رواية عشت معاه حكايات

الفصل العاشر

احيانا القدر بيكون مرتب لنا حياة غير الي احنا عايزينها خالص ‘‘ و كتير بنلاقي الحب والحنان مع الغريب اكتر من اهلنا ….

ظلت هدير غائبة عن الوعي لمدة لا تعلمها ‘‘ الا حينما افاقت لتجد وجوه تحيطها من كل اتجاه ‘‘ فتحت عينيها تحاول اكتشاف من حولها وصدمت حينما رأت انها اسرة رؤوف الرجل الذي كادت حياته تنتهي بسبب والدها ‘‘ تذكرت ما حدث لها و لأخيها حتي هند المسكينة لم تسلم من شر خليل ابيها الجشع ‘‘ الاف الاحاديث داخلها ‘‘ الدموع حبيسة عينيها ‘‘ تسمعهم يحدثونها يريدون الاطمئنان عليها ‘‘ تري الخوف ظاهر في ملامحهم للمرة الأولي تشعر بالدفئ الاسري ..

حاولت ان تتحدث ولكن ربت رؤوف علي كتفها بحنو مبتسما

رؤوف : حمد الله علي سلامتك يا بنتي ‘‘ متتكلميش دلوقت ‘‘ خليكي مرتاحة واشربي العصير ده ولما تحسي انك احسن ‘‘ تعالي مع اخواتك مش هنتغدي غير وانتي في وسطنا .. يلا ام خالد نسيب البنات براحتهم ونخرج احنا ..

حياة : حاضر يا ابو خالد يالا بينا ‘‘ حمدالله علي سلامتك يا هدير يا بنتي قلقتينا عليكي ..

خرجت حياة و زوجها وتركت هدير مع ابنتيها ..

في المشفي

خالد : ها يا سمير قررت لما تخرج من هنا هتعمل ايه

سمير يريح رأسه علي الوسادة : والله يا خالد مش عارف لسه هعمل ايه ‘‘ بس الي انا واثق منه ان معتش ليا مكان جنب ابويا تاني ‘‘ انا خلاص تعبت منه وتعبت من كل العداوة و مقاطعة الناس بسببه

خالد : بص يا سمير انت معاك حق تستغرب من تصرفات والدك او حتي تكرهها زي ماانت قولت ‘‘ بس ملكش حق ابدا انك تبعد عنه وتسيبه او تقاطعه

سمير بنفاذ صبر : يا خالد صدقني الامور بقت اكتر من تحملي الطبيعي كبني ادم ‘‘ انا عندي عمات اعرف بس اسمائهم معرفش اكتر من كده ‘‘ جدتي الست الي هي سبب اساسي في كل الي احنا فيه ده سواء الغنا او حتي المعاملة واسلوب ابويا في دار مسنين وحتي الزيارة ليها ممنوعه طبعا بنفوذ الوالد العزيز ‘‘ وامي امي اااه يا خالد مش عارف اقولك ايه بس ‘‘ ياما حاولت تبعدني عن طريق ابويا بس انا ولا سمعت لها ‘‘ حتي انت يا خالد…..

انا ايه يا سمير اتكلم ‘‘ قالها خالد

سمير : انت كمان شربت كرهك كأني اسفنجة من كلام ابويا طبعا ‘‘ ومش عارف ازاي ولا مرة حاولت اني افكر او اوصل للحقيقة انا بجد قرفان من نفسي ومن حياتي و خايف من التغير المفاجئ الي بيحصل لي ده

اقترب خالد من سمير ‘‘ جلس جواره وبدأ يتحدث معه

في منزل خليل شرف

قدرية تقطع الفيلا ذهابا وعودة يتأكلها القلق علي طفليها ‘‘ وتكاد تجن من عدم اهتمام زوجها المحب لنفسه ان يطمئنها او حتي يرد علي اتصالها … ولكنها لم تيأس و ظلت تخاطبه منتظرة ان يرد عليها واخيرا اتاها الرد

خليل بضيق : ايوه ياام سمير خير ‘‘ انتي مبتزهقيش من الزن في البيت وهنا كمان

قدرية تحاول تمالك اعصابها : ام سمير هه بمناسبة سمير عرفت تلاقيه و تفهم منه حصل له ايه ‘‘ و هدير بنتك وحيدتك عرفت تلاقيها هي كمان ‘‘ ولا خلاص حبك للانتقام والصفقات و الغدر الي ماشي دمك بقي اهم من اي حاجة حتي ولادك ‘‘ اسمعني كويس يا خليل ودي اخر مرة هقولهالك …

لم يعطها فرصة كي تكمل حديثها و صرخ عليها

خليل : بقولك ايه يا بومة انتي ‘‘ والله لو ما سكتي و اتخرصتي لأوريكي شغلك ‘‘ ايه انتي مش بتفصلي غم غم غم جتك الغم ‘‘ عيالك خلاص يا ختي راحوا لأكتر حد في العالم انا بكرهه ‘‘ بس والله ما هسيبهم وهعرف اربيهم كويس اوي ‘‘ لان لو تخميني صح والمحروسة بنتك هي كمان مستخبية عنده والله ما هحلها من ايدي سمعاني ‘‘ اما البيه سمير انا هعرف ازاي اجيبه راكع ‘‘ يلا سلام يا وش النكد

استني استني يا ابو عيالي ياابن الاصول .. قالتها قدرية

ها خلصتي ولا عندك رغي تاني .. قالها خليل

لتجيبه قدرية : اه ياابن الناس الطيبين ‘‘ انا عندي الناهيه اسمعني كويس لأني دي اخر مرة هتكلم معاك فيها و مش عوزاك تفرح لاني مش همشي ومش هسيب بيتي ‘‘ بس يا ابو سمير يا جوزي الي كنت فكراه محترم لو معدلتش من نفسك ‘‘ ورجعت لي ولادي وصلحت كل الغل والعفن الي حواليك ده ‘‘ كل فلوسي هسحبها ومش بس كده لا الخطوة الي بعدها هتبقي المحكمة ومش عشاني او عشان اطلب الطلاق لالالا لا سمح الله عشان اقدم المستندات المزورة الي انت عارف هي بتاعت ايه وهقف مع اخواتك البنات لحد ما ياخدوا حقهم ‘‘ سمعتني كويس ‘‘ ومن غير سلام

اغلقت الهاتف في وجهه ‘‘ كانت يداها ترتجفان من الغضب ‘ الخوف لا تعلم السبب الحقيقي ولكنها تعلم انها فعلت وقالت ما كان يجب عليها ان تفعله منذ زمن مضي …..

اما خليل فأخرج مستند من خزانته و اخذ يفتش به وهو يتمتم الي ان اغلقه واعاده للخزنة مرة اخري قائلا : خلاص يا خليل الكل عايز ياخد فلوسك ‘‘ الكل سن سنانه عليك ‘‘ بس لو فيها موتي مش هيحصل ابدا ‘‘ فتح درج مكتبه واخرج مسدسه بعد ان لقمه بعدت رصاصات وخرج مسرعا …

في منزل رؤوف

كان الصمت رابعهم ‘‘ فقط نظرات حائرة تدور بين ثلاثتهم هدير‘ هند ‘ هدي

الي ان قررت هدير قطع الصمت وبدأت تتحدث

هدير : هند ارفعي راسك وتعالي جمبي ‘‘ مش احنا اصحاب ‘‘ ولا هتاخديني بذنب ابويا .. واطرقت برأسها للأسفل وانسابت من عينيها دمعة.

لكزت هدي هند في ذراعها واشارت برأسها لهدير

اقتربت هند من هدير وضمت يدها بين كفيها

هند : ايه يا ديرو الي انتي بتقوليه ده ‘‘ احنا اخوات دلوقتي مش بس اصحاب ‘‘ اسفه علي رد فعلي بس انتي لو مكاني كنتي هتعملي كده برده متزعليش

نظرت هدير لهند وارتسمت علي شفتيها ابتسامة

هدير : صدقيني انا مش زعلانة منك ‘‘ انا يهمني اني افضل صحبتك طول العمر

وحضنت كلا منهما الاخري

حياة : بصراحة يا حج هدير صعبانة عليا لسه صغيرة علي كل الي بيحصل حواليها ‘‘ والبت هند مقصوفة الرقبة عاملتها وحش اوي بس لما اقعد معاها هعرفها شغلها

رؤوف : ياه ياام خالد كل مدي بحس اني اخترت صح فعلا ‘‘ ست اصيلة و كمل ‘‘ ربنا ما يحرمنا منك ‘‘ بس معاكي حق والله غلبانه ومسكينة وكمان امها بعيدة عنها ‘‘ بس طبعا احنا هنستقبلها و متخافيش مش هيحصل الي انتي خايفة منه ‘‘ اما هند سيبيهم هما هيتصرفوا مع بعض متقلقيش

حياة : يارب يهدي النفوس ويهدي العاصي

رؤوف : يارب يا ام خالد ‘‘ يلا يلا ابدأي حضري الغدا ‘‘ عشان انا متأكد ان هدي ربنا يسعدها هتعرف تحل الامور بينهم

ابتسمت حياة وربتت علي كتف زوجها و ذهبت لتحضر طعام الغداء ..

تري ماذا سيحدث لهم بعد ذلك

ولم اخذ خليل اللئيم المسدس و اين ذهب

وهل ستنفذ قدرية تهديدها

error: