خيوط العشق والنار ( احببت مجنون )
خيوط العشق والثأر
الجزء 2 من احببت مجنون
الحلقة الثالثة
كان يتكئ على جزع شجره عاقداً ذراعيه أمام صدره
شارداً كمن يحمل ثقلاً على عاتقه بينما يلتف الجميع حول طاولة بالحديقة يتناولون الفاكهة والعصائر الطازجة ،، ويتحدثون ويمرحون
لمحت رنا شروده ووقفوه وحيداً نظرت لزوجها
وأشارت له بعينيها الجميلتين فرأه هو أيضاً فذهبوا له
ليتحدثوا معه محاولين معرفة سبب شروده
فهو على غير عادته
رنا …… مالك ياأبيه من ساعة مجالك التلفون وأنت مش معانا خالص واقف لوحدك وسرحان
مهموم وشكلك مضايق أوى
رامى ….. مالك يامنصور فى حاجة فى المكالمة ضايقك
تنهد بعمق
منصور……. عارفه مين اللى كان بيكلمنى يارنا
رنا ….. مين ياأبيه
منصور …… ده هشام الغازولى أبن خالتى فاكراه
رنا ….. أه طبعاً ياأبيه فكراه أنا شوفته كام مرة عندكم فى البلد ورحت مع مصطفى عزا والده الله يرحمه وتقريبا. شريكك فى شركة الملاحة البحرية صح
ماله بقى
منصور ….. أه صح مش عارف يارنا كلمنى وكان مخنوق أوى وحزين وطلب منى أروحله فى أسرع وقت
رنا ….. لا حولا ولا قوة إلا بالله طب إيه اللى خلاك متأكد أنه فى حاجه حصلت وحشة
منصور ….. صوته معجبنيش ولانه مبيطلبش أنى أسافر إلا لو فيه مصيبه عشان كده قلقان
رامى ….. أن شاء الله خير تحبى أروح معاك
منصور ….. ربنا يخليك بس مفيش لزوم أنت دراستك هتبتدى وكمان شركاتك مين هيتابعها خليك هنا لو أحتجتلك هكلمك أنا هسافرله وأن شاء الله خير أنا مضطر أمشى دلوقتى يادوب على مالحق أروح الحاجة وأسافر
رنا ….. سيب ماما خديجة هنا خليها معانا لحد مترجع
منصور ….. لو هى موافقة معنديش مانع
رنا …… أنا ورامى هنقنعها
أتجهوا جميعاً إلى خديجة ليحاولوا أقناعها بالمكوث معهم لحين عودة منصور فالقصر كبير وبه غرف كثيره
رنا ….. ماما خديجة أبيه قالنا أنه مسافر خليكى معانا هنا لحد ميرجع عشان خاطرى
خديجة …..على عينى ياحببتى بس أنا مجدرش أفوت البيت لحاله هناك
رامى …… طب لوقلتلك عشان خاطرى خليكى معانا
منصور ….. خليكى ياأم منصور حداهم ولما عاود
هفوت عليكى أخدك وأنا هكلم الحرس ياخدوا بالهم من الثرايا هناك ويفتحوا عنهم زين
خديجة …… حاضر ياولدى بس خلى بالك من نفسك وأبقجى طمنى عليك
منصور ….. حاضر ياأم منصور
قبلت رنا يدا خديجه بسعادة غامرة لموافقتها المكوث معها ربتت خديجه على ظهرها بحنان الأم
أبتعد منصور عدة خطوات فأصبح بعيداً عن نظرهم وأخرج هاتفه
ودق على ذراعه الأيمن وحارسه وصديقه الأمين جمال،،
فهو لا يفارقه أبدا ودائما بجواره فمنذ أستقالته من عمله فلقد كان ضابط سابق بالحراسات الخاصة لكنه أستقال وظل بجوار منصور
بعد أغلاقه الهاتف مع هشام هاتف جمال وطلب منه أحضار له بعض الملابس وأيضاً بعض النقود والحضور إليه
منصور ….. جمال أنت فين
جمال ….. فى الطريقة ياباشا نص ساعة وكون عندك حضرتك بس على فين
منصور ….. جبت معاك شنطة هدومى والفلوس اللى قلتلك عليها
جمال ….. حصل ياباشا بس على فين ياباشا
منصور …… هنسافر الغردقة عند هشام
جمال ….. تمام طيران ولا بالعربية
منصور ….. العربية الجيب معاك
جمال ….. معايا ياباشا
منصور …… يبقى بالعربية أنا مستنيك متتأخرش
أغلق الهاتف وحدث نفسه
منصور ….. ياترى فى إيه ياهشام ،،
إيه اللى حصل خلاك تتصل بيا وتطلب منى السفر بالسرعة ديه أكيد مش خير أبدا يارب أسترها تخبر شقيقها بما حدث وأنه يقف بعيداً يتحدث عبر الهاتف
تملكتها الشجاعة بحثت بنظرها فلم تجده ذادت دقات قلبها وأسرع بالخفقان كيف له أن يذهب دون أن تراه أو تودعه
حزنت بشدة لكن سرعان ماعادت الأبتسامة حين سمعت رنا وذهبت إليه لتعترف بحبها له
بلى بعشقها فهو حبيبها فربما يرق قلبه له
لمحتها صديقتها ولكنه لم تذهب خلفها ،،
بالرغم من أنها تعلم كم هى طائشه
لكنها على يقين أنه يخاف ربه كثيراً ولا يقدم على أى فعل يغضبه ويعلم كيف يسيطر على مشاعره
لكن فضولها لرؤية ما يحدث جعلها تذهب خلفها وتتوارى عن الانظار لترى وتضحك على صديقتها
ذهبت إليه ووقفت أمامه نظرت له بعيون هائمه عاشقة له تقابلت النظرات وتلألأت العبارات
أحمر وجهها خجلا من نظراته إليها فلأول مرة
تشعر بأنه ينظر لها نظرت أعجاب فأغمضت عيونها وأبتلعت ريقها بصعوبه وتحدثت
علا …… بس بقى أنا بحبك ومش هيأس ولا هتنازل عن حبى ليك فاهم ولا لا
أقترب منها وأختفت المسافات فشعرت بالخوف فأصبحت رأسها بمحاذات صدره فأرتبعت من هيئته وبنيته الرياضية فأغمضت عيونها مرة أخرى ورفعت رأسها لتنظر إليه
منصور ….. كنتى بتقولى إيه بقى عشان مسمعتش كويس
حاولت التكلم لكن بصوت مبحوح وضعيف من خوفها لا تستطيع الحديث لكن تمالكت أعصابها وحاولت مرة أخرى بصوت عالى
علا ….. لا أنت سمعتنى كويس أوى مفيش داعى أكرر كلامى مرة تانية
منصور ….. أنتى ياأمه عبيطه ياأم هبله ،،
روحى ألعبى بعيد ياشاطرة
أنجرفت دموع من عينها كشلالات المياه ركضت إلى الحديقة وأخذت حقيبتها وركبت سيارتها وغادرت
قهقه رنا كثيراً مما رأت وذهبت إليه بعد مغادرتها
رنا ….. ههههه ليه كده بس ياإبيه بيه زعلتها وخلتها تمشى معيطه كده
منصور …… ديه عبيطه خالص حبه إيه هو فاضى ولا ناقص وجع دماغ
رنا ….. والله العظيم ديه طيبه أوى وغلبانه وبتحبك أوى أوى
منصور ……ديه عيله
رنا ….. عيله ايه بس ديه دكتوره شاطرة جدا على فكرة ومش راضيه تتجوز وبتحبك وبتعشقك
متجرب ياأبيه أفتحلها قلبك أديها ريق حلو مش يمكن هى اللى تكسر قيودك وتحطم حصونك فكر صدقنى مش هتندم أنا هروح أتصل بيها وأطيب خاطرها بكلمتين
أنصرفت من أمامه وتركته فى حيرة من أمره
هل فعلا يستطيع الحب هل له حق فى ذلك الحب
أم أنه وهم أو دوامه يدخل نفسه بها
هل حقاً رنا محقه فى أعطاء نفسه فرصه أخرى للحب والزواج ظل يفكر حتى أتاه جمال وقطع تفكيره
جمال ….. ياله ياباشا ولا إيه
منصور ….. هاه ،، أنت جيت ياجمال وصلت أمته
جمال ….. من شويه وبكلم حضرتك مبتردش
منصور ….. لا متاخدش فى بالك جاهز
جمال …. اه تمام كل حاجه جاهز وكلمت رجالتنا هناك
ومستعدين فى أى وقت
منصور …. الله ينور عليك هسلم عليهم وأجى على متشرب فنجان قهوه
أمر منصور بأحضار فنجاناً من القهوه لجمال وذهب
ليسلم على والدته وباقى الاسرة
بالفعل سلم عليهما وقبل يدا والدته وجبينها
وعلى باقى أفراد أسرته فدعت له والدته كثيراً وانصرف سريعاً أنتهت السهرة ورحل الجميع وصعدت
رنا مع خديجه أرشدتها لغرفتها
رنا ….. ديه بقى أوضتك يارب تعجبك
خديجة ….. جميله ياحببتى روح بجى لزوجك ميصوحش تسبيه لحال اجده روحى يابتى
يالله أنا هقرأ قرأن وهنام على طول
أبتسمت لها بسعادة وغادرت الغرفة
وذهبت لغرفتها ووجدت رامى بالحمام يأخذ حماماً دافئ فى اليوم كان طويلاً مرهقاً له
أبدلت ثيابها ودلفت لفرندة الغرفة تستنشق الهواء
تحت ضوء القمر
خرج رامى من الحمام لمحها فأبتسم فحبيبته
وزوجته وطفلته الصغيرة سعيده
لكن شعر ببعض الخوف فهل يخبئ لهم القدر شئ ما
أما ستظل السعادة …..
……………………..
عادت بذكرياتها لأرض الواقع أغمضت عيونها وجففت دموعها فهى تشتاق له ولكل ذكرة كل فرحه كل خروجه ،،
فأه لحبناً فرقه القدر وعشقاً عذبته الأيام
فاقت من شرودها على صوت دقات هاتفها الجوال
ريم …… هاى جولى
جولى …… هاى ريم أيه ياحببتى برن عليكى بقالى ساعه فينك
ريم ….. Sorry مخدتش بالك كنت سرحانه شويه
جولى…… فيه مش كده
تنهدت بوجع وألم شديد فهى بالفعل تشتاق له
ريم…… اه ياجولى وحشنى أوى
جولى…… وأنتى كمان ياريم هيموت عليكى
مايك كلمنى وبيقول لأنى
حالته النفسية مدمرة خالص
بكت ريم وتعالت شهقاتها فالألم يعتصر قلبها
ويمزقه أرباباً
ريم ….. وحشنى أوى مش قادرة أستحمل بعده عنى
هموت ياجولى من غيره
جولى …… ياحببتى أرجعيله ياريم
ريم ….. لا لا لا مينفعش كده أحسن ليا وليه
أنا مقدرش أكون السبب فى أذيته أبدا،،
وهو كمان مينفعش يعرف أنا فين خالص
أوعى ياجولى يكون مايك قاله أنا فين
جولى ….. متخافيش مايك نفسه ميعرفش أنتى فين
خلى بالك من نفسك
ريم …. حاضر ياحببتى باى
جولى ….. باى
أغلقت ريم الهاتف وأستعدت لموعد الأجتماع
……………………..
أتى النهار سريعاً أستيقظت تفرك عيونها ووجدت زوجها يرتدى ملابسها وفى كامل أناقته تعجبت
لمحها بالمرآه فأبتسم نهضت ووقفت خلفه وشبت على أصابع قدمها تهمس بأذنه
رنا…… صباح الياسمين حبيبى لبس ومتشيك كده ورايح فين
أستدار لها وعلى وجهه أبتسامه عاشقه لملامحه الجميله فهى طفلته المدلله
رامى ….. صباح الفل على أجمل ورده جميله نورت حياتى
ممكن تظبطيلى الكرافت
رنا ….. ممكن طبعاً بس مش هتقلى رايح فين الأول
طبع قبله رقيقه على جبينها
رامى ….. رايح ياقمر الجامعة الاول وبعدين هطلع على المجموعة كريم هيسلم كرسى مجلس الأداره
أتعرف على الموظفين وعرف الشغل ماشى أزاى
رنا…… ربنا معاك ويوفقك أدينى ربع ساعه أتوضى وصلى وحصلك نفطر سوا
رامى ……. ماشى بس أنتى مش رايحه المستشفى
رنا ….. لا مش دلوقتى وبعدين مينفعش أسيب ماما خديجه لوحدها
على الأقل لحد مايرجع ابيه منصور
رامى ….. عندك حق أنا هدخل أصبح عليها واخدها وننزل عشان تفطر معانا
رنا ….. ماشى ياقلبى
دلفت رنا للحمام تتوضئ لتؤدى فرضها
بينما خرج رامى من الغرفة وتوجه لغرفة خديجه
دق على الباب فسمحت له باالدخول
كانت تقرأ بعض أيات القرأن الكريم
أغلقت المصحف ووضعته بجوارها
خديجه ….. تعالى ياولادى
رامى …… صباح الخير ياأمى
خديجه ….. صباح النور ياحبيب كيفك اليوم
رامى ….. بخير الحمد لله أنا عاوزك تدعيلى
أنهارده أول يوم شغل وتعليم
وبصراحه أنا خايف أنا عشت فترة طويلة أوى بعيد عن الدنيا مش عارف أذا كنت هقدر أبقى رجل أعمال
ولا لا
خايف مكنش قد المسؤليه اللى هشلها وأخذل
كل اللى ساعدونى وقفوا جمبى وأخذل أكتر أنسانه حبيتها فى حياتى وضحت بمستقبلها عشانى
خديجه …. ربك قادر على كل شئ اللى نجد يونس فى بطن الحوت هو كمان اللى خرجك من الضلمه لنور وشفاك قادر كمان ياولادى يخليك قد المسؤليه
خلي ثجتك بالله وأيمانك بيه كبيرة
رامى ….. ربنا يخليكى ليا متعرفيش كلامك ريحنى
قد إيه ،،
ياله بينا بقى ننزل نفطر سوا زمان رنا جهزته
خديجه ….. ماشى ياولادى
نزلوا سوياً وألتفوا حول مائده الطعام كانت رنا ترتب الاطباق على المائدة فأبتسمت لرؤيتهم
قبلت يدا خديجة وجلسوا جميعهم يتناولون طعام الافطار