ملكة على عرش الشيطان بقلم اسراء على
الفصل التانى عشر
إني أخاف الحُب كثيرًا
ولكن القليل من الحُب لا يكفيني…
لم تغمض له عين..كان ينام عاري الصدر يضع ذراعه فوق عيناه ولكن جفنيه لم يغلقهما أبدًا بل حاصرته الذكريات بلا رحمة يتذكر صديقه مُؤمن
“عودة إلى وقتٍ سابق”
أحضر شطيرتين وجلس أمام صديقه وقال بـ هدوء
-بقالك يا مُؤمن يومين هربان من الجيش ممكن تفهمني كل حاجة…
نظر إليه صديقه مُؤمن بـ ضياع ثم قال وهو يزدرد لُعابه بـ توتر
-اللي هقوله دا يا أرسلان هتكون فيه نهايتك..مستعد!!…
إرتفع حاجبي أرسلان بـ صدمة وقد بدأ القلق يغزو قلبه إلا أنه قال بـ ثبات إنفعالي
-قول يا مُؤمن..أنا فـ ضهرك…
أومأ مُؤمن ثم شابك يداه و وضعهما فوق الطاولة وبدأ بـ سرد ما يعرفه
-فـ يوم كان عندي خدمة بـ الليل..وأنت عارف لو سبت الخدمة بيكون فيها سجن..المهم اليوم دا سبت مكان الخدمة لأني كُنت نسيت حاجة مهمة على سريري…
أخذ نفسًا عميقًا ثم أكمل وهو يُخفض رأسه بـ خيبة أمل
-لاحظت حركة غريبة لكذا لوا وعقيدين أعرفهم شخصيًا..مشيت وراهم لحد أما وصلت لمكان معزول تمامًا..لاقيتهم بيقابلوا وزير الدفاع والتجارة و والإقتصاد وحبة رجال أعمال..أنا معرفش دا غباء منهم إنهم يتقابلوا فـ الصحرا قُرب المُعسكرات ولا دا كان ليه هدف…
كانت حواس أرسلان مُتحفزة لما هو قادم..ليُكمل مُؤمن حديثه
-لكن المُصيبة سمعتهم بيتكلموا عن إبادة جماعية لدولة الصومال..عن طريق ماعونات فيها أدوية ومُكملات غذائية..المُكملات دي فيها نوع طُحلب معروف جدًا فيه كمية مواد غذائية كتيرة..بس اللي فهمته إنهم دامجين نوع طُحلب تاني بيفرز مواد سامة وأخدوا المواد دي وحقنوها بـ المُكملات دي…
كانت الدهشة تعلو ملامح أرسلان حتى أنه أحس وقد أُلقيّ عليه دلوًا من الماء البارد ولكنه تماسك مُتساءلًا
-وإيه علاقة الناس دي بـ كل دا!
-مسح مؤمن على وجهه وأكمل:هفهمك..جزء من الماعونات دي هتدخل مصر على إنها نوع أدوية جديد..والجمارك وبعض الموظفين هناك هيدبروا دخول الشُحنة وإن مفيش فيها خلل وبعدين يطلعوها على سوريا وليبيا وكمان اليمن
-إتسعت عينا أرسلان وهمس:أنا مش مستوعب
-ضحك مُؤمن وقال بـ سُخرية:لأ صدق..المشكلة مش فـ كدا..المشكلة إن دي جُزء من خطة إزاي يقدروا يغزو الوطن العربي بـ الطريقة دي..أومال مفكر روسيا بتعمل إيه فـ سوريا!..الموضوع مش موضوع مُساعدات أد ما هو غزو بـ البطئ…
تهدل ذراعي أرسلان بـ صدمة وقد تراخى جسده فوق مقعده غيرُ مستوعب لما سمعه الآن..المُخطط أكبر مما يبدو ودخوله تلك اامنطقة تعني عدم خروجه..ولكن صديقه بـ أمس الحاجة إليه ومُنذ متى يخذله!
تنهد أرسلان وقال بـ خفوت
-معاك إثبات بـ كلامك!
-أومأ بـ رهبة:أومال هربت ليه وجيتلك!..أنا سرقت كل المعلومات غير الفيديو اللي متسجل صوت وصورة
-هتف أرسلان بـ صدمة:وفين الفيديو دا؟!
-إبتسم مُؤمن وقال:متخافش يا أرسلان..أنا خبيته كويس
-فين؟!
-وبـ نفس الإبتسامة أردف:خليك فاكر بداية طريقنا…
عقد أرسلان حاجبيه وكاد أن يستاءل إلا أن إقتحام كاسر بوغتم به..ثم بعد عدة دقائق كانا قد إختفيا تمامًا من ذلك المنزل القديم
“عودة إلى الوقت الحالي”
إنتفض أرسلان جالسًا ينظر إلى يده التي ذبحت صديقه..بعدما توجها إلى منزل أخر مهجور وبعدما تلقيا العذاب..أمره وزير الدفاع إما بـ الإعتراف أو بـذبح صديقه وكان الثمن عائلته
وكان الخيار الأسوء أنه ذبح صديقه..لن ينسى إبتسامته التي وإن كانت تدل على شئ فـ لن يكون سوى أنه حصل على راحته..تركه ليُعاني أرسلان بعده..يحمل على عاتقه أمر الإنتقام له ولعائلته ثم فضح المُخطط
عقدت ذراعيها أمام صدرها غاضبة منه ومنها..تلعن غباءها الذي جعلها تُثرثر بـ تلك الحماقات أمامه..زفرت بـ ضيق وقالت بـ صوتٍ مكتوم
-أستغفر الله العظيم…
إلتقطت أُذنيه صوت زمجرتها وتأففهها ليقول بـ مكر
-بتستغفري عشان الفوطة ولا بتذكري ربنا عادي!
-زمجرت غاضبة دون النظر إليه:سوق يا قُصي وأنت ساكت..خلينا نوصل قبل حظر التجوال
-ضحك ثم قال:عندك حق..أمور البلد مش متظبطة الأيام دي..وزير الدفاع إنتحر و التاني عزت دا إتقتل فـ ظروف غامضة..مش فاهم إيه اللي بيحصل
-رفعت سديم كتفيها وقالت:مش عارفة..بس أكيد دي عمليات إرهابية
-رد عليها قُصي بـ بديهية:لو كان عمليات إرهابية مش هتم فـ الخباثة..الإرهابي بيقتل وعاوز الناس كلها تعرف إنه بيقتل..ومش شرط لسبب ممكن يكون لفلوس مثلًا…
عقدت سديم حاجبيها ليُكمل قُصي حديثه بـ إبتسامة
-ثم إني نسيت أقولك..عندي شُغل وتحقيقات فـ القاهرة تبع جريمة قتل الوزير
-لوت شدقها بـ ضيق وقالت:ومقولتش ليه؟!
-لسه عارف من شوية والله
-زفرت بـ حنق ثم تساءلت:والشُغل دا مدته أد إيه!
-رفع منكبيه وقال:على حسب بقى
-ماشي يا قُصي خليك هناك براحتك…
عادت ترتاح بـ مقعدها وعقدت ذراعيها مرةً أُخرى ثم نظرت إلى النافذة..حدق بها قُصي وبـ شِفتيها المزمومة بـ طفولية مُغرية قبل أن يبتسم ويقول بـ لُطف
-متزعليش يا حبيبتي والله غصب عني..أكيد مش هتأخر عليكِ
-ردت بـ حُزن:طب ولو إتأخرت؟…
أمسك كفها يُلثم باطن يدها بـ رقة أصابتها بـرجفة مُحببة ثم هتف بـ نبرتهِ العذبة
-مش هتأخر..متقلقيش…
صفّ السيارة أمام المنزل ثم ترجلا منها لتقف سديم تنتظره
توجه إليها ثم أردف بـ صرامة وهما يصعدان درجات السُلم
-الفترة اللي مش هكون فيها هنا..هوقف عساكر على البيت وأنتِ أنسي شُغلك الفترة دي
-أردفت بـ بساطة:أنا أصلًا قدمت على أجازة..بجد حاسة إني طاقتي مُستنفزة
-إلتوى شدقه بـ إبتسامة وقال:كويس..إوعي تفكري تنزلي بقى…
كانا قد وصلا إلى الطابق لتبتسم تومئ بـ رأسها وقبل أن تدخل..أمسك يدها وتساءل بـعبث
-مش ناوية تقولي..شوفتني بـ الفوطة إمتى!
-إتسعت عيناها بـ صدمة ما لبثت أن قالت بـ حدة:كنت مفكراك محترم يا قُصي
-أجابها بـ براءة:الله..أنت بسأل سؤال برئ
-ضيقت عيناها بـإستنكار قائلة:ما هو واضح..تصبح على خير…
جذب كفيها يُقبلهما بـ التناوب ثم همس بـ رقة
-وأنتِ من أهلي وأهل الخير
-حمحمت بـ إرتباك قائلة:يارب أبقى من أهلهم
-شاكسها مُقتربًا منها خطوة:من أهل إيه بـ الظبط!…
عضت على شِفاها السُفلى تنظر إلى أي مكان عدا عيناه الشقيتين اللتين تلتهمان تعابير وجهها الطفولية..ليقترب قُصي خطوة أكثر ثم همس بـ شقاوة
-مش هسيب إيدك إلا لما تجاوبي
-زفرت بـ توتر قائلة:من أهل الخير
-إبتسم قُصي إبتسامة مُهلكة وهمس:وإيه؟!…
إزدردت ريقها بـ توتر و صعوبة حتى ظهر بـ حلقها المتلوي..لتحاول التملص من بين يديه حتى سمح لها أخيرًا وقبل أن تدخل همست بها
-ومن أهلك…
ثم قبلته قُبلة خاطفة فوق وجنته وهربت من أمامه..تاركةً إياه يقف أمام باب شقتها كـ الأبلهه تمامًا..وضع يده فوق وجنته التي قبلتها للتو وحدق بـ إثرها بـ ذهول
طرق قُصي الباب بعدما إستعاد نفسه المشدوهه ثم هدر بـ حنق مُراهق تركته حبيبته بعدما ألقت قُنبلتها ورحلت
-مترميش الكبريت جنب النار وأنتِ متعرفيش العواقب..نار هتحرقك معايا يا سديم…
وضع يده بـخصره والأُخرى فوق وجنته ليبتسم بـ شرود هامسًا
-أنتِ بتعملي فيا كدا ليه يا بنت مُحرم!…
كانت تقف مُستندة إلى الباب واضعة يدها فوق فمها وهي تستمع إلى صوته العالي وهو يهتف بـ عبارته لتقول بـ ضحكة خجولة
-الجيران يا مجنون…
وصلتها رسالة نصية لتتيقن أنها منه..فتحتها وضحكت بـ سعادة وعدم تصديق لما تحتويه الرسالة
-لو مطلعتيش البلكونة دلوقتي هنطلك منها…
علت ضحكاتها ولكنها إنتهت بـ شهقة وهى تستمع إلى طرقٍ على باب الشُرفة..وضعت يدها فوق شفتيها وهمست بـ ذهول
-المجنون عملها…
توجهت إلى الشُرفة وهي تجد صوت صياحه يُصاحب طرقاته..نظرت إليه من خلف الزُجاج قبل أن تفتحه وبقى حاجز سلكي عائق بينهما..هدرت سديم بـ غيظ
-مش قولت خمس دقايق؟!
-غمزها بـ عبث:مقدرتش أستحمل
-همست بـ تحذير:قُصي؟!…
ضحك بـ رجولية أهلكت قلبها فـ لمعت عيناها بما يموج داخلها..توقف قُصي عن الضحك وقال بـ عبثية
-خلاص يا سديم متبقيش كدا أومال..أنا بس في بينا حساب مخلصش
-حساب إيه؟!…
أشار إلى وجنته لتعض شِفاها السُفلى بـ خجل مُشيحة وجهها بعيدًا عنه..ليضع يده فوق الحاجز السلكي ثم أردف
-بقى أنا بقولك مش هحضنك إلا لما تبقي حلالي..تقومي تبوسيني وتولعي نار مش هتنطفى
-لم تعلم كيف تجرأت وهمست:أنت إتكلمت عن نفسك بس…
تسمر قُصي لما سمعه قليلًا وقد عجز عن الحديث..إلا أن إبتسامته بدأت تتشكل ثم قال وهو يزفر بـ حرارة
-الواحد بقى ينام إزاي دلوقتي!
-نظرت إليه مُبتسمة بـ خجل قائلة:زي الناس
-رفع حاجبه وأردف:سديم أنتِ بتلعبي بـ النار
-رفعت منكبيها بـ بساطة:مش بخاف منها
-إتسعت إبتسامته وقال:مُستعدة تخوضي معايا كل المشاعر اللي معشتيهاش؟!
-وضعت يدها على نحرها وأكدت هامسة:المشاعر معاك رحلة حلوة يا قُصي…
أغمض قُصي عيناه وكأنه يتلذذ بـ حديثها ليعود يفتح عينيه بـ مشاعر هوجاء قبل أن يردف بـ صوتٍ أجش
-الحياة إدتني فُرصة تانية بيكِ..وأنا مش هضيعها…
إرتدى ثيابه بعدما أشرقت شمس صباح اليوم التالي مُمشطًا خُصلاته الفحمية ثم توجه إلى الخارج..وجد جميلة ترص أطباقًا فوق مائدة صغيرة
زفر بـ غضب لما ترتديه..تحاول إغواءه بـ شتى الطُرق ولكنه لن يميل..حتى وإن مال إليها لحظة غضب فـ هي لن تتكرر مرةً أُخرى
كانت ترتدي ثوب بيتي حريري أسود..قصير بـ الكاد يصل إلى مُنتصف فخذها يحدهُ من الأسفل شريط من الدانتيل الأسود.. من الأعلى حاملتين رفعتين مُتبادلتين تكشف ظهرها كله
-جميلة!!!…
هدر بها لتنتفض بـ قوة ناظرة إليه..قبل أن تبتسم بـ نعومة مُقتربة إليه..حاوطت عنقه مُتجاهلة نظراته القاتمة..رفعت نفسها ثم قبلت جانب شفتيه وهمست بـ صوتها المبحوح
-صباح الخير…
أغمض أرسلان عينيه بـ نفاذ صبر..ثم أبعد يدها عن عنقه وأردف بـ جمود
-صباح النور..خُشي غيري هدومك دي
-لوت شدقها بـ حنق ثم هتفت:هلبس الروب بتاعه…
جذبت مئزر أسود قصير..لتضعه حول جسدها ثم عقدته..نظرت إليه بـ إستنكار وقالت
-كدا حلو!!…
لم يرد عليها بل تركها وجلس فوق الأريكة..أخرج لُفافة تبغ وكاد أن يضعها بـ فمه إلا أن يد جميلة أمسكتها ثم ألقتها بعيدًا
نظر إليها أرسلان نظرات نارية تكاد تحرقها حية..إلا أنها تماسكت وقالت بـ عذوبة
-أنا عاملة فطار..تعالَ إفطر وبعدين دخن
-رد عليها بـ جفاء:مش هاكل…
تقربت منه تجلس على فخذيه ثم أحاطت عنقه وقالت بـ خفوت مُداعبة خُصلاته
-فيك إيه قولي؟!…
كانت عيناه بئرين من السواد القاتم..وملامحه شيطانية بـدرجة مُرعبة..الحرج جانب حاجبه والذي أصاب جُزءًا منه زاد من ملامحه شراسة جاذبية..كلما حاولت النجاة منه تجد نفسها تغرق به أكثر
أكملت مُداعبة خُصلاته ثم حدقت بـ عينيه وهمست
-رُد عليا يا أرسلان..أنا مش عاوزة حاجة غير راحتك
-نبرته الثجلية وهو يهدر:قومي…
نظرت إليه بـ عينين جاحظتين قبل أن تنتفض واقفة تشد خُصلاته ثم صرخت بـ هياج
-أنت مش بني آدم ولا عمرك هتكون بني آدم..أنا بحاول أقف جنبك عشان عارفة إيه اللي وصلك لكدا..بس طول ما هتفضل تجرح فيا أنا مش هسكت يا أرسلان…
لم تهتز ملامحه..ولم يتأثر بل وضع ساق فوق أُخرى وبـ برود صقيعي غلف نبرته التهديدية
-هتخنوني مثلًا!!
-أه هخونك…
رفع حاجبه بـ سخرية قبل أن ينهض ويتجه إليها..كانت نبضاتها مُتسارعة وبهت لون بشرتها وهي تراه يقترب منها بـ خفة فهد
وقف أمامها رغم إهتزازها ولكنها ظلت ثابتة..وضع أرسلان يده على جانب رأسها وهمس بـ نبرةٍ تُشبه فحيح الأفاعي
-يبقى فكري مليون مرة قبل ما تخوني أرسلان الهاشمي..لأن الخيانة عندي تمنها غالي مش هتقدري عليه…
رمقها بـ نظرة أخيرة ثم تركها ورحل..كانت نظراتها جامدة على الرغم من تلك العبرات الصامتة التي تهطل بلا توقف
بعد يومٍ واحد من رحيل قُصي والوصيات العشر لا السبع اللاتي ألقاها على مسامعها
ها هي تجلس وحيدة بـ شقتها..سُمية قد سافرت إلى بلدتها نظرًا لمرض والدتها وبقت هي وحدها حتى ما تُريده العسكريين اللذين يقفان أمام المنزل هما يتولان أمر إحضاره
زفرت بـ ضيق ثم إتجهت إلى الشُرفة لتجلس بها..ولكن ما أن خرجت حتى وجدت ذلك المدعو نزار أسفل شُرفتها يبتسم إبتسامة كرهتها ثم لوح لها
إنتفضت عائدة إلى الداخل ولكن عيناها إتسعت وهي تتساءل أين العسكريين؟..كيف يقف بـ الأسفل دون أن يتحرك أحدهما
هنا و هوى قلبها أرضًا..لتركض بـ إتجاه باب شقتها تُغلقه بـ القفل..صرخت وتراجعت وهى تسمع صوت طرقات حادة بـ بابها ثم سمعت صوته الخبيث يردف
-مش ناوية تكشفي على بنتي يا دكتورة؟!…
إبتلعت ريقها بـصعوبة..ثم أخذت تتراجع إلى الخلف..ليبهت لون بشرتها وهي تستمع إلى باقي حديثه
-إفتحي الباب..هنلعب مع بعض شوية بس…
من دون وعي..كانت يدها ترتجف حائرة ماذا تفعل..حتى وإن هاتفت قُصي سيأتي بعد فوات الآوان
لمعت بـ رأسها فكرة لتتجه إلى الشُرفة ثم نظرت إلى شُرفة شقة قُصي..قدرت المسافة بينها وبين الأرض ثم إلى الحاجز الفاصل بين الشُرفتين
صرخت بـ فزع وقد تحول الطرق إلى محاولة إقتحام..لم تتردد وهي تصعد السور بـ حذر..بينما قلبها يقفز بين ضلوعها وكأنه سيُغادر قفصها الصدري
بـ صعوبة بالغة قفزت إلى داخل الشُرفة..ثم جرت تفتح بابها ولحسن حظها أن قُصي قد نسيّ إغلاقها
دلفت إلى الداخل بـ هدوء وصمت..ولكن الصوت بـ الخارج جعلها تجزع أكثر..أخذت تتفحص الشقة ولكنها لم تجد ما يُساعدها
بحثت بـغُرفة قُصي ولم تجد الوقت لتتأملها حتى وقع بـ يدها مُفكرة صغيرة تحوي بعض الأرقام..وضعت يدها على جيب بنطالها ااخلفي لتحمد الله على وضع هاتفها به
تفحصت الأرقام مرةً أُخرى ولم تعتقد يومًا أنها قد تتوقف أمام ذلك الرقم وقد بدى ملاذها الأخير بعدما هاتفت مُنذ قليل رزق ولكنه أخبرها أنه ليس بـ المدينة حاليًا
بـ أنامل مُرتعشة نقلت الأرقام إلى هاتفها وبعد صراع طويل ضغطت زر الإتصال..ضمت شفتيها تحتبس أنفاسها التي إنقطعت وهي تسمع صوته الثقيل
-ألو!!…
تنفست بسرعة حتى أصابها الدوار ولكن الصوت المُرعب الخارجي جعلها تتمسك بـ آخر خيط لنجاتها حتى وإن كان الشيطان نفسه..لتهمس بـ خفوت ونبرةٍ مُرتعشة
-إلحقني…