رواية زنزانة 313
الفصل السادس عشر
– يا أبني هي مش قصدها
قالتها وجيده وهي تزجر لأبنتها
– لا يا أبني هي مش قصدها
في تلك اللحظه دق هاتف أيوب ليغلقه ثم نظر لهم مكملاً
– لا يا أمو بدر أنا و الدكتورة كنا بنتفق أساسا على كتب الكتاب
نظر لـ عزة عقب أن بدأت تتوتر مردفاً
– ممكن بقي أكمل كلام معاها
اومأت وجيده وهي تسحب أبنتها للخارج لتردف لين بضيق
– شكلها مش طيقانا
– كي
قالها أيوب بضحكه خفيفه ساخره لتردف بعدم فهم
– أيه مش فاهمه؟
– مش طيقاكي انتي انا عادي
– قصدك ايه مش فاهمه؟
– جهزي كلامك عشان جدك هيتصل تاني كمان شوية
بدأت تجمع أنفاسها وهي تردف
– انا المفروض اعمل إيه
– بكره علي هياخدو ويجو هنا نكتب الكتاب ويمشي تاني
– وانا المفروض أقنعو نكتب الكتاب
– نكتب الكتاب ومياخدكيش من هنا وكمان ميبلغش حد باللي حصل
اومأت وهي تحاول استيعاب حديثه لتردف بصدمه بعد أن دققت
– علي مين جوز رندا؟
هز أيوب رأسه وهو يجيب على هاتفه مردفاً
– تمام أديلو التلفون وأطلع برا
أعطي الهاتف لـ لين لتسمع صوت جدها المشتاق على الجهة الأخره لتردف بحنان
– وحشتني يا جدو
بدأ صوت شهيقه يخرج وهو يردف
– يا قلب جدك مش قادر أعيش من غيرك
ظهرت نبره البكاء فـ صوتها وهي تردف
– طب انت بتعيط ليه يا حبيبي متعيطش انا كويسه وهجيلك انت بتاخد الدوا
– مش عايز أخد حاجه غير من أيدك طمنيني عنك انتي الأول انتي كويسه بتاكلي وتشربي
– يا جدو متخافش عليا وأطمن بس الأول طمني بالله عليك بتاخد الدوا فـ معادو وكل حاجه
– ايوة ايوة انتي فين عشان نيجي نخلصك من اللي انتي فيه ده و أرجعك حضن جدك يا قلبي خطفوكي ازاي وحصل معاكي أيه
نظرت لـ أيوب وهي تردف
– انا هحكيلك اللي حصل يا جدو ممكن يا أيوب شوية
اومأ أيوب ليترك الغرفه ليردف جدها باستغراب
– أيوب مين؟
تنهدت وهي تجاهد عقلها لتختلع أحجيه حتى تقدر أن تقنع جدها
……………..
خرج أيوب تاركاً لها فرصه حتى تتحدث بجدها وتفهمه ما تريد ليردف لـ والدة أيوب
– انا بشكرك على كل اللي بتعمليه معايا وهتعمليه
– متقولش كده يا أبني يعلم ربنا أن أنا بعاملك زي بدر فـ المعزة والغلاوة
– ربنا هيفك حبسو قريب متقلقيش
– المحامي كلمني وقالي أن النقض اتقبل وانهرده المحاكمه
فلاش باك….
– لا يا أيوب مش ممكن أتكلم عليهم فـ المحكمه انت مش عارف ممكن يعملوا أيه فـ أمي و اخواتي لا
– يا أبني ما أنا وقتها هبقي معاهم ولو حصل حاجه انت مش واثق فيا
– لا طبعاً يا أيوب
– خلاص سيب كل حاجه زي ما انا مخطط ليها وأفتكر أن أنت لو غيرت كلامك الخمس سنين هيبقوا أتنين أو واحده وقتها هتطلع أسرع لـ أمك و اخواتك و بدور
– آآآآه على بدور اللي راحت من إيدي
– هترجع متخافش
قالها أيوب وهو يربت على كتفه بثقه
عوده من الفلاش باك……
– متقلقيش يا أمي هيخرج ومع اللي بنعملوا مع التقليل اللي هيحصل فـ النقض هيتحولو لـ سنه بس وأقل
ربتت وجيده على كتفه وهي تردف
– ربنا يطمن قلبك يا أبني
………………………………
– شوفتي عمل ايه ولا لما دخلت عليه كان حاطط أيدو على كتفها
نظرت لها أختها بملامح جامده بدون مشاعر
– حد قالك أنو عريس وجايلك؟ حد قالك أنو أول ما شافك وقع فـ دباديبك ديب ديب؟ فوقي يا ماما ده موجود من أمبارح بس أومال لما يطول شوية هتعملي أيه
ثم تابعت بسخريه وهي تحمل أبنتها
– وبعدين يعني هيسيب البسكوته اللي برا ديه جمال و رقه وقبول ويجيلك إنتي يا بوز النكد
– طيب يا عزيزة شكراً
…………………………
– يعني ايه يا لين أنتي اتجننتي عيزاني أجي أحط أيدي فـ أيد اللي خطفك و أجوزهولك وكمان أسيبك معاه
أصرت على أسنانها وهي تحاول الحفاظ على هدوئها حتى تقنعه
– مخطفنيش يا جدو انا جيت معاه برضايا عشان ندور على دليل برائتو لأن ذي ما قولتلك أنا حبيتو ولما نكتب الكتاب هيكون معاه دليل أن أحنا متجوزين ومحدش هيقدر يتعرضلي
– قولت أنا لا وأنتي ركبتي دماغك أنك تروحي الشغل شوفتي حصلك أيه لما روحتي
– جدو متنساش آن أنا بالغه سن الرشد يعني أقدر أتجوزو بس انا عيزاكم جنبي بس لولا عارفه أن بابا هيرفض مكنتش كلمتك
– يا لين
– يا قلب لين انا كل ما أقولك حاجه بتطلع صح تمام ثق فيا المرادي واسمع كلامنا وبكره تشوفوا وتتكلم
تنهد عزام وهو يردف بتحذير
– تمام ولو مرتحتش ليه هرفض أني أجوزهولك
– اتفقنا يا جدو وانا متأكده هترتاح معاه جدا
– وحشتيني جدا يا ليو هاجيلك أزاي
– علي هيفهمك
– وعلي كان عارف
– انا لسه عارفه انو عارف
– طيب يا حبيبتي
– خد بالك من نفسك يا جدو وخد الدوا معاك وبكره هستناك
– طيب يا حبيبتي
– لا إله إلا الله
– محمد رسول الله
قالتها ثم أغلقت الهاتف لتتنهد بفرح فـ لقد حققت إنجاز بـ موافقه جدها ولكن عند معرفه والدها
سرت القشعريره فـ جسدها لتخيل الأمر لـ تردف بهدوء
– بس بس بابا هيوافق
في تلك اللحظه دق أيوب الباب لتردف بتلقائيه
– أتفضل يا أيوب
دلفت عزه بتأفأف وهي تردف
– انا مش أيوب انا عزه أيوب بيقولك لو خلصتي مكالمه هاتي الفون
– اه هروح ادهولو اهو
قالتها وهي تخطي بجانبها لتتقلص تعابير عزه وهي تقلد حديثها
– هروح ادهولو اهو
– جدك وافق؟
قالها أيوب وهو يسحب الهاتف لتحرك رأسها بالإيجاب
– اه بس عايز يقعد معاك الأول
– تمام
وضع أيوب الهاتف فـ جيبه ثم أكمل
– انا هروح مشوار و أرجع تاني
وقفت لين كأن عقلها ذهب فـ مكان أخر لتفيق على صوت إغلاق الباب
انتفضت لتركض خلف أيوب وهي تناديه
– أيوب أيوب
– يا صبروا
– في ايه؟
– ايه اللي مطلعك من البيت ورايا
– عايزة اسألك سؤال؟
– اتفضلي
بدأ الكلام يتبعثر لتردف بتردد
– هو يعني بعد ما اللي أحنل فيه يخلص هيحصل ايه
– هيحصل ايه فـ أيه
– يعني فـ وضعنا وكده اللي هو احنا هنكتب الكتاب وبعدين يعني؟
– فهمتك
– طب الحمد لله ايه بقى؟
– سبيها بظروفها
– ايوة الإجابه هتنزل أمتى يعني؟
ابتسم بخفه وهو يردف
– وقتها المناسب يلا أدخلي
اومأت لين لترجع وهي تردف بتساؤل
– هو انت رايح فين؟
– مشوار وهاجي
– تحب أجي معاك؟
– اه عشان ترجعي تتعبي والاقيكي بتموتي مني صح؟
– مفيش شمس
قالتها ببساطه ليردف وهو يشير للداخل
– ألبسي جزمتك وتعالي
دلفت وهي تصفق بكفيها كالأطفال لترتدي جزمتها بسرعه لتردف وجيده باستغراب
– بتلبسي ليه يا بنتي؟
– أيوب هياخدني معاه
– طب متتأخروش
اومأت لين لتركض للباب ما أن خرجت حتى تجمعت الدموع فـ مقلتها لقد ذهب وتركها كما كان يفعل والدها معها منذ الصغر أدارت جسدها لتعود للمنزل بحزن لتجده مستنداً على الباب ينظر لها أرتسمت الفرحه على وجهها ثم قامت بمسح دموعها التي هبطت منها عندما رأته يتقدم إليها ليردف باستغراب
– بتعيطي ليه؟
– افتكرتك بتغفلني ومش هتاخدني معاك
– ليه هو انا عيل عشان أرجع فـ كلامي وبعدين انا لو قولت حاجه مش برجع فيها
ابتسمت بهدوء وهي تردف
– طب يلا
– مشينا
بدأ الأثنان يسيران بين الناس كانت لين تنظر للدكاكين وهي تبتسم فكانت أول مرة تذهب لتلك البلده
أوقفها أيوب عند أحد المحلات لـ العصائر كي يشربوا لتردف بفرح
– البلد هنا حلوة اوي
– اه
نظرت له بترقب وهي تردف
– طب دلوقت انت مخرجني ليه؟
– انا مش مخرجك انتي قولتي انا عايزة أجي
– وانت كان ممكن تقولي لا غريبه أنك خدتني ومن وقت ما خرجنا من البيت وانت عمال تتلفت يمين وشمال مستني حاجه خير؟
ضحك أيوب وهو يلوي شفتيه مردفاً
– وانتي ماشاءالله مركزة معايا للدرجادي
– لا بس قولي في ايه بسرعه مش قادره اتنفس
– خدتك معايا عشان أثبتلهم انك مراتي و واخدك أفسحك
تقدم ليحاوط كتفها وبدأ يسير مردفاً
– وهما دلوقت بيبصو علينا ولازم يتأكدوا عشان يروحو يبلغوا الراجل بتاعهم
بدأ يراودها شعور غريب بدأت دقات قلبها بالتسارع فـ هي تعلم بالتأكيد أنه يسمع لها ظل يسير بها الي أن وصل للمنزل وقفت أمامه وهي تردف
– انت مش هتدخل
– لا هروح عندي شغل
– شغل الساعه ١١ بليل؟
– ايوة يلا أدخلي
نظرت بعيداً عنه لتجد أحد الدكاكين لتردف وهي تشير إليه
– طب أنا عايزة أشتري حاجات من هناك
– حاجات ايه؟
قالها باستغراب لتردف بضيق
– لو قولتلك هتزعقلي فـ انا هروح آشتريها وأرجع
– أنجزي عايزة تشتري أيه
– كيت كات!
قالتها وهي تقلب عينها حتى تتحول للبراءة ليدفعها للأمام وهو يردف
– جوا يا دكتورة بدل ما اخبطك على نفوخك
– أيوب
– يا صبروا