتحرك ولكنها تفاجأت بأنها كانت تنام على صدر كنان فانتفضت من مكانها بسرعة وكأن الذي كان يستلقي بجانبها ليس بشراً وانما ثعبان وسيأكلها.
فنظرت اليه بأنزعاج وقالت بصوت منخفض : حقير.
ثم دخلت الى الحمام وهي تمشي بصعوبة لأن جسدها كان مايزال ضعيفاً ومن ثم غسلت وجهها وخرجت فنظرت اليه ووجدته مايزال نائماً فأستغلت الفرصة لكي تخرج من الغرفة ولكن الباب كان مقفلاً فقالت بتذمر : الواطي قافلو علشان مخرجش !
فتنهدت بتذمر ثم نظرت الى باب كبير كان مصنوعاً من الزجاج الفاخر وينبعث من ضوء ساطع ناتج عن اشعة الشمس الذهبية ، فتقدمت نحوه ثم فتحته وخرجت الى الشرفة الكبيرة التي كانت تطل على الحديقة وكان عليها ارجوحة مصنوعه من خشب الماهوجني وطاوله وبعض الكراسي الخشبية المصنوعة من نفس نوعية الخشب كما كان هنالك احواض ترابيها مليئة بأزهار التوليب السوداء.
{ زَهرةُ التّوليب التّي ذَاعَ صِيتُها لأنّها ذاتُ طابعٍ رومانسيٍّ شديدٍ, لِمَا تتمتعُ بهِ منْ أناقةٍ وجمالٍ, كما تِرمِزُ إلى العِزّةِ والتّفاخرُ, وهيَ تتواجدُ بعدّةِ ألوانٍ ولكلّ لونٍ منها رمزٌ خاصٌ بهِ ، ف التوليبُ السّوداء ترمزُ إلى حُبٍّ يتعذب ُ}
فنظرت جوليا الى هذه الازهار الشامخة والتي ترمز الى الكبرياء الحزين ثم شعرت بشيء من الحنين الى امها ” الدكتورة حنان ” والتي كانت طبيبة نفسية واخبرتها عن معاني كل الزهور فهي تعرف ان هذه الزهرة السوداء تُعبر عن حزن دفين يكمن بداخل قلب الشخص الذي يمتلكها وان ليس كل شخص يستطيع ان يعرف المعنى الحقيقي لهذه الزهرة الراقية سوى من ذاق عذاب الحب والفراق.
فنزلت دمعتها لمجرد انها رأت هذه الزهور الحزينة التي ذكرتها بأمها الراحلة ثم استدارت ودخلت الى الغرفة ووقفت تحدق بكنان الذي كان نائماً بهدوء ولكنها امعنت النظر فيه هذه المرة ليس على انه الشخص القاسي الذي خدعها واغتصبها بل نظرت على شاباً عادياً ورأت الحزن الدفين في ملامح وجهه الهادئة فقالت : ايه هو السبب اللي خلاك تعمل فيا كدا يا كنان ؟ يا ترى عمي وعزيز عملولك ايه علشان تنتقم مني انا بالشكل دا ؟
اما كنان فتحرك اثناء نومه وقال بصوت ضعيف يغلبه الخوف : لاء….سيبها ارجوك… متعملش كدا !!
ثم استيقظ فجأةً وهو يتنفس بصعوبة فأمسك كأس الماء الذي كان على الكوميدينو التي بجانب السرير وشربه دفعة واحدة وبعدها امسك رأسه بكلتا يدي وصدره كان يعلو ويهبط جراء ضيق التنفس الذي تعرض له.
كل ذلك حدث امام جوليا التي كانت واقفة بالقرب من باب الشرفة وتحدق به بدون ان تتفوه بأي كلمة… فقط كانت تنظر اليه بنظرة خوف ممزوجة بالغرابة لأنها رأته خائفاً ويرتجف.
وبعد ان هدأ قليلاً ادرك ان جوليا ليست نائمة بجانبه فرفع رأسه لكي يبحث عنها فوجدها واقفة وتحدق به مما جعله يبتلع ريقه وينهض عن السرير قائلاً بأنزعاج : بتبصي على ايه ؟
فقالت بتوتر : ا.. انت بخير؟ من شوية كنت مش قادر تتنفس !
فصاح بها قائلاً : ملكيش دعوة بيا… جالك القرف.
قال ذلك ثم دخل إلى الحمام واغلق الباب خلفه… وما ان نظر إلى انعكاس صورته في المرآة حتى نزلت دموعه كما لو انها زخات مطر ، فأمسك المغسلة بكلتا يديه ثم ضغط عليها واحنى رأسها واخذ يبكي بصمت لكي لا تسمعه جوليا.
اما هي فتقدمت بخطواتها نحو باب الحمام ووقفت تحدق به مترددة هل تطرقة ام لا… واخيراً تجرأت وطرقت الباب قائله : انت… انت كويس ؟
اما هو فرفع رأسه عندما سمع صوتها ومسح دموعه ثم فتح الباب ليجدها امامه فنظر اليها بعيونه الغاضبة وقال : عايزه ايه ؟
فأرتبكت جوليا وقالت : م.. مش عايزه حاجة.
كنان : يبقى تخرسي لاني مش عايز اسمع صوتك المعفن دا.
قال ذلك ثم دفعها وعاد الى داخل الحمام لكي يستحم.
اما هي فشعرت بالدوار لأنه دفعها وكادت ان تقع لولا انها استندت على الحائط حتى وصلت الى السرير فجلست عليه وهي تبكي بصمت.
وبعد مدة وجيزة… خرج كنان من الحمام وهو يلف المنشفة حول خصره ويحمل بيده واحدة اخرى ينشف شعره بها… فنظر الى جوليا بطرف عينه ووجدها منكمشة على نفسها وجالسة على السرير بصمت.
فتابع طريقة الى حجرة الملابس ثم ارتى ثيابه والتي كانت عباره عن بنطال جينز وتيشرت بيضاء تبرز صدره ثم ارتدى فوقها جاكيت لونها رملي وحذاء جلدي بنفس لون الجاكيت وبعدها سرح شعره الكثيف كما يفعل دائماً ووضع عطرة الساحر ثم فتح درج الطاولة الزجاجية واخرج منه ساعة جلدية ارتداها بيده اليمنى ومن ثم خرج من حجرة الملابس واتجه نحو السرير قائلاً : قومي اتحممي .
فنظرت جوليا اليه ثم رأت البرود يسيطر على ملامح وجهه مما جعلها تشعر بالخوف فنهضت من مكانها بدون ان تقول اي شيء ثم دخلت إلى الحمام لكي تستحم.
اما هو فخرج من الغرفة ونزل على الدرج فوجد الخادمات سوسن وندى يجهزن طاولة الفطور فأنتبهت عليه سوسن عندما نزل وقالت : صباح الخير يا بيه.
كنان : صباح النور… الكل رجع ؟
سوسن : ايوا يا بيه… زينات في المطبخ وحسين وزياد عماله يشتغلوا في الجنينية .
كنان : كويس… ندى اعمليلي فنجان قهوة وطلعيه على الجنينة وانا هحصلك.
ندى : تحت امرك يا بيه.
سوسن : انت مش عايز تفطر يا كنان بيه ؟
كنان : لاء مليش نفس.
سوسن : طيب.. طيب والهانم مش هتفطر برضو ؟
كنان : لا هتفطر… بس مش هنا في الغرفة.
سوسن : تحت امرك… هحضرلها الفطار على طول.
قالت ذلك ثم امسكت احدة الصواني وبدأت ترتب عليها اطباق الفطور وكأس العصير فأرادت ان تأخذه لجوليا فأستوقفها كنان بقوله : استني… انا هطلعو.
قال ذلك ثم اخذ صينية الفطور من يدها وصعد الى غرفتة ففتح الباب ثم وجد جوليا ما تزال تستحم فوضعه الصينية من يده ثم اتجه نحو باب الحمام وطرقه قائلاً : اخلصي ..هو انتي هتباتي جوه !
فإرتعشت جوليا خوفاً عندما سمعت صوته مما جعلها تغلق الماء وترتدي ثوب الأستحمام.. ففتحت الباب ببطء لتجده واقفاً امامها… فأحنت رأسها وخرجت من الحمام ثم ذهبت الى حجرة الملابس لكي ترتدي شيئاً من الثياب التي اشتراها لها.
فاخذت فستاناً بسيطاً لونه ازرق يصل الى الركبة بأكمام طويلة لكي تخفي اثار الخدوش التي على ذراعها الأيمن ثم امسكت بفرشاة الشعر وسرحة شعرها وابقته منسدلاً على كتفيها ثم خرجت من حجرة الملابس وهي حافية القدمين وتحني رأسها لأنها لم تريد النظر في عينا كنان.
اما هو فكان جالساً ينتظرها على الاريكة وواضعاً صينية الفطور امامه… فنظر اليها وقال : تعالى قعدي.
فرفعت رأسها ثم نظرت اليه وقالت : مش عايز افطر.
فاغمض كنان عيناه ثم تنهد بقوة وبعدها نظر اليها بحدة وقال : مش عايز اكرر كلامي تاني.. تعالي قعدي علشان تفطري بسرعة..
فخافت جوليا منه ولكنها لم تظهر ذلك بل نظرت اليه بثقة ثم جلست مقابلاً له وعقدت يديها الى صدرها ونظرت الى الجهة الأخرى.
كنان : بيان عليكي متربتيش من امبارح ومش هتاكلي غير لحتى اديكي بوسه كبيره الاول مش كدا ؟
فنظرت اليه ثم قالت : بعينك… الموت اهون عليا من يللي انت بتعملو.
كنان : يبقى تاكلي لوحدك ومن غير متخلينيش اتجنن عليكي.
فتنهدت ثم امسكت بكأس العصير وشربت منه رشفة وبعدها امسكت الشوكة والسكين وبدأت تتناول الأومليت بالجبن الذي اعدته لها سوسن… وبينما كانت تتناول فطورها نظر اليها كنان وقال : انا هروح الشركة النهاردة يعني مش هفضل قاعد قصادك طول اليوم زي ما حصل امبارح وهتفضلي لوحدك مع الشغالات… خلاصة الكلام مش عايز حد يعرف عن يللي حصل ولو فتحتي بؤك ونطقتي بحرف واحد فانتي عارفة انا ممكن اعمل ايه… وكمان ممنوع تطلعي من الأوضة دي ابداً ولو سمعت انك كبرتي دماغك وخرجتي من هنا فمش هيحصلك طيب انتي سامعه ؟
فتركت جوليا الشوكة والسكين من يدها ونهضت من مكانها ثم قالت بأنزعاج : قلتلك مش ح قول لحد عن يللي حصل بس سيبني اخرج من هنا لأني تخنقت.
كنان : لاء… مفيش خروج ابداً واي حاجة هتحتجيها ح قول لسوسن تجيبهالك .
جوليا : انا مش عايزه حاجة بس طلعني من هنا… ارجوك لو سيبتني محبوسة في الأوضة دي فأنا ممكن اتجنن ، على الاقل اشم شوية هوى.
فنهض كنان ايضاً وقال : تقدير تقعدي على البلكونة وغير كدا مفيش خروج.
جوليا : يعني فكرك لو حبستني هنا حبقى ليك وتحت امرك ؟
كنان : انتي اساساً بقيتي ملكي وحتنفذي كلامي بالحرف الواحد.. فهمتي ولا اعيد تاني ؟
فتنهدت جوليا بتذمر ثم عادت وجلست على الأريكة بأنزعاج ولم تقول اي شيء فعاد كنان وسألها : فهمتي اللي قولتلك عليه ؟
جوليا : ايوا فهمت…مفيش داعي انك تصرخ.
كنان : كويس .
قال ذلك ثم خرج من الغرفة ولكنه لم يقفل الباب هذه المرة وعندما نزل الى الاسفل قال لسوسن : الهانم تعابنه ومش عايزها تخرج من الأوضة ابداً انتي فاهمة ؟
سوسن : تحت امرك يا بيه.
كنان : سوسن خلي بالك عليها لأنها كانت عيانة امبارح ومتخليش حد غيرك يطلع لفوق .
سوسن : تمام يا بيه.
* ثم خرج كنان من الفيلا فوجد ندى تنتظره وهي تحمل فنجان القهوة فقالت : قهوتك يا كنان بيه.
فأخذ الفنجان من يدها ثم شربه مرة واحدة واعده اليها وبعدها وضع نظارته الشمسية الداكنة وغادر… فمر من جانب زياد وحسين فنهضا من مكانهما وقالا : صباح الخير يا بيه .
كنان : صباح النور.
قال ذلك ثم ذهب الى موقف السيارات وصعد في احدى سياراته وكان نوعها ” Audi R8 GT ” ولونها ابيض ومن ثم قادها وخرج من الفيلا..
اما في مكان آخر……..
فخرجت فرح السباعي من منزلم لكي تذهب الى الجامعة… فوجدت عزيز بأنتظارها ..
فأبتسم عندما رأها وقال : صباح الخير…
فتنهدت وقالت : صباح الخير يا عزيز… ايه اللي جابك من بدري كدا ؟
عزيز : جيت علشان اوصلك للجامعة.
فرح : متشكرة بس انا عندي عربية وقدر اروح لوحدي.
عزيز : معليش… انا حاب اوصلك بنفسي بما اننا بقينا مخطوبين.
فرح : بس احنا لسا معملناش حفلة خطوبه ولسا ملبسناش الدبل.
عزيز : بس قرينا الفاتحة يعني بقينا مرتبطين بشكل رسمي.
فرح : طيب خلاص… يلا خلينا نمشي.
ففتح لها باب السيارة ثم صعدت ووضعت حزام الأمان كما صعد هو ايضاً وقادها.
اثناء الطريق…
قال عزيز : ايه رأيك فيا يا فرح ؟ شايفة انني ممكن اكون زوج مناسب ليكي ؟
فرح : بما ان بابا اختارك انت علشان تكون شريك حياتي فانا مقدرش اقول اي حاجة.
عزيز : فرح انا عارف اني اكبر منك وفي فرق سبع سنين بينا واني مش رومانسي ابداً بس انا بوعدك اني هعيشك احلى عيشه وهكرمك طول عمرك.
فرح : هنشوف.
في شركة كنان……
وصل الى الشركة فأوقف سيارته في مكانها المعتاد ثم نزل منها ودخل الى الشركة فقام جميع الموظفين بتحيته… وعندما صعد الى مكتبه نهضت سكرتيرته رشا وقالت : صباح الخير يا كنان بيه.
كنان : صباح النور… اتصلي على ادهم وخليه يجي على مكتبي فوراً .
رشا : تحت امرك يا بيه.
ثم دخل كنان الى مكتبه اما رشا فاتصلت على المحامي ادهم وعندما اجابها قالت : ادهم بيه… كنان بيه عايزك تيجي على مكتبو دلوقتي.
ادهم : هو رجع على الشغل !
رشا : ايوا يا بيه.
ادهم : طيب يا رشا… اديني جاي.
قال ذلك ثم اغلق هاتفه وقال : الظاهر عريس الغفلة زهق من شهر العسل بسرعة… حقوم اشوف عايز ايه ؟
{ ملاحظة : كان مكتب ادهم في شركة كنان كونه المحامي الخاص به كما انه شريكه في العمل وليس محاميه فقط }
وبالفعل ذهب ادهم الى مكتب كنان وعندما دخل قال : ازيك يا عريس ؟؟
كنان : بلاش تريقه.. تعالى عايز اتكلم معاك.
فجلس ادهم امامه وقال بقلق : في ايه يا كنان ؟؟ وشك مصفر كدا ليه ؟
كنان : النهاردة شفت كابوس فظيع…بس متقلقش انا كويس.
فتنهد ادهم وقال : شفت سمر مش كدا ؟؟
كنان بحزن : انا مش ح قدر ارتاح غير لما اخذ بتارها يا ادهم.
ادهم : كنان اوعى تكون عملت حاجة وحشة للبنت ؟
فصمت كنان ولم يعلق ففهم ادهم انه قد فعل شيئاً بالفعل وقال معاتباً : ليه يا كنان ؟؟ مش قلت انك عايز تحرمها حريتها بس ؟؟ ليه عملت كدا ؟
كنان : علشان اخليها تجرب نفس العذاب اللي تعذبتو سمر قبل ما تموت.
ادهم : بس هي ملهاش ذنب يا كنان وانت عارف دا كويس ليه اغتصبتها ؟
كنان : ادهم دي بقت مراتي دلوقتي يعني اقدر اعمل اللي انا عايزو.
ادهم : مختلفناش انها مراتك بس دا مش معناه انك تغتصبها يا كنان… وكمان انت عمرك مكنتش كدا انا عارفك كويس .
فقال كنان بأنزعاج : انا مطلبتكش علشان تنتقدني… ف يا ريت تسمعني كويس لان عندنا شغل .
ادهم : ماشي يا بيه…وايه هو الشغل اللي حضرتك طلبتني علشانو ؟
كنان : متزعلش مني يا ادهم علشان عليت صوتي عليك بس انت عارف انا بعمل كل دا ليه ومتفتكرش اني مبسوط في اللي عملتو للبنت لا بلعكس انا من ساعة ما لمستها وانا حاسس اني بقيت حقير وتافه.
فتنهد ادهم وقال : انا مش زعلان منك يا كنان… انا زعلان عليك ياخويا لاني عارف انت حاسس بأيه بس كل الي عايز اطلبو منك انك تخف على البنت المسكينة اللي ملهاش ذنب في اللي عملو عمها والمساعد الحقير بتاعو .
كنان : وانا علشان كدا طلبتك النهارده. ..عايز اقلك اني هدمر فتحي السباعي ومعاه عزيز الواطي .
ادهم : وهتعمل ايه ؟
فرسم كنان تلك الابتسامة الخبيثة على محياه وقال : هخليهم يفلسوا.. وبعد كدا ادمر الشركة بتاعتهم .
عودة إلى فيلا كنان………
كانت جوليا جالسة على شرفة الغرفة لان كنان منعها من الخروج… فسمعت طرق على باب الغرفة مما جعلها تنهض وتقول : مين !
فدخلت سوسن وهي تحمل صينية عليها فنجان شاي اخضر ورسمت على وجهها تلك الابتسامة المشرقة وقالت : انا سوسن الشغالة وجبتلك شاي يا هانم .
جوليا : متشكرة.. ليه تعبتي نفسك ؟
سوسن : ولا تعب ولا حاجة… كنان بيه وصاني علشان اهتم بحضرتك يا هانم.
فإنزعجت جوليا عندما سمعت اسمه ولكنها اخفت انزعاجها عن سوسن وقالت : متشكرة مره تانيه.
سوسن : العفو يا هانم… تحبي اجيبلك حاجة تانيه ؟
فنظرت جوليا الى الشرفة ثم ابتسمت وعادت ونظرت الى سوسن وقالت : ايوا… عايزه مقص شجر ودفتر رسم والاوان.
فاستغربت سوسن من طلبها وقالت : عايزة الوان يا هانم !
جوليا : ايوا يا سوسن… عايزه ارسم..
يتبع…………..
::::::::::::::::::::::::::