رواية عشت معاه حكايات

الفصل السابع و العشرون

في المستقبل في البيت الكبير بيت رؤوف ….

رؤوف : ياه يا ولاد ذكريات علي قد مافيها ألم وحزن علي ما فيها دروس وعبر وفرح وسعادة كمان ‘‘ والحمدلله اننا كلنا مع بعض و بخير ‘‘ واديني اهو خلاص حسن الختام بناتي التلاتة حوامل ماشاء الله وهبقي جد …

قاطعته هدي وهي تحمل صبي صغير له نفس ملامحها الهادئة وهي تقول : يا سلام يا بابا يعني أنس مش محسوب ولا ايه ‘‘ لا بجد زعلانين منك جدا .. ومش هنصبح عليك كل يوم الصبح .. ونظرت لصغيرها مداعبة انفه ‘‘ صح أنس ..

ليضحك الجميع من تصرف هدي ‘‘ وعفويتها لقد غيرها الحب و أحتوي مصطفي تمردها عليه ‘‘ ليندمجا سويا ‘‘ لتأخذ منه حنانه عليها ‘‘ وتعطيه حبها الكبير المخبئ في قلبها له منذ سنين …

وقف رؤوف جوارها وفتح ذراعيه للصغير ‘‘ الذي لم ينتظر قفذ من بين ذراع هدي لحضن جده وهو يضحك ‘‘ احتواه رؤوف وربت علي رأسه بحب و عاد وهو يحمله بين ذراعيه .. ونظر لها قائلا

رؤوف : اعتقد كده عرفتي ان انا وأنس لايمكن نفترق عن بعض ‘‘ واديكي شفتي بنفسك ..

ارتسمت علي وجهها ملامح حزن مصطنعة وجلست جوار زواجها قائلة : كده ياابني فعلا معتش في امان خلاص ‘‘ تروح لجدك وتسيبني ‘‘ الحمد لله ان مصطفي لسه معايا ومرحش لصف بابا هو كمان ..

ليضحك خالد : يا هدي يا حبيبتي كلنا متجمعين دلوقت بفضله اصلا ‘‘ وبعدين انا فاهم هو قصده ايه ‘‘ انتي ومصطفي اتجوزتوا بسلام وكان فرحكم رائع اما انا والغلابة الي جنبي دول واشار الي حلا وسمير وهند ‘‘ اتجوزنا تحت خط النار ..

انحني مصطفي علي اذن هدي قائلا بخفوت : انا جنبك يا حبيبتي لحد اخر يوم في عمري اما عن أنس متقلقيش انا برده جنبك ومش هحرمك رابدا ان يكون ليكي 6 اخوات غيره بس انتي أومري ..

خجلت هدي وتغير وجهها ونظرت اليه : مصطفي عيب الله ‘‘ حد يسمع

اقترب منها اكثر : ايه يا هدي احنا متجوزين والله ‘‘ ولو علي الجماعة خلاص تعالي نطلع أوضتنا او اقولك نروح شقتنا احسن ونسيب انس مع جده ونعمل شهر عسل جديد ..

لكزته في ذراعه : انت بقيت قليل الادب يا مصطفي علي فكرة .. وابتعدت عنه قليلا

ليقترب منها ثانيا : قليل الادب بس بحبك ومش هحب غيرك يا هدي لحد مااموت .. و ابتعد عنها ليستقر مكانه ويتابع حديث الأخرين

ارتسمت ابتسامة رضا علي شفتي هدي ‘‘ ودعت الله في قلبك ان لا يفرقهما ابدا ‘‘ ولا يحرمها من رؤية اهلها بخير …

بدأت حياة بالتحدث : والله يا حج معاك حق البنات كبرونا خالص ‘‘ ربنا يسعدهم يارب و يقومهم بالسلامة ‘‘ دول كأنهم ضبطينها مع بعض حملت هند وبعدها باسبوع حلا وبعدهم هدير يابنتي كانت لوحدها في اول الحمل وهي في الغربة مع جوزها بس الحمدلله ان قدرية سافرت لها

ضحكت هند التي مازلت مشاكسة كما هي : طبعا يا ماما ماانا لازم ابدا الموضوع هو انا فرحي كان يتنسي ‘‘ نظرت لخالد ييييه معلش يا خالد نسيت اننا اتجوزنا في نفس اليوم التاريخي ‘‘ كانت جوازة تحت خط النار ..

عم الصمت ‘‘ و نظر لها سمير نظرة عتاب و لوم .. فهو اخبرها مرارا تكرارا ان هذا اليوم تحديدا لا يريد ان يتذكره ‘‘

سمير : عن اذنكم يا جماعة انا هطلع ارتاح شوية ..

امسكت ذراعه هند : طيب مش هتشرب الشاي ..

كظم غيظه منها وربت علي يدها : لما اصحي يا هند

نظرت هند لتجد الجميع يطالعونها بنظرة غضب ..

خالد : هو انتي مفيش فايدة فيكي كلها 3 شهور وتبقي ام ولسه العقل ده مقربش منك ولا ناوي يزورك هو انتي مش عارفة انه مبيحبش يفكر في اليوم ده او حتي حد يفكره بيه ‘‘ ده انتي مستفزة بجد ‘‘ وضرب رأسها و اخذ حلا واستاذن والده في الذهاب لبيته .

تركهم خالد وذهب و من بعدها مصطفي و هدي لولا ان أنس رفض ان يترك جده فصعدا لغرفتهم المخصصة لهم في بيت رؤوف ‘‘ واخذ رفيق سوسن وغادرا ..

ذهب الجميع و بقي رؤوف حاملا أنس الذي غفي بين ذراعيه ‘‘ و حياة التي كانت تنظر لأبنتها بغيظ

حياة : طول عمرك مجنونة و بتخبطي بالكلام وقولنا ماشي ‘‘ انما انك تجرحي جوزك و تفكريه بحاجة تزعله ده ميصحش ابدا ‘‘

هند : بس يا ماما

حياة بحدة : بقولك ايه بلا ماما بلا بتاع ‘‘ لولا جوزك ربنا يكرمه كان اخوكي قضي سنة ونص كاملين في السجن وكانت ضاعت عليه اخر سنة في دراسته و ياعالم حالنا وحياتنا كانت هتبقي ازاي لو لقدر الله ده حصل .. من غير ولا كلمة ‘‘ قومي راضي جوزك ‘‘ عشان ربنا يرضي عنك ..

شعرت هند بالخجل من ما قالت هي لم تقصد به شئ ولكن وجب عليها الانتباه لمشاعر زوجها حينما يتعلق الامر بشئ له ذكريات موجعة وسيئة …

قامت متثاقلة فحملها اوشك علي الانتهاء مما يثقل حركتها ‘‘ صعدت لتصل للغرفة المخصصة لهم ‘‘ فعندما جدد رؤوف منزلهم القديم اشتري مساحة من ارض مجاورة لهم وقام بدمجها مع منزله كي يخصص لاولاده غرف لهم مع ازواجهم حينما يأتوا لزيارته وحياة ..

طرقات خافتة علي الباب ليأتيها صوت سمير من الداخل : اتفضل

دخلت لتراه يستلقي علي الفراش وبيده صور يقلبها ويبتسم ‘‘ صعدت جواره وهي تشعر بخجل كيف لهاان توضح له انها لم تقصد مضايقته ‘‘ اخذت الصور من بين يديه وفتحت ذراعه لتتوسد صدره ‘‘ قائلة

هند : متزعلش مني يا سمير انا بجد مكنش قصدي خالص والله اني اضايقك ‘‘ انا بس كنت بهرج

نظر سمير لها قائلا : هند حبيبتي فكرة اني كنت ممكن اخسرك بسبب ابويا او اخسر حياتي ومكنش جنبك ومعاكي دلوقت دي فكرة بتقتلني الف مرة ‘‘وكل مااشوف الاثر بتاع الرصاصة في دراعك “وامسك ذراعها برفق ” ببقي هتجنن ‘‘ انا منستش عشان تفكريني يا هند ..

رفعت رأسها قليلا وقبلت خده معتذرة

عبث بخصلات شعرها التي أثرت قلبه من اللحظة الاولي عندما رآها ‘‘ قائلا

سمير : اه ياني منك انتي ‘‘ مبعرفش ازعل منك ابدا ‘‘ بس ارجوكي يا هند بلاش نفتكر الماضي ..

هند تقاطعه : ليه بس يا سمير انا منستش شجاعتك ضد والدك عشان خالد ‘‘ دي كانت ذكريات جميلةحتي لو كانت مؤلمة في جزء كبير منها ‘‘ طب انتي فاكر الحكاية دي بدأت ازاي ‘‘ وجلست امامه كطفلة صغيرة تنتظر تفاعل ابيها معها ..

وضع سمير راسه امام بطنها المنتفخ قائلا

سمير : علي فكرة يا مازن امك دي مجنونة ‘‘ الله يكون في عونك ياابني

قرصت اذنه ونادته بغضب : سمير !!

ارتفعت برأسها الي ان وصل لجبينها ‘‘ اراح راسه علي راسها قائلا

سمير : نعم يابنتي يا مغلابني انتي ‘‘ اؤمري يا حبيبتي

احتضنت وجهه ‘‘ انت لسه مصمم اني بنتك ياسمير ولسه مصمم ان كل ما نخلف يكون ولد : قالتها هند

سمير : ايوه يا هند طبعا انتي بنتي وحبيبتي ‘‘ عارفة ليه ‘‘ اقولك من غير ماتسألي عشان منزعجش عتريس معانا ‘‘ رمقته بغضب .. خلاص خلاص اقصد الاستاذ مازن

شوفي يا حبيبتي : انتي لو عندك ولد ‘‘ نظرت لبطنها المتكور ‘‘ ضرب راسه بيده ‘‘ معلش يا بنتي نسيتك بسبب جنان امك المهم ..لما مازن يجي بالسلامة يارب كده وكان شقي ولعبي ومجننك زي ماانتي مجنناني بالظبط كده ‘‘ هل هينفع تكرهيه ‘‘ هل ينفع تبعديه عنك او تخرجيه من جواكي ‘‘

هند : لا طبعا ده ابني حبيبي

سمير : اهو ده بالظبط الي بقولك عليك ‘‘ انا عارف اني جوزك وانتي مراتي ‘‘ بس اناهكسر القعدة دي واضيف عليها بنتي ‘‘ لاني مش هنسي الجملة الي عم رؤوف قالهالي بعد ما خرجتي من المستشفي يا هانم يا مجنونة ‘‘ الزوجة والزوج يا هند ممكن نبدله ونكرههم ونبعد عنهم ‘‘ اما ولادنا مش هنقدر نعمل ده معاهم ابدا ‘‘ وانتي دلوقتي ومن قبل كده انا شايفك بنتي وهفضل شايفك كده

هند : انت لسه فاكر جملة بابا

ابتسم وهو يريح راسه علي كتفها : مش قولتلك عمري ما نسيت

*********************
الساعة السادسة صباحا

استيقظت زوجة برعي ‘ لتجده مازال مستيقظ‘ جلست بإعتدال وسألته : مالك يا برعي فيك ايه يا خويا انت لسه منمتش ده غلط عليك كده ‘ احنا ملناش غيرك

برعي : لا نمت وصحيت قومي قومي يلا حضري الفطار وصحي العيال عشان ميتأخروش علي مدراسهم ..

نظرت زوجته اليه بلا فهم : حاضر يا برعي من عنيا يااخويا ..

خرجت وتركته الافكار تلعب برأسه ولم يتخذ قراره بعد ‘‘ قام من فراشه ليتخلص من اثار النوم ‘‘ ذهب لدورة المياه اغتسل و لبس ثيابه وخرج ‘‘ ليجد اولاده الثلاث جالسون حول المائدة يتهاوشون ويضحكون ‘‘ جلس امامهم وظل يتأملهم وحديث زوجته دائر في عقله ‘‘ لدرجة انه لم ينتبه لولده الاكبر

بابا بابا بابا ‘‘ ها ايوه يا حسن

حسن : مالك يا بابا مش مركز ليه بنده عليك بقالي شوية

برعي : معلش ياابني دماغي مشغول شوية ‘‘ قولي كنت عايزني في ايه

ابتسم حسن وهو يخرج ورقة من حقيبته اعطاها لبرعي ‘‘ الذي بكي بعد لحظات من قرآتها

برعي : دي درجاتك يا حسن بجد ولا انت غاشش من حد

حزن حسن قليلا ولكنه كان ذو عقل كبير رغم صغر سنه فبرعي دائم الإنشغال منذ ان اسلتم عمله مع خليل ‘‘ فسحب الكرسي المجاور لوالده وجلس يعرض عليه دفاتره ليريه تقييم المدرسين له

فرح برعي بولده كثيرا وربت علي كتفه : انا فخور بيك ياابني وعاوزك دايما ناجح ومتفوق

حسن بفرح فهذه المرة الاولي التي يقام بها حوار بينه وبين ابيه : حاضر يا بابا ان شاء الله ‘‘ بس كنت عاوز استأذنك اني انزل شغل مع بشمهندس محمود صاحب مصنع الغزل الي كنت بتشتغل فيه قبل شغلك الجديد ‘‘ بصراحة هو شايف فيا امل اني ابقي زيه مهندس كبير ومشهور خاصة اني بحب الرياضة اوي وكنت بعدي علي المصنع ساعات كده اساعده في تركيب معدات ‘‘ فهو حابب انه يساعدني بانه يعلمني عن المصانع والمعدات والشغل ده اكتر فإيه رأيك

تجهم وجه برعي واحس بإنقباضة في صدره : مهندس مهندس يا حسن ‘‘ ده انا لسه ياابني ناهي حياة مهندس بإيدي ‘‘ فزع من جلسته وهو يصرخ لا لا …

قبض قلب حسن خوفا من رفض والده : لا لا ليه يا بابا ده مهندس محمود انت عارفه

هدأ برعي وقبض علي كتف ولده : مش ليك يا حسن مش ليك ‘‘ كمل ياابني مشوارك وربنا يوفقك هعمل المستحيل عشان تبقي انت واخواتك احسن مني الف مرة ‘‘ اوعي تكسل عن دروسك ‘‘ وخد لي معاد مع مهندس محمود ضروري

ابتسم حسن وقبل يد والده : شكرا بجد ان شاء الله ارفع راسك قدام الناس كلها

ابتسم له برعي ونظر لعائلته وتوجه للباب مغادرا ليوقفه صوت زوجته

علي فين يا برعي ارجع عن طريقك يا برعي الله يكرمك

لم يلتفت اليها واجابها قبل ان يغلق الباب : هفك الحبل الي خانق رقبتي

تركهم و ذهب
*****************
مرت ثلاث أشهر ومازال البحث مستمر عن خليل من قبل سمير ومصطفي ‘‘

كان حال اسرة رؤوف سيئ للغاية ‘‘ ولكن رؤوف لم يدع اي من هذا يؤثر عليه حول كل مشاعر الحزن والغضب بداخله الي عمل وجهد واجتهاد ‘‘ استعان بشعبان وبكل من يعرفه كي يجهزون الطلبية للمناقصة الخاصة بأخر العام ‘‘ في هذا الوقت كانت علاقة مصطفي وهدي قويت كثيرا استطاع ان يدخل قلبه ويحتويه اكثر من ذي قبل بطيبته معها وتحمله لها ‘‘ حتي علاقته بسمير اصبحت قوية جدا ..

تم تقسيم المال المسترد من خليل علي اربع اكوام ‘‘ لكل اخت جزء وكان يجن كلما يسمع خبر ان نقوده التي كلفته اجمل سنين عمره اصبحت الان بين يد مالكها المستحق .. حاول كثيرا الاتصال ببرعي فهو اكثر رجاله قربا اليه واامنهم ولكن اختفي برعي ثلاث ايام ولم يظهر الا يوم بيع الفيلا كما طلب منه خليل مما بث بداخله طمأنينة …

في فيلا خليل

بدأت المناقصة بين عدة جيران لخليل و شركة هدم وبناء علم سمير بالصدفة حينما رأي حرب ابن شريك خليل من الباطن ‘‘ وقام بتنبيه والدته كي لا تتسرع في اعطاءه الفيلا …

كان سمير يترقب ظهور والده في اي لحظة ‘‘ وعدة من رجال الشرطة حضروا معهم متخفين عل وعسي يظهر خليل ..

بدأت المناقصة القلق والتوتر يسيطر علي الجميع ‘‘ التفاتة من سمير كل دقيقة كي يري هل ظهر والده ‘‘ الي ان وصل سعر الفيلا للحد الأقصي وتم نقل ملكيتها للواء سراج الدين ثابت‘‘ ستتزوج ابنته الوحيدة وعرض كثيرا علي خليل ان يشتريها منه و يعطيه ثلاث اضعاف ثمنها فهو يريد ان يجعلها هدية زواج لابنته ‘‘ ولكن خليل اللئيم كان يرفض و بشدة ‘‘ والان نال ما تمني .. انتهي نقل الملكية اليه وفرح بشدة وشكر سمير علي تقديره للموقف فهو لم يبيعها لصاحب اعلي سعر حرب اللئيم كما والده ولكن قدر انسانية الموقف للواء سراج ..

تركت لهم قدرية كل محتويات الفيلا لم ترد نقل اي شئ منها فكل ما فيها يحمل ذكري سيئه ‘‘

خاب امل سمير في ايجاد والده الي ان ظهر برعي وعزت من العدم ‘‘ ركض عليهم سمير صائحا بغضب

سمير : خلاص البجاحة للدرجة دي جايين برجلكم لحد هنا ‘‘ ياحضرة الضابط هما دول اعوان ابويا في كل شئ ‘‘ امر الظابط بالقبض عليهم

ليصرخ عزت علي برعي : عجبك كده ياسي برعي ‘‘ كنت قاعد في بلدي و مداري في اهلي انا وبناتي ‘‘ فضلت تحرك ورايا وقعدت تزن علي وداني ‘‘ عشان بناتك ‘‘ عشان عيالنا ‘‘ عشان معرفش ايه منك لله يا اخي

اقترب سمير من برعي : انت كنت جاي ليه يا برعي اتكلم ‘‘ من فضلك يا حضرة اللواء اسمح لنا ندخل بس لاخر مرة ننهي الموضوع ده ونمشي

ابتسم اللواء سراج واذن لهم بذلك

سيبهم يا عسكري ‘‘ قالها الضابط ‘‘ اتكلموا واحد فيكم يقول انتوا كنتوا جايين ليه ‘‘ وليه اختفيتوا اصلا لما طلبت النيابة شهادتكم ..

عزت : يا حضرة الضابط ‘‘ يا سمير باشا ‘‘ احنا طول عمرنا خدامين لقمة العيش و طول عمرنا بنفذ كلام ابوك من غير ما نفكر ‘‘ خطف حرق زفت هباب وفي الاخر هو يكبر ويتغني واحنا الناس تقرف منا وتنفر مننا حتي اهلنا بيشوفوا اننا وسخين عشان قبلنا نبقي كده ‘‘ هددنا يا باشا لو اتكلمنا وحكينا القصة من اولها انه هيولع فينا وفي عيالنا ‘‘ وانا مهما كنت ايه ياباشا بس لحد عيالي ولا لا ‘‘ اتخفيت في بلدنا وسط اهلي رجعت لعيشتي القديمة صحيح فلوس قليلة ويوم اه ويوم لا بس كنت بنام وانا مرتاح .. لحد ما جالي برعي وقالي انه بيدور عليا ليل نهار من 3 ايام ‘‘ وحكالي كل الي حصل و تقريبا كده فضل جوه الواحد حته خير ولا ايه وادينا جينا برجلنا عشان نقدم لكم كل حاجة ضد الزفت خليل باشا ‘‘ متزعلش مني يا سمير بيه بس ابوك ده ميشرفش حد ولا احنا كمان بس ادينا توبنا و ربنا يغفرلنا والقاضي يدينا حكم مخفف بقي ..

الضابط : وايه رايك لو اتكلمت انت وهو حكيتوا علي كل حاجة اني اقدر اشهد معاكم واجيب لكم حكم مخفف ..

برعي : بجد يا باشا تبقي عملت فينا جميل عمرنا ‘‘ ويارب عيالي يسامحوني والناس متخدهمش بذنبي ..

اتكلم يا برعي وقول الي عندكم انت وعزت وانا اوعدك اني اجيبلك اخف حكم ممكن تاخده .. قالها الضابط

برعي : شوف يا باشا احنا مكناش بنعمل حاجة بإيدينا احنا بس كنا بنضمن ان الي عايزة خليل باشا بيحصل .

سمير : يعني ايه يعني ‘‘ فهمني اكتر

برعي : يعني مش احنا الي خبطناك بالعربية ‘‘ احنا كنا هناك عشان نضمن خطف هند بنت الحج رؤوف عشان ابوك يضغط بيها عليه ..

سمير بعصبية : نعم امال مين الي كان هيخطفها

اهدي يا سمير بيه الي كان هيخطفها فراش المدرسة ‘‘ الاتفاق كان معاه ‘‘ انه يأخرها عن باقي زمايلها وينادي عليها ان المدير عايزها ضروري ويخدرها واحنا هننقلها ‘ ابوك مكنش غبي انه يضحي بينا بسهولة ‘‘ كان دايما بياجر ناس من جوه المصلحة الي هو عاوز ينهيها ..

سمير : بس ازاي هو مخدش باله منها

برعي : حظها الحلو يا بيه ‘‘ البواب عينه عميت عنها ‘‘ احنا نفسنا منعرفش ايه حصل لدلوقت احنا اتفاجئنا زينا زيك ‘‘ لحد انت ما شفتنا بقي وحصل الي حصل ..

طيب البواب ده نلاقيه فين ‘‘ قالها سمير

البواب ده اسمه عبدالصمد من فرشوط في الصعيد ‘‘ دده كل الي نعرفه عنه لانه اختفي بعد ما فشل ينفذ الي ابوك طلبه منه ..

استدعي الضابط احدي جنوده واعطاه اسم البواب وامره ان يذهب للضابط النبطشي ليخرج له امر ضبط واحضار ..

الضابط : حلو يا برعي حلو اوي كمل بقي وفك لنا كل الالغاز وزي ما اتفقنا انا جنبك ومش هسيبك اعترافتك دي هتبقي في مصلحتك ..

عزت يكمل ما حدث : حتي يا باشا الحريق ‘‘ يارب نتحرق مكان مااحنا قاعدين مش احنا السبب فيه ‘‘ السبب واحد من عمال رؤوف اشتراه خليل بالفلوس ..

كان سمير يسمع ما يرويه برعي و عزت و يشعر انه في فيلم سينمائي ..

اخذ يرويان كل شئ الي ان اتضحت امامهم معالم القضية ‘‘

امر الضابط احضار كاميرات التسجيل الموضوعة في مكتب خليل والتي اطلعه علي مكانها برعي ‘‘ فدائما مان خليل يهوي جمع مستندات ضد عمائلهم في الصفقات حتي ان رفض احدهم طلبه يكسر له انفه بتسجيلات المصورة صوت وصورة ‘‘ حتي المشفي و المال الذي اعطاه لخالد اخبر برعي به لانه هو من ابلغ عنه بعد اتصال هاتفي من خليل له

دلوقتي ظهرت كل حاجة ونقدر الجلسة الجاية نخرج خالد من القضية حتي من غير حضور خليل ‘‘ الي هو كده كده هيطلع له امر ضبط و احضار عشان جرايمه السودة دي ‘‘ هو ايه كان رئيس عصابة ‘‘ انا اسف ياسمير بس بجد دي اغرب قضية استلمها ‘‘ وانت يابرعي انت وعزت علي البوكس عشان نوثق اعترافاتكم في محضر رسمي ‘‘ قالها الضابط

وقبل ان يرحل طلب من سمير ان يلزم الصمت وان لا يخبر رؤوف باي شئ كي لا يصل الي خليل اي شئ و لا حتي عن وجود برعي وعزت لان مهمتهم لم تنتهي بعد ‘‘ تفهم سمير ما قاله الضابط ‘‘ وشكره علي تعاونه ووعد برعي وعزت ان يتولي اسرهم في حال حكم عليهم حكم كبير …..

برعي قبل ان يغادر : يا سمير بيه صحيح احنا فقرا وخدامين القرش والمصلحة زي عزت ما قالك بس لسه في جوانا نخوة ورجولة تخلينا نرفض نبقي عبيد ونشيل بلاوي غيرنا ‘‘ وبعد الي احنا شوفناه من ابوك عرفنا ان الغني غني الاخلاق والنفس والشرف ‘‘ مش عربيات وقصور وفلل

تم توثيق اعترافات برعي وعزت في محضر في النيابة ‘‘ وتم جمع الادلة بسرية تامة ‘‘ وتعاون برعي مع الضابط ومعه عزت في خطوتهم الاخيرة للايقاع بخليل ..

مرت الايام ويحاول سمير السيطرة علي مشاعره لم يعد يعي هل عليه ان يحزن لان المتسبب في كل كارثة حدثت لهم هو والده ام يفرح لان خالد سيسترد حريته قريبا …

ترك كل شئ للظروف اتي الموعد المحدد لجلسة استئناف خالد والتي طلبها محامي الدافع سيف …

كانت قلوبهم ترجف وصممت هدي وهند وحتي هدير علي الحضور .. اجتمعوا جميعا حول خالد ‘‘ كانت عيناه زائغة كأنه يبحث عن شخص ما الي ان ظهر الحج عبدالسلام ‘‘ تهلل وجه خالد فرحا ‘‘ ولكن اختفت سعادته حينما وجده اتي وحيدا ‘‘ رفضت حلا رفضا شديدا ان تحضر هذه الجلسة فمازالت مضطربة من لقائها الاخير مع خالد وما قاله لها ‘‘ لذا فضلت ان تنتظر والدها الي ان يرجع ..

بدات الجلسة وكانت سرية مغلقة كما طلب محامي الادعاء من القاضي بعد ان استعان بضابط التحقيقات لتعزيز موقفه لإقناع القاضي ان سرية الجلسة اولي خطوات الايقاع بخليل ‘‘ فبعد تفريغ كاميرا مكتبه وجدوا مخالفات مالية وعقارية واخلاقية لم يدع شئ منحط الا وفعله ‘‘ ومن حسن حظهم ان القاضي كان من الشرفاء كارهي امثال خليل … فوافق علي طلبهم ..

كانت دموع خالد تنمر دون ارادته حينما وجد ان كل الالغاز والعقد حلت مرة واحدة .. فبعد ان استمع القضاة لشهادة برعي وعزت وحتي بواب المدرسة والذي كان العثور عليه مثل العثور علي ابرة في كومة قش ‘‘ وبعد اطلاعهم علي بعض تسجيلات من كاميرا المشفي التي اكدت تواجده يوم ادعي السرقة علي خالد وخطفه لهدير … ليطلب القاضي وقتا للمداولة

طمأنه سمير بان البراءة مؤكدة ‘‘

عاد القضاة و كان الحكم الذي جعلهم يبكون فرحا ‘‘ تم تبرئت خالد من كل ما نسب اليه وكان حضور هدير له فائدة فقد اقرت انها ذهبت الي منزلهم بمحض ارادتها ‘‘ وسقطت التهم عن خالد و تم الافراج عنه ….

خرج خالد بعد اخلاء سبيله خرج ليسجد سجدة شكر لله علي انقاذه من محنته ‘‘ خرج وهو متخذ قرار ان يرمي كل ما حدث خلف ظهره ليبدا من جديد ..

واول ما فعله هو ان عقد قران هدي ومصطفي ‘‘ دون علم حلا انه خرج كما اتفق خالد معه ..

زفت هدي و مصطفي لمنزلهم ليبدأ سويا حياة جديدة كلها حب و سعادة ..

اصر الحج عبدالسلام علي ان تصعد حلا مع هند وهدير ولم تعي سبب فرحهم ولا ماهي نتيجة المحاكمة ولا اي شئ ‘‘ كانت بلهاء في وسط الاحداث كيف بعد اسبوع من المحاكمة تتزوج هدي ‘‘ كيف تم كل شئ بهذه السرعة ‘‘ ولما لم يخبرها احد بما حدث ‘‘ هل خرج خالد ‘‘ هل نال حريته ‘‘ هل سنل حريته قريبا .. كانت هذه الاسئلة تدور وتدور وتعصف بأفكارها .. لأول مرة تشعر انها غبية كان عليها ان تحضر جلسة المحكمة معهم كي تعرف نتيجة الحكم ..

حلا بصراخ لهدير وهدي : لا بقي بقولكم ايه انا معتش فاهمة اي حاجة خالص ‘‘ حد يفهمني ايه الي حصل ‘‘ رجعتوا من جلسة خالد مبسوطين وفرحانين والحمد الفرج حصل وبعدها هدي تتجوز قال ايه خالد كده هيبقي مبسوط ‘‘ وانتي وهي قاعدين تترقصوا وهدي هدي العاقلة الراسية تتجوز في اسبوع ‘‘ لا بقي خلاص انا هتجنن والله ..

فتح باب السيارة دخل شاب لم تتضح ملامحه بعد وكانت حلا تترقب كي تراه ‘‘ واذ به يخبرها

طيب وايه رأيك لو انا اقولك كل حاجة ‘‘

نظرت حلا لهدير وهند ‘‘ لتجدهما ينظران لسقف السيارة ‘‘

واعادت نظرها وهي تصرخ : خالد انت خالد صح ‘‘ احاطت وجهه بكفيها ‘‘ انت حقيقة صح ‘‘

ضحك خالد ونظر هند وهدير : لاحول الله اتجننت معتش ينفع نتجوز

قرصته من ذراعه ‘‘ انت خرجت امتي وازاي وليه وفين ها انطق كلمني زي ما بكلمك ومحدش قالي ازاي ‘‘ ليه هو انا طيشه ولا ايه ‘‘ اما انتوا الاتنين حسابكم معايا في البيت ‘‘ ونظرت لهند وهدير تتوعدهم

خالد اطلع علي بيت هدي ‘‘

نعم ‘‘ اجابها الجميع في صوت واحد

حلا بثبات : وديني لهدي دلوقت بدل مااعمل لكم جناية

اقترب منها خالد بعد ان امر هند وهدير بالابتعاد قليلا

خالد : حلا يا حبيبتي انا هفهمك عشان معانا بنات اطفال ورا ‘‘ هدي النهاردة واخدة بالك معايا النهاردة هي عروسة ‘‘ عروسة فاهمني وغمزلها ‘‘ ده اولا ثانيا لو مصطفي شاف وشي قبل اسبوع مثلا هيكسر لي رجل ايد ‘‘ ليه بقي عشان النهاردة ها فرحهم وليلة لطيفة وكده وعقابل عندك وعندي و نكهرب الباب عشان اعتذرلك بنفسي عن العك الي قولته في المحكمة ‘‘ فأستعدي بقي يا حبيبتي عشان نبقي عريس وعروسة وكده

تخبضت وجنتاها و شعرت ان قلبها يكاد يقفز من موضعه ‘‘ وقرصته مرة اخري وابتعدت عنه

حلا : انت اصلا قليل الادب

ضحك خالد وانطلق بالسيارة ‘‘ طالعت هند هدير لم يسمعا شيئ مما دار بينهما ‘‘ لتدس هند رأسها بينهما

هند : خالد هو انت قولت لها ايه ‘‘ او كنتوا بتقولوا ايه

بكل ثقة نظرت حلا لخالد : اتفضل قولها وضحكت

صف خالد السيارة علي جانب الطريق ‘‘ مما اثار دهشتهن وقال بحزم ‘‘

خالد : الي هتفتح بوقها هنزلها تاخد تاكسي فاهمين

فاهمين اجبهن في ان واحد

عاد لينطلق بالسيارة من جديد و حلا تحاول كتم ضحكتها ..

************
في قسم الشرطة

كان الضابط يتفق مع برعي و عزت علي الخطوة الاخيرة خاصة ان السنة لم يعد بها الكثير ويجب ان يظهر خليل بنفسه كي يقدم ملف مناقصته ‘‘ ويدفع التأمين المطلوب لها ..

فطلب منهم الرجوع للشركة لانها وسيلة اتصالهم الوحيد واقناعه ان سبب اختفائهم هو التهرب من استدعاء النيابة لهم لإدلاء شهادتهم الاخيرة في قضية خالد ‘‘ ومن ناحية الشرطة تمت اشاعة وتاكيد خبر تأييد الحكم ضد خالد بعام ونصف …

وبالفعل رجع برعي وعزت وبعد ان نالا ما يكفي من الاهانة اللفظية من خليل عبر الهاتف ‘‘ والتي تحولت بعد ذلك الي ثناء عليهم لتصرفهم الاخير في حق خالد ‘‘ خاصة بعد ان تحدث معه محاميه الخاص والذي اكد له الحكم ضد خالد ‘‘ ليخبرهم انه قادم بعد 3 اشهر ونصف اي قبل المناقصة بنصف شهر ..

كانت المكالمة مسجلة وتم اعلام رؤوف بها ‘‘ والذي كان مستعد تماما للمناقصة والمواجهة الاخيرة مع خليل …

**********

اوشك العام الدراسي الاخير لخالد وسمير علي الانتهاء ‘‘ كانت امورهم تسير علي ما يرام ‘‘ وتوطدت علاقتهم جميعا ‘‘ مما شجع قدرية علي فتح موضوع خاص جدا في ليلة سمر لطيفة حيث كانوا جميعا يتناولون الغداء و بعد الغداء ..

طلبت قدرية من خالد ورؤوف وحياة ان تجتمع بهم وفي نصف الاجتماع المغلق ‘‘ فتح خالد الباب وطلب من سمير وهند الانضمام اليهم ..

تعجبا ولكن انضما اليهم ..

رؤوف مبتسما بلا سبب : هو الي انا هقوله ده معرفش هقوله ازاي ومعرفش هيحصل ازاي مش متخيل ان اعقل ولادي بقت عروسة وبيطلبوا ايدها للجواز .

تجمدت هند مكانها ‘‘ ونظر سمير لوالدته في عتب هي لم تخبره اي شئ عن نيتها هذه ‘‘

سمير : والله يا جماعة انا معرفش اي حاجة من الي امي قالتها دي ‘‘ هو انا منكرش اني اكيد عاوز اتجوز هند ‘‘

والله بجد طب كويس : قالها خالد

ابتسم سمير : مقصدش بس قصدي ان طلب عادي ومشروع ..

وقفت هند : ودراستي ومدرستي وصحباتي وكليتي ايه هتجوز واخلف وبس يا سلام مين اداكم الحق اصلا تتكلموا في حاجة زي دي ‘‘ انا مش موافقة .

وقف خالد في عصبية : واضح انك اتجننتي خلاص وفعلا انتي طفلة واحنا غلطانين اننا اتكلمنا قدامك في حاجة زي دي ‘‘ اتفضلي علي اوضتك ..

وقف سمير امامه : خالد اهدي من فضلك مش كده ‘‘ انا مبسوط بيها لانها عفوية وتلقائية وبتقول الي جواها ‘‘ هي صغيرة زي ماانت قولت ومحتاجة توجيه مننا مش نزعق لها و بعدين دي مراتي ‘‘ اصدر رؤوف صوتا يعلن عن وجوده

اقصد المستقبلية طبعا فمينفعش حد يزعقلها غيري و نظر اليها غامزا ‘‘ مسحت دمعها وركضت مختئبة في حضن والدها

هند : بابا انا اسفة مقصدتش اني ارفض الجواز انا موافقة معنديش مشكلة

خالد ورؤوف وسمير في صوت واحد : هند

جلست علي الارض بعد ان جمعت شعرها خلف اذنيها : يا جماعة افهموني انا اقصد ان تعليمي ودراستي وصحابي وحياتي ‘‘ ازاي هتجوز

خالد : يا سلام علي الاولي في الثانوية العامة ‘‘ اولا سمير مكنش يعرف زيه زيك ‘‘ طنط قدرية هي الي طلبتك يا اعقل اخواتك ‘‘ وطبعا الفرح هيكون بعد تانية جامعة زي ما سمير متفق او اقترح عليها من فترة ويكون هو اتخرج وكون نفسه يعني محدش هيعطلك عن العلم ..

هند بإرتياح : طيب طيب اذا كان ماشي لحد مااشوف اصحابي هيعملوا ايه وهنروح كلية ايه كده

خالد يمسكها من ياقتها ” اخرجي من هنا يا هند عشان مرتكبش جناية يلا مع السلامة ..

هند : اخرج يا بابا ‘ خلاص مش عاوزين مني حاجة

رؤوف : ربنا يصبرك ياابني والحمدلله انك موجودة يا ست قدرية عشان تشوفي مرات ابنك العاقلة بنفسك .

اخرجي يابنتي مع السلامة .

خرجت هند وعيناها معلقتان بسمير الذي كان يعلم انها تنظر اليه …

تعاقبت الايام ‘‘ واصر رؤوف ان يعقد قران وزفاف خالد وحلا وخطبة سمير وهند قبل المناقصة بيوم ‘‘ كما طلب من الضابط في اتفاق سري بينهما ..

فلقد اخبر برعي ان يعلم خليل ان ولده سيخطب هند ‘‘ مما جعله يجن وعرف مكان الخطبة ‘‘ وقبل ان يغلق الهاتف توعد للجميع …

واخييييييرا

اتي اليوم المنشود لخالد وحلا كانت فرحته تبلغ عنان السماء ان شمله سيجتمع بحبيبة عمره اخيرا ‘‘

اما سمير وهند كانت فرحتهم مختلفة ‘‘ فكلاهما كان عدوا لأخر والان هما عصفوران حب ..

ومثل هدي و مصطفي ‘‘ عقد القران في المسجد

بعد ان انتهي الجميع من المباركة للعرسان ‘‘ وبدأ الزحام يقل …

جلس سمير مع هند بعيدا عن الاعين بمسافة قليلة ‘‘ فبعد اصرار منه والحاح استطاع ان يزفر بعقد قران بدل الخطبة ‘‘ بعد ان قطع عهدا لرؤوف وخالد انه سيشجعها ويحافظ عليها ولن يراها او يحدثها في الهاتف الا بإذن مسبق ..

وفي وسط الحب والسعادة الظاهرة عليهم جميعا ‘‘ يظهر خليل من العدم بسيجاره الفخم وهو يصفق ‘‘

خليل : برافو عليك يا سمير قدرت تنفذ كل حاجة بتمثيلة حلوة اوي .. وانتي يا قدرية حسابي معاكي تقيل اوي ‘‘ بس اخلص الي انا جاي عشانه وكويس مفيش حد غريب ..

وفي اقل من لحظة كان شاهرا سلاحه الناري في وجهه رؤوف ‘‘ ولم تتدخل الشرطة بعد هم يريدون اعترافا كاملا منه .. وسلامتهم محفوظة الشرطة تطوق المكان ..

اقترب منهم موجه سلاحه في وجه رؤوف

خليل : ايه يااخي انت مش بتموت مش تتهد ابدا ‘‘ من صغرك اقل مني في كل حاجة بس برده بتكسب كل حاجة ‘‘ وجاي دلوقتي تاخد ابني مني ده انا عمرك يا رؤوف سامعني ..

بنتك العيلة دي وكنت هخطفها وتعرف مكنتش هتشوفها تاني عشان احرق قلبك وانهيك من الدنيا خالص ‘‘ معرضك وحرقته ‘‘ ابنك ولبسته جناية ..

بس انا هنا خرجت واتجوزت مع ابنك صحبي واخويا وفي نفس اليوم .. ايه رايك بقي ‘‘ اقتلني لو عندك الشجاعة وعلي فكرة احنا عارفين كل ده ‘‘ كاميرات المستشفي ‘ كاميرات مكتبك ‘ اعترافات البواب وبرعي وعزت ‘‘ ها هتموتني اقتلني بس ده كمان معتش في ايدك لان البوليس محاوط المسجد كله انت ايه معتش عندك حياء خلاص ‘‘ كمان دار المناسبات والمسجد انت ايه يااخي , قالها خالد و هو يقترب منه ولكن اوقفته طلقة من سلاح خليل

خليل : المرة دي في الهوا المرة الجاية في قلبك ياابن رؤوف سامعني ‘‘ يعني ايه يعني في الاخر انا خروف الليلة دي والله مايحصل ولا يكون ..

ارمي المسدس يا خليل وسلم نفسك ‘‘ قالها الضابط

ضحك خليل : انا كده ميت وكده ميت ‘‘ خلاص معتش فارق معايا بس برده لازم احرق قلبك‘‘ يلا يا سمير مش اتجوزتها هاتها وتعالي معايا بسرعة ‘‘ دي تذكرة الامان بالنسبة لنا يلا بسرعة ‘‘

جذبها لتقف خلفه : دي مراتي ولايمكن اخليك تقرب منها او تأذيها سامعني يا بابا لا يمكن ابدا …

جن جنون خليل : انت ايه اتجننت خلاص ‘‘ بتعصي امري ‘‘ ده انا اقتلك قبلها

طلقتان ناريتان متتابعتان :: واحدة اصابت خليل في نصف رأسه ‘‘ والثانية خدشت ذراع هند وسببت في إغماءها حينما رات رأس خليل يخرق بالرصاصة وذراعها تنزف منه الدماء …

في المشفي بعد ان استعادت هند وعييها سمير الجالس جوارها : عملالي فيها رامبو وحبكت توقفي قدامي يعني اهو دراعك بقي فيه خدش ورصاص وغرز دلوقتي ذنبي ايه اتجوز واحدة دراعها مخدوش انا ها ..

لم تكن تقوي علي التحدث بعد فبنيتها الجسدية ضعيفة وما حدث معها اثر عليها عصبيا …

لم يعد يقوي سمير علي الظهور قويا اكثر من هذا ‘‘ احتضن راسها ووضع راسه علي كتفها وبكي بإنهيار

سمير : من وقت ماظهرتي في حياتي وانتي بتديني كل حاجة حلوة وكل احساس حلو حتي من غير ما تقصدي غيرتيني خلتيني بني ادم افضل يا هند ‘ وادام ده كله ابويا ..

وجد يدها تربت علي راسه بخفوت نظر لها ‘‘ ابتسمت له ‘‘ مسح وجهه

قبل يدها قائلا : تعرفي ان لولا تدخلك او تدخل دراعك كنت مت ‘‘ وضعت يدها متثاقلة امام فهمه ‘‘ و بكت بصمت وهي تهز رأسها نفيا كي لا يكمل حديثه ..

ولكن دخل عليهما رؤوف مبتسما : كنت فاكر اني هضبطكم بتتغزلوا في بعض بعد الفيلم الاكشن الي عيشتوه سوا‘‘ ظلمتكم يا ولاد ‘‘ عظم الله اجرك يا سمير ياابني ‘‘ ربنا يجعلك خير خلف لوالدك .. تعالي معايا بره شوية متقلقش علي هند الدكتور طمني انها ساعة بالكتير وهنخرج من هنا .

حاضر اتفضل ” قالها سمير

دخلوا جميعا للاطمئنان علي حال هند التي تلقت دلال لم تلقاه في حياتها

رؤوف : هقولك كلمتين حطهم حلقة في ودنك ‘‘ انا اديتك حتة من قلبي ‘‘ ووثقت فيك انك راجل ‘‘ والراجل يعرف يحافظ علي بنات الناس كويس ‘‘ صحيح هند تبان متكلمة وعنيدة ومشاكسة ‘‘ بس هي توب خام متلوثش ‘‘ فياريت تحافظ عليه ابيض زي مااخدته مني ‘‘ وخليك راجل ليها مش عليها وعاملها بما يرضي الله ‘‘ ماشي ياابني ..

اي مسؤولية هذه التي ولاها رؤوف لسمير بكلمات بسيطة ولاه امر وسعادة وحياة هند ‘‘ ربت علي يد رؤوف .. اطمن يا عمي متقلقش اوعدك مش هخذلك ابدا وهكون قد المسؤولية ….

****************
وطلعتي من المستشفي وامتحنت انا وخالد وسافرت سنة المانيا ادرس هناك اكتر وخالد كان بيأسس المصنع هنا هو مصطفي و رجعت واتدبست فيكي والحمدلله ‘‘ عرفتي بقي اني مش محتجاك تفكريني لاني عمري ما هنسي وعمري ماهبطل اقولك يابنتي لانك امانة يا حبيبتي ااتمنت عليها وبإذن الله ربنا يقدرني واسعدك طول ماانا عايش ‘‘

ياه يا سمير انا بجد بحترمك وبحبك اوي اوي ‘‘ ربنا يخليك ليا ويخلينا لبعض …

امين يارب يا احلي حاجة حصلت لي في حياتي ..

طيب يلا بقي فسح شوية كده ‘‘ عاوز انام حاسة ان ابنك رجله هتطلع من بطني خلاص ‘‘ طالع شقي اوي زي ابوه ..

استلقت هند علي الفراش ‘‘ ليقترب منها سمير حد الالتصاق ..

انا شقي و ابني رجله هتتهوي ها ‘‘ قالها وهو يمرر اصابعه بخفة علي ذراعها

اه ياسمير اه وبعدين انت مالك بتبصلي كده ليه ‘‘ لالالا كله الاالبصة دي الي اتسببت لي في الواد ده ‘‘ بقولك ايه ابعد والله اولد دلوقت انا بقولك اهو

ابتعد سمير عنها وهي يضحك والله انتي مجنونة هو انا الي عملت الواد ده جبته من السوق بلعيته انتي ‘‘ ما انتي كنتي موافقة يا جميل ‘ وغمزلها

ضربته في كتفه ‘‘ من فضلك قومني كده وضعي بقي صعب بقيت شبهه البطيخة ‘‘ قومني قومني

ليستلقي سمير جوارها ويحيطها بذراعيه ‘‘ ويهمس لها

احلي بطيخة في حياتي ‘‘ لتجيبه بدلال ‘‘ سمير الله والله هولد ‘‘

ليضحك مداعبا انفها اولدي ياحبيبتي عادي ‘‘ احنا هنتناقش بس بهدوء في الموضوع ده ..

ضحكا سويا ليندمجا معا في السعادة والحب و الأمان الذي وجدوه بعد ما مر عليهم …….

نهاية الحكايات

التقي معكم وبكم مجددا في قصة جديدة كونوا بالقرب …

غادة الكاميليا ..

 

error: