رواية عشت معاه حكايات

الفصل الثامن

وصلت هدير الى احدى احياء مصر القديمة التى تتميز بمنازلها المصممة على الطراز القديم حى هادئ ومسالم اخذت تنظر الى ارقام البيوت حتى وجدت ضالتها منزل رقم (5) دخلت الى المنزل واخذت تصعد درجات السلم وهى تضم حقيبتها لا تعلم كيف سيستقبلها اهل المنزل ولا ماذا ستقول لهم وصلت الى الشقة المطلوبة اخذت تطرق الباب .. اتى صوت هدى من الداخل هند الباب بيخبط افتحى عشان انا وماما بنعدل حاجات فى المطبخ

قامت هند متثاقلة طيب يا هدى طيب .. ذهبت الى الباب وفتحته لتجد هدير امامها ممسكة حقيبة صغيرة وعلى ظهرها حقيبة مدرسية ما ان راتها هدير حتى القت نفسها بحضن هند واخذت تبكى جذبتها هند الى الداخل واجلستها على مقعد وجلست امامها محاولة ان تفهم ماذا حدث معها

هند : مالك يا هدير فى حاجة حصلت معاكى طمنينى

خرجت حياة وهدى من المطبخ على صوت بكاء هدير الذى ارتفع ما ان سالتها هند ما بك .. التفا حولها من هذه يا هند مسحت هدير دموعها ووقفت لتعرفهم بنفسها

هدير : اسفه ان كنت جيت من غير معاد انا هدير خليل شرف زميلة هند فى المدرسة واخذت تقص عليهم كل ما حدث معها

وصلا برعي وعزت الى مكتب خليل : اهلا يا خليل باشا خير احنا جينا جرى زى ما حضرتك امرت

ما ان راهم خليل حتى ركض اليهما واخذ يضربهما بشكل عشوائى وهما يستغيثان ليعرفوا ماذا حدث وماذا فعلوا لكى يثور عليهم هكذا

خليل غاضبا : حيوانات انتوا شوية حيوانات انا طلبت منكم تخطفوا البنت الصغيرة بهدوء عشان تبقى وسيلة ضغط رؤوف الى عرفت انه عاوز يدخل قصادى فى صفقة العمرية بتاعت الخشب تقموا انتوا بكل غباء تخبطوا ابنى وكان هيموت بسببكم اعمل ايه انا دلوقت فيكم كل حاجة راحت منى بسببكم اغبيا .. جلس على مقعد خلف مختفه واخذ يزفر بقوة

عزت بهدوء : يا باشا والله اول ما قفلت معانا وقلت لنا اختفوا طالما سمير بيه ممكن يكون شافنا نفذنا ده فورا صدقنى ده كل الى حصل منعرفش اى حاجة تانى غير كده

نظر لهم خليل بغضب : اسمعونى كويس لو عرفت واتاكد شكى انكم السبب فى الى حصل لابنى مش هرحمكم سمعتونى امشوا من قدامى

خرج برعى وعزت وهما غاضبان ويتحدثان سويا : هو بيعمل معانا كده ليه هو نسي انه فى يوم من الايام كان صبى زينا لو ضحك على الحج صبحى وخلاه جوزه بنته والفلوس الى اكلها من حق اخواته البنات فى ورث ابوه .. نظر عزت لبرعى بعد ان انهى كلامه : طول عمرك هتفضل غبى بطل تهلفط فى الكلام احنا خدامين لقمة العيش وبس ولا لينا كان ايه ولا هيبقى ايه حتى امشى من سكات واسكت

كانت هدى وحياة تستمعان الى حديث هدير الباكية بتاثر لحالها ممزوج بغضب فهذه ابنه الرجل الذى تسبب لهم بكل كوارث حياتهم انتهت هدير حديثها : ده كل الى حصل يا طنط ولقيت نفسي بمشى لحد رجليا ما جابتنى لحد هنا

نظرت لها حياة نظرة خاوية اكتفت ان ربتت على كتفها قائلة : اهلا بيكى يا بنتى ده بيتك عن اذنك هدخل ارتاح شوية

اما هدى فقد كانت صدمتها اكبر من تحملها فطلبت من هند ان تصطحبها الى الداخل لتبدل ثيابها وتسترح قليلا تركتهم ودخلت الى مكتب والدها واخرجت هاتفها وطلبت رقم خالد ما ان اتاها الرد صاحت به : لا بقى فهمنى انت قاعد جنب ابن الى شل ابوك واختك جايلها واحدة بتقول انها صاحبتها واخت الشاب الى انت معاه دلوقت فى حاجة غريبة بتحصل وانا لازم افهمها امك من وقت ما سمعت اسم البنت الكامل وهى مصدومة وكويس انها متكلمتش معاها انت هتيجى امتى يا خالد .. يا خالد انت سامعنى

خالد مصدوم مما سمعه من هدى : ايوه يا هدى سامعك بس اشمعنى اختارت بيتنا احنا تحديدا تيجى فيه عامة سمير بيكلم ابوه جوه عشان يعرفه مكانه وانا شوية وهاجى المهم ابوكى زمانه على وصول اوعى تعرفيه حاجة سمعانى .. حاضر يا خالد سلام

ما ان اغلقت هاتفها لتجد جرس الباب يرن فتحت وهى مصدومة والدها بدون كرسيه المتحرك فقط عكازين وعم رفيق خلفه والابتسامة على وجههما .. تهلل وجهها هى الاخرى ونست للحظات هند وصديقتها وفتح الباب لهما

هدى : ماشاء الله يا والدى انا فرحانة جدا حضرتك فى اقل من شهرين وقفت على رجلك دى معجزة الحمد لله لازم انادى ماما تيجى تشوف هتفرح اوى

جلس على المقعد بمساعدة رفيق : اقعد يا رفيق ارتاح انت كمان انت تعبت معايا اوى الشهرين الى فاتوا دول كتر خيرك

رفيق : انت بتقول ايه يا حج رؤوف بس احنا اخوات متقلش كده يلا بقى استاذنك عشان الحق اتغدى مع الولاد

حياة تخرج من غرفتها بسعادة كبيرة على وجهها بعد بشارة هدى لها : لا ازاى لا يمكن انا هكلم ام مصطفى واستاذنها انك تتغدى معانا النهاردة متكسفش ابو خالد وكمان لازم تبقى موجود عشان ترحب بالضيفة .. ربنا يخليك لينا يارب يا حج والبيت يفضل مفتوح بحسك ويارب يتم شفاك على خير

رؤوف : امين يارب يا حياة بس ضيفة مين دى

حياة : بنت خليل شرف ..

رؤوف ورفيق فى ذهول من ما سمعاه بتقولى مين

حياة : هدير بنت خليل شرف يا رؤوف بنتك هند هتنقطنى جيباها لحد هنا معرفش البت دى اتجننت ولا ايه .. وهنا تنضم هدى اليهم بعد ان تعبت من الاتصال على خالد الذى كان مشغول بقضية اخرى مع سمير

هدى : مش وقته يا ماما حرام عليكى والى فهمته من خالد ان البنت متعرفش اى حاجة عن ابوها ولا حتى هند ارجوكى اهدى شوية لحد خالد ما يرجع من المستشفى

وهنا سقطت حياة جالسة على المقعد وهى تلطم على صدرها مستشفى ايه ليه فى ايه يا هدى طمنينى .. تدخل رفيق فى الحوار ايه هدى يا بنتى مستشفى ليه

هدى تسرد لهم ما حدث من اوله الى اخره والجميع مصدومين بشدة

فى المستشفى قبل قليل طلب سمير ان يبلغ والده ورفض خالد ليمنع اى صدام بينهم ولكن امام اصرار سمير رضخ لطلبه واخرج رقم والده واعطاه الهاتف

سمير : الو ايوه يا والدى انا سمير

خليل لا يكاد يصدق اذناه ونظر للهاتف ليجد انه هاتف سمير حقا اجاب بلهفه : ايه يا سمير ايوه يا ابنى انت ين ايه جرالك اختك مشت وسابت البيت يا ابنى وانت معرفش مكانك فين طمنى ياابنى

سمير : يابابا اطمن انا فى مستشفى …. وهدير وهنا اشار له خالد اطمن هدير عندنا فى البيت بس متقولش دلوقت اشار له سمير براسه بالموافقة

وهنا صاح خليل مناديا : ايه ياسمير انت كويس يا ابنى سكت ليه ومين الى جنبه ده

سمير متنبها الى والده الذى مازال معه على الهاتف : ايوه يا بابا انا كويس والى جنبى ده خالد رؤوف عبد السلام يا بابا الى انقذنى واتبرعلى بدمه

وكانت اجابة سمير بمثابة الضربة القاضية لخليل : بتقول مين يا استاذ خالد ابن رؤوف الى انقذك ده انا اصدق ان الدنيا ممكن الشمس تطلع فيها مكان القمر ولا ان ابن رؤوف يساعدك

ضحك سمير لسذاجته ظن ان والده من الممكن ان يتغير ولكن من الواضح انه يحتاج صفعة اقوى من خسارة اولاده : على كل حال يا والدى انا كلمتك عشان اطمنك بس مش اكتر وبكرة ان شاء الله هخرج من المستشفى مع السلامة

صاح خليل ثائرا غاضبا : بتقول ايه يا حبيبى مع السلامة اه انا خمس دقايق وهكون عندك انت وابن الغالى رؤوف

كان خالد يستمع لحديث خليل دون قصد ولكن انهى اتصاله مع هدى ودخل على سمير ليجده يحاول التفاهم مع والده ولكنه يابى ذلك

سمير معتذرا من خالد : اسف يا خالد مكنتش احب انك تسمع الى حصل ده انت كنت ماشى صح

خالد مبتسما : متقلقش كده يا سمير واه كنت ماشى بس دلوقت هقعد استنى والدك

نظر له سمير متعجبا : ربنا يستر

نزل خليل من مكتبه وامر السائق ان يوصله الى المستشفى …. باقصي سرعة

error: