رواية عشت معاه حكايات

الفصل الحادي عشر

الحب الحقيقي ‘‘ موقف تعمله تبين فيه انك فعلا جدير انك تتحب و جدير انك تبقي حبيب ‘‘

اجتمعوا جميعا علي الغداء في منزل رؤوف و خرجت الثلاث بنات يضحكن سويا مما زاد فرح رؤوف واستقبلهم بحبور قائلا

رؤوف : اهلا اهلا اهلا برياحين الجنة الي منورين البيت ‘‘ ربنا يسعدكم يا بناتي و يألف قلوبكم علي بعض و تفضلوا مع بعض طول العمر ‘‘ ياااه يا هدير يا بنتي لو كان عندي ابن تاني كنت جوزتك ليه ‘‘ بس عندي خالد بس ..

قاطعته هند ضاحكة

هند : ومحجوز يا ديرو للأسف ‘‘ للست حلا صاحبة هدي اكيد هيجي يوم وتشوفيها ‘‘ هي اي نعم مكلكعة حبيتين زي اختنا هدي كده ‘‘ بس يلا ربنا يكون في عون خالد بقي ..

ضربتها هدي علي رأسها قائلة

هدي : مفيش فايدة فيكي انتي ايه لسانك ده ملوش غطا ‘‘ يا بنتي اعقلي

ضحك رؤوف وحياة ودعوا لهم بالسعادة

بدأوا في تناول الطعام ‘‘ وبلا وعي من هدير كانت تصدر صوت يدل علي استمتاعها بالطعام

مما جعلهم ينتبهون لها ‘‘ لتنظر اليهم وتشعر بالخجل وتتوجه بنظرها الي حياة

هدير : بصراحة يا طنط حياة اكلك طعم اوي اوي بجد ‘‘ انا مع كل معلقة بحس بمزيكا ‘‘ بجد تسلم ايدك ‘‘ وانت يا عمو رؤوف حقيقي انا حبيتك جدا وشكرا انك مخلطش بيني وبين اني بنت خليل شرف الراجل الي سبب لك كل المشاكل ‘‘ و تركت الطعام ونظرت للأرض في خجل

مد رؤوف يده اليها ورفع وجهها بحنان كبير وعطف فمنذ ان رآها وهو يشعر انها بنته الثالثة لا صديقة هند ‘‘ فهي تتمتع ببراءة و طفولة الهية تجعل كل من يراها يحبها .. ابتسم لها قائلا

رؤوف : اسمعيني يا بنتي كويس ‘‘ مش معني ان ابوكي اذاني و مش هيبطل انه ياذيني الا لما يقرر انه يتوب بجد ‘‘ ده معناه انه راجل وحش ‘‘ بالعكس يا بنتي ابوكي حنين حنية الدنيا والاخرة ‘‘ بس هي جدتك دلعته اوي اوي زيادة عن اللزوم لانه الولد علي اربع بنات زي ماانتي عارفة ‘‘ اقولك حاجة احنا هنتفق اننا نغير ابوكي كلنا سوا لازم نرجعه لينا تاني خليل شرف ابن الحج شرف تاجر الاخشاب والموبيليا الي الناس كلها بتحلف بحياته ‘‘ وهنبدأ من اني احكيلك عن حياة ابوكي الحلوة وصفاته الحلوة يمكن يابنتي ربنا يقدرنا اننا نغيره ‘‘ ده هيبقي افضل من اني احكي لك عن الوحش بتاعه ‘‘ كفاية عليكي الي انتي شيفاه من تصرفاته دلوقت

فرت دمعة من عين هدير ودون اي مقدمات قامت واحتضنت رؤوف وهي تبكي و تمتم

هدير بصوت ممزوج بالبكاء :
بجد حضرتك اعظم اب وعمو في الدنيا كلها ‘‘ مهما حاولت اشكرك او اعبر لك اد ايه انت فرحتني بكلامك ده مش هتصدقني بجد شكرا لحضرتك يا عمو ..

لكزت هدي هند في ذراعها قائلة

هدي : خلاص يا هند راحت علينا معتش علينا مكان في حضن بابا .. لتكمل هند بعدها قائلة

هند بأداء مسرحي : فعلا يا هدي ياللهول والفاجعة خلاص ديرو جت اخدت حضن بابا ‘‘ وانت يا حج رؤوف كده يا قلبي يا حته مني تعمل كده طيييييب ‘‘ ونظرت لهدي وغمزت لها

وفي اقل من الثانية كانتا تحتضان ابوهما وهدير ايضا

ضحكت حياة كثيرا من الموقف : ماشاء الله عليكم يا بنات ‘‘ صحيح البنات زينة البيت و بركته ‘‘ بس انا زعلانة

انتبهن لحديث حياة ‘‘ لتكمل حديثها

حياة : يعني كل الحب والاحضان دي لأبو خالد وانا ايه خلاص مليش نفس ‘‘ لا بجد زعلانه

وفورا كانت هند وهدي تحتضان حياة ونظرت هند لهدير التي كانت تراقب هذه العائلة البسيطة في تفاصيل حياتهم ‘‘ ولكنهم اغنياء ببعضهم وبحبهم ‘‘ فتحت هند ذراعها لهدير التي انضمت اليهم علي الفور وكأنها كانت في الانتظار ..

في المشفي

سمير : بجد يا خالد انا مش عارف اقولك ايه والله انا بجد خجلان من نفسي جدا ‘‘ واتمني انك تسامحني

ربت خالد علي كتفه وجلس امامه وبدأ يتحدث معه

في هذه الاثناء كانت سيارة خليل وصلت امام المشفي ‘‘ هبط منها والغضب يتطاير من عينيه ودار بينه وبين احد الممرضين حديث قصير عقب انتهاءه سار مسرعا الي ان وصل للمصعد ‘‘ استقله وصعد بعد لحظات كان قد وصل امام غرفة ابنه ‘‘ كان سيدخل ولكن استوقفه حديث دائر سمع بعضه من خلف الباب

خالد : اسمعني يا سمير ‘‘ سهل علي البني ادم انه يتغير وسهل انه يتوب ‘‘ بس الي مش سهل واهم من التغيير هو مداومة التغيير والالتزام بنفسك الجديدة ‘‘ ده اصعب حاجة هتمر بيها فلو انت فعلا اتغيرت ‘‘ اتمني انك تفضل ثابت علي موقفك ده ومتبعدش عنه شبر واحد ‘‘انا والدك اكيد في جزء كويس ولسه حي وصاحي لسه في ضمير زي ما بيقولوا وانت لما تخرج بالسلامة حاول توصل للنقطة دي جواه وحاول انك تخرجها وتصحيها تاني

ارتسم الحزن علي شفتي سمير قائلا

سمير : والله يا خالد انت طيب اوي تصدق ‘‘ يا خالد والدي ده مؤذي مؤذي اوي ‘‘ حطمني ‘‘ حطم هدير ‘‘ بيعامل امي كأنها شغالة عنده مع انه واخد كل فلوسها ‘‘ حتي امه جدتي الي هي تعتبر اصلا سبب الي احنا فيه ده رماها في دار مسنين وتعبت وبدا يجيلها زهايمر واكتئاب من كتر ماهي مش لاقية حد تتكلم معاه. وصعب عليها من ولادها ‘‘ هه مع انها متعرفش الحقيقة ان ابويا راح لعماتي واحدة واحدة وهددهم ابشع التهديد ان الي هتروح تزور جدتي ‘‘ هيرد عليها بالدم ‘‘ غير بقي الشغل الشمال والعلاقات المشبوهه برجال الاعمال ‘‘ واخيرا انتوا والي عملوا معاكم ‘‘ وده علي فكرة البداية بس وربنا يسترها عليكم منه ‘‘ وبعد كل ده هل لسه مصمم ان جواه خير

تجمد خالد في مكانه وغمره الصمت ولكن اراد ان يفهم معني جملته الاخيرة لذا سأله

خالد : تقصد ايه يا سمير ان دي البداية

ولكن لم يجبه سمير الذي فزع مثل خالد تماما حينما دخل عليهم خليل فجأة شاهرا مسدسه في وجه ولده سمير ويصرخ

خليل : خلاص يا سمير عيارك فلت فعلا ‘‘ يازين التربية يا قدرية هانم ‘‘ يافرحتك بوحيدك يا خليل يا شرف ‘‘ ها كمل يا سمير كمل لأبن عدوي اللدود كمل وفهمه كل حاجة ‘‘ ما تنطق ساكت ليه ‘‘ عشان ميلحقش يخرج من هنا غير جثة هامدة ‘‘ وهقول دفاع عن النفس بفلوسي هخرج منها زي الشعرة من العجين

تمالك سمير اعصابه واراد ان يستنزف اعصاب والده فهو يعلمه تمام العلم يهدد وعند التنفيذ يستعين بأحدي رجاله ارباب السجون

صفق سمير وضحك قائلا

سمير : بجد انا فخور انك ابويا ‘‘ ايه مفيش فايدة فيك عايز ايه تاني مننا ‘‘ ضيعتني وضيعت هدير عاوز ايه تاني من الدنيا

اقترب خليل ومازال شاهر مسدسه في يده : وانا بقي جاي النهاردة عشان اقولك جملة واحدة بس لو مكملتش الي اتفقنا عليه قسم بالله دمك حلال يا سمير لكلاب السكك فاهمني ‘‘ ومفاتيح العربية وشقة العجمي دي يلزموني ‘‘ ابقي خلي ابن الصنايعي يجبلك حتة تقعد فيها ‘‘ هه دلوقتي بقي جه دور المحروسة بنت امها هدير هانم واياك تقولي متعرفش مكانها فين

ضحك سمير مجددا : بجد هو ده اقصي شئ قدرت تعمله ‘‘ بدل ما تحتوينا وترجعنا ليك بحب جاي تهددني ‘‘ عامة معتش بخاف منك ولا عاد يهمني اني اخسر الحياة الحرام الي انا عايشاه بسببك ‘‘ انا هدير ‘‘ لو فيها موتي مش هتعرف مكانها

نظر اليه خليل والغضب يتطاير من عينيه ووضع فوهة المسدس في منتصف رأسه ‘‘ وسحب زناد المسدس

هتتكلم يا سمير ولا لا …..

عودة للمستقبل

رؤوف : يااااه ده زمن يا ولاد بس بجد ذكريات علي قد مافيها حزن ووجع كتير ‘‘ بس فيها دروس وعبر وحب بجد هتقدروا تتكلموا عنه مع اولادكم واولاد اولادكم

رفيق : صح يا رؤوف يا خويا ‘‘ حد كان يصدق ان نهاية خليل هتبقي كده ‘‘ متأخذنيش يا سمير يا ابني انا بتكلم بحسن نيه

سمير مبتسما وهو ممسك بيد هند التي كانت جالسة جواره : لا يا عم رفيق صدقني انا مبزعلش من ذكر سيرة والدي ‘‘ اي ما كان رأي الناس فيه او عنه هو والدي هعمل ايه

حياة مبتسمة : ربنا يزيدك عقل ياابني و يكرمك ويوسع رزقك ويصبرك علي ما بلاك ونظرت لهند التي صاحت بدورها

هند : قصدك ايه يا ست ماما بقي ‘‘ علي الاقل انا مرحة ومعذبتوش كتير زي هدي ما عملت ما مصطفي ‘‘ فاكرة عاقبته ازاي بسبب المقلب اياه .. وانفجروا جميعا في الضحك

(( الحب مفيهوش اختبارات ولا في امتحانات ‘‘ الي بيحب بيبان في عنيه وبيبان عليه ))

تعاقبت عليهم الايام خرج سمير من المشفي و قام بالسكن في شقتهم القديمة ‘‘ لقد نسي خليل ان ياخذ منه كافة المفاتيح التي قد اعطاها له ‘‘ او نسي واستبعد من حساباته الماضي بكل ما يحمله

عادت الحياة طبيعية في بيت رؤوف ‘‘ تحسنت احوالهم ‘‘ انتقلت هدير للعيش مع امها عند عمتها مديحة ‘‘ ظل خليل منبوذا من الجميع ولكنه لم يتأثر او هذا ما كان يسعي ليظهره لهم ..

كان الجميع يعملون بجهد واجتهاد

رؤوف ورفيق في الورشة والمصنع لتعويض ما خسروه في الحريق

الشباب الثلاث خالد ‘ سمير ‘ مصطفي ‘ كان لكلا منهم هدف يسعي اليه و يعمل ويكد ليصل اليه ‘‘ ومن كان يصدق ان سمير الفتي المدلل من الممكن ان يعمل ويسعي لتحصيل قوت يومه ويسكن في حي شعبي بسيط ‘‘ ولكن كما يقولون الحب يصنع المعجزات

وكانت هدي مشرقة تأملئها الحيوية ولم لا لقد اقتربت دراستها علي الانتهاء واقترب معها انتظارها لعرسها التي طالما حلمت به وكذلك حلا

اما عن الصغيرتان هند وهدير كانتا بخير ايضا

مرت الايام سريعا وحان يوم النتيجة ‘‘

فرح علا وجه هدي و حلا واحتضنت كلا منهما الاخري في سعادة

هدي : ياااه يا حلا الحمد لله يارب خلصنا خلاص اخيرا وهنبدأ نحقق أحلامنا كلها

احتضنها حلا : ممممم احلامنا يا بختك يا مصطفي ‘‘ اخيرا عقدت لسانها هتنفك و ….

انصدما حينما رؤوا مصطفي امامهم يقف مبتسما

مصطفي : السلام عليكم ‘‘ اخبار النتيجة ايه

نظرت حلا وهدي كلا منهما للأخري و عم الصمت

حلا : اهلا استاذ مصطفي ‘‘ الحمدلله نجحنا وخلصنا اخيرا

مصطفي ومازالت عيناه بين الوقت والاخر تراقب هدي التي كانت صامتة لا يعرف لما : الحمد لله مبسوط لنجاحكم جدا ‘‘ شكلي ازعجتكم اسف عن اذنكم

وقفت حلا امام هدي ونظرت اليها بغضب : بجد انتي غريبة جدا يا هدي ازاي بتحبيه و بتتعاملي معاه ببرود كده ‘‘ بجد حرام عليكي والله ليه عملتي كده

هدي بتوتر بعد ان ظهرت الدموع في عينيها : بجد معرفش يا حلا بس انتي صوتك كان عالي افرضي كان سمعك كان هيفتكر ايه دلوقت ‘‘ كمان انا متكلمتش مع اولاد قبل كده ‘‘ وكل مااشوفه اتوتر ‘‘ خايفة ليكون زي ما قال خالد بيصطنع الادب والاخلاق ‘‘ معرفش يا حلا صدقيني بصي يلا نمشي وان شاء الله خير الي عايزه ربنا يكون

نظرت لها حلا : مش عارفة اقولك ايه بس ربنا يكتب الي فيه الخير ‘‘ ومش كفاية اني ملحقتش اساله عن خالد ‘‘ امشي امشي

ضحكت هدي : هو ده كل الي يهمك خالد ‘‘ فعلا كلا يغني علي ليلاه

رفيق بتوتر : يا تري عملت ايه يا مصطفي ياابني ايه اخرك كده

رؤوف مبتسما : يا رفيق وترتني ان شاء الله كلهم هينجحوا

في هذا الوقت وصل مصطفي وعلي وجهه علامات الحزن

استقبله رفيق بخوف : خير ياابني مالك مكشر ليه ‘‘ لقدر الله في حاجة في النتيجة

مصطفي محاولا ان يخفي حزنه : لا ابدا الحمدلله جيدجدا بس انا مصدع شوية

تدخل رؤوف في الحوار : الحمدلله مبروك يا مصطفي ياابني ‘‘ بعد اذنك يا رفيق تجيب لنا عناب ساقع كده قول لأحمد بره وبص علي الرجالة كده

فهم رفيق ما يقصده رؤوف وخرج وتركهم

رؤوف : مالك يا مصطفي في ايه

مصطفي بعد ان اخذ نفس عميق : بصراحة يا عم رؤوف حصل …..

وبعد ان انهي ما حدث معه ومع هدي

ابتسم رؤوف وربت علي كتفه : للدرجة دي هي غالية عندك ‘‘ طيب تسمع كلامي وانا هاكد لك ان كانت بتحبك او لا وانها فرحانة لان جمعتكم سوا في بيت واحد قربت ولا لا ..

نسي مصطفي حزنه وتحول لفرح تلقائي : بجد ازاي ده ممكن يحصل

هقولك بس اديني ودنك .. قالها رؤوف

يتبععععع

error: