رواية زنزانة 313

الفصل الثالث عشر

بدأت نبضات قلبها كأنها تنتفض استيقظت بفزع لتزيل هذا الشئ الذي كان على وجهها يخبئه وهي تملس على نبضات قلبها وهي تشعر بوخزات متتاليه

– آآه

قالتها بتعب شعرت لثوان بـ عدم قدرتها على التنفس لتبدأ بالسعال بقوة بدأت الدموع تتجمع فـ عينها وهي تكمل سعالها تشعر بـ أمواس تُقطع بـ حلقها لم تجد أيوب بجانبها حاولت فتح باب السياره لتجدها مغلقه
بدأت تأخذ أنفاسها وهي تحاول السيطره على نفسها.

دلف أيوب الي السياره بعد أن  أحضر مياة ليجدها بتلك الشكل أنفزع قلبه وهو يمسك كفها

– مالك في ايه انتي كويسه؟

فتح عبوة المياه ليجعلها تبدأ بالشرب قليلاً ليردف بعدها

– ايه اللي حصل؟

لم ترد بل أكملت وهي تضغط على قلبها بتعب وبدات تحرك يدها الأخره على شكل مروحه لتتنفس لم يكن فـ وسعه سوا أن يضمها إليه وهو يحاول تهدأتها

– بس اهدي خلاص

أزاح يدها التي كانت تمسك بقلبها ليضع يده وجد دقات قلبها متسارعه كأنها في سباق
استمر هذا الوضع من خمس لعشر دقائق حتى بدأت تهدأ
رفع وجهها وهو يردف بهدوء

– في ايه

– مش عارفه حسيت بخنقه بحاجه طابقه على نفسي وقلبي بدأت دقاتو تزيد و ألم جامد

رفع كرسيها قليلا وهو يردف بهدوء

– طيب ارتاحي وهدي نفسك خدي المايه جنبك وفي أكل لو عايزة

اومأت وهي تعيد رأسها للخلف مستريحه

………………………………….

بدأ الطبيب يستعمل الصاعق الكهربائي وهو يحاول إفاقته حتى أنتظمت نبضاته ليردف الطبيب للممرضات

– جهزي العنايه المركزه عشان هيحتاجها

اومأت الممرضه وهي تغادر لتقابل شريف عند الباب متسائلاً

– بابا عامل ايه

– متقلقش يا سيادة الوزير هو بقي كويس بس هننقلو العنايه المركزة إحتياط

اومأ شريف وهو يعود مراقبه والده من الدائره الصغيره الزجاجيه ليشعر بيد توضع على ظهره لف ليجد “أچوان” تردف بتساؤل

– كيف حال والدك؟

-أنه بخير لا تقلقي بإمكانك العودة لـ زوجك

أحتلت ابتسامه بسيطه وجهها وهي تقف على أشبارها تنظر لـ عزام

– لقد أنفصلنا!

جحظت عيني شريف وهو يردف بصدمه

– امتى

– عندما عدت من عندكم

– أعتذر إذ كنت أنا وأسرتي السبب!

– ليس لك علاقه أنه النصيب لا أكثر

ابتسامه خفيفه رسمت على شفتيه لينفتح الباب على مصرعه مخرجاً الترولي وهو يحمل عزام لينقله للعنايه المركزة

…………………….

ركن السياره الذي كان يركبها عند مدخل القريه فـ الصحراء
ليهبط وهو يشير لـ لين بالخروج وضعت لين يدها على رأسها تحميها من الشمس الحاميه ليردف أيوب

– ألبسي العبايه والطرحه وخدي النقاب

– نعم؟

-ألبسي يلا مفيش وقت

– الدنيا حر وهلبس كمان أسود

– المرة الجايه هبقي اجبلك بينك

قالها بسخريه وهو يخرج غطاء السياره العازله للحراره لتضحك بسخافه وهي تردف

– لا لحظه اهو هضحك

أرتدت العباءة فوق ثيابها ثم بدأت العقده في ربط شعرها الغجري لتجده منفوش للغايه بدأت بربطه ثم قامت بالضغط عليه وهي تحاول تخفيف نفشته ثم وضعت النقاب وهي تنظر لمرأه السياره خرجت وهي تنظر لـ أيوب

– كدة مضبوط

نظر لـ عينيها اللذان أظهرا كحلتهما وكثافه رموشها ومنظر العباءه التي أظهرت جسدها كـ الغزال في نضوجه ليحرك رأسه بالإيجاب ثم أغلق السياره ليكمل تغطيتها بهدوء ثم أردف وهو يسير

– هنمشي شوية بتاع خمسه كيلو وهنلاقي موقف ونركب

كان يقولها كأنها ليست مسافه لتردف بصدمه وهي تحاول اللحاق به

– أيوب

نادته ليقف بضيق وهو يردف

– يا صبرو

– خمسه كيلو ازاي يعني

– يعني خمسه كيلو وممكن اكتر

– اكتر ازاي انا لو مشيت  ٥ متر ببقي عايزة الإنعاش

– أكيد في مستشفى هناك أتفضلي يلا مفيش وقت

تنهدت بهمس وهي تردف

– قصدك مفيش دم

……………….  ..

– يا ماما فهمينا مين اللي جاي

– ضيوف تبع اخوكوا بدر

– طب هما هيباتو يعني

– أيوة

كانت تسأل عزه بملل لتردف عزيزه وهي تنقل حقيبتها لـ غرفه عزه

– طب هما هيطولو مبعرفش أنام مع عزه

نطقت بها عزيزه بضيق فـ عند طلاقها وسجن شقيقها عادت لغرفتها ولكن الأن والدتها تقوم بتبديل الغرف

– خلاص ياختي كلها كام يوم

قالتها عزه وهي تظبط غرفتها لتردف وجيده بحده

– أياكش أشوف قله الادب ديه قدام الضيوف انتو مش صغيرين

– طب يا ماما وبالنسبه للأوضه اللي ورا المطبخ بتاعت بدر ديه انا خلصت تنضيفها مين هيقعد فيها

– هنشوف استنو بس خلو الضيوف يجو
…………………………..

– طب وبعدين يا عمو هنعمل ايه

قالتها رندا بدموع على صديقتها ليردف شريف بتنهيده

– وزير الداخلية بنفسو مهتم بالموضوع وقفلوا مداخل القاهره ومخارجها وعمليات التدوير مستمره

– ربنا يجبها بالسلامه

– يا رب يا رندا أدعيلها كتير

………………………  ……

أنطلقت صوت عربة الشرطه عندما دلفت الحاره ركضت مها لتتأكد ثم انطلقت لوالدتها وشقيقتها مردفه

– البوليس جه يا ماما

نظرت فيروز للفتاتين وهي تردف بتحذير

– احنا مشوفناش حد ولا نعرف حاجه عنو ولا عن لين مفهوم

اومأت كلتاهما ثم بدؤ بقراءة المعوذتين  حتى يهدؤؤ

…………………..

كانت الشمس حارقه للغايه حتى أنها كانت تسير رافعه للنقاب آستندت على أحد عواميد الكهرباء
ليردف أيوب وهو يراقب المكان

– خلاص الموقف اهو وصلنا

نظر للخلف ليجدها تقف بتعب رافعه النقاب عن وجهها تقلبت ملامح وجهه وهو يقترب منها مردفاً

– نزلي النقاب لأحسن حد يشوفك

– مش قادره خلاص هموت

مد يده لينزل النقاب ثم قام بوضع يدها على عضده مردفاً

– طب خلاص هانت قربنا اهو

ما أن أقتربا من الموقف حتى كادت أن تسقط ولكن ساندها أيوب وهو يردف

– أجمدي خلاص قربنا

أوقف أقرب “باص” ثم أملاه العنوان رأف الرجل بحاله عندما وجده يسند لين وتظهر على ملامحها التعب ليركبا

……………………….

– يعني أبنك مجاش هنا يا ست؟

قالها أحد الضباط لتردف وجيده بتمثيل الصدمه

– لا يا ابني انا اساسا عمري ما اتوقعت من ابني انو يهرب

– اسمعي يا أمي الحكم اللي على ابنك هينضاعف لأنو خطف بنت ومش أي بنت ديه بنت وزير

شهقت مها وهي تتذكر أين رأتها الأن لينظر لها الضابط باستجواب

– افتكرتي حاجه

جحظت عينيها وهي تجد نظره الشك في عينه لتردف بجلجله

– لا بس اللي هو عندو اخوات بنات ليه يخطف بنت عشان كده استغربت

همهم الضابط وهو يردف

– على العموم انا قولتلك يا أمي وانتي حره بس اعرفي ان مداخل ومخارج البلد اتقفلت ومداخل القاهره اتقفلت لحد ما نشوف ابنك ولو كلمك أنصحيه الوضع مش فصالحوا

………………..

نزل من الباص أمام منزل بدر كما وصفه له ثم ساند لين كانت تظهر على ملامحها التعب وهي تردف

– معدتي مقلوبه من الحر

– خلاص أمسكي نفسك البيت اهو

بدأ أيوب يطرق الباب بهدوء حتى فتحت عزه وهي تعدل حجابها لتجد شخص بطول فارع وجسد تظهر العضلات من سترته بدت تنظر له بشرود ليردف بتساؤل

– ده بيت بدر خالد؟

حتى صوته مثل النغم كـ كروان يشدي ليعيد سؤاله بحده في تلك الوقت سمعته والدة بدر لتندفع عند الباب وهي تردف

– ايوة يا أبني اهلا اهلا اتفضل اتفضلوا

دفعت أبنتها وهي ترمقها بحده ليردف أيوب وهو يسند لين الذي شعر بأنها على وشك الأغماء

– هو بس الحمام فين

– تعالا يا ابني تعالا

دلف وهو يسحبها خلفة لتردف وجيده وهي تنظر لها

– مالها يا ابني في ايه

– دايخه من الحر وتعبانه هو في رجاله هنا فـ البيت

– لا يا إبني

قالتها وجيده بنفي ليعدل لين وهو يقليها قليلاً عليها

– طب امسكي بس دقيقه

حاولت لين ان تسند نفسها ولكن لم تكن تعتاد هذا الحر ليمد أيوب يده وهو يبدأ بإزالة النقاب والحجاب ثم بدأ يذهب بها إلى الحمام مع والدة بدر

تنهدت وهي تغلق الباب لتجد شقيقتها ترضع أختها مردفه باستغراب

– مالك يا بت في ايه

– مز يا عزيزه مز برا يالهوي على الجمال

– مز؟ هما الضيوف جم ولا ايه

– اه وياريت ميمشوش

قالتها وهي تتنفس لتركض الي المرأه وتبدأ بتعديل حجابها مردفه

– انا هروح أشوفو

نهضت عزيزه بعد أن تأكدت من نوم أبنتها

– وانا هاجي اسلم عليهم

كان يضع على وجهها المياه حتى ابتلت ثيابها بالكامل لتردف وجيده بشفقه

– براحه عليها يا أبني

– انـ انا كويـ….

قاطعت حديثها وهي تشعر بمعدتها ترتفع وتهبط علمت وقتها وجيده أنها على وشك القئ لتردف لـ أيوب وهي تدفعه

– أخرج بره دلوقت

استجاب لها أيوب بسرعه ليغلق الباب لتندفع لين للمرحاض مخرجه مافي جوفها

عدلتها وجيده وهي تمسح وجهها بمنشفه قطنيه

– أن شاء الله خير يا بنتي متقلقيش

خرجت الفتاتان ليجدا أيوب يقف عند باب المرحاض لتردف عزيزه بهمس لشقيقتها

– ده طلع مز بجد يا بت

– عيب عليكي

لم ينتبه لهم أيوب بل كان تفكيره فـ تلك الأمانه التي في رقبته ليجد وجيده تخرجها وهي تسندها ليلف يده تلقائياً حول خصرها وهو يسندها بينما أدارت والدة بدر جسدها لتغلق الباب لينزلق رأس لين راسياً على كتف أيوب ليردف بهدوء

– انتي كويسه

– متقلقش يا أبني ديه عمايل الطريق هتلاقي بس دوخه وترجيع عشان السكر وطي

– أصل أحنا مشينا خمسه كيلو فـ الحر عشان كده

أجلسها أيوب على الأريكه لتردف وجيده وهي ترجع خصلات لين للخلف

– ديه تمشي خمسه كيلو فـ الحر ده حرام عليك ديه بسكوته

نظرت لأبنتيها الواقفتان يتابعان كل شئ لتردف بحده

– روحو هاتو عصير للراجل ومراتو.

حمحم أيوب وهو يردف

– ملوش لزوم مش عايز هاتو بس ليها احم وكمان هي مش مراتي

– هه اومال شيلت حجابها ليه يا ابني الله يهديك

– هي مش محجبه يا امي انا كان لازم اخفيها عشان محدش يشوفها

قالها أيوب بابتسامه بسيطه لتردف وجيده بتذكر

– اااه هو قالي يا ابني بس مقالش ان في بنت جايه معاك

ابتسم أيوب بخفه وهو ينظر للأرض ثم نظر لـ لين وهو يردف

– نصيبها…….

 

error: