رواية زنزانة 313

الفصل العاشر

 

– انت أزاي تسيبها يا بابا تخرج أساسا وانت عارف أن هي تعبانه

 

قالها شريف وهو يلوم عزام على غياب أبنته ليردف عزام

 

– كانت كويسه ولو فضلت محبوسه فـ البيت كان هيجلها اكتئاب

 

– ثم انا من أخبرتها أنه يجب أن تخرج وتعود لتمارس حياتها الطبيعيه كـ السابق

 

– ماذا تعلمين عن أبنتك أنتي؟ كما قلت انتي مجرد أم بالأسم فقط

 

– حقاً إذا أنا مجرد أم بالأسم ماذا تعلم انت عن أبنتك لو كنت تعلم عنها لما قمت بخطبتها لهذا الفتى الغبي وهي لا تحبه

 

– أن الحب ليس كل شىء وعلاقتنا أكبر دليل على ذلك

 

– علاقتنا فاشله لا تحكم على باقي العلاقات بالفشل

 

نظر لها بضيق لتكمل هي

 

– علاقتنا كانت ناجحه لولا أنانيتك أنت

 

– أنانيتي؟؟

 

– نعم لم تفكر سوا فـ مصلحتك ومصلحتي انا وأبنتي

 

– إذا حدثت مصلحتي فسوف كانت تعود عليكم ليس علي

 

أبتلع عزام ريقه بضيق وبدأت يداه تتجه لعنقه كي تدلكه لتركض الخادمه له وهي تردف

 

– عزام بيه انت كويس

 

أنتبه شريف و أچوان لـ صوت الخادمه لينهوا حرب إلقاء اللوم على بعضهم وأتجهو إلي عزام

ناولت الخادمه الدواء لـ شريف ليعطيه لـ عزام

 

– خد يا بابا عشان متتعبش

 

تنهد عزام عقب أن أبتلع الدواء مردفاً

 

– انتو اللي بتتعبوني وبتتعبو البنت معاكوا هي قالت هـ هـ هتروح لـ رندا كلم رندا وشوف يمكن هي عندها

 

– حاضر يا بابا بس استريح

 

قالها وهو يطبع قبله أعلى رأسه ليردف عزام وهو يشير لـ أچوان

 

– طمنها وخليها تروح لـ جوزها وقولها البنت عند صاحبتها

 

عرفت أچوان أنه يقصدها عندما أشار عليها لتنظر لـ شريف بعدم فهم بينما هو ترجم لها

 

– أبي يقول أنها بخير سوف تجلس عند صديقتها وليس هناك داعي لـ كل تلك المشاكل بيننا ويجب أن تذهبي لـ زوجك

 

– هل أنت متأكد؟

 

اومأ شريف وهو يردف

 

– نعم عندما تأتي سوف أجعلها تهاتفك اتفقنا؟

 

اومأت بضيق وهي تردف

 

– سأنتظر الأتصال

 

……………………………

 

– يا دكتورة يا أنسه قومي ممكن؟

 

بدأت تطلق تأوهات وهي تحك رأسها مردفه

 

– آآه انا فين؟

 

– ممكن تقومي تلبسي ديه ولا ألبسك

 

عند جملتها بدأت تتذكر ما حدث معها قبل أن تغمي أنتصبت في مكانها وهي تفتش ملابسها

 

– ايه اللي حصل في حاجه؟

 

– متخافيش مجتش جمبك

 

تحرجت من تصريحه الواضح لعدم أقترابه منها ولكن فجأه صرخت وهي تردف

 

– احنا برا؟؟

 

تقلصت تعابير وجهه وهو يردف

 

– بتزعقي ليه ايوة برا ويلا ألبسي الحاجات ديه عشان ننزل بسرعه

 

– ننزل؟

 

قالتها بصدمه ثم بدأت تغمض عينها وتفتحها وهي تحرك رأسها بتكرار

 

– هو انا نمت كام سنه ولا دخلت فـ غيبوبه

 

تأفأف من مماطلتها ليهبط من السياره بينما هي كانت تنظر لـ حركته بصدمه ليفتح الباب ممسكاً ذراعيها ليضع بينهم العباءة مردفاً

 

– هتلبسي ولا ألبسك انا

 

– لا معلش دقيقه فهمني أحنا فين وازاي خرجنا من السجن وانت انا هعيط؟

 

قالتها بيأس ليمسك رأسها وهو يثبته مردفاً

 

– احنا فـ الحاره بتاعتنا وانا هربت من السجن وخدتك معايا عشان انتي شاهد على كل حاجه ولو سبتك كنتي هتعترفي بكل حاجه فـ انا كان لازم أخدك معايا

 

– انت بتهزر انا عايزة أرجـ..

 

قالت كلامها بعصبيه شديده ليضع يدها على شفتيها بعصبيه وهو يردف

 

– اششش مش انتي اللي تحددي أحنا فـ وضع أنا اللي أحدد مش أنتي

 

بدأت تتلوى بين ذراعيه وهي تردف بضيق

 

– انا عايزة أرجع بيتنا مش عايزة أهرب ومش هقول على حاجه زمان جدو قلقان عليا

 

– أسمعي يا دكتورة

 

قالها بحده لا تقبل النقاش ليردف بعدها بحزم

 

– انتي من انهرده رجلك على رجلي لحد ما أثبت برائتي

 

– ايوة انا مالي

 

– طيب اعتبري نفسك مخطوفه اوكيه؟

 

قالها بابتسامه سمجه لترفع حاجبها وهي تردف

 

– وإذا صرخت ولميت عليك الشارع دلوقت؟

 

قالتها بتهديد ليردف وهو يرفع حاجبه

 

– جربي وشوفي انا هعمل فيكي ايه ومعانا لحد الساعه عشره الصبح عشان نمشي من هنا

 

– أشمعنا عشره؟

 

– ما تنجزي بقى وتلبسي يوه؟

 

بدأت تذبذب فـ الأرض بقدمها فـ لم تكن تتوقع منه هذا بدأت تنظر لما بين يديها لتجدها عبائه سوداء وضعتها على جسدها وتركت أزرتها مفتوحه ثم وضعت “الطرحه” على أواخر خصلاتها وهي تردف

 

– اتنيلت لبست اهو لبست فـ مصيبه

 

عدل الكاب الذي على رأسه وهو ينظر لها بطرف عينها لتردف بسخريه وأنتبهت ليكون صوتها منخفص

 

– لابس كاب بليل؟ الشمس هتطلعلك يعني جامد اوي مثلا عشان تطلعلك؟ معاك واسطه عشان تطلعلك؟

 

– ايوة معايا واسطه خاطف بنت الوزير

 

تسارعت دقات قلبها عندما علمت أنه سمع صوت همسها لتنظر للطرف الأخر بضيق

تنهد بضيق وهو يخطوا لمقدمة المبني مردفاً

 

– اتفضلي أمشي

 

بدأت تسير وهي تراقب كل شىء فـ هذا المبني المتهالك لتردف باستغراب

 

– هو أنت ساكن هنا

 

لم يرد عليها بل أكمل سيره لتأفأف بضيق وهي تردف

 

– يا رب يتكعبل على وشو

 

وكأن باب السماء كان مفتوح واستجيبت دعوتها لم ينتبه هو لتلك السلمه المكسوره كاد ان يسقط ولكن تماسك وهو يزفر أنفاسه بعصبيه نظرت هي له بصدمه لم تمنع نفسها من إطلاق ضحكتها التي حاولت كبتها نظر لها بضيق لترفع كفيها وهي تحاول منع إبتسامتها

 

– إرادة ربنا هنتدخل؟

 

سحب كفها ليضعها أمامه وهو يردف

 

– طب امشي انتي عشان لو وقعت نقع سوا

 

نظرت له بطرف عينها وهي تردف بضيق في سرها

 

– واطي اوي

 

أوقفها أيوب أمام الباب ليردف بهدوء

 

– خبطي بشويش

 

نظرت له وهي تردف ببراءة

 

– ده باب بيتكوا انتو مش بيتي

 

ما أن رأت تقلب عينيه حتى أدارت وجهها لتبدأ بـ طرق الباب بخفه

دقائق حتى ملت وهي تردف

 

– شكل اللي جوا نايمين

 

– هيصحوا بس خبطي بضمير

 

– تحب أكسرلك الباب عشان أعجبك

 

قبل أن تجيب كان صوت يخرق الباب وهي تردف

 

– مين؟

 

– انا لين

 

قالتها بتلقائيه ثم وضعت يدها على فمها بغباء وهي تنظر له نظرات إعتذار لتردف “مها” وهي تنظر لوالدتها بهمس

 

– ماما أحنا عندنا حد نعرفوا اسمو لين؟

 

عدلت “فيروز” حجابها وهي تردف

 

– أفتحي طيب الباب كده

 

فتحت مها الباب وهي تنظر لـ لين باستغراب

 

– أأمري

 

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تردف

 

– هو الـ….

 

قاطعها أيوب وهو يدفعها على مها ليدلف الي الداخل وهو يغلق الباب خلفهم صرخت مها ومعها لين لدفعته الغبيه لتردف بعصبيه

 

– ما براحه يا جدع في ايه؟

 

– أنت مين يا أخينا

 

قالتها فيروز وهي تنظر له بفزع ليزيل الكاب الذي على رأسه وهو يردف

 

– وحشتيني يا أمي

 

– أيـــــوب أبني؟

 

قالتها وهي تتعلق بعنقه ليحتضنها بحب فـ كم أشتاق لحضن والدته لتنظر له مها بصدمه وهي تردف

 

-أيوب!

 

فتح ذراعه الأخر وهو يضمها إليه مستنشقاً عطرهم الذي فقده منذ مده طويله..

شعرت بضيق فـ صدرها لـ ثوان كم تمنت أن يكون لها أخت أو اخ لديها عائله متماسكه مثلما ترى لثوان أرادت أن تنضم لهم وتبكي معهم شعرت بحرقه فـ عنقها وهي تحاول منع بكائها جلست على أحد الكنب وهي مازالت تنظر لهم جلست أمه وهي تطبع قبله على رأسه

 

– وحشتني يا نن عيني

 

– وأنتي كمان يا حبيبتي عامله ايه؟

 

– بقيت بخير أما شوفتك يا حبيبي

 

ملست مها على فخذ والدتها وهي تردف

 

– ايوة يا عم خلاص شوفتي ابنك الوحيد بقى يبقي راحت عليا انا والبت سما

 

طرقها أيوب على مؤخره رأسها وهو يردف

 

– قصدك أيه يا بت وبعدين انتي لابسه بلوزة بنص كم وحاطه طرحه على راسك وطالعه تفتحي اخترعتوا دين جديد وانا فـ السجن؟

 

– أهي كده دايما مغلباني يا بني والله

 

طرق رأسها وهو يردف بحده

 

– أسمعي كلام أمك!

 

تابع وهو يبحث بعينيه

 

– أومال البت سما فين

 

– نايمه طول اليوم انهرده كان أخر امتحان ثانويه عامه

 

أوما أيوب وهو يطبع قبله فوق رأس مها بحب

 

– ربنا يوفقها وانتي عامله ايه فـ الدراسه

 

– قررت أتجوز وأقعد فـ البيت

 

قالتها وهي تضحك ليبتسم وهو يردف

 

– أكول بس وبعدين نتفاهم فـ الموضوع ده

 

– حالا يا حبيبي أعملك أحلى أكل

 

– أكل ايه يا ماما الساعه اتنين ونص الفجر؟

 

– وانتي مالك أشوفك تاكلي ولا تمدي أيدك

 

كانت سوف تنهض ولكن رأت لين أمامهم تتابع حديثهم بإنتباه لتردف بتساؤل لـ أيوب

 

– مين ديه يا أيوب؟

 

نظرت له وهي تبلع ريقها بتوتر لكن قبل أن يرتد لها طرفها كان يردف هو

 

– ديه مراتي يا ماما

 

– انت اتجوزت؟

 

نطق بها كل من والدته وشقيقته بصدمه لتكمل باستغراب

 

– امتى وازاي؟

 

– بعدين يا ماما بعدين

 

لتنهض وهي تذفر بضيق

 

– طيب قومي يا مها تعالي معايا حضري الأكل

 

كانت تنظر لـ لين بتركيز وهي تردف

 

– ها يا ماما انا شوفتها قبل كده بس مش فاكره فين

 

– طب قولتلك قومي انجري يلا

 

قالتها وهي تسحبها بينما بقيت هي تنظر له ما أن غادرا حتى نظرت له بضيق وهي تردف

 

– مين ديه اللي مراتك

 

لم يرد عليها بل تمطع على الأريكه ثم نهض ليتبع أمه وشقيقته لتمسك كفه وهي تردف بضيق

 

– انا بكلمك عـلى فكره

 

– تقدري تقولي أمي هتقول عليكي ايه لو لقتك جايه مع واحد أخر الليل وكمان مسجون؟

 

-تقوم تقول مراتك

 

– اترزعي فـ حته بقى خليني اشوف هعمل ايه

 

جلست على الكرسي بضيق بينما هو أتجه لباب شقته ليغلقها بالمفتاح وهو ينظر لها بتريث ثم دلف خلف والدته للمطبخ بينما هي ضمت قدميها لصدرها وهي تنظر أمامها بـ شرود

error: