رواية عشت معاه حكايات

الفصل الواحد والعشرون

طرقات علي الباب ‘‘ تعجبت هند من ياتري قادم لزيارتهم ‘‘ ذهبت لتفتح الباب بعد ان اغلقت غرفة الجلوس خلفها ‘‘ لتجده سمير مبتسما

سمير : ازيك يا هند عاملة ايه ماما موجودة

هند بتوتر : اه اه اتفضل

ليقاطعها سمير : بس انا مش لوحدي انا جايب العيلة معايا

تعجبت هند من ما قال ولكنها فهمت حينما وجدت هدير تدفعه بعيدا

هدير : اه عشان كده طلعت قبلنا كلنا طيب طيب عن اذنكم بقي ورانا حفل لم شمل محصلش وورانا قضية لازم نكسبها ‘‘ دخلت هدير وهي تنده علي حياة

طنط حياة طنط حياة انتي فين يا هدي : كانت تنادي عليهم بشغف ‘‘ جعلهم يتدافعون ليروا من بالخارج ولم تناديهم هدير هكذا

خرجت حياة لتجد هدير وسمير يقفان وعلي وجههما ابتسامة ود ومن بعدهم دخلت قدرية تليها ‘ سامية ‘ ومن بعدها سهيلة ‘ واخيرا رشا

بكت حياة فرحا حينما رأتهم حولها و اقتربت منهم

حياة بسعادة مختلطة بالدموع : يااااه بعشرة عمري الحلو والله دخلتكم عليا فرحتني كأنها دخلت ابو خالد وخالد ربنا يفك ضيقتهم يارب

وبعد السلام والقبلات ودموع الفرح

قالت قدرية بحزم : متقلقيش ياام خالد كلنا معاكي وضد خليل الظالم ‘‘ انا خلاص بعت كل حاجة عندي و لغيت التوكيل الي كنت عملاه لخليل وربنا قدرني ارد ورث البنات من تاني ‘‘ وهرجع افتح ورشة ابويا تاني وان شاء الله كل الي جاي هيبقي خير وفرح علينا كلنا باذن الله .. كانت قدرية تلاحظ ان عينا سمير معلقتان علي هند مما جعل قلبها ينتفض فرحا ‘‘ لان دعائها لم يضع هباءا منثورا وعوض الله ابنها ببيت حنون ‘ تقي ‘ وفتاة رائعة ‘ حمدت الله من داخلها انه لم ينساق خلف ابيه ‘‘ وان الله عوضها خيرا وعاد ابنها اليها

سهيلة : متقلقيش يا حياة احنا عشرة عمر ‘‘ صحيح السنين خدتنا من بعض بس من يوم ورايح هنرجع زي زمان فاكرة زمان يا حياة

حياة : ياااه يا سهيلة هي دي ايام تتنسي ‘‘ كنا دايما نجتمع عندكم يوم الخميس نتغدي ونسهر وحتي في العيد كنا دايما مع بعض والحج عبدالسلام ‘‘ كانت ايام جميلة وان شاء الله ولادكم وخالد وسمير يرجعوها تاني بس ربنا يطمنا عليه وعلي ابوه

هدي بإبتسامة : سعيدة اني شفت حضرتك يا طنط عرفت دلوقتي هدير طالعة جميلة لمين ‘‘ و طبعا طنط سهلية و رشا و سامية فرحانة اني شفتكم بجد ‘‘ اكيد عارفين طنط سوسن و مصطفي ابنها خطيبي ‘‘ قالتها وتحول وجهها للون الوردي ‘‘ ولكنها اكملت حديثها ‘‘ كنا بنقرأ الفاتحة وقت البوليس ما جه وحصل الي حصل

واساها الجميع وحياة ايضا ‘‘ واخبرتهم سامية انها طلبت من رشاد ان يأتي بالمحامي التي انهي التعاملات لقدرية يبدو انه مجتهد

وهنا اصدر سيف صوتا يعلن عن وجوده : ايه يا جماعة هو انا قصرت معاكم في حاجة

لم تفهم السيدات قصد سيف ‘‘ ليوضح لهم سمير

سمير : معلش يا سيف انت شايف كل حاجة بتحصل بسرعة مش لاحقين ناخد نفسنا ‘‘ فعماتي ميعرفوش انك محامي كمان مصطفي قاعد ساكت متكلمش فهما قصدهم يطمنوا بس علي خالد وعم رؤوف

سيف مبتسما : ولا يهمك حصل خير ‘‘ انا كده كده كنت همشي عشان الحق اجهز التوكيل للمرافعة عنهم و كمان ادرس القضية بشكل افضل طبعا زي ماانت عارف مش هينفع نقابلهم ولانشوفهم غير بعد اربع ايام وقت عرضهم علي النيابة فربنا ييسر ‘‘ وبعدين حتي لو عايزين تجيبوا محامي تاني انا مش هزعل من ده بالعكس ده شئ يسعدني ويفيدني اكيد ‘‘ يلا عن اذنكم

وقفت سهيلة معتذرة من سيف ولكنه تفهم الامر جيدا ‘‘ تركهم وذهب ‘‘ وعقب ذهابه ‘‘ حضر رشاد ومعه المحامي الاخر وكان كلامه كسيف تماما انهم لن يتمكنوا من مقابلة خالد ولا رؤوف الا بعد اربع ايام

ذهب هو الاخر و من بعده سوسن و اخذت سامية اذن زوجها ان تبقي من زوجة اخاها وجارتها القديمة الا ان تطمئن عليهم ‘‘ سمح لها رشاد و اخبرها ان تتصل به ان احتاجت اي شئ

جلسن يتسامرن وكل واحدة منهن تروي للاخري عن حياتها التي مضت ‘‘ و حان وقت رحيل مصطفي سمير الي مكان ما يعرفه سمير وحده

قبل ان تغلق هدي الباب خلفهم وقف مصطفي امامها مبتسما مما اثار تعجبها

مصطفي : شكرا يا هدي ‘‘ شكرا لانك عرفتيني ليهم بصفتي خطيبك

هدي تحاول كتم ضحكتها لقد انتقل اليه توترها وعدم قدرتها علي صياغة الحديث في معظم الاوقات لترد عليه : وهو احنا مش اتخطبنا يا مصطفي ‘‘ ولا انت ليك رأي تاني بعد الي حصل لبابا وخالد

مصطفي : لالا مش قصدي صدقيني ‘‘ انا بس مبسوط ان انتي اعلنتي عن ارتباطنا قدامهم

هدي : انا فاهمة يا مصطفي متقلقش ‘‘ متوتر ليه كده ‘‘ المهم طمني علي نتايج المشوار المجهول الي انت رايحة انت وسمير وخد بالك منه لانه مجهد ولسه تعبان

تغير وجه مصطفي وحاول تمالك اعصابه : نعم بتقولي ايه ؟! مجهد وتعبان هو انتي خايفة عليه يا هدي ؟!!

هدي بحرج هي لم تقصد ما فهمه مصطفي : مش قصدي يا مصطفي بس هو فعلا لسه تعبان ده مخبوط بعربية نقل ومرتحش وزي ماانت عارف وشفت ضلوعه لسه الجرح ملتأمش و زي ماانت عارف اكيد ان هو الخيط الوحيد لبراءة بابا وخالد و بعدين لو انا قلقت علي سمير ‘‘ كنت هوافق اتخطب لك ليه ‘‘ اتقضل يا مصطفي الله يهديك احنا في ايه وانت في ايه

مصطفي يحاول ان يسيطر علي قلبه الذي ينبض بقوة : يعني اه صح اكيد زي ماانت بتقولي بس انا يعني من حقي اغير صح ‘‘ وبعدين هو انتي مقلقتيش علي حد قبل كده ‘‘ اقصد يعني

هدي وهي تضحك : مصطفي انت بتقول ايه ايه كلامك الملغبط ده ‘‘ مع السلامة مع السلامة

يا هدي استني بجد ‘‘ قالها مصطفي

نظرت له بغضب : ايه هنهرج سوا بقي ولا عشان خالد مش موجود هننتهز الفرصة ونقعد نتكلم بقي يلا اتفضل خدوا بالكم من نفسكم مع السلامة ‘‘ واغلقت الباب في وجه مصطفي

الذي نزل الدرج ليلحق سمير ‘‘ وكان يتحدث مع نفسه ‘‘ لدرجة انه لم يشعر ان الباب امامه و اصطدم به

سمير يقهقه : انت اتجننت يادرش ولا ايه بتكلم نفسك من دلوقت ‘‘ امال بعد ما تتجوز هتعمل ايه

تنفس مصطفي بهدوء : اصل انت يا سمير متعرفش هدي دي هدف بالنسبة لي من وقت ما بدأت افهم يعني حب ‘‘ مع اني عمري ما اتكلمت معاها او مثلا شفتها بلبس مثير او تصرف ما لفت انتباهي ليها ‘‘ بالعكس دي ملتزمة جدا في كل شئ ‘‘ وسبحان الله من وقت ما شفتها وعيني جت في عينها مرة واحدة بس حسيتها اسرت قلبي بحبها ومن وقتها وانا بدعي انها تكون من نصيبي و بعمل كل شئ عشان اوفر لها مستقبل كريم يليق بيها

سمير منبهر بما يسمع ‘‘ للمرة الاولي يقترب من اصحاب الطبقة المتوسطة كما يطلق عليها مجتمع الاغنياء ‘‘ لاول مرة يعلم ويتأكد ان حياتها قبل توبته هذه كانت فارغة مزيفة وان الغنا والارث الحقيقي ليس مال فقط ولكنه اصدقاء يدعموك واهل يغدقون عليك بحبهم و حياة كلها عمل وحب وصفاء

سمير : ربنا يسعدك يا مصطفي ‘‘ انت تستحق كل خير وانسه هدي كمان ‘‘ خلينا في مشوارنا بتاع النهاردة بقي ‘‘ انت جاهز تمشي معايا للنهاية ‘‘ اي ماكان هنقابل ايه‘‘ بس المهم نوصل لبراءة خالد

ربت مصطفي علي كتف سمير : طبعا من غير ما تقول خالد ده اخويا وصاحبي المقرب قبل ومن غير موضوع هدي اصلا ‘‘ فانا معاك بس فهمني ناوي علي ايه

سمير : علي خير يا مصطفي ‘‘ يلا بينا نطلع علي اول الشارع نشوف تاكسي يوصلنا وهفهمك كل حاجة انا عارف اول الخيط لبرائتهم

مصطفي بلا فهم لم قاله سمير ولكن حياة خالد ورؤوف تستحق منه كل اهتمام لذا وافقه دون نقاش : ماشي يا سمير يلا بينا

error: