العميل 101.. أحفاد الثعلب 2
الحلقة التاسعة ..
اقترب بخطى واثقة يراقب بحدة مقلتيه تلك الشقراء بثوبها شحيح الاتجاهات والمهيئ لإحدى السهرات الليلية، يصاحبها قصير القامة زوجها بحلته الرسمية المهندمة، والذي بادر القول ما أن أقترب منهما :
– أنا وزوجتي “راشيل” يا “ياسين” طالعين عشاء عمل واحتمال نتأخر فيه كمان .. فحبيت ابعتلك وأعرفك عشان تزود احتياطاتك حوالين “مرام” كويس ..
أومأ برأسه بإشارة هادئة تؤيد حديثه قائلا بثبات:
– تحت أمرك سيد “مرتضى” .. مع أن من غير ما حضرتك تخرج أنا واخد كل احتياطاتي كويس جدا ..
بابتسامة هادئة ربت على كتفه متحفزا للثناء على مجهوداته، إلا أن عطسة مفاجئه لاحقها سعال متقطع .. جعلته يبيد نيته وينقل اهتمامه لزوجته التي تجاهد عقب انتهاء الفعل لضبط معالمها كي تبدوا طبيعية .. صائحا بتعجب :
– مش عارف البرد ده جالك ازاي فجأة كده مع أنك كنتي الصبح كويسة جدا ومفيش أي بوادر ليه!
أنهى اندهاشه ببرهة صمت قصيرة استنشق عقبها بعض الهواء لضبط انفعال حديثه أخرجه في زفرة صامته وقوله الحاني :
– وعالعموم أنا لسه عند كلامي تعالي نرجع عشان ترتاحي لان شكله زاد معاكي دلوقت وتعبك .. ومش مشكلة نعتذر عن المقابلة ونأجلها لوقت تاني لما تتحسني ..
حدجته بنظرة لينة بدء حديثها ثم زاغت بنظراتها التي انقلبت تقدح شررا على من بجوارهما وهي ترمي كلماتها بمكر شديد :
– متكبرش الموضوع يا “مرتضى” دي شوية توابع بسيطة لدور برد هقاومها وهتروح .. خاصة أنك عارف قوة “راشيل” وإصرارها .. وإن مفيش حاجة تقدر تقف قدامها أو تغلبها أبدا ..
ربت براحته على كف يدها التي تعانق ساعده مؤيد حديثها بضحكة عالية كللها بعبارته المازحة:
– عارف .. عارف دا أنا ذات نفسي بشهد ليكي في ده .. خاصة لو الموضوع أتحط هنا ..
رددها وهو يشاور بسبابته تجاه رأسها، فمنحته شبهة ابتسامة تهكمية حررتها على أحدى زوايا ثغرها، ثم همت تجيبه بحنق وهي تمنح الأخر نظرة مختلسة:
– ولا اتخلق لسه اللي يقدر يقف قدام رغبتي أو حاجة أنا عوزاها !
ثم راحت تشد على ساعده ببطء كي تنبهه على السير برفقتها وهي تسترسل حديثها باقتضاب:
– يلا مش عاوزين نتأخر أكتر من كده !
اتبعها في صمت تجاه سيارتهما وما أن اندس بداخلها حتى التفتت تحدج حارس ابنة زوجها بنظرة محتقنة، همت بالاحتفاظ بها حتى تورات عينيها وجسدها خلف مقعدها، تلقاها “عمر” متعجبا من أمرها، وكأنها أصدرت تشريع رئاسي واجب النفاذ .. ولا يحق لمخلوق كان أن يعارضه حتى وأن كان صاحب الشأن نفسه ..
عقب تحرك اطارات سيارتهما تودع محيطه أطلق زفرة شديدة مشمئزة على رغبتها الأنثوية الفاجرة التي لم تكن في حسبان مخابرات بلاده بتاتا ..
لذلك شعر أن الخوض في تنفيذ مخططهم بعجالة بات أمر حتمي لابد من البدء به حتى يحميه بكل السبل من انحرفات رغبة تلك الأفعى السامة ..
لهذا التفت يتطلع للحراسة المتواجدة في الجوار قائلا بثبات وهو يشاور براحته على البنيان الضخم من خلفه:
– ساتجول في الداخل قليلا .. وأتمم على المخارج من أجل زيادة الاطمئنان بعض الشيء ..
- يمكنك روية ما تحتاجه من غرفة المراقبة الخاصة بنواحي القصر بأكمله ..
قالها أحد الحراس متحفزا ليجيبه “عمر” بعفوية مصطنعة وابتسامة مازحه :
– لن تكون مجرد لقطات من على بعد كفيلة عن الطبيعة يا رجل ..
علامات القبول بالقول وبالفعل اصطحبت بالضحك الصاخب اصدرت من جميع الحراس كترحيب لقراره وهم يستعدون للتراخي السامر قليلا من العمل بعد أن غادرهم رب عملهم، والذي استنهزها الفهد بخطى واثقة وابتسامة انتشاء تجاه وجهته ..
دلف مرددا دون تروي ما أن فتحت له إحدى الخادمات ذلك الباب الحائل بين من بالداخل والوافدين:
– بلغي “رقية” هانم أني وصلت ..
بنظرة مبجلة وقول مهذب أجابته :
– أتفضل يا “شاكر” بيه في الصالون “رقية” هانم مستنظره جنابك هناك من بدري، أما “علي” بيه فأنا هطلع أبلغه كمان لأنه منبه نديله خبر بحضورك فورا ..
أومأ برأسه متمتما وهو يحرك خطاه تجاه وجهته:
– تمام ..
توقفت قدميه عن التمادي في خطاها أمام غرفة الاستقبال وارتسم على معالمة الحيرة ما أن أبصرها تجلس على أحد المقاعد ينهش الشرود هيئتها .. فقال متسائلا بقلق:
– أية يا “رقية” يا بنتي “علي” عاوزنا ليه ؟!
رفعت رأسها تطالعه عقب إحاطة صوته لمحيطها، تجيبه بترحاب هادئ وهي تشاور براحتها على أحد المقاعد أمامها:
– أستاذ “شاكر” أهلا وسهلا أتفضل أقعد واقف عندك ليه ..
تحرك يطيع رغبتها قائلا بتنهيدة عميقة عند جلوسه :
– أعذريني يا بنتي دخلت بقلقي فجأة عليكي كده، بس أعمل أية من وقت لما “علي” كلمني وأنا القلق مسيطر عليا لابعد حد، حتى لما اتصلت بيكي بعدها عشان تطمنيني، قلقت أكتر لما قولتي الكلام مش هينفع في التليفون..
ثم مال برأسه وكتفيه تجاهها قائلا بخفوت حذر:
– أية بقى اللي مهم جدا عنده يخليه يكلمني وأنا لسه سايبه من ساعات بسيطة وميصبرش لبكره لما نتقابل ..
مالت برأسها مثيل ما فعل وهي تردد بهدوء خافت :
– أنا كنت قلقانه أول لما بلغني زيك بالظبط بس لما حاولت استنتج أية اللي محتاجه مننا تقدر تقول حضرتك أن قدرت أتوقع شوية ..!
بادرها بتوجس:
– أوعى يكون بينه وبين “هنا” بنتنا زعل ولا حاجة لسمح الله !
انفرجت شفتي “رقية” بابتسامة هادئة اعقبتها بقولها المطمئن :
– لا .. الحمدلله مفيش أي حاجة من دي خالص بالعكس بينهم كل خير ..
زفر مطولا قائلا بامتعاض :
– حيرتيني يا بنتي أمال في أية !
عاجلته ببهجة تملكت من صفحة وجهها:
– “علي” جامعنا النهاردة أنا وأنت يا عمي عشان يطلب أيد “هنا” مننا !
تراجع برأسه وكتفيه لمكانهما الطبيعي قائلا ببلاهة :
– يعني أية!
ثم هتف مذهولا ما أن تبدلت معالمة للدهشة:
– عاوز يطلب أيد مراته بعد ما أتجوزها .. تتفهم أزاي دي ..
بابتسامة عريضة اجابته :
– لا ما هما ما تزوجوش اصلا !
- نعم !
قالها “شاكر” بصرامة صاخبة، افزعت ثبات “رقية” والتي عاجلت عقبها بتوضيحها المتلجلج :
– ااا… أقصد هما متجوزين .. بس مش متجوزين يعني !
مع نفاذ صبره تمتم بضيق :
– “رقية” يا بنتي أنتي هتلعبي بيا .. أنا أحترت ومعنتش فاهم حاجة ..
اسرعت تردد على استحياء :
– لسمح الله يا عمي .. اصبر بس عليا وأنا هقولك على كل حاجة بالتفصيل زي ما “هنا” حكتلي قبل كده ..
ثم راحت تقص عليه باختصار ما تعلمه، ومع كل كلمة تتحرر من فمها على مسامعه يتفشى الذهول بمعالم العجوز، والذي أسرع هاتفا بعجالة عقب انتهائها بفم منفرج :
– مش ممكن .. بقى ده كله يطلع من “هنا” ..
ثم راح يحرك مقلتيه في شرود وهو يسترسل في ذهول :
– دا على كده الحاج “علي” الله يرحمه كان شايف فيها اللي أحنا مش شفناه كلنا .. معقول .. دي .. دي كمان عملت اللي هو نفسه مش توقعه !!!
تمتمت بعد أن تملكت منها ابتسامة حانية أثناء شرودها هي الأخرى :
– وأنا قلت كده والله يا عمي لما عرفت لدرجة أن قلبي من الفرحة مش سايع .. دا أنا كنت بدعي ربنا أن يهديه ليها ويجبها مصر لو حتى زيارة يوم واحد بس في السنة .. اتفاجئ بأنه كرمه واسع ورحمته أشمل لما لقتهم جايين إقامة .. لا وكمان هيردلها كرامتها اللي اتمست في ظروف جوازهم ويتقدم لها رسمي في بيت باباها كأي بنت بنوت لسه متجوزتش ..
ثم فاضت بابتسامة عريضة:
– حسه أني بحلم .. الف حمد وشكر ليك يا رب ..
طالعها العجوز بشفقة ثم صاح صارما :
– كرامتها طول عمرها محفوظة يا بنتي .. ومحدش يقدر يمس كرامة البنات طول ما ربنا مديني الصحة .. دول وصية صاحبي ليا بعد ما فقد الأمل برجوع “علي” ..
عادت ببؤرتي البصيرة تبادله التطلع وهي تهتف بألم :
– العمر الطويل ليك ياعمي .. بس خلينا صرحه مع بعض ونحاول نخلي الحقيقة قدام عيونا دايما من غير ما نجملها .. وهي أن “علي” كان مجبور عليها ومجاش راكع يتمنى قربها ..
قال همسا بابتسامة ثقة انفرجت بها شفتيه وهو يرمي بصره على الدرج خلفها :
– صدقيني هطيب وجعك كأم على اللي حصل .. وهخليه كمان قدامك راكع يتمنى قربها ..
بمعالم مبهمة قالت باندهاش :
– ازاي ! ..هو أنت ناوي على إيه !
- هوووش ..
همس بها وهو يعتدل في جلسته متطلعا للقادم خلفها، صائحا له بابتسامة دهاء:
– مرحبا “علي” لقد جئت في الموعد كما رغبت !
بنظرة ثاقبة ذي فِراسة وبعد لا يتقنه إلا أمثاله رصد مواضع كاميرات المراقبة بكل جانب، لم يتجنب ما يحتويه الطابق الأول منهن عن قصد، بل شرع يجيد التمثيل أمامهن في تأمين المنافذ الخاصة به، وعلى حين غرة بدأ يتفادى سيطرة بعضها بحرفية تامة حتى وصل للطابق الثاني، ثم توارى خلف أحد الحوائط حتى يرصد ما يمتلكه ذاك الطابق أيضا من كاميرات، جادت مقلتاه بنظرات متمعنة لقليل من الوقت حتى أتقن مواقعها سريعا، محركا خطاه لتجنبها كي لا يكشف أمره من مراقبهم الأمني الذي يتابع بأتقان ما يدور بداخلهم من غرفة المراقبة، حامدا خالقه على سكون ساكنيه، فعلى ما يبدوا بأن الخادمات أنتهى دوامهن بخروج أسيادهن وخلدوا للنوم مبكرا، وكاد يظن كذلك في باقي سكانه حتى تفاجأ باختراق صوت بكاء حاد يرافقه صوت مسنة تواسي صاحبته من أحد الغرف القريبة، والتي اتضحت أمام عينيه بأنها الغرفة الخاصة بتلك الشرسة العنيفة التي أدخلها بها في ذلك اليوم بعد أن دله عليها والدها، إحدى النبرتان علم بأنها خاصة بتلك المربية ومعالمها التي توشى بالطيبة والأصالة، أما الأول بعد أن تمعن به جيدا وعى بأنه خاص بتلك الفتاة ..
تعجب في نفسه لبكاءها !
بل الأصح تعبيرا هل يعرف البكاء عنوانا لها !
فهو كاد يقسم بأن داخل إنحرافتها الأنثوية قوة إصرار وعزيمة مائة رجل، ولا يعلم ضعف النسوة لها خطى !
داخل دوامة الآنا خاصته خرج صوتها شيئا فشيء، وراحت كلماتها تتساقط بثقل على أذنه وقلبه كما تتساقط قطرات الأمطار على الأجساد أثناء أنصاته لحديثها ..
- هو فاكرني قاسية ومش بشتاق لحضنه زي ما هو بيشتاقلي، بس بالعكس يا داده بعدنا عن بعض ده حطمني وحطم كل حاجة حلوة جوايا .. مش عارف أن أنهرت بموت أمي وكنت محتاجه ليه يحتويني .. محتاجه لطبطه وضمه حنان ووعد أنه يكون دايما جمبي .. محتاجاه والله يادادا .. محتاجه وجوده جمبي أكتر من أي وقت فات وبقى حلمي كل ليلة أن ربنا يهديه ويجمعنا من تاني ..
ثم اختلط بكائها بالرجاء : - عشان خاطري يا داده متبطليش دعاء معايا لأن لو فضل مصر على طريق الشر اللي ماشي فيه ده عمرنا ما هنتجمع تاني وهنفضل كده طول عمرنا وأنا بصراحة تعبت .. تعبت قوي .. صدقيني تعبت .. تعبت ..
ظلت تلك الكلمة تتردد على مسامعه باندهاش يكللها شهقاتها المتفاوتة حتى سمع العجوز مرة ثانية تواسيها بحنو :
– لا حول ولا قوة إلا بالله أرحمي نفسك يا حبيبة قلبي وخليكي دايما واثقه أن ربنا هيخترلك الخير .. دا غير أنه أكيد ليه حكمه في اللي بيحصل ده كله هو الوحيد اللي عالم بيها ..
ثم ساد الصمت في المكان گ ثوانٍ حداد، حتى عاد صوت المسنة يبهجه مرة أخرى وهي تهمس بنشاط وهمة :
– يلا يا حبيبتي قومي أغسلي وشك واستعيني بربك على أمرك وحاولي تنامي شوية .. ولا أقولك أنا هنام جنبك النهاردة وكمان أخدك في حضني لو حبيتي .. أيه رأيك ؟!
استشعر اضطراب نبرتها من الحزن للسعادة بغتة، وكأنها تلقت وعد بازاح ما يشوب خاطرها توا ..
– متحرمش منك أبدا .. مش عارفه من غيرك كنت كملت في اللي أنا فيه ده ازاي .. انا ..
رغم اندهاشه وصدمته مما سمع منذ البداية، تجاهل الإنصات لباقي حديثهما عمدا بعد أن أرغم قلبه على الإفاقة من تخديره المؤقت ومحي مشاعره كما اعتاد في طبيعة عمله التي لا ترحب بالعواطف بين أزوقتها، مستكملا ما نوى على اتمامه، وشيئا واحدا يجول في خاطرة وهو يبتعد عن بؤرة صوتهما ..
” بأن دموعها ما هي إلا لين كغدر التماسيح، وأنها حتما لن تكون العابدةُ الراهبة في وكر العَرابدة .. ”
لعن في نفسه تلك العادات المتوارثة بين الشعوب أو بالآحراى طقوس الزواج في العالم العربي والتي جعلته في حدث فريدٍ من نوعه العرق يتصبب من جبينه صبا، والارتباك يرافقه كظله، محاولا استرجاع من ذاكرته كل ما نهمه من العالم الالكتروني عما يفعله أمثاله في ذلك الموقف لنيل محبوباتهم، وللحق هو جاد بنهمه من حصيلتهم حد الصرع لأجل الفوز بـ”آنا” التي يراها تستحق ذلك الجهاد !
إلا أن ذاك العجوز الصامت بنظراته الغامضة الرصاصية .. تزيد من ارباكه كثيرا وتمحي ما اختزنه واستعد له، متعجبا في أمره وتغير طباعه بين وهلة وضحاها .. لماذا يراه بتنمره كالشرير الأن !!
يعلم بأنه ينتظر حديثه الذي حضر خصيصا على حين غرة لأجله .. ولكن هو ذاته في موقفه ذاك بات لا يعلم عنه شيئاً .. بل بات لا يعلم مطلقا !
حتى كاد ينسى من هو !
أمرا عصيبا حقا يمر به “علي البنا” بجلالة قدره كاد يثير بعض الضحكات فوق شفتيه المشفقة على ذاته يتخللها الكثير من التوتر !
واستفسارا يجوب بمخيلته هل طقوس الزواج لديهم بذلك الأمر المجهد، أم على قدر قيمة البضاعة تكال المشقة !
- نسمعك جيدا “بني” !
رفع رأسه متحررا من شروده وهو يحدج صاحبة العبارة بعينين جاحظتين لانتَّ رويدا رويدا .. وكأنه نسى وجودها في جلستهم .. فشاهدها تغدق عليه بنظرات تحمل الكثير من الرأفة والمحبة .. فأجبره حديث ذاته على التركيز في معالم تلك الحنونة وترك العجوز الغامض ومعالمه الماكره التي تعكر صفو تركيزه ..
لذا خرج صوته مبحوحا وعينيه تخدرهما أمومة “رقية” الفياضة ..
– أريد زوجتي ..!
انقلاب معالمهما دهشة كانت كالمطرقة فوق رأسه لاستيعاب ما نطق به .. فقال مصححا بعجالة متذكرا ما حفظه عن ظهر قلب:
– أقصد .. أريد ابنتكم كما شرع ديننا وأمر نبينا !
بضيق عينيه حرك “شاكر” شفتيه مشككا فيما قاله باقتضاب مخيف :
– حقًا !
لم يبالي باتهامه اللعين ولئم عينيه المنبثق منهما، بل شرع بحزم وإصرار يؤكدا عليه :
– بلى !
لانت معالمه بعض الشئ محتفظا بمكره وهو يردد جملته المتعمدة :
– برغبتها أم بالغصب مثل ما جرى ..
اعتلى الضيق معالمه ثم صاح بغضب جاهد لكبته:
– كلا .. ثم كلا .. أريدها راضية مرضية !
مط العجوز شفتيه بلا مبالاة وهو يردد جملته الباردة عند إسناد ظهره بإريحية على ظهر مقعده :
– إذا دعنا نطرح عليها الأمر وننتظر الأجابة .. فأن رحبت لك منا المباركة أجمعين .. وإن رفضت أطلق سراحها وليس لك عليها بسلطان مبين !!!