رواية عشت معاه حكايات
الفصل الثاني
الثلاثاء 2/2/2011 اليوم سيخرج رؤوف من المشفى ذهب خالد يرافقه كلا من امه ورفيق لقد اصرت حياة ان تكون بجانب زوجها فى هذا اليوم تحديدا .. ذهب خالد ورفيق الى العناية المشددة اطمئنوا على رؤوف من الممرضة وبعدها مروا على الطبيب ليساله : يادكتور والدى هيخرج النهاردة باذن الله وطبعا حضرتك من وقت ما بلغتنى بموضوع اصابته بالشلل النصفى وان فى احتماليه انه يتعافى منه مع تحسن الحاله النفسيه وهدوء الاعصاب وانا شغلى الشاغل بفكر ازاى هنبلغه وازاى هننقله من العنايه للاوضه بتاعته هل هيخرج على سرير ولا كرسي محترك .. اجاب الطبيب خالد : متقلقش يا خالد والدك هيخرج على سرير لحد ما يجهزوا كرسي متحرك وعربية اسعاف توصله للبيت ملوش لازمة انه يقعد فى المستشفى اكتر من كده … شكرا يا دكتور استاذنك دلوقت عشان انا مبلغتش اى حد باصابه والدى ووالدتى موجوده معايا بره لازم ابلغها عشان متنصدمش وتتصرف تصرف يضايق والدى او يحسسه بالعجز .. ماشي ياخالد اتفضل ربنا معاك ….
خالد : معلش يا عم رفيق هسيبك مع والدى وهما بينقلوه وهاخد امى على جنب احاول اوضح لها الفكرة عشان متتصدمش لما تشوف والدى بالكرسي .
رفيق : ماشى يا خالد ياابنى ربنا يصبرها ويصبركم يارب .
عن اذنك ..
خالد: ازيك ياامى ايه متوترة كده ليه اتاخرت عليكى.
حياة: لا ياابنى ابدا بس فين ابوك مجاش معاك ليه هو لسه تعبان زى امبارح بعد الشر.
خالد: لا ياامى اطمنى بس عاوز ابلغك حاجة بخصوص حالته الصحية والدى لما سمع الخبر جاتله جلطة اثرت على نصه الشمال فمش هيقدر يمشى او يتحرك بس اطمنى مع العلاج الطبيعى هيبقى احسن المهم اننا منحسسوش بعجزه ده والحياة تمشى طبيعى جدا المريض بيتاثر جدا بالناس الى حواليه .
حياة: يا حبيبى يارؤوف منه لله الى عمل فيك كده ربنا ينتقم منه اشد انتقام مسحت دموعها وبصت لخالد وكملت كلامها ياخالد ياابنى ابوك ده مش جوزى بس لا ده عشرة عمرى وعمره ماجرحنى بكلمة او بصة حتى هشيله على كفوف الراحة وعمرى مااقصر معاه ده الغالى ياابنى اطمن .
خالد: الله يريح قلبك ياامى استاذنك افتح الباب واشوف الدكتور وصل لايه.
واثناء خروج خالد من الغرفة وجد والده على الكرسي المتحرك ورفيق كان يساعده .. ركض خالد نحو ابيه وانحنى ليقبل يده .. وعاتب رفيق على عدم انتظاره .. ولكن امسك رؤوف يد خالد قائلا ياابنى انا الى قلت لعمك رفيق عاوزنى انزل على ضهرى وارجع كمان على ضهرى ياابنى .يلا يلا خلينا نروح البيت وحشنى واخواتك وحشونى
خالد: متزعلش منى ياعم رفيق مكنش قصدى والله بس كنت خايفة على بابا مش اكتر .الإسعاف مستنية بره هتوصلنا للبيت نعدى على امى فى الاوضة ناخدها ونخلص فى الحسابات ونروح على طول.
ذهب خالد الى حياة التى كانت تنتظرهم فى الغرفة بقلق هى لا تعلم كيف حال زوجها الان ولا كيف ستواجهه ولكنها تعرف انها تحبه وتقدره وستعتنى به دائما … قطع خالد توتر حياة : يلا بينا هنمشى خلاص زى مافهمتك ياامى ابويا رفض يدخل الاوضة على ضهره او حتى يروح على ضهره .
حياة: خلاص ياابنى متقلقش ان شاء الله هيبقى كويس وزى الفل يلا بينا ياابنى.
تجمعوا جميعا عند باب المشفى خالد ورفيق وخالد وحياة التى عندما راها رؤوف احس بالضعف ونظر الى الارض . ذهبت حياه اليه ووقفت امامه وخاطبته قائلة : ارفع راسك ياابو خالد انت سندنا وظهرنا وتاج راسنا ودى محنة من ربنا نصبر ونستحمل وهتعدى وهتيجى بعدها المنحة باذن الله وباست ايده وطبطت على كتفه.
رؤوف: انا لو فضلت طول عمرى لحد مااموت اوفى جمايلك مش هوفيكى يااصيلة ربنا يخليكم ليا يارب ورفع ايده اليمين وطبطب على ايدها وهيا على كتفه وقالهم يلا بينا بقى عاوز اروح البيت البنات وحشونى اوى.
قطع حديثهم ممرض من المشفى قائلا: من فضلكم ابعدوا شوية عشان نجهز استاذ رؤوف ونطلعه للاسعاف .. انصاعوا لامر الممرض الذى جلب ممرض اخر ليساعده وبالفعل رفعوا رؤوف الى الاسعاف وبدات تتحرك متجهه الى البيت ..
كانت هند مع صديقاتها فى المدرسة قد انهوا يومهم الدراسي وفى طريقهم للخروج مالت هويدا صديقة هند المقربة عليها قائلة : مالك ياهند قلقانه ليه كده من اول الاول اليوم ده انتى حته جاية النهارده مش مظبطة شعرك زيك زى كل يوم وانا عارفة ان شعرك ده اغلى عندك من مستقبلك نفسه وخبطتها فى كتفتها وضحكه .. ولكن هند لم تكن فى حالة تسمح لها بالتهريج فنظرت الى هويدا والدموع فى عينيها قائلة : قلقانة موت على بابا يا هويدا انتى عارفة انا بحبه قد ايه ومش هقدر اتحمل لو جراله اى حاجة وحشة وعيطت .. اقتربت من هويدا وحاولت ان تخفف عنها : متقلقيش يا حبيبتى هيكون كويس ان شاء الله انت عارفة بين البيت والمدرسة مفيش خطوات يلا بينا بسرعة عشان تستقبلى عمو وافردى وشك كده بدل ماانت شبهه البومة كده وطلعت لها لسانها وجرت … انا بومة يا هويدا طب استنى عليا ومسحت وجهها بكفيها وانطلقت تركض خلف صديقتها الى ان وصلتا الى باب المدرسة شعرت هند بالتعب من الركض فوقت قليلا وادارت ظهرها الى هويدا التى كانت قد سبقتها بمسافه قليلة فى هذه الاثناء كان سمير قد وصل الى المدرسة ليقل اخته فى طريقه الى المنزل واثناء دخوله كانت هند تستدير لتخرج من المدرسة فاصطدما ببعضهما البعض ..
سمير : ايه ياانسه مش تخلى بالك وانت خارجة .. كانت هند تنظر الى الارض ممسكه ذراعها لقد تالمت عندما اصطدمت به فهو اطول منها قليلا وجسده رياضى نظرت اليه قائلة : ايه انت الى داخل مش باصص قدامك اصلا وبعدين انت ايه الى مدخلك مدرسة بنات اصلا معندكش زوق عن اذنك شوية كده عاوزة اعدى . كانت هند تتحدث الى سمير وهو يقف امامها بلا حراك فقط ينظر اليها لقد سرحته بملامحها الطفولية وعيناها البنيتان بلون البندق .. اشارت هند باصبعها اليه : هييي مش بكلمك عاوزك اعدى .. وفجاه تتدخل بينهم هدير اخت سمير الصغرى تسلم على هند وتعتذر لها قائلة معلش يا هند سمير اخويا كل ماشوف بنت حلوة يتمسمر كده زى ماانت شايفة .. ولا يهمك ياديرو بس ابقى روشى علي وشه ميه ولا حاجة عشان يفوق كادت ان تذهب هند من امامهم الا انها وجدت يد ممسمة بحقيبتها من الخلف تمنعها من التقدم فخلعتها من كتفها لتجد انه التمثال البشرى قد تحرك وتعنفه هدير على تصرفه وانضمت لهم هويدا الى التى تعجبت من تاخرها.
هند : شايفة اخوكى يا هدير ادخل اجيب مدير المدرسة من جوه دلوقت يعنى بقالى عشر متاخرين ودلوقت واخد شنطتى قلة ذوق بجد هات الشنطة لو سمحت ومدت له ايديها .
سمير الذى شعر للمرة الاولى انه مفتون بفتاة بداخله شعور عجيب اتجاه هذه الفتاة القصيرة التى اصطدمت به فجاة لأول مرة يشعر بخفقات قلبه . اقترب منها : اولا انت الى خارجة بسرعة ولا كنت واقفة ومشيت فجاة ولا معرفش ايه حصل بس الى اعرفه ان ده احسن يوم فى حياتى عشان اتخبطت فى واحدة قصيرة زيك شعرها جميل وعنيها اجمل .. شنطتك انا سمير اخو هدير ادارت هدير وجهها لقد احرجها مع هند كثيرا فقط اكتفت ان اعتذرت لهند وسحبته من يده بعيدا دخل سمير وهدير عربته وانطلق مسرعا .. لتنظر هند بعدها الى هويدا وتعنفها : كل ده حصل بسببك انتى عارفة انى مبحبش اجرى بسببك اتخبطت فى الحيطة السخيفة الى كانت واقفة دى مظرت لها هويدا بتمعن : فعلا انت زعلانه انك خبطتى .. قصدك ايه يعنى ياهويدا امشى امشى بطلى جنان .. لا ولا قصدى ولا حاجة اصل انت متعرفيش البنات هنا هتموت ازاى على اخو هدير حلو وطويل وجسمه رياضى وشعره اسود بيطير فى الهوا كده ولا عنيه يا هند ولا ضحكته .. كانتا قد اقتربتا من بيت هند فنظرت الى هويدا التى كانت تتعزل فى سمير .. فعلا البنات هما الى هيموتوا عليه يل ايلا من هنا بلاش تفاهه على بيتكم .. برده انت محظوظة انه كلمك يابختك يلا يابت امشي سلام .. سلام .. صعدت هند السلم مسرعة فى هذه الاثناء كانت سيارة الاسعاف قد وصلت امام المنزل فتوجهت هند الى الشباك وما ان رات والدها على الكرسي المتحرك اغلقت النافذة وركضت الى غرفتها واصطدمت بهدى التى كادت ان تسالها مابك ولكن اتاها صوت خالد فتوجهت مسرعة لتفتح لهم الباب توجهت بعد ذلك الى غرفة هند طرقت على الباب ولكن لم ياتيها رد ففتحه ودلفت متسائلة :.مالك يا هند ايه الدموع دى فى ايه .
هند: مفيش صدقينى بس سيبينى دلوقت مش هقدر اقابل بابا وهو كده .
هدي : يعنى ايه اهدي كده فهمينى وبطلى عياط ايه انتى لسه طفلة ولا ايه .
هند: بعياط اعلى واسرع لدرجة ان هدي مفهمتش حاجة من كلامها الا كلمة شلل وارتحتى .
وهنا استنتجت هدى ان هند رات والدهما دون ان يمهد لها احد خبر اصابته بشلل واخذت تحدث نفسها بابا الى كان مالى البيت حيوية ونشاط وهزار ونقاشات معانا عن دراستنا ومستقبلنا جه الوقت الى يتحرك بينهم بكرسي بعجل .
افاقت من حديثها وتوجهت الى الباب فى انتظار والدها الى ان ظهر ومعه طاقم الاسعاف يحمله الى ان ادخلوه الشقة وخرجوا .. نزلت لمستوى والدها وقبلت يده وجبينه قائلة : حمدالله على السلامة يابابا شدة وتزول باذن الله وترجع زى الفل احسن من الاول .دى محنة وبعدها هتيجى المنحة . تبسم رؤوف . فتعجبت هدى قائلة هو انا قلت حاجة غلط فاجابها لا يابنتى بس امك لسه قيلالى كده لى المستشفى بجد عرفت تربى وتزرع فيكم كل حاجة حلوة ربنا يسعدك يابنتى ويطول فى عمرى لحد مااشوفك احسن بنت فى الدنيا .
قبلت يد والدها مره اخرى ودعت له ان يديمه لهم نعمه ويحفظه لهم .. كان يراقب المشهد العاطفى الجميل هذا خالد وحياة توجهوا اليهم . حياة: الله ايه ياحج كل ده لهدي طب مش تخلى شوية لهند وخالد ولا حتى ام خالد ولا انا مليش نفس اسمع كلام حلو .
رؤوف : ازاى بس ياام خالد ده احنا من غيرك منسواش حاجة خالص . مد ايده ليها قربت جنبه ومسكت ايده وطبطت عليها فى حنان وقالتله ربنا يخليك ليهم وتفرح بيهم .
كان خالد يقف واضعا يده على كتف اخته يراقبون والدهم ووالدتهم فقال خالد لهدى يلا بينا يابنتى نسيبهم لوحدهم شكلنا بقى وحش خالص .
شعرت حياة بالخجل وهمت لسحب يدها من بين يد زوجها الا انه تمسك بيدها اكثر ونظر لأولاده قائلا جرى ايه ياواد انت وهيا فاكرين اننا كبرنا على الحب والكلام الحلو ولا ايه وبعدين انا مخلف تلاتة قدامى اتنين فى اخر العنقود سكرة البيت . تلعثمت هدى لا تدرى ماذا تقول ولكن قطع صمتها خالد : هند تعالى بابا وصل . هدى : متناديش عليها هى عارفة ان بابا هنا بس قالت مش هتقدر تشوفه وهو كده .. نظر لها خالد فى غضب قائلا يعنى ايه الجنان ده هيا صغيرة انا رايح اجيبها بنفسى .. اوقفه والده بحزم خالد استنى انا الى هدخل هيا متعودة انى انا بدخلها لما برجع دايما من الشغل بس لو سمحتى ياام خالد ساعدينى لحد مااتعود اتحرك بالكرسي .
حياة: اامرنى ياابو خالد من عنيا يلا بينا بسم الله وصلوا عند اوضة البنات خبط رؤوف على الباب بس هند مردتش مع ان صوت عياطها واصل لبره الاوضة خبط مرة تانية وطلب من حياة تفتح الباب .لقاها على سريرها كاتمة دماغها بالمخدة وبتعيط .
روؤف: ممكن بنتى الصغيرة حبيبة ابوها تسمحلى ادخل وتطلع تتغدى معايا انا مش هتغدى الا لما هيا تطلع معايا وتأكلنى بايديها ها قولتى ايه .بس للأسف مردتش محبش يتقل عليها لأنه فاهم ان صعب عليها تشوف ابوها كده .قال لحياة يلا بينا ياام خالد وسيبيها لوحدها بس خلوها تتغدى عشان تركزفى المزاكرة . وكانت كلمات الاهتمام البسيطة من رؤوف كفيلة انها تخرج هند من تحت المخدة وتجرى تترمى فى حضنه .
هند: اسفه يابابا مكنش قصدى انى ازعل حضرتك بس انا مقدرتش اشوفك كده وانا ابقى واقفة مش عارفة اعملك حاجة .
رفع وشها بايده وقالها ازاى بقى فى ايدك كتير .
اولا تذاكرى زى الاول واحسن .
ثانيا تناكفى فيا كل يوم زى العادة وتسرحى الشرح الجميل ده الى المخدة بوظته .
ثالثا ودى المهمه واكيد هتعجبك تبطلى تسرقى الفكة الى فى جيبى من ورايا لانى بعرف اطلبي الى انتى عوزاه هديهولك. ابتسمت هند وقبلته ونظرت له قائلة انت احسن اب فى الدنيا ورجعت لعادتها المشاغبة وبصوت عالى. انتى ياست هدي فين الغدا انا جعانة ياناس انا ثانوية عامة قدرونى شوية حرام عليكم. ضحكوا كلهم مرة واحدة وبصوت عالى جدا .
جذبها رؤوف من اذنها : مفيش فايدة فيكى هتفضلى مجنونة دايما . يلا يا هدي يابنتى جهزى الغدا عشان الشهادة ياناس .ضحكت هدي : حاضر يابابا حمدالله على سلامتك ودايما مجمعنا. الله يسلمك يابنتى .يلا ياام خالد خودينى اوضتنا عشان اغير لبسي .
اجتمعت العائلة علي طاولة الطعام مرة اخرى و كانوا جميعهم صامتين لم يعرف اى منهم ماذا يقول ولكان رؤوف كان يعرف تماما ماذا عليه ان يفعل فبدا كلامه مع خالد.
رؤوف : اعمل حسابك يا خالد ياابني من بكره ان شاء الله كل حاجة هترجع زي ماكانت وهرجع انزل الشغل تاني وان شاء الله هنشوف حل للمشكلة الي احنا فيها دي اما الي عمل كده منه لله بس مش هيفلت مني ابدا وهعرف اجيب حقي منه كويس اوي .. المهم عاوزك انت واخواتك تهتموا بنفسكم ودروسكم لازم تحقق حلمك انت واخواتك ..
خالد: كل كلامك سليم يابابا فيما عدا جزء واحد بس اني مش هرتاح الا بوجودي جنب حضرتك يعني الصبح دراسة العصر مع حضرتك وبليل للمذاكرة .
رؤوف: بس ده ارهاق عليك ياابني وانا مقبلش بكده .
خالد: معلش يا حج انا كده هبقي مطمن اكتر لازم حد يكون موجود مع عم رفيق عشان يتابع الشغل معاه وكل حاجة ترجع زي الاول واحسن ان شاء الله .
رؤوف: ان شاء الله ياابني ربنا يباركلي فيكم .
انهى الجميع طعامه وذهب كلا منهم لمراجعة دروسه كانت هند فى غرفتها تجلس امام المراة تضع كريمات منوعة نوع لترطيب البشرة واخرى للمسام دخلت عليها هدى قائلة : اهلا وسهلا الست الزعلانه الى كانت لابسة البيجامه بالمشقلب رجعت للاناقة تانى … جمعت هند شعرها بيدها وربطت للخلف وتركته ينساب على ظهرها وجلست على فراشها .. هدى يا حبيبتى انت عاوزة ايه منى انت مش عندك كورس برده يلا اتكلى على الله عاوزة اذاكر . افتربت هدى منها وضربتها على راسها قائلة : فى بنت مهذبه تقول لاختها اتكلى على الله وبعدين الشعر الجميل ده مجاش الاوان اننا نغطيه بقى . تذمرت هند وكادت تصيح يا بابا خلاص خلاص اسكتى ده انت كارثه بس يا حبيبتى انا خايفة عليكى لازم تلتزمى بالحجاب ماشى يا هدى حاضر هشوف ماشى يا حبيبتى يلاذ اكرى كويس مع السلامة مع السلامة ..
فى منزل سمير كانوا يجلسون جميعا يتناولون الطعام ولاحظت امه انه منشغل قليلا فسالته : مابك يا سمير مفيش حاجة ياماما انا كويس ياحبيبتى انتى عارفه فاضل سنة وعاوز اخلصها بقى زهقت ماشى ياابنى ربنا يصلح حالك .. عن اذنكم هطلع اريح شوية .. استوقفه والده سمير تافف سمير قائلا نعم يا بابا فى حاجة .. اه فى معدتش عليا فى المصنع ليه عشان نتفق على الخطوة الجاية .. خطوة ايه ياحج قالتها زوجته .. نظر لها نظرة اخرستها .. وعاد الى ابنه مرة اخرى ها يا سمير حاضر يابابا حاضر ماشى يلا روح شوف انت رايح فين .. هدير نعم ياسمير ممكن تليفونك لحظه مش لاقى تليفونى عاوز ارن عليه حاضر اهو اتفضل شكرا ياديرو كملى غداكى وانا هحطه فى الاوضه بتاعتك …. امسك هاتف اخته وظل يفتش به الى ان وجد رقمها فقام بتسجيله على هاتفه ووضع لاخته هاتفها فى غرفتها .. ودلف الى غرفته وجلس ينظر الى الهاتف لما لا يشعر شعور مختلفا اتجاهه هذه القصيرة لما شعر فجاة بالنفور من والده ومن حياته ومن كل شئ حوله لما لا يقوى على الاتصال بها لا يعلم اى شئ سوا انه منذ ان اتلقت عيناهما اصبح مفتون بها استجمع قواه واتصل عليها ومع كل جرس من الهاتف ترتفع دقات قلبه الى ان اتاهه الرد الو ظل صامتا الو ظل صامتا انت يالى بتتكلم هتقول انت مين ولا اقفل .. وهنا وجد عقدت لسانه تنفك لالا متقفليش ارجوكى نظرت هند الى هاتفها لتتاكد هو رقم غريب لا تعرفه حضرتك عاوز مين مش انت هند ايوه انا انت بقى مين انا انا انا بحبك واغلق الهاتف مسرعا .. وتركها مابين صدمتها من المتصل ودقات قلبها المتسارعة بعد ان قال لها احبك .
اما هو احس بارتفاع مفاجى لحرارة جسده الى ان دخل والده عليه .. بقالى ساعة بنادى عليك ايه انطرشت اسف يابابا خير ف حاجة اه فى حاجات مش حاجة انت مالك مش عاجبنى ليه مفيش يابابا صدقنى زهقان شوية طيب يا سي زهقان خليك فاكر معاد الضربة الجاية لرؤوف قرب والمرة دى انت الى هتنفذ مش كفاية كده يابابا الى عملناه معاهم انا سمعت انه اتشلت كفاية بقى خلينا نغير حياتنا ونعيش فى سلام لينفجر والده فى الضحك ساخرا منه سلام وكفاية لحد كده لا ياواد انت سخن ولا حاجة ولا تكونش حبيت وبقى قلبك رهيف نسيت انه شغل البت الى انت حطيت عينك عليها من اولى جامعه ونسيت كل الى حكيته ليك وعمله معايا رؤوف يابابا اسمعنى كويس بلا بابا بلا زفت اعقل كده واعرف انك ابنى وهتنفذ الى انا عاوزه زى ماانا بنفذلك كل طلباتك انت ابن خليل شرف وهتفضل طول ابنى وهتفضل تنفذ كل الى اقولك عليه حتى لو انت قررت تتوب وخرج وهو يقول قال سلام قال على اخر الزمن حتت عيل هيدينى نصايح وترك الباب مفتوحا وترك سمير فى حيرة من مشاعر نمت بداخله غيرت به اشياء كثيرة فياترى هل سيرضخ لرغبه ابيه ام سيقاوم هل شعوره بهند حقيقه ام فقط اعجاب مؤقت ..