رواية زنزانة 313
الفصل الثالث
انفتحت الأبواب ليخرج المساجين الي ساحه ترابيه ليقوموا بإستنشاق الهواء الطلق والتمشيه قليلاً
كان جالس على أحد المقاعد بهدوء ينظر الي الأرض بشرود حياته الماضيه كيف قدمت حياته القادمه كيف سـ تأتي؟
قاطع تفكيره عندما تكون وجد العتمه قد خيمت عليه
فتح عينيه ليجد أربع من المساجين يشكلون حلقه عليه نظر لهم ببرود وهو يردف
– خير في حاجه
– احنا اول مرة نشوفك هنا؟
تأفأف بـ ضجر فهو يعلم انهم لن يتركونه فـ حاله
– ما ترد يا أخينا ولا انت اطرش؟
نهض عن الكرسي وهو يردف بضيق
– انتو رايقين و جايين تعملوا حفله عليا
ضحك أحدهم بقوة وهو يردف باستهزاء
– ليه يا اخويا فاكر نفسك مين زيك زينا ولا انت عايز تتروق على الصبح
– جرى ايه يا أخينا انت وهو
ربت أحدهم على كتف صديقه وهو يشير الي بدر بـ عينيه
– الواد ده شكلوا عايز يتربى يا معلم
– جرا ايه يا فتوح ما تتلم وتلم رجالتك
نطق بها صوت جهوري قوي ليتنحى فتوح وهو يردف بسخريه
– وانت مالك يا عم ما تخليك فـ حالك
فجأه اخترقت يداه الصفوف ليسحب بدر من بينهم ثم وضعه خلفه ليرد
– هو تبعي ويا ريت تلك رجالتك وتمشي من هنا
ضحك فتوج بسخريه وهو يقوم بطرق كتفيه
– جرا ايه يا سيادة المقدم
اقترب منه أكثر ليردف بصوت هامس مستفز
– متنساش ان انت هنا مسجون زيك زينا يبقي تحط لسانك فـ بوقك وتخليك فـ نفسك
ابتسم ” أيوب ” ابتسامه صفراء وهو يقوم بإزاحة يديه من عليه
– طب ما تحط لسانك فـ بوقك انت وتبطل شغل نفخ العضلات ده على المساجين الجداد عشان مروقكش وأخلي منظرك عار قدامهم
احتقن وجهه بالدماء فكيف له أن يهينه أمام رجاله ليصرخ بأقتدار
– جرا أيه يا أبن الـ………….
أظلمت عيني أيوب بشده عندما سمعه يقوم بـ شتم والدته ليقبض على عنقه ليتقدم رجال ” فتوح” مدافعين عن “معلمهم” لتتحول الي مضاربه قويه في ساحه السجن
أما في مكتب “مأمور” السجن كان جالس بتوتر أمام لين ليقدم لها الملف وهو يردف
– الملف ده في كل المساجين اختاري اللي انتي عيزاه ونحددلك معاه
ابتسمت بهدوء لتسحب الملف كانت كل صفحه تحتوي على صورة للمسجون مع عقوبته وسبب سجنه أخذت تتأمل في القضايا واحده تلو الأخرة حتى دق الباب ليردف المأمور بصوت مرتفع
– أدخل
دلف العسكري ليؤدي التحيه العسكريه مردفاً
– تمام يا فندم أيوب و فتوح ماسكين فـ بعض ضرب وفكيناهم بالعافيه
– حط كل واحد فـ الحجز الأنفرادي لحد ما اشوفهم
نظرت له لين باستغراب لترد
– هو انت مش هتشوف مين الغلطان وتعاقبوا؟
– إلا يا هانم بس حضرتك موجوده وشـ…..
نهضت لين وهي تحتضن الملف لتعود للأريكه التي فـ الخلف مكمله
– لا انا هقعد هنا و حضرتك شوف شغلك متشيلش همي
ابتسم المأمور ليردف للعسكري بأمر
– هاتهم يا ابني
أدى العسكري التحيه العسكريه باحترام ثم خرج لـ يدفعهم الى الداخل
ليردف فتوح بفظاظه
– ما تحاسب يا دفعه الواحد جسمو مكسر
وقف المامور وهو يطرق مكتبه بحده
– جرا ايه انت وهو هو انا مليش غيركم
لينطق فتوح بافتراء
– يا باشا احنا كنا بنتعرف على المسجون الجديد وجه سياده المقدم يعمل نفسو علينا فاكر نفسه لسه في الخدمه
كانت تتابع حديثهم بأهتمام نظرات فتوح التي كانت تراقب نظرات المأمور حركات يديه ليضع فتوح يديه على فمه ليمسحه ليرد المأمور وهو ينظر لـ “أيوب” بضيق
– في ايه يا ايوب ما تسيب المساجين ولا انت اتعودت علي الحبس الانفرادي وعايز ترجعلو
بقي أيوب صامتاً وهو ينظر للأثنان ببرود كأنه لا يتهم
قررت أن تخرج عن صمتها لتنهض وهي تردف بابتسامه
– أسمحلي يا حضرة المأمور
أنتقلت جميع الأنظار فـ الغرفه عليها لم ينتبه لها أحد لجلوسها فـ الزاويه نظر لها بتدقيق لتكمل وهي تشير إلي فتوح
– الراجل ده كذاب
– جرا ايه يا أنسه انتي تعرفي منين اني كذاب
وقفت بجانب المأمور لتردف بهدوء وهي تراجع حديثه
– عينك طول ما انت بتتكلم فـ عين المأمور عشان تتأكد انو مصدقك ولما حطيت ايدك على بوقك ده دليل على كذبك جسمك مش مصدق كذبك عشان كده فضحك
أجحظت عينيه وبدأ تنفسه يزداد وأحمر وجهه لتنظر للمأمور مشيره إليه
– وكمان بدأ يعرق و وشو أحمر عشان كذبو اتكشف
ابتسمت عقب أن أظهرت مدى تفوقها فـ لغه الجسد لينظر المأمور لفتوح بعنف
– بتكذب عليا يا فتوح أصبر عليا
اطلق نداء للعسكري الذي فـ الخارج ليحضر فوراً ليردف
– فتوح يتجلد خمستاشر جلده فـ نص الساحه.
– يا سيادة المأمور بس الـ….
قالها فتوح بترجي ثم أمعن النظر فـ تلك الفتاه حافظاً ملامحها بحده فـ هو لن يدعها بدون عقاب ليسحبه العسكري بقوة للخارج
……………………………
كانت تتابعه بعينها حتى خرج لتعود بنظرها للمسجون الثاني
أقسمت ان عينيه تتحدث ولكن وجهه جامداً عينيه به الغموض الذي جعلها تُجذب له ليردف هو بجديه
– انا عايز أرجع زنزانتي لو فضلت معاهم فـ العنبر هتسمع خناقات كتير
اتفق المأمور مع حديثه وهو يردف
– كلامك مضبوط يا عسكري
قدم أحدهم من الخارج ليشير له المأمور بهدوء
– خد أيوب على زنزانتو
اومأ العسكري ثم نظر لـ أيوب مستعلماً عن رقمه ليردف أيوب ببرود
– ” زنزانه 313 ”
اومأ العسكري ليتقدم أيوب غير سامحاً للعسكري ان يمسكه ليسير العسكري خلفه بهدوء
ليعيد النظر لها ثم اتجه لمكتبه جالساً وهو يردف
– شكراً يا بنتي ها أختارتي هتاخدي مين؟
ابتسمت بهدوء وهي تعود للجلوس أمامه
– هاخد زنزانه رقم 313
……………………..
كان يسير بشموخ فـ السجن كأنه مالكه ليس مسجون كان العسكري يهابه لدرجه انه لم يستطيع إمساكه لإيصاله لـ زنزانته
تقدم بدر الذي كان ينتظرهم عند نهايه الممر ليقف أمامهم مانعهم من التقدم
مد يده فـ جيبه سريعاً ليخرج عبوة السجائر ليعطي للعسكري واحده مردفاً
– شد يا دفعه انا عايز استاذ أيوب على جنب
دس العسكري السيچاره فـ جيبه وهو يردف
– بسرعه طيب
وقف أيوب على جانب ينظر له ليبدأ بدر بالحديث مردفاً
– انا عايز اشكرك عشان اتصدرتلي قدام فتوح و رجالتوا
ابتسم ايوب مجامله لـيربت على كتفه
– انا معملتش غير الواجب عشان هو لازم يتربى وكان ماشي يشوط في الكل ونسي نفسه كان لازم اوقفوا عند حدو
ازدادت ابتسامته مرة اخرى وهو يردف ضاحكاً
– ثم انا من زمان ما سمعتش كلمه استاذ انت تقولي ايوب عادي
اومأ بدر لـ ينطق العسكري
– يلا يا ايوب علشان نمشي
اوما ايوب بالإيجاب لـ ينظر الى بدر مكملاً
-ما خلصناش كلامنا هنتكلم بعدين وعلى فكره صوتك وانت بتغني حلو بس مفيش رجاله بتعيط
صدم بدر من مقولته ولكن قبل ان يتحدث ذهب ايوب مع العسكري
………………………………
– حضرتك بتهزري؟
قالها المأمور بنبره ساخره تضايقت هي منها ليكمل هو
– وبعدين فـ الملف اللي انا مديكي تختاري منو مجبتش سيره أيوب فيه والملف فيه الناس اللي تستاهل ان هي تتعالج نفسياً أيوب مش محتاج حاجه.
قال جملته الأخيره بسخريه لتعتدل هي فـ جلستها مكمله
– وحضرتك عرفت منين انو معندوش مشكله؟ هو أي حد عندو مشكله هيجي يقولك والله انا فيا كذا كذا كذا
وبالذات أيوب مش هيرضي يقولك عشان عينيه بتقول ان هو بيتحمل ومش من النوع اللي بيتكلم وكتوم
– وانا مُصِّر انك متاخديهوش كـ حالة نفسيه
طرقت المكتب بحده وهي مصره على قولها
– وانا هاخدو وإلا وقتها هدخل بابا فـ الموضوع وساعتها الأمر هيجي من وزير الداخليه ان أمسك حالة أيوب
لأول مرة تستخدم منصب والدها فـ شىء لدقيقه خاف المأمور فـ مهما حدث هي أبنه الوزير الوحيد ومن التأكيد ان جميع طلباتها مجابه ليردف بهدوء
– بدون تدخل الوالد ولا سيادة الوزير انا هديهولك بس بشرط ان انتي تمضي إقرار ان انا موافقتش وان انتي هتتحملي النتيجه كامله
اومأت موافقه ليردف وهو ينهض بهدوء
– انا هروح اجيب ملف أيوب والإقرار وتقدري تستلمي شغلك من بعد بكره
اومأت موافقه بثبات ما ان خرج حتى رقصت بجسدها وهي
تردف
– اوه ياااه اخيراا استفدت من منصبك يا بابا يكرمك يا رب
…………………….
– يا بابي انا زهقت منها زهقت
قالها رامي وهو يدلف لمكتب والده بحده ليردف والده باستغراب
– في ايه
جلس رامي أمام والده “جلال” وهو يروي ما حدث صباحاً ليكمل مردفاً
– لين ديه مش لين ديه حاجه صعبه بس أنام واحلم بيها ده اخري اكتر من كده مش هعرف ديه رافضه بص تقف معايا عشر دقايق
– اومال عاملي دونجوان وانت مش عارف توقعها
– بابا ديه مش من النوع بتاعت الخروج تمام؟ ولا حتى من البنات بتوع الجواز لاني دخلتلها من السكه ديه وهي بردو مش موافقه اعمل ايه
– احنا انهرده رايحين البيت عندهم إياكش تعرف تعمل حاجه
…………..
أحضر المأمور الورقه لتوقعها بسرعه وتسحب الملف من يده مردفه
– إن شاء الله هبقي عند حسن ظنك يا فندم
قالتها بحماس وابتسامه ليردف المأمور بتأكيد
– وانا هستناكي بعد ما تقري ملف القضيه او فـ أي وقت تقوليلي انا مش عايزة اتعامل مع أيوب
– مش انا اللي أرجع عن حاجه بديت فيها
قالتها بثقه ثم ذهبت للخارج بسرعه وهي تكاد تطير من الفرح فـ لقد استلمت أول حالاتها تريد ان تبدأ بقرأتها الأن ولكن صبراً فـ سوف تذهب للبيت الأن
…………………………….
– هل جننتي يا أمرأه من تلك التي تردينها ان تأتي للعيش معك؟ أبنتي لن تبتعد دولتها مطلقاً
– وهنا أيضاً دولتها لا تنسي انني من الجنسيه التركيه وأريد ان أرى ابنتي انه من حقي
– حقك ان تريها تجلسي معها ولكن ليس أن تعيش معك
– إنـــهـا إبنتي هل تفهم ذلك؟؟
قالتها بصراخ ليردف بجديه
– لن تعيش معكي ولا مع زوجك
– هل تعاقبني لأني تزوجت؟ لأني عشت حياتي؟ هل تعرض زوجي لأبنتك لا لم يحدث بل وقف لـ جانبها ليكون والد آخر
– انا لم أمت ليكن لها والد أخر انا حياً ارزق
قالها بعصبيه وحده شديده لتردف بعصبيه
– وأيضا تريد أن تقوم بتزويجها بدون علمي ولا دون موافقتها
– ليس لكي شأن؟
– كيف ليس لي شأن انها ابنتي؟ هل تفهم ذلك؟
– انه موضوع بيني وبين أبنتي سوف نحله بهدوء والأن سوف أغلق وداعاً
قالها بعصبيه ليغلق الهاتف فـ هو قد سمع صوت طرق الباب ليعلم ان أبنته قدمت ليردف عزام بصرامه
– بتقول ايه الوليه ديه؟
– نتكلم بعدين لين جت!
صمت عزام هو الأخر فـ لا يريد ان يفسد الفرحه التي ظهرت على وجهة لين لتتقدم وهي ترفع ملف أيوب بفرح
– مين بقت تشتغل و أمرأه عامله ناااوو
ابتسم لها والدها فـ هي تذكره بحماسه عندما أستلم أول وظائفه ليردف جدها وهو يشير للمقعد الذي جانبه
– تعالي يا لوليتي احكيلي بقا ايه اللي حصل
– تخيل يا جدو انا ساعدت المأمور عشان نشوف مين الغلطان استخدمت لغة الجسد عشان اشوف كلامهم
– جدعه يا حبيبة بابا يلا اطلعي غيري هدومك عشان الغدا
– اوكيه انا فرحانه اوووي ونفسي مفتوحه جداا
قالتها بفرحه لتبدأ صعود الدرج بقفزات مختصره ليردف جدها بسخريه
– متعرفش ان ديك البرابير جاي يتغدا نفسها هتتسد تلقائي
– والنبي يا بابا متطوعهاش فـ تفكيرها
– لا انا مش بطاوعها
قالها عزام وهو يرفع كتفيه بعدم اهتمام ليكمل بتأكيد
– انا بقويها على قرارتها
………………………………