رواية زنزانة 313
الفصل الثاني
بدأت السياره تقف ببطئ داخل هذا الصرح الكبير حتى سكنت في موقفها المحدد
أنفتح الباب لينير الظلام الذي بالداخل ليردف أحدهم بصوت مرتفع
– يلا يا مسجون منك ليه
بدؤ يهبطون واحد تلو الأخر حتى نزل بدر ليقف بالصف بجانب زملائه ليبدأ أحد العساكر بالنداء على أسمائهم واحد تلو الأخر ثم قامو بتوزيعهم على عنابرهم المخصصه.
……………………………
عند أذان العشاء كانت قد تطرق باب منزلها وهي تقوم بمسح أثار الطريق من على وجهها فـ لن تقدر على البقاء فـ القاهره لوجود ابنتيها فـ المنزل وحدهما
ثوان وارتفع صوت ابنتها من خلف الباب وهي تردف بتساؤل
– مين؟؟
– انا يا بتي افتحي الباب
فتحت “عزه” الباب بلهفه وهي تتساؤل
– ها يا أما طمنيني اخويا حصلوا ايه
دفعتها عن الباب لتدلف بضيق
– اوعي خليني ارتاح من تعب السكه
جلست عند أقرب المقاعد المهكعه لترفع “عزه” صوتها مردفه
– عزيزة امي جت
خرجت شقيقتهم الثالثه من الداخل وهي تحمل طفلتها الصغيره مردفه
– ها يا أما بدر اخويا عامل ايه
– خد خمس سنين
طرقت عزيزة على صدرها وهي تردف
– يا انهار اسود؟
تجرعت والدتهم كأس الماء وهي تردف
– المحامي هيعمل مش عارفه اسمو ايه ده النقض ولا ايه ويخففو الحكم عنو بس بيقول ده اخف الحكم يعني لو حد مكانو كان خد اكتر
– يا حسره شبابك اللي هيروح فـ السجن يا اخويا
قالتها عزة بندب لتردف أمها بحده
– اكتمي يا بت حسك اخوكي طالع قلبي بيقولي كده
بدت طرقات سريعه على الباب لينتفض الجميع لتردف والدتها مسرعه
– افتحي يا بت شوفي مين اللي بيخبط كده
اتجهت عزه الي الباب لتسأل بخوف
– مين
– افتحي يا عزه بسرعه ابوس ايدك
ميزت صوتها لتفتح الباب بسرعه لتدلف تلك الفتاه وهي تغلق الباب بإحكام وبدأت تزيح الشال عن رأسها لينسدل شعرها الأسود الداكن لترفعه وهي تتجه لـ (مجيده) وهي تتسائل بـ لهثه
– بدر عمل ايه يا خاله طمنيني
مسحت على وجنتيها وهي تردف
– خد خمس سنين يا بتي ربنا يفك كربوا
سقطت على الأرض وهي تبكي بحرقه
– يا حرقة قلبي عليك يا بدر ضيعت بسببي يا نن عيني
سحبتها مجيده وهي تحاول الثبات أمامهم مردفه
– اهدي يا بتي انا مش حمل كل الدموع ديه اهدي يا بدور
– ابويا يا خالة هيفركش معاه و يجوزني ابن عمي وانا عايزة بدر يا خاله انجديني
ضمتها مجيده وهي تذرف دموع فـ لقد فقدت وليدها الوحيد لتصرخ وهي تسمع قرع والدها القوي على الباب وهو يصرخ
– افتحي يا قليله الحيا
………………………………………….
كانت متمدده على تلك الأرض العشبيه وهي تربع يديها خلف رأسها وبجانبها هاتفها يصدر بعض الموسيقي الهادئه لتنظر الي جدها الذي كان يقرأ احد الكتب القديمه لتردف بتفكير
– بقولك يا عزام
– قولي يا ابتلائي
نظرت له بطرف عينها وهي تردف بضيق
– لاحظ انك بتعاملني وحش وانا جايه الدنيا عشان ادلع
– وإذا مكناش ندلعك يا ست البنات هندلع مين؟
قالها بغنج لتنظر له باستحياء مزيف
– يوه بقى يا جدو بكسف
عادت نبرة صوتها للشده وهي تردف
– نركز فـ المهم يا عزام انا عايزة اتجوز
فجأه وجدت الكتاب الذي كان بيد جدها يلقي على وجهها لتصرخ بضيق
– في ايه يا جدو ايه العنف ده؟؟ انا هبلغ محكمه الأسره عليكوا
– يعني انتي لسه رافضه رامي الصبح وبليل تقولي عايزة اتجوز
رفعت هاتفها الذي كان بجانبها لتشير إلي جدها
– الساعه بقيت ٢ ونص الفجر يا جدو وعايزة حد يهتم بيا
– وانا والله نفسي فـ اللي تدلعني
غمزت له بخفه وهي تردف
– طب ما نجيب حد يدلعنا احنا الأتنين يا زوز
– اتعدلي يا بنت انتي بتكلمي جدك
قالها عزام وهو يمثل الحده لتردف هي بمكر
– ده انت أصغر مني يا جدو
– وبعدين بقى فـ اللي بتدخلي من ثغراتي ديه
ضحكت لين بقوة لتنتفض من مكانها جالسه وهي تنظر له
– بقولك يا جدو
– قولي يا نن عين جدك
ابتسمت لتردف وهي تنظر من السماء
– هو احنا فـ الثلث الأخير من الليل صح
اومأ بالإيجاب لتردف مكمله
– وانا قرأت قبل كده ان ربنا بيبقي موجود فـ الثلث الأخير من الليل في سماء الدنيا و بيستجيب للدعاوي
أخذت نفساً عميقاً لتردف مخرجه إياه بتريث
– يا رب انا عايزة اعيش قصه زي الروايه اللي قراتها الصبح اتخطف واحب اللي خاطفني ويعذبني وبعدين يحبني وهييح بقى يا جدو
وضع عزام يده أسفل ذقنه مكملاً
– وايه كمان ما احنا فـ عالم الأحلام
نظرت له شرزاً لتردف وهي تضيق عينيها
– محبط اوي
تساندت على كفيها لتنهض ممسكه بكف يد جدها
– قوم يا عزام عشان ننام كده كتير انا كنت بحتفل بيك عشان اتخرجت وسيادة الوزير هيدينا محاضره قد كده الصبح
– صدقيني غُلبت معاه
قالها عزام وهو يتنهد مستقيماً في وقفته لترد هي
– بقولك ايه فكك بقى من كل دول واجي انا اخطفك ونسافر
ضمها الي صدره وهو يردف
– ان شاء الله ربنا هيعوضك خير يا قلبي
…………………………..
مد جسده على الفراش المعدني الموجود وهو ينظر لتلك الزنزانه المحاط بها ليتنهد بقوة وحزن دفين وعميق
– ربنا يهون الفتره ديه ويخليني اطلع بسرعه عشان امي و اخواتي البنات و و بدور
أه يا بدور القلب مشتعل لـ فراقك عشق الطفوله وحب المراهقه و شغف الشباب أه نطقها قلبه بحسره فهو يعلم ان والدها سوف يستغل ما حدث لـ يفسخ خطبتهم
– إشمعنا انا؟ مستقصداني وجايه ليه دايماً عليا واشمعنا انا ده انتي بقيتي بـ تفرحي بـ دموع عنيا
دندن كلمات الأغنيه بصوت حزين أُدمِعت عينيه بسببها اضطجع على جانبه وهو يضم جسده ليأن بقوة حزناً
انه بدر شاب في أواخر العشرينات من جنوب سيناء توفي والده وهو بالتاسع عشر من عمره ليكون هو مسوؤل عن شقيقتيه ووالدته
بدأ يعمل ويكد حتى قام بتزويج شقيقته الكبرى وعندما ضاق به الحال أرشده بعض الشباب لبعض الأشخاص ليقومون بأستغفاله وتوظيفه في مهن مخله للأدب وتجاره فـ المخدرات
حتى عندما مُسِك تذكر حين جاء أحد أفرادهم له فـ السجن ليقول جملة واحده مردفاً
– متنساش ان أمك و أختك تحت رحمتنا وأختك التانيه وبنتها وجبيبة القلب بدور هموتهم وابعتلك الصور على السجن بس انت عارف احنا قبل ما نقتل أي ست بنعمل فيها ايه خد بالك على نفسك يا بدر ولو سيرتنا جت قول على نفسك يا رحمن يا رحيم!
إزداد تقلبه في الفراش ليزيد أنينه بخفوت
………………………..
– انت أزاي تخبط على بيت خالد البديوي كده ولا عشان مبقاش معانا راجل هتفور علينا لا بقـ…..
قالتها “وجيده” بعصبيه عندما فتحت الباب ليقاطعها بعصبيه
– بقولك ايه يا ست انتي!!! انا جاي أخد بنتي وارجعلكوا شبكتكو
دلف للمنزل ليقوم بسحب أبنته من شعرها بعنف وهو يردف
– هتفضحينا يا بنت الـكلب انجري على البيت ولو شوفت رجلك عدت البيت هنا هكسرهالك
– يا أبا انا عايزة بدر و هستناه سيبني
قالتها بدور وهي تتلوى في يديه ليرفع كفه صافعاً إياها بحده
– هتتجوزي رد سجون مغتصب بتاع مخدرات يا فاچره مشي قدامي
دفعها خارج المنزل لتسقط على الأرض الترابيه بألم
ليخرج من جلبابه علبه مخمليه من اللون الأحمر ليلقيها فـ الأرض بحده
– معندناش بنات للجواز وديه شبكه ابنكم المحروس
……………………….
بعد مرور عدة أيام في ڤله “الوزير” كانت الساعه قد دقت العاشره صباحاً لتنزل لين من غرفتها عقب ان تجهزت جيداً لتقبل جدها على كفها مردفه
– صباح الخير يا عزوم
اتجهت حيث مقدمه الطاوله لتطبع قبله على وجنتة ابيها مردفه
– صباح الخير يا بابا
جلست بجانبه بهدوء ليردف والدها بتساؤل عقب ان وجدها ترتدي ملابس خاصه للطلعات
– رايحه فين على الصبح؟
ابتلعت لقمتها وهي تردف بابتسامه
– امبارح رئيس الجامعه كلمني عشان انهرده هياخد قسمنا يوزعهم فـ السجون ونبدأ شـ….
قاطع حديثها والدها وهو يطرق الطاولة بعنف
– هو انا مش قلت مفيش شغل ولا انا كلامي مش بيتسمع فـ البيت ده!!!!! على أخر الزمن بنت الوزير تشتغل فـ السجون وتتعامل مع مساجين
– اومال انا اتعلـ……
قاطعها جدها وهو يردف بحده طارقاً الأرض بعصاه
– أومال هي اتعلمت ليه وضيعت من عمرها السنين ديه كلها فـ حياتها ليه عشان تقعد فـ البيت
– العفو يا بابا بس متشتغلش فـ السجون في مستشفيات كتير تشتغل فيها وتشتغل ليه أساساً؟ انا حرمتها من حاجه ناقصها حاجه؟
أمسكت يد والدها وهي تحاول تهدأته مردفه برزانه
– يا بابا الموضوع مش موضوع انك حرمتني من حاجه الموضوع اني عايزة أساعد الناس اخدم البلد اللي انت وزير فيها وعشان انا تخصصي جنائي فـ اكيد هبقي فـ السجن مش هبقي فـ دريم بارك
– وسبق اتكلمنا فـ الموضوع ده وقولتلك ان انا مش موافق على القسم الجنائي ودخلتي خلاص يبقي اسمعي كلمتي المره ديه؟
– يا بابا انا مش هضيع الفرصه ديه مني عدد ضعيف جدا من البنات بيتقبلوا فـ القسم الجنائي وانا ما صدقت وخلاص اتخرجت لازم اشتغل
نظر جدها الي الساعه ليردف بثبات
– الساعه عشره وربع يا لين قومي عشان تروحي الشغل
نظرت له ولأبيها بتوتر فـ هي تعلم إذا خرجت بدون إذن والدها فقط يمكنه أن يلغي جميع أحلامها بمكالمه هاتفيه واحده لـ مالك الجامعه ليردف جدها بحده عندما وجدها ثابته مكانها
– سمعتي انا قولت ايه يا بنت؟ امشي على شغلك
نهضت فور ان سمعت حدة صوت جدها لتغادر ليرد شريف بضيق
– خليتها تروح ليه يا بابا خليك علطول مدلعها انا مكنتش موافق وكنت عايزها تتجوز رامي عشان تقعد فـ البيت
– ومدلعهاش ليه حفيدتي الوحيده؟ ولا انت عندك إعتراض ولا يعني عشان هي بنت الوزير يبقي متشوفش الحياة ومتعيش التجارب وتشوف الناس
ضحك بسخريه وأكمل بتقليد
– أل تجوزها رامي أل ده احنا نجوزها رامي ونجيب راجل يستر عليهم هما الاتنين ده بنتك فيها رجوله عنو
تأفأف شريف بضيق من حديث والده لينهض عن السفره مردفاً
– انا هروح الوزاره عشان اتأخرت
قبل أن يخطوا عتبه خارج الڤله رن صوت والده المنزل وهو يحذره
– انا بحذرك يا شريف لو وقفت فـ طريقها ولا عملت حاجه تمنع شغلها انا اللي هقفلك فـ طريقك!
………………………………
خرجت من جامعتها عقب أن علمت بأنها سوف تتجه لأحد السجون لتجد من يمنعها من ركوب السياره رفعت نظرها لتجد من يد هذا البغيض ضحكت بسخريه طفيفه عندما وجدته لتتحدث بسخريه وهي تستند على باب سيارتها
– اهلا يا رامي خير في حاجه
– جايبلك ده
قالها وهو يخرج أحد الخوا