رواية زنزانة 313
الفصل الرابع
– آآآه
قالها “فتوح” عندما دلف بعد ان أنهي عقوبته ليركض إليه احد رجاله وهو يسانده موصلاً إياه لفراشه
– سلامتك يا معلمي
جلس على الفراش وهو يردف بضيق وفظاظه
– المره بنت الـ……. هي اللي قالتلو بنت *****
بدأ يسبها بألفاظ قاسيه وعنيفه ليردف صبيه بتساؤل
– وانت هتعمل ايه يا ريس
– اشوفها بنت الـ……، مرة تانيه وانا همسك فـ زمارة رقبتها بس خليني اخلص حسابي مع الكلب أيوب والواد بتاع الزنزانه
قام بخلع قميصه الأزرق ليظهر خطوط حمراء على مدى ظهره بطوله ليردف الصبي وهو ينهض
– انا هقوم اجيبلك دهان من اي حد
……………………….
أنهت حمامها لتخرج وهي تقوم بتجفيف خصلاتها بهدوء قامت برفعها على شكل كعكه فقد تكاسلت عن تسريحه لشغفها بـ قراءة الملف جلست على الفراش لتجد كوب “النسكافيه” التي طلبته من الخادمه جاهزاً ما أن فتحت الملف حتى جائت الخادمه تطرق الباب
أغلقت الملف فـ هي لا تريد الإزعاج لتردف بضيق
– ايـــــــه بقى؟
– الأكل جاهز يا أنسه واستاذ شريف بيقولك تعالي بسرعه
وضعت الملف بجانبها وهي تحاول تعديل تنفسها لتمسك الوساده التي بجانبها وتضع وجهها به بعصبيه وقوه صارخه
بدأت تتنفس بعصبيه ثم وضعت الملف جانبا وهي تكاد تبكي لتهبط بضجر وهي تردف
– يا بابا انا كنت هقـ…..
قطعت حديثها وهي تجد ذاك السمج رامي و والده و والدته
حمحمت وهي تعدل ثيابها المنزليه قليلاً ليردف والدها بابتسامه
– أدي لين جت يلا عشان ناكول بقى
ذهبت لين بابتسامه متضرره لتسلم على والدته وأبيه وتجاهلته تماماً وجلست بجانب جدها لتردف والدته بابتسامه
– طول عمرك زي القمر يا ليو
ابتسمت لإطرائها بهدوء وبدأ الجميع يأكول لتردف والدته وهي ترا شعرها المجعد لتردف بابتسامه صفراء
– مجربتيش الكيراتين لـ شعرك ليه يا ليو، بيقولو حلو وبالمرة ينعم شعرك
ابتلعت الطعام الذي فـ فمها وهي تردف بهمس
– هنبدأ تعليقات مقرفه
استمع جدها لهمسها ليتضايق لـ ضيقة حفيدته لتردف لين بابتسامه مستفزة
– انا حلو شعري كده ومش عايزة اعمل كيراتين عشان مضر للشعر وملوش فايده
حمحمت والدته وهي تردف بابتسامه سمجه
– وأفرض جوزك بيحب الشعر الأستريت مش هتعمليه
تأفأفت بوضوح حتى تجعلها تتأدب ولا تتحدث فيما لا يعنيها ليردف جدها وهو يملس على شعرها
– لين كده أحلى بكتير وجوزها يا ياخدها كده يا يسيبها فـ بيت أبوها معززه مكرمه ومحدش يدوسلها على طرف. وبعدين جوزها المفروض يحب اللي تحبو مراتو
– أساسا يا مامي كل حاجه على لين حلوة
نظرت له بابتسامه سامجه وهي تردف
– شكرا يا رامي
– طب ومامتك عامله ايه يا روحي
تضايقت لين من كثر أسئلتها المتطفله لتردف وهي تنهض
– الحمد لله بتسلم عليكي عن اذنكو عندي شغل
نظر لها جلال بتساؤل
– هو انتي اشتغلتي يا لين
– اه يا أونكل انهرده أول يوم فـ الشغل
ابتسم بسماجه وهو يردف مباركاً
– الف مبروك يا روحي عقبال فرحك
لم تقدر على إكمال جلستها معهم لتستأذن لتذهب للنوم حتى لم تقدر على قراءة الملف لتخلد للنوم بسرعه
…………………………………..
كان نائم بهدوء ليسمع عدة أصوات بجانبه تقصلت تعابير وجهه أدار جسده ليجد مأمور السجن يقف عند الباب و عدة عساكر فـ زنزانته ليردف باستغراب
– خير على الصبح
أدخل العسكري أحد الكراسي و الطاولات وقاموا بتدخيل مروحه عاموديه ليردف أيوب بسخريه وهو يراقبهم
– من أمتى الدلع ده؟
– أيـــوب
قالها مأمور السجن بحده لينظر له أيوب بسخريه ليكمل متابع
– بنت معالي الوزير هتيجي بكره وهتبقي الدكتورة النفسيه اللي بتابعك
أجحظت عينيه بغضب ليردف بعصبيه
– نـ… ايه يا اخويا منك ليه؟ دكتورة نفسيه ليه قالولك عني مجنون؟ ولا بشد فـ شعري انا مش عايز حد عندك غيري محتاجين مش انا
تعصب المأمور وهو يجده يتجاوز حده فـ صرخ بعصبيه وهو يردف
– أيوووب انت نسيت نفسك ولا ايه؟ انت مسجون مش انت اللي تحدد احنا نعمل ايه ولا نتصرف إزاي
صمت لدقائق وهو ينظر للمأمور بتحدي
– ومالو هات السنيورة بتاعتك ديه ونشوف مين هيكمل للأخر
………………..
– يا بنتي انك متاكليش حاجه ده مش هيغير حاجه
قالتها والدة بدور وهي تحاول جعلها تتناول أي شئ لتحرك بدور رأسها وتبدأ الدموع بالهبوط
– يعني يرضيكي يا أما اللي ابويا عملوا ده بدل ما يقولي روحي يا بنتي شوفيهم عايزين ولا محتاجين حاجه دول حريم لوحدهم ولا زوري المحطوط فـ السجن ظلم
ازداد بكائها لتردف بعصبيه
– لا وكمان جايبلي ابن عمي اتجوزوا وانا مبحبوش
– معندناش حاجه اسمها حب يا بدور افهمي يا بنت
نطق بها والدها وهو في بدايه الغرفه لتنتفض من مكانها ليردف والدها بحده مشيراً للطعام
– والاكل ملوش علاقه بالحب والـ محبش هتاكلي بالهنا مش هتاكلي اخبطي راسك فـ الحيط يلا يا امو بدور
نهضت بخضوع وقلبها يتقطع على ابنتها لتغلق الباب لتنهار بدور بشده
……………………………………..
جلست على مكتبها بهدوء وقد أحضرت كأسها الساخن لتردف براحه
– ايوة الكل نايم محدش هيزعجني خليني أقرا الملف بوضوح وتركيز
عادت بالكرسي للخلف لترفع كلتا قدميها على المكتب براحه وبدأت تقرا بصوت مرتفع نسبياً
– أيوب عبد السميع العلي ٣٢ سنه ضابط مخابرات سابق
شهقت عندما علمت انه ضابط سابق وليس أي ضابط انه ضابط مخابرات؟ إذاً ما هو سبب سجن ضابط بتلك الكفاءه؟
نظرت للملف لتكمل القراءة بتشويق
– سجن من خمس سنوات ومحكوم عليه بـ عشر أعوام
أنزلت الملف مره أخرى باستغراب وهي تكمل
– عشر سنين؟ انت ايه حكايتك يا أيوب؟
…………..
– كيف يفعل بي ذلك أنا اكره بشده
قالتها أجوان بحده وعنف فـ كيف تجرأ ان يتحدث معها هكذا أنها إبنتها ومن حقها
أردف “باريش” زوجها وهو يحاول تهدأتها
– اهدئي عزيزتي إنها تحب أبيها وجدها
– قصدك انها لا تحبني يا باريش هل جننت هل هناك فتاه لا تحب والدتها
وضع يده على كتفيها مكملاً بحكمه
– حبيبتي بالطبع انها تحبك كثيراً فـ أنتي والدتها ولكن ما رأيك ان نجدد شهر عسلنا؟
تقلصت تعابير وجهها وهي تردف بضيق
– هل هذا وقته انت تمزح بالطبع
ضحك بخفوت وهو يربت على وجنتها مردفاً
– لا انا لا أمزح عزيزتي ولكن ما رأيك إذا اعددنا شهر عسل جديد ولكن بـ مصر؟
فكرت في حديثه قليلاً هو محق كلياً إنها تعاني من عدة ضغوط تريد تغير جوٍ ورؤيه إبنتها ابتسمت لإقتراحه بشده لتحتضنه وهي تردف
– أحبك أحبك عزيزي شكراً لهذا الحل
………………………….
– سُجن أيوب فـي قضيه تسريب معلومات تخص الأمن المصري لأحد الدول الأوروبية وأيضا تورطه في قضيه مخدرات وتم القبض عليه.
أنزلت الملف بصدمه وهي تردف
– يعني خان البلد ومدينلو عشر سنين بس وكمان ازاي مش كاتبين أسم الدوله اللي تم التخابر معها
وضعت الملف جانبا وهي تردف باستغراب
– وبعدين ده مش أي ضابط ده ضابط مخابرات يعني أكيد بياخد بالو من أدق التفاصيل إزاي مش هيأمن نفسو
في حاجه غريبه فـ الموضوع بس شكلو ميقولش ان هو بتاع كده
نهضت لتكمل المشي في غرفتها مردفه بهدوء
– انا لازم اتعامل معاه بـ ثقه وبحذر عشان أقدر أخد بالي من كل حاجه
……………………………
في صباح يوم جديد كان جالس في زنزانته يراقب التغيرات الجديده التي حدثت بها الكراسي المريحه النظافه التي طرأت عليها التلفاز الصغير الموجود حديثاً البراده الصغيره الجديده
بقى يطالع كل شئ بابتسامه مثليه فـ بعض بضع دقائق سوف تأتي تلك الطبيبه الجديده لسوء حظها أنها أختارته ام لحسن حظه ولكن لا بأس فـ صبراً
……………………..
أرتدت سلوبت من الجينز ليساعدها على الحركه وارتدت أسفله ستره بنصف كم بيضاء نزلت من على الدرج وهي تحمل حقيبتها خلف ظهرها والملف في يدها بسعادة فـ اليوم سوف تبدأ يإظهار تفوقها فـيما تعلمته فـ الجامعه
– أقعدي أفطري وانا هوصلك فـ طريقي
قالها والدها وهو يتناول الفطور لتهز رأسها بنفي
– لا انا هروح افطر هناك مع الحاله بتاعتي عشان يبقي عيش وملح باي باي
قالتها وهي تغادر ليلوي ثغره بضيق
– على أخر الزمن بنت الـوزير تفطر مع مسجون
– سيبها يا شريف ملكش دعوه
قالها عزام بحده فـ هو يريدها ان تتعرف وتتعلم فـ الحياة تجارب ليس كونها أبنه الوزير لن ترحمها الحياة ولن يكن لها شفيعاً
…………………………
كانت تسير خلف أحد الضباط وهي تنظر للسجن بفحص فكانت تلك اول مرة تزور السجن وتسير بين العنابر
ليردف الضابط وهو يفتح الغرفه
– طبعاً حضرتك هتروحي تفطري فـ الاوضه هنا
نظرت للغرفه لتجدها مختلفه تماماً حتى من ينظر لها لا يظن أنه فـ السجن الألوان الهادئه الأرائك المريحه الثلاجه الكبيره والتلفاز من النوع البلازما ابتسمت بسخريه فـ هي تعلم ان كل هذا من أجل والدها
– سيادة المأمور عندو مأموريه غير كده كان هيكون هو بيفرجك بنفسو عن السجن
ابتسمت بعدم تكلف وهي تردف بهدوء
– لا عادي انت كفايه
ابتسم الضابط بغنج وبدأ يسير بفخر ليكمل وهو يشير لتدخل للغرفه
– اتفضلي عقبال ما اصحابك يجيو وبعدين تفطرو وتبدؤ شغل
– لا ده انا جايبه فطار ليا وانا المسجون ممكن توديني الزنزانة
لوى فمه بضيق ليردف في نفسه بسخريه
– على اخر الزمن بنت معالي الوزير هتفطر مع مسجون بيضالك فـ القفص
أعاد وجهه للابتسامه السمجه وهو يردف
– طب اتفضلي معايا
بدأ يسير وهي تتبعه وعينيه تدور فـ الممر لتقابل عدة زنازن متراصه سوياً قطع سيرهم صوت ينادي عليها لتلف وجهها باستغراب ولكن ضحكت ليقابلها علي وهو يصافحها
– ازيك يا ليو
– الحمد لله يا علي انت بتعمل ايه هنا
– انا بشتغل هنا
– طب كويس هشوفك كتير واراقبك
قالت أخر جملتها وهي تغمز دليل انها سوف توفي كل المعلومات لـ صديقتها ليضحك وهو يردف
– هجبلك كيت كات بس استري عليا
مصمصت شفتيها وهي تردف بضيق
– وبعدين فـ اللي بيغريني ده؟
تفاجأ الضابط من المعرفه وطريقه المزاح لتردف وهي تشير إليه
– انا هشتغل هنا عند زنزانه 313
– مع أيـــــوب؟
قالها بصدمه لتردف بايماء مكمله
– انت تعرفوا
هز رأسه بالإيجاب وهو يردف بتوتر
– طب انا عندي شغل هشوفك فـ الغدا اوكيه
هزت رأسها بعدم إهتمام فقد لاحظت توتره لتكمل
– اوكيه باي