نوفيلا((المراهقة واللص))
نوفيلا((المراهقة واللص))
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الهام رفعت
المقدمة.. تعلقت بـه لتجهل ما تضمره نوايـاه خدعته أيضا بجمالهـا لتبلغ منتهـاه تركض خلفه لتتمنى فقط رؤيــاه لتضحى في طريق ضالة لخباياه ((المراهقة واللص)) للكاتبة إلهام رفعت
الفصــل الأول
المُراهقة واللّص
ــــــــــــــــــ
أنهت واجبات مدرستها ثم تثائبت بعمقٍ وهي تتمطى بذراعيها تريد أن تغفو فقد حان موعد نومها، توجهت “جيداء” لفراشها مجهدة، قالت لنفسها بارهاقٍ:
– تعبت قوي النهارده، الواجب كتير امتى بقى یستريح من هم المدارس ده
ثم تنهدت بفتور فهي في الصف الثاني الإعدادي، هيئتها كشابة كبيرة نظرًا لطولها وجسدها الممشوق الغير متوافق مع عمرها الأصلي، صعدت على الفراش وقد دثرت نفسها، قبل أن تغط في نومها تسلل لأذنيها بعض الخربشات في باب شرفة غرفتها جعلت النوم يطير من عينيها، ازدرت ريقها مرعوبة وقد شحب وجهها وجفت الدماء في عروقها، ارتجف جسدها أكثر حين شعرت بمن يفتح بالفعل الشرفة، أسرعت بتغطية كامل جسدها حتى وجهها مرتعدة مما سيحدث لها، ارادت الصراخ ولكنها شُلت بالفعل وقد ألجم لسانها، خطوات شخص تتحرك للداخل جعلت مقلتيها تتسع بزعر وتشهق برعب، من خوفها إهتز بدنها وهي تشعر بهذا الشخص يتعمق للداخل ومدركة بالتأكيد نظراته المترقبة عليها، يريد قتلها أو اختطافها!، تلك الأفكار والهواجس طاردت فكرها الضئيل، وقف اللص منتصف الغرفة وهو يتطلع على النائم بتفحص، تأكد من نومه فتنهد مفكرًا وهو يبحث عن مخرج ليصل إلى مكتب صاحب الفيلا لتنفيذ ما جاء من أجله، سرعان ما وجد الباب ليتحرك بحُرية داخل الفيلا، وجده الحل ثم تحرك نحوه، قال لنفسه بتأكيد:
– مافيش غير كده، أكيد هتطلع من هنا على الفيلا من جوه
وعن “جيداء” فببطء شديد أزاحت الغطاء من على وجهها قليلاً حذرة من عدم شعوره بها، حركت بؤبؤ عينيها ببحثٍ لتقع بالأخير نظراتها المهزوزة عليه، وجدته يرتدي قناعًا يخفي وجهه ويبحث عن شيء ما في جيب سترته لا تعرف ما هو، دققت النظر لتجده يخرج شيئًا يشبه الإبرة ولكنها كبيرة عنها، عقدت حاجبيها بتعجب، فهل سيقتلها بتلك؟!، مطت شفتيها مستنكرة وأخذت تتابع، أخرج أيضًا مصباح صغير فادركت بأنه لصًا وهذه أشياءه الخاصة، فغرت فاهها بصدمة حين نزع القناع ليظهر وجهه، حيث إحتاج اللص للهواء فقد تصبب عرقًا فالجو حار، شهقت “جيداء” باندهاش وهي تعتدل لتجلس دون وعي منها وهي تحملق فيه بانبهار، هل يُعقل أن يكون هذا الوسيم لصًا؟!، حركت رأسها لا إراديًا بنفي وهي مستمرة في التحديق به، شعر اللص بأنفاس شخص ما فأدار رأسه تلقائيًا فوجدها فتاة قد كشفت أمره وتنظر إليه، بخطوات زموعة تحرك نحوها فتنبهت له، كمم فمها وهو يجعلها تتسطح على الفراش فجحظت عينيها بخوف، بيده الأخرى كبل يديها فوق رأسها، قال بتهديدٍ صريح:
– لو صرختي هيكون آخر يوم في عمرك، عاوزك شاطرة كده وتسمعي الكلام، فهماني ولا لأ
حركت رأسها عدة مرات لتمتثل لحديثه، تابع بجدية:
– هابعد ايدي، بس أنا حذّرتك
ثم أزاح يده من على فمها فتنفست بهدوء، ردت بحب لا تعرف كيف ومتى تملك منها:
– متخافش أنا معاك، قولي عاوز أيه وأنا أقولك، لو عايز تخطفني معنديش مانع
جملتها الأخيرة جعلته يتطلع عليها بغرابة ولكنها قالتها بصدق، فكت يديها من قبضته ثم طوقت عنقه بحركة جريئة جعلته يرتبك، أعادت اقتراحها بهيام:
– يلا اخطفني، اطلب فدية وهيدوك، بس أنا مش هاقبل ارجع وهناخد الفلوس ونعيش سوا
رد بعدم تصديق وقد تلعثم:
– أ.أ.أيه اللي بتقوليه ده، سيبيني أخلص اللي جاي علشانه
ثم حاول ابعاد ذراعيها فشددت من تطويقه رافضة، هتفت باصرار:
– لأ مش هسيبك لو فيها موتي، دا أنا مصدقت لقيتك، إنت فارس أحلامي اللي حلمت بيه
تأمل جمالها عن قرب باعجاب، فتاة ذو عينين سوداوين وأهداب طويلة، بيضاء بشرتها وفمها صغير وردي، خانته نظراته في تمريرها للتأمل في تلك الجميلة فسعدت بنظراته نحوها متيقنة أنها أعجبته، تنبه لنفسه ثم رد مستنكرًا وهو يجاهد ليبتعد عنها:
– يا بنتي سيبيني أشوف اللي ورايا، عارفة لو حد شافني هروح في داهية، دا أيه المصيبة دي
ثم تمكن من ابعادها لينهض، نهضت أيضًا واقفة أمامه، احتضنته بقوة مرددة بعناد:
– بقولك لو مخطفتنيش هصوّت وأخليهم يقبضوا عليك
تحيّر في أمر تلك الفتاة، لكن أحدث اقترابها منه عدة انتفاضات جعلت قلبه يتراقص بقوة، التفت يديه حولها كبادرة منه في ضمها، ابتسمت “جيداء” بشدة ومكر، سألته بصوت ناعم:
– إسمك أيه؟
– “أصهب”
رد دون انتباه فقد زاغ بفكره لبعيد، تنهدت براحة وهي تردد اسمه في عقلها، دق الباب عليهم فعاد لرشده مضطربًا، ابعدها قائلاً بخوف:
– يا نهار اسود، روحت في داهية، أنا لازم أمشي
ثم تحرك ناحية الشرفة ليهرب فأسرعت بالإمساك به، نظر لها متفاجئًا فقالت بتصميم:
– مش هسيبك قولت مرة، اخطفني معاك!
جحظ عينيه مذهولاً من عناد تلك الفتاة، تسارعت أنفاسه وهو يحاول أن يختار الآن، دقات الباب مستمرة وتزيده هلعًا، نظرت له “جيداء” متحمسة للذهاب معه فتوقف عقله عن التفكير بعقلانية، هتفت أختها من الخارج منادية باقتطاب:
– أيه يا بنتي بتكلمي مين، افتحي يلا!
نظرت له “جيداء” قائلة بجدية:
– يلا مافيش وقت، هتخطفني ولا لأ
حملق فيها “أصهب” متعجبًا فابتسمت بثقة، ردد بحيرة منها:
– مجنونة! ………………
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،