رواية صعيدية غيرت حياتى بقلم أميرة السمدونى
الفصل 16
أرائكم مهمة جداً
فى الغردقة
“محدش ضربك على إيدك…ال حصل من أول الزمن يمكن مكنش برضاكي….بس الطريق ال مشتيه كان بإختيارك وبإرادتك..”
عبارة قالها رامز وهو يلف تبغ سيجارته بلامبالاة وبرود،تقف بوسي بمعطفها البني قبالته بحدة وعصبية :_
_ولما أغتصبتني أنت وشلة الأنس وكل واحد خد مزاجه مني شوية….كان بمزاجي….؟….ولما أجبرتني أكون زانية وأجرتني لزمايلك وكنت بتقبض زي الديوث….كنت مبسوطة…مكنتش بتقطع 100 حتة وأنا بتعرى لل يسوى وميسواش…!”…والكباريه مين ال دلني عليه..وقالي شريكه فيه…. أبويا….؟…..أبويا ل هددتني هتوريه الفيديوهات…..وأنت عارف أنه مش حمل صدمات ….كنت بتضغط عليا وبتخلي الإختيار إجباري عشان فى الاخر تشيل إيدك بسهولة….؟
نفخ بغضب…:_
_قصري عاوزة إيه….؟
أجابت بقلق وخوف على صحتها:_
_أسافر بره وأتعالج…ودي مش شفقة ولا إحسان….لا من فلوسي ….ال ….
صاح بعنف وإستنكار:_
_فلوس إيه يا أم فلوس….أنتي هتصدقي نفسك…نصيبك فى كل عملية كنتي بتاخديه تالت ومتلت…وإن كان على مرضك….فده مش ذنبي ولا بسببي …أنتي ال أستحليتي السكة الحرام…بعد أبوكي ما مات….نسيتي يا بت لما كنتي بتيجي تبوسي رجلي عشان ألف ولا 2…..لأمك وأخواتك…..؟….زي القطط تأكلي وتنكري….
تابعت بإنزعاج…ممزوج بتهديد:_
_ زي ما كنت بتحطني طول عمرك قدام أختيارات إجبارية…فأنت مجبر مش مُخير…يا كده يا هعرف ياسين وهرسيه……ويا عالم….هيعمل فيك…إيه وقت ما يعرف صاحب عمرك…..ال عملته فيه….
هجم عليها بغضب ..وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها …تتأوه بألم…..شديد…وكفها الأخر يفتح سحابة حقيبتها بحذر….لتخرج سكين حادة……وتزرعها في أمعائه قائلة:_
_ال زيك مش لازم يعيش….لازم يموت والناس تخلص من قرفه…..خلي الدنيا تنضف
ظلت تطعنه عدة مرات …..بهستيريا تبكي فيها……وهي تشعل عود ثقاب …..وتجمع بعض من الورق بينما هو يتلوى …..بإنهاك وتعب….رهيب……ويستغيث بها….كانت هي تحترق من داخلها….قبل أن تودعه بجسدها ودعته دموعها…..وتركته يصارع الموت…..وحيداً….وهي تركض كالبلهاء وثيابها ملطخة بالدماء……….تهاتف أحدهم …عبر الجوال….ولا يجيب…..
بمنزل كاملة المتواجد على أطراف القرية….
“ولو ممضتش إيه ال هيحصل يعني…؟….هتغتصبوها ….؟ وماله ميهمنيش..”
جملة قالها وليد بعدم أكتراث بادٍ…بينما دواخله تشتعل نار….لتضيف كاملة بنظرة جانبية لأحد الرجال….:_
_شكلك ما أنتاش جايبها لبر ….يا ولد البندرية…عموماً عتشوف بعينك…بث مباشر…
هجم الرجال علي بحدة…وهم يجردونني من ملابسي وأنا أصرخ صرخات مٌتقطعة ….بسبب تلك الكمامة الخرقاء البالية …..جسدي الهزيل ينتفض …وعيناي تعاتبان زوجي……الذي قال بهلع ….محاولاً فيه النهوض من مجلسه بعد أن تم تربيط أطرافه…:_
_ مرتي لا….يا ولاد….يا أندال…ي……
عقبت نوارة ….بإضطراب …..وإستغراب:_
_كاملة أتفجنا على التهديد بس….لكن الفعل لا موش طبعنا
‘طتها نظرة ذات معنى قبل أن تقول:_
_ الكبير هو ال يتحدت وأنا كبيرة ال الجعدة دي…..لو موش عاجبك الحديت هملينا خشي جوه يا تنجطينا بسكاتك
أقتربت منه بكرسيها المتحرك لتواجه عينيه المذلولتين …المقهورتين عينيها ….لتقول بإنتصار…وبمساومة..وهي تحاصر بأناملها كفه….تتأمل ضعفه …..وإنكساره أمامها:_
_ ها…عتمضي …..ولا هتمهلهم يشوفوا شغلهم….؟يا ضي عيني….؟
أخفض بصره….بتفكير…كيف يخرج من ذلك المأزق …..لتجيبه سترتي الممُزقة الكاشفة عن ملامح أنوثتي ….ليهتف بإنفعال….وغيرة كبيرة ………_
_ همضي………همضيييييييييي
نظرت لهم كاملة فتركوها …وحرروا يداه بحذر….هب مٌسرعاً…..يدنو مني …..وهو يحتضنني بحرارة…….وبخوف …أم على صغيرها…..أعطاني معطفه …وهو يضمني إلى أعماقه ويقبل جبيني ….قبل أن يحضر المحام الاوراق كاملة….ويمضي عليها وليد ….مُعلناً تنازله عن عيادته والأراضي المُمتلك لها…..لتفك سراحنا كاملة على طريق زراعي بعد أن تم تغمية أعيننا من جديد….لنجد انفسنا على طريق صحراوي …فأستقلينا …..سيارة إلى منزل والدي بإنكسار وقهرة كبرى………
فى المندرة الصعيدية
” المهم دلوجيت…كيف نسحب الفلوس من زينة…..إن شاء الله ترجعها لعصمتك تاني لو حمدان فشل بمهمته……..الأراضي لازم ترجع….بيع الأرض أو إنتجالها لغريب عار يا ولدي….”
جملة قالتها الخالة يامنة اليائسة ….والغارقة بأحزانها ..وابنها البكري يرتشف الشاي الساخن فى الحديقة الخلفية للمندرة يداعب شاربه برفض:_
_يا أما بجولك خلعتني …خلعتني بت الرفضي كيف برجعها وبدين دلوجيت على زمة أخوي
تسائلت بإستهجان به نبرة من الغضب :_
_ تجصد أيه الفلوس والأرض راحوا علينا…؟…نصف الثروة ال كتبتها لك لأجل تحافظ عليها …طارت منينا….؟ تعرف لو الخبر ديه…حد خد علم بيه….كيف راح يزفونا…..بعواد ال باع أرضه….
قال بتبرير:_
_ ما أنتي عارفة أنها عرفت تدوس على الجرح يا أما ,,,والظروف ال أجبرتني على إجده….
علقت بإعتراض …وغل:_
_ بس الناس مخبراش يا ولدي…ملهمش إلا الظاهر….و
قبل أن تتابع جملتها دخلت نوارة …وهي تلتقط أنفاسها …بإرهاق …..على ما يبدو أنها كانت تركض….وجهها حال إلى ليمونة صفراء….شاحب اللون…..وقد فرت منه الدماء قبل أن تستغيث:_
_الحجيني يا خالة ….وليد….ولييييييييييد.
أستفسرت بإهتمام……وخوف من شكوك ما:_
_ باع إي يا بتي ….إنطجي…هتنجطينا….؟
واصلت بوجوم مصطنع :_
_ باع الأرض والعيادة لكاملة ….!
مع إتمامها لعبارتها…..شهقت يامنة ….بإستنكار وقد تزايدت ضربات قلبها..:_
_ جلبي…جلبي……نشلتنا …..بت علام….ضيعت ال العيلة سوته على مدار عجود طويلة أتهد بجرة جلم…..ألحجوني…..
..وهي تسترجع شريط حياتها……بسرعة كبيرة …….تشعر وكأن عقلها قد شلُ…صدرها ينبض بتتابع…..مٌتقطع…..إلى أن توقف تماماً…..بسكتة قلبية مٌفاجئة…..وبسوء خاتمة….لطمع وأنانية ……
صراخ…عويل….بكاء…..قر
أما فى القصر المهجور
“إيه ال وجع ده يا تفيدة…”
سؤال طرحه حمدان بتعجب….اجابته من المطبخ …بإرتباك……وهي تعقد حاجبيها:_
_أستر يارب…..زي ما تكون جٌنبلة …ووجعت فى الجنينة…..ولا يكونش البيت ده مسكون يا ولدي….
أجاب وهو يرتدي سترته الرمادية مُتجهاً صوب الباب الخارجي الكبير…..بطمأنينة :_
_مظنش …..يمكن صوت الرعد….عموماً هفتح وأطمن…..
وقبل أن يدلف للخارج….ويدير المقبض …سمع نباح الكلاب يرتفع ….تجمد فى مكانه للحظات…قبل أن يدفع الباب للخلف…..ليفاجأ بزينة محاطة بالكلاب وهي تنهش بلحمها….ركض صوبها….وهو يدفعهم عنها بعيداً……ليرفعها على كتفيه ….بذعر…..وحنان…مختلط
_أنتي يا زفتة ….يا تفيدة….
أتسعت حدقتي عينيها ….وبرضوخ …..وبصوت عال أجابت ..وهي تهرول على السلم:_
_ حااااضر….جاية أهو…خبر أيه الدنيا طارت إياك….؟
ما أن وصلت إلى عتبة الحجرة ،حتى قال وهويجز على أسنانه ….وبيده زجاجة الشطة….:_
_ معملتيش ال جولت لك عليه ليه…؟معتنفذيش الحديت…ولا رايدة أشربك الجزازة بحالها ونخلصوا منيكي…..؟وبعدين كيف يا طاجة انتي تسبيها لحالها أكده…؟
إبتلعت ريقها …وهي تجيب :_
_ووواه….كيف يا ولدي بدك إياها عجيم….ولو فرضنا إكده…..كيف يعني بحط شطة لبت بنوت لسااه مدخلتش دنيا….ده حتي يبجى حرام علي
عقد ما بين حاجبيه بإستنكار:_
_بت بنوت إزاي دي حامل….؟
تابعت بتنهيدة طويلة :_
_الدكتور ال أنت جايبه ابن فكيهة ….ده أفشل خلج الله…مهواش فالح غير فى لم الفلوس …لكن التشخيص حمار
ألتقط انفاسه بإرتياح….وهو يطلب منها جلب أحد الاطباء ليعطيها تطعيم ضد الكلاب….بينما أحضر المزيد من الأغطية …وهو يملس بكفه الخشن….على جبينها بإعتذار….رقيق ….وبصوت حنون….يجذبها إلى أحضانه قائلاً:_
_ أنا أسف…..أسف يا حبيبتي ….كان لازم أفهم أنك وجودة عشتوا أخوات…..وأنك أشرف من الشرف…..ياريت ال فيكي كان في…..أنا أسف….سامحيني….
قال جملته….وهو يمرر أنامله على وجهها الأبيض ….الناعم….وعلى فمها….ليفاجاً….بها تجاهد لتثبت كفه على شفتيها تقبله….بهلوسة :_
_ أنا ال أسفة أني مقولتلكش الحقيقة …..يا …يا حبيبي
………
غطت فى غيوبة طويلة ….وهو بجوارها……يسعد لرؤيتها وبكونه الرجل الحقيقي الأول في حياتها……
بطنطا
ما أن وصلنا إلي بيتنا الريفي ….حتى إنهالت علينا الأسئلة …..من والتي….تشعربالقلق …..لا تريحها هذه الزيارة المفاجئة…..تحاصرننا بشكل جنوني……وكأنني أمام وكيل نيابة ..هرب منها زوجي مع أبي في شرفة المنزل يتبادلات أطراف الحديث …أتت هند على إستحياء …..وهي تلقي بأكواب القهوة جانباً….وبشرود ….تحينا….فقلت لأهرب من التحقيقات العاجلة:_
_ عاملة إيه يا هند …وجوزك فين….؟ والبيبي….؟
أخذت نفساً عميقاً….ثم أخرجته على مهل قبل أن تضيف:_
_ البيي فى الشهر الرابع أهو…..وياسين….متسألنيش
عقدت ما بين حاجباي بإستنكار….وبذهول أزالته أمي:_
_هي أختك كده مش وش نعمة ….الواد جالها وصالحها وباس رأسها ….ومفيش فايدة طردته طردة الكلاب….خليها بقى زي البيت الوقف بابنها…
واصلت بإقناع لشقيقتي:_
_ يا هند ياسين حنين وطيب…أي سوء تفاهم….مبيتحلش بره البيت ….غلط واجهيه…أزعلي …خدي موقف….متناميش معاه فى نفس الأوضة ..خاصميه لكن متسبيش البيت وتمشي….أنتي كده بتسيبي البراح لحماتك ….والملعب ليها توديه وتجيبه زي ما هي عايزة وتنفخ فى ودنه خليكي ذكية ….
بعيون حزينة :_
_ ذكية ومتسامحة فى أى حاجة إلا الخيانة يا إسراء…..وهو خاني
ضحكت بتعجب وتهكم:_
_عشان الرسايل الهبلة ال كانت بتجيله …..دي واحدة يا عبيطة رامية شباكها عليه وبتزيحك من سكتها…معقول بتصدقي كل من هب ودب…؟من غير دليل..؟
قبل أن تعقب ….أجاب ياسين وبرفقته بوسي بردائها الممتلىء ببقع الدماء:_
_ أظن مفيش أضمن من الدليل ده…نفس ال أثبت هو ال هينهي…!